مبدأ الثواب والعقاب



أنعم الله على الإنسان بالعقل .. وأخذ الله من بني آدم العهد بالإيمان وذلك عليهم شاهد ودليل .

يقول الله تعالى :﴿ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قال بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ﴾ .. وأوضح الله للإنسان طريق الخير وطريق الشر وذلك تفضلا منه سبحانه ﴿ ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين ﴾ وأقام الله الحجة على كل ذي عقل فقال سبحانه وتعالى : ﴿ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ﴾ وعلى ذلك فقد اكتمل للإنسان ما يستوجب حسابه ، ثوابا وعقابا . فهذا العهد الذي أخذه الله على بني آدم ووضوح الطريق وإقامة الحجة والدليل وإرسال الرسل ، كل هذا كاف لوجود مبدأ الثواب والعقاب .. والذي أوجزه القرآن الكريم :

﴿ إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ﴾ وقوله سبحانه وتعالى : ﴿ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ﴾ وقوله تعالى : ﴿ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ﴾

كان ذلك إيضاحا لمبدأ العدالة الإلهية .



عذاب القبر ونعيمه :



ويبدأ عذاب القبر بضغطة القبر التي لا ينجو منها أحد . وسبب هذه الضغطة أنه ما من أحد إلا وقد ألم ذنبا فيقع به ذلك ، ثم تدركه الرحمة .. وقد روى النسائي أن النبي ÷ قال في سعد بن معاذ :

(( لقد تحرك له العرش ، وفتحت له أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفا من الملائكة ، ولقد ضمه ثم فرج عنه ))

وعن أبي هريرة_ رضي الله عنه _ عن النبي ÷ قال : (( إن المؤمن إذا قبض أتته ملائكة الرحمة بحريره بيضاء ، فيقولون : اخرجي إلى روح الله ، فتخرج كأطيب ريح المسك ، حتى إنه ليتناوله بعضهم بعضا فيشمونه حتى يأتوا به باب السماء فيقولون : ما هذه الريح الطيبة التي جاءت من الأرض ؟ ولا يأتون سماء إلا قالوا مثل ذلك ، حتى يأتوا به أرواح المؤمنين ، فإنهم أشد فرحا به من أهل الغائب بغائبهم ، فيقولون : ما فعل فلان ؟ فيقولون : دعوه حتى يستريح فإنه كان في غم الدنيا ، فيقول : قد مات ، أما أتاكم ؟ فيقولون : ذًهب به إلى أمه الهاوية .. وأما الكافر فيأتيه ملائكة العذاب بمسح فيقولون : اخرجي إلى غضب الله ، فتخرج كأنتن ريح جيفة ، فيذهب به إلى باب الأرض ))



سماع البهائم لعذاب القبر :



سبحان الله الذي يسمع من يشاء ، ويمنع السمع عمن يشاء .. فإن عذاب القبر تسمعه البهائم دون بني البشر رحمة بهم .

عن ابن مسعود _رضي الله عنه _ أن النبي ÷ قال :

(( إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم ))

وقال رسول الله ÷: (( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لاتدافنوا ،لدعوت الله

أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ))