علامات محبة الرسول صلى الله عليه وسلم
سن الشارع الكريم علامات لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم شرعت ليتسنى من خلالها معرفة من يصدق في دعوى محبته للمصطفى صلى الله عليه وسلم ،فكل دعوى لا بد لها من برهان ،يدل على صدقها . قال تعالى " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ".
ومن اجل ذلك فإن على كل مسلم أن يكون على علم بتلك العلامات ، وأن يعمل بها ،فبهذه العلامات والعمل بها تظهر حقيقة المحبة ،ومتى ما كان التحقيق لتلك العلامات أكبر كانت درجة المحبة أرفع وأعظم والعكس بالعكس .
ومن أهم تلك العلامات التى يعرف بها محبة الرسول صلى الله عليه وسلم :
(1) ابتاعه والأخذ بسنته صلى الله عليه وسلم :
فإتباع النبي صلى الله عليه وسلم والإقتداء به والسير على نهجه والتمسك بسنته واقتفاء آثاره واتباع أقواله وأفعاله وامتثال أوامره ـواجتناب نواهيه والتأدب بآدابه ، هو أول علامات محبة الرسول صلى الله عليه وسلم .
فأحياء السنة واتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم دليل محبة كما هو دليل محبة الله عز وجل لقوله تعالى"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله "
وهناك أمر وهو أن المخالفة لشئ من السنة لا يعنى أنه ينافي المحبة منافاة كلية ،فالمخالفة إذا لم تصل إلى درجة الكفر فهى تنقص من المحبة ولكن لا تخرج صاحبها عن دائرتها، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم للرجل إلي لعن شارب الخمر وقال ما أكثر ما يؤتى به ، فقال صلى الله عليه وسلم "لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله "
(2) الإكثار من ذكره صلى الله عليه وسلم :
فمن علامات محبته الإكثار من ذكره صلى الله عليه وسلم فمن أحب شيئا أكثر من ذكره ودوام الذكر سبب لدوام المحبة وزيادتها ونمائها .
وهنا يقول ابن القيم في ضمن تعداده للفوائد الحاصلة من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به " لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضار محاسنه ومعانيه الجالية لحبه تضاعف له وتزايد شوقه إليه واستولى على جميع قلبه ،وإذا أعرض عن ذكره وإحضار محاسنه بقلبه نقص حبه من قلبه .
والمقصود بالذكر هنا الذكر المشروع وعلى رأسه الصلاة والسلام صلى الله عليه وسلم قال تعالى " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما "
وامتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى على صلاة صلى الله عليه بها عشرا "
ويدخل ضمن الذكر المشروع تعداد فضائله وخصائصه وما وهبه الله من الصفات والأخلاق الفاضلة وما أكرمه الله من معجزات ، وذلك من اجل التعرف على مكانته والتأسي بصفاته وأخلاقه وتعريف الناس وتذكيرهم بذلك ليزدادوا إيمانا ومحبة له صلى الله عليه وسلم ولكي يتأسوا به .
(3) تمني رؤيته والشوق إلى لقائه :
ومن علامات محبته صلى الله عليه وسلم رؤيته والشوق للقاؤه وتمنى ذلك ولو كان ذلك مقابل بذل المال والأهل وهذه العلامة نص عليها قوله صلى الله عليه وسلم " من أشد أمتي لي حبا ناس يكونون بعدي يود احدهم لو رآني بأهله وماله "
وهذه العلامة يتصف بها أهل الإيمان الصادق الراسخ الذين آمنوا بوجوب تقديم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على محبة الولد والوالد والناس أجمعين ، بل على كل أمر من أمور الدنيا ومظاهرها ، وهذه الأمنية العزيزة هى على كل قلب مؤمن عرف قدر النبي صلى الله عليه وسلم وحقه وعظم منزلته .
(4) النصيحة لله ورسوله ولائمة المسلمين :
فمن علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم المناصحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم، لقوله صلى الله عليه وسلم ط إن الدين النصيحة ، قلنا لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم "
فالنصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم في حياته يكون ببذل المجهود في طاعته ونصرته ومعاونته وبذل المال إذا أراده والمسارعة إلى محبته ،وأما بعد وفاته فالنصيحة تكون بالعناية بطلب سنته والبحث عن أخلاقه وآدابه وتعظيم أمره .
(5) تعلم القرآن الكريم :
لقوله صلى الله عليه وسلم " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " وقوله صلى الله عليه وسلم " كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأ ضل "
وعن ابن مسعود " لا يسأل احد عن نفسه إلا القرآن فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله ورسوله "
(6) محبة من أحبهم النبي صلى الله عليه وسلم وبغض من أبغض الله ورسوله :
فمن علامات المحبة محبة من أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم من آل بيته وصحابته من المهاجرين والأنصار، وبغض من أبغض الله ورسوله من الكفار والمشركين .
(7) الزهد في الدنيا : والصبر على شدائدها وعدم الركون إلى زخرفها .
من كتاب حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على امته ( محمد التميمي)
رد مع اقتباس
شرح مميزا اختى
مواقع النشر (المفضلة)