[align=justify]السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنت تتعاملين مع رب كريم جواد
فاستبشري خيرا ، فإن الله قد أعد لك ثوابا عظيما ، وهو القائل : { فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى } آل عمران: من الآية195
فالله – سبحانه – وعد النساء كما وعد الرجال ، وأثنى على النساء كما أثنى
على الرجال ؛ فقال : { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }
الأحزاب من الآية 35 الآية ، فدل على أنك شقيقة الرجل وقرينته ، وأن أجرك
محفوظ عند الله ، فلك من أفعال الخير في البيت والمجتمع ما يوصلك إلى رضوان الله عز وجل ، فاضربي أحسن الأمثلة ، وكوني نبراسا لأبناء أمتك ، ومثلا ساميا لهم . اجعلي قدوتك في الحياة آسية امرأة فرعون رضي الله عنها ، ومريم عليها السلام ، وخديجة وعائشة وأسماء وفاطمة رضي الله عنهن جميعا ، فهؤلاء وأمثالهن مختارات طيبات ، مؤمنات قانتات ، صائمات قائمات ، رضي الله عنهن وأرضاهن ، فكوني على ذاك المنهج ، وطالعي سيرهن الرائدة تجدي الخير والسكينة .
أنت الرابحة على كل حال
عليك بالاحتساب ، فإن وقع عليك هم أو غم أو حزن فاعلمي أنه كفارة للذنوب ، وإن فقدت أحد أبنائك فاعلمي أنه شافع عند الواحد الأحد وإن أصابتك عاهة أو مرض في الجسم فاعلمي أنه بأجره عند الله وأنه محفوظ لك عند الواحد الأحد ، الجوع بأجره ، والمرض بثوابه والفقر بجزائه عند الله عز وجل ، فلن يضيع عند الواحد الأحد شيء والله يحفظ هذا ، كما يحفظ الوديعة لصاحبها حتى يؤديها في الآخرة .
مفتاح السعادة سجدة
أول صفحات السعادة في دفتر اليوم ، وأول بطاقات المعايدة في سجل النهار صلاة الفجر ، فابدئي بصلاة الفجر يومك ، وافتتحي بصلاة الفجر نهارك ، حينها تكونين في ذمة الله ، في عهد الله ، في حفظ الله ، في رعاية الله ، في أمان الله ، وسوف يحفظك من كل مكروه ، ويرشدك إلى كل خير ، ويدلك على كل فضيلة ، ويمنعك من كل رذيلة ، لا بارك الله في يوم لم يبدأ بصلاة الفجر ، لا حيا الله نهارا ليس فيه صلاة فجر ، إنها أول علامات القبول ، وعنوان كتاب الله ، ولافتة النصر والعز والتمكين والنجاح . فهنيئا لكل من صلى الفجر ، طوبى لكل من صلى الفجر ، قرة عين لمن حافظ على صلاة الفجر ، وبؤسا وتعاسة وخيبة لمن أهمل صلاة الفجر ادخلي بستان المعرفة ، وإن من أسباب سعادتك تفقهك في دينك ، فإن تعلم الدين يشرح الصدر ، ويرضي الرب ، وكما قال عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، فاقرأي كتب العلم الميسرة النافعة التي تزيدك علما وفهما للدين كرياض الصالحين ، وفقه السنة ، وفقه الدليل ، والتفاسير الميسرة ، والرسائل المفيدة ، واعلمي أن أفضل أعمالك هو معرفة مراد الله عز وجل في كتابه ، ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ، فأكثري من تدبر القران ومدارسته مع أخوانك ، وحفظ ما تيسر منه ، والاستماع إليه ، والعمل به ؛ لأن الجهل بالشريعة ظلمة في
القلب ، وضيق في الصدر ، فلتكن عندك مكتبة – ولو كانت صغيرة – فيها كتب قيمة نافعة ، وأشرطة مفيدة ، وحذار من ضياع الوقت في سماع الأغنيات
ومشاهدة المسلسلات ، فإن كل ثانية من عمرك محسوبة عليك ، فاستثمري الوقت في مرضاة الله .
إشراقات
تفاءلي ولو كنت في عين العاصفة .
غدا يزهر الريحان ، وتذهب الأحزان ، ويحل السلوان .
ذهبك دينك ، وحليك أخلاقك ، ومالك أدبك .
كل الناس سوف يعيشون ؛ صاحب القصر، وصاحب الكوخ ،ولكن من السعيد ؟
إذا أقبلت الهموم ، تكاثرت الغموم ، فقولي ( لا إله إلا الله )
دعي الظالم لمحكمة الآخرة حيث لا حاكم إلا الله
المرض رسالة فيها بشرى ، والعافية حالة لها ثمن .
اغرسي في الثانية تسبيحة ، وفي الدقيقة فكرة ، وفي الساعة عملا .
امسحي دمع اليتيم لتفوزي برضوان الرحمن وسكنى الجنان .
الصلاة كفيلة بشرح الصدر وطرد الهم .
اشتري بالريال دعاء الفقراء وحب المساكين .
الله يحب التوابين ؛ لأنهم رجعوا إليه وشكوا الحال عليه .
ترك المعصية جهاد ، والمداومة عليها عناد .
احذري دعاء المظلوم ودموع المحروم .
المرأة العاقلة تحول الصحراء إلى حديقة غناء .
الجدل العقيم والنقاش التافه يذهب الصفاء والبهاء .
لا تيأسي من نفسك ، فالتحول بطيء ، وستصادفك عقبات تخمد الهمة ، فلا
تدعيها تتغلب عليك .
إن التحول من الخطأ إلى الصواب مغامرة طويلة ولكنها جميلة .
إذا استسلمت لليأس فإنك لن تتعلمي شيئا ، ولن تظفري بالسعادة .
افحصي ماضيك وحاضرك ، فالحياة مكونة من تجارب متتابعة يجب أن يخرج المرء منها منتصرا .
لا تجعلي من متاعبك وهمومك موضوعا للحديث ؛ لأنك بذلك تخلقين حاجزا
بينك وبين السعادة .
لا تفضي بمتاعبك إلا لأولئك الذين يساعدونك بتفكيرهم وكلامهم الذي يجلب السعادة .
تعلمي أن تتعايشي مع الخوف وسوف يتلاشى .
لا تهتمي بالأشياء التي تعجزين عن أدائها ، امضي الوقت فى محاولة تحسين
الأشياء التي تستطيعين تحسينها .
لا تبتئسي على عمل لم تكمليه ، يجب أن تعرفي أن عمل الكبار لا ينتهي .
كوني سعيدة بما فى يدك ، قانعة راضية بما قسمه الله لك ، ودعيك من أحلام
اليقظة التي لا تتناسب مع جهدك أو إمكانياتك .
اسعدي الآن وليس غداً .
إذا كنت قد ارتكبت أخطاء في الماضي ، تعلمي منها ، ثم دعيها تذهب بعد أن
تأخذي منها العبرة.
آيات وإشراقات
قال تعالى : { سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً } الطلاق: من الآية7
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } آل عمران:200
قال تعالى : { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } البقرة156
قال تعالى : { وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ } الشورى: من الآية2
قال تعالى : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } الزمر: من الآية10
قال تعالى عن نداء ذي النون : { لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } الانبياء: من الآية87
هذا هو القرآن يناديك أن تسعدي وتطمئني ، وأن تثقي بربك ، وأن ينشرح
صدرك لوعد الله الحق ، فالله لم يخلق الخلق ليعذبهم ، إنما ليمحصهم ويهذبهم ويؤدبهم ، والله ارحم بالإنسان من أمه وأبيه ، فاطلبي الرحمة والأنس والرضا من الله – جل في علاه - ، وذلك بذكره وشكره وتلاوة كتابه ، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم .
[/align]
مواقع النشر (المفضلة)