(( من علمني حرفا .. صرت له عبدا !!! ))
مثل شهير نردده ويردده الكثير حين الإعتراف بمعروف وفضل من أسدى
ألينا علما على بساط العلم بشكل أدق ..
لاأعرف مصدر ومنشأ هذا المثل ولكني معه تذكرت مقولة شهيرة
للفاروق العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قالها بعد احد
إنتصارات المسلمين الخالدة في عهده . قال :
(( وكيف تستعبدون الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ !! ))
الإعتراف بالفضل فضيلة لاينكرها أو حتى التقليل من أهميتها
إلا جاحد للمعروف وناكر للجميل ..
لكن أن نعطي لذلك صفة العبودية فالمثل هنا بات مشكوكا
في قائله وفي تحريه للدقه ..
فالعبودية وحدها للخالق سبحانه ولن تكون بالطبع من مخلوق
الى نظيره حتى وإن كان حسن النية هو أساس القول ومعه الفعل .
والأسباب كثيرة ولا أصدق من قوله تعالى :
وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون .. ))
من حق من أسدى لنا معروفا بعلم نافع أن ندين له بالعرفان
والشكر الدائم مع الفضل . ولكن ليس لدرجة ان يكون احدنا
في مقعد العبيد !!! ليس من باب العقوق ونكران الجميل ..
وإنما من اجل حقوق لاترتضي بالمساومة بل ويجب ان تكون
في بعد كل البعد عن هذا التشبيه ..
لكن من باب ماهو أفضل ان نقول من علمني حرفا صرت له مدينا
.. صرت له شاكرا.. صرت له تلميذا ..
اما صرت له عبدا فأعتقد ان في هذا إنسلاخ مزري لايتفق
مع تعاليم ماخلقنا من اجله ومع نهج التشريع المنزل من لدن حكيم
خبير ...
والله من وراء القصد
مواقع النشر (المفضلة)