ما حكم
وضع زيت لشعر الرأس في نهار رمضان ؟.
الجواب:
الحمد لله
لا حرج من
وضع زيت الشعر في نهار رمضان ولا يؤثر ذلك على الصيام .
سئل الشيخ
ابن باز (15/259) : ما حكم استعمال الكحل وبعض أدوات التجميل للنساء خلال نهار
رمضان ؟ وهل تفطر هذه أم لا ؟
فأجاب :
"الكحل لا
يفطر النساء ولا الرجال في أصح قولي العلماء مطلقا ، ولكن استعماله في الليل أفضل
في حق الصائم . وهكذا ما يحصل به تجميل الوجه من الصابون والأدهان وغير ذلك مما
يتعلق بظاهر الجلد ، ومن ذلك الحناء والمكياج وأشباه ذلك ، كل ذلك لا حرج فيه في حق
الصائم ، مع أنه لا ينبغي استعمال المكياج إذا كان يضر الوجه" اهـ .
وقال
الشيخ ابن عثيمين في فتاوى الصيام (228) :
"الدهون
بجميع أنواعها سواء في الوجه أو في الظهر أو في أي مكان لا تؤثر على الصائم ولا
تفطره" اهـ .
وسئلت
اللجنة الدائمة (10/253) : هل يفطر الكحل ودهان المرأة في نهار رمضان أو لا ؟
فأجابت :
"من اكتحل
في نهار رمضان وهو صائم لا يفسد صومه ، وكذا من دهن رأسه في نهار رمضان وهو صائم لا
يفسد صومه" اهـ .
والله
اعلم .
شاءت
الأقدار أن يكون الأسبوع الأول من رمضان هو أسبوع زواجي و زوجي لا يستطيع أن يسيطر
على رغباته وأنا لا أريد أن أفطر ، زوجي يقول لي أنه لا ضرر إن أفطرت يوما و أقضيه
بعد ذلك .
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
قول شاءت
الأقدار غير صحيح ، لأن الذي يشاء هو الله الواحد القهار سبحانه وتعالى .
وقد تقدم
بيان ذلك في إجابة السؤال رقم ( 8621 ) .
ثانياً :
الإفطار
من رمضان من غير عذر من أكبر الكبائر ، ويكون فاعله فاسقاً ، ويجب عليه التوبة إلى
الله تعالى من هذه المعصية الكبيرة .
وقد ورد
عن النبي صلى الله عليه وسلم الوعيد الشديد فيمن أفطر من رمضان من غير عذر .
روى
الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عذاب من يفطر في رمضان بغير عذر فقال :
فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم ، تسيل أشداقهم دما. قلت : من هؤلاء
؟! قال : هؤلاء الذين يفطرون قبل تَحِلَّة صومهم . صححه الألباني في السلسلة
الصحيحة (3951) .
فعلى هذا
يجب على هذا الزوج أن يتقي الله تعالى ولا يتهاون في أمر الصيام ، فإن الأمر خطير .
وعليك أن
لا تطيعه في هذا الأمر فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
والفطر في
رمضان وقضاء الصيام إنما شُرع لمن أفطر بعذر كالمرض والسفر وما أشبه ذلك ، أما
إفطار المسلم في رمضان من غير عذر فإنه يعرض نفسه لغضب الله تعالى وعذابه ، نسأل
الله السلامة والعافية .
راجع
السؤال رقم ( 38747 ) .
ثالثاً :
الجماع من
مفسدات الصيام ، بل هو أعظمها إثماً ، ولهذا وجبت فيه الكفارة .
قال الشيخ
ابن عثيمين رحمه الله في فتاوى الصيام (ص337) :
المجامع
في نهار رمضان وهو صائم مقيم (أي غير مسافر) عليه كفارة مغلظة , وهي عتق رقبة ، فإن
لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ، والمرأة مثله إذا
كانت راضية ، وإن كانت مكرهة فليس عليها شيء ، وإن كانا مسافرين فلا إثم ، ولا
كفارة ، ولا إمساك بقية اليوم ، وإنما عليهما قضاء ذلك اليوم ، لأن الصوم ليس بلازم
لهما .
والمجامع
الصائم في بلده ممن يلزمه الصوم يترتب عليه خمسة أشياء :
أولا :
الإثم .
ثانيا :
فساد الصوم .
ثالثا :
لزوم الإمساك .
رابعا :
وجوب القضاء .
خامسا :
وجوب الكفارة ، ودليل الكفارة ما جاء في حديث أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ قَالَ مَا
لَكَ قَالَ وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا قَالَ لا
قَالَ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ لا
فَقَالَ فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ لا قَالَ فَمَكَثَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ
أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ
وَالْعَرَقُ الْمِكْتَلُ قَالَ أَيْنَ السَّائِلُ فَقَالَ أَنَا قَالَ خُذْهَا
فَتَصَدَّقْ بِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَعَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ
فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَ لابَتَيْهَا يُرِيدُ الْحَرَّتَيْنِ أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ
مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى
بَدَتْ أَنْيَابُهُ ثُمَّ قَالَ أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ . رواه البخاري (1936) ومسلم
(1111)
وهذا
الرجل إن لم يستطع الصوم ولا الإطعام تسقط عنه الكفارة ؛ لأن الله تعالى لا يكلف
نفسا إلا وسعها ، ولا واجب مع العجز ، ولا فرق بين أن ينزل أو لا ينزل ما دام
الجماع قد حصل ، بخلاف ما لو حدث إنزال بدون جماع ، فليس فيه كفارة ، وإنما فيه
الإثم ولزوم الإمساك والقضاء اهـ .
وسئل
أيضاً : عن رجل يجبر زوجته على الجماع في نهار رمضان ؟
فأجاب :
يحرم
عليها أن تطيع زوجها أو تمكنه من ذلك في هذه الحال ، لأنها في صيام مفروض وعليها أن
تدافعه بقدر الإمكان ، ويحرم على زوجها أن يجامعها في هذه الحال وإذا كانت لا
تستطيع أن تتخلص منه فإنه ليس عليها شيء لا قضاء ولا كفارة لأنها مكرهة اهـ . فتاوى
الصيام (ص 339) .
والله
اعلم .
هل يجوز
أن ينام الرجل بجانب زوجته في رمضان ؟.
الجواب:
الحمد لله
نعم ،
يجوز ذلك ، بل يجوز للرجل أن يستمتع بزوجته وهو صائم ما لم يجامع أو ينزل .
روى
البخاري (1927) ومسلم (1106) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ
صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لأرَبِهِ (أي حاجته) .
قال
السندي :
قَوْله (
يُبَاشِر ) أَيْ يَمَسّ بَشَرَة الْمَرْأَة بِبَشَرَتِهِ كَوَضْعِ الْخَدّ عَلَى
الْخَدّ وَنَحْوه اهـ .
فالمراد
أنه يمس البشرة ، وليس المراد بالمباشرة الجماع .
وسئل
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ماذا يجوز
للصائم من زوجته الصائمة ؟
فأجاب :
الصائم صوماً واجبا لا يجوز له أن يستعمل مع زوجته ما يكون سبباً لإنزاله ، والناس
يختلفون في سرعة الإنزال ، فمنهم من يكون بطيئاً ، وقد يتحكم في نفسه تماماً ، كما
قالت عائشة رضي الله عنها في رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان أملككم لأربه) .
ومنهم من
لا يملك نفسه ويكون سريع الإنزال فهذا يحذر من مداعبة الزوجة ومباشرتها بقبلة أو
غيرها في الصوم الواجب فإذا كان الإنسان يعرف من نفسه أنه يملك نفسه فله أن يقبل
وأن يضم حتى في الصوم الواجب ولكن إياه والجماع فإن الجماع في رمضان ممن يجب عليه
الصوم يترتب عليه أمور خمسة :
الأول :
الإثم .
الثاني :
فساد الصوم .
الثالث :
وجوب الإمساك فكل من أفسد صومه في رمضان بغير عذر شرعي فإنه يجب عليه الإمساك وقضاء
ذلك اليوم .
الرابع :
وجوب القضاء لأنه أفسد عبادة واجبة فوجب عليه قضاؤها .
الخامس :
الكفارة وهي أغلظ الكفارات : عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، فإن لم
يستطع فإطعام ستين مسكيناً .
أما إذا
كان الصوم واجبا في غير نهار رمضان كقضاء رمضان وصوم الكفارة ونحوها فإنه يترتب على
جماعه أمران :
الإثم
والقضاء .
وأما إذا
كان الصوم تطوعاً وجامع فيه فلا شيء عليه اهـ .
كم رمضان
صام الرسول صلى الله عليه وسلم ؟.
الجواب:
الحمد لله
أجمع
العلماء على أن صوم شهر رمضان فرض في شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة ، وأن
النبي صلى الله عليه وسلم صام تسع رمضانات ، لأنه صلى الله عليه وسلم توفي في شهر
ربيع الأول من السنة الحادية عشرة من الهجرة .
قال في
"الإنصاف" :
فُرِضَ
صَوْمُ رَمَضَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ إجْمَاعًا , فَصَامَ رَسُولُ اللَّهِ
عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ تِسْعَ رَمَضَانَاتٍ إجْمَاعًا اهـ .
وقال
النووي في المجموع :
صَامَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَمَضَانَ تِسْعَ سِنِينَ ; لأَنَّهُ فُرِضَ
فِي شَعْبَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ الْهِجْرَةِ , وَتُوُفِّيَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إحْدَى
عَشْرَةَ مِنْ الْهِجْرَةِ اهـ .
وانظر
أيضاً "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (2/20) .
لي صديق يستخدم الانترنت ويدخل على
مواقع تعرض صورا فاضحة، فما هو الحكم الشرعي في ذلك ، وكيف يمكنني مساعدته للابتعاد
عن هذه الأمور؟
المفتي: الإسلام
سؤال وجواب
الإجابة:
الحمد لله
لا يجوز
النظر إلى الصور الفاضحة التي تعرض مفاتن المرأة ، سواء في مواقع الانترنت أو في
الجرائد أو المجلات أو غيرها ، وذلك لأن النظر إليها وسيلة إلى التلذذ بها ومعرفة
ذات الصورة ومعرفة جمالها .
وهذا قد
يكون وسيلة إلى الحصول عليها فيحرم ، لأن الوسائل لها أحكام الغايات ( فتاوى اللجنة
الدائمة 2424 ) بتصرف
ولقد
تهاون كثير من الناس في النظر إلى صور النساء الأجنبيات بحجة أنها صورة لا حقيقة
لها ، وهذا أمر خطير جدا ، لأنه لابد أن يكون من ذلك فتنة على قلب الرجل تجره إلى
أن يتعمد النظر إلى المرأة مباشرة ، وقد قال تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من
أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم } [النور:30]. (مجموع فتاوى ورسائل ابن
عثيمين2/268) بتصرف .
ويمكنك
أيها الأخ مساعدة صديقك للابتعاد عن هذا الأمر بإدامة النصح له وتخويفه بالله تعالى
وأنه مطلع عليه لا يخفى عليه من أمره شيء ، وتذكيره بنعمة الله تعالى عليه بأن رزقه
بصرا يرى به ما ينفعه ، وحرم عليه أن يستعمله في النظر إلى ما حرم الله ، وهو جل
جلاله سائله عنه ، ولذلك ختم الله تعالى الآية السابقة بقوله : { إن الله خبير بما
يصنعون } [النور:30] ، وقال تعالى : { كل أولئك كان عنه مسؤولا } [الإسراء:36]
ولو تأمل
العاقل وهو ينظر إلى هذه الصور المحرمة الفاتنة لأدرك أنه لا يجني من وراء هذه
النظرات إلا الحسرات والآلام والآهات ، إذ لا يستطيع أن يظفر بحقيقة هذه الصور ،
وصدق الشاعر إذ يقول :
وكنت متى
أرسلت طرفك رائدا
لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي
لا كله أنت قادر
عليه ولا عن بعضه أنت صابر
وقال آخر
:
كم نظرة
فتكت في قلب صاحبها
فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما
دام ذا عين يقلبها
في أعين الغير موقوف على
الخطر
يسر مقلته
ما ضر مهجته
لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
فتبين أنه
ليس من وراء النظر إلى هذه الصور الفاضحة إلا سخط الله وضياع الوقت والمال في غير
مرضاته ، وتعذيب النفس .
والواجب
على المسلم أن يقبل على طلب العفاف بالنكاح ، وبذل الأسباب لذلك .
وترك
رفقاء السوء الذين قد يكون لهم أثر سيء في التعرف والحث على تصفح مثل هذه المواقع
السيئة .
وليشغل
الإنسان وقته بما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه ، كحفظ كتاب الله وحضور مجالس
الذكر ، وتصفح المواقع التي تعرض الفائدة والعلم الصحيح النافع .
ما هو الحكم في مَن ترتدي الحجاب في بلد
عربي يمنع ذلك بالقوة وإلحاق الضرر دينيّاً واجتماعيّاً ؟ هل عليها أن تثبت رغم
تضرر أفراد عائلتها بطريقة غير مباشرة ؟
المفتي: الإسلام
سؤال وجواب
الإجابة:
الحمد لله
إنها
والله الجريمة العظيمة والفعلة النكراء ، أن تُمنع المرأة المسلمة من ارتداء حجابها
الذي أمرها الله به ، وتلزم قانوناً بكشف رأسها ووجهها لتخرج سافرة بين الناس .
والواجب
على المسلم الالتزام بأحكام الشرع ، و " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " ، وحجاب
المرأة المسلمة من الواجبات التي يلزمها الطاعة فيها ، والضرر الذي تتصور المرأة
وقوعه عليها أو على أهلها قد لا يكون له أصل ، وقد يكون الضرر غير بالغ ، ويمكن
تحمله والصبر عليه ، وعليه : فيجب عليها البقاء على الالتزام بلباسها الشرعي .
فإن كان
الضرر بالغاً ويقينيّاً أو بغلبة ظن راجح : فيمكن للمرأة نزع الحجاب حفاظاً على
عرضها ودينها ، لكن يجب عليها الالتزام بأعلى قدر ممكن من الستر والحشمة ، ولا يجوز
لها الخروج من المنزل على هذه الحال إلا في وقت الضرورة ، ولا يجوز الترخص في
الخروج على هذه الحال للدراسة أو لشراء حاجيات يمكن أن يأتي بها غيرها ، بل نعني
بالضرورة الخروج لعلاج لا يتيسر في البيت ، أو عمل شرعي لا يمكن تركه ، وما يشبههما
.
سئل الشيخ
ابن عثيمين – رحمه الله - :
في بعض
البلدان قد تجبر المسلمة على خلع الحجاب بالأخص غطاء الرأس ، هل يجوز لها تنفيذ ذلك
علما بأن من يرفض ذلك ترصد له العقوبات كالفصل من العمل أو المدرسة ؟ .
فأجاب
الشيخ :
هذا
البلاء الذي يحدث في بعض البلدان هو من الأمور التي يمتحن بها العبد ، والله سبحانه
وتعالى يقول { الم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ، ولقد
فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين } [العنكبوت:1–3] .
فالذي أرى
أنه يجب على المسلمات في هذه البلدة أن يأبين طاعة أولي الأمر في هذا الأمر المنكر
؛ لأن طاعة أولي الأمر في المنكر مرفوضة ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } [النساء:59] .
لو تأملت
هذه الآية لوجدت أن الله قال : { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ،
ولم يكرر الفعل ثالثة مع أولي الأمر ، فدل على أن طاعة ولاة الأمور تابعة لطاعة
الله وطاعة رسوله ، فإذا كان أمرهم مخالفا لطاعة الله ورسوله : فإنه لا سمع لهم ولا
طاعة فيما أمروا به فيما يخالف طاعة الله ورسوله ، " ولا طاعة لمخلوق في معصية
الخالق " .
وما يصيب
النساء من الأذى في هذه الناحية من الأمور التي يجب الصبر عليها والاستعانة بالله
تعالى على الصبر ، ونسأل الله لولاة أمورهم أن يهديهم إلي الحق ، ولا أظن هذا
الإجبار إلا إذا خرجت المرأة من بيتها ، وأما في بيتها فلن يكون هذا الإجبار،
وبإمكانها أن تبقى في بيتها حتى تسلم من هذا الأمر ، أما الدراسة التي تترتب عليها
معصية فإنها لا تجوز ، بل عليها دراسة ما تحتاج إليه في دينها ودنياها ، وهذا يكفي
ويمكنها ذلك في البيت غالبا .
" أسئلة
تهم الأسرة المسلمة " ( ص 22 ، 23 ) .
والله
أعلم .
سؤالي طويل وأتمنى أن تتمكن من
الإجابة عليه ، إن شاء الله ، بما آتاك الله من علم ، مستدلا بالكتاب والسنة لتدعيم
قولك، كما أرجو أن تستشهد بأكثر عدد ممكن من الأدلة.
تتعلق
المشكلة التي أواجهها بالطريقة التي يقوم بها والداي بتأدية العبادة، وأنهما يريدان
مني أن أفعل مثلهما، لكني لم أشعر أن أفعالهما توافق السنة. والداي يسران على
الطريقة القادرية الصوفية ، ويعتقدان أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم كان نورا
وإنسانا. وقد أعطى أحد الشيوخ الصوفية لوالدي كتابا عن طريقة للعبادة باللغة
الأوردية وأدعية بالعربية، وأخبره بأن يؤدي هذه العبادة كل يوم مع الزوجة والأطفال
الذين يمكنهم قراءة القرآن جماعيا بصوت عال.
وطريقة
العبادة هي كالتالي :
قبل البدء
أخبرنا أن نقرأ هذه الكلمات التالية:
"اللهم صل
على محمد وآله وعترته . . . إلخ" ، ثم نقرأ هذه الكلمات 100 مرة : "سبحان الله
وبحمده سبحان الله العظيم أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب
إليه" . ثم نقرأ سورة الفاتحة 7 مرات . ثم نقرأ 100 مرة : "اللهم صلي على محمد وآله
وعترته ...إلخ" .ثم نقرأ سورة ألم نشرح 79 مرة .ثم نقرأ سورة الإخلاص 100 مرة . ثم
نردد الكلمات التالية 100 مرة : "اللهم يا قاضي الحاجات" . ثم نقرأ 100 مرة هذه
الكلمات :"اللهم يا دافع البليات" . ثم نقرأ 100 مرة : "اللهم ياحلال أحلل مشكلاتي"
. ثم نقرأ 100 مرة: "اللهم يا خافي المهماتِ" . ثم نقرأ 100 : "اللهم يا مجيب
الدعواتِ" . ثم نقرأ 100 مرة : "اللهم يا شافي المرضى" . ثم نقرأ 100 مرة : "اللهم
يا خير الناصرين" . ثم نقرأ 100 مرة : "برحمتك يا أرحم الراحمين". ثم نقرأ 100 مرة
: "اللهم آمين" .
أما الجزء
الثاني من هذه العبادة فهو نفس الشيء عدا بعض التغيرات مثل البدأ بالكلمات "حسبنا
الله" 500 مرة، ثم نسرد (ما ورد أعلاه) ما عدا سورة ألم نشرح أو الإخلاص. وأنا الآن
أعلم أن بعض هذه الكلمات مذكور في القرآن، وأن السور بكل تأكيد من القرآن أيضا،
لكني أريد أن أعرف ما إذا كانت هذه الصورة من العبادة تتفق مع السنة؟ هل قالها
النبي محمد صلى الله عليه وسلم قط؟ والداي يريدان مني أن أقوم بعمل العبادة معهما،
وهما يغضبان جدا حتى إن أنا تسائلت عن ذلك ولو في أضيق الحدود .
وأيضاً :
والداي يريدان منى بعد أن أنتهي من هذا الدعاء، أن أقوم بقراءة سورة (الفيل) ،
وعندما أصل إلى كلمة "ترميهم" أن آخذ أحجاراً وأرميها واحدة تلو الأخرى ، وترمى من
قدر حديدي مقلوب رأسا على عقب وهو مغطى بقطعة حمراء للتعبير عن الدم. ويقولان لي
بأن في هذا سؤالاً لله بأن ينزل على أعدائنا الموت أو شيئاً قريباً من ذلك .
وأريد أن
أعرف ما إذا كان هذا من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، أم أنه من البدع
؟
المفتي: الإسلام
سؤال وجواب
الإجابة:
الغاية
التي خلقنا من أجلها جميعا ، هي عبادة الله وحده لا شريك له ، كما قال سبحانه : {
وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون } [ الذاريات: 56 ].
ولم
يتركنا الله تعالى ليختار كل منا طريقة خاصة لعبادته ، بل أرسل رسوله صلى الله عليه
وسلم ، وأنزل كتابه العظيم ، ليكون بيانا للناس وهدى ، فما من عبادة وخير وهدى يحبه
الله ، إلا وقد بينه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
ولا يختلف
اثنان من المسلمين في أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الناس وأتقاهم لله ،
وأكثرهم عبادة وإنابة ، ولهذا كان الموفق من سار على طريقته ، وسلك مسلكه ، وحذا
حذوه.
ولزوم
طريقته صلى الله عليه وسلم ليس أمرا اختياريا ، ولكنه فرض فرضه الله على عباده ،
بقوله : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد
العقاب } [ الحشر : 7 ].
وقوله {
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن
يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا } [ الأحزاب : 36 ].
وقال
تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر } [
الأحزاب : 21 ]
وبين
النبي صلى الله عليه وسلم أن كل عبادة محدثة ، فهي مردودة على صاحبها مهما بلغت ،
فقال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه مسلم ، 1718 ، من حديث عائشة
رضي الله عنها.
فلا يقبل
العمل إلا إذا كان خالصا لله ، موافقا لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو
المراد من قوله تعالى { ليبلوكم أيكم أحسن عملا }
قال
الفضيل بن عياض : أخلصه وأصوبه . قالوا يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : إن
العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل
حتى يكون خالصا صوابا . والخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة .
فمن أراد
الوصول إلى مرضاة الله ، فليلزم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فكل الطرق إلى الله
تعالى مسدودة ، إلا هذا الطريق ، طريق نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
ولما كان
صلى الله عليه وسلم رحيما بأمته ، حريصا عليهم ، لم يدع شيئا من الخير إلا بينه لهم
، فمن اخترع اليوم عبادة أو ذكرا أو وردا ، وزعم أن فيه خيرا ، فقد اتهم النبي صلى
الله عليه وسلم ـ شعر أو لم يشعرـ بأنه لم يبلغ الدين كما أمره الله .
ولهذا قال
الإمام مالك رحمه الله : من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى
الله عليه وسلم ، خان الرسالة ؛ لأن الله يقول: { اليوم أكملت لكم دينكم } فما لم
يكن يومئذ دينا فلن يكون اليوم دينا.
والتحذير
من الابتداع ، كثير في كلام الصحابة والتابعين والأئمة :
قال حذيفة
بن اليمان : كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها.
وقال ابن
مسعود : اتبعوا ولا تبتدعوا ، فقد كفيتم ، عليكم بالأمر العتيق .
والسؤال
الذي ينبغي أن يوجه لمن اخترع هذه الأذكار:
هل فعل
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
هل فعل
هذا أصحابه رضوان الله عليهم؟
والجواب
المعلوم : أن قراءة السور المذكورة بهذه الأعداد : 100، 7 ، 79 شيء لم يرد عن النبي
صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه ، وكذلك الأدعية التي بهذه الكيفية
المذكورة وتكرارها .
ويقال
لهذا المخترع : هل تظن أنك سبقت إلى خير لم يعلمه الرسول ولا أصحابه ؟
أم تظن أن
لك أو لشيخك حق التشريع ، وتحديد الأذكار ، وأوقاتها ، وأعدادها ، كما أن للرسول
صلى الله عليه وسلم ذلك الحق ؟
ولاشك أن
هذا أو ذاك ضلال مبين .
ولنعتبر
بما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله ، فيما رواه الدارمي في سننه أن أبا موسى
الأشعري قال لعبد الله بن مسعود : يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفا أمرا
أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيرا .
قال فما
هو ؟
فقال : إن
عشت فستراه . قال : رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل
وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول هللوا مائة فيهللون مائة ويقول
سبحوا مائة فيسبحون مائة.
قال :
فماذا قلت لهم ؟
قال : ما
قلت لهم شيئا انتظار رأيك وانتظار أمرك.
قال :
أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم. ثم مضى ومضينا معه
حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟
قالوا :
يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح .
قال :
فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع
هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم
تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة.
قالوا :
والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير.
قال : وكم
من مريد للخير لن يصيبه .
فليس كل
من أراد الخير أصابه ووفق له ، وليس كل عبادة متقبلة ، حتى تكون على سنة محمد صلى
الله عليه وسلم.
وهذا
الإنكار من ابن مسعود رضي الله عنه يقضي على حجة أهل الاختراع والابتداع ، فإنهم
دائما يقولون : وأي مانع من الأذكار والصلوات والقرآن ؟! ونحن لا نريد بها إلا
الخير والتقرب إلى الله .
فيقال
لهم: إن العبادة يجب أن تكون مشروعة في أصلها وفي هيئتها وكيفيتها ، وما كان منها
في الشريعة مقيدا بعدد لم يكن لأحد أن يتجاوزه ، وما كان مطلقا لم يكن لأحد أن
يخترع له حدا ، فيضاهي بذلك الشرع.
وما يؤكد
هذا المعنى ما جاء عن سعيد بن المسيب رحمه الله ، فقد رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر
أكثر من ركعتين ، فنهاه ، فقال الرجل : يا أبا محمد ! يعذبني الله على الصلاة ؟!
قال : "لا
، ولكن يعذبك على خلاف السنة".
فانظر هذا
الفقه من هذا التابعي الجليل رحمه الله . وذلك لأن السنة أن يصلي بعد طلوع الفجر
السنة الراتبة ركعتين فقط ولا يزيد ، ثم يصلي الفريضة . وقريب من هذا ما جاء عن
الإمام مالك رحمه الله ، فقد أتاه رجل فقال : يا أبا عبد الله ! من أين أحرم؟
قال : من
ذي الحليفة ، من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال: إني
أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر. ( يعني قبر النبي صلى الله عليه وسلم
)
قال: " لا
تفعل فإني أخشى عليك الفتنة ".
فقال: وأي
فتنة في هذه؟! إنما هي أميال أزيدها .
قال: وأي
فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
إني سمعت الله يقول : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم
عذاب أليم } [ النور : 63 ].
فهذا فقه
الصحابة والتابعين والأئمة ، وأما أهل البدع فيقولون : وأي فتنة ، إنما هي ذكر
وصلاة وأميال نتقرب بها إلى الله !
فلا ينبغي
لعاقل أن يغتر بكلام هؤلاء ، فإن الشيطان قد زين لهم أعمالهم ، وكرهوا أن يخالفوا
شيوخهم وأرباب طريقتهم.
قال سفيان
بن عيينة رحمه الله : البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ، لأن المعصية يتاب منها ،
والبدعة لا يتاب منها .
واعلم أنه
ما ابتدع إنسان بدعة إلا وترك من السنة مثلها أو أعظم منها ، ولهذا تجد أصحاب
الأذكار المخترعة أجهل الناس بالأذكار النبوية التي واظب عليها النبي صلى الله عليه
وسلم ، فقلما يوجد منهم من يقول في صباحه ومسائه : سبحان الله وبحمده مائة مرة ، أو
يقول : أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وملة أبينا إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين . أو يقول : أصبحنا وأصبح الملك لله
رب العالمين اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك
من شر ما فيه وشر ما بعده . أو يقول : سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله رضا نفسه ،
سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله مداد كلماته .
إلى غير
ذلك مما يمكنك الوقوف عليه في الكتب المعنية بأذكار الصباح والمساء وغيرها .
والحاصل
أنه لا يجوز لك أن تشارك والديك في هذه الأذكار المبتدعة ، بالأعداد التي ذكرت .
وأما ما
ذكرته عن سورة الفيل ، ورمي الأحجار عند قوله { ترميهم } فهذه خرافة وشعوذة ، لا
يجوز الإقدام عليها ولا التقرب إلى الله بها ، وما أكثر الأعداء الذين واجههم
الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلم يدع عليهم بهذه الطريقة ، وإنه ليخشى أن يكون في
ذلك تقرب إلى الشياطين واستعانة بهم.
وأما
اعتقاد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان نورا ، فهذا لا أصل له ، ولم يرد به كتاب
ولا سنة صحيحة ، وقد أخبرنا الله تعالى أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم بشر
مثلنا ، غير أن الله تعالى فضله بالوحي والرسالة ، فقال : { قل إنما أنا بشر مثلكم
يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد } [ الكهف : 110]
وقال : {
قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل
للمشركين } [ فصلت : 6 ].
ومن غلاة
المتصوفة من يعتقد أنه نور ، وأنه أول خلق الله ، ومن نوره خلقت المخلوقات ، وهذا
كذب وضلال ، وليس لهم فيه مستند إلا حديث باطل موضوع .
نسأل الله
أن يجنبك ووالديك البدع وأهلها .
والله
أعلم .
ما هو الحب المسموح به في الإسلام ؟ هل لي أن
أكلم فتاتي بشكل خاص أو أكتب إليها وبدون تلميحات جنسية ؟ أم أنني أستطيع أن أقول
لها إني أحبك ؟ وإذا كان والداي يعترضان فهل لي الحق أن أتزوجها ؟
المفتي: الإسلام
سؤال وجواب
الإجابة:
الحمد لله
الحب
الجائز هو ما يقع في القلب دون قصد وتعمد مخالفة محرمة مثل النظر والاختلاط ونحوه .
أما الكلام والكتابة للفتاة ، فإذا كان يترتب عليه الوقوع في الحرام ، أو يخاف أن
يؤدي إليه فلا يجوز .
وبصفة
عامة أنصحك أن تترك ذلك ، لأنه قد يبدأ سليما وبريئا ثم يتطور ويقع الشخص في الحرام
. وإذا كان والداك يعترضان على زواجك منها فحاول إقناعهما ، فإن لم تستطع فابحث عن
غيرها ، فقد يكون الخير في ذلك وأنت لا تشعر .
الشيخ
محمد الدويش
إذا نوى
شخص أن يصوم نافلة ودعي للأكل عند زيارة بعض الأقارب فأكل ، فهل عليه إثم أو عليه
إعادة ذلك اليوم مادام قد نوى الصيام ؟.
الجواب:
الحمد لله
إذا نوى
المسلم صيام يوم وشرع فيه ثم أراد أن يفطر فله ذلك ، لأن إتمام صوم النفل ليس بواجب
، لكن يستحب له إتمامه إذا لم يكن له عذر ، فإن كان هناك عذر أو مصلحة من إفطاره
فلا حرج عليه حينئذ .
وقد دل
على ذلك عدة أحاديث ، منها :
1- روى
مسلم (1154) عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ هَلْ
عِنْدَكُمْ شَيْءٌ فَقُلْنَا لا قَالَ فَإِنِّي إِذَنْ صَائِمٌ ثُمَّ أَتَانَا
يَوْمًا آخَرَ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ فَقَالَ
أَرِينِيهِ فَلَقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا فَأَكَلَ .
(
الْحَيْس ) نوع من الطعام معروف .
قال
النووي :
فِيه
التَّصْرِيحُ بِالدَّلالَةِ لِمَذْهَبِ الشَّافِعِيّ وَمُوَافِقِيهِ فِي أَنَّ
صَوْم النَّافِلَة يَجُوز قَطْعُهُ , وَالأَكْل فِي أَثْنَاء النَّهَار, وَيَبْطُلُ
الصَّوْمُ , لأَنَّهُ نَفْلٌ , فَهُوَ إِلَى خِيَرَة الإِنْسَان فِي الابْتِدَاء ,
وَكَذَا فِي الدَّوَام , وَمِمَّنْ قَالَ بِهَذَا جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة
وَأَحْمَد وَإِسْحَاق وَآخَرُونَ , وَلَكِنَّهُمْ كُلّهمْ وَالشَّافِعِيّ مَعَهُمْ
مُتَّفِقُونَ عَلَى اِسْتِحْبَاب إِتْمَامه , وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة وَمَالِك : لا
يَجُوزُ قَطْعُهُ وَيَأْثَم بِذَلِكَ , وَبِهِ قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ
وَمَكْحُول وَالنَّخَعِيّ , وَأَوْجَبُوا قَضَاءَهُ عَلَى مَنْ أَفْطَرَ بِلا
عُذْرٍ , قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ : وَأَجْمَعُوا عَلَى أَلا قَضَاءَ عَلَى مَنْ
أَفْطَرَهُ بِعُذْرٍ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ اهـ .
2- روى
أحمد (26353) عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَدَعَا بِشَرَابٍ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهَا
فَشَرِبَتْ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا إِنِّي كُنْتُ صَائِمَةً فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّائِمُ الْمُتَطَوِّعُ
أَمِيرُ نَفْسِهِ إِنْ شَاءَ صَامَ وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ . صححه الألباني في صحيح
الجامع (3854)
قال في
تحفة الأحوذي عقب هذا الحديث :
وَأَحَادِيثُ الْبَابِ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ لِمَنْ
صَامَ تَطَوُّعًا أَنْ يُفْطِرَ لا سِيَّمَا إِذَا كَانَ فِي دَعْوَةٍ إِلَى
طَعَامِ أَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ اهـ .
3-
وأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عن أبي سعيد الخدري قَالَ : صَنَعْت لِلنَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا فَلَمَّا وُضِعَ قَالَ رَجُلٌ أَنَا صَائِمٌ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (دَعَاك أَخُوك
وَتَكَلَّفَ لَك , أَفْطِرْ فَصُمْ مَكَانَهُ إِنْ شِئْت) . قَالَ الْحَافِظُ :
إِسْنَادُهُ حَسَنٌ اهـ .
الإسلام
سؤال وجواب (www.islam-qa.com)
هل يجوز
أن يقول المسلم أن بعض الكفار أحسن خلقاً من بعض المسلمين ؟
الجواب:
الحمد لله
إذا قال
إن أخلاق الكفار أفضل من أخلاق المسلمين – بهذا الإطلاق - فهذا محرم لا شك في ذلك ،
بل يستتاب صاحبه ، لأن رأس الأخلاق وأهمها الخلق مع الله تعالى ، والأدب معه وترك
عبادة ما سواه ، وهذا متحقق في المسلمين دون الكافرين ، كما أن فيه تعميما على كل
المسلمين ، ولا بد أن يكون منهم قائما بأخلاق الإسلام ، وبشرع الله تعالى .
وإن فضل
بعض أخلاق الكفار على أخلاق بعض المسلمين ، فهذا من الخطأ ، إذ يكفي الكفار سوء خلق
ما فعلوه مع ربهم جل وعلا وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام ، فقد سبوا الله تعالى ،
وادعوا له الولد ، وقدحوا في أنبيائه وكذبوهم ، فأي خلق يفيدهم مع الناس إذا كانت
أخلاقهم مع ربهم جل وعلا من أسوأ الأخلاق .
ثم كيف
نرى أخلاق عشرة أو مائة من الكفار ، ونحكم عليهم بأن أخلاقهم جيدة ، ونسينا أخلاق
أكثرهم من اليهود والنصارى ، فكم غدروا بالمسلمين ، وكم أفسدوا ديارهم ، وكم فتنوهم
عن دينهم ، وكم أضاعوا من ثرواتهم ، وكم مكروا وتربصوا وتجبروا وطغوا ....
إن خلق
بعضهم الجيد لا يساوي شيئا أمام خلق أكثرهم القبيح ، فضلا على أن خلقهم هذا لا
يقصدون منه نفس الخلق ، وإنما يقصدون منه نفع أنفسهم ، واستقامة أمورهم الدنيوية ،
وتحصيل مصالحهم ، في أغلب أحوالهم .
وقد سئل
الشيخ ابن باز رحمه الله عن سائل يعقد مقارنة أو موازنة بين العمال من المسلمين
وغير المسلمين فيقول : إن غير المسلمين هم من أهل الأمانة ، وأستطيع أن أثق فيهم ،
وطلباتهم قليلة ، وأعمالهم ناجحة ، أما أولئك فهم على العكس تماما ، فما رأيكم
سماحة الشيخ ؟
فأجاب : "
هؤلاء ليسوا بمسلمين على الحقيقة ، هؤلاء يدعون الإسلام ، أما المسلمون في الحقيقة
فهم أولى وأحق وهم أكثر أمانة وأكثر صدقا من الكفار ، وهذا الذي قلته غلط لا ينبغي
أن تقوله ، والكفار إذا صدقوا عندكم وأدوا الأمانة حتى يدركوا مصلحتهم معكم ، وحتى
يأخذوا الأموال عن إخواننا المسلمين ، فهذه لمصلحتهم ؛ فهم ما أظهروا هذا لمصلحتكم
ولكن لمصلحتهم هم ، حتى يأخذوا الأموال وحتى ترغبوا فيهم .
فالواجب
عليكم ألا تستقدموا إلا الطيبين من المسلمين ؛ وإذا رأيتم مسلمين غير مستقيمين
فانصحوهم ووجهوهم فإن استقاموا وإلا فردُّوهم إلى بلادهم واستقدموا غيرهم ، وطالبوا
الوكيل الذي يختار لكم أن يختار الناس الطيبين المعروفين بالأمانة ، المعروفين
بالصلاة، المعروفين بالاستقامة؛ لا يستقدم من هبّ ودبّ .
وهذا لا
شك أنه من خداع الشيطان، أن يقول لكم : إن هؤلاء الكفار أحسن من المسلمين ، أو أكثر
أمانة ، أو كذا أو كذا ؛ كله لما يعلمه عدو الله وجنوده من الشر العظيم في استقدام
الكفرة واستخدامهم بدل المسلمين ؛ فلهذا يرُغِّب فيهم ويزين لكم استقدامهم حتى
تدعوا المسلمين ، وحتى تستقدموا أعداء الله ، إيثارا للدنيا على الآخرة ولا حول ولا
قوة إلا بالله .
وقد بلغني
عن بعضهم أنه يقول : إن المسلمين يصلون ويعطلون الأعمال بالصلاة ، والكفار لا يصلون
حتى يأتوا بأعمال أكثر ، وهذا أيضا من جنس ما قبله ، ومن البلاء العظيم ؛ أن يعيب
المسلمين بالصلاة ويستقدم الكفار لأنهم لا يصلون ، فأين الإيمان ؟ وأين التقوى ؟
وأين خوف الله ؟ أن تعيب إخوانك المسلمين بالصلاة ! نسأل الله السلامة والعافية . "
فتاوى نور على الدرب
وسئل
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن وصف الكفار بالصدق والأمانة وحسن العمل ؟
فأجاب
بقوله : هذه الأخلاق إن صحت مع أن فيهم الكذب والغدر والخيانة والسطو أكثر مما يوجد
في بعض البلاد الإسلامية وهذا معلوم ، لكن إذا صحت هذه فإنها أخلاق يدعو إليها
الإسلام ، والمسلمون أولى أن يقوموا بها ليكسبوا بذلك حسن الأخلاق مع الأجر والثواب
. أما الكفار فإنهم لا يقصدون بها إلا أمرا ماديا فيصدقون في المعاملة لجلب الناس
إليهم .
لكن
المسلم إذا تخلق بمثل هذه الأمور فهو يريد بالإضافة إلى الأمر المادي أمرا شرعيا
وهو تحقيق الإيمان والثواب من الله - عز وجل - وهذا هو الفارق بين المسلم والكافر .
أما ما
زعم من الصدق في دول الكفر شرقية كانت أم غربية فهذا إن صح فإنما هو نزر قليل من
الخير في جانب كثير من الشر ولو لم يكن من ذلك إلا أنهم أنكروا حق من حقه أعظم
الحقوق وهو الله - عز وجل – { إن الشرك لظلم عظيم } . فهؤلاء مهما عملوا من الخير
فإنه نزر قليل مغمور في جانب سيئاتهم ، وكفرهم ، وظلمهم فلا خير فيهم . مجموع
الفتاوى 3
وقال شيخ
الإسلام ابن تيمية :" ولا يستعان بأهل الذمة في عمالة ولا كتابة لأنه يلزم منه
مفاسد أو يفضي إليها ، وسئل أحمد في رواية أبي طالب في مثل الخراج فقال : لا يستعان
بهم في شيء " الفتاوى الكبرى 5/539
وجاء في
فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب مالك : " وتفضيل الكافر على المسلم إن كان من
حيث الدين فهو ردة وإلا فلا
سمعت بعض
الناس يقول : يجوز بيع وخياطة الفساتين النسائية التي لا تستر المرأة - أي الفساتين
القصيرة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ثوب حرير
أحمر ، فلما لبسه عمر ورآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : " إني أعطيته لك
لتهديه ، وليس لتلبسه " فأهداه عمر لأحد أصحابه في الجاهلية . فهل كلامه صحيح ؟
وإذا كان
صحيحاً فهل يمكن القياس على ذلك بجواز بيع السجائر والتبغ والبناطيل النسائية
والمايوهات الرجالية والنسائية الخليع ؟ مع أن الله يقول : { وتعاونوا على البر
والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } فأرجوا الإفادة والله يحفظكم ويرعاكم .
الجواب:
الحمد لله
الحديث
رواه البخاري (2104) ومسلم (2068) وغيرهما في عدة مواضع من عدة طرق ، منها رواية
البخاري له تحت باب التجارة فيما يُكره لبسه للرجال والنساء ، من طريق سالم بن عبد
الله بن عمر عن أبيه ، قال : أرسل النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عن بحلة
حرير أو سيراء ، فرآها عليه فقال : " إني لم أرسل بها إليك لتلبسها ، إنما يلبسها
من لا خلاق له ، إنما بعثت إليك لتستمتع بها يعني تبيعها " .
وهذا
الحديث يدل على جواز الاتجار في الملابس التي يجوز استعمالها على وجه دون وجه ،
وجواز هبتها والتبرع بها ، وعلى من اشتراها أو أُعطيت له تبرعاً أن يستعمله على
الوجه المباح دون الممنوع ، ومثل ذلك : الحلي من الذهب والسلاح والسكاكين والعنب
ونحو ذلك مما يمكن أن يُستعمل في مباح أو محرم ، فيجوز الاتجار فيه والتبرع به
وهبته .
وعلى من
اشتراه أو وُهب له مثلاً أن يستعمله على الوجه المباح من بيعٍ وهبة ونحو ذلك ، دون
أن ينتفع به على الوجه الممنوع .
أما إذا
كان الشيء محرماً استعماله من كل وجه وعلى كل حال فلا يجوز الاتجار فيه ولا هبته ،
كالخنزير والأسد والذئب ، وليس في الحديث دلالة على جواز بيع ما ذُكر ، فلا يصح
قياس بيع السجاير والتبغ والمايوهات الرجالية والنسائية الخليعة على الاتجار فيما
يجوز استعماله على وجه دون وجه ، وحال دون حال ؛ لأنها محرم استعمالها على كل حال .
وبالله
التوفيق .
لدي محل
أجهزة كهربائية ، فهل يجوز أن أبيع أجهزة التلفاز والفيديو وأجهزة ( البلايستيشن )
والاسطوانات الخاصة به ، مع العلم أنني لا أعرف لأي غرض ستستخدم هذه الأجهزة ؟.
الجواب:
الحمد لله
هذه
الأجهزة من التلفاز والفيديو وغيرها - مما يستعمل في الخير والشر ، والطاعة
والمعصية، لكن يغلب اليوم استعمالها في الشر، من رؤية النساء العاريات ، وسماع
اللهو واللغو والباطل من الموسيقى وغيرها- . والواجب في مثل هذا أن يعمل الإنسان
بما يغلب على ظنه .
فلا يجوز
بيعها إلا لمن عُلم أو غلب على الظن أنه يستعملها في المباح.
أما من
عُلم أو غلب على الظن أنه يستعملها في الحرام ، فلا يجوز بيعها عليه ؛ لقول الله
تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى
الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) المائدة /2 .
جاء في
فتاوى اللجنة الدائمة : " كل ما يستعمل على وجه محرم ، أو يغلب على الظن ذلك ، فإنه
يحرم تصنيعه واستيراده وبيعه وترويجه بين المسلمين" اهـ
"فتاوى
اللجنة الدائمة " (13/109) .
وسئلت
اللجنة الدائمة للإفتاء ، ما نصه : أنا أعمل مهندس إلكترونيات ، ومن عملي إصلاح
الراديو والتليفون والفيديو ومثل هذه الأجهزة ، فأرجو إفتائي عن الاستمرار في هذه
الأعمال ، مع العلم أن ترك هذا العمل يفقدني كثيرا من الخبرة ومن مهنتي التي
تعلمتها طوال حياتي ، وقد يقع علي ضرر خلال تركها .
فأجابت :
" دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أنه يجب على المسلم أن يحرص على طيب كسبه،
فينبغي لك أن تبحث عن عمل يكون الكسب فيه طيبا. وأما الكسب من العمل الذي ذكرته
فهذا ليس بطيب؛ لأن هذه الآلات تستعمل غالبا في أمور محرمة" اهـ .
"فتاوى
اللجنة الدائمة" (14/420) .
وأما
(البلايستيشن ) وأقراصه ، فله الحكم السابق نفسه ، فيجوز بيعه على من غلب على الظن
أن يستعمله استعمالاً مباحاً ، ويحرم بيعه على من غلب على الظن أنه يستعمله
استعمالاً محرماً .
وكثير من
الناس الآن يستعمله استعمالاً محرماً ، فبدلاً من أن يكون الترفيه شيئاً عارضاً
يفعله الإنسان إذا احتاج إليه ، صار الترفيه هو الأصل عند كثير من الناس ، فينفق
فيه كثيراً من عمره وماله وجهده ما بين اللعب بنحو هذه الألعاب ، والذهاب إلى
النوادي وحمامات السباحة ، والسفر والجلوس مع الأصحاب ، والذهاب إلى المنتزهات
...إلخ .
وكثير ممن
يستعمل البلايستيشن أو نحوه من الألعاب يضيع بسببه الصلوات ، وينشغل به عن كثير من
مصالح دينه ودنياه ، مما يجعلنا نجزم بتحريمه على أمثال هؤلاء .
وأما من
يقدر الأمور حق قدرها ، ويلعب بهذه الألعاب قليلاً من الوقت للترويح عن النفس ، ولا
يضيع بسببها شيئاً من الواجبات ولا مصالح دينية أو دنيوية ، ومع خلو هذه الألعاب من
المنكرات كالموسيقى وصور النساء العاريات ونحو ذلك فلا حرج في ذلك إن شاء الله
تعالى .
والأجدر
بالمسلم أن يحرص على كسب المال الحلال الذي لا شبهة فيه ، وليتذكر قول النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به ) . رواه
الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع (4519) .
والله
أعلم .
الإسلام
سؤال وجواب (www.islam-qa.com)
هل يجوز
الحلف بغير الله ؟.
أجاب
:
روى
البخارى ومسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال حين سمع عمر يحلف بأبيه " إن الله
ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت " وروى أبو داود
والترمذى وقال : حسن ، قوله صلى الله عليه وسلم " من حلف بغير الله فقد كفر" وفى
بعض الروايات " فقد أشرك " وفى بعضها " فقد كفر وأشرك ".
قال
العلماء : إن الحلف الذى يجوز وتترتب عليه آثاره هو ما كان بالله أو بصفة من صفاته
، أما الحلف بغير ذلك فهو غير ملزم ولا تترتب آثار على عدم البر به ، ومع ذلك فهو
ممنوع كما نص عليه الحديث ، وجاء التغليظ بأنه خروج عن الإسلام عن طريق الكفر بالله
وعدم الإيمان به ، أو عن طريق الشرك ، أى ضم غير الله إليه فى الألوهية وما يتبعها
، ودرجة المنع من الحلف بغير الله مختلف فيها بين الحرمة والكراهة، يقول الشوكانى
فى " نيل الأوطار ج 8 ص 236 " : للمالكية والحنابلة قولان -أى قول بالحرمة وقول
بالكراهة التنزيهية - وجمهور الشافعية على أنه مكروه تنزيها، وجزم ابن حزم بالتحريم
، وقال إمام الحرمين : المذهب القطع بالكراهة، وجزم غيره بالتفصيل : فإن اعتقد فى
المحلوف به ما يعتقد فى الله تعالى كان بذلك الاعتقاد كافرا.
ويثار هنا
سؤالان ، الأول لماذا يحلف الله بالمخلوقات كالشمس والقمر والليل ، والثانى كيف
يحلف الرسول صلى الله عليه وسلم بغير الله وقد نهى عنه ؟.
أثار ذلك
الحافظ ابن حجر فى فتح البارى " وخلاصة ما جاء فيه : أن لله أن يحلف بما شاء من
خلقه لا يسأل عما يفعل " وذلك لتعظيم المحلوف به وهو سبحانه صاحب الأمر فى خلقه ،
وفيه لفت لأنظارنا أن نتدبر وجه العظمة فى هذا المحلوف به.
أما حلف
الرسول بغير الله فقد جاء فى الصحيح أنه قال للأعرابى الذى أقسم ألا يزيد ولا ينقص
عما تعلمه من الرسول من الواجبات (أفلح وأبيه إن صدق " وأجيب عنه بأجوبة
:
أ-الطعن
فى صحة هذه اللفظة-وأبيه -كما قال ابن عبد البر: إنها غير محفوظة ، وزعم أن اصل
الرواية " أفلح والله " فصحفها بعضهم.
ب - أن
ذلك كان يقع من العرب ويجرى على ألسنتهم من دون قصد للقسم أى الحلف ، والنهى أنتا
ورد في حق من قصد حقيقة الحلف ، قاله البيهقى، وقال النووى : إنه الجواب
المرضى.
ج -أنه
كـان يقع فى كلامهم على وجهين للتعظيم وللتأكيد، والنهى إنما ورد عن الأول وهو
التعظيم.
د-أن
الحلف بغير الله كان جائزا، وما صدر من النبى كـان على الجواز، ثم نسخ ، قاله
الماوردى، وقال السهيلى : أكثر الشراح عليه ، قال المنذرى :دعوى النسخ ضعيفة،
لإمكان الجمع بين الأمرين المختلفين ، ولعدم تحقق التاريخ حتى يعرف السابق من
اللاحق.
هـ - أنه
كان فى ذلك حذف ، والتقدير " أفلح ورب أبيه " قاله البيهقى.
و- أنه
للتعجيب ، وليس قسما ، قاله السهيلى.
ز-أنه خاص
بالنبى صلى الله عليه وسلم ، لكن يرد على هذا بأن الخصوصيات لا تثبت بالاحتمال ، بل
لا بد لها من دليل ، فيبقى الأمر عاما للرسول وغيره.
ثم يقول
الشوكانى : وأحاديث الباب تدل على أن الحلف بغير الله لا ينعقد- أى لا تترتب عليه
آثاره - لأن النهى يدل على فـساد المنهى عنه ، وإليه ذهب الجمهور.
وقال بعض
الحنابلة : إن الحلف بنبينا صلى الله عليه وسلم ينعقد وتجب
الكفارة.
بعد هذا
العرض نرجو ممن لم يطلعوا على ما قاله العلماء فى الحلف بغير الله ألا يسرعوا فى
تجريم من حلف بالنبى أو بغير الله بوجه عام ، فقد قال بعض الفقهاء بعدم الحرمة
وبأنه مكروه كراهة تنزيه بمعنى عدم العقوبة فيه ، وأخطر ما يكون التجريم هو الحكم
بالكفر أو الشرك على من حلف بغير الله وهو لا يريد تعظيمه كتعظيم الله ، فإن من كفر
مسلما بدون وجه حق كان كافرا ، والحديث معروف فى ذلك وهو " إذا قال الرجل لأخيه يا
كافر فقد باء بها أحدهما ، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه " رواه البخارى
ومسلم.&وفى رواية لأبى داود والنسائى والترمذى وصححه " ومن قذف مؤمنا بكفر فهو
كقاتله " والحاكم على الحالف بغير الله بالكفر لم يطلع على نيته ، وقد أمر الله
بالتبيُّن ، وقال فى ذلك { ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا} النساء :
94 ، وسبب نزولها معروف فى سرية كان قائدها أسامة بن زيد.
ما حكم من
يحلف ويقول : أكون على غير دين الإسلام إن فعلت كذا؟
قال
النووى فى كتابه "الأذكار" ص 356 : يحرم أن يقول الإنسان : إن فعلت كذا فأنا يهودى
أو نصرانى أو برئ من الإسلام ونحو ذلك.
فإن قاله
وأراد حقيقة تعليق خروجه عن الإسلام بذلك صار كافرا فى الحال ، وجرت عليه أحكام
المرتدين. وإن لم يرد ذلك لم يكفر، لكن ارتكب محرما ، فيجب عليه التوبة، بأن يقلع
فى الحال عن معصيته ، ويندم على ما فعل ، ويعزم على ألا يعود إليه أبدا ، ويستغفر
الله تعالى ويقول : لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه.
هل من
الحديث ما يقال : عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه
وسلم "إن الله عز وجل وكّل بعبده المؤمن ملكين يكتبان عمله فإذا مات قالا: أتأذن
لنا أن نصعد إلى السماء ؟
قال
:فيقول الله تعالى: إن سمائى مملوءة بملائكتى يسبحونى. فيقولان فتأذن لنا فنقيم فى
الأرض ؟ فيقول الله تعالى : إن أرضى مملوءة من خلقى يسبحونى، فيقولان : فأين نقيم ؟
فيقول : قوما على قبر عبدى، فسبحانى واحمدانى وكبرانى وهللانى، واكتبا ذلك لعبدى
إلى يوم القيامة
يقول
اللّه سبحانه { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر اللَّه } الرعد : 11
، ويقول { ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل
الوريد. إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد. ما يلفظ من قول إلا لديه
رقيب عتيد} ق : 16 -18 ، ويقول النبى صلى الله عليه وسلم "يتعاقبون فيكم ملائكة
بالليل وملائكة بالنهار".
إن ملائكة
اللَّه من عالم الغيب ، لا يعلم عددهم إلا اللَّه ، ولهم أعمال كلفهم اللَّه بها {
لا يعصون اللَّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } التحريم : 6 ، تفاصيل أحوالهم
وأعمالهم لا تقبل إلا عن طريق صحيح ، والاعتقاد لا يقوم إلا على الدليل القاطع فى
ثبوته ودلالته.
وقد أخبرت
الآية أن للّه ملائكة مكلفين بحفظ غيرهم من البشر، مع اختلاف المفسرين فيمن يحفظه
المعقبات : هل هو محمد صلى الله عليه وسلم لتقدم ذكره فى آية سابقة " إنما أنت منذر
ولكل قوم هاد" أو كل الرسل كما قي دل عليه "ولكل قوم هاد" أو الناس عامة تحفظهم من
الوحوش والهوام لطفا من اللَّه ، حتى إذا جاء القدر خلوا بينه وبينهم ، كما قاله
ابن عباس وعلى رضى اللَّه عنهما ، وقيل الحفظ هو كتابة الأقوال والأفعال ، ونقل
القرطبى عن الثعلبى كلاما أن الملائكة الموكلة بكل عبد يبلغون عشرين ومعهم إبليس
وولده ، وليس لهذا الكلام دليل يعتمد عليه فى العقائد "ج 9 ص 292- 294
".
وذكر فى
سورة (ق) رقيبا وعتيدا ، وهما الموكلان بكتابة الأعمال ، اثنان بالنهار واثنان
بالليل وأن لكاتب الحسنات سلطانا على كاتب السيئات ، يأمره بعدم الإسراع فى الكتابة
لعل الإنسان يستغفر فى ظرف سبع ساعات ، كما ذكر الحديث المذكور فى السؤال ، ولم
يسنده إلى ثقات المحدثين ، بل رواه بصيغة التمريض التى تدل على عدم الصحة فى اصطلاح
المحدثين ، وهى (روى) فالأولى أن نكل العلم إلى اللَّه فيما تقوم به الملائكة مادام
لم ينص عليه فى القرآن والسنة الصحيحة.
ما رأى
الدين فى بعض الرسوم الكاريكاتيرية التى تظهر فى الصحف ويسخر فيها أصحابها من عالم
الآخرة ، حيث يصورون ملائكة الرحمة أو زبانية الجحيم فى صورة مهرجين أو مستهترين
؟
الملائكة
أجسام نورانية قادرون على التشكل بالأشكال الحسنة المختلفة ، وصفهم الله سبحانه
وتعالى فى القران الكريم بأنهم مطهرون كرام بررة ، عباد مكرمون ، لا يسبقونه بالقول
وهم بأمره يعملون ، لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ، أى لا يتعبون ، يسبحون
الليل والنهار لا يفترون ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. وناط بهم
أعمالا فى مملكته الواسعة ، يؤدونها بأمانة وصدق كما أمرهم الله سبحانه ، وكما تقض
به طبيعتهم الخيرة التى لا تعرف الشر، ولا العصيان. وقد أمرنا الله سبحانه أن نؤمن
بهم على هذه الصورة الكريمة كما أمرنا أن نؤمن برسله وكتبه ، وحرم الاستهزاء
والاستخفاف بهم أو تحقيرهم بأية صورة من الصور كما حرم ذلك بالنسبة للرسل ، قال
تعالى { من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين }
البقرة : 98 وقد كان اليهود يَعُدُّون جبريل عليه السلام عدوا لأنه ينزل بالوحى
الذى يفضح أحوالهم ، وبما يتعارض مع مصالحهم كما يتصورون.
ومن هنا
يحرم أى شىء لا يصور الملائكة بصورتهم التى صورها القران الكريم ، سواء أكان ذلك
قولا أم فعلا : برسم أو ت!مثيل أو كلام أو غيره ، فذلك كذب لأنه لا يمثل الحقيقة ،
والكذب حرام ، كما حرم الكذب على الرسل الذى جاء فيه الحديث المتفق عليه " من كذب
على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " وهو وإن كان فى شأن النبى صلى الله عليه وسلم
فهو يشمل كل الرسل { لا نفرق بين أحد من رسله } البقرة : 285 بل الكذب حرام حتى على
غيرهم ممن ليست لهم مكانتهم العالية ومنزلتهم الرفيعة. كما يحرم الاستهزاء
والاستخفاف بالملائكة وكل من لهم قداسة وتقدير، فإن ذلك يؤدى إلى الكفر، لمنافاته
لتشريف الله لهم بأنهم عباد مكرمون ، ويقول سبحانه { الله يصطفى من الملائكة رسلا
ومن الناس } الحج : 75.
وإذا
فقدنا ثقتنا بهذه الصفوة الممتازة من خلق الله فبمن نثق بعد ذلك وهم ليسوا فى
درجتهم ، إن مثل هذه الاستهانة بالملائكة والرسل وكرام الناس من الأولياء والعلماء
الذين جعل الله لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ، وقال فيهم { يرفع الله
الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } المجادلة : 11.
إن هذه
الاستهانة مدرجة إلى التحلل من كل القيم الرفيعة، والواجب علينا جميعا أن نقف بحزم
وشدة أمام هذا التسيب فى العقيدة والأخلاق ، { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا
منكم خاصة } الأنفال :25.
عرفنا أن
الله سبحانه قال " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض " فهل هناك تفضيل لبعض الملائكة
على بعض ؟.
ذكر
القسطلانى فى المـواهب اللدنية " ج 2 ص 46 " أن الملائكة بعضهم أفضل من بعـض وأن
أفضلهم جبريل الروح الأمين المزكى من رب العـالمين ، المقول فيه من ذى العزة { إنه
لقول رسول كريم. ذى قوة عند ذى العـرش مكين. مطاع ثَمَّ أمين } التكوير : 19 - 21 ،
فوصفه بسبع صفات ، فهو أفضل الملائكة الثلاثة الـذين هم أفضل الملائكة على الإطلاق
، وهم ميكـائيل وإسرافيل وعزرائيل. انتهى.
وجـاء فى
شـرح المواهب للزرقـانى (ج 6 ص 44 ا) أن أعلى الملائكة درجـة : حملة العرش الحافـون
حوله ، فأكـابرهم أربعـة ، فملائكـة الجنة والنار فالموكلون ببنى آدم ، فالموكلون
بأطـراف هذا العالم ، كذا ذكره الرازى. انتهى.
وإذا كان
جبريل أفضل الملائكة الموكلين ببنى آدم ، لما سبق من وصف الله له فى القرآن ، فإن
هناك خلافـا فى التفـاضل بينه وبين إسرافيل ، ولم يصح فى ذلك شىء كما قـال السيوطى
فى " الحبائك " والآثار متعـارضة ، وذكر الزرقـانى روايات متعددة رأيت الإعراض عنها
لعدم جدواها فى حياتنا العملية ، ولسنا مكلفين باعتقاد ذلك ، ومن كان عنده نهم
للمعرفة فليرجع إليه.