السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنت فين والدنيا فين!
مازلنا نتحدث عن الرقابة، الرقابة على الأفكار والرؤى، الرقابة على الإنتاج الفكري والأدبي، نتحدث عنها بشيء يشبه البكاء المضحك، نتغاضى عن كل ما حولنا لنردد في العلن (يحيا الرقيب). لا شيء يمنع أي شخص من الضحك بعمق حين يسمع كلمة رقابة، الكلمة المهولة انقرضت حقيقة منذ عقود عالمياً، لكن للأسف ما زلنا نحاول ترسيخ وجودها في خيالاتنا وأوهامنا، نعيشها وننسى أن العنقاء خرافة. أي رقابة وعالم اليوم يعج بوسائل الاتصال التي ألغت مفهوم المستحيل، كل شيء يحدث في لمح البصر، تجد كل ما تريد على شبكة الإنترنت بضغطك على أيقونة، أحياناً كثيرة بالمجان، وأحياناً مقابل بضع دولارات، بجهاز تخزين خارجي لا يزيد حجمه عن كف اليد تستطيع حفظ وتخزين مئات الألوف من الكتب، عن طريق هاتفك الشخصي تتصفح أي صفحة تريد في شبكة الانترنت، القنوات الفضائية تعرض كل شيء من أدق دقائق عالم الحيوان وحتى عالم السحر والشعوذة على الملأ وبلا حسيب أو رقيب، يراها الرضيع والشيخ الفاني.
يستطيع أي مؤلف بقرابة الألف دولار طباعة ألف نسخة من كتابه في أي دولة عربية وتوزيعها هنا وهناك رغم أنف رقيبنا المحلي، كما يستطيع أي كاتب نشر مقاله الذي شطب عليه رقيب الصحيفة في منتديات ومواقع الإنترنت وقد يقرأه ضعف قرائه في حالة إجازته ونشره، فهاجس الممنوع يطاردنا، وكل ممنوع مرغوب. لست هنا لتقييم هذا الرقيب، أهميته من عدمها، أثره على الحركة الفكرية والنهضوية في عالمنا العربي، لكن أعتقد أن رقيبنا اليوم مسجى على سريره الأبيض تتخبطه الجلطات تلو الجلطات، للأسف ما زال يظن أنه قادر على فعل شيء أمام ترسانة كونية من وسائل الاتصال والإعلام.
_____________
منقــــــــــــــــول
مواقع النشر (المفضلة)