اَلْحَمْدُ لِلهِ ثُمَّ الْحَمْدُ لِله اَلْحَمْدُ لِلهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْوَدُودِ الْمُجِيبِ لِدَعْوَةِ الْمُضْطَّرِّينَ اِذَا دَعَوْهُ فِي حَوَالِكِ الظّلُمَاتِ وَفِي مُدْلَهَمَّاتِ الاُمُور؟ لَكَ الْحَمْدُ يَا رَبّ وَبِكَ الْمُسَتَعَان وَعَلَيْكَ التُّكْلَان؟ اَنْتَ وَلِيُّنَا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَة؟ لَاتَكِلْنَا اِلَى اَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ فَنِذِلَّ وَنَخْزَى؟ نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ؟ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ اَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّآَتِ اَعْمَالِنَا؟ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ سُوءِ الْمُنْقَلَب وَمِنَ الْمَاْثَمِ وَالْمَغْرَمِ وَمِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَن؟ وَنَعُوذُ بِهِ سُبْحَانَهُ اَنْ يُؤَاخِذَنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا؟ وَنَعُوذُ بِهِ لِيَكُونَ لَنَا وَحْدَهُ سُبْحَانَهُ مُغِيثاً وَمَدَداً وَمُنْجِداً فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْاَشْهَاد؟ وَنَسْتَفْتِحُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير؟ رَبَّنَا ظَلَمْنَا اَنْفُسَنَا وَاِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين؟ وَاَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْتَ سُبْحَانَكَ تَعَالَى جَدُّكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ وَلَا اِلَهَ غَيْرُكَ وَلَامُدَبِّرَ لِلْاُمُورِ سِوَاك فَيَا رَبّ اَحْسِنْ تَدْبِيرَ اُمُورِنَا؟ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه جَاءَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّه؟ اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الْمُجْتَبَى وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين وَعَلَى اَصْحَابِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِين وَعَلَى كُلِّ مَنْ دَعَا بِدَعْوَتِهِ اِلَى يَوْمِ الدِّين وَسَلِّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَا رَبَّ الْعَالَمِين اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله؟ فَمِنْ سُورَةِ الْحَشْر قَوْلُ الْحَقِّ سبحانه وتعالى{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ اُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَاَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ اُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون(صَدَقْتَ يَا رَبَّنَا؟ اِنَّكَ عَلِيمٌ باِلنَّجْوَى؟ عَلِيمٌ بِالسِّرِّ وَاَخْفَى مِنَ السِّرّ وَاَنْتَ تَكْشِفُ عَنْ نُفُوسِ هَؤُلَاءِ النَّاسِ العُظَمَاءِ الَّذِينَ اُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ؟ حِينَمَا جَعَلْتَ سُبْحَانَكَ هَذَا الْفَيْءَ الَّذِي نَالَهُ رَسُولُ اللهِ وَمَنْ مَعَهُ دُونَ اَنْ يُوجِفُوا عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَارِكَاب؟ حِينَمَا كَانَ الْمُهَاجِرُونَ فُقَرَاءَ؟ وَالْاَنْصَارُ اَغْنِيَاءَ؟ وَلَابُدَّ مِنَ التَّقَارُبِ بَيْنَ الطَّبَقَتَيْنِ؟ وَذَلِكَ يَكُونُ بِاِعْطَاءِ هَؤُلَاءِ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ هَذَا الْفَيْءِ الَّذِي اَفَاءَهُ اللهُ عَلَى رَسُولِه{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ اُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَاَمْوَالِهِمْ(نَعَمْ اَخِي كَلِمَةٌ بَسِيطَةٌ نَقْرَؤُهَا وَنَحْسَبُهَا هَيِّنَة؟ وَلَكِنْ حِينَمَا يَقَعُ الْاِنْسَانُ فِيهَا؟ فَهَلْ هُنَاكَ اَعْظَمُ وَاَصْعَبُ مِنْ اَنْ يُخْرُجَ هَذَا الْاِنْسَانُ مِنْ دَارِهِ وَمِنْ بَيْتِهِ الَّذِي اَلِفَهُ ثُمَّ يُضْطَّرَّ اِلَى اَنْ يُهَاجَرَ اِلَى بَلَدٍ آَخَر؟ هَلْ هُوَ مِنَ السُّهُولَةِ بِمَكَان اَنْ يُخَاطِرَ بِحَيَاتِهِ هَذِهِ الْمُخَاطَرَةَ الْهَائِلَة؟ وَهَلْ يُطَاوِعُهُ قَلْبُهُ بِهَذِهِ الْبَسَاطَةِ اَنْ يَتْرُكَ{حَرَماً آمِناً يُجْبَى اِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ(اَلْاَمْرُ لَيْسَ هَيِّناً اَيُّهَا الْاُخْوَة؟ وَلِكِنَّ النُّفُوسَ الْمُؤْمِنَةَ تَقَبَّلَتْهُ بِكُلِّ رِضاً بِمُجَرَّدِ اَنْ سَمِعُوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً اِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ اَجْرُهُ عَلَى الله(اِنَّهُ اللهُ الَّذِي {يَصْعَدُ اِلَيْهِ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه(اِلَى اَعْلَى الْقِمَمِ فِي عِلِّيِّينَ؟ وَلَا يَكْتَفِي سُبْحَانَهُ بِذَلِكَ اَمَامَ مَلَائِكَتِهِ الْكِرَامِ حِينَمَا يَتَبَاهَى بِعِبَادِهِ هَؤُلَاءِ اَمَامَهُمْ؟ بَلْ يَجْعَلُ اُجُورَاَعْمَالِهِمُ الصَّالِحَةِ وَمِنْهَا هِجْرَتُهُمْ اِلَيْهِ تَقَعُ وَتَسْقُطُ عَلَى قَلْبِهِ سُبْحَانَهُ وَذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ سُقُوطاً حَادّاً قَوِيّاً سَرِيعاً رَحِيماً؟ مِنْ اَجْلِ اَجْرٍ وَثَوَابٍ وَنَعِيمٍ اَبَدِيٍّ لَيْسَ لَهُ حُدُودٌ مِنْ اَكْرَمِ الْاَكْرَمِينَ سُبْحَانَهُ؟ وَلَيْسَ كَسُقُوطِ ذَلِكَ الْمُشْرِكِ الَّذِي{خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ اَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق(اِنَّهُ سُقُوطُ الصَّاعِقَةِ الَّتِي تُحْرِقُ كُلَّ شَيْء؟ بَلْ تُسَاعِدُهَا الرِّيحُ عَلَى مَزِيدٍ مِنَ الْاِحْرَاقِ وَالاشْتِعَالِ فِي جَهَنَّمَ الْاَبَدِيَّةِ الَّتِي لَايَمُوتُ فِيهَا وَلَايَحْيَى؟ اِنَّهَا الطُّيُورُ الْجَهَنَّمِيَّةُ الْمُتَوَحِّشَةُ الَّتِي تَخْطَفُهُ قَبْلَ وُصُولِهِ اِلَى قَعْرِ جَهَنَّمَ بِجَاذِبِيَّةٍ حَادَّةٍ اَيْضاً قَوِيَّةٍ لَامَثِيلَ لَهَا؟ بَلْ هِيَ اَقْوَى مِنْ جَاذِبِيَّةِ الْاَرْضِ اَضْعَافاً مُضَاعَفَة؟ بَلْ هِيَ مَرْكَزُ الْجَاذِبِيَّة الْاَصْلِيّ؟ ثُمَّ تَقُومُ الطُّيُورُ الْجَهَنَّمِيَّةُ الْمُتَوَحِّشَةُ بِنَهْشِهِ بِمَنَاقِيرِهَا وَمَخَالِبِهَا حُنْقاً وَغَيْظاً وَغَضَباً لِله؟نَعَمْ اِنَّهَا جَهَنَّمُ الَّتِي لَمْ يَحْصَلْ فِيهَا يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اَبَداً جَزْرٌ اَوْ تَرَاجُعٌ لِمَنْسُوبِ مِيَاهِهَا الْحَمِيمِيَّةِ الْمَسْجُورَةِ وَلَا لِنِيرَانِهَا اللَّظَوِيَّةِ الْنَّزَّاعَةِ لِلشَّوَى وَالْمُسْتَعِرَةِ لِاِحْرَاقِ اَصْحَابِ الْهَوَى مُنْذُ اَنْ خَلَقَهَا الله؟ بَلْ اِنَّهَا تَمْتَدُّ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ وَاَكْثَرَ يَوْماً بَعْدَ يَوْم كُلَّمَا شَمَّتْ رَائِحَةَ الْكُفَّارِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ؟ حَتَّى اَنَّهَا تُحِيطَ بِهِمْ اِحَاطَةَ السُّوَارِ بِالْمِعْصَمِ وَهِيَ تَنْتَظِرُ اَمْرَ اللهِ فِيهِمْ؟ وَهِيَ مَلْهُوفَةٌ جَائِعَةٌ عَطْشَانَةٌ جِدّاً؟ كَمْ هِيَ مِسْكِينَةٌ جَهَنَّمُ وَهِيَ تَسْتَجْدِي خَالِقَهَا بِقَوْلِهَا حِينَ يَسْاَلُهَا بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَاْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيد(لِاَنَّ الْمِسْكِينَة يَا حَرَام تَحْتَاجُ اِلَى وَقُودٍ كَبِيرٍ جِدّاً مِنَ النَّاسِ وَالْحِجَارَةِ حَتَّى تَسْتَمِرَّ فِي اِشْعَالِ نِيرَانِهَا؟ وَاِلَّا فَاِنَّهَا تَاْكُلُ بَعْضَهَا ثُمَّ تَكَادُ تَنْفَجِرُ مِنْ شِدَّةِ الْغَيْظِ اِنْ لَمْ تَجِدْ مَاتَاْكُلُهُ مِنْ هَؤُلَاءِ غَضَباً وَحَمِيَّةً وَنُصْرَةً لِله بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِين{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظ (وَنَقُولُ لِجَهَنَّم؟ اِلَى مَتَى سَتَبْقَيْنَ هَكَذَا تَتَمَسْكَنِينَ حَتَّى تَتَمَكَّنِي؟ كَمْ اَنْتِ طَمَّاعَةٌ يَا جَهَنَّم؟ اَمَا آَنَ لِجُوعِ الطَّمَعِ اَنْ يَشْبَعَ عِنْدَكِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْحُثَالَةِ الَّذِينَ يُنَجِّسُونَ نَارَ جَهَنَّمَ بِذَاتِهَا؟ وَلَنْ تَسْتَطِيعَ جَهَنَّمُ تَطْهِيرَهُمْ مِنْ ذُنُوبِهِمْ مَهْمَا اَحْرَقَتْهُمْ اِذَا كَانُوا مِنْ اَهْلِهَا الْخَالِدِينَ اِلَى الْاَبَد؟ وَاِلَّا فَاِنَّهَا تَسْتَطِيعُ تَطْهِيرَ بَعْضِ النَّاسِ مِنْ اَصْحَابِ الْكَبَائِرِ مِنْ اُمَّةِ مُحَمَّد؟ وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْهَا وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ طَوِيلٍ جِدّاً؟وَاَمَّا الشَّهِيدُ فَاِنَّهُ يَرْتَفِعُ اِلَى السَّمَاءِ بِرُوحِهِ الطَّاهِرَةِ فِي اَحْلَى وَاَبْهَى نُزْهَةٍ كَوْنِيَّةٍ؟ ثُمَّ يَسْقُطُ سُقُوطاً حَادّاً كَمَا سَقَطَ قَبْلَ اَنْ يَمُوتَ بِسِلَاحٍ حَادٍّ اَيْضاً وَلَايَجِدُ مَظَلَّةً تَحْمِيهِ؟ فَيُرْسِلُ اللهُ اِلَيْهِ طُيُورَ الْجَنَّةِ الْخَضْرَاءِ الَّتِي تَخْطَفُهُ؟ ثُمَّ تَضُمُّهُ اِلَى مَنَاقِيرِهَا الْكَبِيرَةِ وَحَوَاصِلِهَا بِحَنَان؟ ثُمَّ تَهْوِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اِلَى جَنَّاتٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا؟ وَيُعْطِيهِ سُبْحَانَهُ مِنَ التَّحَكُّمِ بِقَانُونِ الْجَاذِبِيَّةِ وَالتَّكَيُّفِ مَعَهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي يُرِيدُهُ كَمَا يَحْصَلُ مَعَ رُوَّادِ الْفَضَاءِ دَاخِلَ مَرْكَبَاتِهِمْ وَعَلَى سَطْحِ الْقَمَرِ مُضْطَّرِين؟ وَلِكِنَّ اَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَفَوَّقُونَ عَلَيْهِمْ وَيَفُوقُونَهُمْ غَيْرَ مُضْطَّرِينَ اِلَى اسْتِحْضَارِ الْجَاذِبِيَّةِ اَوِ انْعِدَامِهَا؟وَلَكِنْ كَمَا تَشْتَهِيهِ اَنْفُسُهُمْ وَتَلَذُّ اَعْيُنُهُمْ وَيَحْلُو لَهُمْ؟اِنَّهُ الطَّمَعُ بِرِضَا الله؟ اِنَّهُ الطَّمَعُ بِمَحَبَّةِ اللهِ اَيُّهَا الْاُخْوَة؟ اِنَّهُ الطَّمَعُ بِالْاَجْرِ وَالثَّوَابِ الْعَظِيم وَالْجَنَّةِ الَّتِي تَشْتَاقُ اِلَى اَمْثَالِكُمْ اَيُّهَا الْاُخْوَةُ وَاَمْثَالِ هَؤُلَاءِ{الَّذِينَ اُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ اِلَّا اَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا الله(هَذِهِ هِيَ الْجَرِيمَةُ الَّتِي ارْتَكَبُوهَا فِي نَظَرِ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِين{اَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَك قَالَ سَنُقَتِّلُ اَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَاِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُون{اِنِّي اَخَافُ اَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ اَوْ اَنْ يُظْهِرَ فِي الْاَرْضِ الْفَسَادَ( وَالْاِرْهَاب؟وَالتَّارِي خُ يُعِيدُ نَفْسَهُ دَائِماً مَعَ اَمْثَال ِهَؤُلَاء؟ اِنَّهُمْ عَبَدَةُ الْاَصْنَامِ وَالْاَوْثَانِ وَالْمَادَّةِ وَالْجَاهِ وَالْهَوَى؟اِنَّهُمُ الْمُلْحِدُونَ وَالَّلادِينِيُّونَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ اَنَّ هَذَا الْكَوْنَ وُجِدَ بِالصُّدْفَةِ هَكَذَا خَبْطَ عَشْوَاءَ كَيْفَمَا اتَّفَقَ مَعَ ضَرْبَةِ حَظٍّ تُصِيبُ اَوْ تَخِيب؟ وَلِذَلِكَ لَايَمْنَعُهُمْ اِجْرَامُهُمُ اللَّامَحْدُودُ اَبَداً اَنْ يَقُومُوا بِالْقَصْفِ الْعَشْوَائِيِّ مِنْ اَجْلِ اسْتِهْدَافِ اَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ الْاَبْرِيَاءِ وَالضُّعَفَاءِ وَالْعُزَّل؟ فَهَؤُلَاءِ يَعْتَبِرُونَ{رَبُّنَا الله(جَرِيمَةً كُبْرَى فِي نَظَرِهِمْ نَسَبُوهَا{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ اُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَاَمْوَالِهِمْ( لِاَنَّهُمْ لَايُرِيدُونَ لِلْاِحْسَانِ وَلَا لِلْعَدْلِ اَنْ يَاْخُذَ مَجْرَاهُ فِي هَذَا الْكَوْنِ اَبَداً حَتَّى مَعَ اِلَهٍ عَادِلٍ ذِي قُوَّةٍ خَارِقَةٍ لَيْسَ لَهَا حُدُود؟ لِاَنَّ ذَلِكَ لَايَتَّفِقُ مَعَ اَهْوَائِهِمُ الشَّيْطَانِيَّةِ وَظُلْمِهِمْ وَبَغْيِهِمْ وَعُلُوِّهِمْ فِي الْاَرْضِ وَفَسَادِهِمْ وَتَجَبُّرِهِمْ عَلَى خَلْقِ اللهِ وَاسْتِعْبَادِهِمْ لَهُمْ وَقَدْ خَلَقَهُمُ سُبْحَانَهُ اَحْرَاراً اِلَّا مِنْ عُبُودِيَّتِهِمْ لَهُ عَزَّ وَجَلّ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه؟ لِاَنَّهُ اِلَهُ الْحُرِّيَّةِ المطلقة بِلَا حُدُود؟ وَمُنْذُ الْاَزَلِ اِلَى اَبَدِ الْآبِدِين؟ بِلَا بِدَايَة وَلَا نِهَايَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَايُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَل{وَاَمَّا الْآلِهَةُ الْمُزَيَّفَةُ مِنْ طَوَاغِيتِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ وَمِنْ اَصْحَابِ الْهَوَى فَهِيَ آلِهَةُ الْحُرِّيَّةِ الْمُقَيَّدَةِ الْمَحُدُودَة؟ لَهَا بِدَايَة؟ وَلَهَا نِهَايَة؟ وَسَتَحْتَرِقُ فِي نَارِ جَهَنَّم؟ وَسَيَتِمُّ اسْتِجْوَابُهَا وَالتَّحْقِيقُ مَعَهَا وَمُحَاسَبَتُهَا عَلَى كُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ وَهُمْ يُسْاَلُون( لِاَنَّ اَهْوَاءَهُمُ الشَّيْطَانِيَّةَ لَا تَتَّفِقُ مَعَ الْحَقِّ سُبْحَانَهُ اَبَداً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ اَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ فِيهِنّ} وَيَا لَيْتَ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ سَمَحُوا لَهُمْ اَنْ يَخْرُجُوا مَعَ اَمْوَالِهِمْ؟ وَلَكِنَّهُمُ اسْتَوْلَوْا عَلَى الْمَالِ وَعَلَى الدَّارِ فِي آنٍ وَاحِد؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ هَؤُلَاءِ المُهَاجِرِينَ لَمْ يُهَاجِرُوا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَسْتَجْدُوا اَوْ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَمُدُّوا اَيْدِيَهِمْ لِيَعِيشُوا عَلَى حِسَابِ غَيْرِهِمْ؟ وَلَكِنَّهُمْ كَمَا يَقُولُ الْقُرْآنُ{يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانَا(وَالْفَضْلُ هُنَا بِمَعْنَى الرِّزْقِ الْحَلَالِ الَّذِي يَبْتَغُونَهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ كَمَا يَاْمُرُهُمُ الْقُرْآنُ بِقَوْلِهِ{فَاِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْاَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ الله وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون(اِذَا انْتَهَتْ صَلَاةُ الْجُمُعَةِ فَاخْرُجُوا مِنَ الْمَسَاجِدِ؟ وَلَكُمُ الْحَقُّ اَنْ تَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِ الله؟ وَطَلَبُ الرِّزْقِ هُوَ فَرْدٌ مِنْ اَفْرَادِ فَضْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الَّذِي لَايُعَدُّ وَلَايُحْصَى؟ نَعَمْ اَخِي هَؤُلَاءِ لَمْ يَذْهَبُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَجْمَعُوا الْمَالَ؟ وَاِنَّمَا هَاجَرُوا ابْتِغَاءَ فَضْلٍ مِنَ اللهِ يَطْلُبُونَ الرِّزْقَ الْحَلَالَ وَالرِّضْوَانَ مِنَ الله؟ وَيَا لَهَا مِنْ دَرَجَةٍ عُلْيَا؟ حِينَمَا يَصِلُ الْعَبْدُ اِلَى رِضْوَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ عَنْ اَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ اَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال[ يُنَادِي اللهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ اَصْحَابَ الْجَنَّةِ فَيَقُول يَا اَهْلَ الْجَنَّةِ؟ فَيَقُولُونَ لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْك وَالْخَيْرُ كُلُّهُ بِيَدَيْك؟ فَيَقُولُ لَهُمْ هَلْ رَضِيتُمْ عَنِّي كَمَا رَضِيتُ عَنْكُمْ؟ فَيَقُولُونَ يَا رَبَّنَا وَمَالَنَا لَانَرْضَى وَقَدْ اَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ اَحَداً مِنَ الْعَالَمِين؟ فَيَقُولُ سُبْحَانَهُ وَهَلْ تَبْغُونَ اَفْضَلَ مِنْ ذَلِك؟ قَالُوا وَهَلْ هُنَاكَ اَفْضَلُ مِنْ ذَلِك؟ فَيَقُولُ سُبْحَانَهُ نَعَمْ اُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي وَلَا اَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ اَبَداً؟ نَعَمْ اَخِي اِنَّهُ الرِّضَى الْمُتَبَادَلُ بَيْنَ اللهِ وَعِبَادِهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه(يَا لَهَا مِنْ نِعْمَةٍ عَظِيمَةٍ لَاتَعْدِلُهَا وَلَاتُسَاوِيهَا نِعْمَة؟ وَهَلِ اللهُ تَعَالَى بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ نَرْضَى عَنْهُ وَهُوَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ اِلَيْه؟ فَيَا رَبّ اَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقُرَاء اَمْدِدْنَا بِمَدَدٍ مِنْ عِنْدِك؟ اَللَّهُمَّ اَمِدَّنَا بِمَدَدِ الْعَوْنِ وَالسَّكِينَةِ؟ وَثَبِّتِ الْاِيمَانَ فِي قُلُوبِنَا يَا رَبَّ الْعَالَمِين؟ نَعَمْ يَا عِبَادِي لَكُمْ اَفْضَلُ مِنْ ذَلِك؟ وَهَلْ هُنَاكَ اَفْضَلُ مِنْ هَذَا يَا رَبّ؟ قَالَ نَعَمْ اُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي وَاَرْضَى عَنْكُمْ رِضاً دَائِماً لَايَنْقَطِعُ اَبَداً؟ يَا عِبَادِي هَلْ تَتَنَعَّمُونَ فِي الْجَنَّة؟ نَعَمْ يَا رَبَّنَا؟ هَلْ تُرِيدُونَ نَعِيماً اَكْثَرَ وَاَنْعَمَ مِنْ ذَلِك؟ فَيَقُولُونَ يَا رَبَّنَا يَا مَنْ رَضِيتَ عَلَيْنَا وَعَنَّا هَلْ هُنَاكَ اَنْعَمُ مِنْ ذَلِك؟ فَيَقُولُ الْخَالِقُ الْمَنَّانُ نَعَمْ؟ وَكَاَنَّهُمْ يَغْفَوْنَ اِغْفَاءَة ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَفْتَحُونَ عُيُونَهُمْ؟ فَيَتَجَلَّى لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ رَبُّ الْعِزَّةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ اِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة(اِنَّهُ الْمَشْهَدُ الْعَظِيمُ الْاَعْظَمُ الَّذِي يُنْسِيهِمْ كُلَّ نَعِيم؟بَلْ كُلُّ نَعِيمٍ اِذَا قِيسَ بِهَذَا الْمَشْهَدِ فَاِنَّهُ يَتَضَاءَلُ اَمَامَ الْوَجْهِ الْكَرِيم؟ اَمَامَ وَجْهِ ذِي الْجَلَالِ وَالْاِكْرَام؟ هَنِيئاً لَكُمْ بِهَذَا النَّعِيمِ يَا جَيْشَ اللهِ الْحُرّ؟ هَنِيئاً لَكُمْ بَعْدَ اَنْ تَخَلَّى الْعَالَمُ كُلُّهُ عَنَّا؟ وَلَكِنَّكُمْ لَمْ تَتَخَلَّوْاعَنَّا؟هَنِيئ اً لَكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ الَّذِي لَنْ يَتَخَلَّى عَنْكُمْ وَعَنَّا اَبَداً؟ هَنِيئاً لَكُمْ وَلِاِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْاِيمَانِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْاَنْصَارِ؟ وَقَدْ عَبَدْتُّمُ اللهَ جميعا حَقَّ عِبَادَتِهِ مَااسْتَطَعْتُمْ دُونَ اَنْ تَرَوْهُ بِاَعْيُنِكُمْ؟ وَلَكِنْ رَاَتْهُ قُلُوبُكُمْ؟ وَرَاَتْهُ نُفُوسُكُمْ؟ اِنِّي لَا اَرَاكَ وَاَراك؟ كَمَا تَقُولُ رَابِعَة رَحِمَهَا الله؟ نَعَمْ لَا اَرَاكَ بِذَاتِك؟ وَلَكِنَّي اَرَى آَثَارَ قُدْرَتِك؟ فِي نُقْطَةِ الْمَاءِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاء؟ فِي الْجِبَالِ الرَّاسِيَات؟ فِي الطَّيْرِ الصَّافَّات؟ فِي الرِّيَاحِ الَّتِي تَهُبّ؟ فِي الْمَاءِ الَّذِي يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء؟ فِي كُلِّ شَيْءٍ يَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين؟ نَعَمْ يَا رَبّ؟ اِنَّهَا دَعْوَةُ نَبِيِّكَ يُونُسَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَام فِي ظُلُمَاتِ الْبَحْر{وَذَا النُّونِ اِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ اَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه(اَنْ لَنْ نُضَيِّقَ عَلَيْه{اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ(يُوَسِّع{ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِر(يُضَيِّق{فَنَاد َى فِي الظُّلُمَاتِ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين(يَقُولُ الْاِمَامُ جَعْفَرُ الصَّادِقُ رَحِمَهُ الله عَجِبْتُ لِمَنْ يَقَعُ فِي الْكَرْبِ وَلَا يَدْعُو بِدُعَاءِ يُونُس؟ فَاِنَّه بِمُجَرَّدِ اَنْ قَالَ{لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ؟ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ؟ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِين(الَّذِينَ{ي َبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَه(خَرَجُوا مِنْ مَكَّةَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَنْصُرُوا الله؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَنْصُرُوا دِينَ الله؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَنْصُرُوا رَسُولَ اللهِ الَّذِي تَمَثَّلَ هَذِهِ الْقِيَمَ وَالْفَضَائِلَ كُلَّهَا؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُزَكِّيهِمُ الله؟ وَمَا اَحْلَى وَمَااَجْمَلَ وَمَااَرْوَعَ وَمَااَعْظَمَ اَنْ يُزَكِّيَ اللهُ اِنْسَانَاً وَيَمْدَحَهُ وَخَاصّةً بِقَوْلِهِ{اُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون( فَاِذَا كَانَ اللهُ يُزَكِّيهِمْ وَيَمْدَحُهُمْ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ عَنْهُمْ اَنَّهُمْ صَادِقُون اَيُّهَا الشِّيعَة؟ فَلَوْ اَنَّ الْخَلَائِقَ جَمِيعاً كَذَّبُوهُمْ وَطَعَنُوا فِيهِمْ؟ فَاِنَّ اللهَ اَصْدَقُ الْقَائِلِينَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ اَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلَا{وَمَنْ اَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثَا}مَاالَّذِي جَعَلَهُمْ يَتْرُكُونَ نَعِيمَ الدُّنْيَا وَيَذْهَبُونَ فِي سَبِيلِ الله؟ اِنَّهُ الصِّدق؟ اِنَّهُمْ صَادِقُونَ فِي اِيمَانِهِمْ؟ صَادِقُونَ فِي اَقْوَالِهِمْ؟ صَادِقُونَ فِي سُلُوكِهِمْ؟ صَادِقُونَ فِي مَوَاعِيدِهِمْ؟ صَادِقُونَ فِي عُهُودِهِمْ وَمُعَاهَدَاتِهِمْ حَتَّى مَعَ اَعْدَائِهِمْ؟ اِنَّهُ خُلُقُ الْاِسْلَامِ وَالْاِيمَان؟ وَلَاتَظُنَّنَ اَخِي اَنَّ الْمُؤْمِنَ يَكُونُ غَبِيّاً اِذَا كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ اَوْ اَنَّ خَصْمَهُ يَكُونُ اَذْكَى مِنْه لَا؟ قِيلَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَصْمُكَ اَذْكَى مِنْكَ؟ فَقَالَ لَا وَاللهِ لَيْسَ بِاَذْكَى مِنِّي؟ وَلَكِنَّهُ يَخْدَعُ وَلَا اَخْدَعُ؟ لِاَنَّ اِيمَانِي وَتَرْبِيَةَ رَسُولِ اللهِ لِي تَمْنَعُنِي مِنْ اَنْ اَخْدَعَ خَصْمِي؟ وَلَا اَجِدُ حِيلَةً شَرْعِيَّةً تُرْضِي اللهَ لِمُوَاجَهَةِ خَدِيعَةِ خَصْمِي لِي؟ وَلَقَدْ كَانَ صِهْرِي عُمَرَ رَحِمَهُ اللهُ يَجِدُهَا؟ وَكَانَ يَقُولُ لَسْتُ بِالْخِبِّ وَلَكِنَّ الْخِبَّ لَايَخْدَعُنِي؟ وَكَانَ يَسْتَشِيرُنِي؟ وَكُنْتُ اَجِدُ لَهُ مِنَ الْحِيَلِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي تُرْضِي اللهَ مَا جَعَلَهُ يَقُولُ لَوْلَا عَلِيٌّ لَهَلَكَ عُمَر؟ وَلَكِنَّ اللهَ لَمْ يُوَفِّقْنِي اِلَى اِيجَادِ مَخْرَجٍ شَرْعِيٍّ مِنْ اجل مواجهة خَدِيعَةِ خَصْمِي لِي؟ اِلَّا اَنِّي رَضِيتُ بِالتَّحْكِيمِ؟ وَخِفْتُ كَثِيراً جِدّاً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْخَائِنِين(وَلَوْلَا اَنَّ دِينَ الْاِسْلَامِ لَايَرْضَى مِنِّي خِيَانَةَ الْعَدُوِّ وَلَا خِيَانَةَ الصَّدِيق؟ لَكَانَ بِاِمْكَانِي التَّغَلُّبُ عَلَى خَصْمِي؟ وَنَقُولُ لِلْاِمَامِ عَلِيّ لَاتَثْرِيبَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكَ وَهُوَ اَرْحَمُ الرَّاحِمِين؟ وَمَاذَا تَسْتَطِيعُ اَنْ تَفْعَلَ اَيُّهَا الْاِمَامُ الْعَظِيمُ وَقَدْ خَذَلَكَ الْخَوِارِجُ مِنْ شِيعَتِكَ مِنْ اَقْرَبِ الْمُقَرَّبِينَ اِلَيْكَ قَبْلَ غَيْرِهِمْ؟ مَاذَا تَسْتَطِيعُ اَنْ تَفْعَلَ وَكَمَا يُقَال لَارَاْيَ لِمَنْ لايُطَاع؟مَاذَا تَفْعَلُ وَقَدْ كَانَ حَبِيبُكَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُفَضِّلُ اَنْ يُقْتَلَ وَيَمُوتَ غَدْراً وَخَدِيعَةً مِنْ قَاتِلِهِ عَلَى اَنْ تَحْصَلَ فِتْنَةٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ يَكْثُرُ فِيهَا سَفْكُ الدِّمَاءِ الْبَرِيئَة؟مَاذَا تَفْعَلُ وَقَدْ اَرْسَلْتَ اِلَيْهِ رَيْحَانَتَيْ رَسُولِ اللهِ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رضي الله عنهما مِنْ اَجْلِ الدِّفَاعِ عَنْهُ وَلَمْ يَكُنْ بِحَاجَتِهِمَا؟ وَكَانَ بِاِمْكَانِهِ مُوَاجَهَةُ خَصْمِهِ الَّذِينَ حَاصَرُوا قَصْرَهُ وَخَدِيعَتَهُمْ وَالتَّغَلُّبَ عَلَيْهِمْ بِعَقْلِهِ وَحِكْمَتِهِ قَبْلَ سَيْفِهِ؟لَكِنَّ الْخَوْفَ مِنَ اللهِ مَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ وَخَاصَّةً حِينَمَا تَذَكَّرَ قَوْلَ اَخِيهِ هَابِيلَ مِنْ قَبْلُ وَقَالَ لَهُمْ مَا وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ وَخَاطَبَهُمْ بِلَهْجَةِ الْجَمَاعَة{لَئِنْ بَسَطْتُّمْ اِلَيَّ يَدَكُمْ لِتَقْتُلُونِي مَا اَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ اِلَيْكُمْ لِاَقْتُلَكُمْ اِنِّي اَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِين(وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ وَقَعَ مَحْذُورُهُ وَحَصَلَتْ فِتْنَةٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَ لَكِنَّهَا كَانَتْ اَخَفَّ ضَرَراً وَوَقْعاً عَلَيْهِمْ بَعْدَ اَنْ ضَحَّى عُثْمَانُ بِحَيَاتِهِ رَضِي اللهُ عَنْهُ مِنْ اَجْلِ حَقْنِ دِمَائِهِمْ كَمَا فَعَلَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَمَا تَنَازَلَ عَنِ الْخِلَافَةِ وَكَمَا فَعَلَ اَبُوهُ مِنْ قَبْلِهِ حِينَ رَضِيَ بِالتَّحْكِيمِ حَقْناً لِدِمَاءِ الْمُسْلِمِين وَكَمَا فَعَلَتْ اُمُّنَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا حِينَمَا خَرَجَتْ مِنْ اَجْلِ الْاِصْلَاحِ حَقْناً لِدِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ اَيْضاً وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ حَصَلَتْ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ ذَهَبَ ضَحِيَّتَهَا كَثِيرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ هَذِهِ الْحَالَاتِ الْاِصْلَاحِيَّةِ مِنْ هَؤُلَاءِ الصَّفْوَةِ الْكِرَامِ مِنْ عِبَادِ اللهِ وَاُمِّهِمْ عَائِشَةَ رُوحِي فِدَاهَا وَفِدَى زَوْجِهَا وَاَبِيهَا وَفِدَاهُمْ جَمِيعاً وَقَدْ بَاءَتْ مُحَاوَلَاتُهُمْ جَمِيعُهُمْ بِالْفَشَل؟وَمَاذَا يَسْتَطِيعُ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً اَنْ يَفْعَلُوا اَمَامَ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام لِابْنِ عَمِّهِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا[وَاعْلَمْ اَنَّ الْاُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى اَنْ يَنْفَعُوكَ(مِنْ اَجْلِ الْاِصْلَاحِ وَحَقْنِ الدِّمَاءِ اِلَى آخِرِ مَا هُنَالِك{لَمْ يَنْفَعُوكَ اِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ وَالْعَكْسُ صَحِيح رُفِعَتِ الْاَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُف(فَاِنَ احْتَجَّ عَلَيْنَا الشِّيعَةُ اَنَّ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ بِاِمْكَانِهِ حَقْنُ الدِّمَاءِ وَعَدَمُ الْخَوْضِ فِي حَرْبِ صِفِّين؟ فَاِنَّنَا نَقُولُ لَهُمْ اَنَّ الْاَمْرَ لَمْ يَكُنْ يَقْتَصِرُ عَلَى قَاتِلٍ وَاحِدٍ قَامَ بِقَتْلِ عُثْمَان؟بَلْ مَجْمُوعَةٌ كَبِيرَةٌ مِنَ الْقَتَلَةِ اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ وَقَتَلَتْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْه؟ وَكَانَ مُعَاوِيَةُ يُطَالِبُ بِتَسْلِيمِهِمْ مِنْ اَجْلِ الْقِصَاصِ مِنْهُمْ؟ وَنَحْنُ نَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ بِاَنَّ الْخَطَرَ الْهَائِلَ الْاَعْظَمَ يَاْتِي مِنْ قَاتِلٍ وَاحِدٍ فَقَطْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَكَاَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعَا(فَمَا بَالُكُمْ بِمَجْمُوعَةٍ كَبِيرَةٍ جِدّاً مِنَ الْقَتَلَةِ الْمُجْرِمِينَ الْمُنْدَسِّينَ الَّذِينَ انْخَرَطُوا فِي جَيْشِ عَلِيٍّ حَتَّى اَصْبَحَتْ حَيَاةُ عَلِيٍّ نَفْسِهِ فِي خَطَرٍ شَدِيدٍ بِسَبَبِهِمْ؟ وَنَحْنُ نَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ اَيْضاً بِاَنَّ مُعَاوِيَةَ لَمْ يُخَالِفْ هَدْيَ عَلِيٍّ وَتَعَالِيمَهُ فِي هَذِهِ الْحَرْبِ الَّتِي شَنَّهَا عَلَى جَيْشِ عَلِيّ؟ فَقَدَ اَشَارَ عَلِيٌّ نَفْسُهُ عَلَى صِهْرِهِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي عَهْدِ عُمَرَ اَنْ يَقْتُلَ السَّبْعَةَ جَمِيعَهُمُ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا عَلَى قَتْلِ وَاحِدٍ فَقَطْ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَقُولَتَهُ الْمَشْهُورَةَ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ اَهْلُ الْيَمَنِ جَمِيعُهُمْ لَقَتَلْتُهُمْ بِهِ؟ وَنَحْنُ نَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ اَيْضاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً(كَعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ{فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً(وَلِيِّ الدَّمِ مُعَاوِيَة؟لِاَنَّهُ مِنْ اَقْرِبَائِه{فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ اِنَّهُ كَانَ مَنْصُورَا(وَلَوْ كَانَ مُعَاوِيَةُ مُسْرِفاً فِي الْقَتْلِ آخِذاً اَكْثَرَ مِنْ حَقِّهِ وَحَقِّ عُثْمَانَ فِي الْقِصَاصِ لَمَا رَضِيَ الْحَسَنُ اَنْ يَتَنَازَلَ لَهُ عَنِ الْخِلَافَةِ اَبَداً لِاَنَّهُ يَعْلَمُ عِلْمَ الْيَقِينِ اَنَّ اللهَ {لَايُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ( وَلَايُرِيدُ لَهُمْ اَنْ يَكُونُوا خُلَفَاءَ اللهِ فِي اَرْضِه؟ وَاَمَّا قَوْلُكُمْ عَنِ امْرَاَةِ نُوحٍ وَامْرَاَةِ لُوطٍ اَنَّهُمَا خَائِنَتَانِ كَمَا ذَكَرَتِ الْآيَة؟ فَالْخِيَانَةُ هُنَا هِيَ خِيَانَةٌ فِي الْعَقِيدَة؟ وَلَيْسَتْ خِيَانَةً زَوْجِيَّةً بِسَبَبِ الْفَاحِشَة؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى عَصَمَ اَنْبِيَاءَهُ مِنْ ذَلِك؟ فَاِنِ احْتَجَّ عَلَيْنَا الشيعة وَقَالُوا نَحْنُ نُلْزِمُكُمْ بِهَذِهِ الْآيَاتِ وَاَمْثَالِهَا مِنْ اَجْلِ الطَّعْنِ عَلَى الصَّحَابَةِ وَاُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَاِنَّنَا نَقُولُ لَهُمْ وَنَحْنُ اَيْضاً نُلْزِمُكُمْ مِنْ اَجْلِ الطَّعْنِ عَلَى الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَاتَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ اِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُوم؟ لَوْلَا اَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُوم؟ فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِين( فَهَلْ يُلْزِمُنَا اللهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِالطَّعْنِ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ يُونُسَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَام؟ فَاِنْ قُلْتُمْ نَعَمْ فَاِنَّ هَذَا الْقَوْلَ يَجْعَلُكُمْ تَكُفُرُونَ كُفْراً مُرَكَّباً مُضَاعَفاً؟ لِاَنَّكُمْ فِي الْاَصْلِ خَارِجُونَ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ؟ بِسَبَبِ طَعْنِكُمْ فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ فَقَطْ مِنْ كَلِمَاتِ كِتَابِ الله؟ مَاذَا اَقُولُ لَكُمْ اَيُّهَا الْحُثَالَةُ الْاَقْذَارُ الْاَوْسَاخُ الْاَنْجَاس؟ اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم وَاللهُ عَلَى مَا اَقُولُ شَهِيد اَنَّ شَتْمَكُمْ وَلَعْنَكُمْ جِيلاً بَعْدَ جِيل وَبِاَقْبَحِ الْكَلِمَاتِ وَاَشْنَعِهاَ وَاَقْذَرِهَا هُوَ مِنْ اَعْظَمِ الْقُرُبَاتِ عِنْدَ الله؟ وَاَنَّ مَنْ يَشْتُمُكُمْ وَيَلْعَنُكُمْ هُوَ سَيِّدُ الْقِدِّيسِينَ عِنْدَ اللهِ يَا اَوْلَادَ الْمُتْعَةِ وَالزِّنَى فَعَلَيْكُمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِينَ اِلَى اَبَدِ الْآبِدِين؟وَبَارَكَ اللهُ بِاَصْحَابِ الْفِكْرِ الشِّيعِيِّ الْحُرّ؟لِاَنَّهُمْ وَحْدَهُمْ مَنْ سَيُعِيدُونَ لِآلِ الْبَيْتِ وَالْاَصْحَابِ وَاُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ اعْتِبَارَهُمْ وَيَحْمُونَهُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَوْغَادِ الَّذِينَ يَقُولُونَ عَنِ الْاِمَامِ عَلِيٍّ اَنَّهُ اَحْقَرُ مِنَ بَعُوضَة؟؟وَلَقَدْ كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَشْتَرِطُ عَلَى فِتْيَانِهِ مِنَ الْعَبِيدِ الْمَمْلُوكِينَ اَنْ يُتْقِنُوا صَلَاتَهُمْ حَتَّى يُعْتِقَهُمْ وَيُعْطِيَهُمْ حُرِّيَّتَهُمْ؟ فَجَاءَ اَحَدُهُمْ اِلَيْهِ يَوْماً وَقَالَ يَاسَيِّدِي اِنَّ هَؤُلَاءِ يَخْدَعُونَكَ فَاِنَّهُمْ يُصَلُّونَ كَنَقْرِ الدِّيكِ سَارِقِينَ الْخُشُوعَ مِنْ صَلَاتِهِمْ بَعْدَ اَنْ تُفَارِقَهُمْ؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَامَجَالَ لِلتَّرَاجِعِ عَنِ عِتْقِهِمْ اَبَداً؟ لِاَنَّ الْعِتَاقَ هُوَ اَحَدُ ثَلَاثٍ جَدُّهُنَّ جَدّ وَهَزْلُهُنَّ جَدٌّ كَمَا قَالَ حَبِيبِي رَسُولُ الله؟ وَاَمَّا خَدِيعَتُهُمْ لِي فَمَنْ خَدَعَنَا لِوَجْهِ اللهِ انْخَدَعْنَا لَهُ؟ اِذَا كَانَتْ نَتِيجَةُ خَدِيعَتِهِ تُؤَدِّي اِلَى مَرْضَاةِ اللهِ الْكُبْرَى مِنْ تَحْرِيرِ الرَّقَبَة؟ نَعَمْ اَخِي هَذَا هُوَ خُلُقُ الْاِسْلَام؟ هَذَا هُوَ خُلُقُ الْاِيمَان؟ فَحِينَمَا يَقُولُ سُبْحَانَهُ عَنْ هَؤُلَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الْاَوَائِلِ كَاَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَغَيْرِهِمْ{اُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون(فَهُمُ الصَّادِقُونَ رَغْمَ اُنُوفِ مَنْ يُكَذِّبُهُمْ؟نَعَمْ اَخِي اَلنَّعِيمُ وَالتَّرَفُ قَدْ يُلْهِي الْاِنْسَانَ عَنْ ذِكْرِ الله؟ وَالنِّعْمَةُ قَدْ تُنْسِي كَثِيراً مِنَ النَّاسِ مَا اَوْجَبَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ؟ اَكْثَرُ النَّاسِ يَتَعَلَّقُونَ بِالنِّعْمَةِ؟ وَيَنْسَوْنَ الْمُنْعِمَ وَهُوَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ نَعَمْ وَلَكِنَّكَ اَخِي الْمُؤْمِنُ لاتَرْضَى اَنْ تَبْقَى عَلَى هَذِهِ الْحَالِ الْمُخْزِيَةِ مِنَ الْجُحُودِ وَالنُّكْرَانِ لِنِعَمِ اللهِ؟ وَلَاسِيَّمَا اِذَا كُنْتَ شَابّاً فَتِيّاً تَعِيشُ فِي دَلَالٍ بَيْنَ اَبَوَيْكَ؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اِذَا بِكَ تَخْرُجُ عَنْ كُلِّ هَذَا الدَّلَالِ؟ وَعَنْ كُلِّ هَذَا النَّعِيمِ؟ اِلَى مَرْضَاتِهِ سُبْحَانَه؟ وَاِلَيْكَ اَخِي نَمُوذَجاً مِنْ نَمَاذِج ِهَذَا الشَّبَابِ الْمُؤْمِن؟ اِنَّهُ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْر رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وَاَرْضَاه؟ هَذَا الشَّابُّ الَّذِي مَاعَرَفَتْ مَكَّةُ شَابّاً مُدَلّلاً مِثْلَه؟ كَانَ اَرَقَّ النَّاسِ حَرِيراً وَ ثَوْباً؟ وَكَانَ اَنْعَمَهُمْ نِعْمَةً؟ وَكَانَ اَطْيَبَهُمْ رَائِحَةً؟ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّهُ كَانَ حَدِيثَ النِّسَاءِ الْحَسْنَاوَاتِ الْحِسَانِ؟ بَلْ كَانَ حَدِيثَ الرِّجَالِ مِثْلِهِ شَبَاباً كَانُوا اَوْ كُهُولاً اَوْ اَطْفَالاً؟ وَكَانَ اِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ رَمَقَتْهُ الْاَعْيُنُ وَتَابَعَتْ مَسِيرَتَهُ حَتَّى يَتَوَارَى عَنْهَا؟ نَعَمْ كُلُّ مَنْ يَخْرُجُ عَلَيْهِ مُصْعَبُ يُشْغَلُ بِهِ عَنْ غَيْرِهِ؟ بِسَبَبِ حُسْنِهِ وَجَمَالِهِ وَرَوَائِحِهِ الْعِطْرِيَّةِ الطَّيِّبَةِ الَّتِي لَمْ يَكُنْ لَهَا مَثِيل؟ فَكَانَ اَقْرَانُهُ وَمَنْ هُمْ فِي عُمُرِهِ وَجِيلِهِ يَتَحَايَلُونَ؟ لِيَضَعُوا ثِيَابَهُمْ مَعَ ثِيَابِهِ لِتُغْسَلَ مَعاً؟ وَلِتَكْتَسِبَ ثِيَابُهُمْ مِنْ ثِيَابِهِ الْعِطْرَ الْفَوَّاح؟وَكَانَتْ اُمُّهُ قَوِيَّةَ الشَّخْصِيَّة؟ اِنَّهَا خُنَاسُ بِنْتُ مَالِك؟ وَكَانَتْ قَوِيَّةً الشَّخْصِيَّةِ اِلَى دَرَجَةِ اَنْ يَهَابَهَا الرِّجَال؟ وَكَانَتْ تُدَلِّلُ وَلَدَهَا مُصْعَبَ تَدْلِيلاً لَامَثِيلَ لَهُ؟ وَلِكِنَّ مُصْعَبَ يَسْمَعُ اَنَّ هُنَاكَ رَجُلاً اسْمُهُ مُحَمَّد يَقْضِي غَالِبَ وَقْتِهِ فِي دَارِ النَّدْوَةِ وَمَعَهُ بَعْضُ النَّاس؟ فَيَسْاَلُ مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ لَهُ هَذَا مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِب؟ فَيَقُولُ وَمَاذَا يَقُولُ لِهَؤُلَاءِ النَّاس؟ فَيُقَالُ لَهُ يَزْعُمُ اَنَّهُ يُوحَى اِلَيْه؟ وَكَانَتِ الدَّعْوَةُ آنَذَاكَ سِرِّيَّة؟ فَاحْتَالَ مُصْعَب؟ وَاحْتَاطَ حَتَّى يَدْخُلَ مَجْلِسَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَام؟ فَقُدِّرَ لَهُ اَنْ يَدْخُل؟ وَكَيْفَ لَا وَهُوَ شَابٌّ يُفَتِّشُ عَنِ الْحَقِيقَة؟ وَلَاتَظُنَّنَّ اَخِي اَنَّ مَنْ يَعِيشُ فِي تَرَفٍ دَائِمٍ اَنَّهُ يَشْعُرُ بِلَذَّةِ الْحَيَاة؟ لَا يَااَخِي اَلْحَيَاةُ لَابُدَّ اَنْ تَتَقَلَّبَ بِاَهْلِهَا؟ فَيَوْمُ فَرَج؟ وَيَوْمُ ضِيق؟ وَيَوْمُ شِبَع؟ وَيَوْمٌ فِيهِ نَوْعٌ مِنَ الْجُوع؟ اِنَّهُ الْجُوعُ الْاَكْبَرُ اِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِيقَةِ الْكُبْرَى؟ وَكَاَنَّ مُصْعَبَ كَرِهَ هَذِهِ الْحَيَاةَ الْمُتْرَفَةِ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا فِكْرٌ نَيِّر؟ وَلَاتَهْدِيهِ اِلَى طَرِيقٍ اِنْسَانِيٍّ سَلِيم؟ فَمَا اَنْ سَمِعَ بَعْضَ الْآَيَاتِ مِنْ رَسُولِ الله؟ فَاِذَا بِهِ يُعْلِنُ اِسْلَامَهُ بِقَوْلِهِ اَشْهَدُ اَنْ اِلَهَ اِلَّا الله وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله؟ هَذِهِ الْعِبَارَةُ كَانَتْ تُحْدِثُ انْقِلَاباً نَفْسِيّاً فِي نَفْسِ الْاِنْسَان؟ وَلَيْسَتْ هِيَ مُجَرَّدُ كَلِمَاتٍ نَعُدُّهَا عَدّاً ثُمَّ نَقُولُ لَا اِلَهَ اِلَّا الله ثُمَّ نَتَّخِذُ هَوَى اَنْفُسِنَا الَّذِي لَايَخْضَعُ لِلْحَقِّ سُبْحَانَهُ اِلَهاً يُعْبَدُ مِنْ دُونِ الله؟ فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَ مُصْعَب؟ سَمِعَتْ بِهِ اُمُّه؟ فَكَانَتْ فَجِيعَةً وَصَدْمَةً كُبْرَى لَهَا؟ اِنَّهَا خُنَاسُ بِنْتُ مَالِك؟ وَكَانَ مُصْعَبُ يَقُولُ فِي نَفْسِهِ وَيُحَدِّثُ اَتْرَابَهُ بِذَلِكَ اَيْضاً؟ وَاللهِ لَوْ غَضِبَتْ عَلَيَّ قُرَيْشٌ كُلُّهَا؟ وَاللهِ لَوْ غَضِبَتْ عَلَيَّ الصَّحَارَى وَالْوِهَادُ وَالْجِبَال؟ بَلْ لَوْ غَضِبَتْ عَلَيَّ الْاَرْضُ كُلُّهَا؟ فَذَلِكَ اَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ اَنْ تَغْضَبَ عَلَيَّ اُمِّي؟ اِنَّ غَضَبَهَا لَيْسَ بِالْاَمْرِ الْهَيِّنِ عَلَى نَفْسِي؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ تَحَمَّلَ مُصْعَبُ غَضَبَهَا؟ فَمَاذَا فَعَلَتْ بِهِ بَعْدَ ذَلِك؟ لَقَدْ حَبَسَتْه؟ وَاَخَذَتْ تُذِيقُهُ اَلْوَاناً مِنَ الْعَذَاب؟ اِنَّهُ وَلَدُهَا الْمُدَلَّل؟ اَحَبُّ اَوْلَادِهَا اِلَى وَعَلَى قَلْبِهَا؟ وَالَّذِي لاتَرَى فِي الْوُجُودِ سِوَاه؟ يَخْرُجُ الْيَوْمَ عَنْ طَاعَتِهَا؟ وَيَصْبَاُ وَيَتْرُكُ دِينَهَا؟ دِينَ الْآَبَاءِ وَالْاَجْدَاد؟ وَيَتَّبِعُ هَذَا الْاَفَّاكَ الْكَذَّابَ مُحَمَّد فِي زَعْمِهِمْ لَعَنَهُمُ الله؟ هَذَا لَايُمْكِنُ اَنْ يَكُونَ اَبَداً؟ وَيُسْتَضْعَفُ الْمُسْلِمُونَ فِي مَكَّة؟ وَيَاْذَنُ رَسُولُ اللهِ لَهُمْ اَنْ يُهَاجِرُوا اِلَى الْحَبَشَة؟ فَاحْتَالَ مُصْعَب؟ وَخَرَجَ مَعَ الْمُهَاجِرِينَ اِلَى الْحَبَشَة؟ ثُمَّ اُشِيعَ بَعْدَ ذَلِكَ اَنَّ الْمُشْرِكِينَ دَخَلُوا الْاِسْلَام؟ فَعَادَ مُصْعَبُ مَعَ مَنْ عَادَ اِلَى مَكَّة؟ فَاِذَا الْاَمْرُ خِلَافَ مَا سَمِعُوه؟ وَهُنَا تُحْكِمُ الْخِنَاقَ عَلَى وَلَدِهَا؟ وَتَضَعُ خُنَاسُ وَلَدَهَا مُصْعَباً فِي السِّجْن؟ وَتُهَدِّدُهُ قَائِلَةً سَاُذِيقُكَ الْعَذَابَ الْاَلِيم؟ فَقَالَ لَهَا اِسْمَعِي يَا اُمَّاه؟ فَوَاللهِ وَلَوْ وَضَعْتِ عَلَيَّ مَا تَضَعِينَ مِنْ حَرَس؟ فَاِنِّي لَابُدَّ سَاَقْتُلُهُمْ وَاَخْرُجُ مِنْ هَذَا السِّجْن؟ وَكَانَتْ خُنَاسُ تَعْلَمُ اَنَّ وَلَدَهَا مُصْعَب اِذَا صَمَّمَ عَلَى اَمْرٍ؟ فَاِنَّهُ لَابُدَّ اَنْ يَفْعَلَهُ وَيُنَفِّذَهُ؟ لِاَنَّهُ اكْتَسَبَ الْعَنَادَ مِنْهَا بِالْوِرَاثَة؟ وَلَكِنَّ الْفَرْقَ كَبِيرٌ جِدّاً اِلَى اَبْعَدِ الْمَسَافَاتِ وَالْحُدُود؟ نَعَمْ فَرْقٌ كَبِيرٌ جِدّاً بَيْنَ عَنَادٍ مَحْمُودٍ كَصَاحِبِهِ وَهُوَ التَّمَسُّكُ بِالْحَقِّ؟ وَبَيْنَ عَنَادٍ آَخَرَ قَبِيحٍ كَصَاحِبِهِ وَهُوَ التَّمَسُّكُ بِالْبَاطِل؟ فَرْقٌ كَبِيرٌ جِدّاً بَيْنَ هَذَا وَذَاك؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ التَّمَسَّكُ بِالْحَقِّ فِي نَظَرِ اَعْدَاءِ اللهِ نَوْعٌ مِنَ التَّعَصُّبِ وَالتَّشَدُّدِ وَالتَّزَمُّتِ وَالاِرْهَاب؟ فَاِنَّهُ يَبْقَى مَحْمُوداً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَاَنَّهُ ظُلَّةٌ؟ وَظَنُّوا اَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ؟ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّة(مِنْ عَقِيدَةِ تَوْحِيد وَ تَعَالِيم وَوَصَايَا وَاَحْكَام شَرْعِيَّةٍ تَتَعَلَّقُ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَام؟ نَعَمْ بِقُوَّةٍ كَبِيرَةٍ جِدّاً؟ كَقُوَّةِ ذَلِكَ الْجَبَلِ الَّذِي يُظِلُّكُمْ وَيَكَادُ اَنْ يَقَعَ عَلَيْكُمْ وَيَسْقُطَ سُقُوطاً حَادّاً شَدِيداً مُدَمِّراً عَلَيْكُمْ؟ ثُمَّ يَجْعَلَكُمْ تَسْقُطُونَ مَعَهُ وَيَخْسِفَ بِكُمُ الْاَرْضَ خَسْفاً شَدِيداً حَادّاً مُدَمِّراً حَتَّى يَغُوصَ بِكُمْ اِلَى مَكَانٍ سَحِيقٍ فِي قَعْرِ جَهَنَّم؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَقَعْ وَ بَقِيَ هَذَا الْجَبَلُ مُتَمَاسِكاً؟ فَعَلَيْكُمْ اَنْتُمْ اَيْضاً اَنْ تَبْقَوْا مُتَمَاسِكِينَ مَهْمَا حَاوَلَ اَعْدَاءُ اللهِ اَنْ يَقَعُوا عَلَيْكُمْ كَالذُّبَابِ الْغَلِيظِ الَّذِي يَذْهَبُ وَيَعُود؟ وَمَهْمَا حَاوَلُوا اَنْ يُوقِعُوكُمْ فِي مَهَاوِي الشِّرْكِ وَالضَّلَالِ وَالرَّذِيلَة؟ فَاعْلَمُوا اَنَّكُمْ وَاللهِ{لَتُبْلَوُنَّ فِي اَنْفُسِكُمْ وَاَمْوَالِكُمْ وَلَتَسْمُعُنَّ مِنَ الَّذِينَ اُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ(وَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَاَخُصُّ مِنْهُمُ الْمُحَارِبِينَ غَيْرَ الْمُسَالِمِينَ وَعُمَلَاءَهُمْ مِنْ اَكْثَرِ الشِّيعَةِ وَالشُّيُوعِيِّينَ وَالْعَلْمَانِيِّينَ الْمُلْحِدِينَ اللَّادِينِيِّين؟ وَلَتَسْمَعُنَّ اَيْضاً{مِنَ الَّذِينَ اَشْرَكُوا اَذىً كَثِيراً(وَمِنْ هَذَا الْاَذَى الْكَثِيرِ الَّذِي لَاحَصْرَ لَهُ قَوْلُهُمْ عَنْكُمْ اَنَّكُمْ تَكْفِيرِيُّونَ اِرْهَابِيُّون{وَاِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَايَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئَا( لِاَنَّ اَعْدَاءَ اللهِ يَتَمَسَّكُونَ بِبَاطِلِهِمْ اَيْضاً مُتَعَصِّبِينَ وَمُتَشَدِّدِينَ وَمُتَزَمِّتِينَ وَمِنْ دُونِ رَحْمَةٍ لِهَذِهِ الْاِنْسَانِيَّةِ الَّتِي يُعَذِّبُونَهَا اِلَّا لِمَنْ كَانَ عَلَى طَرِيقَتِهِمْ؟ وَاَمَّا اَنْتُمْ وَلَوْ كُنْتُمْ مُتَشَدِّدِينَ بِالْحَقِّ الَّذِي مَعَكُمْ؟ فَلَا يَخْلُو اِسْلَامُكُمْ مِنَ الرَّحْمَةِ اَبَداً مَهْمَا حَدَثَ مِنْ اَحْدَاثٍ فَظِيعَة؟ حَتَّى وَلَوْ حَمِيَ الْوَطِيس وَاحْمَرَّتِ الْاَحْدَاقُ وَالْعُيُون؟ حَتَّى وَلَوْ بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى؟ حَتَّى وَلَوْ عَلَى الْعَدُوِّ الْمُحَارِبِ اِذَا وَقَعَ اَسِيراً حِينَمَا تُطْعِمُونَ الطَّعَامَ{عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَاَسِيرَا( وَهَذَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ تَشَدُّدِكُمْ وَتَشَدُّدِ اَعْدَائِكُمْ اللَّادِينِيِّينَ مِنَ الْعَلْمَانِيِّينَ وَالشُّيُوعِيِّينَ وَاَكْثَرِ الشِّيعَةِ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؟ اَنَّ قُلُوبَكُمْ لاتَخْلُو مِنَ الرَّحْمَةِ اَبَداً مَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْرِ تَشَدُّدِكُمْ؟ وَاَمَّا قُلُوبُهُمْ فَلَا يُوجَدُ فِيهَا ذَرَّةٌ مِنَ الرَّحْمَةِ وَالْاِنْسَانِيَّةِ وَالشَّفَقَة اِلَّا عَلَى الْاِبَاحِيَّةِ وَالتَّسَيُّبِ وَالانْحِلَالِ اللَّااَخْلَاقِيِّ مِنْ كُلِّ فَضِيلَة وَالْفَوضَى بلَا حُدُود وَالْمَالِ الْحَرَامِ الْمَسْلُوبِ الْمَنْهُوبِ مِنْ دِمَاءِ الشُّعُوبِ وَخَزَائِنِ دَوْلَتِهِمْ وَشَرِيعَةِ الْغَابِ وَالتَّشْبِيحِ الَّتِي يُرِيدُونَ اَنْ يَعِيشُوا فِيهَا عَلَى مَبْدَاِ اِنْ لَمْ تَكُنْ ذِئْباً اَكَلَتْكَ الذِّئَاب؟ اِنَّهُ التَّشَدُّدُ وَالتَعَصُّبُ وَالتَّزَمُّتُ الشَّيْطَانِيُّ مِنْ اَجْلِ بَاطِلِهِمْ؟ اِنَّهُ التَّكْفِيرُ الْحَقِيرُ مِنْ هَؤُلَاءِ التَّكْفِيرِيِّينَ الْمُجْرِمِينَ لِمَنْ لَايَكُونُ عَلَى طَرِيقَتِهِمْ؟ وَاَتَحَدَّى كُلَّ مَنْ يَقْرَاُ مُشَارَكَتِي اَنْ نَسْمَعَ مِنْ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً وَلَوْ شَخْصاً وَاحِداً يَقُولُ عَنِ الْمُسْلِمِينَ اِنَّهُمْ مُؤْمِنُونَ وَلَايُكَفِّرُهُمْ؟ وَمَاالَّذِي يَمْنَعُهُمْ مِنْ تَكْفِيرِنَا وَهُمْ يَطْعَنُونَ بِدِينِنِا وَقُرْآنِنَا وَسُنَّتِنَا وَبِنَبِيِّنَا وَنَبِيِّهِمْ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَيْلَ نَهَار وَلَاتَهْدَاُ وَسَائِلُ اِعْلَامِهِمْ اَبَداً؟ وَاَتَحَدَّى اَنَّ اَحَداً مِنَ الْمُسْلِمِينَ اَخْرَجَ فِيلْماً مُسِيئاً لِلْاَدْيَانِ كَالَّذِي اَخْرَجَهُ الْخَنَازِير؟ اِنَّهُ الْغَثَيَانُ وَالدَّاءُ الْمُقْرِفُ الَّذِي اَصَابَ الْيَهُودِيَّةَ وَالنَّصْرَانِيَّةَ وَالشِّيعَةَ وَالشُّيُوعِيَّةَ وَالْعَلْمَانِيَّة؟ ثُمَّ رَمَوْنَا بِهِ وَانْسَلُّوا وَهُمْ يُنَادُونَ بِكُلِّ وَقَاحَةٍ وَاِجْرَامٍ مُتَبَاكِينَ عَلَى حُقُوقِ الْاِنْسَان بِدُمُوعِ التَّمَاسِيحِ لَاتْعَايِرْنِي وَلَاعَايْرَك اِلْهَمِّ طَايِلْنِي وْطَايْلَك؟ عَنْ أيِّ هَمٍّ تَتَحَدَّثُونَ اَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ الاِرْهَابِيُّون؟ حَتَّى اَطْفَالُكُمْ لَمْ تَسْلَمْ مِنْ اِجْرَامِكُمْ؟هَلْ تَوَقَّعْتُمْ يَوْماً مِنَ الاَيَّامِ اَنْ يَكُونَ اَطْفَالُ النَّصَارَى فِي اَمْرِيكَا اَغْلَى عَلَى اللهِ مِنْ اَطْفَالِ الْمُسْلِمِينَ فِي سُورِيَّا وَبُورْمَا وَغَيْرِهَا مِنْ بِلَادِ الْمُسْلِمِين؟هَلْ ظَنَنْتُمْ اَنَّ الْمُنْتَقِمَ الْجَبَّارَ سَيَسْكُتُ عَلَى سُكُوتِكُمُ الْمُخْزِي الْحَقِيرِ اَيَّهَا الاَوْغَادُ عَلَى الْجَرَائِمِ الَّتِي تَحْصَلُ عِنْدَنَا؟ مَاعَلَيْكُمْ اِلَّا اَنْ تَنْتَظِرُوا مَزِيداً مِنْ غَضَبِ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ وَانْتِقَامِهِ مِنْكُمْ؟ نَعَمْ مَزِيداً مِنَ الْاَعَاصِيرِ وَالْفَيَضَانَاتِ وَالزِّلْزَالِ الْاِيرَانِيِّ وَالْاَمْرَاضِ وَالْخَوْفِ وَالْقَلَقِ مِنَ مُسْتَقْبَلِ مَصِيرِكُمْ الْمَجْهُولِ الَّذِي يَنْتَظِرُ اَمْرَ اللهِ فِيكُمْ؟ مَنِ الَّذِي جَعَلَ الشَّيْطَانَ يَتَخَبَّطُ فِي رَاْسِ هَذَا الْاَرْعَنِ حَتَّى صَارَ كَالْمَجْنُونِ لَايَلْوِي عَلَى شَيْءٍ ثُمَّ قَتَلَ هَذَا الْعَدَدَ الْكَبِيرَ مِنْ اَطْفَالِكُمْ؟ اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَنَّهُ لَوِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ بِمَنْ فِيهِمْ مِنْ شَيَاطِينَ لَكَانُوا عَاجِزِينَ جَمِيعاً عَنْ اِعْطَاءِ هَذَا الْاِنْسَانِ شَيْئاً وَلَوْ قَلِيلاً مِنَ الْجُرْاَةِ الرَّهِيبَةِ الَّتِي طَوَّعَتْ لِهَذَا الاَحْمَقِ نَفْسُهُ بِسَبَبِهَا اَنْ يَقْتُلَ هَذَا الْعَدَدَ الْكَبِيرَ مِنَ الْاَطْفَالِ الْاَبْرِيَاء؟ وَلَكِنَّهُ الْمُنْتَقِمُ الْجَبَّارُ الَّذِي اَعْطَاهُ كَامِلَ الْجُرْاَة؟ وَقَدْ سَبَقَ لَهُ سُبْحَانَهُ اَنْ اَنْذَرَكُمْ بِحَرْبٍ لَاهَوَادَةَ فِيهَا؟ ثُمَّ اَعْلَنَهَا عَلَيْكُمْ فِي اَوَاخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ؟ وَلَكِنَّكُمْ حَمْقَى اَغْبِيَاءُ مُعَانِدُونَ مُتَعَنِّتُونَ تَرْمُونَ بِجَمِيعِ الْمُقَدَّسَاتِ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَلَاتَعْتَبِرُونَ اَبَداً وَلَاتَتَّعِظُونَ بِمَا يَحْدُثُ مِنْ اَحْدَاث؟بَلْ لَاتَلْتَفِتُونَ اَبَداً اِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى الَّذِي يَشْرَحُ لَكُمْ بِالضَّبْط مَاذَا حَدَثَ مَعَ هَذَا الْمَجْنُون؟ وَكَيْفَ فَقَدَ عَقْلَهُ وَقَتَلَ كُلَّ هَؤُلَاءِ الْاَطْفَالِ الْاَبْرِيَاء؟عَلَيْكُمْ اَنْ تَعْلَمُوا اَنَّ ذَلِكَ حَدَثَ اَوَّلاً بِسَبَبِ سُكُوتِكُمْ عَنِ الْجَرَائِمِ الَّتِي تَحْصَلُ لِاَطْفَالِنَا بِلَا رَحْمَة؟ هَلْ كُنْتُمْ تَظُنُّونَ اَنَّ اللهَ سَيَسْكُتُ عَنْكُمْ وَلَايَنْتَقِمُ مِنْكُمْ مِنْ حَيْثُ لَاتَشْعُرُون؟ وَقَدِيماً قَالُوا لِلْحَرَامِي السَّارِق؟ اِحْلِفْ اَنَّكَ لَمْ تَسْرِقْ؟ فَقَالَ الْحَرَامِي قَدْ جَاءَ الْفَرَج؟ ثُمَّ خَاطَبَ الْحَرَامِي رَبَّهُ مُتَحَدِّياً قَائِلاً يَارَبّ؟ يَامَا حَلَفْتُ بِكَ كَاذِباً وَاَنْتَ لَاتَشْعُر؟ فَقَالَ لَهُ الرَّبّ يَامَا قَصَصْتُ لَكَ مِنْ جَوَانِحِكَ وَمِنْ صِحَّتِكَ وَاَمْوَالِكَ وَاَوْلَادِكَ وَمِنْ رَاحَةِ نَفْسِكَ وَبَالِكَ وَاَنْتَ لَاتَشْعُر؟ فَقَالَ لَهُ الْحَرَامِي مُتَحَدِّياً وَلِمَاذَا يَا رَبّ لَاتُطْلِقُ عَلَيَّ رَصَاصَةَ الرَّحْمَةِ فَاَمُوتَ وَاَسْتَرِيح؟ فَقَالَ لَهُ الرَّبّ وَمَنْ قَالَ لَكَ اَيُّهَا الْاَحْمَقُ اَنَّكَ سَتَسْتَرِيحُ بَعْدَ الْمَوْت؟ وَمَنْ قَالَ لَكَ اَنَّهَا سَتَكُونُ رَصَاصَةَ الرَّحْمَة؟ اِنَّهَا رَصَاصَةُ الْعَذَابِ الْاَبَدِيِّ فِي جَهَنَّمَ لَاتَمُوتُ فِيهَا وَلَاتَحْيَا؟ وَاَمَّا الْآَنَ فِي حَيَاتِكَ الدُّنْيَا فَلَيْسَ لَكَ عِنْدِي اِلَّا الْقِصَاصُ وَالْمِقَصُّ وَالْقَصّ؟ وَمِنْ رَحْمَتِي بِكَ اَنِّي طَبِيبٌ رَحِيمٌ اُعَقِّمُ اَدَوَاتِ الْجِرَاحَةِ وَلَايَتَفَوَّقُ عَلَيَّ اَحَدٌ مِنَ الْاَطِبَّاءِ اَبَداً فِي تَخْدِيرِكَ حَتَّى الْجَرَّاحُ الْمَاهِرُ بَشَّار؟وَذَلِكَ حَتَّى لَاتَشْعُرَ اِلَّا بِوَخْزَةِ ضَمِيرٍ تَجْعَلُكَ تَرْجِعُ اِلَيَّ تَائِباً مُسْتَغْفِراً فَاَعْفُو عَنْكَ وَاَتُوبُ عَلَيْكَ وَاُبَدِّلُ سَيِّآَتِكَ حَسَنَاتٍ بِشَرْط؟اَنْ تُعِيدَ الْحُقُوقَ اِلَى اَصْحَابِهَا؟ اَوْ تَطْلُبَ مِنْهُمُ السَّمَاحَ وَالْمَغْفِرَةَ اِذَا كُنْتَ عَاجِزاً عَنْ اِعَادَةِ الْحُقُوقِ اِلَيْهِمْ فِي الْوَقْتِ الْحَالِي؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تُعِيدَهَا مَتَى تَيَسَّرَ لَكَ ذَلِك؟ وَعَلَيْهِمْ اَنْ يَصْبِرُوا عَلَيْك فِي ذَلِك؟ وَلَهُمُ الْحَقُّ اَنْ يَفْرِضُوا عَلَيْكَ السُّخْرَةَ وَالْعَمَلَ عِنْدَهُمْ؟ حَتَّى يَحْصَلُوا عَلَى كَامِلِ حُقُوقِهِمْ؟ مُقَابِلَ تَعَبِكَ وَمَجْهُودِكَ عِنْدَهُمْ؟ وَعَلَيْهِمْ اَنْ يُؤَمِّنُوا لَكَ مِنْ لُقْمَةِ عَيْشِكَ مَا تَسْتَطِيعُ بِهِ اَنْ تَعْمَلَ عِنْدَهُمْ؟ وَلَكِنْ اِيَّاكَ اَنْ تَسْتَغِلَّ كَرَمِي وَعِنَايَتِي بِك؟ اِيَّاكَ اَنْ يَحْصَلَ عِنْدَكَ الْاِدْمَانُ عَلَى التَّخْدِير؟ اِيَّاكَ اَنْ تَجْعَلَ التَّخْدِيرَ يَصِلُ اِلَى ضَمِيرِكَ حَتَّى لَايَمُوت؟ وَاِلَّا اَغْضَبُ عَلَيْك؟ وَقَدْ يَصِلُ غَضَبِي عَلَيْكَ اِلَى دَرَجَةٍ خَطِيرَةٍ جِدّاً لَيْسَتْ لِمَصْلَحَتِك؟ وَقَدْ جَعَلْتُ لَكَ السُّلْطَةَ الْمُطْلَقَةَ عَلَى ضَمِيرِكَ حَتَّى يَصْحُو؟ وَاَنْتَ تَسْتَطِيعُ اَنْ تَتَحَكَّمَ فِيهِ بِكَامِلِ اِرَادَتِك؟ فَاِيَّاكَ اَنْ تَجْعَلَهُ دَائِماً فِي سُبَاتٍ عَمِيقٍ مِنَ النَّوْمِ وَالْغَفْلَةِ وَعَدَمِ الْاِحْسَاسِ مَهْمَا وَخَزْتُكَ بِالْقِصَاصِ وَالْمِقَصِّ وَالْقَصّ؟ وَاِلَّا فَاِنَّكَ تَسْتَحِقُّ اَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِين؟ بِسَبَبِ عَنَادِكَ وَتَعَنُّتِكَ وَاِصْرَارِكَ بِدَلِيلِ قَوْلِي وَاَنَا اَصْدَقُ الْقَائِلِين{اِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَايُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَة؟ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْاَلِيم(وَالْآَيَةُ هُنَا بِمَعْنَى الْعِبْرَةِ وَالْمَوْعِظَة؟ وَمِنْهَا هَذَا الْقِصَاصُ وَالْمِقَصُّ وَالْقَصّ لِاَعْمَارِ النَّاسِ وَصِحَّتِهِمْ وَاَمْوَالِهِمْ وَغِذَائِهِمْ وَدَوَائِهِمْ وَمَلَابِسِهِمْ وَاَرْضِهِمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَوَلَا يَرَوْنَ اَنَّا نَاْتِي الْاَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ اَطْرَافِهَا؟ اَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُون} وَاَمَّا السَّبَبُ الثَّانِي لِمَا حَدَثَ لِاَطْفَالِ النَّصَارَى الْاَبْرِيَاء؟ فَهُوَ بِسَبَبِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلَّذِينَ يَاْكُلُونَ الرِّبَا لَايَقُومُونَ اِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسّ(وَالْمَسَّ هُنَا بِمَعْنَى الْجُنُون؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ لَايَقُومُونَ مِنْ نَوْمِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَلَا مِنْ قُبُورِهِمْ فِي الْآَخِرَةِ عِنْدَ الْبَعْثِ اِلَّا كَمَا ذَكَرَتِ الآية؟ وَمِنْهُمْ اُولَئِكَ الْمَحْسُوبُونَ عَلَى الْاِسْلَام؟ الَّذِينَ لَايُؤَدُّونَ صَلَاةَ الْفَجْرِ جَمَاعَةً فِي الْمَسْجِد؟ فَهَؤُلَاءِ اَيْضاً يَتَخَبَّطُهُمُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسَّ حَتَّى يَسْتَيْقِظُوا مِنْ نَوْمِهِمْ عِنْدَ اَذَانِ الْعَصْر؟ اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ عِنْدَ اَذَانِ الْعَصْر؟ يَسْتَيْقِظُونَ مِنْ نَوْمِهِمْ؟ خَبِيثِي النُّفُوس؟ كُسَالَى كَمَا ذَكَرَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ فِي حَدِيثٍ صَحِيح؟ فَانْظُرُوا اِلَى الْحَالِ الَّتِي وَصَلْنَا اِلَيْهَا اَيُّهَا الْمُسْلِمُون؟ اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ سَيَجْعَلُنَا نَشْتَهِي رَغِيفَ الْخُبْزِ وَلَانَجِدُهُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْقَرِيب؟ وَكَيْفَ سَيَرْزُقُنَا سُبْحَانَهُ رَغِيفَ الْخُبْزِ وَنَحْنُ قَدْ ضَرَبْنَا بِدَعْوَةِ رَسُولِ اللهِ عُرْضَ الْحَائِط؟ حِينَمَا دَعَا بِقَوْلِهِ اَللَّهُمَّ بَارِكْ لِاُمَّتِي فِي بُكُورِهَا؟ كَيْفَ وَاَكْثَرُنَا لَايَسْتَيْقِظُ عِنْدَ الصَّبَاحِ الْبَاكِر ِمِنْ اَجْلِ شُكْرِ اللهِ بِرَكْعَتَيْنِ عَلَى الْاَقَلِّ عَلَى مَا اَكَلْنَاهُ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ فِي الْيَوْمِ السَّابِق؟ وَعَلَى رَاحَةِ النَّوْمِ وَلَذَّتِه؟ وَعَلَى الْحَيَاةِ الَّتِي وَهَبَنَا اِيَّاهَا سُبْحَانَهُ بَعْدَ النَّوْم؟وَعَلَى نِعَمِهِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ وَكَانَ بِاِمْكَانِهِ سبحانه اَنْ يَقْبِضَ اَرْوَاحَنَا عِنْدَ النَّوْم؟ اَلَيْسَتِ الصَّلَاةُ خَيْراً مِنَ النَّوْم؟ اَلَيْسَتْ الصَّلَاةُ هِيَ خَيْرُ الْعَمَل؟ يَامَنْ تُنَادُونَ فِي مَسَاجِدِكُمْ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَل؟ لِمَاذَا نَرَى الْمَسَاجِدَ دَائِماً فَارِغَةً مِنَ الْمُصَلِّينَ وَمِنْ دَرُوسِ الْعِلْمِ اِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي؟ رَحِمَ اللهُ تِلْكَ الْاَيَّامَ الْمُبَارَكَةَ وَاَهْلَهَا الطَّيِّبِينَ الْاَخْيَارَ الصَّالِحِين؟ وَقَدْ كُنْتُ اَقُومُ مِنَ الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ مِنْ اَجْلِ الصَّلَاة؟ ثُمَّ اَخْرُجُ مِنْ بَيْتِي مِنْ اَجْلِ اَنْ اُسَبِّحَ بِحَمْدِ رَبِّي مَعَ الطُّيُورِ وَزَقْزَقَةِ الْعَصَافِيرِ وَ مَعَ اسْتِنْشَاقِ النَّسِيمِ الْعَلِيلِ وَالْمَشْيِ وَالرِّيَاضَة؟وَكُنْتُ اَمُرُّ فِي طَرِيقِي بِالصُّدْفَةِ عَلَى الْمَحَلَّاتِ التِّجَارِيَّةِ وَغَيْرِهَا؟ وَلَا اَسْمَعُ فِي اَحْيَاءِ السُّنَّةِ وَالْعَلَوِيِّينَ وَبَعْضِ النَّصَارَى اِلَّا صَوْتَ الْقُرْآَنِ يُتْلَى مِنْ مِذْيَاعِهِمْ وَهُوَ الرَّادْيُو الْمَعْرُوف عَلَى مَوْجَة اَلِفْ اِمْ؟ وَكَانَ اِرْسَالُ اِذَاعَةِ الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ مِنَ الْقَاهِرَةِ يَوْمَهَا يَاْتِينَا اِلَى طرطوس مُشَوَّشاً جِدّاً وَلَكِنَّهُ وَاضِح؟ وَمَعَ ذَلِكَ كَانُوا رَحِمَهُمُ اللهُ وَقَدْ مَاتَ اَكْثَرُهُمْ يَتَحَمَّلُونَ هَذَا التَّشْوِيش؟ فَمَتَى تَعُودُ هَذِهِ الْاَيَّامُ الْمُبَارَكَةُ حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْنَا بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْاَرْضِ وَاَرْزَاقِهِمَا؟؟ فَلَمَّا قَالَ لَهَا مُصْعَبُ ذَلِكَ قَالَتْ اِذَاً مُفَارَقَة؟ مُفَارَقَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَك؟ وَيَا لَهُ مِنْ مَشْهَدٍ عَاطِفِيٍّ حَزِين؟ اِمْتَزَجَتْ فِيهِ مَشَاعِرُ الْاِيمَانِ مَعَ مَشَاعِرِ الْاُمُومَةِ وَالبُنُوَّةِ فِي آنٍ وَاحِد؟ وَاَصْبَحَ كُلٌّ مِنْهُمَا يُعَانِدُ الْآخَر؟هِيَ لَاتُرِيدُ اَنْ تَتَخَلَّى عَنْ دِينِهَا؟ وَهُوَ لَايُمْكِنُ اَنْ يَرْجِعَ عَنْ دِينِ الْاِيمَانِ وَالْحَقِّ اِلَى دِينِ الْبَاطِل؟ وَهُنَا يَحْصَلُ هَذَا الْمَشْهَد؟ وَتَصَوَّرْهَا مَعِي اَخِي وَهِيَ تَضُمُّهُ اِلَى صَدْرِهَا؟ وَهُوَ يَضُمُّهَا اِلَى صَدْرِه؟ وَلَوِ اسْتَطَعْتَ اَخِي اَنْ تَسْبُرَ اَوْ تَصِلَ الى اَغْوَارَ اَعْمَاقِ نَفْسَيْهِمَا لَوَجَدْتَّ اَمْراً عَجِيباً؟ عَاطِفَةُ الْاُمُومَة؟ وَعَاطِفَةُ الْبُنُوَّة؟ مَا زَالَتَا مَوْجُودَتَيْنِ قَائِمَتَيْنِ عِنْدَهُمَا؟ وَلَكِنْ هُنَالِكَ عَاطِفَةُ الْاِيمَان الْاَقْوَى؟ اِيمَانٌ بِالْبَاطِلِ جَعَلَ اُمُّهُ لَاتَتَخَلَّى؟ وَاِيمَانٌ بِالْحَقِّ جَعَلَهُ لَايَتَنَازَل؟ فَهَلْ يَنْفَعُ قَانُونُ مَنْعِ التَّصَادُمِ هُنَا بَيْنَ الْعَاطِفَتَيْن؟ اِذَا اَرَدْتَّ اَخِي اَنْ تَعْرِفَ الْجَوَاب؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَفْهَمَ جَيِّداً مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى{كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِل؟ فَاَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً؟ وَاَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْاَرْض(وَهَذَا مَا حَصَلَ مَعَ مُصْعَبِ الْخَيْر؟ فَقَدْ ذَهَبَ مَايَضُرُّهُ مِنَ الْبَاطِلِ مِنْ قَلْبِهِ اِلَى غَيْرِ رَجْعَة؟ وَلَمْ يَمْكُثْ فِيهِ اِلَّا مَا يَنْفَعُهُ مِنَ الْحَقّ؟ ثُمَّ تَعَامَلَ مَعَ وَالِدَتِهِ عَلَى بَصِيرَةٍ وَاَضْوَاءٍ نُورَانِيَّةٍ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{ وَوَصَّيْنَا الْاِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ اِحْسَاناً اِلَى اَنْ قَالَ وَاِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى اَنْ تُشْرِكَ بِي مَالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ؟ فَلَا تُطِعْهُمَا؟ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفَاً؟ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ اَنَابَ اِلَيّ(فَاِذَا اَنَابَ الْوَالِدَانِ وَرَجَعَا اِلَى الله؟ فَعَلَيْكَ هُنَا وَهُنَاكَ اَيْضاً اَيُّهَا الْوَلَد؟ اَنْ تُطِيعَهُمَا فِيمَا يُرْضِي اللهَ فَقَطْ لَاغَيْر؟ وَبَعْدَ هَذهِ الضَّمَّة كَاَنَّهَا شَعَرَتْ بِضَعْفِهَا اَمَامَ وَلَدِهَا؟ فَاِذَا بِهَا تَدْفَعُهُ عَنْهَا؟ وَهُوَ يَقُولُ لَهَا يَا اُمِّي؟ يَا اُمَّاهُ؟ يَا اُمَّهْ؟ اِنِّي لَكِ نَاصِحٌ اَمِين؟ وَعَلَيْكِ شَفُوق؟ فَاشْهَدِي اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا الله وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُه؟ فَقَالَتْ لَا وَالثَّوَاقِبِ لَااَتْرُكُ دِينِي؟ فَيُزْرَى بِرَاْيِي؟ وَيُضَعَّفُ عَقْلِي؟ نَعَمْ اَخِي اَقْسَمَتْ لَهُ بِالثَّوَاقِب؟ وَاِذَا اَرَدْتَّ اَخِي اَنْ تَعْرِفَ مَاهِيَ الثَّوَاقِب؟ فَعَلَيْكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ؟ وَمَا اَدْرَاكَ مَاالطَّارِقُ؟ النَّجْمُ الثَّاقِب(وَكَانَتْ مِنَ الصَّابِئَةِ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ الْكَوَاكِب؟ وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ سُبْحَانَهُ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ دَعَاهُمْ اِلَى الْاِيمَانِ بِوَحْدَانِيَّتِه ِفي قَوْلِهِ{اِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ اَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَاهُمْ يَحْزَنُون(بَلْ دَعَاهُمْ خَلِيلُ اللهِ اِبْرَاهِيمُ اَيْضاً فِي حِوَارٍ طَوِيلٍ اَرْجُو مِنْكَ اَخِي الرُّجُوعَ اِلَيْهِ يَبْدَاُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَكَذَلِكَ نُرِي اِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِين} فَقَالَتْ لَا وَالثَّوَاقِبِ؟ أيْ اُقْسِمُ بِالثَّوَاقِبِ اَنِّي لَا اَتْرُكُ دِينِي؟ فَاِذَا تَرَكْتُ دِينِي؟ يُحْتَقَرُ رَاْيِي؟ وَيُسْتَخَفُّ بِعَقْلِي مِنْ قَوْمِكَ؟ وَلِذَلِكَ لَسْتُ اُمّاً لَكَ بَعْدَ الْيَوْم؟ فَقَالَ لَهَا يَا اُمَّاهُ؟ اَنْتِ اُمِّي؟ فِي هَذَا الْيَوْمِ؟ وَبَعْدَ هَذَا الْيَوْم؟ ثُمَّ فَارَقَهَا؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى قُوَّةِ الْاِيمَانِ عِنْدَ الْمُؤْمِن؟ حِينَمَا يَقُولُ كَلِمَتَهُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ قَلْبِهِ صَادِقَةً نَقِيَّةً صَافِيَة؟؟ وَيَنْظُرُ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اِلَى مُصْعَبِ بْنِ عُمَير؟ فَتَدْمَعُ عَيْنَاهُ عَلَى مَرْاَى مِنْ بَعْضِ اَصْحَابِهِ الْكِرَام؟ ثُمَّ يَقُولُ انْظُرُوا اِلَى هَذَا الْفَتَى الْمُدَلَّلِ الَّذِي مَا رَاَيْتُ دَلَالاً كَدَلَالِهِ فِي مَكَّة؟ اُنْظُرُوا اِلَيْهِ الْآَنَ مَاذَا يَلْبَس؟ وَهَلْ تَدْرِي اَخِي مَاذَا كَانَ يَلْبَس؟ كَانَ يَتَمَنْطَقُ جِلْدَ الْخَرُوف وَيَلُفُّهُ عَلَى وَسَطِ جِسْمِه؟ اُنْظُرُوا اِلَيْهِ كَيْفَ صَيَّرَهُ الْاِيمَان؟ اَيْنَ الْحُلَل؟ اَيْنَ الْعُطُور؟ اَيْنَ اللَّمَّة؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَارَاَيْتُ اَحْسَنَ لَمَّةً أَيْ غُرَّةً وَلَا اَرَقَّ ثَوْباً وَلَا اَنْعَمَ نِعْمَةً مِنْ مُصْعَبِ بْنِ عُمَير؟ مَنْ يَقُولُ ذَلِك؟ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ سَمَّاهُ مُصْعَبَ الْخَيْر؟ لِاَنَّهُ يَسْتَحِقُّ كُلَّ خَيْر؟ وَلِاَسْبَابٍ مِنْهَا؟ اَنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ يَشْمَئِزُّ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَهِيَ كَلِمَةُ مُصْعَب؟ لِاَنَّهَا مَاْخُوذَةٌ مِنَ الصُّعُوبَة؟ وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ اَرَادَ اَنْ يُخَفِّفَ مِنْ هَذِهِ الصُّعُوبَة؟ بِتَمَسُّكِ مُصْعَبٍ بِالْحَقِّ وَالْخَيْر؟ عَلَى الرَّغْمِ مِنَ التَّرَف ِوَالنَّعِيمِ الَّذِي كَانَ يَعِيشُه؟ اِنَّهُ نَوْعٌ نَادِرٌ جِدّاً مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُتْرَفِينَ الَّذِينَ يَتَخَلَّوْنَ عَنْ تَرَفِهِمْ وَيَهْجُرُونَه؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُهَاجِرُوا اِلَى مَرْضَاةِ اللهِ ثُمَّ رَسُولِه؟ حَتَّى اَنَّهُ بَاعَ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ مَتَاعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ وَلَمْ يَرْضَ اَنْ يَبِيعَ ذَرَّةً مِنْ اِيمَانِهِ وَدِينِهِ وَعَقِيدَتِه؟ فَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنَ الصُّعُوبَةِ بِمَكَانٍ اِلَى دَرَجَةِ الاسْتِحَالَة؟ اَنْ يَتَاَثَّرَ بِعَوَاطِفِ الابْنِ تِجَاهَ اُمِّهِ عَلَى حِسَابِ عَوَاطِفِهِ الْاِيمَانِيَّة؟ وَقَدْ حَاوَلَتْ كَثِيراً بِعَنَادِهَا وَاِصْرَارِهَا الشَّدِيدَيْنِ اَنْ تَصُدَّهُ عَنْ دِينِه؟ وَلَكِنَّ اِصْرَارَهُ عَلَى اِيمَانِهِ وَصُمُودِهِ وَعَنَادِهِ مِنْ اَجْلِ خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ كَانَ اَصْعَبَ مِنْ عَنَادِهَا الشَّيْطَانِيِّ الشِّرِّيرِ بِكَثِيرٍ جِدّاً؟ فَكَانَ يُدْعَى مُصْعَبَ الْخَيْرِ بْنَ عُمَيْر؟ وَكَانَ يَسْتَحِقُّ بِجَدَارَةٍ كَبِيرَةٍ عَظِيمَةٍ لَامَثِيلَ لَهَا اَنْ يَنْجُوَ بِاُعْجُوبَةٍ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى وَهُوَ مَوْضُوعُ الْمُشَارَكَة{وَاَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا اَصْحَابُ الشِّمَال؟ فِي سَمُومٍ وَحَمِيم؟ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُوم؟ لَابَارِدٍ وَلَاكَرِيم؟ اِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِين(كَمَا نَجَا قُوْمُ يُونُسَ مِنْ قَبْلُ بِاُعْجُوبَةٍ اَيْضاً مِنْ عَذَابِ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟وَاَقُولُ بِاُعْجُوبَة؟ لِاَنَّ قَلِيلاً مِنَ النَّاسِ اَيُّهَا الْاُخْوَةُ مَنْ يَنْجَحُ فِي هَذَا الامْتِحَانِ الصَّعْبِ كَمَا حَصَلَ مَعَ مُصْعَبَ هَنِيئاً لَه؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم{وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُور(عَلَى هَذَا التَّرَفِ وَالتَّرْفِيهِ وَالنِّعْمَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي اَنْعَمَهَا الْمُنْعِمُ عَلَيْهِ سُبْحَانَه؟ وَلَايَتَقَبَّلُ اللهُ مِنْ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ شُكْراً اِلَّا اِذَا رَافَقَهُ شُكْرُ عِبَادِهِ اَيْضاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى اَكْثَرَ مِنْ 80 مَرَّة فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَهُوَ يَاْمُرُ بِعِبَادَةٍ بَدَنِيَّة وَعِبَادَةٍ مَالِيَّة{اَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاة{اَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْك{يَا مَرْيَمُ اِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ(فَقَالَتْ مَرْيَمُ هَذِهِ نِعْمَةٌ كَبِيرَةٌ جِدّاً يَارَبّ فَكَيْفَ اَشْكُرُكَ عَلَيْهَا فَقَالَ سُبْحَانَهُ{يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِين} وَلِذَلِكَ فَاِنِّي اُوَجِّهُ خِطَابِي اِلَى اَبُو مِتْعِبْ؟؟؟ اَنْ يَاْمُرَ النَّاسَ اَنْ يُنَادُوهُ اَبُو مُتْعِبْ بِالْخَيْر؟ عَسَى وَلَعَلَّ اَنْ يُخَفِّفَ اللهُ تَعَبَهُ مِنْ مَرَضِهِ وَيَشْفِيه؟ لِاَنَّ التَّعَبَ كَمَا يَاْتِي مِنَ الشَّرِّ؟ فَاِنَّهُ يَاْتِي مَعَ الْخَيْرِ اَيْضاً؟ وَلَكِنْ اَبْشِرْ اَبَا مِتْعِبْ بِلْخِيْر بِقَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً اِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرَا(وَلَنْ يَغْلِبَ تَعَبٌ اَوْعُسْرٌ يُسْرَيْن؟ وَلِي عِنْدَكَ طَلَبٌ صَغِيرٌ خَالِصٌ لِوَجْهِ الله؟ وَهُوَ اَنْ تُتْعِبَ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ فِي تَسْجِيلِ حَسَنَاتِكَ وَتَبَرُّعَاتِكَ لِلشَّعْبِ السُّورِيِّ وَالْاَرَاكَانِيِّ الْمَظْلُوم وَكُلِّ شَعْبٍ فَقِيرٍ مَظْلُوم؟ وَصَدِّقْنِي مَهْمَا تَعِبُوا فَلَنْ يَكَلُّوا وَلَنْ يَمَلُّوا؟ وَلَنْ يَمَلَّ اللهُ اَنْ يَسْمَعَ صَوْتَكَ اَبَداً وَلِسَانَكَ وَاَمْوَالَكَ حِينَمَا تَلْهَجُ وَتُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَذِكْرِهِ وَشُكْرِه؟ وَهَكَذَا يَا اَبُو مِتْعِبْ بِالْخَيْر كَانَتْ عَادَةُ حَبِيبِكَ وَحَبِيبِنَا رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ اَنَّهُ كَانَ يُعَدِّلُ فِي الْاَسْمَاءِ الصَّعْبَة؟ و يُغَيِّرُ الْاَسْمَاءَ الْقَبِيحَة؟ دَخَلَتْ عَلَيْهِ فَتَاة؟ فَقَالَ مَااسْمُكِ؟ فَقَالَتْ عَاصِيَة؟ فَقَالَ لَا بَلْ اَنْتِ جَمِيلَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ لِمَاذَا لَمْ يُسَمِّهَا مُطِيعَة بِالْمُقَابَلَةِ مَعَ عَاصِيَة؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ سَمَّاهَا جَمِيلَة لِاَنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَال؟ رُبَّمَا سَمَّاهَا مُطِيعَة وَلَمْ تَكُنْ مُطِيعَةً فِي الْمُسْتَقْبَلِ لِلهِ وَلِرَسُولِه؟ وَاِنَّمَا سَمَّاهَا جَمِيلَة؟ تَفَاؤُلاً بِجَمَالِ اَخْلَاقِهَا وَاِيمَانِهَا وَجَمَالِ الطَّلَبِ لِمَنْ يَطْلُبُ مِنْهَا مَعْرُوفاً اَوْ حَقّاً لَهُ عِنْدَهَا بِاَدَب؟ ثُمَّ جَمَالِ مَعْرُوفِهَا وَاِحْسَانِهَا اِلَيْه؟ وَلَمْ يُعْجِبْهُ مِنْهَا اَنْ تَكُونَ عَاصِيَةً حَتَّى بِالِاسْمِ كَمَا يُسَمِّي بِذَلِكَ الْاَتْرَاكُ نِسَاءَهُمْ؟ وَاِنَّكَ لَتَعْجَبُ اَخِي مِنْ حُبِّهِمْ لِرَسُولِ اللهِ وَهُمْ لَايَقْتَدُونَ بِهِ حَتَّى بِالْاَسْمَاءِ الَّتِي يُحِبُّهَا؟ وَاِنَّمَا بِالْاَسْمَاءِ الَّتِي يَكْرَهُهَا؟ وَلِمَاذَا نَبْتَعِدُ كَثِيراً اِلَى الْاَتْرَاك؟ بَلْ اِنَّكَ اَخِي لَتَعْجَبُ مِنَ الْعَرَبِ اَنْفُسِهِمْ وَمِنْ سُقُوطِ الْهِمَّةِ وَضَعْفِ الشَّخْصِيَّةِ عِنْدَهُمْ وَنَقْصِهَا وَانْعِدَامِهَا عِنْدَ الْبَعْضِ مَعَ الْاَسَف؟ وَمَاشَاءَ الله؟ وَيَا سَلَام سَلِّمْ عَلَى هَؤُلَاء؟ عَفْواً اَقْصِدُ مِنْ هَؤُلَاءِ وَكَمْ يَحْتَرِمُونَ تَسْمِيَاتِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ اِلَى دَرَجَةِ الْاِعْجَابِ بِمُسَمَّيَاتِهِ وَخَاصَّةً اِسْمْ جَمِيلَة؟ مَعَاذَ اللهِ اَنْ يَكُونَ ذَلِكَ صَحِيحاً؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي لَاتَسْمَعُهُمْ اَبَداً يُنَادُونَ نِسَاءَهُمْ يَا جَمِيلَة؟ بَلْ يَا جِيجِي؟ وَيَا جُوجُو؟ وَلَا يُعْجِبُهُمْ اَبَداً اَنْ يَقُولُوا يَا فَاطِمَة؟ لِاَنَّهُ اَصْبَحَ عِنْدَ هَؤُلَاءِ اسْماً قَدِيماً مَاْخُوذاً مِنْ دَقَّة اَوْ مُوضَة قَدِيمَة كَانَتْ تَتَسَمَّى بِهَا بِنْتُ رَسُولِ الله؟ بَلْ يَا فِيفِي؟ ويَا فُوفُو؟ وَهَذِهِ هِيَ الاَسْمَاءُ الْحَضَارِيَّةُ الرَّاقِيَةُ عِنْدَ اَمْثَالِ هَؤُلَاء؟ وَلَايَرُوقُ لَهُمْ وَلَايَحْلُو لِسَانُهُمْ اَبَداً بِقَوْلِهِمْ يَا رُقَيَّة؟ بَلْ يَا رَفْيَة؟ وَيَارَافْيَة؟ وَكَمْ كُنْتُ اَتَمَنَّى مِنْكَ اَخِي اَنْ تَسْمَعَهَا مِنْ اَهْلِ اَرْوَادَ عِنْدَنَا فِي طَرْطُوس وَكَيْفَ يَنْطِقُونَهَا حَتَّى تُصَابَ بِالْغَثَيَانِ مِنْهُمْ وَقَدْ تَتَقَيَّاُ اَمْعَاءَكَ مِنْ لَهْجَتِهِمُ الْقَبِيحَة؟ يَاعِصَّابِي؟ يَارْقِيِّي؟ يَا ارْئِيِّي؟ اِنَّهُ الشُّعُورُ الدَّائِمُ بِالنَّقْصِ عِنْدَ هَؤُلَاء وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى؟ وَخَاصَّةً عِنْدَ قَوْمِي الْعَلَوِيِّينَ؟ فَاِنَّكَ اَخِي اِذَا نَادَيْتَ اَحَدَهُمْ بِقَوْلِكَ يَاعَلَوِي؟ فَاِنَّهُ يَشْعُرُ اَنَّكَ تَنْظُرُ اِلَيْهِ نَظْرَةً فَوْقِيَّةً اسْتِعْبَادِيَّة؟ وَكَاَنَّهُ يَشْعُرُ بِالْعَارِ مِنْ عَلَوِيَّتِه؟ وَهَذَا هُوَ السَّبَبُ الْحَقِيقِيُّ لِلْعَدَاءِ بَيْنَ قَوْمِي وَاَهْلِ السُّنَّة؟ اِنَّهُ الْكِبْرُ وَالْعَنَادُ وَالْاَنَفَةُ الشَّيْطَانِيَّةُ مِنْكُمْ وَالْجَهْلُ كَمَا كَانَ يَحْصَلُ مَعَ فِرْعَوْنِ هَذِهِ الْاُمَّةِ اَبِي جَهْل؟ وَاَقُولُ لِاَهْلِ السُّنَّةِ وَاَنَا جَادَّةٌ جِدّاً فِيمَا اَقُول وَلَمْ اَكُنْ جَادّةً فِي حَيَاتِي مِثْلَ هَذَا الْيَوْم؟ اِذَا اسْتَطَعْتُمْ اَنْ تُعَالِجُوا قَوْمِي مِنْ هَذَا الْمَرَضِ النَّفْسِيِّ الشَّيْطَانِيِّ الْخَطِير؟ فَاِنَّكُمْ سَتَكْسَبُونَهُمْ اِلَى صُفُوفِكُمْ بِاِذْنِ الله؟ لِاَنَّكُمْ لَنْ تَجِدُوا قَوْماً كَقَوْمِي جِيَاعاً اِلَى الْعِبَادَةِ وَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَالْاَخْلَاقِ وَالْقِيَمِ وَالْمُثُلِ الْعُلْيَا وَاِصْلَاحِ عَلَاقَتِهِمْ مَعَ الله؟ وَقَدْ بَلَغَ مِنْهُمْ هَذَا الْفَقْرُ الْمُدْقِعُ وَالْجُوعُ الرُّوحِيُّ وَالْعَقْلِيُّ وَالْبَطْنِيُّ وَالْجِنْسِيُّ مَبْلَغاً عَظِيماً؟ لِاَنَّهُمْ كَانُوا وَمَا زَالُوا يُدِيرُونَ ظُهُورَهُمْ لِقِبْلَةِ اللهِ اِلَى تَعَالِيمِ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنّ؟ فَعَلَيْكُمْ اَنْ تَتَصَدَّقُوا عَلَيْهِمْ وَتُشَارِكُوهُمْ فِي لُقْمَةِ الْخُبْزِ وَالْعَيْشِ وَالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَة؟وَصَدِّقُو نِي اَنَّكُمْ لَنْ تَسْتَطِيعُوا تَرْوِيضَهُمْ اِلَّا بِالْاِحْسَانِ اِلَيْهِمْ؟ لِاَنَّ اِحْسَانَكُمْ اِلَيْهِمْ يَذْبَحُهُمْ وَيَقْتُلُهُمْ عَفْواً اَقْصِدُ اَنَّهُ يَقْتُلُ الشَّرَّ فِي قُلُوبِهِمْ وَيَجْعَلُهَا تَعْتَصِرُ مِنَ الْاَلَمِ وَعَذَابِ الضَّمِيرِ عَلَى مَافَعَلُوهُ بِكُمْ حَتَّى اَنَّهُمْ يُصْبِحُونَ عَلَى اسْتِعْدَادٍ اَنْ يَفْعَلُوا اَيَّ شَيْءٍ يُرِيحُ ضَمَائِرَهُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْ اَخْطَائِهِمْ وَيُرْضِي خَالِقَهُمْ ؟ وَاَقُولُ لِقَوْمِي لِمَاذَا لَانَجِدُ هَذَا الشُّعُورَ بِالنَّقْصِ عِنْدَ اَكْثَرِ النَّصَارَى؟ وَقَدْ قَالَ لِي اَحَدُهُمْ وَقَدْ اَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِاِثْمِهِ وَضَلَالِهِ حِينَمَا نَادَيْتُهُ مَرَّةً بِقَوْلِي مَازِحَةً اَهْلاً بِالْمَسِيحِي؟ فَقَالَ لِي عَلَى سَمَّاعَةِ الْهَاتِفِ يَااُخْت سُنْدُس اَنَا اَشْعُرُ بِالْفَخْرِ لِاَنِّي مَسِيحِيّ؟ اِنَّهُ مَرَضٌ نَفْسِيٌّ خَطِيرٌ جِدّاً عِنْدَ قَوْمِي الْعَلَوِيِّين؟ وَاَجِدُ نَفْسِي عَاجِزَةً مَعَ الْاَسَف اَمَامَ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْهُمْ وَعَنْ اَمْثَالِهِمْ مِنَ الضَّالِّين{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ؟ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً؟ وَلَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبون} وَيُوكِلُ رَسُولُ اللهِ اَوَّلَ مُهِمَّةٍ اِلَى مُصْعَبِ الْخَيْرِ بْنِ عُمَيْر؟ حِينَمَا جَعَلَهُ اَوَّلَ سَفِيرٍ مِنْ سُفَرَاءِ رَسُولِ اللهِ اِلَى الْمَدِينَة؟ حِينَمَا بَعَثَهُ لِيُفَقِّهَ النَّاسَ فِي اُمُورِ دِينِهِمْ؟ نَعَمْ وَهَذَا مِنْ اَكْبَرِ الْاَدِلَّةِ عَلَى اَنَّ التَّدَيُّنَ؟ وَعَلَى اَنَّ اِلانْتِسَابَ اِلَى الْاِسْلَامِ؟ لَايَكُونُ مَعَ الْجَهْلِ؟ وَاِنَّمَا لَابُدَّ مِنَ الْعِلْمِ اَوَّلاً؟ وَلِذَلِكَ قَبْلَ اَنْ يَذْهَبَ رَسُولُ اللهِ اِلَى الْمَدِينَةِ؟ اَرْسَلَ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْر اَلَّذِي لَقَّبَهُ مُصْعَبَ الْخَيْرِ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُعَلِّمَ النَّاسَ اُمُورَ دِينِهِمْ؟ وَدَخَلَ النَّاسَ بِسَبَبِهِ فِي دِينِ اللهِ اَفْوَاجاً؟ وَكَانَ حَقّاً مُصْعَبَ الْخَيْرِ كَمَا لَقَّبَهُ رَسُولُ رَبِّ الْخَيْرِ وَالرَّحْمَةِ لِلْعَالَمِين؟ وَمَا زَالَ مُصْعَبُ الْخَيْرِ يَتَقَلَّبُ فِي الدَّعْوَةِ اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ حَتَّى اسْتُشْهِدَ يَوْمَ اُحُد رَحِمَهُ اللهُ وَرَضِيَ عَنْهُ وَاَدْخَلَهُ فَسِيحَ جَنَّاتِه؟ نَعَمْ اَخِي اِنَّهُ مُصْعَبُ الْخَيْرِ؟ نَمُوذَجٌ مِنَ النَّمَاذِجِ؟ وَهَذَا لِضَرْبِ الْمَثَلِ؟ وَلَيْسَ لِلْحَصْر؟ وَاِلَّا فَهُنَاكَ اَمْثَالٌ كَثِيرَةٌ؟ تُعْطِينَا رَوْنَقَ هَؤُلَاءِ الشَّبَاب؟ بَعْضُ النَّاسِ يَظُنُّ اَنَّ الَّذِينَ اَسْلَمُوا هُمْ فَقَطْ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَالْفِتْيَانِ الْعَبِيدِ اِلَى غَيْرِ ذَلِك؟ وَاَقُولُ لَهُمْ لَا؟ بَلْ مِنْ كُلِّ الْاَصْنَافِ دَخَلُوا الْاِسْلَامَ؟ مِنَ الشَّبَابِ الْمُرَفَّهِ الْمُتْرَفِ الَّذِي مَثَّلَهُ مُصْعَبُ الْخَيْرِ؟ اِلَى الشَّبَابِ النَّاشِىءِ الَّذِي مَثَّلَهُ عَلِيٌّ رَضيَ اللهُ عَنْهُ؟ اِلَى الْكُهُولِ الَّذِينَ تَمَثَّلُوا بِاَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عنه؟ اِنَّهَا نَمَاذِجُ كَثِيرَةٌ تَدُلُّكَ اَخِي عَلَى اَنَّ الْاِسْلَامَ دَخَلَ فِيهِ الْاَغْنِيَاءُ وَالْفُقَرَاءُ وَالْعَبِيدُ وَالْاَحْرَارُ وَالشَّبَابُ وَالْكُهُول؟ اِنَّهُ دِينُ الْجَمِيع؟ اِنَّهُ الدِّينُ الَّذِي يُسَاوِي بَيْنَ الْبَشَرِ جَمِيعاً؟ اِنَّهُ دِينُ اَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّه؟ اِنَّهُ الْمُجْتَمَعُ الْمَدَنِيُّ الَّذِي اَقَامَهُ رَسُولُ اللهِ عَلَى رَكَائِزِ الْاِيمَانِ وَالْاِخْلَاص؟ فَمَا هِيَ الرَّابِطَةُ الَّتِي رَبَطَتْ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْاَنْصَار{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْاِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ اِلَيْهِمْ؟ وَلَايَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا اُوتُوا؟ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى اَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة(مَوْعِدُهَا اِنْ شَاءَ اللهُ فِي مَشَارَكَاتٍ قَادِمَةٍ قَدْ تَكُونُ بَعِيدَةً جِدّاً فِي يَوْمٍ مِنَ الْاَيَّامِ اِنْ اَحْيَانَا الله؟ اَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ؟ حَمْداً لِلهِ وَصَلَاةً وَسَلَاماً عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ؟ يَا رَبّ لَكَ الْحَمْدُ يَا الله؟ يَا رَبّ اَنْتَ الْمُسْتَعَانُ فِي الْاُمُورِ كُلِّهَا؟ كُلُّنَا يَقُولُ اَللَّهُمَّ فَرِّجْ كَرْبَنَا وَيَسِّرْ اَمْرَنَا وَاَزِلْ عُسْرَنَا وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ وَسَائِرَ بِلَادَ الْمُسْلِمِينَ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَا رَبَّ الْعَالَمِين وَاجْعَلِ الْعَالَمَ كُلَّهُ فِي اَمْنٍ وَاَمَان كَمَا نَشَرَهُ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَيَا رَبّ اَنْتَ مَلَاذُنَا وَمَلْجَؤُنَا وَاَمَلُنَا؟ ثَبِّتِ الْاِيمَانَ فِي قُلُوبِنَا؟ وَنَوِّرْ قُلُوبَنَا بِنُورِ الْاِيمَان وَعُقُولَنَا بِنُورِ الْيَقِين؟ وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ اَحْسَنَه؟ وَكُنْ مَعَ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي الْاَرْضِ فَاَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ اِلَيْك؟ اَنْتَ الرَّحِيمُ وَنَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَى رَحْمَتِكَ فَارْحَمْنَا يَارَبّ؟ اِرْحَمْ كِبَارَنَا وَصِغَارَنَا وَشُيُوخَنَا وَشَبَابَنَا وَنِسَاءَنَا وَاَطْفَالَنَا وَحَيَوَانَاتِنَا وَنَبَاتَاتِنَا وَجَمَادَاتِنَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَالْجَوّ وَكُلَّ شَيْءٍ يُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ يَا رَبّ؟ اِنْ لَمْ نَكُنْ نَحْنُ مِنْ اَهْلِ التَّقْوَى فَاَنْتَ مِنْ اَهْلِ التَّقْوَى وَالْمَغْفِرَةِ وَ الرَّحْمَة يَارَبّ؟ عِبَادُكَ يَسْتَغِيثُونَ بِكَ فَاَغِثْهُمْ وَنَجِّهِمْ مِنْ كُلِّ كَرْبٍ يَاالله؟ اَللَّهُمَّ لَانُرِيدُ وَلَانَبْغِي اِلَّا الْخَيْر فَاجْعَلْنَا خَيِّرِينَ فِي اَقْوَالِنَا وَاَعْمَالِنَا وَتُبْ عَلَيْنَا تَوْبَةً نَصُوحاً؟ وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِاَجْدَادِنَا وَآَبَائِنَا وَاُمَّهَاتِنَا وَاَبْنَائِنَا وَاَحْفَادِنَا وَاِخْوَانِنَا وَاَخَوَاتِنَا وَاَعْمَامِنَا وَعَمَّاتِنَا وَاَخْوَالِنَا وَخَالَاتِنَا وَاَوْلَادِهِمْ جَمِيعاً وَلِمَشَايِخِنَا وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا وَلِمَالِكِ هَذَا الْمُنْتَدَى وَجَمِيعِ الْاَعْضَاءِ الْمُشْرِفِينَ وَالْمُشْتَرِكِينَ فِيهِ وَالزَّائِرِين؟ عِبَادَ الله اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاُخْوَةُ الْكِرَام؟ قُومُوا اِلَى الصَّلاة؟ قُومُوا اِلَى كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ وَالْاِخْلَاصِ لَا اِلَهَ اِلَّا الله؟ هِيَ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَة؟ هِيَ كَلِمَةُ التَّقْوَى؟ هِيَ الشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ الَّتِي اَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء؟ لَا اِلَهَ اِلَّا الله؟ اِعْلَانُ التَّوْحِيدِ لِلهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ لَا اِلَهَ سِوَاهُ يُعْبَدُ بِحَقٍّ فِي هَذَا الْوُجُود؟ ثُمَّ الْاِقْرَارُ لِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرِّسَالَة؟ لَا اِلَهَ اِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله؟ وَمَنْ آمَنَ بِرَسُولِ اللهِ آمَنَ بِرُسُلِ اللهِ جَمِيعاً؟ وَمَنْ آمَنَ بِالْقُرْآنِ آمَنَ بِكُتُبِ اللهِ جَمِيعاً؟ اَللَّهُمَّ يَا رَبّ اَمِتْنَا وَاَحْيِنَا عَلَيْهَا وَاَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ بِهَا وَاجْعَلْهَا عَاصِمَةً لَنَا مِنَ الذُّنُوبِ وَالْآَثَامِ بِرَحْمَتِكَ يَا اَرْحَمَ الرَّاحِمِين؟ نَرْجُوكَ وَنَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ اَلَّا تَجْعَلَنَا مِمَّنْ{اِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ يَسْتَكْبِرُون} وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ اِذَا قِيلَ لَنَا لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ خَشَعَتْ جَوَارِحُنَا؟ وَاطْمَاَنَّتْ قُلُوبُنَا؟ وَفُتِحَ بَابُ الْاَمَلِ اَمَامَنَا؟ فَيَا رَبَّنَا اَزِلْ عُسْرَنَا وَيَسِّرْ اَمْرَنَا وَفَرِّجْ كَرْبَنَا وَارْفَعْ عَنَّا الْبَلَاءَ وَالْغَلَاءَ وَالشُّرُورَ وَالْآثَام وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُتَّقِينَ الْاَخْيَارِ بِرَحْمَتِكَ يَا عَزِيزُ يَا غَفَّار وَاَبْدِلْ خَوْفَنَا اَمْناً وَضَلَالَنَا هِدَايَةً وَفَقْرَنَا غِنَىً وَعُسْرَنَا يُسْراً وَزَيِّنْ وَحَبِّبِ الْاِيمَانَ فِي قُلُوبِنَا وَكَرِّهْ اِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ فَضْلاً مِنْكَ وَنِعْمَةً وَغُفْرَاناً وَرَحْمَةً بِرَحْمَتِكَ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّان؟ هَذَا حَالُنَا لَايَخْفَى عَلَيْك؟ اَللَّهُمَّ احْفَظْ عَلَيْنَا دِينَنَا وَاَوْطَانَنَا وَاَهْلِينَا وَاَعْرَاضَنَا وَاَرْوَاحَنَا وَدِمَاءَنَا بِرَحْمَتِكَ يَا اَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ آمِنَّا فِي اَوْطَانِنَا؟ وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الاُخْوَةِ الْاَغْنِيَاءِ بَارَكَ اللهُ فِيهِمْ يَقُول؟ بَعْضُ الْفُقَرَاءِ الَّذِينَ اُعْطِيهِمْ مِنَ الصَّدَقَاتِ يَصْرِفُونَ الْاَمْوَالَ الَّتِي اُعْطِيهِمْ اِيَّاهَا عَلَى التَّدْخِينِ وَالتُّنْبَاكِ وَالْمُعَسَّلِ وَغَيْرِهِ؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يَحْرُمُ عَلَيْكَ اخي اَنْ تُعْطِيَ هَؤُلَاءِ الْفُقَرَاءَ الْخَائِنِينَ لِلْاَمَانَةِ نَقْداً وَلَوْ بِمِقْدَارِ دِرْهَم؟ وَاِنَّمَا عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تُرَاقِبَهُمْ عَنْ كَثَب؟ فَاِنْ كَانُوا بِحَاجَةٍ اِلَى طَعَامٍ اَحْضَرْتَ لَهُمْ طَعَاماً؟ وَاِنْ كَانُوا بِحَاجَةٍ اِلَى لِبَاسٍ اَوْ اَدْوِيَةٍ اَوْ غَيْرِهَا مِنَ الضَّرُورِيَّاتِ اَحْضَرْتَهَا لَهُمْ؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنِّي سَمِعْتُ عَنْ فُقَرَاءَ كَثِيرِين؟ يَحْصَلُ رَبُّ الْاُسْرَةِ مِنْهُمْ عَلَى اَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ مِنَ الصَّدَقَاتِ؟ ثُمَّ يُنْفِقُهَا عَلَى التَّدْخِينِ وَالتُّنْبَاكِ وَالْمُعَسَّلِ وَالْخَمْرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ؟ دُونَ اَنْ يُنْفِقَ لَيْرَةً وَاحِدَةً عَلَى اَفْرَادِ اُسْرَتِهِ الَّذِينَ يَتَضَوَّرُونَ مِنَ الْجُوع؟ حَتَّى وَلَوْ مَاتُوا مِنَ الْجُوع؟ وَالْمُهِمُّ عِنْدَهُ فَقَط هُوَ كَيْفُهُ وَبَسْطُهُ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ وَلِذَلِكَ فَاِنِّي اُفْتِي بِتَحْرِيمِ التَّوْزِيعِ الْعَشْوَائِيِّ لِلصَّدَقَاتِ تَحْرِيماً مُطْلَقاً؟ وَاللهُ تَعَالَى سَيَسْاَلُ الْاَغْنِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ اَمْوَالِهِمْ مِنْ اَيْنَ اكْتَسَبُوهَا؟ وَفِيمَ اَنْفَقُوهَا؟ اِلَّا اِذَا رَاَى وَلِيُّ الْاَمْرِ مَصْلَحَةً شَرْعِيَّةً تَقْتَضِي ذَلِكَ التَّوْزِيعَ الْعَشْوَائِيّ وَهُوَ مَثَلاً صُعُوبَةُ الْوُصُولِ اِلَى الْمَنَاطِقِ الْمُنْكُوبَةِ وَعَدَمِ اِمْكَانِيَّةِ قَذْفِ أيِّ مُسَاعَدَاتٍ اِلَيْهَا اِلَّا عَنْ طَرِيقِ الطَّائِرَات؟ نَعَمْ اَخِي قَدْ تُحْسِنُ اِلَى اِنْسَانٍ ثُمَّ يُسِيءُ اِلَيْكَ؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي حِينَمَا تُؤْمِنُ وَتَعْتَقِدُ اَنَّكَ تَتَعَامَلُ مَعَ الله؟ فَاِنَّهُ مَهْمَا اَسَاءَ اِلَيْكَ فَلَا تَقْطَعْ عَنْهُ الْمَعْرُوف؟ وَفِي كَلَامِ سَلَفِنَا الصَّالِحِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ مَا يَدُلُّ عَلَى هَذَا الْخُلُقِ الْكَرِيمِ الَّذِي تَخَلَّقَ بِهِ هَؤُلَاءِ الْاَفْذَاذُ الصَّفْوَةُ الْكِرَام؟ يَقُولُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَنْ يَزْرَعْ خَيْراً يَجِدْ فِي نَفْسِهِ غِبْطَة ثُمَّ يَحْصُدُ غِبْطَة؟ وَمَنْ يَزْرَعْ شَرّاً يَحْصُدْ نَدَامَةً؟ شَبَّهَ رَحِمَهُ اللهُ فِعْلَ الْخَيْرِ بِالزَّرْعِ؟ فَاِذَا زَرَعْتَ خَيْراً فَاِنَّهُ يُنْبِتُ خَيْراً ثُمَّ تَشْعُرُ بِالْغِبْطَة ثُمَّ تَشْعُرُ بِرَاحَةِ النَّفْسِ حِينَمَا تَعْمَلُ الْمَعْرُوفَ مَعَ النَّاس؟ وَمَنْ يَزْرَعْ شَرّاً يُوشِكْ اَنْ يَحْصُدَ نَدَامَةً؟ اَوْشَكَ يُوشِكُ مِنْ اَفْعَالِ الْمُقَارَبَةِ وَالشُّرُوع؟ بِمَعْنَى اَنَّ هَذَا الْاِنْسَانَ الَّذِي يَزْرَعُ الشَّرَّ؟ فَاِنَّ النَّدَامَةَ سَتَلْحَقُهُ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ؟ اِذَا لَمْ يَتُبْ اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ لِاَنَّ النَّفْسَ الْبَشَرِيَّةَ تَنْبَسِطُ وَتَسْتَرِيحُ لِفِعْلِ الْخَيْرِ؟ واِذَا كَانَ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَعَايِيرِ الْاِنْسَانِيَّةِ فَاِنَّهَا تَسْتَرِيحُ لِفِعْلِ الْخَيْرِ؟ وَتَشْعُرُ بِوَخْزَةِ الضَّمِيرِ حِينَمَا تَفْعَلُ الشَّرّ؟ وَلِهَذَا عَلَيْنَا اَنْ نُسَارِعَ فِي فِعْلِ الْخَيْرَات؟ وَيَقُولُ الْاِمَامُ جَعْفَرُ الصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلَام نَظَرْتُ اِلَى الْمَعْرُوفِ فَرَاَيْتُ اَنَّهُ لَايَقُومُ اِلَّا عَلَى ثَلَاثَة تَعْجِيلُهُ؟ وَسَتْرُهُ؟ وَتَصْغِيرُه؟ وَتَعْجِيلُهُ بِمَعْنَى اَلِاسْرَاعُ فِي فِعْلِ الْخَيْرِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَسَارِعُوا اِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ اُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين(وَهُنَاكَ اَيْضاً الْمُسَابَقَةُ وَالتَّسَابُقُ اِلَى فِعْلِ الْخَيْرِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{سَابِقُوا اِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْاَرْضُ اُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِه( وَالْمُسَارَعَةُ اَنْ تُسْرِعَ فِي فِعْلِ الْخَيْرِ دُونَ اَنْ تُؤَجِّلَهُ؟ وَاَمَّا الْمُسَابَقَةُ فَهِيَ اَنْ تَسْبِقَ غَيْرَكَ فِي فِعْلِ الْمَعْرُوفِ وَهَذِهِ هِيَ صِفَاتُ الْمُؤْمِنِين؟ وَاَمَّا سَتْرُ الْمَعْرُوفِ الَّذِي ذَكَرَهُ الْاِمَامُ جَعْفَر فَهُوَ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي عَلَيْكَ اَنْ تُحْسِنَ اِلَى صَاحِبِكَ وَتُقَدِّمَ اِلَيْهِ الْمَعْرُوفَ دُونَ اَنْ تَمُنَّ عَلَيْهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْاَذَى(فَلَا تُؤْذِ اَخَاكَ اَخِي؟ وَلَاتَمْنُنْ عَلَيْهِ بِمَعْرُوفِكَ؟ لِاَنَّكَ مَهْمَا فَعَلْتَ مَعَ مَنْ صَنَعَهُمْ سُبْحَانَهُ وَخَلَقَ اَبَاهُمْ بِيَدَيْهِ مِنْ مَعْرُوفٍ؟ فَلَنْ تَسْتَطِيعَ اَنْ تُكَافِىءَ مَنْ صَنَعَهُمْ سُبْحَانَهُ عَلَى نِعْمَةِ بَصَرِكَ الَّتِي اَعْطَاهَا اللهُ لَكَ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَدْعَمَ صِنَاعَتَهُ سُبْحَانَهُ بِقُوَّة وَتُرَوِّجَ لَهَا بِخَيْرِكَ وَمَعْرُوفِكَ احْتِرَاماً وَتَقْدِيراً لَهُ عَزَّ وَجَلّ؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ صَنْعَتُهُ وَطَنِيَّة عَفْواً اَقْصِدُ رَدِيئَة لَئِيمَة نَاكِرَة لِلْجَمِيلِ لَايَنْفَعُ مَعَهَا أيُّ مَعْرُوف؟ مَعَ مُرَاعَاةِ الضَّوَابِطِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي اَمَرَكَ اللهُ بِهَا فِي كَيْفِيَّةِ التَّعَامُلِ مَعَ اَمْثَالِ هَؤُلَاء؟ وَتَذَكَّرْ اَخِي اَنَّكَ قَدْ تَصْنَعُ مَعْرُوفاً مَعَ اِنْسَانٍ لَايَسْتَحِقُّهُ؟ وَمَهْمَا فَعَلْتَ مَعَهُ مِنْ مَعْرُوفٍ فَاِنَّهُ يَبْقَى نَاكِراً لِلْجَمِيلِ؟ بِسَبَبِ طَبْعِهِ اللَّئِيمِ الَّذِي يَغْلِبُ تَطَبُّعَهُ عَلَى دِينِ اللهِ؟ وَمَهْمَا عَاشَرَ مِنَ الْكُرَمَاءِ الَّذِينَ يَشْكُرُونَ النَّاسَ عَلَى الْمَعْرُوفِ؟ فَاِنَّهُ يَبْقَى جَاحِداً؟ فَكَيْفَ سَتَتَعَامَلُ مَعَ اَمْثَالِ هَذَا الْاِنْسَانِ اَخِي؟ عَلَيْكَ اَنْ تَقْطَعَ مَعْرُوفَكَ عَنْهُ اِلَّا اِذَا كَانَ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ اِلَيْهِ؟ وَتَذَكَّرْ اَخِي اَنَّ اَكْرَمَ الْاَكْرَمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ لَيْسَ بِحَاجَتِكَ اِلَى اَنْ تَفْعَلَ أيَّ مَعْرُوفٍ مَعَهُ؟ وَلَكِنَّكَ اَنْتَ اَخِي بِحَاجَةٍ اِلَيْهِ حَتَّى تَفْعَلَ ذَلِكَ الْمَعْرُوفَ مَعَهُ سُبْحَانَهُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَا اَيُّهَا النَّاسُ اَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ اِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيّ(عَنْكُمْ وَعَنْ مَعْرُوفِكُمْ مَعَهُ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ اِذَا فَعَلْتَ مَعَهُ اَوْ قَدَّمْتَ اِلَيْهِ ذَرَّةً صَغِيرَةً جِدّاً مِنَ الْمَعْرُوفِ؟ فَاِنَّهُ لَايَنْسَاهَا لَكَ اَبَداً؟ بَلْ وَيَشْكُرُكَ عَلَيْهَا؟مَعَ اَنَّهُ لَيْسَ بِحَاجَتِكَ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ(بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ حَاشَاهُ اَنْ يَكُونَ جَاحِداً لِمَعْرُوفِكَ مَعَهُ اَوْ نَاكِراً لِجَمِيلِكَ وَلَوْ بِمِقْدَارِ ذَرَّة؟ بَلْ يُضَاعِفُهَا لَكَ اَضْعَافاً مُضَاعَفَةً مِنْ شُكْرِهِ لَكَ سُبْحَانَهُ وَعِرْفَانِهِ بِجَمِيلِكَ وَاَجْرِهِ الْجَزيلِ وَثَوَابِهِ؟ فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَجِدُ فِيهِ اَخِي بَعْضَ النَّاسِ مَعَ الْاَسَفِ؟ وَمَهْمَا فَعَلْتَ مَعَهُمْ مِنْ مَعْرُوفٍ؟ وَلَوْ فَعَلْتَ الْقَنَاطِيرَ الْمُقَنْطَرَةَ مِنَ الْمَعْرُوفِ وَمِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْاَنْعَامِ وَالْحَرْثِ؟ وَلَوْ اَحْضَرْتَ اِلَيْهِمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ فَاِنَّهُمْ جَاحِدُونَ وَنَاكِرُونَ لِمَعْرُوفِكَ؟ حَتَّى وَلَوْ اَخْرَجْتَهُمْ مِنْ اَوْحَالِ الْمُسْتَنْقَعَاتِ اِلَى نَظَافَةِ الْقُصُورِ وَنَعِيمِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَرَفِهَا وَزِينَتِهَا؟ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا بِاَمَسِّ الْحَاجَةِ اِلَى مَعْرُوفِكَ؟ فَلَنْ تَجِدَ اِلَّا اللهَ الَّذِي تُؤَثِّرُ فِيهِ ذَرَّةٌ صَغِيرَةٌ جِدّاً مِنْ مَعْرُوفِكَ مَعَهُ؟ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ بِحَاجَتِكَ؟ وَلَوْ كُنْتَ بِحَاجَةٍ اِلَيْهِ فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَايَسْتَغِلُّ حَاجَتَكَ اَبَداً اِلَّا فِيمَا يُرْضِيكَ وَيُرْضِيهِ مَعاً حَتَّى تَرْضَى عَنْهُ وَيَرْضَى عَنْك؟ بَلْ اِنَّهُ يَتَبَاهَى بِكَ اَمَامَ مَلَائِكَتِهِ وَحَمَلَةِ عَرْشِهِ وَكَاَنَّهُ يَعِيشُ فِي عِيدٍ كَبِيرٍ فَرَحاً بِتَوْبَتِكَ وَرُجُوعِكَ اِلَيْه؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الْخَالِقِ الْعَظِيمِ الَّذِي جَعَلَكَ عَاجِزاً عَنْ شُكْرِهِ عَلَى نِعْمَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ اَنْعَمَهَا عَلَيْكَ سُبْحَانَهُ مَهْمَا كَانَ عَمَلُكَ الصَّالِحُ ضَخْماً كَبِيراً؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَقْبَلُ مِنْكَ الْقَلِيلَ وَلَوْ كَانَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ الْعَمَلِ الصَّالِحِ اَوْ مَعْرُوفِكَ مَعَهُ اَوْ اَمْرِكَ لِغَيْرِكَ بِمَعْرُوفِهِ وَفِعْلِهِ وَانْتِهَائِكَ عَنْ مُنْكَرِهِ وَنَهْيِ غَيْرِكَ عَنْهُ؟ وَاِلَّا فَاِنَّكَ لَاتَقْبَلُ مِنُهُ اِحْسَاناً اِذَا لَمْ تَشْكُرْهُ عَلَيْهِ كَمَا يَشْكُرُكَ عَلَى الذَّرَّة؟ وَلَا مَعْرُوفاً وَلَامُنْكَراً اِذَا لَمْ تَقُمْ بِذَلِكَ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَر؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تَبْدَاَ بِنَفْسِكَ اَوَّلاً ثُمَّ بِغَيْرِكَ؟ وَهُوَ لَيْسَ بِحَاجَتِكَ فِي كُلِّ الْاَحْوَال؟ بَلْ اَنْتَ بِحَاجَتِهِ؟ ثُمَّ يَقُولُ الْاِمَامُ جَعْفَر مَهْمَا فَعَلْتَ اَخِي مِنْ خَيْرٍ فَعَلَيْكَ اَنْ تَسْتَصْغِرَهُ؟ أيْ لَاتَنْظُرْ اِلَيْهِ بِاَنَّهُ شَيْءٌ كَبِيرٌ جِدّاً؟ لِاَنَّ اِعْجَابَكَ اَخِي بِعَمَلِكَ اِلَى هَذَا الْحَدِّ؟ قَدْ يَجْعَلُكَ تَتَوَقَّفُ عِنْدَ هَذَا الْحَدِّ اَيْضاً مِنَ الْاَعْمَالِ الصَّالِحَة؟ ثُمَّ تَتَوَقَّفُ عَجَلَةُ اِنْتَاجِكَ؟ بِسَبَبِ هَذَا الْغُرُورِ الشَّيْطَانِيّ مِنْ اِعْجَابِكَ بِعَمَلِكَ وَلَنْ تَسْتَطِيعَ اَنْ تَشْكُرَ اللهَ مَهْمَا عَمِلْتَ عَلَى نِعْمَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ مِنْ نِعَمِهِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ فَلِمَاذَا هَذَا الْغُرُور؟ وَيَقُولُ الْاِمَامُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْه اَلصَّالِحُ اِذَا مَاتَ اسْتَرَاحَ؟ وَالطَّالِحُ اِذَا مَاتَ اسْتُرِيحَ مِنْهُ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْمُؤْمِنَ الصَّالِحَ حِينَمَا يَمُوتُ؟ فَاِنَّهُ يَجِدُ رَاحَةً لَاتَعْدِلُهَا رَاحَة وَلَيْسَ لَهَا مَثِيلٌ فِي لِقَاءِ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَيَتَجَلَّى ذَلِكَ مُنْذُ احْتِضَارِهِ وَهُوَ يُعَالِجُ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَمَّا اِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيم؟ وَاَمَّا اِنْ كَانَ مِنْ اَصْحَابِ الْيَمِينِ؟ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ اَصْحَابِ الْيَمِين(فَهَؤُلَاءِ اَصْحَابُ الْمَعْرُوفِ مَهْمَا اسْتَرَاحُوا فِي الدُّنْيَا اَوْ تَنَغَّصُوا؟ فَاِنَّهُمْ سَيَجِدُونَ الرَّاحَةَ الْكُبْرَى الْاَبَدِيَّة يَوْمَ الْقِيَامَة؟ وَاَمَّا الطَّالِحُ الْخَبِيثُ السَّيِّءُ؟ فَاِنَّهُ اِذَا مَاتَ اسْتُرِيحَ مِنْهُ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْعُقَلَاءَ يَتَمَنَّوْنَ لِلصَّالِحِينَ مَزِيداً مِنَ الْحَيَاة؟ وَبِالْعَكْسِ فَاِنَّهُمْ يَتَمَنَّوْنَ لِلطَّالِحِينَ اَنْ يَقْصِفَهُمُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اِنْ لَمْ يَهْدِهِمْ وَيَتُبْ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُرِيحَ النَّاسَ مِنْهُمْ؟ وَلِذَلِكَ كُنْ اَخِي مِنَ الصِّنْفِ الْاَوَّلِ الصَّالِحِ الَّذِي يُقَدِّمُ لِغَيْرِهِ الْمَعْرُوف؟ وَلْتَكُنْ يَدُكَ دَائِماً يَداً عُلْيَا مُعْطِيَةً؟ بَلْ مِعْطَاءَةً لِلْمَعْرُوف؟ وَهِيَ خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى الْآَخِذَة؟ وَكُنْ اَخِي مِعْطَاءً قَبْلَ اَنْ تَكُونَ آخِذاً؟ وَاَطْعِمِ الطَّعَامَ؟ وَاَفْشِ السَّلَامَ؟ وَصَلِّ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ؟ تَدْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلَام؟ وَاعْلَمْ اَنَّ الْجَنَّةً هِيَ سِلْعَةٌ غَالِيَةٌ جِدّاً مَعْرُوضَةٌ لِلْبَيْعِ لِاَمْثَالِكَ؟ وَلَكِنَّ ثَمَنَهَا كَبِير؟ وَهِيَ اَثْمَنُ مِنْ ذَلِكَ الثَّمَنِ الَّذِي طَلَبَهُ اللهُ بِكَثِيرٍ جِدّاً مَهْمَا كَانَ ذَلِكَ الثَّمَنُ مُؤْلِماً؟ وَقَدْ عَمِلَ سُبْحَانَهُ عَلَى تَجْهِيزِهَا وَتَحْضِيرِهَا وَاِعْدَادِهَا مُنْذُ الْاَزَلّ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِه ِفِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيّ؟ اَعْدَدْتُّ لِعِبَادِي؟ مَا لَاعَيْنٌ رَاَتْ؟ وَلَا اُذُنٌ سَمِعَتْ؟ وَلَاخَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَر مِنَ النَّعِيمِ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْجَحِيمِ لِلْكَافِرِين؟وَقَدْ يَصِلُ ثَمَنُهَا اِلَى مَزَادٍ عَلَنِيٍّ قُرْآنِيٍّ هَائِلٍ وَ كَبِيرٍ جِدّاً يَحْضُرُهُ النَّاسُ جَمِيعاً بِمَا فِيهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اِنْسِهِمْ وَجِنِّهِمْ؟وَلَنْ يَرْضَى سَبْحَانَهُ اَنْ يُنْهِيَهُ وَيُرْسِيَهُ اِلَّا عَلَى حِسَابِ دِمَائِهِمْ وَاَمْوَالِهِمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اَنْفُسَهُمْ وَاَمْوَالَهُمْ بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ؟ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ؟ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْاِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ؟ وَمَنْ اَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ الله؟ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ؟ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوزُ الْعَظِيم( فَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَكُونَ مِمَّنْ قَالَ اللهُ فِيهِمْ{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ اَنْفُسَهُمْ؟ اَنْ يَكْفُرُوا بِمَا اَنْزَلَ اللهُ بَغْياً؟ اَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ؟ فَبَاؤُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِين} بَلْ كُنْ اَخِي مِمَّنْ{يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ الله وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَاد} وَسَلامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي الله سندس؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين