توجه عالمي لمحاكة شركات الانترنت اللاسلكية؟
في ظل التطور الكبير الذي يشهده العالم اليوم في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات أصبح الانترنت أمراً ضرورياً في حياة الناس ووسيلة هامة تساعدهم في تنفيذ العديد من الأعمال مثل:التعليم والبحث وحجوزات الطيران والفنادق وسداد الفواتير والمعاملات البنكية والتجارة الالكترونية والحكومة الالكترونية التي تساهم في ربط المواطن بمختلف أجهزة الحكومة بتقنية الانترنت للحصول على الخدمات الحكومية بأنواعها المختلفة بشكل آلي.
ونتيجة لهذا الطلب المتزايد على خدمات الانترنت بدأت شركات الاتصالات في العالم الترويج لخدماتها لكسب ثقة العملاء وتسويق خدمة الانترنت خاصة السرعات العالية مستخدمة في ذلك عدة طرق ووسائل للوصول إلى العملاء حتى إذا كانت تلك الشركات لا تملك توفير السرعات العالية التي تعلن عنها.
وفي ظل التنافس المحموم بين شركات الاتصالات والتباهي بتوفير أعلى سرعات الانترنت والتي وقع ضحيتها العميل دون مراعاة لجودة وكفاءة الخدمة بدأت تنتشر في العالم بعض الجمعيات والهيئة التي تتبنى الحماية والدفاع عن حقوق العملاء ومن بين هذه الجمعيات (لجنة المنافسة وحماية المستهلك باستراليا Australian Competition Consumer Commission التي أصدرت مؤخراً تقريراً في غاية الأهمية حذر الشركات التي تقدم خدمات الانترنت عن طريق اللاسلكية (WIRELESS) وتقنية الواي ماكس (Wi Max) من مغبة الإعلان عن سرعات كبيرة فهي غير قادرة على توفيرها لعملائها.
وأوضحت اللجنة أن هناك أكثر من 50% من العملاء في خدمات الانترنت اللاسلكي (الوير ليس) لا يحصلون على السرعات التي يدفعون مبالغ مقابلها لان تقنية اللاسلكي تتأثر بعوامل الطبيعة والتغيرات المناخية والبطء عن الزحام وكثرة المستخدمين في وقت واحد الى جانب تأثر السرعة بمدى قرب وبعد العميل عن أبراج الخدمة ولذلك لا يحصل العملاء على السرعة المطلوبة التي يدفعون مبالغ مالية من أجلها.
وطالبت اللجنة الشركات اللاسلكية بالإفصاح عن السرعات التي تتمكن فعلياً من الوفاء بها لعملائها، مشددةً بأنه إذا تقدم أي عميل لهذه اللجنة واثبت بأنه لم يحصل على السرعة التي طلبها ودفع من اجلها مبالغ مالية ستقوم اللجنة بملاحقة الشركة المتسببة في إلحاق الضرر به قضائياً ومطالبتها بدفع تعويض مالي كبير للعميل.
واعتقد أن هذه التجربة الاسترالية جديرة بالمتابعة والاهتمام للاستفادة منها حتى نتمكن من وضع حد للسابق المحموم الذي تمارسه الشركات العاملة في المملكة والترويج لسرعات عالية لا يمكن توفيرها لاسلكياً حيث أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أن معظم شركات الاتصالات اللاسلكية تقدم أقل كثيراً من السرعات التي تعلن عنها بنسبة عالية تصل إلى نحو 75% لجميع النشاطات الشائعة لخدمات الانترنت مثل التصفح وتحميل الملفات وإجراء المكالمات الهاتفية عبر الإنترنت والألعاب ومشاهدة مقاطع الفيديو وغيرها.
رد: توجه عالمي لمحاكة شركات الانترنت اللاسلكية؟
