في كل مشهد كان زيد -رضي الله عنه- يبحث عن الشهادة أكثر من النصر ،
ففي يوم أحد وحين حمي القتال بين المسلمين والمشركين ، سقط درعه منه ،
فرآه أخوه عمر فقال له : ( خذ درعي يا زيد فقاتل بها ) فأجابه زيد :
( إني أريد من الشهادة ما تريده يا عمر ) وظل يقاتل بغير درع في فدائية باهرة
يوم اليمامة
لقد كان زيد بن الخطاب يتحرق شوقا للقاء ( الرّجال بن عنفوة ) وهو المسلم المرتد
الذي تنبأ به الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوما حين كان جالسا
مع نفر من المسلمين حيث قال : ( إن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد )
وتحققت النبوة حين ارتد ( الرّجال ) ولحق بمسيلمة الكذاب ،
وكان خطره على الإسلام أكبر من مسيلمة نفسه ،
لمعرفته الجيدة بالإسلام والقرآن والمسلمين
وفي يوم اليمامة دفع خالد بن الوليد بلواء الجيش الى زيد بن الخطاب ،
وقاتل أتباع مسيلمة قتالا مستميتا ، ومالت المعركة في بدايتها على المسلمين ،
وسقط منهم شهداء كثيرون ، ورأى زيد مشاعر الخوف عند المسلمين فعلا ربوة وصاح :
( أيها الناس ، عَضُوا على أضراسكم ، واضربوا في عدوكم ، وامضوا قدما ،
والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله ، أو ألقاه سبحانه فأكلمه بحجتي )
ونزل من فوق الربوة عاضا على أضراسه ، زاما شفتيه لايحرك لسانه بهمس ،
وتركز مصير المعركة لديه في مصير ( الرّجال ) وهناك راح يأتيه من يمين
ومن شمال حتى أمسكه بخناقه وأطاح بسيفه رأسه المغرور ، وهذا أحدث دمارا كبيرا
في نفوس أتباع مسيلمة ، وقوّى في الوقت ذاته عزائم المسلمين
استشهاده
رفع زيد بن الخطاب يديه الى السماء مبتهلا لربه شاكرا نعمته ، ثم عاد الى
سيفه وصمته ، وتابع القتال والنصر بات للمسلمين ، هنالك تمنى زيد-رضي الله عنه- أن
يختم حياته بالشهادة ، وتم له ما أراد فقد رزقه الله بالشهادة وبينما وقف
عمر بن الخطاب يستقبل مع أبوبكر العائدين الظافرين ، دنا منه المسلمون وعزّوه بزيد ،
فقال عمر : ( رحم الله زيدا ، سبقني إلى الحسنين ، أسلم قبلي ، واستشهد قبلي )
مواقع النشر (المفضلة)