السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أى مرتبة أنت؟
أولا :
مرتبة الظالم لنفسه المفرط , و هو الذى انتقص من وضوئها و مواقيتها و حدودها و أركانها.
ثانيا :
من يحافظ على مواقيتها و حدودها و أركانها الظاهرة و وضوئها , ولكنه قد ضيع مجاهدة نفسه فى الوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار.
ثالثا:
من حافظ على حدودها و أركانها و جاهد نفسه فى دفع الوساوس و الأفكار . فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته , فهو فى صلاة و جهاد.
رابعا:
من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها , بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغى و إكمالها و إتمامها , قد استغرق قلبه شأن الصلاة و عبودية ربه تبارك و تعالى فيها.
خامسا :
من إذا قام إلى إليها كذلك , و لكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدى ربه عز وجل ناظرا بقلبه إليه مراقبا له ممتلئا من محبته وعظمته كأنه يراه ويشاهده وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات وارتفعت حجبها بينه وبين ربه , فهذا بينه وبين غيره فى الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض , و هذا فى صلاته مشغول بربه عز وجل قرير العين.
ففي أي مرتبة أنت ؟
الأول
معاقب
الثانى
محاسب
الثالث
مكفر عنه
الرابع
مثاب
الخامس
مقرب من ربه لأن له نصيبا ممن جعلت قرة عينه فى الصلاة
و قد روى إذا قام العبد يصلى قال الله عز وجل " ارفعوا الحجب" فإذا التفت قال ارخوها
و قد فسر هذا الالتفات بالتفات القلب عن الله عز وجل إلى غيره , فاذا التفت إلى غيره أرخى الحجاب بينه وبين العبد فدخل الشيطان وعرض عليه أمور الدنيا وإذا أقبل بقلبه إلى الله و لم يلتفت لم يستطع الشيطان أن يتوسط بين الله تعالى وبين ذلك القلب , وإنما يدخل الشيطان إذا وقع الحجاب, فإن فر إلى الله وأحضر قلبه فر الشيطان , فإن التفت حضر الشيطان.
فمن قرت عينه بصلاته فى الدنيا قرت عينه بقربه من ربه عز وجل فى الآخرة , و قرت عينه أيضا فى الدنيا
ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين .
ومن لم تقر عينه بالله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.