الراحمون يرحمهم الله
يدرك العقلاء ان تعقيدات الحياة في هذا العصر قد افقدت الانسان الكثير من المزايا والخصال
التي يتفوق بها على غيره من مخلوقات الله . وعندما يقرأ المرء او يسمع المرء تنامي ظاهرة
العنف الأسري فلابد ان يستحضر الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفه التي تتحدث
عن الرحمة والعفو والتسامح .
ولاشك ان الألم يملأ النفوس عندما نسمع او نقرأ عن اولئك الذين يمارسون العنف ضد زوجاتهم او
ابنائهم وخصوصا الأطفال الأبرياء الذين لاحول لهم ولاقوة . صحيح ان العنف ليس جديدً بل هو
قديم قدم وجود ابن آدم على هذه الأرض ،فقد قتل قابيل اخاه هابيل ليسجل بذلك اول جريمة
عنف اسري على وجه الارض ، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف العنف وأتخذ اشكالا مختلفة ، ولعل
الجديد في هذه الظاهرة هو تحولها الى مايشبه الظاهرة على صفحات الجرائد ومحاولة البعض
الترويج للعنف ، وبطريقة مبالغ فيها لالشي إلا للترويج لبضاعته سواء كان كاتباً او محرراً
صحفيا او موظفاً صغيرا في احدى الجمعيات . وهنا فلابد من التفريق بين من يريد الإصلاح وبين
من يبحث عن الإثارة والشهرة من خلال التشهير بذريعة محاربة العنف الأسري ، فتكون النتيجة
هي هدم البيوت وتشتيت الأسر وفضح الآمنين . فالمصلح لايحتاج لعمل دعاية لعمله وانما يترك
عمله يتحدث عنه اما من يريد إعطاء نفسه اهمية وهمية فيستطيع أن بشهًر بالآخرين سواء كانوا
افراد او جماعه او جهات . والله المستعان
مواقع النشر (المفضلة)