السلام عليكم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من
يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
..
أما بعد
فإن الله -سبحانه وتعالى- قد أمرنا أن نعمل ابتغاء وجه الكريم،
وأن نريد الدار الآخرة بهذه الأعمال الصالحة،
فقال -عز وجل-:
(فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ* وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
(200-201) سورة البقرة.
ومن الناس من يريد بعمله ثواب الدنيا ولا يرجو ما عند الله، وقد قال الله تعالى: (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ) (18) سورة الإسراء.
انتشرت كلمة تصدقي بنية الحصول على زوج او صلي الليل بنية الفرج او تصدقي بنية الشفاء و...الخ
هذا الكلمات نراها تنتشر في المنتديات
وخاصة النسائية
لذا لزم التنبيه
حيث انه
اداء العبادات بنيه دنيويه
يعتبر من الشرك الاصغر
شرك خفى(شرك الاراده)
حيث أن مايعرفه كل مسلم أن العبادات شرعت طلبا لتحصيل الأجر في الأخرة أولا
والعقيدة الصحيحة هي من أهم لوازم الدين الصحيح فينبغي أن نحرص على تنقيتها من أدنى شائبة
الاستغفار أليس هو عبادة لله ، المفروض تستغفرين احساسا بالذنب ، فتكونين بذلك أخلصت العمل لله
وإن استغفرت احساسا بالذنب
واستحضرت في عقلك فوائد الاستغفار التي ذكرها الله لك
في سورة نوح ( يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) فهذا لا بأس فأنت تريدين ثواب الآخرة وثواب الدنيا بالتساوي فهنا عملك لا بأس به ولكنه ناقص ،
ليس مثل الكامل المخلص لله
وإن استغفرت تفكيرك يكون بذنوبك وخائفة من الله ،
يعني همك الأكبر هو الآخرة ومستحضرة الثواب الدنيوي فهذا أيضا لا بأس لكن ليس مثل الكامل المخلص لله
لكن الطامة الكبرى وهو من الناس من يستغفر طلبا
أو يستغفرطلبا للزوج أو يستغفر طلبا للوظيفة أو المال ...,و ,,,و
وهذا النوع شرك أصغر ( خفي ، شرك الارادة والقصد )
، (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعملهم فيها
وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار
وحبط ماصنعوا فيها وباطل ماكانوا يعملون ) سورة هود
يعني لو مات عليه لا يغفر الله له هذا الذنب ويعذب عليه في النار
( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء )
فالاستغفار انما يكون لنية واحدة
هو التوحيد الكامل لله ( مخلصين له الدين حنفاء )
والآيات المذكورة في سورة نوح وغيرها تحثنا علي الاستغفار ومعرفة فوائده
لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء مانوى )
وجمع نيتن صحيحة وجائزة في الأعمال التي رتب عليها الشارع ثوابا لها في الدنيا
ولكن ليس مثل المخلص
كامل التوحيد فجمع نيتن مع صحته لكن ينقص من توحيدك . ومن استحضر الفضل ولكن همه الأكبرهو رضا اله وطلب اآخرة والخوف من عذابه هذا أيضا اخلاص لله كامل .
هل يستوي عند الله جزاء المخلص والغير مخلص ؟؟؟؟؟؟!!!!!
االتوحيد الكامل ...يدخل الجنة بدون عذاب ولا حساب( المخلص )
والتوحيد الناقص ..... ممكن يدخل النار ثم يخرج إلى الجنة كل بحسبه ( الغير مخلص الاخلاص التام لله )
وهنا كلام للشيخ ابن عثيمين رحمه :
ولا شك أن الاستغفار سبب لمحو الذنوب ،
وإذا محيت الذنوب تخلفت آثارها المرتبة عليها ،
وحينئذٍ يحصل للإنسان الرزق والفرج من كل كرب ، ومن كل هم ، .
"فتاوى نور على الدرب" (شروح الحديث والحكم عليها) ( شريط 238 ، وجه أ )
والله أعلم .
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ )
تفسير الآية من ابن كثير :
ثم أمرهم بالاستغفار الذي فيه تكفير الذنوب السالفة ، وبالتوبة عما يستقبلون [ من الأعمال السابقة ] ومن اتصف بهذه الصفة يسر الله عليه رزقه ، وسهل عليه أمره وحفظ [ عليه ] شأنه [ وقوته ]
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في كتاب إعانة المستفيد :
فهذا فيه دليل على أن الشرك لا يغفر حتى ولو كان شركا أصغر،
يعذب به، وإن كان لا يعذب تعذيب المشرك الشرك الأكبر؛ فلا يخلد في النار، لكن يعذب بها بقدر .
وقال في باب اردة العبد بعمله الدنيا :
النوع الثاني : المؤمن الذي يعمل أعمالا من أعمال الآخرة،
لكنه لا يريد بها وجه الله، وإنما يريد بها طمع الدنيا، كالذي
يحج ويعتمر، عن غيره، يريد أخذ العوض والمال، وكالذي
يتعلم ويطلب العلم الشرعي من أجل أن يحصل على وظيفة .
فهذا عمله باطل في الدنيا، وحابط في الآخرة، وهو شرك أصغر .
النوع الثالث : مؤمن عمل العمل الصالح مخلصا لله عز وجل
لا يريد به مالا أو متاعا من متاع الدنيا ولا وظيفة، لكن يريد أن يجازيه الله به، بأن يشفيه الله من المرض، ويدفع عنه العين،
ويدفع عنه الأعداء . فإذا كان هذا قصده فهذا قصد سيئ،
ويكون عمله هذا داخلا في قوله: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ
الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ
والمفروض في المسلم: أن يرجو ثواب الآخرة، يرجو أعلى مما في الدنيا،
وتكون همته عالية . وإذا أراد الآخرة أعانه الله على أمور الدنيا،
ويسرها له: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
وهذا هو من كتاب التمهيد لصالح آل الشيخ: وقبل أن تقرئيه ادعي الله أن يههديك للحق :
"باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا"
وقوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا
نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ
لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: 15-16]
وفي الصحيح عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعس عبد الدينار،
تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة،
إن أُعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس،وإذا شيك فلا انتقش،
طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه،
إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان الساقة كان في الساقة،
إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع".(1).
فيه مسائل:الأولى: إرادة الإنسان الدنيا بعمل الآخرة.
الثانية: تفسير آية هود.
الثالثة: تسمية الإنسان المسلم عبد الدينار والدرهم والخميصة.
ــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري (2886) و(2887) و(6435).
ص -404- الرابعة: تفسير ذلك بأنه إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط.
الخامسة: قوله: "تعس وانتكس".
السادسة: قوله: "وإذا شيك فلا انتقش".
السابعة: الثناء على المجاهد الموصوف بتلك الصفات.
الشرح:هذا الباب باب عظيم من أبواب الكتاب ترجمه الإمام –رحمه الله-
بقوله: "باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا".
"من الشرك" يعني: من الشرك الأصغر أن يريد الإنسان بأعماله التي
يعملها من الطاعات الدنيا ولا يريد بها الآخرة، وإرادة الإنسان الدنيا،
يعني: ثواب الدنيا، فهو أعم من حال الرياء، فالرياء حالة واحدة من
أحوال إرادة الإنسان الدنيا، فهو يصلي أو يزيد ويزين في صلاته لأجل الرؤية،
ولأجل المدح، لكن هناك أحوال أخر لإرادة الناس بأعمالهم الدنيا، فلهذا
عطف الشيخ –رحمه الله- هذا الباب على الذي قبله ليبين
أن إرادة الإنسان الدنيا تأتي في أحوال كثيرة أعم من حال الرياء بخاصة،
لكن الرياء جاء فيه الحديث وخافه النبي عليه الصلاة والسلام
على أمته فهو في وقوعه كثير والخوف منه جلل.
وهذا الباب اشتمل على الحكم بأن إرادة الإنسان بعمله الدنيا من الشرك.
وقوله: "إرادة الإنسان" يعني: أن يعمل العمل وفي إرادته أي
الذي بعثه على العمل ثواب الدنيا، فهذا من الشرك
بالله –جل جلاله- وسيأتي تفصيل أحوال ذلك.
ص -405- وقوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا
نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ
لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
[هود: 15-16] هذه الآية من سورة هود مخصوصة بقوله تعالى:
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا} [الإسراء: 18]
فهي مخصوصة بمن شاء الله جل وعلا. فقوله هنا:
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ}
يعني: ممن أراد الله –جل وعلا- له ذلك وممن شاء الله،
فهذا العموم الذي هنا مخصوص بآية الإسراء.
والذين يريدون الحياة الدنيا أصلاً وقصداً وتحركاً هم الكفار،
ولهذا نزلت هذه الآية في الكفار، لكن لفظها يشمل كل من أراد الحياة الدنيا بعمله الصالح،
ولهذا جمع الإمام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- في رسالة له أحوال الناس
فيما قاله السلف تفسيرا لهذه الآية، وجعل كلام السلف يتناول
أربعة أنواع من الناس كلهم يدخل في هذا الوعيد:
النوع الأول: ممن ركبوا هذا الشرك الأصغر وأرادوا بعملهم
الحياة الدنيا أنه يعمل العمل الصالح وهو فيه مخلص لله
–جل وعلا- ولكن يريد به ثواب الدنيا ولا يريد ثواب الآخرة،
كأن يتعبد الله –جل وعلا- بالصلاة وهو فيها مخلص لله،
أدّاها على طواعية واختيار وامتثال لأمر الله، لكن يريد منها
ص -406- أن يصح بدنه، أو وصل رحمه وهو يريد منه
أن يحصل له في الدنيا الذكر الطيب والصلة ونحو ذلك،
أو عمل أعمالا من التجارة والصدقات وهو يريد بذلك تجارة
يكون عنده مال فيتصدق، وهو يريد بذلك ثواب الدنيا.
فهذا النوع عمل العبادة امتثالا للأمر، ومخلصاً فيها لله، ولكنه طامع
في ثواب الدنيا، وليس له همة في الآخرة ولم يعمل هرباً من النار
وطمعاً في الجنة، فهذا داخل في هذا النوع وداخل في قوله:
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ} [هود: 15].
والأعمال التي يعملها العبد ويستحضر فيها ثواب الدنيا على قسمين:
القسم الأول: أن يكون العمل الذي عمله، واستحضر فيه ثواب
الدنيا وأراده، ولم يرد ثواب الآخرة، لم يُرغب الشرع فيه بذكر
ثواب الدنيا، مثل: الصلاة والصيام ونحو ذلك من الأعمال والطاعات،
فهذا لا يجوز له أن يريد به الدنيا، ولو أراد به الدنيا، فإنه مشرك ذلك الشرك.
القسم الثاني: أعمال رتّب الشارع عليها ثوابا في الدنيا، ورغّب فيها بذكر
ثوابٍ لها في الدنيا، مثل صلة الرحم، وبر الوالدين، ونحو ذلك،
وقد قال عليه الصلاة والسلام: "من سره أن يبسط له في رزقه
وينسأ له في أثره فليصل رحمه"(1). فهذا النوع إذا استحضر في عمله حين يعمل ذلك العمل،
ــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أحمد 3/156، بنحوه من حديث أبي سعيد الخدري،
وأصله متفق عليه من حديث أنس.
ص -407- استحضر ذلك الثواب الدنيوي، وأخلص لله في العمل
ولم يستحضر الثواب الأخروي، فإنه داخل في الوعيد فهو من أنواع هذا الشرك، لكن إن استحضر الثواب الدنيوي والثواب الأخروي معاً، له رغبة فيما عند الله في الآخرة، ويطمع في الجنة، ويهرب من النار، واستحضر ثواب هذا العمل في الدنيا، فإنه لا بأس بذلك؛ لأن الشرع ما رغّب فيه بذكر الثواب في الدنيا إلا للحض عليه، كما قال عليه الصلاة والسلام: "من قتل قتيلاً فله سلبه"(1). فمن قتل حربيا في الجهاد لكي يحصل على السلب، ولكن قصده من الجهاد الرغبة فيما عند الله –جل وعلا- مخلصاً فيه لوجه الله، لكن أتى هذا من زيادة الترغيب له
ولم يقتصر على هذا الدنيا بل قلبه معلق أيضا بالآخرة، فهذا النوع
لا بأس به ولا يدخل في النوع الأول مما ذكره السلف في هذه الآية.
النوع الثاني مما ذكره السلف مما يدخل تحت هذه الآية:
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ} [هود: 15].
أنه يعمل العمل الصالح لأجل المال، فهو يعمل العمل لأجل ما يحصله من المال، مثل:
أن يدرس ويتعلم العلم الشرعي لأجل الوظيفة فقط، وليس في همه رفع الجهالة عن نفسه ومعرفة العبد بأمر ربه ونهيه والرغب في الجنة، وما يقرب منها والهرب من النار وما يبعد عنها،
فهذا داخل في ذلك، أو حفظ القرآن ليكون إماماً في المسجد، ويكون له
الرَّزق الذي يأتي من بيت المال، فغرضه من هذا العمل إنما هو المال، فهذا لم يعمل العمل
ــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أحمد5/306 من حديث أبي قتادة.
ص -408- صالحاً وإنما عمل العمل الذي في
ظاهره أنه صالح ولكن في باطنه قد أراد به الدنيا.
النوع الثالث: أهل الرياء الذين يعملون الأعمال لأجل الرياء.
النوع الرابع: الذين يعملون الأعمال الصالحة ومعم ناقض
من نواقض الإسلام، كمن يصلي ويزكي ويتصدق ويقرأ القرآن ويتلوه،
ولكن هو مشرك الشرك الأكبر، فهذا وإن قال:
إنه مؤمن فليس بصادق في ذلك؛ لأنه لو كان صادقا لوحّد الله جل وعلا.
فهذه بعض الأنواع التي ذُكرت في تفسير هذه الآية وكلها داخلة تحت قوله:
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} فهؤلاء جميعا أرادوا
الحياة الدنيا وزينتها ولم يكن لهم همّ في رضا الله
–جل وعلا- وطلب الآخرة بذلك العمل الذي عملوه.
وهنا إشكال أورده بعض أهل العلم: وهو أن الله –جل وعلا-
قال في الآية التي تليها: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ
إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: 16]
وأن هذه في الكفار الأصليين أو فيمن قام به مكفّر، أما المسلم
الذي قامت به إرادة الدنيا فإنه لا يدخل في هذه الآية.
والجواب: أنه يدخل؛ لأن السلف أدخلوا أصنافاً من المسلمين في هذه الآية،
والوعيد بقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ} فمن كانت إرادته الحياة الدنيا فلم يتقرب إلى الله –جل وعلا- بشيء {مَنْ
ص -409- كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ}
[هود: 15] فهؤلاء أردوا الدنيا بكل عمل، وليس معهم من الإيمان والإسلام مصحح لأصل أعمالهم،
فهؤلاء مخلدون في النار، أما الذي معه أصل الإيمان وأصل الإسلام الذي يصح به عمله، فهذا قد يحبط العمل، بل يحبط
عمله الذي أشرك فيه وأراد به الدنيا، وما عداه لا يحبط؛ لأن معه أصل الإيمان الذي يصحح العمل الذي لم يخالطه شرك.
فهذه الآية فيها وعيد شديد، وهذا الوعيد يشمل كما ذكرنا
أربعة أصناف، وكما قال أهل العلم: إن العبرة هنا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فهي وإن كانت في الكفار،
لكن لفظها يشمل من أراد الحياة الدنيا من غير الكفار.
"وفي الصحيح عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة
...إلخ"(1). وجه الشاهد من ذلك: أنه دعا على عبد الدينار، وعلى عبد الدرهم، وعلى
عبد الخميصة. وعبد الدينار والدرهم هو الذي يعمل العمل لأجل الدينار، ولولا الدينار لما
تحركت همته في العمل، لولا هذه الخميصة لما تحركت في العمل، فهو إنما عمل لأجل
هذه الدينار، لأجل هذه الدنيا، وما فيها من الدرهم،والجاه والمكانة، ونحو ذلك، وقد سماه النبي عليه الصلاة والسلام عابداً للدينار، فدل ذلك على أنه من الشرك؛ لأن
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) تقدم.ص -410- العبودية درجات، منها:
عبودية الشرك الأصغر، ومنها عبودية الشرك الأكبر، فالذي يشرك بغير الله
–جل وعلا- الشرك الأكبر هو عابد له، كأهل الأوثان،
وعبدة الأصنام، وعبدة الصليب، وكذلك من يعمل الشرك الأصغر،
ويتعلق قلبه بشيء من الدنيا فهو عابد، لذلك يقال: عبد هذا الشيء؛
لأنه هو الذي حرك همته، ومعلوم أن العبد
مطيع لسيده أينما وجهه توجه، فهذا الذي حركته
همته للدنيا وللدينار وللدرهم عبد لها؛
لأن همته متعلقة بتلك الأشياء، وإذا وجد لها سبيلاً تحرك إليها بدون النظر
هل يوافق أمر الله –جل وعلا- أم لا يوافق أمر الله –جل وعلا- وشرعه؟!.
وللإمام عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله تفصيل مهم في ذلك حيث قال :
وأما العمل لأجل الدنيا وتحصيل أعراضها فإن كانت إرادة العبد
كلها لهذا القصد ولم يكن له إرادة لوجه الله والدار الآخرة فهذا
ليس له في الآخرة من نصيب ، وهذا العمل على هذا الوصف
لا يصدر من مؤمن فإن المؤمن وإن كان ضعيف الإيمان لابد أن يريد الله والدار الآخرة .
وأما من عمل العمل لوجه الله ولأجل الدنيا والقصدان متساويان أو متقاربان فهذا وإن
كان مؤمناً فإنه ناقص الإيمان والتوحيد والإخلاص ، وعمله ناقص لفقده كمال الإخلاص
أريد أن أوجه دعوة لكل من تريد زوجاً صالحاً أو عملاً أو ولداً أو ................ أي شيء من
أمور الدنيا أن تطوع نيتها وتعدلها وأن تكون الاخلاص لله بالعبادة والدعاء الخالص لله عز
وجل وليس تخصيص عبادة معينة للحصول على هذا الأمر وانما رجاؤء الله عز وجل أن يعفها
ويبعث لها زوج صالح تتعاون واياه على طاعة الله وهكذا كل شيء في هذه الحياة ...
فالله عز وجل كريم قريب وأخواتي لا تمنوا على الله ايمانكم أو بعباداتكم فهو يمن عليكم أن هداكم ...
وملاحظة : أن للاستغفار فوائد كثيرة كما ذكرت في الآية الكريمة "
( وقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا)"
فالله عند ظن عبده به فظنوا بالله خيراً واجعلن أخواتي نيتكن أن يرضى الله عنكن والله اذا رضي عنا لن يحوجنا لشيء من أمور الدنيا ويعيننا على طاعته الا أعطانا اياه بإذنه ....
الله كريم يا اخواتى
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
مواقع النشر (المفضلة)