السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النفايات ومعايير البث الفضائي ..
عبدالله إبراهيم الكعيد
كان ياماكان، كانت هناك ادارة للإعلام بجامعة الدول العربيّة قررت في يومٍ ما وبعد تكاثر هطول النفايات من سمائنا المليئة بالثقوب كما قال احد ابطال مسرحية (البرواز) أن تجمع خبراء الاعلام في العالم العربي (المنكوب) بهدف وضع تصوّر حول كيفيّة الاتفاق على مجموعة من المعايير المهنيّة والفنيّة للبث والاستقبال التلفزيوني والاذاعي عبر الفضاء في المنطقة العربيّة، ثم كان ياماكان أن حضر ممثلو المؤسسات العربيّة الفضائيّة (عرب سات) والشركة المصريّة للأقمار الصناعية (نايل سات) وكل (سات آت) ومن في ايديهم مفاتيح الأقمار التي لو أرادوا إغلاقها في وجه كل نفاية تصعد للفضاء من الأرض كنقطة منتنة ثم تهطل على البشر كسيل ملوّث لفعلوا ولكنها لعنة (الدولار) مُخرب العقول والمبادىء والأخلاق في كل زمان ومكان.
يقول الراوي مستذكراً فعلة شنعاء قامت بها في زمن مضى إحدى محطات تلفزة (الفرنجة) والتي تبث عبر (عرب سات) فما كان من (الرجال) وبعدما غشيتهم الفضيحة الا المبادرة بسد حزمة التدفق لهذه المحطّة (المُتعرّية) فقال الناس لعلّه درس أو هي قرصة أُذن لمن في نيته توسيع دائرة إثارة الغرائز والمراهنة عليها ولكن لم يتوقع أحد من هؤلاء الذين قالوا هذا القول أن تتسع الثقوب غير الاخلاقيّة لتنافس ثقب الأوزون هائل الاتساع فغرقت بيوت وشوارع ومقاهي العرب بنفايات يستحيل على جيوش تخصصها التنظيف ازالتها لأنها قد التصقت بالعقول قبل الاجساد فكيف يمكن القيام بعمليات فصل من هذا النوع، ربما يحتاج الأمر ملايين الجرّاحين المهرة في عملية فصل التوائم السياميّة بل قد يحتاج كل شخص في عالمنا العربي رجلا كان أم امرأة أو حتى طفلا في بعض الأحيان الى جرّاح يمكنه فصل ماعلق به من نفايات سوداء انغرست داخل عقله ووجداناته وتدلّت للعيان مع أخلاقياته وسلوكه..!
اختتم الراوي الحكاية الهزليّة (وضع تصوّر حول كيفيّة الاتفاق على مجموعة من المعايير المهنية والفنيّة للمحطات الفضائيّة العربيّة) بنصيحة مفادها : "اذا اتفق العرب أولاً على أن جُلّ مايبث عبر قنوات الفساد العربيّة هدفه إفساد العقول ونهب الجيوب، فما عليهم بكل بساطة ودون الحاجة لا إلى خبراء ولا الى متخصصين إلاّ أن يقوموا باغلاق أقمارهم بالضبّة والمفتاح في وجه كل دخيل وتاجر هدفه الأول "المال" أما أخلاق (شباب) الأمّة ومستقبلهم ففي ستين داهية" غير هذا أنتم تعبثون وتضحكون على أنفسكم قبل أن تضحكوا علينا..!
_______
منقـــــــول
مواقع النشر (المفضلة)