بسم الله الرحمن الرحيم

يصف جون سيموندز، ما جرى معه من أحداث في الجولة النهائية من بطولة "سايتك الإمارات" فئة "جي. تي. بي" (Cytech UAE GTB) للموسم 2010/2011، ليسلط الضوء على بعض الأحداث المثيرة التي رافقت مسيرته هذا الموسم وعن الشعور الرائع بفوزه باللقب. يجسد السائق البريطاني المقيم في دبي منذ خمس سنوات، روح رياضة السيارات الإماراتية، حيث أن معظم السائقين في هذه الرياضة غير متفرغين لممارستها، لكنهم يتمتعون بثقة كبيرة وروح مهنية عالية ورغبة شديدة في تحقيق الفوز. وبرز فريق "أم. أس. دبليو" (MSW)، بزيه الأخضر والأصفر، بشكل لافت على ساحة السباقات المحلية الموسم الماضي، حيث لم تخطئ أقدام السائقين الطريق نحو تحقيق الفوز. وكان طاقم الفريق على إستعداد تام بتجهيز السيارات بشكل لائق ونفذت المهمة بنجاح وفوز بارز. لم يكن مستغربا إستقطاب الفريق لمجموعة كبيرة من أبرز الرعاة، بما فيهم "أم. أس. دبليو" و"لافازا" و"فيبرا أويل" و"أوتو ترايدر الإمارات"، الذين برزوا بشكل لافت من خلال رعاية الفريق. وجاءت إنطلاقة جون سيموندز في عالم السيارات متأخرة، إذ دخل رياضة سباقات السيارات متأخرا مقارنة بغيره، كما يوضح: "لقد تأخرت جدا في دخول عالم السباقات! حيث كانت أول تجربة لي في خوض غمار سباقات السيارات عندما كان عمري 35 سنة، وذلك عندما شاركت في بطولة "أكاديمية كاتيرهام" (Caterham Academy Championship)، في العام 2002 في بريطانيا. بعد ذلك خضت عدة سباقات على متن سيارة "رينو كليو" (Renault Clio) في عدة جولات من بطولة "بريتكار" (Britcar) بين عامي 2003 و2005، حيث حققت عدة إنتصارات وحصلت على المراكز الأولى في أكثر من مرة، وذلك قبل الإنتقال إلى دبي في أوائل العام 2006. وشاركت منذ وصولي إلى الإمارات في جميع سباقات ومنافسات "بطولة الـ 24 ساعة" (24 Hour races) على حلبة دبي اوتودروم، على متن سيارات عدة، بما فيها سيارة "غولف جي. تي. آي" (Golf GTi) و"رينو كليو" و"أستون مارتن أن. 24" (Aston Martin N24) وسيارة "سيات سوبر كوبا". كما تصدرت تلك الفئة وحصلت على المراكز الأولى وصعدت منصة التتويج في أكثر من مناسبة سيات التيا، وذلك في سباقات شهدت توافد عدد من أبرز السائقين الدوليين. وقد كنت من ضمن السائقين السبعة الذين شاركوا في منافسات أول بطولة "تي. سي. سي الإمارات" (TCC UAE)، في العام 2007. وشاركت في ثلاثة مواسم وتمكنت من الفوز في منافسات الفئة "أي" وتوجت بكأس بطولة "الإمارات تي. سي. سي" في العام 2010، قبل توجيه إهتماماتي نحو بطولة "الإمارات جي. تي. بي" العام الماضي، حيث فزت بلقب البطولة في هذا العام وأستطعت بفضل المساعدة القيمة للملاحين وإرشادات وخطط المدربين، من تحقيق اللقب على متن السيارة الرائعة "بورش جي. تي 3" (Porsche GT3).وتشير إحصائيات الموسم 2010/2011 إلى أن سيموندز الذي تشارك قيادة سيارة البورش المميزة ذات الرقم 22 مع كل من السائقين طارق الجمال وفيل كويفي، قد فاز في ثلاث مناسبات على متن السيارة التي اشرف على تجهيزها أليكس رينير، مقارنة بمنافسه اللدود محمد المطوع من فريق "هاوس أوف بورتييه" (House of Portier) على متن السيارة "كورفيت" (Corvette) الذي تمكن من تحقيق أربعة إنتصارات، إلا أن ثبات مستوى سيموندز وإصراره الكبير وعزمه وجده، بالإضافة إلى سرعته العالية وتحكمه المميز للسيارة وعدم إستسلامه، ساهم بتحقيق الفوز. ومع ذلك، كان الموسم صعبا للغاية بالنسبة للبريطاني المخضرم، حيث يسلط الضوء على أبرز الأحداث قائلا: "لقد كان يوم الجمعة، الموافق في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 على حلبة ياس مارينا، يوما مميزا وسيبقى خالدا في الذاكرة، إنني لا أنسى مشاهد زملائي الآخرين في الفريق يتألقون مع جميع السائقين والطاقم وهم يبتسمون لدارين رايكروفت (المصور الرسمي)، وذلك عندما حقق فريقنا الـ "أم. أي. دبليو" فوزا ثلاثيا غير مسبوق ذلك اليوم، إذ فزنا في منافسات سباق "جي. تي. أي" (GTA) و"جي. تي. بي" (GTB) عندما كنت مستلما دفة القيادة، فضلا عن سباق "تورينغ كارز" (Touring Cars). لقد كان مشهدا رائعا ومثيرا حقا."كما يفتخر سيموندز ويعتز بالأداء الراقي الذي أظهره الفريق في أكبر سباق دولي يقام على أرض حلبة دبي أوتودروم، ويوضح قائلا: " بذلنا قصارى جهودنا في سباق "دنلوب 24 ساعة" الذي اقيم في شهر يناير/كانون الثاني الفائت على متن السيارة "سيات سوبر كوبا" وأنهينا السباق في ذات اللفة خلف فريق "صنريد 7" (Sunred7)، الفريق الإسباني المميز والبطل العالمي الحالي لبطولة العالم في منافسات "تورينغ كارز" (WTCC) والذين فازوا بكل من بطولتي برشلونة ودبي لسباقات "24 ساعة"، وقد نلنا نصيبا كبيرا من الإحترام والتقدير من أفضل فريق "سوبركوبا" في العالم ذلك اليوم." إلا ان رياضة السيارات لها نصيبها من الحظ الجيد والعاثر، وكما يقول المثل "يوم لك ويوم عليك"، وقد نال سيموندز نصيبه من الحظ العاثر، وقال: "في الجولة السادسة من البطولة الوطنية المقامة على حلبة دبي أوتودروم الدولية، خضنا السباقات التجريبية وتأهلنا في هذه السباقات وحققنا أسرع اللفات وانطلقنا على خط السباق أولا وكنا واثقين جدا من الفوز، لكن قام الطاقم بطريق الخطأ بتزويدنا بالإطارات الغير مناسبة للسباق."وكما هو الحال في أي حملة سباق ناجحة، يدين سيموندز بالفوز للأشخاص الذين كان لهم دور كبير في تحقيق النجاح. ويقول: "أشكر الجميع على مساهمتهم الطيبة ودورهم الكبير في تحقيقنا للنصر، وأنا مدين لهم بهذا الفوز وأود أن أشكرهم جميعا، لكن لا يتسع المقام لذكرهم وربما أغفل عن أسماء البعض، لكن أود أن أشكر أليكس وفريق "أي. ار. أم" (ARM) وزملائي المذهلين والرائعين في الفريق. وأود أن أنوه إلى الدور الكبير الذي أسهم فيه كل من طارق الجمال وفيل كويفي بتتويجي باللقب، كما أشكر كل من قدم لي دعما ماديا ومعنويا وتقنيا خلال هذا الموسم الطويل، ولكل من آمن بي وبموهبتي وبقدرتي على الفوز في بطولة تضم مجموعة من المنافسين والسائقين من الطراز الرفيع.كعادته وكما هو معروف عنه، يود البطل الإفصاح عن بعض ما يجول في خاطره ويقول: "إنه من السهل الإنتقاد ولكن من الصعب الإرتقاء وتحسين الأمور، أعلم هذا الأمر جيدا، إلا أنني أعتقد أنه يجب على رياضة السيارات في الإمارات أن تركز أكثر على البطولات المتاحة وتعمل على تقليل عدد البطولات، إذ أن هناك عدد محدود من السائقين الذين يمتلكون التمويل اللازم وبرامج التمويل التي تكفل قدرتهم على الإستمرار والمنافسة، وقضية توزيعهم على 5 أو 6 بطولات برأي أمر لا معنى له. وتحويل كأس "كليو" أو "سيفيك" إلى سلسلة بطولة "تورينغ كارز" من الفئة الثانية أمر مثالي. ويمكنهم أن يشاركوا بذات السيارات ويتسابقوا مع الفئة الأولى دون أي مخاطر تذكر، حيث يمكننا بكل سهولة إشراك 25-35 سيارة، وذلك إذا أستطعنا مراعاة هذه النقطة وتمكنا من وضع الآليات المناسبة. كما يجب على الرعاة والمسؤولين في رياضتنا زيادة مشاركاتهم في هذه البطولة، بدلا من الإطلال لمرة واحدة في السنة خلال حفلة نهاية الموسم. إنهم يمتلكون السلطة والأدوات اللازمة للإرتقاء برياضتنا، لكنهم لا يستخدمون ولا يمارسون دورهم وصلاحياتهم، وأنا شخصيا أجد هذا الأمر مزعج للغاية ومخيب للآمال. فضلا عن أن إقامة شاشة تلفزيون كبيرة للعرض في المدرج الرئيسي سيجذب الكثير من المشاهدين، حيث أن متابعة أحداث السباق من المدرجات أمر شاق، على الرغم من تعليق أنسون فيل الأكثر من رائع."وبالعودة إلى الوراء، يمكن أن يقول المرء أن بطولة "سايتك الإمارات" فئة "جي. تي"، في فئاتها الثلاث، شهدت أقوى المنافسات وأشدها على الإطلاق في تاريخ رياضة السيارات في الدولة، وقد اتفق الجميع بأن الفائز في فئة "جي. تي. بي" كان أشد السائقين إصرارا وأكثرهم شجاعة في عالم الرياضة المحلية، والذي يرغب دائما بمقارعة الكبار سواء "داخل الميدان أو خارجه" كما يقولون. وعندما سئل جون عن مثله الأعلى في سباقات السيارات، أجاب: "السير ستيرلينغ موس، أكثر السائقين موهبة على الإطلاق للفوز في بطولة العالم للفورملا 1. إنه رجل بكل معنى الكلمة وبطل حقيقي وسفير لرياضتنا."