الحمد لله رب العالمين ، وصلاة وسلاما على خير خلقه وآله وصحبه والسائرين على دربهم والسالكين طريقتهم إلى يوم الدين وبعد
فهذه الكلمات التي سأكتبها الآن ليس لي فيها شيء إلا مجرد كتابتها ، وأنا أنقلها باختصار من كتاب الشيخ الفذ العالم الرباني : سيد حسين العفاني حفظه الله ونفعنا بعلمه في الدنيا والآخرة ، وكتابه هو : زهر البساتين من مواقف العلماء الربانيين ، وما أقوم بنقله موجود في الجزء الثاني 414 : 421
الدين النصيحة
كل إنسان يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لله در ابن تيمية الرباني حين يقول [ مجموع فتاوى شيخ اإسلام 28/209] : (( إذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر ، وفجور وطاعة ، ومعصية وسنة وبدعة استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير ، واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر ، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة ، فيجتمع له من هذا وهذا ))
ونحن نقبل الحق من علماء المسلمين ، ونبرأ إلى الله تعالى من زلاتهم وأخطائهم - خاصة في الأمور العقدية - لأن الحق لا يُعْرَف بالرجال بل هم يُعْرَفون به ، ونحن لا ننتصر لإمام أو شيخ أو طائفة انتصارا مطلقا غير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم .
يقول الشيخ ابن باز رحمه الله [ انظر تنبيهات في الرد على الصابوني للشيخ ابن باز ص 31، 32 نشر دار الإفتاء ] : (( لا ريب أنه يجب على المسلمين توحيد صفوفهم وجمع كلمتهم على الحق .......... ولكن لا يلزم من وجوب اتحاد المسلمين وجمع كلمتهم على الحق واعتصامهم بحبل الله ألا ينكروا على المنكر ويبينوا الحق لمن ضل عنه أو ظن ضده صوابا ......... ومتى سكت أهل الحق عن بيان أخطاء المخطئين وأغلاط الغالطين لم يحصل منهم ما أمرهم الله به من الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر........ نعم يجب علينا أن نتعاون فيما اتفقنا عليه من نصر الحق والدعوة إليه والتحذير مما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أما عذر بعضنا لبعض فيما اختلفنا فيه فليس على إطلاقه بل هو محل تفصيل .
فما كان من مسائل الاجتهاد التي يخفى دليلها فالواجب عدم الإنكار فيها من بعضنا على بعض ، أما ما خالف النص من الكتاب والسنة فالواجب الإنكار على من خالف النص بالحكمة والموعظة الحسنة ، والجدال بالتي هي أحسن ؛ عملا بقوله تعالى : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } [ المائدة:2 ] وقوله تعالى { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ } [ التوبة : 71 ] .
مواقع النشر (المفضلة)