قدر الأدب عند العلماء

قال بعض الحكماء: لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ظهير كالمشاورة، ولا ميراث كالأدب. (الأمالي لأبي علي القالي1/207)

وقال فيلسوف: الناس كالسيوف والشحذ والجلاء كالأدب. (البصائر والذخائر للتوحيدي)

قال بعض العلماء وهو يوصي ولده: (يا بني لأن تتعلم باباً من الأدب أحب إليّ من أن تتعلم سبعين باباً من العلم)، وذلك لأن الإمام القرافي يقول في كتاب الفروق: قليل من العمل مع حسن الأدب خير من كثير العمل مع سوء الأدب.

وقال رويم بن يزيد المقريء لولده: (يا بني اجعل عملك ملحا واجعل أدبك دقيقا)، فكثرة الأدب مع عمل صالح قليل خير من عمل كثير مع سوء أدب.

--------------------------------------------------------------------------

فالأدب أفضل نسب وأجمل حسب، ولك ما قاله الشاعر:

الغَيث يعلم أَنه ابن سحـــــــــابة * * ... * * وَالدرّ يفهم أَنه من خضـــــــــــرم

وَالمرء في أَخلاقه وَمقـــــــــــاله * * ... * * فإذا فقدت الجدَّ فاختر بعــــــــده

ثمن الفتى في الناس قدر كماله * * ... * * وَالخَندريس بأنها بنت العنـــــــب

يحوي نظائره على ما قـــد وَجب * * ... * * معنى يدل عليه إن جُهل النسب

أن تنتمي لأب شريف كـــــالأدب * * ... * * لا كالبهيمة من لجين أَو ذهـــــب

--------------------------------------------------------------------------

وقال محمد بن سيرين: كانوا يقولون أكرم ولدك وأحسن أدبه.

وكان يقال: من أدب ابنه صغيرا أرغم أنف عدوه.

--------------------------------------------------------------------------

وقال الشاعر:

خير ما ورث الرجـــــــــــال بنيهم * * ... * * هو خير من الدنانير والأوراق

تلك تفنى والدين والأدب الصالح * * ... * * أدب صالـــــــــح وحسن ثناء

في يوم شدة أو رخــــــــــــــــاء * * ... * * باق لا يفنيان حتى اللقـــــاء

--------------------------------------------------------------------------

قال لقمان:

ضرب الوالد للولد كالماء للزرع.

لا أدب إلا بعقل ولا عقل إلا بأدب.

--------------------------------------------------------------------------

وكان يقال: من أدب ابنه صغيرا قرت به عينه كبيرا.

وقال بعض الحكماء: نعم العون لمن لا عون له الأدب.

ويقال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله تعالى: (قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) قال: أدبوهم وعلموهم.

قيل لعيسى عليه السلام: من أدبك؟ فقال: ما أدبني أحد، رأيت جهل الجاهل فاجتنبته.

وقال بعض الحكماء: أفضل ما يورث الآباء الأبناء الثناء الحسن والأدب النافع والإخوان الصالحون.