سريرة الأحمق تتجلى عند مدحه
فرح الأحمق بالمدح حتى لو كان كذبا صفة مشتركة بين الحمقى
ورد في كتاب ابن الجوزي صفة يشتهر بها الحمقى " فرح الأحمق بالمدح الكاذب " , فهذه الصفة من صفات الحمقى طالما رأيناها , فإليكم بعض المقتطفات من كتابه ( أخبار الحمقى ) عن هذه الصفه:
ومن خصال الأحمق فرحه بالكذب من مدحه , وتأثره بتعظيمه ,وإن كان غير مستحق لذلك. عن الحسن أنه يقول : " خفق النعال خلف الأحمق قلما يلبث ".
وقال زيد بن خالد : ليس أحد أحمق من غني قد أمن الفقر وفقير أيس من الغنى.
وقال الأصمعي ايضا :"إذا أردت أن تعرف عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه بحديث لا أصل له , فإن رأيته أصغى إليه فإعلم أنه أحمق, وإن أنكره فهو عاقل".
أدركت هذه الصفة أنها من الحمق في أحد اللقاءات الثنائية في أحدهم عندما أردت أن اوضح له أمر ما أردت أن يعلمه بعد أن اتضح أنه
يجهله -هي عند العقلاء بادرة طيبه - اصابه الضجر وإدعى أنه يعلم ذلك وأبدى أنه لا يخفى عليه شي ويحيط بالأمور كلها. وانتهى كل
شي دون وعي منه بمضمون ومحصلة الحديث ودون إشادة منه بهذه البادره مستمرا في حمقه وجهله, وقد ورد في كتاب الجوزي مايشرح ذلك , فيما يلي :
وكذلك روينا عن الأحنف بن قيس أنه قال : قال الخليل بن أحمد : " الناس أربعة أنواع , رجل يدري ويدري انه يدري , فذلك عالم فخذو عنه , ورجل
يدري وهو لا يدري انه يدري , فذلك ناس ٍ فذكروه , ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري , فذلك طالب فعلموه , ورجل لا يدري أنه لا يدري فذلك أحمق فأرفضوه ".
ومجالسة الحمقى وخاصة من لديه هذه الصفه تضر بصحة العقل كثيرا , ولا ينصح بالتعرض لمجالسته وذلك لما قال الجوزي ايضا في كتابه :
عن شعبة أنه قال : " عقولنا قليلة , فإن جلسنا مع من هو اقل عقلا ً ذهب ذلك القليل , فإني لأرى الرجل يجلس مع من هو اقل عقلا منه فأمقته "
ختاما ً , رزقت وإياكم الصحة في العقل والبدن
بأمان من يحفظ العقول
مواقع النشر (المفضلة)