+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    رحيق مختوم is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    09 / 04 / 2009
    الدولة
    مجهولة
    العمر
    53
    المشاركات
    66
    معدل تقييم المستوى
    250

    افتراضي وَالذينَ يُمَسِّكُونَ بالكتابِ واقامُوا الصَّلاةَ اِنَّا لانُضِيعُ اَجْرَ الْمُصْلِحِين


    الحمدُ للهِ حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه مِلْءَ السمواتِ وملءَ الاَرَضِينَ وملءَ مَاشاءَ مِنْ شيءٍ بعد كمَا ينبغي لجلالِ وجههِ ولعظيمِ سلطانهِ وَنُصَلِّي وَنُسَّلِّمُ على جميعِ الانبياءِ والمرسلينَ وعلى نبيِّنَا محمدٍ رسولِ اللهِ وعلى ازواجِهِ الاَطْهَارِ وآلهِ الطَّيِّبينَ واصحابهِ الغُرِّ المَيَامِين وعلى اخوانِنَا مِنَ الْمَلائِكَةِ وَالجِنِّ وَالاِنْسِ المؤمنين وَعَلَى كُلِّ مَنْ تَمَسَّكَ بِهَدْيِهِمْ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِمْ الى يومِ الدِّين وَسَلِّم تَسْلِيماً كثيراً يَا رَبَّ العالمين اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله؟ فَمِنْ سُورَةِ البقرة قولُ اللهِ سبحانَهُ وتعالى{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِاليَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِين؟ يُخَادِعُونَ اللهَ وَالذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ اِلَّا اَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُون؟ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضَاً وَلَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُون؟ وَاِذَا قِيلَ لَهُمْ لاتُفْسِدُوا فِي الاَرْضِ قَالُوا اِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون؟ اَلَا اِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُون؟ وَاِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا اَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء اَلَا اِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُون(صَدَقَ اللهُ العَظِيم؟ اِنَّهَا الآيَةُ الثامِنَةُ وَمَا بَعْدَهَا مِنْ سُورَةِ البَقَرَة؟ وَالنَّاسُ فِي مَكَّة اِمَّا مُشْرِكٌ يُعْلِنُ عَنْ اِشْرَاكِهِ وَعَدَاوَتِهِ للاِسْلام؟ وَاِمَّا مُؤْمِنٌ اخْتَفَى اَوِ اخْتَبَاَ بِاِيمَانِهِ خَوْفاً مِنْ بَطْشِ قُرَيْش؟ وَمِنْهُمْ مَنْ اَعْلَنَ اِسْلَامَهُ فَاِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ عُزْوَة(وَاحِدٌ مِنْ كُفَّارِ مَكَّةَ يُجِيرُهُ اَوْ يَحْمِيه) تَحَمَّلَ فِي سبيلِ ذَلِكَ مَا لَمْ تَتَحَمَّلْهُ الجِبَالُ الرَّاسِيَات فَيُضْطَّهَدُ كَمَا فُعِلَ بِيَاسِرَ وَعَمَّارَ وَسُمَيَّةَ وبلال وصُهَيْب حِينَمَا اضْطَّهَدُوهُمْ عَلَناً عَلَى مَرْاَى مِنَ النَّاسِ فَيَمُرُّ بِهِمْ اَصْحَابُ القُلُوبِ الرَّئِيفَةِ الرَّحِيمَةِ كَاَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَيَشْتَرِيهِمْ وَيُعْتِقُهُمْ(يُعْطِيهِم ْ حُرِّيَّتَهُمْ)فَيَقُولُ لَهُ اَبُوهُ(اَبُو قُحَافَة) يَا بُنَيََِّ لَوْلا(هَلَّا) اشْتَرَيْتَ عَبِيداً اَقْوِيَاءَ اَشِدَّاءَ يَسْتَطِيعُونَ حِمَايَتَكَ؟ لِمَاذَا تَشْتَرِي هَؤُلاءِ الضُّعَفَاء؟ فَقَالَ يَا اَبَتَ اِنَّمَا اَفْعَلُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ سبحانه وتعالى؟ لاَنَّ الضعفاءَ ينبغي اَنْ نَنْظُرَ اِلَيْهِمْ نَظْرَةَ رَحْمَةٍ وَشَفَقَة؟ وَاَمَّا الاَقْوِيَاءُ فَاِنَّهُمْ يَسْتَطِيعُونَ اَنْ يَدْفَعُوا الاَذَى عَنْ اَنْفُسِهِمْ فِي هَذَا المُجْتَمَعِ المَكِّيّ؟ وَاَمَّا المجتمعُ المَدَنِيُّ فَقَدْ تَغَيَّرَ الحَالُ فِيهِ حِينَمَا صَارَ المسلمونَ قُوَّةً؟ ثمَّ صَارَتْ لَهُمْ دَوْلَةٌ؟ ثمَّ صَارَ لَهُمْ جَيْش؟ وَكَانَ بَعْضُ النَّاسِ فِي هَذَا المجتمعِ يُنَافِقُونَ الاَقْوِيَاء؟ وَلِذَلِكَ ظَهَرَتْ فِئَةٌ جَدِيدَةٌ فِي المدينةِ وَاَكْثَرُهَا مِنَ اليَهُودِ الذينَ لَمْ يَسْتَطِيعُوا مُوَاجَهَةَ الرَّسُولِ صَرَاحَةً؟ فَكَانُوا يَكِيدُونَ لَهُ؟ ثمَّ كَانُوا يُبَلْبِلُونَ الاَفْكَارَ بِالدِّعَايَاتِ الكَاذِبَةِ حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ{آمِنُوا بِالذِي اُنْزِلَ عَلَى الذينَ آمَنُوا(محمد واصحابِه{ وَجْهَ النَّهَار(فِي اَوَّلِه{وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون(بمعنَى اَنَّ احفادَ القردةِ والخنازيرِ يريدونَ اَنْ يَجْعَلُوا النَّاسَ فِي شَكّ؟ فَهُمْ اَهْلُ كتاب؟ وَلَهُمْ عِلْمٌ بِالكِتَاب؟ وَالبُسَطَاءُ مِنَ النَّاسِ يُصَدِّقُونَهُمْ غَالِباً؟ فَاِذَا آمَنُوا ثُمَّ ارْتَدُّوا عَنِ الاِسْلام اِذَا بِهَؤُلاءِ البُسَطَاءِ مِنْ عَامَّةِ اَوْ عَوَامِّ النَّاسِ الذِينَ لا يَهُمُّهُمْ اَنْ يَتَعَلَّمُوا مِنْ كِتَابِهِمْ اِلَّا الاَمَانِيَّ الكَاذِبَةَ الخَادِعَة يقولونَ عَنْ هَؤُلاءِ اليهود اَنَّهُمْ دَخَلُوا الاسلامَ ثُمَّ لَمَّا رَاَوْا بِاَعْيُنِهِمْ وَاكْتَشَفُوا الحَقِيقَةَ الزَّائِفَةَ التِي يَدْعُو اِلَيْهَا مُحَمَّدٌ ارْتَدُّوا عَنْ دِينِه؟ فَانْظُرْ اخي الى هذهِ الدَّعَوَاتِ التَّشْكِيكِيَّةِ التي كانَ يُمَارِسُهَا هَؤُلاءِ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِاَفْوَاهِهِمْ؟ كَمَا اَطْفَاَ النَّصَارَى اللامُتَنَاهِي مِنْ نُورِ اللهِ الوَاحِدِ الاَحَدِ الفَرْدِ الصَّمَدِ في قلوبِهِمْ وَعُقُولِهِمْ؟ بَعْدَ اَنْ عَكَسُوهُ بِاَفْكَارِهِمْ وَضَلالاتِهِمْ؟ ثمَّ حَصَرُوهُ مُجْتَمِعاً وَمُسَلَّطاً عَلَى زَاوِيَةٍ ضَيِّقَةٍ مُحْرِقَةٍ فِي شَخْصِ البشر المُتَنَاهِي الفَانِي المَسِيحِ عيسى بْنِ مَرْيَمَ؟ ثمَّ اَحْرَقُوهُ بِزَعْمِهِمْ عَلَى صَلِيبِ العذابِ؟ ثُمَّ اَحْرَقُوا لاحِقاً المؤمنينَ المُوَحِّدِينَ الذينَ آمَنُوا بِعُبُودِيَّةِ عيسى للهِ الوَاحِدِ القَهَّار؟ وَهَكَذَا حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِن نورِ اللهِ حَسَبَ زَعْمِهِمْ اَحَدٌ يُطْفِىءُ خَطَايَا البَشَرِ وَغَضَبَ اللهِ عَلَيْهِمْ بِسَبَبِهَا اِلَّا هَذَا الرَّجُل؟ وَلَيْسَ لَهُمْ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ اليَسُوعِ أيُّ دَعْوَةٍ اِلَى عِبَادَةِ اللهِ الوَاحِدِ الاحد؟ وَلَيْسَ لَهُمْ مِنْهُ اِعْلانُ عُبُودِيَّتِهِ للهِ مُنْذُ اَنْ كَانَ فِي المَهْدِ طِفْلاً رَضِيعاً؟ وَلَيْسَ لَهُمْ مِنْهُ حَتَّى اِنْجِيلُهُ المُقَدَّس؟ بَلْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْهُ اِلَّا صَلْبُهُ وَقِيَامَتُه؟ عَلَيْهِمْ لَعَائِنُ اللهِ المُتَتَابِعَةِ اِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ اِنْ لَمْ يَتُوبُوا كَمَا اَمَرَ هُمُ اللهُ بِقَوْلِهِ{اَفَلا يَتُوبُونَ الى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيم(نَعَمْ اللهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ؟ وَلَيْسَ صَليبُ الْعَذَابِ الَّذِي تَسْجُدُونَ لَهُ؟ وَقَدْ جَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى حَدّاً مِنْ حُدُودِ{الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الاَرْضِ فَسَاداً(وَلَيْسَ حَدّاً مِنْ حُدُودِ مَغْفِرَةِ الْخَطَايَا الَّتِي لاحُدُودَ لَهَا مُنْذُ اَنْ خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ اِلَى قِيَامِ السَّاعَة؟ وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ وَغَيْرُهُ مِنْ مَخْلُوقَاتِ اللهِ اَنْ يَشْكُرَ اللهَ عَلَى نِعْمَةِ بَصَرِهِ وَعَيْنَيْهِ فَقَط؟ مَعَاذَ الله؟ فَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ الْمَسِيحُ اِذاً اَنْ يَشْكُرَهُ عَلَى بَقِيَّةِ النِّعَمِ الَّتِي لاتُعَدُّ وَلاتُحْصَى؟ وَاِذَا كَانَ الَْمَسِيحُ عَاجِزاً عَنْ شُكْرِ اللهِ الْمُنْعِمِ الْمُتَفَضِّلِ ِعَلَى نِعْمَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ هُوَ وَاُمُّهُ مَرْيَمُ الْمُمْتَلِئَةَ مِنْ نِعَمِ اللهِ اَيْضاً؟ فَكَيْفَ تَكُونُ لَهُمَا الْقُدْرَةُ عَلَى الاِنْعَامِ وَالتَّفَضُّلِ عَلَى الْبَشَرِ جَمِيعاً مِنْ اَجْلِ مَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ وَعَلَى صَليبٍ مِنَ الْعَذَابِ الَّذِي لايُطَاق؟ وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَسِيحُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ اَنْ يَحْصَلَ عَلَى مَغْفِرَةِ خَطَايَاهُ التي لاتُعَدُّ وَلاتُحْصَى؟ بِسَبَبِ تَقْصِيرِهِ وَعَجْزِهِ عَنْ شُكْرِ نِعْمَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ مِنْ جُمْلَةِ النِّعَمِ الَّتِي لاتُعَدُّ وَلاتُحْصَى اَلَا وَهِيَ نِعْمَةُ الْبَصَر؟ نَعَمْ نِعْمَةُ الْبَصَر؟ اَلَمْ يَجْعَل ِاللهُ لِلْمَسِيح ِوَاُمِّهِ {عَيْنَيْن ِوَلِسَاناً وَشَفَتَيْن( فَكَيْفَ تَعْبُدُونَ الْمَسِيحَ وَاُمَّهُ مِنْ دُون ِالله؟ اَمَا يَكْفِيكُمْ اَنَّهُ بَخَسَهُ وَبَخَسَتْهُ وَبَخَسْنَا وَبَخَسْتُمْ مَعَهُ شَيْئاً كَثِيراً جِدّاً لايُعَدُّ وَلايُحْصَى مِنْ حَقِّهِ سبحانَهُ فِي شُكْرِ هَذِهِ النِّعَمِ الَّتِي لاتُعَدُّ وَلاتُحْصَى اَيضاً؟اَمَا يَكْفِيكُمْ هَذَا الْبَخْسُ العَظِيمُ لِحَقَِّهِ سبحانَهُ فِي شُكْر ِهَذِهِ النِّعَمِ الَّتِي لاتُعَدُّ وَلاتُحْصَى؟ فَكَيْفَ تَبْخَسُونَهُ اَيْضاً حَقَّهُ فِي عُبُودِيَّتِكُمْ لَهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ سُبْحَانَهُ؟ وَاللهِ الَّذِي لا اِلَهَ غَيْرُهُ اِنَّ هَذَا لَظُلْمٌ عَظِيمٌ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ لايَضُرُّهُ اَبَداً؟ وَلَكِنَّهُ يَضُرُّكُمْ انتم فِي نَار ٍاَبَدِيَّةٍ مُحْرِقَةٍ اِنْ لَمْ تَتُوبُوا كَمَا اَمَرَ اللهُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالاَرْضِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ يَسْتَحِقُّ اَنْ تُوَحِّدُوهُ بِعِبَادَتِه؟ فَكَيْفَ يَنْصَرِفُ بِكُمُ الشَّيْطَانُ اِلَى شُكْرِ غَيْرِهِ وَعِبَادَتِهِ؟وَهَلْ كَانَ هَذَا الآبُ الْمَزْعُومُ اِلَهَاً لِلرَّحْمَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا؟ اَمْ اِلَهَاً لِلْوُحُوشِ فقط؟ حَتَّى اَنَّهُ اَصْبَحَ عَاجِزاً عَنْ مَغْفِرَةِ الْخَطَايَا اِلَّا بِهَذِهِ الطَّريقَةِ التَّعْذِيبِيَّةِ الْوَحْشِيَّةِ لابْنِهِ الْوَحِيدِ الْمَزْعُوم؟ وَالَّتِي لَمْ تَكُنْ تَلِيقُ بِاِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ اَيْضاً حِينَمَا اَمَرَ اللهُ اَبَاهُ بِذَبْحِه؟ فَهَلْ فَدَاهُ اللهُ بِهَذِهِ الذَّبِيحَةِ الالَهِيَّةِ الَّتِي تَزْعُمُونَهَا عَلَى الصَّلِيب مِنْ اَجْلِ مَغْفِرَةِ خَطَايَا الْبَشَر؟ هَلْ قَالَ لاَبِيهِ اذْبَحْهُ وَاشْرَبْ مِنْ دَمِهِ وَكُلْ مِنْ لَحْمِهِ المُقَدَّسِ الْمُبَارَك؟ اَمْ فَدَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيم كَمَا تَقْرَؤُونَ فِي الْعَهْدِ الْقَدِيم؟ اََلَمْ يَكُنْ ابْنُ اِبْرَاهِيمَ الْخَلِيل ِاَوْلَى بِهَذَا الصَّلْبِ الْمَزْعُومِ مِنْ اَجْل ِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لَوْ كَانَ كَلامُكُمْ صَحِيحاً؟ وَحَاشَاهُ وَتَعَالى اللهُ عَمَّا تَقُولُونَ عُلَُوّاً كَبِيرا؟هَلْ هَذَا هُوَ التَّسَامُحُ الْمَسِيحِيُّ الَّذِي سَنَتَعَلَّمُهُ مِنْكُمْ؟هَلْ هَذَا هُوَ التَّسَامُحُ الْوَحْشِيُّ الْمَسِيحِيُّ الَّذِي سَيَتَعَلَّمُهُ اَيْضاً الاَبُ مَعَ وَلَدِهِ الْوَحِيدِ مِنَّا نَحْنُ كَبَشَر؟ وَلَكِنَّ الْيَهُودَ عَرَفُوا كَيْفَ يَضْحَكُونَ عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْعَقِيدَةِ الْفَاسِدَةِ حَتَّى بَقِيتُمْ مَخْدُوعِينَ بِهَا آلافَ السَّنِين؟ كَمَا خَدَع َالشَّيطَانُ قَوْمَ نُوح ٍوَضَحِكَ عَلَيْهِمْ اَلْفَ سََنَةٍ اِلَّا خَمْسِينَ عَاماً وَمََعَهُمْ زَوْجَتُهُ وَابْنُهُ اَيضاً؟ نَعَمْ اَيُّهَا الاَخُ الْمَسِيحِيّ فَكِّرْ مَعِي جَيِّداً مَا هَذَا الآبُ الْمَزْعُومُ الَّذِي لَمْ يَرْضَ اَنْ يَفْجَعَ عَبْدَهُ اِبْرَاهِيمَ بِابْنِهِ غَيْرِ الْوَحِيد وَجَعَلَ مِنْ هَذِهِ الْحَادِثَةِ رَمْزاً لاَكْبَرِ عِيدٍ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ عِيدُ الاَضْحَى؟ ثمَّ رَضِيَ اَنْ يَفْجَعَ نَفْسَهُ بِوَلَدِهِ الْوَحِيد وَجَعَلَ مِنْ هَِذِهِ الْحَادِثَةِ رَمْزاً لاَكْبَرِ عِيدٍ عِنْدَ النَّصَارَى وَهُوَ عِيدُ قِيَامَتِهِ الْمَزْعُومَةِ مِنْ بَيْنِ الاَمْوَات؟ نَعَمْ عِيدٌ يُمَثِّلُ الْفَرَحَ وَ النَّجَاةَ مِنْ هَِذهِ الْفَجِيعَةِ الْكُبْرَى؟ وَعِيدٌ آخَرُ يُمَثِّلُ الآلامَ وَالْفَظَائِعَ وَالْفَجَائِعَ الْكُبْرَى والاسْتِهْزَاءَ وَالسُّخْرِيَّةَ اليَهُودِيَّةَ مِنْ عَقْلِكَ اَوّلاً؟ ثمَّ مِن ِابْنِهِ المَزْعُومِ عَلَى الصَّلِيبِ مَعَ الْمَسَامِير ِوَالشَّوْكِ وَالضَّرْبِ وَالاِهَانَةِ وَتَحَمُّلِ الْعَذَاب ِحَتَّى طُلُوع ِالرُّوح؟ ثمَّ هَلِّلُوا يَا؟ اَسْتَحْلِفُكُمْ بِالله؟ عَلَى أيِّ شَيْءٍ تُريدُونَ مِنَّا اَنْ نُهَلِّل؟هَلْ عَلَى السُّخْريَةِ وَالاسْتِهْزَاءِ مِنْكُمْ وَمِنْ اَحْفَادِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِعَلَى رَسُولٍ ٍمِنْ اُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل ِصَاحِبِ الْمَحَبَّةِ وَالتَّسَامُح ِوَالسَّلام عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا الصَّلاةُ وَالسَّلام؟ وَمَا هَذَا الْهُرَاءُ وَالْهَرْطَقَةُ وَالتَّجْدِيفُ الَّذِي تُرِيدُونَ مِنَّا اَنْ نُهَلِّلَ لَه؟ هَلْ نُهَلِّلُ عَلَى قَوْلِ الْحُثَالَةِ وَالاَقْذَار ِوَالاَوْسَاخِ مِنَ النَّاس ِمنَ اليَهُودِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ اَحْفَادِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازيرِ عَلَيْهِمْ لَعَائِنُ اللهِ تَتْرَى اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَالَّذِينَ مَازَالُوا اِلَى الآنَ يَتَفَاخَرُونَ بِقَوْلِهِمْ وَاسْتِهْزَائِهِم{اِنَّا قََتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى بْنَ مَرْيََمَ رَسُولَ الله؟ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ؟هل نهلل على اتهامهم بالزنى لامه البتول العذراء اطهر نساء العالمين هل نهلل على اتهامهم لعيسى بانه ابن غير شرعي؟حَاشَ للهِ اَنَّ الْحِذَاءَيْن ِاللَّذَيْنِ يَنْتَعِلانِهِمَا اَشْرَفُ عِنْدَ اللهِ مِنْ لِحَى حَاخَامَاتِهِمْ (نَعَمْ كُلُّ ذَلِكَ حَدَثَ ثمَّ بَعْدَ ذَلِكَ قَامَ الْمَسِيح حَقّاً قََام؟ عَنْ أيِّ حَقٍّ تَتَحَدَّثون؟ هَلْ عَنْ حَقِّ الْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ؟ اَمْ عَنْ حَقِّ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِه؟ وََاَيْنَ حَقُّ اللهِ عَلَيْكُمْ؟ هَلْ تَسْلُبُونَهُ حَقَّ مَغْفِرَةِ الْخَطَايَا وَتُعْطُونَهَا لِعَبْدين ضَعِيفين كعيسى وامه لايَمْلِكَانِ اَنْ يَغْفِرَا خَطَايَا نَفْسَيْهِمَا؟ بَلْ لايَمْلِكان لِنَفْسَيْهِمَا ضَرّاً وَلا نَفْعاً اِلَّا مَا شَاءَ خَالِقُهُمَا؟ اَلَيْسَتْ مَغْفِرَةُ الْخَطَايَا هِيَ اَكْبَرُ نِعْمَةٍ مِنْ نِعَمِ اللهِ عَلَى الْبَشَرِيَّة؟ اَمَا عَلِمْتُمْ اَنَّ لَكُمْ رَبّاً وَاحِداً لاشَريكَ لَهُ سُبْحَانَهُ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا؟ لِمَاذَا تُنْكِرُونَهَا عَلَى اللهِ وَاَنْتُمْ عَاجِزُونَ عَنْ شُكْرِهَا؟ وَاللهُ مَعَ ذَلِكَ يَقْبَلُ مِنْكُمُ الْقَلِيلَ مِنْ شُكْرِه؟ لاَنَّ القَلِيلَ مَعَ الْقَلِيلِ يَصِيرُ كَثِيراً وَلَوْ كانَ لايَكْفِي؟ وَلَكِنَّ اللهَ يَكْتَفِي مِنْكُمْ بِذَلِكَ حَتَّى يَسْمَحَ لَكُمْ بِدُخُول ِالْجَنَّةِ اِذَا اَسْلَمْتُمْ؟ وَلَكِنَّهُ سبحانهُ لَنْ يَتَسَامَحَ مَعَكُمْ اَبَداً اِذَا كَانَ مُوْتُكُمْ عَلَى جُحُودِ اُلُوهِيَّتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ؟ اَوْ اِنْكَار ِوَحْدَانِيَّتِه؟ وَلَنْ يَقْبَلَ مِنْكُمْ مِنَ الشُّكْر ِقَلِيلِهِ و لا كَثِيرهِ اِذَا لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عَلَى اَسَاس ٍمِنْ الاِسْلام ِوَالتَّسْلِيمِ لِوَحْدَانِيَّتِهِ سبحانهُ لاشريكَ لَهُ؟ وَخَاصَّةً فِي مَغْفِرَةِ الْخَطَايَا؟ وَخَاصَّةً فِي اِفْرَادِهِ بِالعُبُودِيَّةِ جَلَّ جَلالُهُ وَعَزَّ سُلْطَانُه؟ نَعَمْ يَكْفِيكُمْ شَيْئاً وَاحِداً فَقَطْ؟ وَهُوَ اَنَّ الاِسْلاَمَ التَّوْحِيدِيّ يُنْقِذُكُمْ مِنْ حَرِيقِ جَهَنَّمَ الاَبَدِيّ؟ بِشَرْطِ اَنْ يَكُونَ عَلَى طَريقَةِ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ؟ وَخَاصَّةً السَّلَفِيَّةَ وَالْوَهَّابِيَّةَ؟ اَصْحَابُ الْفَضْل ِوَالسَّبْق ِوَالتَّفَوُّق ِفي شَرْح ِالاُمُور ِالْعَقَائِدِيَّةِ التَّوْحِيدِيَّة؟ نَعَمْ اَخِي الْمَسِيحِي؟ هَلْ يَحِقُّ لَكَ اَنْ تُقَدِّمَ النِّعْمَةَ الْكُبْرَى مِنْ مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا هَكَذَا رَخِيصَةً لِصَلِيبِ الْعَذَابِ الَّذِي تَسْجُدُونَ لَهُ مِنْ دُون ِالله؟ بَلْ مِنْ دُون ِتَقْدِيم ِأيِّ اعْتِذَار ٍاَوْ اسْتِغْفَارٍ اَوْ تَوْبَةٍ اَوْ دَمْعَةٍ اَوْ نَدَمٍ لِلتَّوَّابِ الرَّحِيمِ سبحانهُ رَبُّ العالمين؟اِلَى مَتَى سَتَبْقَوْنَ هَكَذَا مِنَ الَّذِينَ{يَعْرفُونَ نِعْمَةَ اللهِ ثمَّ يُنْكِرُونَهَا(بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يَسْلُبُونَهُ اِيَّاهَا وَيَنْسِبُونَهَا اِلَى غَيْرِهِ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ ظُلْماً وَعُدْوَانا؟ اِلَى مَتَى سَتَبْقَوْنَ هَكَذَا مِنَ الَّذِينَ{اِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَن؟ قَالُوا وَمَاالرَّحْمَنُ؟ اَنَسْجُدُ لِمَا تَاْمُرُنَا؟ وَزَادَهُمْ نُفُورَا(نَعَمْ نُفُوراً مِنَ السُّجُودِ لِلرَّحْمَن؟ اِلَى السُّجُودِ لِصَلِيبِ الْعَذَابِ وَالاَوْجَاعِ وَالآلامِ وَِالاَحْزَان؟ كَمَا يَاْمُرُكُمْ شَيَاطِينُكُمْ مِنَ القَسَاوِسَةِ وَالرُّهْبَان؟ تَمْهِيداً لِلسُّجُودِ الاَكْبَرِ مِنْ اَجْلِ عِبَادَةِ الشَّيْطََان؟والَّذِي اسْتَطَاعَ اَنْ يَكِيدَ لِلْاَكْثَرِيَّةِ مِنْ بَنِي آدَمَ حَتَّى اسْتَمْتَعَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ؟ وَعَبَدَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ اِلَّا قَلِيلاً لِعِبَادَةِ اللهِ الْوَاحِدِ الاَحَدِ الْمَنَّان ِالدَّيَّان؟ فَكَانَ جَزَاؤُهُمْ مِنْ جِنْسِ عَمَلِهِمْ حِينَمَا كَفَرُوا بِالْمَائِدَةِ وَرَفَضُوا اَكْبَرَ نِعْمَةٍ اَنْعَمَهَا اللهُ عَلَيْهِمْ وَهِيَ دِينِ الاِسْلام{اَلْيَوْمَ اَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَاَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتٌُ لَكُمُ الاِسْلامَ دِينَا(فَيَا مَنْ رَفَضْتُمْ تَمَامَ النِّعْمَةِ بِدِينِ الاِسْلام؟ اِنْتَظِرُوا تَمَامَ كَلِمَةِ اللهِ فِي الْجَحِيمِ وَالنِّيرَان{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لاَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِين{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ قِسْطاً وَعَدْلاً لامُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم(وَاَمَّا اَنْتُمْ يَا اَهْلَ الاِيمَان؟ وَيَا اَشْرَفَ ثَوْرَةٍ سُورِيَّةٍ كَوْنِيَّةٍ حَصَلَتْ عَلَى وَجْهِ الاَرْضِ عَلَى الرَّغْمِ مِنَ الْمُؤَامَرَاتِ وَالتَّقَاعُسِ وَالْخُذْلان؟ فَانْتَظِرُوا اَنْ يَحْصَلَ لَكُمْ كَمَا حَصَلَ لِمَنْ قَبْلَكُمْ مِنَ الاَقْوَام؟ كَمَا وَرَدَ فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ وَالْفُرْقَان{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي اِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا؟ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ (بَشَّارُ وَقَوْمُهُ عَفْواً اَقْصِد {فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُون؟؟نَعَمْ اَيُّهَا الاُخْوَة هُمْ يريدونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِاَفْوَاهِهمْ {وَيَاْبَى اللهُ اِلَّا اَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ المُشركون{ وَاللهُ مُتِمٌّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكافرونَ( الظالمون المجرمون؟ وَلِذَلِكَ احْتَاطَ رَسُولُ اللهِ لِلاَمْرِطَالِباً وَحْياً شَافِياً مِنَ اللهِ مِنْ اَجْلِ اِفْشَالِ الْخُطَّةِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ الْخَبِيثَةِ وَالَّتِي فَضَحَهَا الْقُرْآنُ بِقَوْلِهِمْ{آمِنُوا بِالَّذِي اُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَه( فَنَزَلَ تَشْريعٌ جَدِيدٌ مَفَادُهُ اَنَّ مَنْ دَخَلَ الاسلامَ بِاخْتِيَارِهِ ثُمَّ ارْتَدَّ عَنْهُ فَاِنَّهُ يُقْتَل؟ وَكَانَ عَلَى رَاْسِ المُنَافِقِينَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الذي كَانَ يُصْنَعُ لَهُ التَّاجُ لِيُتَوَّجَ مَلِكاً عَلَى المَدِينَةِ اَلَا وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ اَبَيُّ بْنُ سَلُول رَاْسُ المنافقين؟ وَكَانَ وَلَدُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ اُبَيُّ بْنُ سَلُولُ اَيْضاً وَاسْمُهُ كَاسْمِ اَبِيهِ تَمَاماً؟ وَلَكِنَّهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ مِنَ الذينَ {تَابُوا؟ وَاَصْلَحُوا؟ وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ؟ وَاَخْلَصُوا دِينَهُمْ للهِ؟ فَاُولَئِكَ مَعَ المُؤْمِنينَ؟ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ المؤمنينَ اَجْراً عَظِيمَا( فَانْظُرْ اَخِي اِلَى الفَرْقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اَبِيهِ؟ وَبَيْنَ اَدْعِيَاءِ الاِيمَانِ وَمَا اَكْثَرَهُمْ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ وَلِذَلِكَ تَرَى القُرْآنَ يَكْشِفُ عَنْ سَرَائِرِ هَؤُلاءِ وَعَنْ نُفُوسِهِمُ الْمَطْوِيَّةِ عَلَى الحِقْدِ وَعَلَى الضَّغِينَةِ؟ وَاَنَّهُمْ يَتَسَرْبَلُونَ اَحْيَاناً بِسِرْبَالِ الاِيمَانِ وَالتَّقْوَى؟ وَلَكِنَّهُ سِرْبَالٌ شَفَّافٌ يَشِفُّ مَا تَحْتَهُ مِنْ حِقْدٍ وَمِنْ ضَغَائِن؟ اِنَّهَا الاَنْوَاُر الرَّبَّانِيَّةُ الفَاضِحَةُ التِي كَانَتْ تَنْزِلُ عَلَى قُلُوبِ هَؤُلاءِ؟ لِتَكْشِفَهَا عَلَى حَقِيقَتِهَا؟ وَلِتَكُونَ وَاضِحَةً اَمَامَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدليلِ قولهِ تعالى{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِاليَوْمِ الآخِر(وَمَا هِيَ اِلَّا دَعَاوَِى كَاذِبة{وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِين(لاَنَّهُمْ يَدَّعُونَ الاِيمَانَ بِاللهِ وَيَدَّعُونَ اَيضاً الاِيمَانَ بِاليَوْمِ الآخِر؟ وَلَوْ اَنَّ النَّاسَ جَمِيعاً آمَنُوا اِيمَاناً صَادِقاً بِاللهِ وَبِاليَوْمِ الآخِرِ مَا وَجَدْتَّ اَخِي مَظْلُوماً وَلا ظَالِماً؟ وَلا وَجَدْتَّ ضَعِيفاً وَلا مُسْتَضْعَفاً؟ وَمَا وَجَدْتَّ اِنْسَاناً يُعْتَدَى عَلَى حَقِّهِ وَكَرَامَتِه؟ لاَنَّ النَّاسَ جَمِيعَهُمْ يَكُونُونَ فِي ظِلِّ الاِيمَانِ وَالاِسْلامِ سَوَاسِيَةً كَاَسْنَانِ المِشْط؟ وَلا يَتَفَاضَلُونَ عِنْدَ اللهِ اِلَّا بِالتَّقْوَى وَالعَمَلِ الصَّالِحِ؟ اِذَا دَخَلُوا الاسلام؟ وَاَمَّا اَمَامَ القَضَاءِ وَالمُعَامَلاتِ العَامَّةِ فَهُمْ سَوَاسِيَةٌ اَسْوِيَاءُ؟ وَلاتَمْيِيزَ بَيْنَ اِنْسَانٍ وَآخَر؟وَالمَظْلُومُ مِنْهُمْ يَجِبُ اَنْ يَصِلَ الى حَقِّهِ حتى وَلَوْ كَانَ فَاسِقاً؟ حتىولو كان كافرا؟ وَالظَّالِمُ مِنْهُمْ يَجِبُ اَنْ يُرْدَعَ حتى وَلَوْ كَانَ يَدَّعِي الاِيمَانَ وَالاِسْلام؟ وَهَذَا هُوَ دِينُ الاِسْلامِ بِبَهَائِهِ وَبِانْسَانِيَّتِهِ؟ وَالذِي عَمَّ الوُجُودَ كُلَّهُ؟ فَنَشَرَ الاَمْنَ وَالسَّلام؟ وَنَشَرَ المَحَبَّةَ وَالاِخَاءَ بَيْنَ الاِنْسَانِ وَاَخِيهِ الانسان؟ نَعَمْ اَيُّهَا الاُخْوَةُ الكِرَام{وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِين(تَرَاهُ اَحْيَاناً يَتَزَيَّا بِزِيِّ العلماء؟وَقَدْ يَتَزَيَّا بِزِيِّ الاَتْقِيَاءِ اَيْضاً؟ وَلَكِنَّكَ مَعَ الاَسَف اِذَا عَامَلْتَهُ وَجَدْتَّهُ اِنْسَاناً آخرَ لايَحْتَرِمُ كَرَامَةَ الاِنسَان؟ وَلايَحْتَرِمُ حُقُوقَ الانسانِ؟ وَاِنْ كَانَ يَدَّعِيهَا؟ وَلَوْ كَانَ يُعْلِنُ عَنْهَا؟ بَلْ يَتَسَرْبَلُ بِهَا؟ وَيَظْهَرُ اَمَامَ النَّاسِ اَنَّهُ يَدْعُو اِلَيْهَا؟ وَلَكِنَّكَ اِذَا اَنْعَمْتَ النَّظَرَ فِي تَطْبِيقِهِ العَمَلِيِّ لِهَذِهِ الحُقُوقِ؟ رَاَيْتَهُ اِنْسَاناً آخَرَ؟ هُوَ اَوَّلُ مَنْ يَعْتَدِي عَلَى هَذِهِ الحُقُوق؟ وَقَدْ يَسْخَرُ مِنْهَا؟ وَمِمَّنْ يَدْعُو اِلَيْهَا؟ وَقدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي نَظَرِكَ اَخِي كَالثُّرَيَّا المُرْتَفِعَة؟ ثُمَّ صَارَ بَعْدَ ذَلِكَ كَالثَّرَى الذِي يُوطَاُ بِالاَقْدَام؟ نَعَمْ اخي هَذَا وَاَمْثَالُهُ هُمُ الذينَ قَالَ عَنْهُمُ القُرْآن{وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِين(لاَنَّكَ اَخِي وَنَحْنُ مَعَكَ اَيْضاً قَدْ نُؤْخَذُ بِظَاهِرِ الاَمْرِ؟ وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ مُطَّلِعٌ علَى السَّرَائِرِ؟ يَعْلَمُ خَلَجَاتِ القُلُوبِ؟ وَيَعْلَمُ عَدَدَ اَنْفَاسِ الاِنْسَانِ؟ وَيَعْلَمُ حَرَكَاتِهِ؟ وَيَعْلَمُ مَقْصَدَهُ؟ وَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ الصُّدُورُ؟ وَيعْلَمُ الجَهْرَ؟ وَيَعْلَمُ الاِخْفَاءَ وَالاِسْرَارَ؟ وَيَعْلَمُ مَا هُوَ اَخْفَى مِنْ ذَلِكَ بِكَثِيرٍ؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ دَبِيبَ النَّمْلِ؟ بَلْ اَخْفَى مِنْهُ اَيْضاً بِكَثِيرٍ جِدّاً{اِنَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عليم(فَانْظُرْ اَخِي الى هَؤُلاءِ الذينَ يَدَّعُونَ اَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ؟ وَمِنْهُمْ هَؤُلاءِ النَّاسُ الذِينَ عَمِيَتْ اَبْصَارُهُمْ؟ لاَنَّهُمْ قَطَعُوا الصِّلَةَ مَعَ اللهِ سبحانه وتعالى؟ فَاخْتَلَطَتْ عَلَيْهِمُ الرُّؤَى بدليلِ قولهِ تعالى في سورةِ الاَعْرَافِ عَنْ بَنِي اِسْرَائِيلَ الصَّالَِحِين{ وَالذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالكِتَابِ؟ وَاَقَامُوا الصَّلاةَ؟ اِنَّا لانُضِيعُ اَجْرَ المُصْلِحِين(اَوَّلاً يَجِبُ اَنْ نَفْهَمَ اَنَّهُ يُوجَدُ فِي القَامُوسِ القُرْآنِيِّ كَلِمَةُ صَالِح؟ وَيُوجَدُ اَيضاً كَلِمَةُ مُصْلِح؟ وَالصَّالِحُ صَالِحٌ لِنَفْسِهِ وَذَاتِهِ غَالِباً فَقَط؟ وَاَمَّا المُصْلِحُ فَهُوَ لِنَفْسِهِ وَ لِغَيْرِهِ اَيْضاً؟ وَلايُمْكِنُ اَنْ يَكُونَ مُصْلِحاً اِلَّا اِذَا كَانَ صَالِحاً؟ لاَنَّ الاَنْوَارَ الرَّبَّانِيَّةَ التِي تَنْبَعِثُ مِنْ قُلُوبِ الصَّالِحِينَ؟ وَمِنْ كَلِمَاتِهِمُ النَّيِّرَةِ؟ هِيَ الَّتِي تُؤَثِّرُ فِي الآخَرِينَ؟ ثمَّ تَجْعَلُهُمْ صَالِحِين؟ بِسَبَبِ تَفْعِيلِ الاُسْوَةِ وَالقُدْوَةِ الحَسَنَةِ عِنْدَ الاَوَّلِينَ؟ حَتَّى جَعَلُوا الآخَرِينَ يَتَّبِعُونَ{اَحْسَنَ مَا اُنْزِلَ اِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ( وَلِذَلِكَ اَقُولُ؟ لايُكْتَفَى مِنَ المُؤْمِنِ اَنْ يَكُونَ صَالِحاً فَحَسْب؟ بَلْ يَجِبُ عَلَيْهِ اَنْ يَكُونَ مُصْلِحاً قَدْرَ اسْتِطاعَتِه؟ وَلايَقُلْ مَالِي وِمَالِ النَّاس كَمَا يُغَنِّينَا محمد عبده؟ لا اِيَّاكَ اخي اَنْ تَقُولَ ذَلِكَ؟ فَاَنْتَ مَسْؤُولٌ اَمَامَ اللهِ عَنْ نَفْسِكَ؟ وَمَسْؤُولٌ عَنْ اُسْرَتِك؟ وَمَسْؤُولٌ عَمَّنْ هُمْ تَحْتَ وِلايَتِكَ وَرِعَايَتِك بدليلِ قولهِ تعَالى{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالكِتَاب( بِمَعْنَى يُمَسِّكُونَ غَيْرَهُمْ بِالكِتَاب؟ وَلَمْ يَقُلْ سبحانَهُ وَالَّذِينَ يُمْسِكُونَ الكِتَابَ لاَنْفُسِهِمْ فَقَطْ مِنْ مَسَكَ يُمْسِكُ؟ بل مِنْ اَمْسَكَ يُمَسِّكُ؟ لاَنَّ هُنَاكَ فَرْقاً بَيْنَ يُمْسِكُونَ؟ وَبَيْنَ يُمَسِّكُون التي وَرَدَتْ فِي آيَتِنَا تِلْك؟ وَهُوَ اَنْ تُمْسِكَ الشَّيءَ؟ بمعنى اَعْطَيْتُكَ اِيَّاهُ عَطَاءً عَادِيّاً مُعْتَاداً؟ وَهَذَا مَعْنَى يُمْسِكُون؟ وَاَمَّا قًوْلُهُ تَعَالَى {يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَاب(أيْ هُمْ يَتَمَسَّكُونَ بِهِ بِقُوَّة؟ وَيَدْعُونَ غَيْرَهُمْ اَيْضاً اَنْ يَتَمَسَّكُوا بِهِ بِقُوَّة{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بالكتاب(وَالكِتَابُ فِي اَيَّامِهمْ هُوَ التَّوْرَاة؟ وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا فَهُوَ القُرْآنُ؟ ثمَّ سُنَّةُ النَّبِيِّ عليهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام؟ وَالَّتِي هِيَ تَابِعَةٌ لِلْقُرْآنِ؟ تَبَعِيَّةً لازمَة لاغِنَى لِلْقُرِْآنِ عَنْهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَنْزَلْنَا اِلَيْكَ الذِّكْرَ(وَهِيَ السُّنَّةُ الشَّريفَة{لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ اِلَيْهِمْ(مِنَ الْقُرْآن{وَاَقَامُوا الصَّلاة(وَسُبْحَانَ الله؟ هُنَا لَمْ يَقُلْ فِي آيَتِنَا تِلْكَ وَآتَوُا الزَّكَاة؟ وَقدْ وَرَدَ الاَمْرُ بِاِقَامَةِ الصَّلاة مُلاصِقاً لِلاَمْر باِيتَاءِ الزَّكَاةِ فِي اَكْثَرَ مِنْ ثمَانِينَ آية فِي القرآنِ الكريم؟ بَلْ اِنَّهُ سبحانهُ لايَمْدَحُ المُقِيمينَ الصلاة دُونَ اَنْ يَمْدَحَ مَعَهُمُ الذينَ يُؤَدُّونَ الزَّكَاة؟ اِلَّا فِي آيَتِنَا تِلْك؟ فاِنَّهُ اكْتَفَى سبحانه بالصَّلاةِ فقَطْ(وَفِي آيَةِ النِّسَاء 162 خَالَفَ اللهُ تَعَالَى فِي حَرَكَاتِ الاِعْرَابِ؟ مِنْ اَجْل ِتَخْصِيصِ الصَّلاةِ اَيْضاً؟ وَلَفْتِ الاِنْتِبَاهِ اِلَيْهَا؟ وَتَسْلِيطِ مَزِيدٍ مِنَ الاَضْوَاءِ عَلَيْهَا؟ فَاَصْبَحَ اِعْرَابُهَا كَالآتِي؟ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ؟ وَالْمُقِيمِينَ؟ اَلْوَاو حَرْف عَطْف لِجُمْلَة (اَخُصُّ الْمُقِيمِينَ الصَّلاة اَلفِعْلِيَّة؟ عَلَى جُمْلَةِ (الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ( وَهِيَ جُمْلَةٌ اِسْمِيَّةٌ؟ مِنَ الْمُبْتَدَا الرَّاسِخُون؟ وَخَبَرِهِ جُمْلَة يُؤْمِنُون؟ وَتَقْدِيرُهَا الرَّاسِخُونَ وَالْمُؤْمِنُونَ مُؤْمِنُُون؟ وَاَمَّا كَلِمَة الْمُقِيمِين؟ فَهِيَ مَفْعُول بِهِ لِفِعْل مَحْذُوف؟ مِنْ اَجْلِ الاِعْجَازِ الْبَلاغِيّ؟ تَقْدِيرُهُ اَخُصُّ؟ مَنْصُوب؟ وَعَلامَة نَصْبِهِ الْيَاء؟ لاَنَّهُ جَمْع مُذَكَّر سَالِم؟ وَالنُّون عِوَضٌ عَنِ التَّنْوِين فِي الاسْمِ الْمُفْرَد؟ وَاَمَّا الْفَاعِلُ لِلْفِعْل اَخُصُّ؟ فهوَ ضَمِير مُسْتَتَر تَقْدِيرُهُ اَنَا وُجُوباً؟ وَاَرْجُو اَنْ يَشْرَحَ اَسَاتِذَةُ اللغةِ الْعَرَبِيَّةِ ذَلِكَ بِالتَّفْصِيل لِلتَّلامِيذِ وَالطُّلاَّب؟ وَاَرْجُو مِنَ الْقَائِمِينَ عَلَى الامْتِحَانَاتِ الرَّسْمِيَّةِ؟ اخْتِبَارَ الطُّلابِ دَائِماً بِاِعْرَابِ تِلْكَ الايَاتِ؟ رَدّاً عَلَى شُبُهَاتِ الْقَمِيصِ الْوَسِخِ الْقَذِر بُطْرُس؟ وَاَمَّا كَلِمَةُ الصَّلاةِ فِي آيَةِ النِّسَاء؟ فَهِيَ مَفْعُول بِهِ لاسْمِ الْفَاعِل اَلْمُقِيمِين؟ مَنْصُوب وَعَلامَة نَصْبِهِ الْفَتْحَة الظَّاهِرَة عَلَى التَّاءِ الْمَرْبُوطَة؟ وَاَمَّا كَلِمَة وَالْمُؤْتُون؟ فَالْوَاو حَرْف عَطْف لِجُمْلَة اِسْمِيَّة عَلَى جُمْلَة اَخُصُّ اَوْ اَمْدَحُ الْفِعْلِيَّة؟ وَهُوَ وَجْهٌ ضَعِيفٌ فِي الاِعْرَاب؟ وَاَمَّا الْوَجْهُ الاَقْوَى فَهُوَ عَطْفُهَا عَلَى جُمْلَة اِسْمِيَّة مِثْلِهَا؟ وَهِيَ جُمْلة الرَّاسِخُون فِي بِدَايَةِ الآيَة؟ وَاَمَّا كلمة اَلْمُؤْتُون؟ فَهِي اِسْمْ مَعْطُوف بِالوَاو عَلَى كَلِمَة الرَّاسِخُون اَبْعَدِ الْمَذْكُورين؟ وَهَذَا اَفْضَلُ حَتَّى يَكُونَ الْمَدْحُ لَهُمْ اَشْمَلَ؟ وَيُمْكِنُ عَطْفُهَا عَلَى اَقْرَبِ مَذْكَور؟ وَهُوَ كَلِمَة اَلْمُؤْمِنَون؟وَهِيَ مَرْفُوعَة مِثْلُهَا وَعَلامَة رَفْعِهَا الْوَاو؟ لاَنَّهَا جَمْع مُذَكَّر سَالِم؟ وَالنُّون عِوَضٌ عَنِ التَّنْوِين فِي الاسْمِ المُفْرَد؟ وَاَمَّا كَلِمَة اَلزَّكَاة فَاِعْرَابُهَا كَاِعْرَابِ كَلِمَةِ الصَّلاةِ تَمَاماً؟ وَنَفْسُ الاِعْرَاب يَنْطَبِقُ اَيْضاً عَلَى قَوْلِهِ تَعَالى فِي سُورَةِ الْبَقَرَة الايَة رقم 177 وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَاْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَاْس( وَاَيْضاً هُنَا تَقْدِيرُ الْكَلام وَاَمْدَحُ الصَّابِرِينَ اَوْ اَخُصُّهُمْ؟ فَتَكُونُ كَلِمَة الصَّابِرِين؟ مَفْعُول بِهِ لِفِعْل مَحْذُوف؟ مِنْ اَجْلِ الاِعْجَازِ الْبَلاغِيِّ لِلْقُرْآنِ؟ حَسَبَ الْمُعْتَادِ مِنْ لُغَةِ الْعَرَبِ الْفُصْحَى الْبَلِيغَة؟ وَالَّتِي اَضَافَ عَلَيْهَا الْقُرْآنُ شَيْئاً كَثِيراً جِدّاً مِنْ اِعْجَازهِ الْبَلاغِيّ؟ وَلَوْلا الْقُرآنُ الْكَرِيم لانْقَرَضَتِ اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ بِسَبَبِ كَثْرَةِ اللَّهَجَاتِ الْمَحَلِيَّة؟ وكلمة الصابرين؟ مَنْصُوبة وَعَلامَةُ نَصْبِهَا الْيَاء؟ لاَنَّهَا جَمْع مُذَكَّر سَالِم؟؟؟وَلاَهَمِّيَّةِ الصلاة اَحَبَّ سبحانهُ اَنْ يُسَلِّطَ عليها ضَوْءاً مَحْصُوراً خَاصّاً مُمَيَّزاً يُمَيِّزُهَا عَنْ بَقِيَّةِ العِبَادَات وَلَوْ فِي آيَةٍ واحدة؟ حَتَّى يُعْطِيَهَا حَقَّهَا كَامِلاً مِنَ الاهْتِمَامِ الذي يُهْمِلُهُ اَكْثرُ النَّاسِ اِلا مَنْ رَحِمَ رَبِّي لِمَاذا؟ لاَنَّهُ لايُمْكِنُ لِلانْسَانِ المُؤْمِنِ المُسْلِمِ اَنْ يَكُونَ صَالِحاً مُصْلِحاً اِلا اِذا كَانَ مُتَّصِلاً بالله؟ وَهَلْ هُنَاكَ اَعْظَمُ وَسِيلَةٍ لِلاتِّصَالِ بَيْنَ العَبْدِ وَرَبِّهِ غَيْرُ الصَّلاة؟ فاِذا تَرَكَ الْعَبْدُ الصَّلاةَ انْقطعَتِ الصِّلَة بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّه؟ وَانْقَطعَتْ عَنْهُ الاَنْوَارُ الرَّبَّانِيَّة؟ وَعَمِيَتْ عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فيَرَى البَاطِلَ حَقّاً وَالْحَقَّ بَاطِلاً؟ نَعَمْ اَخِي لابُدَّ للاِصْلاح مِنَ الاِيمَان باللهِ عَزَّ وَجَلّ؟ وَاِنْ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ الصَّلاةُ هِيَ الاِيمَانُ فلا اِيمَانَ فِي دِين الاسلامِ اَبَداً بدَلِيل ِقوْلِهِ تَعَالَى{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ اِيمَانَكُمْ(أيْ صَلاتَكُمْ اِلَى بَيْتِ المَقْدِس؟ وَهُنَا عَبَّرَ سبحانه عَنِ الصَّلاةِ بالاِيمَان؟ وَلابُدَّ لِهَذا الايمان ِاَنْ يَكُونَ قائِماً باِقامَةِ الصَّلاةِ قبْلَ كُلِّ شَيء؟ مِنْ اَجْل ِالاِصْلاح ؟ِوَمِنْهُ النَّهْيُ عَن ِالفَحْشَاءِ وَالمُنْكَر؟ ِوَالَّذِي لا يَتَحَقَّقُ اِلا باقامَةِ الصَّلاة؟ كَمَا وَرَدَ ذلِكَ فِي القُرْآنِ الكريم بدليلِ قولهِ تعالى{وَاَقِمِ الصَّلاةَ اِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَر وَلَذِكْرُ اللهِ اَكْبَر(بمَعْنَى اَنَّ ذِكْرَ الله؟ وَهُوَ هُنَا دُرُوسُ العِلْمِ؟ وَمِنْهُ خُطْبَتَا الْجُمُعَةِ اللَّتَان ِاَمَرَ اللهُ تعالى بالسَّعْيِ اِلَيْهمَا قائِلاً {فَاسْعَوْا اِلَى ذِكْر ِاللهِ وَذَرُوا البَيْع( وَدُرُوسُ العِلْم ِتلْك لَهَا تَاْثِيرٌ اَكْبَرُ فِي ذَلِكَ النَّهْي ِعَن ِالفَحْشَاءِ وَالمُنْكَر؟ لاَنَّ الَّذِي يَطْلُبُ الْعِلْمَ قَدْ يَصِلُ بفَضْلِ اللهِ الى راْس ِالحِكْمَةِ مَخَافةُ الله؟ وَالَّتِي بِدَوْرهَا تَمْنَعُهُ مِنْ مُزَاوَلَةِ أوِاقْتِرَافِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ بِفَضْلِ الله سبحانهُ الذي يَمْنَحُهُ اِحْسَاساً قوِيّاً بعَظَمَتِهِ جَلَّ جَلالُه بدليل ِقولهِ تعالى{اِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ(وَحَتَّى بِالنِّسْبَةِ للصَّلاة فلا مَعْنَى لَهَا فِي قلْب ِالمُؤْمِن ِمنْ دُون دُرُوس ِالعِلْم ِالتي تَعَلِّمُ اَسْرَارَهَا وَمَكْنُونَاتِهَا وَكَيْفِيَّةَ اِقامَتِهَا وَاَدَائِهَا بِخُشُوع ٍوَخُضُوع ٍوَتَذَلُّلٍ وَانْكِسَارٍ لِلْوَاحِدِ القَهَّار بدليل ِقولهِ عليهِ الصلاةُ والسَّلام بمَا مَعْنَاه [رَكْعَتَان ِوَرَاءَ اِمَام ٍعَالِم خَيْرٌ مِنْ سِتِّينَ رَكْعَةٍ وَرَاءَ اِمَامٍ عَابدٍ جَاهِل( وَلايَنْفَعُ هَذَا الجَاهِلُ النَّاسَ حَتَّى فِي الفُتْيَا؟ وَلِذَلِكَ كَانَ مَصِيرَهُ الْقَتْلُ؟ حِينَمَا جَاءَهُ اِنْسَانٌ يَسْاَلُهُ عَنْ قَبُول ِتَوْبَتِهِ اََمَامَ اللهِ الذي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَاْخُذُ الصَّدَقَات؟ فَقَتَلَهُ وَاَكْمَلَ بهِ المِائَة؟ حينما اَغْلَقَ بَابَ التَّوْبَةِ فِي وَجْهِه؟نَعَمْ اَخِي اِنَّهَا دُرُوسُ العِلْم الشَّرْعِيَّة وَالكَوْنِيَّة؟ وَالَّتِي تَخْدِمُ الاِسْلامَ وَالمَسْلِمِينَ وَغَيْرَ المُسْلِمِينَ مِنْ غَيْر ِالمُحَاربينَ؟ بجَمِيع الاخْتِصَاصَاتِ الاجْتِمَاعِيَّةِ وَالاقْتِصَادِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّةِ وَالطِّبِّيَّةِ وَالعَسْكَرِيَّةِ وَالرِّيَاضِيَّةِ وَالفِيزْيَائِيَّةِ وَالكِيمْيَائِيَّةِ وَالجُغْرَافِيَّةِ وَالتَّاريخِيَّةِ وَالجُيُولُوجيَّةِ وَالمِيكَانِيكِيَّةِ وَالكَهْرَبَائِيَّةِ وَالصِّنَاعِيَّةِ وَالزِّرَاعِيَّةِ وَالتِّجَاريَّةِ وَالنَّوَوِيَّةِ السِّلْمِيَّةِ وَالمَعْلُومَاتِيَّةِ وَالاتِّصَالات؟ وَاعْذُرُونِي اِنْ نَسِيتُ شَيْئاً مِنْ هذهِ العُلُومِ الحَضَاريَّةِ الرَّاقِيَة(وَاِنَّ مِنْ اَعْظَم ِخيَانَةِ الاَمَانَة ِالعِلْمِيَّةِ عِنْدَ الله هُوَ كَشْفُ الْمَسْتُور ِمنْ هذهِ العُلُومِ وَاَسْرَارهَا اَمَامَ الاَشْرَار؟ وَخَاصَّةً فِيمَا يَتَعَلَّقُ بتَخْصِيبِ اليُورَانْيُوم؟ وَاَنَا اَعْنِي مَا اَقُول؟ وَاُخَاطِبُ الاُخْوَةَ فِي اِيرَان بهَذا التَّحْذِير ِشَدِيدِ اللَّهْجَة؟ وَاَنَّكُمْ اِنْ فَعَلْتُمْ هذهِ الخِيَانَة العُظْمَى لِدِينِكُمْ؟ فَقَدْ تَتَسَبَّبُونَ بدَمَارِ الْبَشَرِيَّة؟ وَالاَمْرُ خَطِيرٌ جِدّاً؟ فَاحْتَفِظُوا بِهَذِهِ الْمَعْلُومَاتِ الخَطِيرَةِ لاَنْفُسِكُمْ؟ وَلا تُظْهِرُوا عَلَيْهَا اَحَداً(وَهَنِيئاً لَكَ يَا طَالِبَ وَاحِدَةٍ مِنْ هذهِ العُلُومِ باَجْر ِاَلْف ِشَهيد؟ لاَنَّكَ تَبْذُلُ دَمَكَ لِوَجْهِ اللهِ الى مَزيدٍ مِنَ التَّعَب ِالفِكْريِّ وَالْجَسَدِيِّ وَالنَّفْسِيّ؟ وَعَلَى قَدْرِ مَشَقَّتِكَ وَتَعَبِكَ يَكُونُ اَجْرُكَ مُضَاعَفاً علَى اَجْر ِالشَّهيدِ بكَثِير ٍجدّاً؟ لاَنَّهُ يَبْذُلُ دَمَهُ لِوَجْهِ اللهِ اَيْضاً مِثْلُكَ؟ وََلكِنْ الى مَزيدٍ مِنَ الرَّاحَةِ وَالنَّعِيمِ الاَبَدِيِّ السَّرْمَدِيّ؟ هَنِيئاً لَكَ يَا اَخِي بتَحْصِيل ِهذَا العِلْمِ الرَّبَّانِي ثُمَّ البَشَريِّ الْمُقَدَّس؟ اِنَّهُ ذِكْرُ اللهِ الاَكْبَرُ؟ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّهُ اَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ بِكَثِيرٍ جِدّاً مِنْ حَجِّ اَوْ عُمْرَةِ النَّافِلَة؟ وَمِنْ صَوْمِ النَّافِلَة؟ وَمِنْ صَدَقَةِ التَّطَوُّع ِوَالنَّافِلَة؟ وَمِنْ صَلاةِ النَّافِلَة؟ بَلْ مِنْ صَلاةِ الجَمَاعَة؟ بَلْ مِنْ صَلاةِ الفَجْرِ جَمَاعَة؟وَاَيُّ مَالٍ اَوْ وَلَدٍ اَوْ عَمَلٍ يُلْهي عَنْهُ وَعَنْ صَلاةِ اَوْ صَوْمِ اَوْ زَكَاةِ اَوْ حَجِّ الْفَريضَةِ؟ فلا بَرَكَةَ فيهِ عِنْدَ اللِه اَبَداً؟ حَتَّى وَلَوْ كُنْتَ الآنَ اَخِي تَبْنِي بِنَايَةً؟ ثُمَّ تَقُولُ لِلْعُمَّالِ اشْتَغِلُوا بِالطَّالِع ِوَالنَّازل ِمنْ مَوَادِّ البنَاءِ عَلَى المِصْعَدِ الخَاصِّ الكَهْرَبَائِي(الذي يُسَمُّونَهُ الْوُنْش اِنْ لَمْ اَكُنْ مُخْطِئَة) وَالْجُمُعَةُ مُنْعَقِدَة؟ فَاَيْنَ اَنْتَ مِنْ قَوْلِ اللهِ{يَا اَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا اِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا البَيْع} فَكَيْفَ يُبَاركُ اللهُ تَعَالى لَكَ عَلَى كُلِّ المُسْتَوَيَاتِ؟ الخَاصَّةِ وَالعَامَّةِ وَالمَادِّيَّةِ وَالمَعْنَوِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ؟ اِذَا لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ صَلاة{وَالذينَ يُمَسِّكُونَ بالْكِتَابِ وَاَقَامُوا الصَّلاةَ اِنَّا لانُضِيعُ اَجْرَ المُصْلِحِين(سُبْحَانَ الله؟ حِينَمَا يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ اَنَا لا اُضِيعُ عَمَلَكَ اَيُّهَا المُصْلِح؟ لا تَتَصَوَّرْ اَخِي وَلَنْ تَسْتَطِيعَ اَنْ تَتَصَوَّرَ مَدَى الجَائِزَةِ الكُبْرَى التي سَيَمْنَحُكَ اللهُ اِيَّاهَا يَا مَنْ تَطْمَعُ بِثَوَابِ اللهِ وَرَحْمَتِه؟ فَهَلْ تُفَضِّلُ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَة؟ اَمْ تُفَضِّلُ الآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا؟ لابُدَّ اَنْ تَزِنَ اِيمَانَكَ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الفَيْنَة؟ لاَنَّ الاِيمَانَ قَدْ يَضْعُف؟ ولاَنَّ الشَّيْطَانَ قدْ يَتَلاعَبُ بالقُلُوب ِوَالعُقُولِ؟ فَيَجْعَلُ الاَبْصَارَ عَامِيَةً عَمْيَاء؟ وَيَجْعَلُ الآذَانَ صَمَّاء؟ فَزِنْ اِيمَانَك؟ نَعَمْ اخي عَلَيْكَ اَنْ تَزِنَ اِيمَانَك؟ لاَنَّ الاِيمَانَ قَدْ يَزيدُ وَيَنْقُص؟ وَهُنَاكَ مَوَازِينُ كثيرةٌ للايمَان؟ وَمِنْهَا اَنَّكَ لَوْ ذَهَبْتَ اِلَى بَيْتِ اِنْسَان؟ وَطَرَقْتَ عَلَيْهِ البَاب؟ وَقَرَعْتَ الْجَرَسَ بِهُدُوء؟ ثمَّ فَتَحَ لَكَ البَاب؟ ثمَّ قالَ لَكَ اَنَا لَسْتُ مُسْتِعِدّاً لِلقائِكَ بَعْد؟ وَاِنَّ لِلْبُيُوتِ وَاَصْحَابِهَا حُرْمَةً كبيرةً جِدّاً عِنْدَ الله؟ فَارْجِعْ فِي وَقْتٍ آخَر؟وَفِي غَيْرِ الاَوْقَاتِ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا كَشْفٌ لِلْعَوْرَاتِ مِنْ اَجْلِ الاسْتِحْمَامِ؟ اَوْ مِنْ اَجْلِ تَغْيير ِالمَلابِسِ والثياب؟اَوْ مِنْ اَجْل ِدرَاسَةِ الاَوْلادِ؟ اَوْ مِنْ اَجْل ِاَنْ يَاْخُذَ اَصْحَابُ البَيْتِ قِسْطاً مِنَ الرَّاحَةِ وَخَاصَّةً النِّسَاء؟وَخَاصَّةً اِذَا كَانَ الطَّقْسُ حَارّاً تَحْتَاجُ الْمَرْاَةُ فِيهِ اِلَى التَّخْفِيفِ مِنْ شَيْءِ مِنْ مَلابسِهَا؟ اِلَّا اِذا كَانَتْ حَيَاتُكَ فِي خَطَر ٍ شديدٍ؟ وَتَحْتَاجُ بِسَبَبِهِ مِنْ اَهْلِ الْبَيْتِ اِلَى اِيوَائِكَ عِنْدَهُمْ مُؤَقَّتاً؟ مِنْ اَجْلِ الاِفْلاتِ مِنْ قَبْضَةِ الْمُجْرمِينَ الَّذِينَ يُلاحِقُونَك؟ وَلا اَقُولُ مِنْ اَجْلِ الاِفْلاتِ مِنْ قَبْضَةِ العَدَالَة؟ فَاِذَا غَضِبْتَ عَلَى هذا الانْسَان فَاِيمَانُكَ ضَعِيف؟ لاَنَّ القُرْآنَ يَقُولُ لَك {وَاِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا} ثَمَّ عَلَيْكَ اَخِي بِمَوَازِين ِالاِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ؟ حَتَّى تَزِنَ اِيمَانَكَ جَيِّداً اَيْضاً؟ حِينَمَا جَاءَ اِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ يَا اَمِيرَ المُؤْمِنين؟ هَلْ اَنَا مِنْ اَهْل ِالدنيا؟ اَمْ مِنْ اَهْل ِالآخِرَة؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي؟ فَقَالَ الرَّجُلُ لَمْ اَقْصِدْ هَذَا؟ وَاِنَّمَا اُرِيدُكَ اَنْ تُشِيرَ عَلَيَّ بِاَمَارَاتٍ(علامات( اَعْرِفُهَا؟ وَكَانَ عَلِيٌّ رُوحِي فِدَاهُ مَشْهُوراً بِذَكَائِهِ؟ وَفِطْنَتِهِ؟ وَسُرْعَةِ فَتْوَاهُ الصَّائِبَةِ بِاِذْن ِالله؟ فَقَالَ لَهُ اَسْاَلُكَ هَذَا السُّؤَال؟ لَوْ اَنَّ اِنْسَاناً طَرَقَ بَابَكَ؟ ثُمَّ طَلَبَ مِنْكَ قَرْضاً؟ اَوْ طَلَبَ مِنْكَ صَدَقَةً؟ ثُمَّ جَاءَكَ اِنْسَانٌ آخَر؟ وَطَرَقَ البَاب؟ وَجَاءَكَ بِهَدِيَّةٍ ثَمِينَة؟ فَبِاَيِّهِمَا تَفْرَح؟ فَسَكَتَ الرَّجُل؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه اِنْ هَشَشْتَ لِلْهَدِيَّة اَكْثَر(بِمَعْنَى سَالَ لُعَابُكَ( فَاَنْتَ مِنْ اَهْلِ الدُّنْيَا؟ وَاِنْ هَشَشْتَ(بَشَشْتَ اَوِ اسْتَبْشَرْتَ( لِطَلَب ِالصَّدَقَةِ اَوِ المَعُونَةِ اَكْثَرَ فَاَنْتَ مِنْ اَهْل ِالآخِرَة؟ نَعَمْ اَيُّهَا الاُخْوَةُ الكِرَام اِنَّهَا المَوَازِينُ الرَّبَّانِيَّةُ الرَّحْمَانِيَّةُ الَّتِي لاتَطِيشُ اَبَداً؟ حِينَمَا عَلَّمَهَا اللهُ الَّذِي اَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ لِهَؤُلاءِ الصَّفْوَةِ مِنْ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِين؟ وَلَكِنْ حِينَمَا تَعْمَى الاَبْصَارُ وَتَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ فَمَاذَا تَكُونُ النَّتِيجَة{وَاِذَا قِيلَ لَهُمْ لاتُفْسِدُوا فِي الاَرْضِ قَالُوا اِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون(لَمْ يَكُنْ يَكْفِيهِمْ اَنَّهُمْ مُفْسِدُون؟ وَلَمْ يَكْتَفُوا اَيْضاً اَنَّهُمْ لايَعْتَرِفُونَ بِاَخْطَائِهِمْ اَبَداً؟ بَلْ قَالُوا بِكُلِّ وَقَاحَةِ وَ تَعَنُّتٍ وَاسْتِهْتَارٍ وَتَبَجُّحٍ وَاسْتِهْزَاءٍ لامَثِيلَ لَه{اِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون(نَعَمْ قَالُوهَا وَبِكُلِّ بُرُودٍ بِلِسَانِ شَيْطَانِهِمُ الَّذِي{زَيَّنَ لَهُمْ اَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيل ِفَهُمْ لايَهْتَدُون} نَعَمْ اَيُّهَا الاُخْوَةُ المُؤْمِنُون وَلابُدَّ لِلصَّلاح ِحَتَّى يَتَحَقَّقَ اَنْ يُرَافِقَهُ مَنْهَجُ اللهِ الاِسْلامِيُّ بِقُوَّة؟ وَالًَّذِي نَسْتَقِي مِنْهُ كُلَّ الصَّلاح؟ ِوَكُلَّ الاِصْلاح؟ اَنْتَ مُؤْمِنٌ مَطْلُوبٌ مِنْكَ اَنْ تُصْلِحَ؟ لا اَنْ تُفْسِد{وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِح(كَاِنْسَان ٍاَلْقَى فِي الْبِئْر ِمَا يُفْسِدُ المَاء؟ فَقَدْ صَارَ هَذَا الاِنْسَانُ مُفْسِداً؟ عَلَى عَكْسِ اِنْسَان ٍآخَرَ صَالِح ٍصَاحِي الضَّمِير وَالْوُجْدَان ِوَالتَّقْوَى وَالاِيمَان؟ شَرِبَ مِنْ الْبِئْر ِثُمَّ ذَهَبَ وَلَمْ يُفْسِدْ هَذَا الْبِئْر؟ وَتَرَكَهُ صَالِحاً لِلشُّرْب؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي اِذَا اَرَدْتَّ اَنْ تَرْقَى اِلَى دَرَجَةٍ اَعَْلَى عِنْدَ اللهِ فَيَجِبُ عَلَيْكَ اَنْ تَكُونَ مُصْلِحاً؟ وَلِذَلِكَ اخْتَرَعَ النَّاسُ مَا يُوصِلُونَ بِهِ المَاءَ اِلَى بُيُوتِهمْ بوَاسِطَةِ الصَّنَابِير ِالصِّحِّيَّة؟ وَطَبْعاً هَذَا نَوْعٌ مِنَ الاِصْلاح ِالاَرْقَىيَنْدَرِجُ تَحْتَ المَصَالِح ِالمُرْسَلَة؟ وَهِيَ مَصْدَرٌ تَشْريعِيٌّ فَرْعِيٌّ عَظِيم نَبَّهَنَا اِلَيْهِ بَعْدَ اَنْ كُنَّا غَافِلينَ عَنْه وَاَنَارَ بِهِ قَلَوبَنَا وَعُقَُولَنَا بِفَضْل ِاللهِ سُبْحَانَهُ اَوّلاً؟ ثمَّ بِفَضْل ِامَامِ دَار ِالهِجْرَةِ الاَعْظَم ِمَالِكُ بْن ِاَنَس ٍرَحِمَهُ اللهُ وَرَضِيَ عَنْهُ وَجَعَلَ قَبْرَهُ رَوْضَةً مِنْ ريَاض ِالْجَنَّة؟ نَعَمْ اَخِي فَاِذَا رَاَيْتَ اِنْسَاناً صَالِحاً وَتَرَكْتَهُ وَشَاْنَهُ؟ ثُمَّ رَاَيْتَ عَالِماً يُعَلِّمُ النَّاسَ وَتَرَكْتَهُ وَشَاْنَهُ اَيْضاً؟ فَاَنْتَ هُنَا لَمْ تَرْتَفِعْ اِلَى دَرَجَةِ الاِصْلاح؟ لاَنَّكَ لَمْ تُشَجِّع ِالصَّالِحَ عَلَى صَلاحِه؟ وَلَمْ تُشَجِّع ِالتَّقِيَّ عَلَى تَقْوَاه؟ وَلَمْ تُشَجِّعِ الْعَالِمَ اَيْضاً عَلَى اِبْدَاعِهِ فِي خَوَاطِرِهِ الاِيمَانِيَّةِ الَّتِي يُلْهِمُهُ اللهُ اِيَّاهَا؟ وَلَمْ تُشَجِّعْهُ عَلَى اَنْ تَحْضُرَ لَهُ دُرُوسَ العِلْمِ بَعْدَ اَنْ تَعِبَ كَثِيراً فِي تَحْضِيرهَا؟ وَلَمْ تَقْرَاْ لَهُ عَلَى الانْتِرْنِت فِي المُنْتَدَيَات؟ بَلْ اِنَّ بَعْضَ المنتدياتِ تَشْتَكِي كَثِيراً مِنْ طُول ِالمُشَارَكَةِ الَّتِي يَبْعَثُهَا هَذَا العَالِم؟ فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَجِدُ فِيهِ اخي شَرْحاً وَافِياً عَنْ حَيَاةِ نُجُومِ الكُرَة؟ وَالفَنّ؟ وَالغِنَاء؟ وَبِاَدَقِّ التَّفَاصِيل؟ وَمَاذَا يَاْكُلُون؟ وَمَاذَا يَشْرَبُون؟ وَاَيْنَ يَقْضُونَ اَوْقَاتَهُمْ؟ بَلْ مَا هُوَ شَكْلُ دِيكُور ِالتواليت الَّتِي يَقْضُونَ فِيهَا حَاجَتَهُمْ؟ هَلْ هِيَ مِنْ ذَهَب؟ هَلْ هِيَ مِنْ فِضَّة؟وَكَيْفَ اَنَّ اَلِيسَّا وَهِيَ تُغَنِّي كَادَ ثَوْبُهَا اَنْ يَنْخَلِعَ عَنْ جِسْمِهَا حَتَّى بَدَتْ شِبْهَ عَاَرِِيََََة؟ فَيَا تُرَى هَلْ هِيَ حَرَكَةٌ عَاهِرَةٌ مَقْصُودَةٌ مِنْهَا؟ اَمْ اَنَّنَا نُسِيءُ الظَّنَّ بِهَا وَبِالخِنْزِير ِزَوْجِهَِا وَبِالسَّافِل ِاَخِيهَا وَبِالقَذَارَةِ اَبِيهَا عَدِيمِي الْعِرْضِ وَالشَّرَفِ وَ الَّذِينَ لايَغَارُونَ عَلَى شَرَفِهِمُ المَسِيحِيّ قِيدَ اَنْمُلَة؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ التَّفَاهَاتِ الَّتِي تَشْغَلُنَا عَنْ ذِكْر ِاللهِ وَعَنْ دُرُوسِ الْعِلْم؟ حَتَّى امْتَلاَتْ بِهَا الْمُنْتَدَيَات عَلَى صَفَحَاتِ التَّوَاصُل ِالاجْتِمَاعِيّ؟ فَهَلْ يُبَارِكُ اللهُ لِهَذِهِ المُنْتَدَيَاتِ اشْمِئْزَازَهَا مِنَ الاِطَالَةِ فِي ذِكْر ِاللهِ وَدُرُوسِ الْعِلْم؟ وَهَلْ هُمْ يَسْتَحِقُّونَ اَنْ يَكُونُوا مِنَ{الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ اَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَاَجْراً عَظِيمَا(وَلايَكُونُ ذَلِكَ الذِّكْرُ الكَثِيرُ للهِ سَبْحَانَهُ اِلَّا بِعَدَمِ الْمَلَل ِمنْ دُرُوسِ الْعِلْم؟ وَالصَّبْرِ عَلَى قِرَاءَتِهَا؟ اَوْ كِتَابَتِهَا؟ اَو ِالاسْتِمَاع ِالَيْهَا؟ اَوْ مُدَارَسَتِهَا مَعَ الْغَيْرِ حَتَّى يَحْفَظَهَا غَيْباً عَنْ ظَهْرِ قَلْب بِدَلِيل ِقَوْلهِ تَعَالَى {وَاعْبُدْ رَبَّكَ وَاصْطَبِرْ لِعِبَِادَتِه(وَفِي هَذِهِ الآيَةِ مِنَ الصَّبْرِ المُضَاعَفِ الرَّهِيبِ مَا فِيهَا عَلَى عِبَادَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ؟ حَتَّى تَرْهَبَ اَخِي جَنْبَ الله؟ وَتَرْغَبَهُ اَيْضاً وَلاتُفَرِّطَ فِيه؟ وَاَعْظَمُ عِبَادَةٍ تُقَرِّبُكَ اِلَى اللهِ تَعَالَى اخي الاِنْسِيّ وَالْجِنِّي هِيَ دُرُوسُ الْعِلْمِ؟ بِدَلِيلِ اَنَّ المَلائِكَةَ عَلَيْهَا الصَّلاةُ والسلام تَضَعُ اَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْم؟ وَبِدَلِيل ِقَوْلِهِ تَعَالَى{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لايَعْلَمُون(وَالجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ لا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {يَرْفَع ِاللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اُوتُوا الْعِلْمَ مِنْكُمْ دَرَجَات( وَهَلْ تَدْرِي اَخِي مَنْ هُمُ الَّذِينَ يَرْفَعُهُمُ اللهُ اِلَى اَعْلَى الدَّرَجَاتِ مِمَّنْ آمَنُوا وَاُوتُوا الْعِلْمَ وَخَاصَّةً فِي اَيَّامِنَا هَذِه؟اِنَّهُمُ الَّذِينَ اُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي يُتَرْجِمُ تَعَالِيمَ الدَّعْوَةِ الاسْلامِيَّةِ اِلَى مُخْتَلَفِ لُغَاتِ الْعَالَم؟ اِذَا اصْطَبَرُوا لِعِبَادَةِ اللهِ كَمَا اَمَرَ سُبْحَانَه؟ وَتَحَمَّلُوا السَّهَرَ وَالتَّعَبَ وَالْمَشَقَّاتِ الذِّهْنِيَّةَ وَالْفِكْرِيَّة؟ فَهَنِيئاً لَهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالى{وَمَنْ اَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا اِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ اِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين( فَيَا مَنْ اَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكَ بِالانْكِلِيزِيَّةِ اَوِ الْفَرَنْسِيَّةِ اَوْ غَيْرِهَا؟ حَتَّى اَصْبَحْتَ تُتْقِنُهُمَا بِفَضْل ِالله؟ فَهَلْ تَبْخَلُ عَلَى اللهِ بِحَمْلِ رَايَةِ دَعْوَتِهِ الاسْلامِيَّةِ وَتَوْحِيدِهِ اِلَى اَصْقَاع ِالعَالَم؟ عَلَيْكَ اَنْ تَعْلَمَ اَنَّهُ مَنْ كَتَمَ عِلْماً اَلْجَمَهُ اللهُ بِلَِجَامٍ مِنْ نَار ٍيَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيث ٍصَحِيح؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ العَظِيمِ اَنَّ ذِكْرَ اللهِ وَمِنْهُ دُرُوسُ الْعِلْمِ لَمْ يَرِدْ في القرآنِ الكريمِ اِلَّا مَقْرُوناً بِالْكَثْرَة؟ بَلْ اِنَّ المُنَافِقِينَ هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَنْهُمْ{وَاِذَا قَامُوا اِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلايَذْكُرُونَ اللهَ اِلَّا قَلِيلا(فَهَلْ تَسَعُ سِيرْفرَاتُ مُنْتَدَيَاتِكُمْ تَفَاهَاتِ الشَّيْطَان ِ وَنُجُومِهِ مِنْ اَهْلِ الْفَنِّ وَالْغِنَاءِ وَالْكُرَةِ وُعُهْرِهِمْ وَفُجُورِهِمْ وَتَعَرِّيهِمْ اَمًامَ النَّاسِ كَالْقَحْبَات؟ كَمَا حَدَثَ مَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ مَعَ نُجُومِ الْكُرَةِ عَلَناً وَاَمَامَ النَّاسِ؟ حِينَمَا صَارَ الرِّجَالُ اَمَامَ الرِّجَالِ اَمْثَالِهمْ وَالنِّسَاءِ رَبِّ كَمَا خَلَقْتَنِي وَالْعَيَاذُ بالله؟هَلْ تَسَعُ مَلايينُ الجيجَا بَايْتْ عِنْدَكُمْ كُلَّ هَذِهِ القَذَارَاتِ وَلاتَسَعُ مُشَارَكَةً طَوِيلَةً دَعَوِيَّةً اِسْلامِيَّةً اِرْشَادِيَّةً فِقْهِيَّةً لايَتَجَاوَزُ حَجْمُهَا مِيجَا بَايْتْ وَاحِد فقط {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ الله(وَكَاَنَّ هَذِهِ الْمَصَائِبَ الْكُبْرَى مِنْ قُسَاةِ الْقُلُوبِ هَؤُلاءِ لَمْ تَكُنْ تَكْفِينَا يَوْماً مِنَ الاَيَّامِ حَتَّى يَاْتِي اَعْدَاءُ اللهِ مِنَ الْعَلْمَانِيِّينَ وَالشُّيُوعِيِّينَ اَصْحَابِ الْقُلُوبِ الاَقسَى مِنَ الْحِجَارَةِ وَبِوَقَاحَةٍ غَيْر ِمُتَنَاهِيَةٍ لامَثِيلَ لَهَا تَسْتَحِقُّ مِنَّا اَنْ نَبْصُقَ فِي وُجُوهِهمْ حِينَمَا يَقُولُونَ عَن ِالدِّين ِاَنَّهُ اَفيُونُ الشُّعُوب؟ وَاَقولُ لِهَؤُلاءِ الخنازير اَلَا حَبَّذَا وَيَا لَيْتَ الدِّينَ يَكُونُ اَفيُوناً لِلشُّعُوب؟ فَمَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْر ِهَذَا الاَفيُون ِ الاسلامِيّ فَاِنَّهُ يُوصِلُهُمْ اِلَى بَرِّ الاَمَان؟ بِفَضْل ِالضَّوَابِطِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي تَمْنَعُ مِنَ التَّهَوُّر ِوَالانْزِلاق ِالَى الْهَاوِيَةِ وَالْحَضِيض ِمنْ تَعَالِيمِكُمُ الشَّيْطَانِيَّةِ الاِبَاحِيَّةِ الْقَذِرَةِ بِلا قُيُودٍ مِنَ الْفَضِيلَةِ الوِقَائِيَّةِ وَلا حَتَّى الْعِلاجِيَّةِ لاَخْلاقِكُمُ الْحَيَوَانِيَّةِ الْبَهِيمِيَّةِ السَّافِلَةِ الْمُنْحَطَّةِ وَ الْحَقِيرَةِ وَالْوَضِيعَةِ وَ الْقَذِرَةِ مِثْلَكُمْ وَمِثْلَ غَطْرَسَتِكُمْ وَعُنْجِهِيَّتِكُمْ وَتَجَبُّرِكُمْ وَتَكَبُّرِكُمْ وَغُرُورِكُمْ وَفَرَحِكُمْ بِمَا عِنْدَكُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَالذَّكَاءِ الشَّيْطَانِيِّ الشِّرِّير وَالَّذِي مَا جَلَبَ لِلْبَشَرِيَّةِ اِلَّا الشَّقَاءَ وَالتَّعَاسَةَ وَالدَّمَارَ تَحْتَ عُنْوَانِ الْفَوْضَى الْغَابِيَّةِ الَّتِي تَعِيشُونَ فِيهَا عَلَى مَبْدَاْ اِنْ لَمْ تَكُنْ ذِئْباً اَكَلَتْكَ الذِّئَاب؟ وَلَكِنَّكُمْ قَبَّحَكُمُ اللهُ وَاَخْزَاكُمْ وَانْتَقَمَ مِنْكُمْ اِنْ لَمْ تَتُوبُوا لايُعْجِبُكُمْ اَبَداً مَا يَدْعُو اِلَيْهِ الاسلامُ مِنَ الاِيثَار؟ كَالَّذِي كَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَحْصَلُونَ عَلَيْهِ مِنَ الاَنْصَار ِفي مُجْتَمَع ٍاَخْلاقِيٍّ فَاضِلٍ لَطَالَمَا كَانَ يَحْلُمُ بِهِ اَفْلاطُونُ وَغَيْرُهُ مِنَ الْفَلاسِفَةِ الْكِبَار؟ وَاَنْتُمْ بَنِي عَلْمَانَ اَلَدُّ اَعْدَاءِ الاسلام وَلا يُرْضِيكُمْ اَبَداً اَنْ يَكُونَ النَّاسُ سَوَاسِيَةً كَاَسْنَان ِالْمِشْطِ كِبَاراً وَصِغَار؟ وَلايَتَفَاضَلُونَ عِنْدَ اللهِ اِلَّا بِالتَّقْوَى وَالْعَمَل ِالصَّالِح ِالْبَارّ؟ فَكَيْفَ سَتَرْضَوْنَ بِمَا هُوَ اَرْقَى مِنْ ذَلِكَ مِنَ الاِيثَار؟ وَاَنْتُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّ الْكُرَةَ وَالغِنَاءَ الفَاحِشَ الشَّهْوَانِيَّ الْمَمْحُونَ مَعَ الاِبَاحِيَّةَ الشَّيْطَانِيَّةَ الْبَغِيضَةَ هِيَ اَفْيُونُ الشعوب؟ بَلْ اَنْتُمُ الاَفْيُونُ الاَكْبَرُ لِلشُّعُوبِ حِينَمَا تَخْدَعُونَهُمْ بِقَوْلِكُمْ اَنَّ الدِّينَ للهِ وَالْوَطَنَ لِلْجَمِيع؟ وَهُنَا اُريدُ اَنْ اَفْهَم؟ عَنْ أيِّ وَطَن ٍتَتَحَدَّثُونَ اَيُّهَا الْمُلْحِدُونَ وَاللهُ تَعَالى يقول{قُلْ اِنَّ الاَرْضَ(الوَطَنَ{للهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه(فَكَيْفَ تَحْرِمُونَ اللهَ مِنْ حَقِّ مُلْكِيَّةِ هَذَا الوَطَنَ وَهُوَ الذي خَلَقَه؟ بِسَمَوَاتِهِ وَجِبَالِهِ وَبِحَارِهِ وَاَنْهَارِه؟ هَلْ تُرِيدُونَ مِنِّي اَنْ اَقُولَ لَكُمْ اَيُّهَا اللِّئَامُ الْمُجْرِمُون مَبْرُوك عليكم هذا الوطن؟ اَمْ اَقولُ ذَلِكَ لِمَالِكِهِ حُرِّ التَّصَرُّفِ فيه وَخَالِقِهِ سبحانه؟ ثمَّ اَكَادُ اَنْفَجِرُغَيْظاً مِنْكُمْ؟ ثُمَّ اَكَادُ اَنْفَجِرُ مِنَ الْبُكَاءِ حُبّاً لِخَالِقي وَخَالِقكُمْ وَاَنَا اَقُول{تَبَارَكَ اللهُ اَحْسَنُ الخَالِقين(فَيَا مَنْ تُنْكِرُونَ النِّعْمَة؟وَيَامَنْ تُنْكِرُونَ الْمُنْعِمَ الْمُتَفَضِّلَ بِقَوْلِكُمْ اِنَّ الْوَطَنَ لِلْجَمِيع؟ وَلَكِنَّهَا كَلِمَةُ حَقٍّ اَرَدْتُّمْ بِهَا بَاطِلا؟ وَكَيْفَ لايَكُونُ الْوَطَنُ مُلْكاً للهِ اِذَا كَانَ جَمِيعُ مَنْ فِيهِ مِنْكُمْ وَمِنْ غَيْرِكُمْ مُلْكاً للهِ اَيْضاً وَفِي قَبْضَةِ الله بدليلِ قولهِ تعالى{اِنَّا للهِ وَاِنَّا اِلَيْهِ رَاجِعُون(نَعَمْ اَخِي عَلَيْكَ اَنْ تُشَجِّعَ هَؤُلاءِ العلماءَ نُجُومَ الرَّحْمَنِ اَكْثَرَ مِمَّا تُشَجِّعُ نُجُومَ الشَّيْطَان؟ وَاَنْ تُشَجِّعَ الْمُحْسِنَ عَلَى اِحْسَانِهِ لِيَزْدَادَ اِحْسَانا؟ لاَنَّ الاِيمَانَ عَلَى رَاْي ِجُمْهُور ِالْعُلَمَاءِ يَزِيدُ وَيَنْقُص؟ نَعَمْ اخي يَزِيدُ حَتَّى يُدْخِلَ صَاحِبَهُ الْجَنَّة؟ وَيَنْقُصُ حَتَّى يُدْخِلَ صَاحِبَهُ النَّار{اَلا اِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لايَشْعُرُون( وَهَذِهِ هِيَ الْمُصِيبَةُ الْكُبْرَى حِينَمَا يُخْطِىءُ الاِنْسَانُ وَلايَشْعُرُ بِاَنَّهُ اَخْطَا؟ بَلْ اِنَّهُ قَدْ يُبَرِّرُ خَطَاَهُ وَيَدْعَمُهُ بِاَدِلَّةٍ كَاذِبَة؟ تَرَاهُ تَارِكاً لِلصَّلاة ثُمَّ تَسْاَلُهُ لِمَاذَا لاتُصَلِّي؟ فَيَقُولُ لَكَ اَلَيْسَتِ الصَّلاةُ تَنْهَى عَن ِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر وَالْحَمْدُ للهِ انْتَهَيْنَا انْتَهَيْنَا فَلا دَاعِيَ لِلصَّلاة؟ وَهَذَا نَفْسُ الْكَلامِ الَّذِي يَقُولُهُ الْحَمْقَى الاَغْبِيَاءُ مِنْ بَعْض ِاَدْعِيَاءِ التَّصَوُّفِ حِينَمَا يَقْرَؤُونَ قَوْلَهُ تَعَالَى {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَاْتِيَكَ الْيَقِين(فَيَاْتِي الشَّيْطَانُ اِلَى اَحَدِهِمْ وَيَقُولُ لَهُ لَقَدْ وَصَلْتَ اِلَى دَرَجَةٍ مِنَ الْيَقِين ِوَالْفُرْقَان ِبَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِل تُؤَهِّلُكَ اَنْ تَتْرُكَ الصَّلاةَ وَالْعِبَادَة ثُمَّ تَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْكَهَنُوتِ مُنْتَظِراً الْحَمْقَى الاَغْبِيَاءَ مِنَ النَّاس ِحَتَّى يَجْلِسُوا عَلَى كُرْسِيِّ الاعْتِرَاف وَيَعْتَرِفُوا لَكَ بِخَطَايَاهُمْ وَتُعَبِّىءَ جُيُوبَكَ مِنْ اَمْوَالِهِمْ خُمْساً مَخْمُوساً؟ ثمَّ تَاْتِيَ بَرَكَتُكَ عَلَيْهِمْ نَحْساً مَنْحُوساً؟ ثُمَّ تَتَزَوَّجَ بِهَذِهِ الاَمْوَالِ زَوَاجاً حَقِيراً مَنْكُوساً؟ فِيهِ الْمُتْعَةُ وَاَوْلادُ الزِّنَى مِنْ دِين ٍبَاطِنيٍّ كَانَ وَمَا زالَ رِجْساً شَيْطَانِيّاً مَلْبُوساً مَعْكُوساً؟ وَاَقُولُ لِهَذَا الشَّيْطَان ِالاِنْسِيّ؟ اَلَا يَسْتَحِقُّ الَّذِي اَنْعَمَ عَلَيْكَ بِالاِقْلاع ِعَن ِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر ِاَنْ تَشْكُرَهُ بِعِبَادَةِ الصَّلاة؟ وَقَدْ كَانَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ يُصَلِّي وَيُصَلِّي وَيُصَلِّي مِنْ قِيَامِ اللَّيْل ِحَتَّى تَتَفَطَّرَ(تَتَشَقَّقَ قَدَمَاه؟ فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ مَا حَاجَتُكَ اِلَى تِلْكَ الصَّلاةِ يَا رَسُولَ اللهِ وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَاَخَّر؟ فَقَالَ لَهَا اَفَلا اَشْكُرُ اللهَ عَلَى هَذَا الْغُفْرَان ِبصَلاتِي لَه وَعِبَادَتِي اِيَّاهُ سبحانهُ وَهُوَ القَائِل{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاِنْسَ اِلَّا لِيَعْبُدُون(وَهَلْ قََالَ اللهُ لِمَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَان{يَا مَرْيَمُ اِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ العَالَمِين (وَلَمْ تَعُودِي بَعْدَ الْيَوْمِ بِحَاجَةٍ اِلَى الصَّلاةِ مِنْ اَجْلِي؟هَلْ قَالَ لَهَا ذَلِكَ سبحانه؟ مَعَاذَ الله؟ بَلْ اَكْمِل ِالآيَةَ اَيُّهَا الاَحْمَقُ الْمُغَفَّل{يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِين( بِمَعْنَى اَنَّ الصَّلاةَ وَالزَّكَاةَ مَعَاَ دُونَ تَفْريق هِيَ الطَّرِيقَةُ الوَحِيدَةُ الَّتِي تَشْكُرِينَنِي بِهَا مَبْدَئِيّاً عَلَى مَا اَنْعَمْتُ بِهِ عَلَيْكِ وَاَعْطَيْتُكِ مِنْ فَضْل ٍوَطَهَارَة؟ ثُمَّ يَاْتِي بَعْدَهَا بِقِيَّةُ اَرْكَان ِالاِيمَان ِوَالاِسْلام؟ وَلسْتُ بِحَاجَةٍ اِلَى هَدَايَاكِ وَاَمْوَالِكِ بَلْ اَعْطِيهَا الْمَحَاوِيجَ الْفُقَرَاءَ مِنْ عِبَادِي اِذَا اَرَدْتِّ اَنْ تَشْكُرينِي حَقّاً ؟ وَلَكِنَّكِ يَا مَرْيَمُ اَنْتِ مَنْ بِحَاجَةٍ اِلَى عِبَادَتِي وَشُكْرِي؟ وَالْفُقَرَاءُ وَالمَسَاكِينُ هُمْ مَنْ بِحَاجَةٍ اِلَى شَيْءٍ مِنْ اَمْوَالِكِ الَّتِي اَحْتَسِبُهَا لَكِ عِنْدِي عِبَادَةً اُخْرَى اَيْضاً حِينَمَا تُؤْتِينَ الزَّكَاةَ كَمَا وَصَّيْتُ بِذَلِكَ ابْنَكِ الْمَسِيحَ فِي قَوْلِهِ{وَاَوْصَانِي بِالصَّلاةِوَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّا(وما اُريدُ مِنْكِ وَ {مَا اُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْق ٍوَمَا اُرِيدُ اَنْ يُطْعِمُون؟ اِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين(وَمَا اُرِيدُ شيئاً مِنْ ذَلِكَ الرِّزْقِ كُلِّهِ لِنَفْسِي اِلَّا الاَمَانَةَ عَلَيْهِ وَعَلَى مَا يُرْضِينِي مِنَ الْعِبَادَة؟ وَحَتَّى العِبَادَةُ فَاِنَّهَا لاتَنْفَعُنِي؟ وَلَكِنَّهَا تَنْفَعُكِ اَنْتِ؟ كَمَا اَنَّ الْمَعْصِيَةَ لا تَضُرُّنِي وَاِنْ اَرَدْتُّهَا فِي قَدَرِي دُونَ قَضَائِي مَعَ كُرهِي لَهَا؟وَلَكِنِّي لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَكِنَّهَا تَضُرُّكِ اَنْتِ؟ قَدْ يقولُ قائل؟ كَيْفَ يُريدُ اللهُ مِنَ الْمَعصية اَنْ تَقَعَ فِي قَدَرهِ دُونَ قَضَائِهِ ثمَّ يَكْرَهُهَا وَيَنْهَى عَنْهَا؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ بِسُؤَال؟ كَيْفَ سَيُحَاسِبُنَا اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ بِنَاءً عَلَى قَانُونِ الثَّوَابِ وَالْعِقَاب اِذَا لَمْ تَحْصَلْ مَعْصِية اَوْ طَاعَة بِاخْتِيَارِنَا لارَغْماً عَنَّا؟وَاِلَّا فَاِنَّهُ يَكُونُ اِلَهاً ظَالِماً وَحَاشَاهُ بدليلِ قَوْلهِ تَعَالَى{وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيد(وَقَدْ جَاءَتْ هَذِهِ الآيَةُ بِنَفْيِ الْمُبَالَغَةِ فِي ظُلْمِ الْعَبِيدِ عَنْ رَبِّهِم؟ وَبَدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى اَيْضاً{وَلايَظْلِمُ رَبُّكَ اَحَدَا(وَقَدْ جَاءَتْ هَذِهِ الآيَةُ بِنَفْيِ الظُّلْمِ عَنْ رَبِّ الْعَبِيدِ نِهَائِيّاً سَوَاءٌ كَانَ مُبَالَغاً فِيهِ مُفْرِطاً اَوْ كَانَ مُعْتَدِلاً؟ وَبَدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ اللهَ لايَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّة(وَقَدْ جَاءَتْ هَذِهِ الآيَةُ بِنَفْيِ الظُّلْمِ عَنْهُ سُبْحَانَهُ وَلَوْ بِمِقْدَارِ ذَرَّة؟ وَبِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلايُظْلَمُونَ نَقِيرَا(وَقَدْ جَاءَتْ هَذِهِ الآيَةُ بِنَفْيِ الظُّلْمِ عَنْهُ وَلَوْ بِمِقْدَارِ النَّقِير؟ وَلَوْ بِمِقْدَارِ الْقِطْمِير؟ وَهُمَا اَقَلُّ مِنَ الذَّرَّة؟نَعَمْ اَخِي وَكَمَا اَنْتَ تُرِيدُ مِنَ الاَطِبَّاءِ ثُمَّ تَاْمُرُهُمْ اَنْ يَقْطَعُوا لَكَ رِجْلَكَ الْمُصَابَةَ بِالغَرْغَرِينَا ثُمَّ تَكْرَهُ ذَلِكَ بِقُوَّةٍِ وَلَوْعَةٍ لا مَثِيلَ لَهَا آسِفاً عَلَى خَسَارَتِهَا وَلَكِنَّكَ فَجْاَةً تَتَذَكَّرُ قَوْلَهُ تَعَالَى{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ(وَلَكِنَّكَ فَجْاَةً اَيْضاً تَتَذَكَّرُ مَا حَصَلَ مَعَ الطَّاهِرَةِ بِنْتِ الاَطْهَار وَالصِّدِّيقَةِ بِنْتِ الصِّدِّيق ِمنْ حَدِيثِ الاِفْكِ وَاَنَّ اللهَ اَرَادَهُ اَنْ يَحْصَلَ فِي قَدَرِهِ دُونَ قَضَائِهِ لِيَعْصِرَ مِنْ هَذَا الشَّرِّ خَيْراً كَثِيراً وَبَرَكَةً لامَثِيلَ لَهَا حَلَّتْ عَلَى الاُمَّةِ الاِسْلامِيَّةِ نُوراً رَبَّانِيّاً عَظِيماً فِي قُرْآنٍ عَظِيمٍ فِي سُورَةٍ عَظِيمَةٍ نُورَانِيّةٍ نَزَلَتْ بِبَرَكَةِ اُنَاسٍ وَنِسَاءٍ عُظَمَاءَ مِنْ آلِ اَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَعَنِ الصَّحَابَةِ اَجْمَعِين وَعَنْ اُمِّنَا عَائِشَةَ الصِّدِّيقَةِ بِنْتِ الصِّدِّيق ِالَّتِي جَعََلهَا اللهُ مُبَارَكَةً بِبَرَكَةِ نَبِيِّنَا محمدٍ رَسُولِ الله كَمَا جَعَلَ الْمَسِيحَ بْنَ مَرْيَمَ وَاُمَّهُ مُبَارَكَيْنِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً اَيْنَمَا كُنْتُ وَاَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّا( نَعَمْ اَخِي لَقَدْ اَرَادَ اللهُ في قَدَرهِ ذَلِكَ الاِفْكَ اللَّعِينَ بِالطَّعْنِ فِي عِرْضِ اَطْهَرِ نِسَاءِ الْعَالَمِين؟وَلَكِنَّهُ لَمْ يَِاْمُرْ بِهِ فِي قَضَائِهِ الشَّرْعِي؟ كَمَا قَضَى بِِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ اِحْسَاناً؟ وَلَكِنَّهُ اَرَادَ الشِّرْكَ اَيْضاً فِي قَدَرِهِ كَارِهاً لَهُ وَلَمْ يَاْمُرْ بِهِ بِحُكْمِ حُرِّيَّةِ الاخْتِيَارِ الَّتِي اَعْطَاهَا لِعِبَادِهِ؟وَانْتَبِهُوا لِمَا اَقُولُهُ جَيِّداً؟اَقُولُ اَنَّ اللهَ سَمَحَ بِالشِّرْكِ وَغَيْرِهِ مِنَ الشَّرِّ بِحُكْمِ حُرِِّيةِ الاخْتِيَارِالَّتِي اَعْطَاهَا لِلاِنْسِ وَالْجِنّ؟ وَاِلَّا فَاِنَّ الْكَافِرَ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَحْتَجَّ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَوْلِهِ يَارَبّ لَوْ اَنَّكَ حَقّاً اَعْطَيْتَنِي حُرِّيَّةَ الاخْتِيَارِ لَسَمَحْتَ لِي بِالشَّرِّ كُلِّهِ وَاَكْبَرِهِ وَهُوَ اِشْرَاكِي بِكْ؟ فَيَقُولُ اللهُ تعَََالَى فَكَيْفَ بِي وَبِكَ وَقَدْ سَمَحْتُ لَك؟ كَمَا اَنَّهُ سبحانهُ وَحَاشَاه خَلَقَ الْقَاذُورَاتِ مِنَ الَْبَوْلِ وَالْغَائِطِ وَالْبُرَازِ وَالنَّجَاسَةِ وَالْجَرَاثِيمِ وَالْمَكْرُوبَاتِ وَالْبَكْتِيرْيَا الضَّارَّةِ وَالنَّافِعَةِ وَالْحَشَرَاتِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَمِنْهَا الْخِنْزِيرُ وَاَرَادَ لِلنَّجَاسَةِ اَنْ تَخْرُجَ مِنْ جِسْمِ الاِنْسَانِ عَنْ طَرِيقِ شَرْجِهِ الَّذِي خَلَقَهُ لَهُ بَلْ {وَعَلَّمَ آدَمَ الاَسْمَاءَ كُلَّهَا( مِنْ هَذِهِ النَّجَاسَاتِ وَغَيْرِهَا؟ بَلْ اِنَّهُ سبحانهُ لايَسْتَحْيِي اَنْ يَضْرِبَ الْمَثَلَ بِهَا وَ{لا يَسْتَحْيِي اَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا(اَيْ اَحْقرَ مِنْها وَهِيَ هذِهِ النَّجَاسَات بدليل قوله تعالى{يا ايها الذين آمنوا اِنَّمَا المُشْركُونَ نَجَسٌ فلا يَقْرَبُوا المسجدَ الحرامَ بَعْدَ عَامِهمْ هذا(وبدليل قوله تعالى عَمَّنِ انْسَلَخَ عَنْ آيَاتِه{فَمَثلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْب( وَلَكِنَّهُ سبحانه يَكْرَهُ النَّجَاسَةَ؟ وَ لَمْ يَاْمُرِ الاِنْسَانَ اَنْ يَكُونَ نَجِساً؟ بَلْ اَمَرَهُ بِالتَّطَهُّرِ مِنَ النَّجَاسَةِ وَالْمَنِيّ؟ نَعَمْ اللهُ تَعَالَى خَلَقَ الْمَنِيَّ اَيْضاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تعَالى{اَفَرَاَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ءَاَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ اَمْ نَحْنُ الْخَالِقُون(وَلَكِنَّهُ سبحانهُ يَكْرَهُ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ بدليلِ قولهِ تعالى {قُلْ اِنَّ اللهَ لايَاْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ اَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالا تَعْلَمُون( وَلِذَلِكَ لَمْ يَاْمُرْ سُبْحَانَهُ الرَّجُلَ اَنْ يَقْذِفَ شَهْوَتَهُ مِنْ هَذَا الْمَنِيِّ فِي فَرْجِ امْرَاَةٍ لاتَحِلُّ لَهُ اَوْ فِي شَرْجِهَا اَوْ شَرْجِ رَجُلٍ مِثْلِهِ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ يُحِبُّ كَثِيراً الرَّوَائِحَ الطَّيِّبَةَ وَخَاصَّةً رَائِحَةَ الْفَمِ فِي غَيْرِ نَهَارِ ِالصَّوْم؟ وَ يَكْرَهُ الْقَذَارَة الْجِنْسِيَّةَ وَالْبَوْلِيَّةَ وَ الْخُرَائِيَّةَ وَيَكْرَهُ الْمَنَاظِرَ وَالرَّوَائِحَ الْقَذِرَةَ الْمُقْرِفَةَ بِاسْتِثْنَاءِ رَائِحَةِ فَمِ الصَّائِم؟ وَمَا كَانَ لِفُسَاءِ الاَئِمَّةِ الاثْنَيْ عَشَرِيَّة وَلَا لِضُرَاطِهِمْ اَنْ يَكُونَا اَطْيَبَ عِنْدَهُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ كَمَا يَزْعُمُ اَدْعِيَاءُ التَّشَيُّعِ قَبَّحَهُمُ اللهُ وَعَلَيْهِم لَعَائِنُ اللهِ اِلَى يَوْمِ الْقَِيَامَةِ اِنْ لَمْ يَتُوبُوا؟ حَتَّى اَنَّهُمْ اَذَلُّوا عَوَامَّ الشِّيعَةِ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّهُمْ جَعَلُوهُمْ يَشْرَبُونَ مِنْ بُصَاقِهِمْ وَمُخَاطِهِمْ وَقَرَفِهِمْ؟ حَتَّى اَنِّي سَمِعْتُ اَنَّهُمْ يَاْكُلُونَ مِنْ خُرَائِهِمْ وَيَشْرَبُونَ مِنْ بَوْلِهِمْ وَلَكِنِّي لَسْتُ مُتَاَكِّدَة؟ قَدْ يقولُ قائل اَيْنَ الاَدَبِيَّاتُ وَالذَّوْقِيَّاتُ عِنْدَ اللهِ سبحانهُ حِينَمَا يَخْلُقُ هَذِهِ الاَشْيَاءَ الْقَذِرَة؟ وَاقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق لايُمْكِنُ لاَحَدٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِ اللهِ مَهْمَا عَظُمَ شَاْنُهُ اَنْ يَتَفَوَّقَ عَلَى خَالِقِهِ فِي قَضِيَّةِ هَذِهِ الاَدَبِيَّاتِ وَالذَّوْقِيَّاتِ اَبَداً وَللهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَة؟ وَمَعَ ذَلِكَ اَقُول؟ اللهُ تَعَالَى لَيْسَ مُلْزَماً بِالالْتِزَامِ بِهَذِهِ الاَدَبِيَّاتِ وَالذَّوْقِيَّاتِ فِي الاَصْل؟ وَلايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ اَنْ يُلْزِمَهُ بِهَا اَبَداً وَلا بِحَلالِهِ وَلابِحَرَامِهِ وَلابِرَحْمَتِهِ وَلابِعَدْلِهِ وَلابِاحْسَانِهِ وَلا بِالْقِيَمِ وَلابِالْمُثُلِ الْعُلْيَا اِلَّا اِذَا اَلْزَمَ نَفْسَهُ بِهَا سبحانَه؟ وَاِلَّا فَاِنَّ اللهَ خَلَقَنَا لِيَعْبُدَنَا؟ وَلَمْ يَخْلُقْنَا لِنَعْبُدَه؟ تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيرَا؟ وَاَيْضاً فَاِنَّهُ سبحانهُ لَمْ يُلْزِمْنَا بِهَذِهِ الاَشْيَاءِ فِي الاَصْل؟ بَلْ تَرَكَ لَنَا حُرِّيَّةَ الاخْتِيَارِ بَيْنَ الاِيمَانِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا؟ فَاِذَا اخْتَرْنَا الاِيمَانَ اَصْبَحْنَا مُلْزَمِينَ بِهَا شَرْعاً؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل هَلْ قَدَرُ الله اِلْزَامِي اِجْبَارِيّ عَلَى الْكُفَّارِ فِي تَعْذِيبِهِمْ فِي جَهَنَّم؟ وَاَقُولُ لَكَ نَعَمْ اِذَا كَانَ كَلامُكَ بِمَعْنَى اَنَّهُ لابُدَّ اَنْ يَقَعَ رَغْماً عَنْهُمْ؟ وَاَمَّا اِذَا كُنْتَ تَقْصِدُ اَنَّ اللهَ ظَلَمَهُمْ فَلا وَاَلْفُ لا؟ لاَنَّهُ تَرَكَ لَهُمْ حُرِّيَّةَ الاخْتِيَار؟ فَاخْتَارُوا مَا يَسْتَحِقُّونَ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْعَذَابَ الاَبَدِيّ؟ لاَنَّهُ سبحانهُ لَمْ يَاْمُرْهُمْ بِالْكُفْر؟ وَاِنَّمَا دَعَاهُمْ اِلَى تَحَمُّلِ مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ اِذَا اخْتَارُوا مَا لايَلُومُونَ عَلَيْهِ اِلَّا اَنْفُسَهُمْ بِدَليِِِل ِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَقُل ِالْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ اِنَّا اَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً اَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَاِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوه بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقَا(فَاِذَا قَالَ الْكَافِرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا رَبّ كَيْفَ تُحَاسِبُنِي عَلَى شَيْءٍ قَدَّرْتَهُ عَلَيَّ مُنْذُ الاَزَلِ فِي لَوْحِكَ الْمَحْفُوظِ قَبْلَ اَنْ تَخْلُقَنِي؟ فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ هَلْ تَقْصِدُ اَنَّ عِلْمِي قَاصِرٌ عَنِ الْمُسْتَقْبَلِ اَو الْحَاضِرِ اَوِ الْمَاضِي الْقَرِيبِ اَوِ الْبَعِيد؟ هَلْ كُنْتَ تَظُنُّ اَنِّي لااَعْلَمُ مَا كَانَ مِنْ اَمْرِكَ؟ وَمَا سَيَكُونُ مِنْ كُفْرِكَ بِِاخْتِيَارِك؟ وَمَا سَيَؤُولُ اِلَيْهِ اَمْرُك وَكُلُّ ذَلِكَ قَبْلَ اَنْ اَخْلُقَكَ بِمَلايِينِ السِّنِينِ وَمُنْذُ الاَزَل وَاِلَى مَالانِهَايَةَ لِلْمَاضِي الْبَعِيدِ ذِي الاَغْوَارِ السَّحِيقَة؟وَاِلَى مَا لانِهَايَةَ لِلْمُسْتَقْبَلِ الْبَعِيدِ اَيْضاً؟ وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي سَوَاء؟ مَنْ تَظُنُّ نَفْسَك؟هَلْ تَظُنُّ اَنَّكَ تَتَعَامَلُ مَعَ اِلَهٍ عَادِيٍّ قُدْرَتُهُ عَادِيَّةٌ مَحْدُودَةٌ غَيْرُ خَارِقَة وَعِلْمُهُ مَحْدُود؟هَلْ تَسْتَكْثِرُ عَلَيَّ ذَلِكَ وَاَنْتَ نُقْطَةٌ فِي بَحْرِ عِلْمِي الْكَبِيرِ الَّذِي لاحُدُودَ لَه؟ هَلْ يُعْجِزُنِي اَنْ اَعْلَمَ مَا سَوْفَ يَجْرِي بَعْدَ مَلايِينِ السِّنِين؟ وَلافَرْقَ عِنْدِي بَيْنَ الْمَاضِي وَالْحَاضِرِ وَالْمُسْتَقْبَلِ وَكُلُّهُمْ عِنْدِي سَوَاء؟ فَهَلْ قَدَرْتَنِي حَقَّ قَدْرِي؟ فَيَقُولُ الْكَافِرُ لا؟ فَيَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَلَكِنِّي قَدَرْتُكَ حَقَّ قَدْرِك وَاحْتَرَمْتُ عَقْلَكَ حِينَمَا اَرْسَلْتُ اِلَيْكَ الرُّسُلَ وَالْحُجَجَ وَالْبَرَاهِين؟ وَخَلَقْتُ لَكَ ذَلِكَ الْعَقْلَ الَّذِي تُمَيِّزُ بِهِ وَتَسْتَيْقِنُ الاُمُورَ وَتَسْتَوْضِحُهَا اِنْ كَانَتْ خَيْراً اَوْ شَرّاً؟ وَلَكِنَّكَ جَحَدْتَّ بِهَا كُلَّهَا وَاَنْكَرْتَهَا وَاسْتَهْزَاْتَ بِي وَسَخِرْتَ مِنِّي وَمِنْ رُسُلِيِ وَاَنْتَ بِكَامِلِ حُرِّيَّتِك؟ وَلَمْ يُرْغِمْكَ عَلَى ذَلِكَ الْجُحُودِ وَالِانْكَار وَالسُّخْرِيَةِ اَحَد؟ حَتَّى الشَّيْطانُ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ سُلْطَانٍ اَوْ اَرْغَمَكَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ اَوْ اَجْبَرَكَ اِلَّا اَنَّهُ دَعَاكَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَلَمْ تَسْتَجِبْ لِي؟ وَاَنَا اَدْعُوكَ اِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِاِذْنِي وَقَدْ سَمَحْتُ لَكَ بِدُخُولِهَا حُبّاً وَكَرَامَة؟ وَلَكِنَّكَ اَبَيْتَ اِلَّا اَنْ تَسْتَمِعَ اِلَى دَاعِي الشَّيْطَان فَلا تَلُومَنَّ اِلَّا نَفْسَك؟ فَيَقُولُ الْكَافِرُ وَكَيْفَ تُحَاسِبُنِي يَا رَبُّ بِعِلْمِكَ الْمُجَرَّد؟ وَهَلْ يَجُوزُ لِلْقَاضِي اَنْ يَحْكُمَ بِعِلْمِهِ الْمُجَرَّد؟ فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى لَنْ اُحَاسِبَكَ بِعِلْمِي الْمُجَرَّدِ الْكَاشِف؟وَاِنَّمَا بِشَهَادَةِ شُهُودٍ مِنَ الْمُسْتَحِيلِ عَلَيْهِمْ اَنْ يَكُونُوا شُهُودَ زُور؟ وَهُنَاكَ مَنْ يَشْهَدُ عَلَيْكَ اَيْضاً مِنْ جُلُودِكَ وَاَعْضَائِك؟ هَلْ تُحَمِّلُنِي مَسْؤُولِيَّةَ كُفْرِكَ اِلَى عِلْمِي الْمُجَرَّدِ الْكَاشِفِ لَهُ مُسْبَقاً وَلاحِقاً؟ فَيَقُولَ الْكَافِرُ نَعَم؟ فَيَقُولُ اللهُ سبحانهُ وَهَلْ تُحَمِّلُ الْمِرْآةَ الْكَاشِفَةَ الَّتِي تَنْظُرَ اِلَيْهَا مَسْؤُولِيَّةَ الْكَشْفِ عَنْ وَجْهِكَ الْقَبِيح؟ مَا هُوَ ذَنْبُهَا اِذَا كَانَ وَجْهُكَ قَبِيحاً؟ وَمَا هُوَ ذَنْبِي اِذَا كَانَ عَمَلُكَ قَبِيحاً؟ فَيَقُولُ الكافر اَلْمِرْآةُ جَمَاد؟ وَلا اُحَمِّلُهَا مَسْؤُولِيَّةَ الْكَشْفِ عَنْ وَجْهِي؟ وَلَوْ كَانَ عِنْدَهَا حُرِّيَّةُ الاخْتِيَار مَا كَشَفَتْ عَنْ وَجْهِي الْقَبِيح خَوْفاً مِنِّي اَنْ اَكْسِرَهَا؟ فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى فَكَيْفَ تُحَمِّلُنِي الْمَسْؤُولِيَّةَ وَقَدْ اَعْطَيْتُكَ حُرِّيَّةَ الاخْتِيَار؟ هَلْ تُرِيدُ مِنِّي اَنْ اَخَافَ مِنْكَ اَنْ تَكْسِرَنِي اِذَا كَشَفْتُ عَنْ عَمَلِكَ الْقَبِيح؟ وَلَكِنَّكَ كَسَرْتَ اَوَامِرِي؟ وَتَجَرَّاْتَ عَلَى نَوَاهِيَّ؟ وَكَسَرْتَ خَاطِرَ عِبَادِي الْمُؤْمِنِينَ حِينَمَا نَظَرْتَ اِلَيْهِمْ نَظْرَةَ احْتِقَار؟ وَنَظَرُوا اِلَيْكَ نَظْرَةَ اِشْفَاق ٍمُحَاوِلِينَ اِصْلاحَك؟ وَحَاوَلُوا اَنْ يَكْسَبُوكَ فِي صَفِّهِمْ؟ وَحَاوَلُوا اَيْضاً اَنْ يَجْذِبُوكَ اِلَى دَائِرَةِ اِيمَانِهِمْ بِمَزِيدٍ مِنَ الاَضْوَاءِ الاِيمَانِيَّةِ الْكَاشِفَةِ عَلَى عَقْلِكَ وَقَلْبِكَ عَنْ طَرِيقِ هَذِهِ الْمِرْآةِ الْقُرْآنِيَّةِ النَّبَوِيَّة؟ وَحَاوَلُوا بِكُلِّ مَا اُوتُوا مِنْ قُوَّةٍ اَنْ يَعْكِسُوا ضَوْءَهَا عَلَى قَلْبِكَ وَعَقْلِكَ؟ وَلَكِنَّكَ اَبَيْتَ اِلَّا اَنْ تَكْسِرَهَا فِي قَلْبِكَ وَعَقْلِكَ وَ بِنَظَرَاتِكَ الْحَاقِدَةِ اللَّئِيمَةِ وَبِعَيْنَيْ شَيْطَان؟ وَمَا كَانَتْ تَخَافُ مِنْك؟ وَمَا كَانَ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنُونَ يَخَافُونَ مِنْكَ اَيْضًا؟ بَلْ كَانُوا عَلَى اسْتِعْدَادٍ اَنْ يَتَحَمَّلُوا اَذَاكَ وَطُغْيَانَكَ فِي سَبِيلِ اِصْلاحِكَ؟ وَلَوْ اَنَّكَ آمَنْتَ بِي لَوَجَدْتَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِرْآةً مُسَلَّطَةً عَلَيْكَ يَتَتَبَّعُونَكَ وَيَعْتَبِرُونَ عُيُوبَكَ هِيَ عُيُوبُهُمْ اَيْضاً وَعَلَيْهِمْ اَنْ يَعْمَلُوا جَاهِدِينَ عَلَى اِصْلاحِهَا وَالْمُؤْمِنُ مِرْآةُ اَخِيه؟ وَقَدْ اَرْسَلْتُ اِلَيْكَ رَسُولاً كَادَ اَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ حَسْرَةً وَاَلَماً وَلَوْعَةً فِي سَبِيلِ هِدَايَتِكَ وَ هِدَايَةِ اِخْوَانِكَ الْكُفَّارِ مِنْ قَوْمِه كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي قَوْلِي لَهُ {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ اَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِين؟ اِنْ نَشَاْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلَّتْ اَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِين(وَلَكِنِّي مَا اَرَدْتُّ اسْتِعْبَِادَكُمْ اِلَّا بِتَكْريمِكُمْ وَعَنْ طَوَاعِيَةً مِنْكُمْ وَبِاخْتِيَارِكُمْ دُونَ اَنْ اُرْغِمَكُمْ كَمَا تُرْغِمُونَ اَنْفُسَكُمْ بِالاِذْلالِ وَالْاِهَانَةِ وَالتَّحْقِيرِ وَالضَّرْبِ وَالتَّعْذِيبِ حَتَّى الْمَوْتِ وَالتَّنْكِيلِ الَّذِي تَسْتَعْبِدُونَ بِهِ بَعْضَكُمْ؟ بَلْ بِالْكَرَامَةِ الَّتِي{كَرَّمْنَا بِهَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا(وَلَكِنَّكَ كُنْتَ تُفَضِّلُ شَيَاطِينَ الاِنْسِ وَالجِنِّ عَلَيَّ وََعَبَدْتَّهم مِنْ دُونِي حَتَّى الموت؟

    فَيَقُولُ الْكَافِرُ اَنْتَ اَيْضاً يَا رَبّ لَدَيْكَ حُرِّيَّةُ اخْتِيَار وَلايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ اَنْ يَعْمَلَ عَلَى غَيْرِ مُرَادِك؟ فَيَقُولُ الرَّبُّ وَهَلْ تُحَمِّلُنِي الْمَسْؤُولِيَّةَ بِسَبَبِ حُرِّيَّةِ الاخْتيَِِارِ الَّتِي لَدَيّ؟ فَيَقُولُ الْكَافِرُ نَعَمْ كَمَا اَنْتَ يَا رَبّ تُحَاسِبُنِي بِنَاءً عَلَى حُرِّيَّةِ الاخْتِيَار الَّتِي اَعْطَيْتَنِي اِيَّاهَا؟ فَيَقُولُ لَهُ الرَّبّ وَلَكِنِّي اخْتَرْتُ لَكَ الاِيمَان؟ وَاخْتَرْتَ لِنَفْسِكَ الْكُفْر؟ وَكُنْتُ عَلَى اسْتِعْدَادٍ اَنْ اَفْرَحَ بِتَوْبَتِكَ اَكْثَرَ مِنْ فَرَحِكَ بِالنَّاقَةِ الَّتِي فَقَدْتَّهَا فِي الصَّحْرَاء ثُمَّ عَادَتْ اِلَيْكَ مِنْ بَعْدِ نِعْمَتِي عَلَيْكَ بِالنَّوْمِ الَّذِي اَذْهَبَ عَنْكَ الْهَمَّ وَالْغَمَّ وَالْحَزَن؟ ثُمَّ اَكْمَلْتُ عَلَيْكَ نِعْمَتِي وَاكْتَحَلَتْ عَيْنَاكَ بِرُؤْيَتِها وَشَرِبْتَ مِنْ لَبَنِهَا وَلَمْ تَسَعْكَ الاَرْضُ مِنْ شِدَّةِ فَرْحَتِك؟ حَتَّى اَنَّكَ اَخْطَاْتَ بِقَوْلِكَ يَا رَبّ اَنْتَ عَبْدِي وَاَنَا رَبُّك؟ مَتَى كُنْتُ مُقَصِّراً مَعَكَ وَقَدْ اَعْطَيْتُكَ مِنْ نِعَمِي مَا لا يُعَدُّ وَلايُحْصَى؟ وَلَكِنَّكَ اَبَيْتَ اَنْ تَكُونَ مِنَ الشَّاكِرِينَ الْمُقَصِّرين؟ وَقَدْ عَرَضْتُّ عَلَيْكَ عَرْضاً رَضِيتُ فِيهِ مِنْكَ بِاَدْنَى وَاَقَلِّ الْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالشُّكْر وَلَكِنَّكَ رَفَضْتَّ عَرْضِي؟وَلَمْ تَكْتَفِ بِذَلِكَ بَلْ جَحَدْتَّ نَعْمَائِي عَلَيْكَ وَشَكَرْتَ غَيْرِي بِحُبٍّ وَاِخْلاصٍ كَانَ يَنْبَغِي اَنْ يَكُونَ لِي وَحْدِي دُونَ سِوَاي؟ وَلَكِنَّكَ اعْتَزَزْتَ بِِغَيْرِي بِعِزَّةِ نَفْسٍ شَيْطَانِيَّةٍ مِنْ دُونِي؟ وَكَفَرْتَ بِي وَبِوَحْدَانِيَّتِي وَكُنْتَ تَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّنِي اَنَا الْمُنْعِمُ الْحَقِيقِيُّ الْمُتَفَضِّلُ الْوَحِيدُ عَلَيْك؟ وَهَلْ تَدْرِي اَنَّ جَمِيعَ مَنْ عَبَدْتَّهُمْ مِنْ دُونِي فِي سَمَاوَاتِي وَاَرْضِي لَمْ يَبْكُوا وَلَمْ يَتَحَسَّرُوا عَلَيْكَ وَعَلَى عَذَابِكَ بَعْدَ مَمَاتِكَ بدليل ِقَوْلِي وَقَدْ نَبَّهْتُك{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالاَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِين( وَلَكِنِّي اَنَا الْوَحِيدُ الَّذِي تَحَسَّرْتُ عَلَيْكَ بِقَوْلِي{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَاْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ اِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون(وَقَدْ نَبَّهْتُكَ فِي الدُّنْيَا اَنَّكَ لَنْ تَجِدَ اِلَهاً رَحْمَاناً رَحِيماً حَنَّاناً يُشْفِقُ عَلَيْكَ مِثْلِي؟وَلَكِنْ فَاتَ الاَوَانُ عَلَيْك؟ وَلَنْ اَغْفِرَ لَكَ اسْتِهْزَاءَكَ بِي اَبَداً وَبِرُسُلِي وَعِبَادِي{اِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا اَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُون(فَفِي أيِّ خَانَةٍ اُصَنِّفُك؟ وَمَعَ أيِّ خَلْقِي اَضَعُك؟ هَلْ اَرْفَعُكَ اِلَى مَرْتَبَةِ الْمُؤْمِنِين؟ وَقَدْ نَبَّهْتُكَ اِلَى ذَلِكَ كَثِيرًا فِي قَوْلِي{اَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِين(وَمِنْهُم ْ تَارِكُو الصَّلاة وَمَانِعُوالزَّكَاة بدليلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سَورَةِالْمُدَّثِّرعَنْهُ مْ اَنَّهُمْ مُجْرِمُونَ سَقَرِيُّونَ يُكَذِّبُونَ بِيَومِ الدِّينِ وَلَنْ تَنْفَعَهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ يَوْمَ الدِّين

    (هَلْ تَتْرُكُ الزَّكَاةَ اَيُّهَا الْغَبِِيُّ بِحُجَّةِ اَنَّ الاِكْتِفَاءَ الذَّاتِيَّ قَدْ تَحَقَّقَ فِي بَلَدِك؟ اَمْ تَنْقُلُ الزَّكَاةَ اِلَى بَلَدٍ آخَر( هَلْ تَتْرُكُ الصِّيَامَ اَيْضاً بِحُجَّةِ اَنَّكَ غَنِيٌّ وَتَشْعُرُ بِجُوع ِالْفَقِير ِوَتَتَصَدَّقُ عَلَيْهِ وَقَدْ تَحَقَّقَتْ عِنْدَكَ الْحِكْمَةُ مِنَ الصَّوْمِ فَلا دَاعِيَ لِلصَّوْم؟ فَاَيْنَ اَنْتَ اِذاً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى {اِنَّا اَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر(اَلَايَسْتَحِقُّ هَذَا الْقُرْآنُ اَنْ تَشْكُرَ اللهَ بِصِيَامِكَ الشَّهْرَ الَّذِي نَزَلَ فِيهِ بدليلِ قولهِ تعالى{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن(فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الْفَسَادِ وَالاِفْسَادِ حِينَمَا تَرَاهُ لايُصَلِّي وَلَنْ يَكْتَفِيَ بِذَلِكَ الاِجْرَامِ الْفَظِيع ِفي تَرْكِهِ لِلصَّلاةِ وَالْوَارِدِ فِي قَوْلهِ تعالى{يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ؟ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَر؟ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّين؟وَلَمْ نَكْ نُطْعِمُ الْمِسْكِين( بَلْ اِنَّهُ يَنْقُمُ عَلَى الْمُصَلِّينَ اَيْضاً؟بَلْ يَنْقُمُ عَلَى فَرِيضَةِ الصَّلاة{وَاِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ(غَلِيظَة{ اِلَّا عَلَى الْخَاشِعِين(وَاَقُولُ لِهَذَا كَلامُكَ صَحِيح نَعَمْ وَلَيْسَ كُلُّ الَّذِينَ يُصَلُّونَ يَتَّبِعُونَ مَنْهَجَ الله؟ فَمِنْهُمُ الْمُرَابِي؟ وَمِنْهُمُ الْمُرْتَشِي؟ وَمِنْهُمْ كَذَا وَكَذَا؟وَلَكِنْ مَا دَخْلُ عِبَادَةِ الصَّلاةِ فِيمَا تَقُول؟ فَهَؤُلاءِ لَمْ تَكُنْ اَجْسَامُهُمْ وَنُفُوسُهُمْ مُسْتَعِدَّةً بَعْدُ وَمُنْذُ الْبِدَايَةِ لاَنْ تُعَالِجَ نَفْسَهَا بِهَذَا الْعِلاجِ مِنَ الصَّلاةِ الَّتِي تَنْهَى عَن ِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر؟ بَلْ كَانُوا كَمَنْ يُريدُ اَنْ يُعَالِجَ جَلْطَةً دِمَاغِيَّةً اَوْ قَلْبِيَّةً دُونَ اَنْ يُقْلِعَ عَن ِالتَّدْخِين؟اَوْ يُعَالِجَ تَشَمُّعَ كَبِدِهِ دُونَ اَنْ يُقْلِعَ عَنْ تَعَاطِي الْخَمْر؟ وَلَكِنْ مَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْرِكَ وَاَمْرِهِمْ فَاسْمَعْ مِنِّي هَذِهِ النَّصِيحَة؟ وَكَمَا يقولونَ عَن ِالكُحْل ِاَنَّهُ اَحْسَنُ مِنَ الْعَمَى؟ وَلِذَلِكَ عَلَيْكَ اَنْ تُصَلِّيَ وَتُصَلِّيَ وَتُصَلِّي؟ وَلابُدَّ اَنْ يَسْتَقِيمَ سُلُوكُكَ يَوْماً مِنَ الاَيَّام؟ وَلابُدَّ اَنْ تُفْلِحَ فِي الاِقْلاع ِعَن ِالتَّدْخِينِ بِالتَّدَرُّج ِشَيْئاً فَشَيْئاً اِنْ لَمْ يَكُنْ دَفْعَةً وَاحِدَة؟ وَكَذَلِكَ الْحَالُ بِالنِّسْبَةِ لِهَؤُلاءِ الْمُصَلِّين؟ لاَنَّهُمْ جَدِيدُونَ عَلَى الصَّلاة؟وَلَكِنَّهُمْ قَدِيمُونَ اَيْضاً وَلَهُمْ بَاعٌ طَوِيلٌ فِي مُمَارَسَةِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنْكَر؟ وَلِذَلِكَ يَحْتَاجُونَ اِلَى بَاع ٍقَدْ يَكُونُ طَوِيلاً اَيْضاً مِنْ اَجْل ِالاِقْلاع ِعَن ِالْفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالرِّبَا وَالرَّشْوَةِ وَغَيْرِهَا؟ فَهَلْ نَرْفُقُ بِاليَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالشِّيعَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْفِرَق ِالضَّالَّةِ فِي دَعْوَتِهِمْ اِلَى اللهِ وَلا نَرْفُقُ بِهَؤُلاءِ المُوَحِّدِينَ الظَّالِمِينَ لاَنْفُسِهِمْ وَغَيْرِهِمْ؟ قِيلَ يَارَسُولَ الله فُلانٌ يُصَلِّي وَيَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا مَِنْ الْفَوَاحِشِ وَالْمُنْكَرَات؟ فَمَاذَا قَالَ لَهُمْ رَسُولُ الله؟ قَالَ دَعُوهُ لَعَلَّ صَلاتَهُ فِي يَوْمٍ مِنَ الاَيَّام تُصْلِحُه؟ وَفِعْلاً صَارَ مِنَ الصَّالِحِين؟ وَلِذَلِكَ نَحْنُ لانُريدُ اَنْ نَسُدَّ اَبْوَابَ الْخَيْرِ عَلَى النَّاس؟ فَالَّذِي يُصَلِّي وَمَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْرِهِ فَهُنَاكَ صِلَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ وَلَوْ كَانَتْ خَيْطاً رَفِيعاً ضَعِيفاً بِسَبَبِ فَوَاحِشِهِ وَمُنْكَرَاتِه؟ فَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تُقَوِّيَ لَهُ هَذَا الْخَيْط؟ لا اَنْ تَقْطَعَهُ مِنْ اَجْل ِاَنْ يَنْزِلَ هُوَ وَاَنْتَ فِي الْهَاوِيَة؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تُعِينَهُ عَلَى الشَّيْطَان حَتَّى يَتَغَلَّبَ عَلَيْه؟ لا اَنْ تُعِينَ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِ وَتَتْرُكَهُ فَرِيسَةً سَهْلَةً لِلشَّيْطَان ِحَتَّى يَتَحَكَّمَ بِهِ كَيْفَ يَشَاءُ فَتَكُونَ مِمَّنْ قََالَ اللهُ فِيهِم{اَلَا اِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لايَشْعُرُون(اِنَّهُ اَخُوك؟ اِنَّهُ حَبِيبُك؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تُحِبَّهُ فِي الله؟ حَتَّى تَكُونَا رَجُلَيْن ِتَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَمِنَ السَّبْعَةِ الَّذِينَ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاظِلَّ اِلَّا ظِلُّه؟ اِسْمَعُوهَا مِنِّي يَا اَهْلَ السُّنَّةِ نَصِيحَة لَعَلِّي لا اَلْقَاكُمْ بَعْدَ مُشَارَكَتِي هَذِه؟اَحِبُّوا بَعْضَكُمْ بَعْضاً؟وَخَاصَّةً الاَرْحَام؟حَتَّى وَلَو ِاحْتَاجَ اَحَدُكُمْ اَنْ يُحِبَّ الآخَرَ اَكْثَرَ مِنْ نَفْسِه؟ فَوَاللهِ لَنْ تَنْتَصِرُوا عَلَى اَعْدَائِكُمْ اِلَّا بِهَذَا الحُبِّ وَالايثَار فِي الله؟ حَتَّى وَلَو ِاحْتَاجَ الاَمْرُ اِلَى اَنْ يَفْدِيَ اَحَدُكُمُ الآخَرَ بِمَالِهِ وَدمِهِ وَرُوحِه؟ اَلَا تَرَوْنَ اِلَى اَعْدَائِكُمْ؟ فَوَاللهِ الَّذِي لا اِلَهَ اِلَّا هُوَ اِنَّهُمْ يُحِبُّونَ بَعْضَهُمْ بَعْضاً حُبّاً شَيْطَانِيّاً رَهِيباً وَصَفّاً وَاحِداً فِي سَبِيل ِعَدَاوَتِكُمْ وَالْكَيْدِ لَكُمْ؟ وَلا اُريدُكُمْ اَنْ تَحْزَنُوا بِسَبَبِ ذَلِكَ فَهَذِهِ سُنَّةُ اللهِ فِي خَلْقِهِ بدليلِ قولهِ تعالى{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِين وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيرَا(ثمَّ يَقُولُ سُبْحَانَه {وَاِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا اَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء(يَعْتَبِرُونَ الْمُؤْمِنِينَ سُفَهَاء(قَالَ بَعْضُ شَيَاطِينِ الاِنْس ِلِبَعْض ِالْمُصَلِّين؟ اَنْتَ تَحْضُرُ الْخُطَبَ وَدُرُوسَ الْعِلْمِ وَكُلُّهَا تَعْقِيد؟ وَقَدْ اَصْبَحْتَ مُعَقَّداً نَفْسِيّاً لاَنَّكَ تَهْتَدِي بِهَدْيِ اللهِ وَهَدْي ِرَسُول ِاللهِ تَارِكاً هَدْيَ الشَّيْطَان؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى مَنْ يَقُولُ هَذَا الكَلامَ وَهُوَ مَنْ يَدَّعِي اَنَّهُ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِر؟ وَصَدَقَ اللهُ العَظِيمُ وَحَاشَاهُ اَنْ يَكْذِبَ حِينَمَا يَفْضَحُ هَؤُلاءِ؟ لاَنَّ الْكَذِبَ مُحَالٌ عَلَى الله؟ وَلِذَلِكَ فَضَحَهُمْ بِقَوْلِهِ{يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا(اِرْفَعْ رَاْسَكَ يَا مُؤْمِن؟ اِرْفَعْ رَاْسَكَ اَيُّهَا التَّقِيّ؟هُنَا الآيَةُ تَرْفَعُكَ وَتَرْفَعُكَ اِلَى اَعْلَى مُسْتَوَى؟ثُمَّ تَضَعُك مَعَ مَنْ؟ اَتَدْرِي اَخِي مَعَ مَنْ تَضَعُك؟ مَعَ الله؟ نَعَمْ مَعَ اللهِ تَضَعُك دُونَ اَنْ تَرْتَفِعَ عَلَى الله؟ بدليلِ ِقولِهِ تعالى{يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَِ آمَنُوا(بِمَعْنَى اَنَّ الَّذِينَ يُخَادِعُونَ الْمُؤْمِنِينَ هُمْ يُخَادِعُونَ الله؟ فَارْتَفَعَ الاَدْنَى اِلَى الاَعْلَى في تِلْكَ الآيَة؟ نَعَمْ اَخِي حِينَمَا يُسَوَّى بَيْنَكَ وَبَيْنَ اِنْسَانٍ اَرْفَعَ مِنْكَ وَاَنْتَ الاَدْنَى فَاَنْتَ الْمُسْتَفِيد؟ لاَنَّ الاَدْنَى يَسْتَفِيدُ مِنَ الاَعْلَى؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي اِذَا رَفَعَكَ اللهُ اِلَيْهِ وَقَالَ لَكَ خَصْمِي وَخَصْمُكَ وَاحِد؟ عَدُوِّي وَعَدُوُّكَ وَاحِدٌُ بدليل ِقولِي{يَا اَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ اَوْلِيَاء (اَلَيْسَ فِي ذَلِكَ تَقْدِيرٌ وَاحْتِرَامٌ عَظِيمٌ لِهَذَا الاِنْسَان ِمنْ خَالِقِه؟ سُبْحَانَ الله؟ يَارَبّ عَدُوِّي وَعَدُوُّكَ شَيْءٌ وَاحِد؟ نَعَمْ مَا دُمْتَ مُسْتَقِيماً عَلَى مَنْهَجِي وَعَلَى كِتَابِي وَعَلَى سُنَّةِ نَبِيِّكَ فَاِنِّي اَرْفَعُكَ اِلَى اَعْلَى الدَّرَجَات؟ فَيَا مَنْ تَبْغُونَ الْعِزَّةَ بِغَيْرِ عِزَّةِ اللهِ سبحانهُ وتعالى هَلْ تَرْبِطُونَ عِزَّتَكُمْ بِسُنْدُس اَوْ فلانةٍ اَوْ فلان ٍمنَ النَّاسِ كَبَشَّارَ وَغَيْرِه؟ سَيَمُوت؟ وَيَزُول؟ وَيَفْنَى؟ وَهُوَ عَبْدٌ ضَعِيفٌ مِثْلُك؟ وَلَنْ يَنْفَعَكَ اِلَّا اَنْ تَعْتَزَّ بِاللهِ رَبِّ العَالَمِين؟ وَاَنْ تَثِقَ بِهِ لاَنَّهُ لايَخْدَعُكَ اَبَداً؟ وَامَّا هُمْ فَهُمْ{يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ اِلَّا اَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُون؟فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضَا(وَالعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى فَاِنَّ الْمَرَضَ اِذَا لَمْ يُعَالَجْ مِنْ اَوَّلِهِ فَاِنَّهُ يَزِيدُ وَيَسْتَفْحِلُ؟ وَهَؤُلاءِ عِنْدَهُمْ مَرَضٌ فِي النَّفْس؟وَمَرَضٌ فِي القلب؟ وَمَرَضُ ضَعْفِ الاِيمَان؟ وَمَرَضُ النِّفَاق؟ وَمَرَضُ الرِّيَاء؟ فَاِذَا لَمْ يُعَالَجُوا وَيُعَالِجُوا اَنْفُسَهُمُ ازْدَادُوا مَرَضاً عَلَى مَرَض؟لاَنَّ اللهَ لايُعَالِجُ قَوْماً اِلَّا اِذَا بَدَؤُوا هُمْ بِعِلاج ِاَنْفُسِهِمْ وَكَانَتْ لَهُمْ رَغْبَةٌ حَقِيقِيَّةٌ فِي التَّغْيِير بدليل ِقولهِ تعالى{ اِنَّ اللهَ لايُغَيِّرُ مَا بِقَوْم ٍحَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِاَنْفُسِهمْ(وَكُلَّمَا زَادَ الاسْتِهْتَارُ فِي الوِقَايَةِ مِنَ المَرَض ِقَبْلَ وُقُوعِهِ وَبَعْدَه؟ وَكُلَّمَا زَادَتْ زَاوِيَةُ الاَخْطَاءِ فِي مُعَالَجَةِ الاَمْرَاض ِبَعْدَ وُقُوعِهَا فِي الْمُجْتَمَعِ الاِنْسَانِيّ؟ اِزْدَادَتْ هَذِهِ الزَّاوِيَةُ انْفِرَاجاً مِنْ اَجْل ِاَمْرَاض ٍاَكْثَر نَتِيجَةً لِهَذِهِ الاَخْطَاء حَتَّى يَسْتَفْحِلَ الشَّرُّ وَالْمَرَضُ فِي الْمُجْتَمَع ِالاِنْسَانِيِّ كُلِّه؟ وَاَمَّا حِينَمَا يُجْتَثُّ الشَّرُّ مِنْ اَوَّلِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَسْتَقِيمُ اَمْرُ المُجْتَمَع؟ وَانْظُرْ اَخِي حَتَّى تَفْهَمَ كَلامِي اِلَى الشَّجَرَةِ الصَّغِيرَةِ الَّتِي تَزْرَعُهَا بِيَدَيْك؟ فَاِنَّكَ اِذَا تَرَكْتَهَا مُعْوَجَّةً دُونَ اَنْ تَضْبِطَهَا بِرِبَاطِ الْفَضِيلَة؟ فَاِنَّهَا سَتَكْبُرُ وَ سَتَنْشَاُ عَلَى الاعْوِجَاج؟ وَاَمَّا اِذَا قَوَّمْتَهَا بِهَذَا الرِّبَاطِ مُنْذُ اَنْ كَانَتْ نَبْتَةً صَغِيرَةً اَوْ شَتْلَة فَاِنَّهَا سَتَبْقَى مُسْتَقِيمَة؟وَنَحْنُ نَرْجُو وَنَطْلُبُ مِنَ اللهِ اسْتِقَامَةَ هَذَا الْجِيلِ وَاسْتِقَامَةَ هَذَا النَّشْىء؟ وَالاِسْلامُ يُحَارِبُ الشَّرَّ حَتَّى وَلَوْ اَصْبَحَ شَجَرَةً كَبِيرَةً نَتِيجَةَ بِذْرَةٍ خَبِيثَةٍ فِي الاَرْض؟ اَوْ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ نَمَتْ بَذْرَتُهَا الْخَبِيثَةً اَيْضاً فِي قُلُوبِ سَامِعِيهَا وَعُقُولِهِمْ؟ حَتَّى اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَاَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ وَجَعَلَ قُلُوبَهُمْ تَشْرَبُ مِنْ كَيْدِهِ وَعَدَاوَتِهِ لَهُمْ؟ حَتَّى نَمَتْ هَذِهِ البَذْرَةُ وَاَصْبَحَتْ شَجَرَةً خَبِيثَةً كَبِيرَةً؟ حَتَّى اَنَّهُمْ عَبَدُوهُ مِنْ دُونِ اللهِ شَوْقاً وَلَهْفَةً اِلَى اِغْوَائِه؟ كَمَا حَصَلَ مَعَ بَنِي اِسْرَائِيلَ حِينَمَا اُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ بِمُجَرَّدِ اَنْ رَاَوْا قَوْماً يَعْكُفُونَ عَلَى اَصْنَامٍ لَهُمْ{فَقَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا اِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَة( وَكذَلِكَ بَدَاَتِ البَذْرَةُ الْخَبِيثَةُ عِنْدَ الشِّيعَةِ اَوّلاً بِسَبِّ الصَّحَابَة؟ اِلَى اَنْ تَطَوَّرً الاَمْرُ اِلَى التَّطَاوُل ِعَلَى عِرْضِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام؟ اِلَى اَنْ تَطَوَّرَ الاَمْرُ اِلَى الْغُلُوِّ فِي آل ِالْبَيْتِ اِلَى دَرَجَةِ عِبَادَتِهِمْ مِنْ دُونِ الله؟اِلَى اَنْ تَطَوَّرَ الاَمْرُ اِلَى الطَّعْنِ فِيهِمْ بِاَنَّهُمْ بَعُوضَةٌ بَلْ اَقَلُّ مِنْ بَعُوضَة؟ اِلَى اَنْ تَطَوَّرَ الاَمْرُ اِلَى الْقَوْل ِبتَحْرِيفِ الْقُرْآنِ وَالطَّعْنِ فِيهِ اَيْضاً؟ وَكُلُّ ذَلِكَ بَدَاَ بِكَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ مِنْ مُعَمَّمِيهِمُ اسْتَخَفُّوا بِهَا عُقُولَهُمْ حَتَّى تَمَكَّنُوا اَنْ يَسْتَمِيلُوا قُلُوبَهُمْ وَعَوَاطِفَهُمْ وَاَمْوَالَهُمْ اَكْثَرَ فَاَكْثَرَ بِذَكَاءٍ وَخُبْثٍ شَيْطَانِيٍّ لامَثِيلَ لَه؟ وَمَا هَدَى اللهُ مَنْ هَدَى مِنْهُمْ اِلَى الْحَقِّ اِلَّا بَعْدَ اَن ِاقْتَلَعُوا شَجَرَةَ التَّشَيُّعِ الْخَبِيثَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَزَرَعُوا مَكَانَهَا شَجَرَةً طَيِّبَةً مِنَ التَّشَيُّع ِالحَقِّ عَلَى طَرِيقَةِ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ(وَهِيَ كَلِمَةُ التَّوحِيدِ لا اِلَهَ اِلَّا الله{ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ اَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي اُكُلَهَا كُلَّ حِين ٍباِذْن ِرَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الاَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون؟ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَة{وَهِيَ الطَّعْنُ فِي الْقُرْآن ِوَفِي الصَّحَابَةِ وَآلِ الْبَيْتِ وَفِي عِرْض ِالنَّبِيِّ الكَرِيم{ كَشَجَرَةٍ خَبَِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْق ِالاَرْض ِمَا لَهَا مِنْ قَرَار(وَهِيَ شَجَرَةُ التَّشَيُّعِ الْخَبِيثِ الْحَقِيرِ النَّجِس(وَلكِنَّ الاِسْلامَ اَيْضاً يُحَارِبُ الشَّرَّ بِمُجَرَّدِ وُجُودِ بَذْرَتِهِ فَوْراً وَدُونَ انْتِظَار؟ وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الاِسْلامُ عَلَيْنَا اَنْ نَتَعَاطَى نُقْطَةً صَغِيرَةً مِنَ الخَمْر؟ لاَنَّ الْقَلِيلَ مَعَ الْقَلِيل ِيَصِيرُ كَثِيراً؟ وَاَيُّ اِنْسَان ٍاعْتَادَ عَلَى هَذِهِ الاُمُور ِمنْ خَمْرٍ اَوْ تَدْخِيِِن ٍاَوْ حَشِيش ٍاَوْ مُخَدِّرَات؟ فَاِذَا سَاَلْتَهُ اَخِي كَيْفَ وَقَعْتَ فِي فَخِّهَا؟ قَالَ لَكَ هُم رِفَاقُ السُّوء؟ وَمِنَ الْبِدَايَةِ كَانُوا يَقُولُونَ لِي خِدْلَكْ هَالشَّحْطَة؟ دَخِّنْ عَلَيْهَا تَنْجَلِي؟ دَخِّنْ مَعَنَا هَذِهِ السِّيجَارَة او الاركيلة وَلَوْ نَفَسْ وَاحِد؟ وَاشْرَبْ مَعَنَا شَفَّة واحِدة فقط مِنْ بَطْحَةِ الْخَمْر ِهذِهِ؟ وَقَلِيلٌ مِنَ الْخَمْر ِيُنْعِشُ الذَّاكِرَةَ وَالْقَلْبَ وَيُنْسِيكَ الْهُمُوم؟ وَلَكِنَّهُ لايَقُولُ لَهُ اَبَداً مَابَعْدَ السَّكْرَةِ اِلَّا الْفَكْرَةِ وَالْهَمّ؟ وَلايَقُولُ لَهُ اَبَداً[يَا بِلالُ اَرِحْنَا بِالصَّلاة؟وَلايَقُولُ لَهُ اَبَداً{وَلَقَدْ نَعْلَمُ اَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ(مِنَ الْهَمّ{بِمَا يَقُولُون(فَهَلْ قَالَ لَهُ الْقُرْآنُ دَخِّنْ على هذا الْهَمِّ يَنْجَلِي اَوْ اشْرَبِ الْخَمْرَ وَالْمُخَدِّرَات؟ مَعَاذَ الله؟ وَلَكِنَّهُ قَال{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدين؟ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَاْتِيَكَ الْيَقِين(ثُمَّ تَرَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ اَصْبَحَ مِنَ الْمُدْمِنين؟ وَلِذَلِكَ كَانَتْ رُؤْيَةُ الاِسْلامِ وَاضِحَةً دَائِماً باِصْلاحِهِ التَّامِّ الَّذِي يَجْتَثُّ الشَّرَّ مِنْ اَصْلِهِ حَتَّى لايَنْمُو؟ لاَنَّهُ تَشْرِيعُ رَبِّ الْعَالَمِين؟ وَانْظُرْ اَخِي اِلَى تُجَّارِ الْمُخَدِّرَاتِ في العَالَم؟وَكَيْفَ اَنَّهُمْ صَارُوا يُحَارِبُونَ الدُّوَلَ الْمُسْتَهْتِرَةَ الَّتِي تَرَكَتْ شَرَّهُمْ يَنْمُو وَيَنْمُو وَيَتَرَعْرَعُ بِحُجَّةِ الدِّيمُوقْرَاطِيَّةِ وَالاِبَاحِيَّةِ المَشْؤُومَةِ وَدُونَ رَقِيبٍ مِنَ البِدَايَةِ عَلَيْهِمْ؟ وَلَوْ اَنَّهُمْ اَخَذُوا عَلَى اَيْدِيهِم مِنْ اَوَّل ِالاَمْرِ مَااسْتَفْحَلَ شَرُّهُمْ حَتَّى اَنَّهُمْ اَصْبَحُوا يُهَدِّدُونَ العَالَمَ بِسَيَّارَاتِهِمْ وَاَسْلِحَتِهِمْ؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ تَرَى دِينَنَا هَكَذا يَبْغِي الصَّلاح؟ وَيَبْغِي الاِصْلاح؟ وَيَبْغِي الْمَحَبَّة؟ وَيَبْغِي الْوَحْدَة؟ وَيَبْغِي الطَّمَاْنِينَةَ؟ وَيَبْغِي الاَمْنَ وَالاَمَانَ فِي الْمُجْتَمَع؟ فَهَيَّا اَيُّهَا الْمُخْلِصُونَ كُونُوا مُصْلِحِين؟ وَلاتَكُونُوا مُفْسِدِين؟ وَكُونُوا مِنَ الَّذِينَ{يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَاَقَامُوا الصَّلاةَ اِنَّا لانُضِيعُ اَجْرَ الْمُصْلِحِين} صَََدَقَ اللهُ الْعَظِيم اَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ؟؟حَمْداً لله وَصَلاةً وَسَلاماً عَلَى رَسُول ِ الله وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالاهُمْ وَبَعْد؟ فَاِنَّ الْمُؤْمِنَ دَائِماً فَطِن؟ فََاِذَا اَرَادَ اَنْ يَتَصَرَّفَ أيَّ تَصَرُّفٍ حَتَّى وَلَوْ كَانَ مَشْرُوعاً فَيَجِبُ عَلَيْهِ اَنْ يُفَكِّرَ بِنَتِيجَتِهِ وَمَاذَا يَتَرَتَّبُ عَليْهِ مِنْ نَتَائِج؟ فَاِذَا اَدَّى اِلَى مَفْسَدَةٍ وَجَبَ عَلَيْهِ اَنْ يَمْتَنِعَ عَنْهُ حَتَّى وَلَوْ كَانَ اَمْراً بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْياً عَن ِالْمُنْكَرِ؟فَاِذَا كَانَ ذَلِكَ سَيُؤَدِّي اِلَى فِتْنَةٍِ فَاِنَّهُ يُمْنَعُ عَنْهُ اِلَى حِين؟ لاَنَّ اللهَ سبحانَهُ يُعْطِي عَبْدَهُ الدَّاعِيَةَ الْمُؤْمِنَ الرُّؤْيَةَ الوَاضِحَة(يُقَالُ فُلانٌ اُفُقُهُ وَاسِع؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَنْظُرُ اِلَى الاُفُق ِالْبَعِيدِ وَالْمُسْتَقْبَل ِبِدِقَّةٍ وَتَخْمِين ٍصَحِيح ٍوَفَرَاسَةٍ وَحِكْمَةٍ صَائِبَةٍ لِتَدَاعِيَاتِ اَقْوَالِهِ وَاَفْعَالِه؟ وَلِذَلِكَ عَلَيْنَا اَنْ نَكُونَ عُقَلاءَ فِي كُلِّ تَصَرُّفٍ نَتَصَرَّفُهُ وَنُفَكِّرَ مَاذَا سَيُرَتَّبُ عَلَيْهِ اَوْ يَنْتُجُ عَنْه؟ فَاِذَا كَانَ سَيَنْتُجُ عَنْهُ مَفْسَدَةٌ فَاِنَّنَا نَتْرُكُهُ وَاَمْرُنَا اِلَى الله سبحانه وتعالى؟ اِلَّا اِذَا وَقَعْنَا بَيْنَ ضَرَرَيْن ِلاثَالِثَ لَهُمَا قَهْراً وَرَغْماً عَنَّا؟ وَهُمَا ضَرَرٌ اَشَدّ؟ وَضَرَرٌ اَخَفّ؟ فَاِنَّنَا نَخْتَارُ الاَخَفّ؟ وَلااَسْتَطِيعُ بِحال ٍ ِمنَ الاَحْوَال ِوَلِوَحْدِي تَقْدِيرَ هَذِهِ الْمَسْاَلَة؟ بَلْ لابُدَّ مِنَ التَّشَاوُر ِمَعَ كِبَار ِعُلَمَاءِ الاسلامِ وَالسِّيَاسَةِ وَالاقْتِصَادِ وَالعُلَومِ الَْعَسْكَرِيَّةِ وَالتَّكْتِيكِيَّةِ وَالصَّحَافَةِ وَالاعْلامِ وَالتَّرْجَمَةِ وَجَمِيع ِالاخْتِصَاصَاتِ الْمَطْلُوبَةِ الَّتِي تَخْدِمُ الاسْلامَ فِي أيِّ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ مُتَعَلِّقٍ بِهَا؟وَيُمْكِنُنَا اَيْضاَ اَنْ نَسْتَاْنِسَ بِاَقَْوَالِ الْعَلْمَانِيِّينَ وَالْمُخَالِفِينَ وَنَسْتَعِينَ بِخِبرَتِهِمْ حَاذِرين؟ وَالْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِن ِاَيْنَمَا وَجَدَهَا فَهُوَ اَحَقُّ بِهَا مِنْهُمْ؟ لاَنَّ الْقَاعِدَةَ الشَّرْعِيَّةَ تَقُولُ بِمَا مَعْنَاهُ اَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا اَنْ نَحْمِيَ اَنْفُسَنَا بِاَنْ نَدْفَعَ الضَّرَرَ الاَشَدَّ بِضَرَر ٍاَخَفّ؟ فَنَسْاَلُكَ يَا رَبّ اَنْ تُرِيَنَا الْحَقَّ حَقّاً وَتَرْزُقَنَا اتِّبَاعَه؟ وَاَنْ تُرِيَنَا الْبَاطِلَ بَاطِلاً وَتَرْزُقَنَا اجْتِنَابَه؟ وَاَنْ تُرِيَنَا عَجَائِبَ قُدْرَتِكَ يَا الله فِي فِرْعَوْن ِالقِرَدَةِ وَالْخَنَازِير ِوَحَفِيدِهِمْ وَكَلْبِهِمْ بَشَّار؟ اللَّهُمَّ طَهِّرْ قُلُوبَنَا وَطَهِّرْ نُفَوسَنَا وَطَهِّرْ عُقُولَنَا وَطَهِّرْ بِلادَنَا وَبِلادَ الْمُسْلِمِينَ وَالعَالَم مِنْ كُلِّ فَسَادٍ يَا رَبّ؟ اللَّهُمَّ اجْعَل ِالصَّلاحَ وَالاِصْلاحَ يَعُمُّ الاَرْضَ كُلَّهَا يَا رَبّ؟ يَارَبّ اَلاَرْضُ تَئِنُّ مِنْ كَثْرَةِ الدِّمَاء؟ اَلْاَرْضُ تَئِنُّ مِنَ الظَّالِمِين؟ الاَرْضُ تَئِنُّ مِنَ الْمُعْتَدِينَ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ حُقُوقَ الاِنْسَانِ وَهُمْ يُحَارِبُونَ الاِنْسَانَ تَحْتَ سِتَارِ مُكَافَحَةِ الاِرْهَابِ وَهُمْ مِنْ اَشَدِّ النَّاسِ اِرْهَاباً وَاِجْرَاماً عَلَى هَذَا الاِنْسَانِ الضَّعِيفِ الْمَظْلُومِ الْمِسْكِين ِالْبَائِس؟ وَيُغَلِّفُونَ ذَلِكَ بِالدِّيمُوقْرَاطِيَّةِ الْكَاذِبَة؟ وَيُغَلِّفُونَهُ بِالغَيْرَةِ عَلَى الاِنْسَانِيَّة؟ يَا رَبّ اِنَّهُمْ يَتَفَاخَرُونَ عَلَيْنَا دَائِماً بِمَا يُسَمَّى التَّسَامُحَ الْمَسِيحِي؟ فَاَيْنَ هَذَا التَّسَامُحُ يَا رَبّ؟ هَلْ هُوَ فِي سُكُوتِهِمْ عَنْ قَتْل ِاَطْفَالِنَا؟ هَلْ هُوَ بِمُسَاعَدَةِ الْمُجْرِمِينَ عَلَى قَتْلِهِمْ؟ هَلْ هُوَ بِقَوْلِهِمْ اَطْلِقُوا بَارَابَاسَ الْمُجْرِمَ عَفْواً اَقْصِدُ بَشَّار؟ عَنْ أيِّ تَسَامُح ٍمَسِيحِيٍّ يَتَحَدَّثُونَ يَا رَبّ؟ هَلْ عَنْ تَسَامُح ِاَبْرَهَةَ الْحَبَشِيِّ الْمَسِيحِيِّ النَّصْرَانِيِّ الَّذِي جَهَّزَ الْفِيلَ لِيَغْزُوَ الْكَعْبَةَ رَدّاً عَلَى اِنْسَان ٍاَحْمَقَ قَامَ بِقَضَاءِ حَاجَتِهِ وَنَجَاسَتِهِ فِي الْكَنِيسَةِ الَّتِي اَرَادَهَا عَدُوُّ اللهِ اَنْ تُنَافِسَ الْكَعْبَةَ حَتَّى يَحُجَّ النَّاسُ اِلَيْهَا؟ هَلْ هَذَا هُوَ التَّسَامُحُ الْمَسِيحِيُّ الَّذِي تَتَفَاخَرُونَ بِهِ عَلَيْنَا؟ اَلَا يَحِقُّ لَنَا اَنْ نَتَفَاخَرَ عَلَيْكُمْ اَيْضاً بِتَسَامُحٍ اِسْلامِيٍّ مُنْقَطِع النَّظِير لَمْ يَعْرِفْ لَهُ التَّارِيخُ مَثِيلاً وَلاحَتَّى فِي عَهْدِ الْمَسِيحِ عليهِ السَّلام؟ حِينَمَا اَرَادَ ذَلِكَ الاَعْرَابِيُّ اَنْ يَبُولَ فِي اَشْرَفِ الْمَسَاجِدِ بَعْدَ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ مَسْجِدِهِ صلى اللهُ عليهِ وَسَلَّم؟ فَاِذَا بِالصَّحَابَةِ الْكِرَامِ يَهْجُمُونَ عَلَيْهِ وَاَرَادُوا اَنْ يُشْبِعُوهُ ضَرْباً مُبَرِّحاً؟ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ دَعُوهُ يُكْمِلُ بَوْلَه؟ لاتَزْرِمُوهُ وَلاتَقْطَعُوا عَلَيْهِ بَوْلِه؟ ثُمَّ جَاءَ اِلَيْهِ وَقَالَ يَا اَخَا الْعَرَبِ هَذَا مَكَانٌ لايَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِمَّا فَعَلْتَ اِنَّمَا هُوَ لِلذِّكْرِ وَالْعِبَادَة؟ اَتَحَدَّاكُمْ اَنْ يُوجَدَ مِثْلُ هَذَا التَّسَامُحُ الاِسْلامِيُّ فِي اَنَاجِيلِكُمُ الاَرْبَعَةِ حُرْقُصْ وَمُرْقُسْ وَبُطْرُسْ وَمَتَّى وَيُوحَنَّا اِنْ لَمْ اَكُنْ مُخْطِئَة فِي الاَسْمَاء؟ فَنَرْجُوكَ يَا الله اَنْ تَجْعَلَ رُؤْيَتَنَا وَاضِحَةً لِنَسْلُكَ طَرِيقَ الْخَيْرِ وَالرَّشَاد؟ اَللَّهُمَّ مَنْ اَرَادَ بِلادَنَا وَاُمَّتَنَا وَدِينَنَا بِخَيْر ٍفَاجْعَل ِالْخَيْرَ عَلَى يَدَيْه؟ وَمَنْ اَرَادَ خِلافَ ذَلِكَ فَاَنْتَ حَامِينَا مِنْهُمْ وَوَلِيُّنَا وَوَكِيلُنَا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة؟ اِغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَوَالِدِي وَالِدِينَا وَلِمَشَايِخِنَا وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا مِنْ اَرْحَامِنَا وَغَيْرِهِمْ؟ وَلاِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالاِيمَان؟ وَلاِخْوَانِنَا مِنَ الْجِنِّ وَالاِنْس ِالْمُؤْمِنِين وَلِمَالِكِ هَذَا الْمُنْتَدَى وَوَالِدَيْهِ وَجَمِيعِ الْمُشْتَرِكِينَ فِيهِ وَزُوَّارِهِ وَلِكُلِّ فَاعِل ِخَيْر؟ عِبَادَ الله {اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْل ِوَالاِحْسَان ِوَايتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَن ِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر ِوَالْبَغْي ِيَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الاَرْض ِوَتُقَطِّعُوا اَرْحَامَكُمْ اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ[وَعِزَّتِي وَجَلالِي لاَصِلَّنَّ مَنْ وَصَلَكِ وَلاَقْطَعَنَّ مَنْ قَطَعَكِ (كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ حِينَمَا قَالَتِ الرَّحِمُ يَارَبّ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَة؟ فَقَالَ لَهَا اَمَا تَرْضَيْنَ اَنْ اَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَاَنْ اَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ(قُومُوا اِلَى الصَّلاةِ {اِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَن ِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ اَكْبَرُ وَاللهُ يَعَْلَمُ مَا تَصْنَعُون( وَقَبْلَ اَنْ اَخْتِمَ هَذِهِ الْمُشَارَكَة فَقَدْ وَرَدَنِي سُؤَالٌ مَفَادُهُ لِمَاذَا اَنْعَمَ اللهُ عَلَى الْكُفَّارِ الْمُسَالِمِينَ بِنِعْمَةِ الاَمَانِ وَاَنْعَمَ سبحانهُ ايضاً على المُحَاربينَ بِنِعْمَة ِالاَرْزَاقِ وَالاَمْوَالِ الكثيرةِ دُونَ الاَمَان فِي قَوْلِهِ تَعَالى {وَاِذْ قَالَ اِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ اَهْلَهُ مِنَ الثمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَر؟ فَاُمَتِّعُهُ قليلاً ثمَّ اَضْطَّرُهُ اِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِير؟ وَاَقولُ لَكَ اَخِي وَبِاللهِ التَّوْفِيق هَذِهِ الآيَةُ الَّتِي ذَكَرْتَهَا تُعْطِيكَ جَوَاباً كَافِياً شَافِياً وَلَسْتَ بِحَاجَةٍ الى جوابي؟ وَلَكِنِّي سَاَدْعَمُهَا ايضاً بِقَوْلِهِ تعالى{وَلا تُعْجِبْكَ *اَمْوَالُهُمْ وَلا اَوْلادُهُمْ* اِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ اَنْ يُعَذِّبَهُمْ *بِهَا* فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ اَنْفُسُهُمْ وَهُمْ *كَافِرُون*(وَ انْظُرْاَخِي جَيِّداً اِلَى قَوْلهِ تَعَالَى{كُلَّاً *نُمِدُّ* هَؤُلاءِ* وَهَؤُلاءِ* (مِنَ الْمُؤْمنِينَ وَالْكُفَّار { مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ؟ وَمَا كَانَ *عَطَاءُ* رَبِّكَ *مَحْظُورَا*(وَانْظُرْ اَخِي اِلَى *الْمَدَدِ* الآخَرِ لِلْكُفَّارِ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ مَنْ كَانَ فِي *الضَّلالَةِ *فَلْيَمْدُدْ* لَهُ الرَّحْمَنُ *مَدّا*(وَانْظُرْ اَخِي اَيْضاً اِلَى *الْمَدَدِ* الاَخِيرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِهَؤُلاءِ الْكُفَّارِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {اَفَرَاَيْتَ الَّذِي *كَفَرَ* بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَاُوتَيَنَّ *مَالاً وَوَلَدَا* اَطَّلَعَ الْغَيْبَ اَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدَا؟ كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ *وَنَمُدُّ* لَهُ مِنَ *الْعَذَابِ* *مَدّا*(وَانْظُرْ اَخِي اِلَى *الْمَدَدِ* الاِلَهِيِّ الرَّبَّانِيِّ الَّذِي *يُمِدُّهُ* اللهُ الْمُؤْمنِينَ مِنْ عِبَِادِه؟ وَلاحِظِ الْفَرْقَ فِي قَوْلهِ تَعَالَى {وَاَصْحَابُ الْيَمِين ِمَا اَصْحَابُ الْيَمِين؟ فِي سِدْرٍ مَخْضُود؟ وَطَلْحٍ مَنْضُود؟ وَظِلٍّ *مَمْدُود* وَمَاءٍ مَسْكُوب؟ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَة؟ لا مَقْطُوعَةٍ وَلامَمْنُوعَة؟ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَة؟ اِنَّا اَنْشَاْنَاهُنَّ اِنْشَاءً؟ فَجَعَلْنَاهُنَّ اَبْكَاراً؟عُرُباً اَتْرَاباً لاَصْحَابِ الْيَِمِين؟ ثُلَّةٌ مِنَ الاَوَّلِينَ وَثلَّةٌ مِنَ الآخِرِين(اللَّهُمَّ يَارَبُّ اجْعَلْنَا مِنَ السَّبْعَةِ الَّذِينَ تُظِلُّهُمْ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِكَ وَفِي جِنَانِ نَعِيمِكَ يَوْمَ لاظِلَّ اِلَّا ظِلُّكَ يَا اَرْحَمَ الرَّاحِمِين؟وَسَلامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي اللهِ سُنْدُس وَآخِرُ دَعْوَانَا اَن ِالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالِمِين


     
  2. #2
    Banota is on a distinguished road الصورة الرمزية Banota
    تاريخ التسجيل
    09 / 02 / 2012
    الدولة
    مــصــر
    المشاركات
    70
    معدل تقييم المستوى
    220

    افتراضي رد: وَالذينَ يُمَسِّكُونَ بالكتابِ واقامُوا الصَّلاةَ اِنَّا لانُضِيعُ اَجْرَ الْمُصْلِحِين

    الموضوع طويل بس رااااااائع

    جزاكٍِ الله كل خير أخت "سندس"

    ربنا يجعله فى ميزان حسناتك ياااارب

    تحياتى


     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك