السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تصفيق جماعي!
حمودي "دلوع" أمه، وقرة عين أبيه! أمه ترى فيه الحبل الذي ربط الأب بها بعد خمس بنات ارتاحت منهن بأن زوجت الأولى وهي في السادسة عشرة من العمر، وتركت الثانية تكمل تعليمها حتى حصلت على شهادة عالية، ونسيت الثالثة مع زوجها في بعثة خارج الوطن، والرابعة والخامسة على خطى أخواتهن، حمودي هو نقطة قوتها ونقطة ضعف الأب، حرصت أن تستثمر فيه كل مشاعر الأمومة فهو آخر العنقود وحامل اسم العائلة وهو أمل الأب في أن يكمل المشوار ويكبر ليقوم بما عجز الأب أن يقوم به.
"حمودي" لا يعرف كلمة "لأ"، في الدراسة حاله ماشي مثل كثير من أصدقائه الذين لا يهتمون بأمر المستقبل ويطبقون فكرة "فن الحياة" التي تتلخص في "عش اللحظة، وانس الماضي، ودع المستقبل يأتي على مهله".
يمكننا أن نقول: إن حمودي من الشباب الذين تربوا في مطاعم شارع التحلية والاستراحات المختفية على مشارف الرياض، ومدارس البنات الثانوية، مثله مثل كثير من الشباب في سنه، ومادام "حاله ماشي" في الدراسة، ومادام أكبر مشكلة يمر بها إضافة إلى المشكلات المالية؛ هي تجاوز السرعة التي يتدخل فيها "بابا" ليخرجوه منها، أو حادث بسيط تتكفل به شركة التأمين، أو شكوى من جارهم؛ لأن المحروس "حمودي" يتطفل على بيته.. فهم في أحسن حال، وعلى الأقل كما تقول أمه لصديقاتها: "حمد لا يشرب الدخان، والباقي كله طيش شباب" وما أكثر الأعذار التي نأتي بها حين لا نريد أن نتحمل مسؤولية أخطائنا.
حمودي شاب كشخة يمكننا أن نقول: إنه سوق ماركات عالمية متجول بدءا من النظارة الشمسية ومروراً بالساعة والقلم والجوال والحذاء وانتهاء بقبعة الشعر التي يرتديها، أو الشماغ الذي يلبسه في المناسبات الخاصة جداً، وطبعاً لن ننسى السيارة بأرقامها المميزة، وما دمنا نتحدث عن الأمور المظهرية فإن حمودي في شكله يعد مثالاً للشاب العصري والمتحضر.
هواية حمودي المثالية هي تجميع أصدقائه في السيارة والدوران في شوارع الرياض حيث يفتحون نوافذ السيارة ويمارسون لعبتهم المفضلة وهي سب وشتم من يمر من جنبهم في سيارته، أو ماشياً في الشارع وكل منهم يحاول أن يأتي بقاموس مبتكر من الشتائم القذرة.
حين تنظر إلى السيارة التي تلمع وتشع، والملابس النظيفة التي تواكب الموضة، التي يرتديها "حمودي" وأصدقاؤه، تصفق للسيارة والملابس بإعجاب، وتتذكر أن المظاهر مهما حرصنا عليها لن تخفي داوخلنا التي قد تكون غير نظيفة شوهتها القذارة!
وليس هناك داع أن تأخذوا كلامي على محمل الجد، فنحن نتحدث عن شاب طائش، عن حالة فردية، وكما قلت لكم حمودي لا يدخن!
_____
منقــــــول
مواقع النشر (المفضلة)