السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجتمع وخصوصية
من يستطيع قراءة المجتمع السعودي ليس عبقرياً في علم الاجتماع وحسب بل إنه جريء إن استطاع اعلان نتائج تلك الدراسة..؟؟
حيث ان المسافة التي تفصل بين الممنوع والمسموح أحيانا لا يتتجاوز المتر وأحيانا لا تتجاوز قناعة فرد أو آخر.. وهذا التشابك ربما هو أحد محفزات تأكيد الخصوصية السعودية التي جعلتنا نناقش بجرأة وثقة مشاكلنا الاجتماعية في كل الفضائيات العربية دون محطاتنا السعودية..
نعم نحن نعاني ما يشبه انفصاماً اجتماعياً معلناً تارة ومخفياً تارة أخرى..؟؟ نجاهر به حينا ونخجل من الاعتراف به تارة أخرى..؟؟
بعضنا يتحدث عن حياته خارج المملكة في سفرياته كما لو كان يتحدث عن رجل آخر ومن جنسية أخرى .. الإشكال يتزايد ان بعض نسائنا باتت تعاني من انفصام الشخصية الاجتماعية ايضا حيث تتغير وفق متطلبات اللحظة وليس الحياة...؟؟
قد تكون البداية حين اعتقد المجتمع وفق ثقافة عامة ان الحرام والحلال يرتبط بالنوع أكثر منه تشريعاً اسلامياً، نعم سيطرت ثقافة العيب على مجتمعنا وفق منظور يحصر الخطا بالأنثى ويقلل من ذلك بالنسبة للرجل وتحولت فلسفة الرجال ناقل عيبه الى منظومة المجتمع السعودي عموما حيث تحولت تلك الخصوصية إلى مواقع أخرى... بل اتسعت بحيث نرى أن هناك متسابقات في السيارات والخيول سعوديات فيما يرفض مجلس الشورى رياضة البنات في المدارس ليس لأنها حرام بل لأن ضغط الخصوصية السعودية أراد ذلك...؟
الخصوصية باتت شبحاً يضغط على كل شيء، بل ان بعضنا يتكلم عن عمل المرأة وفق الشريعة الإسلامية..؟؟ السؤال هل هناك امرأة سعودية سوف تقبل عملاً يخرجها من ملتها..؟؟ من لا يعرف الإجابة عليه أن يذهب للجمعيات الخيرية ومواقع العمل الخيري ليعرف حال المرأة السعودية وعمق حاجة بعضهن وحرصهن على كرامتهن وشرفهن مهما بلغت الحاجة..
واقع التناقض داخل مجتمعنا يكشف مساحة كبيرة من الاهتمام تارة بالدين وتارة الالتصاق بالعادات وان لم تتفق في حقيقتها مع جوهر الإسلام ولكن يتم إدخالها تحت مظلة الدين من بوابة درء المفاسد.. وهي قاعدة فقهية لوقاية المجتمع تحولت الى جدار يستظل به العرف الاجتماعي مع استرخاء منهج الاجتهاد لدى علماء الدين...؟؟ عدة سنتمترات تفصل المرأة عن سائقها لا يستنكره أحد بل بات جزءاً من منظومة سلوكيات الحياة الاجتماعية فيما يرفض نفس المجتمع عمل المرأة دون موافقة ولي أمرها في مؤسسة مغلقة الأبواب ولا يدخلها إلا نساء.. النظام هنا يرتكز على العرف أكثر منه على الدين.. لأن عمل المرأة من الناحية الإسلامية لا اعتراض عليه مادام في إطار القبول الشرعي وفي عمل شرعي.. وفق ثوابت الدين وليس العرف الاجتماعي..
___ ___
منقـــــول
مواقع النشر (المفضلة)