كيف تقرأ قراراتك الفورية الخاطفة ؟
ربما أنك عندما فتحت هذه المقالة لتقرأها الآن . اتخذت قراراً بأن تقرأها .. فقرارك هذا لم يكن مبنياً على إلمام تام بكافة المعلومات التي تحتويها ، ولكن ذلك لم يمنعك من صناعة القرار وبطريقة فورية . فكم ثانية استغرقت لتصل لهذا القرار ؟ ثانيتان أم ثلاث ثوان ؟ لقد تمكنت في تلك الثوان المعدودة من استعراض عنوان المقالة وبعض العناوين الداخلية الفرعية ، وربما أنك قرأت الجملة الافتتاحية .. مما ولد لديك إحساساً محدداً ، وأدى بك إلى صناعة قرار فوري خاطف لتبدأ بالقراءة .
القرارات الفورية هي سر نجاح الأعمال
النجاح في عالم الأعمال لا ينتظر ذوي القرارات البطيئة والمتأنية فهو من نصيب القادرين على صناعة قرارات فورية خاطفة دون خوف ، وأيضاً دون هامش كبير للخطأ . فكلما زادت سرعتك في صناعة القرار زادت فرصتك في النجاح في عالم الأعمال . وبما أنه ليس هناك أسرع من القرارات الفورية الخاطفة . فإن نجاحك في عالم الأعمال مرهون بنجاحك في الاعتماد على القرارات الفورية الخاطفة لا على القرارات المتأنية الواعية .
تقليص أسباب الخطأ واحتمالاته
لكل خطأ تفسير وأسباب ، يسري ذلك حتى على أخطاء القرارات الفورية الخاطفة ، فيمكن تفسير واكتشاف ما يؤدي إلى خطأ القرارات الفورية الخاطفة ، وبالتالي يمكن تحسينها وتأكيد صحتها وجودتها إذا ما تمكنا من إزالة أسباب الخطأ . يمكننا كذلك أن نتعلم متى يجب أن نصغي إلى ما يخبرنا به لا وعينا الفوري ومتى نثق فيه ، ومتى يجب ألا ننصت إليه ومتى يجب أن نتجنبه . يمكننا أن نتعلم كل ذلك من دراسة نماذج من نجحوا في تطوير قراراتهم الفورية الخاطئة وجعلوا منها أداة أساسية لإنجازاتهم ونجاحاتهم . لكن علينا أولاً أن نثق في قدرتنا على صناعة قرارات فورية سليمة ، فهذه القدرة لا تخص قلة من الناس دون غيرهم بل من الممكن أن نتعلمها ونكتسبها . إذا ما سرنا على نفس الدرب الذي سلكه من سبقونا إلى اكتسابها ومن امتلكوا ناصيتها وعناصرها .
صناعة القرار وصناعة معوقات القرار
العجيب أن القرارات الفورية الخاطفة غالياً ما تكون موضع شبهات ، فالإنسان يظن أن القرار الصائب هو الذي يستغرق وقتاً أطول وجهداً أكبر في صناعته ، كما يظن أن القرارات الفورية الخاطفة تميل إلى الخطأ طالما أنها صنعت بسرعة ولم تتطلب جهداً كبيراً . وفي هذا خلط شديد ، فالإنسان يظن أن صناعة القرار تماثل صناعة الأشياء ، فهو يظن مثلاً أنه كلما استغرقت صناعة الأشياء وقتاً وجهداً أكبر فإن المخرجات لا بد ستكون أفضل وأجود من الأشياء التي تستغرق صناعتها وقتاً وجهداً أقل . فعلى سبيل المثال ، نجد أن الأطباء عندما يتحيرون في تشخيص الحالة التي يعالجونها . فإنهم يطلبون إجراء مزيد من التحاليل والفحوصات . وهذا يعني أنهم يطلبون مزيداً من المعلومات عن الحالة ، وكذلك مزيداً من الوقت لاتخاذ قرار بصددها .
ومن الشائع أن تجد النصائح الخاصة بعملية صناعة القرار تميل إلى تكبيل وإبطاء عملية صنع القرار ،
بدلاً من الحث على السرعة والفورية ، ومن هذه النصائح : -
1- لا تحكم على الكتاب من غلافه .
2- راجع نفسك مرتين قبل أن تتخذ قراراً واحداً .
3- لا تتخذ قراراك إلا إذا كنت متأكداً 100% .
كل هذا يجعل الإنسان لا يثق إلا في القرارات الواعية المتأنية ، بينما يحجب الثقة عن القرارات الفورية الخاطفة ،
وهكذا يمتنع الإنسان عن تصديق قراراته الفورية والتلقائية .
انتهى.....
منقول للفائدة
مواقع النشر (المفضلة)