بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الرحمن بن عوف
سقى الله بن عوف من سلسبيل الجنة
نسبه رضي الله عنه
هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب
إسلامه رضي الله عنه
ولد بعد عام الفيل بعشر سنين و لقد أسلم في وقت مبكر جداً بل أسلم في الساعات الأولى للدعوة، وقبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم ويتخذها مقراً لالتقائه بأصحابه المؤمنين فهو أحد الثمانية الذن سبقوا إلى الإسلام و أحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر
عرض عليه أبو بكر الإسلام هو وعثمان بن عفان والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص، فما غمّ عليهم الأمر ولا أبطأ بهم الشك، بل سارعوا مع الصدّيق الى رسول الله يبايعونه ويحملون لواءه
ومنذ أسلم الى أن لقي ربه في الخامسة والسبعين من عمره، وهو نموذج باهر للمؤمن العظيم، مما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يضعه مع العشرة الذين بشّرهم بالجنة.. وجعل عمر رضي الله عنه يضعه مع أصحاب الشورى الستة الذين جعل الخلافة فيهم من بعده قائلاً: لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض
وفور اسلام عبدالرحمن بن عوف حمل حظه المناسب، ومن اضطهاد قريش وتحدّياتها
وحين أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة الى الحبشة هاجر ابن عوف ثم عاد الى مكة، ثم هاجر الى الحبشة في الهجرة الثانية ثم هاجر الى المدينة.. وشهد بدراً، وأحداً، والمشاهد كلها
فضائله رضي الله عنه
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : خيركم خيركم لأهلي من بعدي قال : فباع عبد الرحمن بن عوف حديقة بأربعمائة ألف فقسمها في أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فلما أرسل اليهن بمال يصلهن قالت عائشة : اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة
بشارته رضي الله عنه بالجنة
و هو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة كما مر بالحديث : "...وعبد الرحمن بن عوف في الجنة...الى آخر الحديث
كرمه رضي الله عنه
قال بن الأثير : وكان كثير الانفاق في سبيل الله عز و جل أعتق في يوم واحد ثلاثين عبداً
و ذات يوم، والمدينة ساكنة هادئة، أخذ يقترب من مشارفها نقع كثيف، راح يتعالى ويتراكم حتى كاد يغطي الأفق ولم يمض وقت غير وجيز، حتى كانت سبعمائة راحلة موقرة الأحمال تزحم شوارع المدينة وترجّها رجّا، ونادى الناس بعضهم بعضا ليروا مشهدها الحافل، وليستبشروا ويفرحوا بما تحمله من خير ورزق وقد انفقها رضي الله عنه كلها في سبيل الله تعالى
باع في يوم أرضا بأربعين ألف دينار، ثم فرّقها في أهله من بني زهرة، وعلى أمهات المؤمنين، وفقراء المسلمين
وقدّم يوما لجيوش الاسلام خمسمائة فرس، ويوما آخر الفا وخمسمائة راحلة
وعند موته، أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله، وأوصى لكل من بقى ممن شهدوا بدراً بأربعمائة دينار، حتى ان عثمان بن عفان رضي الله عنه، أخذ نصيبه من الوصية برغم ثرائه وقال: ان مال عبدالرحمن حلال صفو، وان الطعمة منه عافية وبركة
ولقد بلغ من سعة عطائه وعونه أنه كان يقال: أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله ثلث يقرضهم وثلث يقضي عنهم ديونهم وثلث يصلهم ويعطيهم
منقول
مواقع النشر (المفضلة)