• يجب أن تضع الأم رضيعها أثناء الرَّضاعة في وضعٍ مائل، بحيث يكون رأسه أعلى من جسمه، ولا يكون في وضع أُفُقِيٍّ؛ كأنْ تُرْضِعَهُ وهو نائم بجوارها؛ كما تفعل كثيرٌ من الأمهات، وذلك حتى لا يتسرب اللبن إلى الأذن الوسطى مُحْدِثًا التِهَابًا بِها.

• كثيرًا ما يصاب الرضيع بارتفاع في درجة الحرارة وقيء وإسهال، وتُشَخَّصُ الحالة خطأً على أنها نزلة مَعَوِيَّة؛ ولكنَّ الأمَّ قويةَ الملاحظة قد تلاحظ كثرةَ شَدِّ الطفلِ لأذنه، فهو يشير من حيث لا يدري إلى السبب الحقيقي لمرضه، وغالبًا ما يكون ذلك التهابًا بالأذن الوسطى، عندئذ يجب أن تُسرِعَ الأمُّ بعلاجه عند طبيب مختصٍّ.

• إذا لاحظتِ الأمُّ نزولَ سائل صَدِيدِيٍّ منَ الأُذُن –وهو غير الإفراز الشَّمْعِيِّ الطبيعيّ الأصفر أو البُنِّيّ–: يَجِبُ عليها أن تَمنع دُخول الماء إلى الأُذُن عند استحمام الطفل، وذلك بوضع قطعةِ قُطْنٍ مُشَبَّعَةٍ بالزَّيْتِ أو الفازلين في أُذُنِهِ؛ وذلك حتى يتم علاجه.

• عندما يصاب الطفل بنَزيف منَ الأَنْف، على الأمِّ ألا تَنْزَعِجَ؛ لأنه في كثير من الأحيان يكون الأمر بسيطًا، ولا يدعو للقلق، ولكنها تسارع فتُجْلِسُ الطفل في وضعٍ يكون رأسُهُ لأعلى ووجهُهُ لأسفلَ (مثل وضع التشهُّد في الصلاة مثلاً) ولا تجعله ينام على ظَهْرِهِ؛ كما تفعل بعضُ الأمهات، ثم تضع قطعةً منَ القُطْنِ في الفتحة التي ينزل منها الدمُ، وتضغط بأصابعها برِفْق على الأنف من الخارج لمدة 3 – 5 دقائق حتى يقف النَّزِيف، ولا مانع من استخدام كَمَّادَاتٍ باردة على رأسه.

• كثيرٌ منَ الأطفال يُدْخِلون بعضَ الأجسام الغريبة في آذانهم، أو أُنُوفِهِمْ، أو حتى يَبتلِعون هذه الأجسامَ، وهذا يحتاج إلى بعض العناية من الأم كالتالي:

1 – بالنسبة للأنف غالبًا تكون حَبُّة فُول أو قطعة أَسْتِيكَة، وعلى الأمِّ أن تضع قليلاً من الشَّطَّة أمام أَنْف صغيرها؛ حتى إذا همَّ بالعَطْسِ تضغط على فَتْحَةِ الأنف الأخرى؛ فيندفع الجسم الغريب من الأنف مع تيار الهواء.

2 - بالنسبة للأشياء الَّتي يَبتلِعُها الطفل وتكون عادة عُمْلَةً مَعْدِنِيَّة، عليها أن تسارع بإمساك الطفل من قدميه ورأسه لأسفل، وتضرب بخفة على ظهره، فربما يندفع الجسم إلى الخارج.

3 – بالنسبة للأجسام الغريبة في الأُذُن، أو في حالة فشل المحاولات السابقة على الأمِّ أن تَعْرِضَ الطفل على مُخْتَصٍّ، ولا تحاول إخراجَها بنفسها؛ لأنها غالبًا سوف تدفعها أكثر إلى الداخل.

• قد يُولَدُ قليلٌ - ولله الحمد - من الأطفال بعيوب تَخْلِيقِيَّة تَستَلْزِمُ التدخُّلَ الطِّبي، ولأهمية توقيت بدء العلاج نَلْفِتُ نَظَرَ الأمهات إلى أكثرها شُيُوعًا وتأثيرًا على صحة الصغير:

1 - الشَّفَة الأَرْنَبِيَّة:
تُجْرَى عملية جراحية لإصلاحها في الشهر الثالث، وإذا كانت مصحوبةً بشَقٍّ في سَقْف الفمِ، فيجِبُ علاجُهُ في الشهر الثامِنَ عَشَرَ؛ وذلك ليَتَمَكَّنَ الطفل منَ النُّطْقِ السليم، والذي غالبًا ما يبدأ في هذا السن، وإلى أن يتمَّ العلاج يجب إرضاع الطفل باستخدام قطارة.

2 - نَقْص السَّمْعِ:
مشكلة خطيرة يجب على الأم اكتشافها وعلاجُها مبكرًا؛ حتى لا تُؤَثِّرَ على سلامة نُطْقِ الصغير، وهُناك بعض الأشياء التي قد يؤدِّي حدوثُها إلى هذا النقص، ومن ثَمَّ تساعد الأمُّ على اكتشافه أو على الأقل توقُّع حدوثه، منها: زواج الأقارب، طول مدة الولادة، واستخدام الجِفْت أو الشَّفَّاطِ، تَغَيُّر لون الوليد إلى الزُّرْقَة، إصابته بالحُمَّى الشَّوْكِيَّة أوِ الصَّفْرَاءِ، استخدام بعض المضادات الحيوية مثل (الجاراميسين) لمدد طويلة.

فإن تأكدتِ الأمُّ، أو حتى شَكَّتْ في أن صغيرها، يُعانِي من نَقْصِ السمع، فعليها أن تبادر بعَرْضه على الطبيب المختصِّ، وعلاجِهِ إمَّا طِبِّيًّا أو جِرَاحيًّا، أو باستخدام السَّمَّاعة، وهذه الأخيرة يجب على الأمِّ ألاَّ تَسْتَنْكِفَ منَ استخدام ابنِها أو ابنتها للسَّمَّاعة؛ لأنها مثل النظارة تمامًا، تُكَبِّر الصوت؛ كما أن هذه تُكَبِّر الصورة، ولأن هذا –نقصد نقص السمع– من قضاء الله الذي من صَمِيمِ الإيمان الرضا به، ومن غير شكٍّ فإنَّ الطفل الذي يسمع ولو باستخدام السَّمَّاعَةِ أحسنُ حالاً من الذي لا يَسمع، ومن ثَمَّ لا يَنطق!!

ثم نصيحة أخيرة، تستطيع كل أمٍّ حمايةَ صغارها –بل والكبار– من متاعبَ كثيرةٍ في الأَنْف، والجُيُوب الأَنْفِيَّة، إذا التزموا بهَدْيِ الإسلام في الوضوء، وذلك بغَسْل الأَنْفِ ثلاثَ مرَّات، والمبالَغَةِ في إدخال الماء ثم استنثاره بقُوَّة فيخرج الماء من الأَنْفِ مُحَمَّلاً بما قد يوجَدُ في الأَنْفِ من أَتْرِبَةٍ وجَرَاثِيمَ.

شكرا للدكتور هاشم المشد على هذه النصائح