البدانة بوابة للسكري وأمراض القلب والشرايين:
40% من أطفال المنطقة الشرقية يعانون من زيادة الوزن
تشير الإحصاءات إلى زيادة معدلات بدانة الأطفال خلال السنوات الأخيرة على نحو ملاحظ، لدرجة أن رُبع أطفال المنطقة الشرقية بالمملكة يمكن وصفهم بأنهم بدناء، كما يعاني 40% من هؤلاء الأطفال من زيادة الوزن، الأمر الذي يدفع إلى دق ناقوس الخطر، واتخاذ الإجراءات الوقائية لحماية صحة الأطفال.
ويوضح الدكتور أيمن العقاد، استشاري أمراض السكري والغدد الصماء عند الأطفال بمستشفى سعد، أن بدانة الأطفال بوابة للإصابة بأمراض عديدة بعد البلوغ وفي الكبر، على رأسها السكري وأمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية.
ومعظم الأطفال البدناء يظلون بدناء لسنوات لاحقة، فقد وجدت دراسة حديثة أن 80% من الأطفال البدناء (من 10 إلى 15 سنة) استمروا بدناء حتى عمر 25 عامًا، وذكرت دراسة أخرى أن 25% من البدناء البالغين كانوا في صغرهم بدناء.
ويمكن تمييز الطفل البدين، وفقًا للدكتور العقاد، بحساب "مشعر البدانة"، وذلك بقسمة الوزن على مربع الطول، ويعتبر من أفضل الطرق لقياس معدل البدانة خلال فترة زمنية معينة، مع مراعاة السن والجنس.
وتساعد على حدوث البدانة: زيادة الطاقة المتناولة على الطاقة المنصرفة من الجسم، حيث يحدث تخزين للطاقة على شكل دهون، وتتداخل أمور أخرى، منها: الوراثة، والعوامل الخارجية، والسلوكيات الخاطئة، كقلة الحركة، وتناول الوجبات غير الصحية المصحوبة بالمشروبات الغازية والعصائر، والغنية بالسكر والدهون والسعرات الحرارية، وتنتج البدانة عن تفاعل هذه العوامل كلها.
وتوضح الدراسات الحديثة أن الأطفال قد أصبحوا يميلون إلى الحياة الهادئة الخاملة، وتناقص معدل ممارستهم التمارين الرياضية بنسبة 14% خلال السنوات العشرين الأخيرة، وصاروا يفضلون الجلوس أوقاتًا طويلة أمام التلفاز والكمبيوتر، ويصاحب ذلك عادة تناول المأكولات غير الصحية، التي تعلق بها الأطفال أكثر من خلال الدعاية التليفزيونية لها، حيث ثبت أن كل طفل يتعرض سنويًّا لمشاهدة عشرة آلاف دعاية تليفزيونية للأطعمة غير الصحية.
وللحد من بدانة الأطفال، ينصح د.العقاد بممارسة التمارين الرياضية المفيدة لتخفيض ضغط الدم وزيادة الكلس بالعظام، ووضع سلوكيات صحية للحد من تناول الوجبات الجاهزة والأطعمة الدسمة والمياه الغازية والعصائر المحلاة بالسكر، ويجب أن يكون الأهل مثلاُ يُحتذى به فى هذه الأمور كلها.
وينوّه الدكتور العقاد بتوفر عيادة مخصصة للسمنة لدى الأطفال بمستشفى سعد التخصصي، وتضطلع العيادة بمراجعة ومتابعة كل ما يتعلق بالوزن المناسب للأطفال، وتقوم بالفحص المخبري الدوري اللازم للتثبت من عدم وجود زيادة في شحوم الدم لدى الأطفال، ومن عدم إصابتهم بالسكري.