+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    رحيق مختوم is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    09 / 04 / 2009
    الدولة
    مجهولة
    العمر
    53
    المشاركات
    66
    معدل تقييم المستوى
    250

    افتراضي ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل؟

    اَلْحَمْدُ لِلهِ ثُمَّ الْحَمْدُ لِله؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي بَعَثَ فِي الْاُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَاِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِين؟ نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُه؟ وَنَسْاَلُهُ نَصْراً لِاَوْلِيَائِهِ وَهَزِيمَةً لِاَعْدَائِه؟ وَنَسْاَلُهُ حُسْنَ الْخِتَام وَالْمَوْتَ عَلَى الْاِيمَان؟ وَنُوصِي اَنْفُسَنَا جَمِيعاً بِتَقْوَى اللهِ الْعَظِيمِ وَطَاعَتِه؟ وَنُحَذِّرُهَا مِنْ مُخَالَفَتِهِ وَعِصْيَانِ اَوَامِرِه؟ لَهُ الْعُتْبَى سُبْحَانَهُ حَتَّى يَرْضَى وَلَاحَوْلَ وَلَا قُوَّةَ اِلَّا بِه؟ وَنَسْتَفْتِحُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر{رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير} وَاَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه اَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ مُحَمَّداً قَوْلَه عَنْ عَبْدِهِ عِيسَى عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْاِنْجِيل} وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه الْقَائِل[اَنَا بِشَارَةُ اَخِي عِيسَى وَدَعْوَةُ اَبِي اِبْرَاهِيمَ وَاِسْمَاعِيل(بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَاْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ اَحْمَد{ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ}اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى جَمِيعِ مَنْ اَرْسَلْتَهُ لِهَدَايَةِ النَّاسِ وَعَلَى الْاَزْوَاجِ وَالذُّرِّيَّةِ وَالْآلِ الْاَطْهَارِ وَالْاَصْحَابِ الْاَخْيَارِ وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِ خَيْرِ الْاَبْرَارِ اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِرَحْمَتِكَ يَا عَزِيزُ يَا غَفَّار اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله؟ فَمِنْ سُورَةِ آلَ عِمْرَانَ قَوْلُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{وَاِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ اِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِين؟ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِين(صَدَقَ اللهُ الْعَظِيم؟هَلْ هُنَاكَ اَعْذَبُ وَاَحْلَى مِنْ كَلِمَةٍ لِظَمْآنٍ كَادَ يَمُوتُ مِنَ الظَّمَاِ وَالْعَطَشِ مِنْ اَنْ يُقَالَ لَهُ قَدْ جَاءَكَ الْمَاء؟ وَهَلْ هُنَاكَ اَعْظَمُ مِنْ كَلِمَةٍ عِنْدَ اِنْسَانٍ جَائِعٍ يَكَادُ يَمُوتُ مِنَ الْجُوعِ فَيُقَالُ لَهُ قَدْ جَاءَكَ الْخُبْز؟ وَهَلْ هُنَاكَ اَجْمَلُ مِنْ كَلِمَةٍ لِاِنْسَانٍ غَرِيقٍ تَتَضَارَبُهُ الْاَمْوَاجُ الْعَاتِيَةُ وَهُوَ لَايَسْتَطِيعُ التَّغَلُّبَ عَلَيْهَا مِنْ اَنْ يُقَالَ لَهُ قَدْ وَصَلْتَ اِلَى الشَّاطِىءِ وَبَرِّ الْاَمَان؟ هَلْ هُنَاكَ اَسْعَدُ مِنْ كَلِمَةٍ عِنْدَ سَجِينٍ تُفْتَحُ لَهُ الْاَبْوَابُ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ جَاءَ وَقْتُ اِطْلَاقِ سَرَاحِك؟ اِنَّهَا كَلِمَاتٌ عَذْبَةٌ رَقْرَاقَة؟ لِاَنَّهَا تُوَافِقُ شُعُورَ الْاِنْسَانِ وَتَطَلُّبَاتِه وَتَطَلُّعَاتِه؟ وَنَحْنُ الْيَوْمَ فِي عَصْرِ الذَّرَّةِ وَالْحُرُوبِ الْمُدَمِّرَة؟ وَفِي عَصْرٍ تَطَايُرِ الْجُثَثِ وَاَشْلَائِهَا وَتَمْزِيقِ الْاَوْصَالِ وَاِهْدَارِ كَرَامَةِ الْاِنْسَان؟ فَهَلْ هُنَاكَ اَعْظَمُ مِنْ كَلِمَةِ سَلَامٍ يُعِيدُ الطَّمَاْنِينَةَ وَالْهُدُوءَ اِلَى النَّاسِ جَمِيعاً؟ نَعَمْ اخي اِنَّهَا كَلِمَةٌ كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَيْهَا؟ وَلَقَدْ جَاءَ ابْنُ مَرْيَمَ بِالسَّلَام؟ وَلَقَدْ جَاءَ مُحَمَّدٌ بَعْدَهُ بِالسَّلَامِ مَعَ جَمِيعِ اِخْوَانِهِ مِنَ الْاَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَلَاتَظُنَّنَّ اَخِي اَنَّ ذَلِكَ مِنْ بَابِ الْمُغَالَاةِ وَالْمُبَالَغَات؟ لِاَنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ يَعْتَقِدُونَ اَنَّ هُنَالِكَ فَارِقاً بَيْنَ اُسْلُوبِ دَعْوَةِ عِيسَى وَبَيْنَ اُسْلُوبِ دَعْوَةِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟نَعَمْ يَعْتَقِدُونَ اَنَّ رَسُولَ اللهِ جَاءَ بِالسَّيْفِ لِيُسَلِّطَهُ عَلَى الرِّقَاب؟ نَعَمْ اَخِي وَاِنَّكَ سَتَجِدُ فِي رُوْعِ وَعَقْلِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ هَذَا التَّفْكِير؟ وَلَكِنَّنَا حِينَمَا نَسْتَعْرِضُ سِيرَةَ الرَّسُولَيْنِ الْكَرِيمَيْنِ؟ وَنَحْنُ مُنْذُ وَقْتٍ لَيْسَ بِبَعِيدٍ قَدْ عِشْنَا ذِكْرَى مِيلَادِ الرَّسُولِ الْكَرِيمِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَام؟ فَاِنَّنَا لَابُدَّ اَنْ نَقِفَ عَلَى بَعْضِ الْمَوَاقِفِ الْاِنْسَانِيَّةِ لِهَذَيْنِ الرَّسُولَيْنِ الْكَرِيمَيْن؟ نَعَمْ وَاِنَّنَا نَقُولُ لِلَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّ مُحَمَّداً كَانَتْ رِسَالَتُهُ مَبْنِيَّةً عَلَى الْقَهْرِ وَالْاِجْبَار؟ اَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يُنَادِي الْبَشَرَ جَمِيعاً[كُونُواعِبَادَ اللهِ اِخْوَاناً كَمَا اَمَرَكُمُ الله( وَكَذَلِكَ الْمَسِيحُ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُول [مُعَلِّمُكُمْ وَاحِدٌ وَاَنْتُمْ جَمِيعاً اِخْوَة( وَبِذَلِكَ الْتَقَى الرَّسُولَانِ الْكَرِيمَانِ عَلَى مَعْنَى الْاُخُوَّةِ الْاِنْسَانِيَّة؟ وَنَحْنُ نَقُولُ لِلْعَالَمِ الْمُتَصَارِعِ الْمُتَخَاصِمِ الْمُتَحَارِبِ فِي اَيَّامِنَا؟ كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَى رِسَالةِ هَذَيْنِ النَّبِيَّيْنِ الرَّسُولَيْنِ الْعَظِيمَيْن؟ لِنَزْرَعَ وَرْداً جُورِيّاً اَحْمَرَ بَدِيلاً عَنِ الدِّمَاءِ الْقَانِيَةِ الْمَسْفُوكَةِ بِغَيْرِ حَقّ؟ نَعَمْ اَخِي اِنَّ الْاَفْكَارَ الْمُلْتَاثَةَ الْمُلَوَّثةَ وَ الْمُغْرِضَةَ هِيَ الَّتِي اَوْصَلَتِ الْعَالَمَ الْاِنْسَانِيَّ اِلَى هَذَا الْقَلَقِ وَالتَّشَاحُنِ وَالتَّخَاصُم؟ حَتَّى اَصْبَحَتِ الْاِنْسَانِيَّةُ فِي خَطَرٍ شَدِيدٍ عَلَى اِنْسَانِيَّتِهَا وَحَيَاتِهَا؟ نَعَمْ اَصْبَحَ الْكَوْنُ جَمِيعُهُ فِي خَطَر؟ فَيَامَنْ تُؤْمِنُونَ بِابْنِ مَرْيَم؟ وَيَامَنْ تُؤْمِنُونَ بِمُحَمَّد؟ وَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِمُحَمَّد؟ وَنُؤْمِنُ بِعِيسَى بْنِ مَرْيَم؟ وَنُؤْمِنُ بِالرُّسُلِ جَمِيعاً؟ وَاَمَّا اَنْتُمْ فَاِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَانْهَضُوا لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى الْاِنْسَانِ وَعَلَى هَذَا الْكَوْنِ الَّذِي يُهَدِّدُهُ الْبَشَرُ وَالْجَانّ الْاَشْرَار؟ ثُمَّ اَنْتُمْ اَيُّهَا الْمُتَخَاصِمُونَ الْمُتَنَاحِرُونَ الْمُتَبَاغِضُونَ الْمَتَقَاتِلُونَ الَّذِينَ مَلَاْتُمُ رِمَالَ الْاَرْضِ بِالْجُثَث وَصَبَغْتُمْ تُرَابَهَا بِالدِّمَاء؟ اَلَسْنَا جَمِيعاً مِنْ اَصْلٍ وَاحِد؟ اَلَسْنَا مِنْ اُمٍّ وَاحِدَة؟ اَلَسْنَا خُلِقْنَا لِرَبٍّ وَاحِد؟ بَلَى؟ فَمَهْمَا تَبَاغَضَ النَّاس؟ وَمَهْمَا تَكَارَهُوا؟ فَهُمْ اِخُوَةٌ رَغْماً عَنْ اُنُوفِهِمْ؟ وَالْاُخُوَّةُ هَذِهِ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ كَلِمَةٍ قَالَهَا عِيسَى وَمُحَمَّد؟ وَاِنَّمَا كَانَتْ سُلُوكاً وَعَقِيدَةً عِنْدَ عِيسَى وَعِنْدَ مُحَمَّد وَعِنْدَ رُسُلِ اللهِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ جَمِيعاً؟ فَمَنْ هُوَ الْمُخْطِىءُ فِي هَذِهِ الْفِتَنِ الْمُتَلَاحِقَةِ الَّتِي مَازَالَتْ تَحْصَلُ دُونَ انْقِطَاع؟ لَسْتُ مُحَقِّقَةً جِنَائِيَّةً حَتَّى اَعِرِفَ مَاهِيَ الْحَقِيقَةُ وَمَنْ يَقِفُ وَرَاءَ الْاِجْرَامِ وَالْقَتْلِ وَمَنْ يُحَرِّضُ وَلَايُرِيدُ اَنْ يَتَوَقَّفَ الْقِتَالُ اَبَداً وَمَنْ يَهُمُّهُ اَنْ يَجْعَلَ مِنْ سُورِيَّا كُلِّهَا سُوقاً سَوْدَاءَ مِنْ اَجْلِ تَحْصِيلِ اَكْبَرِ قَدْرٍ مُمْكِنٍ مِنَ الْاَمْوَالِ الْحَرَام؟ وَلَكِنَّنِي اَقُول؟ أيُّ اِهْدَارِ دَمٍ لِاَيِّ اِنْسَانٍ بَرِيءٍ مَهْمَا كَانَتْ تَبْرِيرَاتُ الْمُخْطِىءِ الَّذِي قَتَلَه وَمَهْمَا كَانَ الْمُعْتَدَى عَلَيْهِ يَنْتَمِي اِلَى أيَّةِ مِلَّةٍ اَوْ طَائِفَة فَاِنَّ ذَلِكَ يُعْتَبَرُ جَرِيمَةً اِنْسَانِيَّةً؟ وَلَايُمْكِنُ حَلُّ الْاَزْمَةِ السُّورِيَّةِ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اِلَّا بِتَحْيِيدِ هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءِ وَالْاَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ وَالشُّيُوخِ وَالضُّعَفَاءِ مِنْ طَرفَيِ الصِّرَاع؟ وَعِنْدَ ذَلِكَ صَدِّقُونِي فَاِنَّ هُنَاكَ اَمَلاً كَبِيراً بِنِسْبَةِ تِسْعِينَ فِي الْمِائَةِ مِنْ اَجْلِ حَلِّ الصِّرَاعِ وَاِطْفَاءِ نَارِ الْحَرْبِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{كُلَّمَا اَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ اَطْفَاَهَا الله(بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يُشْعِلْهَا؟ وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ هُوَ الْوَحِيدُ الْقَادِرُ عَلَى اِطْفَائِهَا بِشَرْط{اِنَّ اللهَ لَايُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِاَنْفُسِهِمْ(مِنَ الْحِقْدِ وَالضَّغِينَةِ وَالْبَغْضَاءِ لِاِخْوَانِهِمْ مِنْ بَقِيَّةِ الْبَشَرِ اِلَى الرَّغْبَةِ الْحَقِيقِيَّةِ فِي الْحُبِّ وَالسَّلَامِ وَالتَّوَافُقِ وَالِانْسِجَامِ وَالتَّعَايُشِ السِّلْمِيِّ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا(لِيَحْمِيَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً مِنَ الشَّرِّ وَالْقَتْلِ وَالْاِجْرَامِ مِنْ اَجْلِ التَّعَايُشِ السِّلْمِيِّ فِيمَا بَيْنَكُمْ؟وَقَدْ اَعْجَبَتْنِي كَلِمَةُ رَجُلٍ عَلَوِيٍّ مِنْ جَبَلِ مُحْسِن قَائِلاً لِاِخْوَانِهِ مِنْ بَابِ التَّبَّانَة خُذُونِي وَاقْتُلُونِي اِنْ اَرَدْتُّمْ وَلَكِنْ اَرْجُوكُمْ اَنْ تُبْقُوا عَلَى حَيَاةِ وَلَدِي وَوَلَدِكُمْ الصَّغِيرَيْن لِاَنَّهُمَا لَاذَنْبَ لَهُمَا؟ وَاَقُولُ لِهَذَا الطَّاهِرِ بَارَكَ اللهُ فِيكَ يَا بُنَيَّ وَاُقَبِّلُ الْاَرْضَ مِنْ تَحْتِ اَقْدَامِكَ عَلَى هَذَا التَّسَامُحِ وَالْحُبِّ لِاِخْوَانِكَ مِنْ اَهْلِ السُّنَّة وَاَنْتَ الْعَلَوِيُّ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي اَرْفَعُ بِهِ رَاْسِي بَيْنَ جَمِيعِ النَّاس لِاَنَّكَ بِذَلِكَ تُعَبِّرُ عَنْ الْعَلَوِيَّةِ السَّمْحَاءِ الْحَقِيقِيَّة؟ اَلَا يَتَحَرَّكُ ضَمِيرُكُمْ وَلَوْ شَيْئاً قَلِيلاً اَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ حِينَمَا تَسْمَعُونَ قَوْلَهُ تَعَالَى{مِنْ اَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي اِسْرَائِيلَ اَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ اَوْ فَسَادٍ فِي الْاَرْضِ فَكَاَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعَا؟ وَمَنْ اَحْيَاهَا فَكَاَنَّمَا اَحْيَا النَّاسَ جَمِيعَا(هَذِهِ هِيَ الْقِيَمُ الْاِنْسَانِيَّةُ الْحَقِيقِيَّةُ الَّتِي تَقُولُ اَنَّ الِاعْتِدَاءَ عَلَى الْاِنْسَانِيَّةِ جَمِيعاً يُسَاوِي الِاعْتِدَاءَ عَلَى فَرْدٍ وَاحِدٍ فَقَطْ مِنَ الْبَشَرِ ظُلْماً وَعُدْوَاناً مَهْمَا كَانَتْ دِيَانَتُهُ وَمَهْمَا كَانَتِ اتِّجَاهَاتُهُ وَمَهْمَا كَانَ سُلُوكُهُ وَمَهْمَا كَانَتْ طَائِفَتُهُ؟ فَهَلْ فَقِهْتُمْ هَذِهِ الْآيَةَ يَا عِبَادَ الله؟ وَبِالْعَكْسِ فَاِنَّ أيَّ مَعْرُوفٍ يُقَدَّمُ اَوْ يُصْنَعُ مَعَ اِنْسَانٍ وَاحِدٍ فَقَطْ فَاِنَّمَا هُوَ خِدْمَةٌ لِلْبَشَرِيَّةِ جَمْعَاء؟ كَمْ نَحْنُ الْآنَ بِحَاجَةٍ اِلَى قِيَمِ مُحَمَّدٍ وَالْمَسِيحِ وَاَخْلَاقِهِمَا عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَلَيْسَ لِيَ الْحَقُّ فِي الْحَيَاةِ وَحْدِي؟ وَغَيْرِي كَذَلِكَ لَيْسَ لَهُ الْحَقُّ فِيهَا وَحْدَهُ؟ بَلْ اِنَّ حَقَّ الْحَيَاةِ هُوَ قَدَرٌ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ النَّاسِ جَمِيعَا وَلِي وَلَكَ وَلِلْحَيَوَانِ الْاَعْزَلِ وَلِلنَّبَاتِ وَلِلْجَمَادِ الَّذِي يُسَبِّحُ بِحَمْدِ الله؟ وَحَتَّى حِينَمَا تَذْبَحُ حَيَوَاناً اَحَلَّ اللهُ لَكَ اَكْلَهُ فَاِنَّكَ تَقُولُ بِاسْمِ الله؟ بِمَعْنَى اَنَّ رُوحَ الْحَيَوَانِ لَايَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تَعْتَدِيَ عَلَيْهَا اَصْلاً اِلَّا اِذَا سَمَحَ لَكَ خَالِقُهُ بِذَبْحِهِ مِنْ اَجْلِ اَكْلِه؟ وَمَعَ ذَلِكَ يَجِبُ اَنْ تَرْحَمَ الْحَيَوَانَ بِاَدَاةٍ مِنَ الذَّبْحِ حَادَّةٍ جِدّاً حَتَّى لَاتَزِيدَ عَلَيْهِ اَلَمَ الذَّبْح؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُمَثِّلُونَ بِالْجُثَثِ وَيَنْتَهِكُونَ الْحُرُمَاتِ مَهْمَا كَانُوا وَمِنْ أيِّ دِينٍ اَوْ طَائِفَةٍ فَاِنَّهُمْ بِذَلِكَ قَدْ اعْتَدَوْا عَلَى الْاِنْسَانِيَّةِ كُلِّهَا وَعَذَّبُوهَا وَزَادُوا مِنْ مُعَانَاتِهَا بِمُجَرَّدِ اعْتِدَائِهِمْ عَلَى فَرْدٍ وَاحِدٍ فَقَطْ اَوْ تَعْذِيبِهِ وَجَعْلِهِ يُعَانِي مِنْ جَبَرُوتِهِمْ وَاِجْرَامِهِمْ؟ فَيَا اَيُّهَا الْمُحَمَّدُ؟ وَيَا اَيُّهَا الْمَسِيحُ فِي عَلْيَائِكُمَا وَعُلَوِّكُمَا؟ وَيَا اَيُّهَا الْقُرْآنُ؟ وَيَا اَيُّهَا التَّوْرَاةُ وَالْاِنْجِيلُ فِي تَشْرِيعِكُمْ وَاِنْسَانِيَّتِكُمْ؟ كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَيْكُمْ جَمِيعاً؟ وَاِنَّكَ اَخِي لَتَعْجَبُ مِنْ بَعْضِ الْاُورُوبِّيِّينَ الْمُتَعَصِّبِينَ وَهُوَ يَقُول؟ لَايُمْكِنُ الْمُحَافَظَةُ عَلَى الْحَضَارَةِ الْمَسِيحِيَّةِ اِلَّا بِشَنِّ الْحُرُوب؟ سُبْحَانَ الله حَرْبٌ وَمَسِيحِيَّةٌ فِي آنٍ وَاحِد؟ فَكَيْفَ يَجْتَمِعَانِ مَعاً؟ وَلَكِنَّكُمْ حِينَمَا غَزَوْتُمْ وَ حَارَبْتُمُ الشَّرْقَ الْاَوْسَطَ وَالْعَالَمَ بِاسْمِ الْمَسِيحِ وَبِاسْمِ الصَّلِيبِ مَا كُنْتُمْ اِلَّا عُدْوَانِيِّينَ هَمَجِيِّينَ مُجْرِمِي حُرُوب؟ وَتَعَالَوْا مَعَنَا لِنَفْتَحَ اَلْبُومَ كُلِّ بَلَدٍ مِنَ الْبِلَادِ الَّتِي غَزَوْتُمُوهَا؟ تَعَالَوْا لِنَفْتَحَ اَلْبُومَ سُورِيَّا؟ وَ الْعِرَاق؟ وَاَلْبُومَ الصُّومَال؟ وَاَلْبُومَ كُلِّ بَلَدٍ عَانَى مِنَ اضْطِّهَادِكُمْ؟ تَعَالَوْا لِنَفْتَحَ كُلَّ هَذِهِ الْمُسْتَنَدَاتِ لِنَرَى مَنِ الَّذِي يُثِيرُ هَذِهِ الْفِتَنَ؟ وَمَنِ الَّذِي يَقِفُ وَرَاءَهَا؟ فَاِذَا كُنْتُمْ مُنْصِفِينَ حَقَّاً فَقِفُوا مَعَ الْحَقِّ وَمَعَ اَهْلِ الْحَقِّ؟ وَاَنْتُمْ يَا مَنْ تُمَثِّلُونَ الْجَامِعَةَ الْعَرَبِيَّةَ الْآن؟ كُونُوا مُنْصِفِينَ وَصَادِقِينَ فِي تَقَارِيرِكُمْ؟ وَلَاتَنْحَازُوا لَا اِلَى هُنَا وَلَا اِلَى هُنَاكَ؟ وَلْيَكُنِ انْحِيَازُكُمْ اِلَى الْحَقِّ وَحْدَه؟ لِاَنَّكُمْ سَتَقِفُونَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ مَوْقِفاً عَظِيماً هَائِلاً يَشِيبُ مِنْهُ الْاَطْفَالُ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ فَاِيَّاكُمْ اَنْ تَكُونُوا شُهُودَ زُورٍ وَبُهْتَان؟ حَتَّى لَا تُبَرِّرُوا تَقَاعُسَكُمْ وَتَخَاذُلَكُمْ بِحُجَّةٍ هِيَ اَقْبَحُ مِنْ اَعْظَمِ ذَنْبٍ عِنْدَ الله؟ وَاِنَّمَا كُونُوا شُهُودَ حَقٍّ وَعَدْل؟وَافْعَلُوا مَا بِوُسْعِكُمْ مِنْ اَجْلِ حَقْنِ الدِّمَاء؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاُخْوَةُ الْكِرَام؟ لَقَدْ اُثِيرَتِ الْحُرُوبُ فِيمَا مَضَى بِاَسْمَاءٍ مُغْرِضَة؟ وَكَانَتِ الْحُرُوبُ اَحْيَاناً تُثَارُ بِاسْمِ الدِّين؟ وَاَحْيَاناً تُثَارُ بِاسْمِ الْمُحَافَظَةِ عَلَى حُقُوقِ الْاِنْسَان؟ وَاَحْيَاناً اُخْرَى بِحُجَّةِ اَنَّ هَذِهِ الْبِلَادَ بِحَاجَةٍ اِلَى رُقِيٍّ حَضَارِيٍّ وَمَادِّيّ؟ فَيَاْتِي الْمُسْتَعْمِرُ فَيَسْتَعْمِرُهَا؟ ثُمَّ يَتْرُكُهَا خَرَاباً؟ وَاَخْطَرُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ اَنْ يَصِيرَ الْفِكْرُ مُلَوَّثاً؟ وَهَذَا هُوَ هَدَفُ الْمُسْتَعْمِرِ الْحَقِيقِيّ؟ اَنْ تُعَمَّى الْحَقَائِقُ عَلَى النَّاس؟ وَكُلُّنَا اِخْوَةٌ فِي الْاِنْسَانِيَّةِ قَبْلَ كُلِّ شَيْء؟ وَنَحْتَاجُ كَثِيراً وَبِقُوَّةٍ اِلَى مَنْ يَزْرَعُ هَذِهِ الْحَقَائِقَ وَالْقِيَمَ وَالْعَقِيدَةَ الصَّحِيحَةَ فِي نُفُوسِنَا؟ لِاَنَّهُ اِذَا كَانَ هُنَاكَ خَلَلٌ وَلَوْ بَسِيطٌ جِدّاً فِي تَعَامُلِنَا مَعَ اللهِ تَوْحِيداً اَوْ عِبَادَة؟ فَاِنَّ الْخَلَلَ الْاَكْبَرَ سَيُرَافِقُهُ اَيْضاً فِي تَعَامُلِنَا مَعَ اَنْفُسِنَا وَمَا يَنْتُجُ عَنْهُ مِنْ قَتْلٍ وَسَفْكٍ لِلدِّمَاءِ وَانْتِهَاكٍ لِلْحُرُمَاتِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ اَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ فِيهِنّ} نَعَمْ اَخِي نَحْنُ لَانُحِبُّ الْعُدْوَان؟ وَلَكِنَّ هَذَا الْحُبَّ لَايَمْنَعُنَا اَيْضاً اَنْ نُحِبَّ لِكُلِّ ذِي حَقٍّ اَنْ يَاْخُذَ حَقَّهُ سَوَاءً كَانَ مُسْلِماً اَوْ غَيْرَ مُسِلِم؟ اِنَّهَا الْاِنْسَانِيَّةُ الرَّائِعَةُ الَّتِي تَمَثَّلَتْ فِي هَذَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلًام؟ حَتَّى الْمَشِيئَةُ الْمُخَيَّرَةُ الْخَيِّرَة فَاِنَّهُمَا لَمْ يَفْرِضَاهَا عَلَى النَّاسِ فَرْضاً؟ فَاسْتَمِعْ اَخِي لِمَا يَقُولُهُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لِتَلَامِيذِه كَمَا وَرَدَ فِي اَحَدِ اِصْحَاحَاتِ الْاِنْجِيلِ الْمُقَدَّس[اَيَّةُ بَلْدَةٍ تَدْخُلُونَهَا؟ فَاذَا اَبْغَضُوكُمْ فَاخْرُجُوا اِلَى شَوَارِعِهَا وَقُولُوا لَهُمْ؟ حَتَّى التُّرَابُ الَّذِي لَصِقَ بِنَا وَبِثِيَابِنَا مِنْ مَدِينَتِكُمْ؟ فَاِنَّنَا نَنْفُضُهُ عَنَّا؟ حَتَّى لَاتَكُونُوا نَهَّابِين( نَعَمْ اَخِي؟ اَللهُ اَكْبَر؟ اَللهُ اَكْبَر؟ اَلْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ لِحَوَارِيِّيه؟ اِذَا دَخَلْتُمْ بَلَداً فَكِرِهُوكُمْ وَلَايُرِيدُونَكُمْ اَنْ تَبْقُوا مَعَهُمْ؟ فَاخْرُجُوا اِلَى الشَّوَارِع؟ وَانْفُضُوا ثِيَابَكُمْ هَكَذَا وَقُولُوا؟ حَتَّى التُّرَابُ الَّذِي لَصِقَ بِنَا وَبِثِيَابِنَا نَتْرُكُهُ لَكُمْ؟ نَعَمْ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى اَخِيهِ الْمَسِيحِ وَسَلَّمَ مَاذَا يَقُولُ لِقُوَّادِهِ الَّذِينَ كَانَ يُرْسِلُهُمْ؟ مَاذَا كَانَ يَقُولُ لَهُمْ؟ اِسْتَمِعُوا يَا مَنْ تُنَادُونَ بِالْحَضَارَة؟ اِسْتَمِعُوا يَامَنْ تَجْهَرُونَ بِاَصْوَاتِكُمْ اَنَّكُم حَرِيصُونَ عَلَى حُقُوقِ الْاِنْسَانِ وَتَتَبَاكَوْنَ عَلَيْهَا؟ وَفِي نَفْسِ الْوَقْتِ تَدُكُّونَ الْمُدُنَ دَكَّا؟ وَتَتْرُكُونَهَا خَرَابَا؟ فَاسْتَمِعُوا اِلَى هَذِهِ الْحَرْبِ الْاِنْسَانِيَّةِ الَّتِي كَانَ يُثِيرُهَا رَسُولُ اللهِ بِقَوْلِهِ[لَاتَقْتُلُوا امْرَاَةً؟ وَلَاشَيْخاً كَبِيراً؟ وَلَاطِفْلاً؟ وَلَاوَلِيداً؟ وَلَاتَقْطَعُوا نَخْلاً؟ وَلَاتَحْرِقُوا زَرْعاً؟ وَلَاتَهْدِمُوا بُنْيَاناً؟ وَلَاتَنْهَبُوا؟ وَلَاتَذْبَحُوا حَيَوَاناً اِلَّا لِمَاْكَلَة( فَاَيُّ حَرْبٍ هَذِهِ اَيُّهَا الْحَضَارِيُّونَ يَامَنْ تَدَّعُونَ الْحَضَارَةَ الْآن فِي رُوسيَا وَغَيْرِهَا مِنْ بُلْدَانِ الصَّلِيب؟ اَيْنَ حَرْبُكُمْ هَذِهِ وَحَرْبُ عَبْدِكُمْ وَ خَادِمِكُمُ الْمُطِيعُ بَشَّار مِنْ حَرْبِ رَسُولِ الله؟ نَعَمْ لَاتَقْتُلُوا امْرَاَةً؟ وَلَاشَيْخاً كَبِيراً؟ وَلَاطِفْلاً؟ اِذَا كَانُوا لَايُحَارِبُونَكُمْ؟ وَلَاتَقْطَعُوا النَّخْلَةَ؟ وَلَاتَحْرِقُوا الزَّرْعَ؟ وَلَاتَنْهَبُوا؟ وَلَاتَسْرِقُوا؟ وَلَاتَتَشَبَّحُوا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا لَانَكُونُ مُبَالِغِينَ اِذَا قُلْنَا اَنَّ حَرْبَ رَسُولِ اللهِ كَانَتْ حَرْباً اِنْسَانِيَّةً رَحِيمَةً بِكُلِّ مَعْنَى الْكَلِمَة؟ وَكَذَلِكَ مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ صَحَابَتِهِ الْكِرَامِ؟ كَانَ يُحَارِبُ بِاِنْسَانِيَّة؟ وَاَمَّا الَّذِينَ انْحَرَفُوا فَهُمْ لَيْسُوا حُجَّةً عَلَيْنَا وَلَا لَنَا؟ لِاَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَ مِنَ الْاَفَاعِيلِ حَسَبَ مَا تُمْلِيهِ عَلَيْهِمْ شَهَوَاتُهُمْ وَنَزَوَاتُهُمْ؟ وَلَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ فِي غَزَوَاتِهِ كُلِّهَا حَرِيصاً عَلَى عَدَمِ الْاِسْرَافِ فِي الْقَتْلِ بَيْنَ الطَّرَفَيْن؟ اِلَّا مَايُسَاوِي عَدَدَ اَصَابِعِ الْيَدَيْن؟ وَاَمَّا الْيَوْمَ فَانْظُرْ اَخِي مَاذَا يَحْدُث؟ آهٍ ثُمَّ آهِ لَوْ اَنَّ النَّاسَ عَقِلُوا وَفَهِمُوا مَعْنَى الْاِنْسَانِيَّةِ وَنَتَائِجِهَا الْخَيِّرَة؟ لَكَانَ الْاَمْنُ وَالْاَمَانُ حَاصِلاً فِي رُبُوعِ الْاَرْضِ كُلِّهَا؟ فَمَاذَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ حِينَمَا سَمِعَ اَنَّ خَالِداً اَسْرَفَ فِي الْقَتْل؟ رَفَعَ يَدَيْهِ اِلَى السَّمَاءِ مُتَضَرِّعاً قَائِلاً[اَللَّهُمَّ اِنِّي اَبْرَاُ اِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِد(فَهَلْ رَاَيْتَ اَخِي اِنْسَانِيَّةً اَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ الْاِنْسَانِيَّة؟ فَيَامَنْ تَزْعُمُونَ اَنَّ رَسُولَ اللهِ جَاءَ لِيَقْطِفَ الرُّؤُوسَ وَلِيَقْطَعَهَا؟ وَتَخَافُونَ مِنَ الْاِسْلَامِ وَكَاَنَّهُ بُعْبُعٌ مُخِيف؟ نَعَمْ اِنَّهُ بُعْبُعٌ مُخِيفٌ عَلَى الْمُجْرِمِينَ وَالْمُفْسِدِينَ فِي الْاَرْضِ؟ الَّذِينَ يُرِيدُونَ اسْتِعْبَادَ النَّاسِ بِالْجَبَرُوتِ وَالْعُلُوِّ وَالْفَسَادِ وَالْاِفْسَادِ فِي الْاَرْض؟ وَلَايُرِيدُونَ اَنْ يَنْتَمُوا اَوْ يَدْخُلُوا اِلَى حَظِيرَةِ الْاِنْسَانِيَّةِ اَبَداً؟ اِنَّهُ الدِّينُ الَّذِي لَايَرْحَمُ قُوَّتَهُمْ وَبَطْشَهُمْ وَجَبَرُوتَهُمْ وَاِجْرَامَهُمْ عَلَى الْاَبْرِيَاء؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَرْحَمَ ضَعْفَ الْاَبْرِيَاءِ وَضَعْفَهُمْ هُمْ اَيْضاً حَتَّى وَلَوْ كَانُوا مُحَارِبِينَ اَعْدَاء؟ اِذَا وَقَعُوا جَرْحَى وَاَسْرَى فِي اَيْدِي الْمُسْلِمِينَ الْاَتْقِيَاء؟ فَمَاذَا فَعَلَ اُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللهِ وَاَحَبُّ النَّاسِ اِلَى قَلْبِه؟ كَانَ فِي غَزْوَةٍ مِنَ الْغَزَوَات؟ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْاَعْدَاءِ وَقَالَ لَهُ اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ؟ فَقَتَلَهُ اُسَامَة؟ فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللهِ بِذَلِكَ غَضِبَ غَضَباً شَدِيداً؟ وَقَالَ لَهُ[يَا اُسَامَة؟ اَتَقْتُلُ مَنْ اَلْقَى عَلَيْكَ السَّلَام؟ فَقَالَ يَارَسُولَ الله اِنَّمَا قَالَهَا بِلِسَانِهِ وَلَمْ تَخْرُجْ مِنْ قَلْبِه؟ فَاغْتَاظَ رَسُولُ اللهِ غَيْظاً شَدِيداً بِسَبَبِ عُذْرِ اُسَامَةَ الَّذِي هُوَ اَقْبَحُ مِنْ ذَنْبِهِ قَائِلاً[وَهَلْ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ لِتَعْلَمَ اَنَّهُ قَالَهَا مِنْ قَلْبِهِ اَوْ مِنْ غَيْرِ قَلْبِه(فَيَنْزِلُ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا؟ وَلاَتَقُولُوا لِمَنْ اَلْقَى اِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِناً(مِنْ اَجْلِ اَنْ{تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا(مِنْ غَنَائِمِ الْحَرْبِ وَغَيْرِهَا {فَعِنْدَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَة(فِي جِنَانِ النَّعِيم{كَذِلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ{اَعْدَاءً لِلْاِسْلَامِ كَهَذَا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ{ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ(بِالْاِسْلَام{ فَتَبَيَّنُوا(نَعَمْ لِاَنَّ كُلَّ كَافِرٍ فَاسِقٌ؟ وَلَيْسَ كُلُّ فَاسِقٍ كَافِراً؟ لِاَنَّ هُنَاكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الْفَاسِقِين؟وهُنَاكَ اَيْضاً مِنَ الْكَافِرِينَ الْفَاسِقِين؟ نَعَمْ لِاَنّْ كُلَّ مَنْ يَكْذِبُ فَهُوَ فَاسِق؟ وَلَيْسَ جَمِيعُ الْفَاسِقِينَ كَاذِبُونَ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا كُفَّاراً؟ لِاَنَّ بَعْضاً مِنْ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ الْمُسَالِمِينَ صَادِقُونَ فِي عُهُودِهِمْ وَاَمَانَاتِهِمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمِنْ اَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ اِنْ تَاْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ اِلَيْك(وَحَتَّى الْكُفَّارُ الْمُحَارِبِين فَلَا نَسْتَطِيعُ اَنْ نُلْغِيَ احْتِمَالَ صِدْقِ الْبَعْضِ مِنْهُمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ اِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَاٍ(وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ فَكَذِّبُوا هَذَا الْفَاسِق؟ وَلَمْ يَقُلْ اَيْضاً فَصَدِّقُوا هَذَا الْفَاسِق؟ وَلَكِنَّهُ قَالَ {فَتَبَيَّنُوا{اِنَّ كَثِيراً مِنَ الْاَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَاْكُلُونَ اَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ الله(وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ اَنَّ جَمِيعَ الْاَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ يَاْكُلُونَ الْحَرَام؟ وَلِذَلِكَ وَبِسَبَبِ صِدْقِ الْبَعْضِ مِنْهُمْ فِي التَّعَامُلِ مَعَ الْمُسْلِمِين؟ فَاِنَّ اللهَ حَرَّمُ الْغَدْرَ وَلَوْ بِاَعْدَاءِ الْمُسْلِمِينَ اِكْرَاماً لِهَؤُلَاءِ الصَّادِقِينَ مِنَ الْاَعْدَاء بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ اِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء(فَاَيُّ دِينٍ اَعْظَمُ مِنْ هَذَا الدِّين؟ اِنَّهُ الدِّينُ الَّذِي لَايُرِيدُ اَنْ يُغْلِقَ جَمِيعَ الْاَبْوَابِ مِنْ اَجْلِ التَّعَامُلِ بِمَا يُرْضِي الله حَتَّى مَعَ اَعْدَائِه؟ فَاَيُّ دِينٍ هَذَا؟ وَاَيَّةُ شَرِيعَة؟ وَاَيَّةُ عَظَمَة؟ وَاَيَّةُ اِنْسَانِيَّة؟ وَاَيُّ تَكْرِيمٍ لَكَرَامَةِ الْاِنْسَان؟ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ كَذَلِكَ اِذَا بَعَثَ قَادَةً مِنْ قُوَّادِ الْجَيْشِ بَعَثَهُمْ بِقَوْلِهِ[وَلَاتَضْرِبُوا وُجُوهاً اِذْلَالاً لَهُمْ(وَحَتَّى الْاَسِيرُ الْعَدُوُّ الْمُحَارِبُ كَانَ عِنْدَ الْاِسْلَامِ عَزِيزاً؟ وَكَانَ مَكَانُ اَسْرِهِ مِنْ اَجْلِ كَرَامَتِهِ فِي الْمَسْجِدِ اَكْرَمِ بُقْعَةٍ عَلَى وَجْهِ هَذِهِ الْاَرْضِ؟ لِيَرَى حَالَ الْمُسْلِمِينَ وَاَخْلَاقَهُمْ؟ وَكَانَ بَعْضُ الْاَسْرَى يَرْبِطُهُ رَسُولُ اللهِ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ وَيَضَعُ عَلَيْهِ حُرَّاساً يَفُكُّونَ قَيْدَهُ اِذَا اَرَادَ قَضَاءَ حَاجَةٍ اَوْ طَعَاماً اَوْ شَرَابَا؟ فَيَنْزِلُ قَوْلُ اللهِ مَادِحاً هَؤُلَاءِ مُثْنِياً عَلَيْهِمْ بِقَوْلِه{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَاَسِيرَا؟ اِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَانُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَاشُكُورَا(وَاِنَّمَا نُرِيدُ ذَلِكَ مِنَ الله؟ اَنْ يُعَظِّمَ اَجْرَنَا وَيَشْكُرَ سَعْيَنَا سبحانه؟ وَلِذَلِكَ كَانَ هَؤُلَاءِ الصَّفْوَةُ مِنْ خَلْقِ اللهِ الْمُسْلِمُونَ يَتَسَابَقُونَ مِنْ اَجْلِ اِطْعَامِ هَذَا الْاَسِير الْعَدُوِّ الْمُحَارِب؟ حَتَّى اَنَّهُ كَانَ يَاْكُلُ اَحْسَنَ مِمَّا كَانَ يَاْكُلُ مِنْهُ اَهْلُ الْمَدِينَة؟ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ الله مَا شَاْنُك؟ فَيَقُولُ اُعَاهِدُكَ يَا مُحَمَّدُ اَلَّا اُقَاتِلَكَ وَاَلَّا اُعِينَ غَيْرِي مِنْ اَعْدَائِكَ عَلَى قِتَالِك؟ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ يَنْتَظِرُ اَنْ يَسْمَعَ مِنْهُ هَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ فَقَطْ حَتَّى يُطْلِقَ سَرَاحَه؟ فَمَا مَكَثَ اِلَّا قَلِيلاً خَارِجَ حُدُودِ الْمَدِينَةِ حَتَّى عَادَ هَذَا الْاَسِيرُ مُسْرِعاً وَالْمَاءُ يَقْطُرُ مِنْ وَجْهِهِ وَرَاْسِه؟ فَاِذَا بِهِ يَقِفُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ وَهُوَ يَقُول اَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ الِاَّ الله وَاَنَّكَ رَسُولُ الله؟ فَيَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللهِ مَا دَعَاكَ اِلَى ذَلِك؟ لِمَاذَا لَمْ تُسْلِمْ مِنْ قَبْل؟ فَقَالَ حَتَّى لَايُقَالَ عَنِّي قَدْ اَسْلَمْتَ مُكْرَهاً؟ هَذِهِ هِيَ بَعْضٌ مِنَ الصُّوَرِ الْكَثِيرَةِ الْوَضِيئَةِ الْمُشْرِقَةِ عَنْ رَحْمَةِ الْاِسْلَامِ وَرَسُولِهِ لِلْعَالَمِين؟ بَعْضُ النَّاسِ يُعْطُونَ الصُّورَةَ الْمُعْتِمَةَ عَنِ الْاِسْلَامِ مِنَ الْاِسْرَافِ فِي الضَّرْبِ وَالْقَتْلِ وَالسَّيْفِ وَالسَّبِّ وَاللَّعْن؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاء؟هَذِهِ هِيَ سِيرَةُ رَسُولِ اللهِ الَّذِي اَدَّبَهُ رَبُّهُ بِآدَابِ الْقُرْآنِ مَا تَزَالُ مَوْجُودَةً بَيْنَ اَيْدِينَا وَاَيْدِيكُمْ تُكَذِّبُكُمْ؟ وَيَا لَيْتَ النَّاس؟ وَيَا لَيْتَ كُلَّ مُعْتَدٍ مِنَ النَّاس؟ يَعُودُ اِلَى مَنْطِقِهِ السَّلِيمِ وَ عَقْلِهِ وَفِكْرِهِ اِنْ بَقِيَ لَهُ فِكْر؟ ثُمَّ يَقْتَدِي بِهَذِهِ السِّيرَةِ الْمُبَارَكَةِ الشَّرِيفَةِ لِرَسُولِ الله؟ حَتَّى يَكْتُبَهُ اللهُ عِنْدَهُ فِي سِجِلَّاتِ التَّشْرِيف؟ لِاَنَّ هَذِهِ الْحُرُوبَ وَالْخِلَافَاتِ تَزِيدُ الْاَرْضَ فَقْراً عَلَى فًقْر؟ وَتَدْمِيراً عَلَى تَدْمِير؟ وَجُوعاً عَلَى جُوع؟ وَخَوْفاً عَلَى خَوْف؟ لِاَنَّ اَعْظَمَ بَلَاءٍ تُصَابُ بِهِ الْاُمَمُ هُوَ بَلَاءُ الْخَوْف؟ حِينَمَا يَخَافُ الضَّعِيفُ مِنَ الْقَوِيّ؟ وَالْقَوِيُّ يَخَافُ مِنَ الضَّعِيف؟ فَهَلَّا قَرَاْتُمْ اَيُّهَا النَّاسُ آيَةً مِنْ سُورَةِ النَّحْلِ تَقُول{ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً؟ يَاْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَان؟ فَكَفَرَتْ بِاَنْعُمِ الله؟ فَاَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُون(اَلْقُرْآنُ وَاضِحٌ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَلَكِنَّنَا نَحْنُ غَيْرُ وَاضِحِينَ فِي تَعَامُلِنَا مَعَه؟ لِاَنَّنَا لَانُرِيدُ الْقُرْآنَ اِلَّا مِنْ اَجْلِ الْقِرَاءَةِ عَلَى الْاَمْوَاتِ وَفَكِّ السِّحْر؟ وَاَمَّا اَنْ نَتَّخِذَهُ مَنْهَجَ حَيَاة؟ فَهَذَا اَبْعَدُ مَا نَكُونُ عَنْهُ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى؟ وَلَكِنَّهُ يَتَدَخَّلُ حَقِيقَةً فِي الشَّارِدَةِ وَالْوَارِدَةِ مِنْ حَيَاتِنَا؟ حَتَّى يَصِلَ بِنَا اِلَى بَرِّ الْاَمَان؟ وَلَكِنَّهُ لَايَزِيدُ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ يَكْرَهُونَهُ اِلَّا خَسَاراً عَلَى خَسَار؟ وَاِهْلَاكاً عَلَى اِهْلَاك؟ وَتَدْمِيراً عَلَى تَدْمِير؟ لِاَنَّهُمْ لَايَقْبَلُونَ اَنْ يَتَّعِظُوا بِه؟ وَقَدْ ذَكَرَ لَهُمْ مَا حَلَّ وَاَصَابَ مَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الْاُمَمِ الظَّالِمَة وَقَدْ{عَمَرُوهَا اَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا( بِاَرْقَى وَاَجْمَلِ حَضَارَةٍ وَهِيَ الْاَرْض{وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ( أيْ نَحْنُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ مَا بَلَغْنَا مِثْلَمَا بَلَغَ مَنْ قَبْلَنَا مِنْ مِعْشَارِ الْحَضَارَةِ وَالرُّقِيِّ وَالتَّقَدُّم؟ وَلَكِنَّهُمْ كَفَرُوا بِنِعْمَةِ اللهِ فَاَصَابَهُمْ مَااَصَابَهُمْ مِنَ الْهَلَاكِ وَالدَّمَار؟ فَلَا تَمْشُوا عَلَى خُطَاهُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ حَتَّى لَايُصِيبَكُمْ مَا اَصَابَهُمْ مِنَ الْهَلَاكِ وَالْعَذَابِ الْاَبَدِيّ؟ اِنْ لَمْ تَتُوبُوا اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً؟ وَاَسْرِعُوا بِالتَّوْبَةِ حَتَّى تَكُونُوا مَحْظُوظِينَ بِالنَّجَاةِ كَقَوْمِ يُونُسَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ لَوْ فَقِهَ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمُونَ وَفَهِمُوا جَيِّداً مَعْنَى الْاِنْسَانِيَّة؟ لَتَحَوَّلَتِ الْمَعَادِنُ اِلَى نُقُود؟ وَلَتَحَوَّلَتِ الرِّمَاحُ اِلَى مَنَاجِلِ حَصَادٍ تَحْصُدُ الزَّرْع؟ وَلَتَحَوَّلَتْ تِلْكَ الْمِيزَانِيَّاتُ الَّتِي تُرْصَدُ مِنْ اَجْلِ الْحُرُوبِ اِلَى الْاِعْمَارِ وَالتَّعْمِيرِ وَالْاِنْشَاءِ لَا اِلَى التَّخْرِيبِ وَلَا اِلَى الدَّمَار؟ وَلَكِنْ حِينَمَا لَاتَكُونُ تَقْوَى اللهِ مُتَحَكِّمَةً فِي النُّفُوس؟ فَاِنَّ الرُّؤَى تَخْتَلِطُ عَلَى النَّاس؟ وَتَنْعَدِمُ عِنْدَهُمُ الرُّؤْيَةُ الصَّحِيحَةُ مِنْ اَجْلِ مُعَالَجَةِ الْاُمُورِ وَحَلِّ مَشَاكِلِ الْحُرُوبِ وَالْاَزَمَاتِ بِكُلِّ اَنْوَاعِهَا سَوَاءٌ مِنْهَا الِاقْتِصَادِيَّةِ وَالْاَخْلَاقِيَّةِ وَالِاجْتِمَاعِيَّةِ وَغَيْرِهَا؟ وَلَوْ اَنَّ هَؤُلَاءِ فِي الْغَرْبِ الصَّلِيبِيّ وَفِي غَيْرِهِ الَّذِينَ يُثِيرُونَ هَذِهِ الْحُرُوبَ وَهَذِهِ الْاَحْقَاد؟ لَوْ اَنَّهُمْ تَبَرَّعُوا بِهَذِهِ الْاَمْوَالِ اِلَى الْمُسْتَضْعَفِينَ وَالْفُقَرَاء؟ لَكَسَبُوا حُبَّهُمْ؟ لِاَنَّ الْحُبَّ لَايُفْرَضُ عَلَى النَّاسِ بِالْقَوَانِين؟ وَاِنَّمَا الْحُبُّ هُوَ ثَمَرَةٌ لِعَمَلٍ صَالِحٍ يَخْتَلِجُ فِي نَفْسِ الْاِنْسَان؟ مِمَّا يَجْعَلُهُ يُحِبُّ مَنْ يُحْسِنُ اِلَيْه؟ وَاَمَّا اَنْ يُفْرَضَ الْحُبُّ بِالْاِكْرَاهِ وَالْحُرُوب؟ فَهَذَا ضَرْبٌ مِنَ الْخَيَالِ وَالْمُسْتَحِيل؟ فَلَا الْاِيمَانُ يَنْفَعُ مَعَهُ الْاِكْرَاه؟ وَلَا الْحُبّ؟ وَقَدْ تَاْتِي اَخِي اِلَى اِنْسَانٍ ثُمَّ تَقُولُ لَهُ اِمَّا اَنْ تُؤْمِنَ اَوْ اَقْتُلَك؟ فَيَقُولُ لَكَ آمَنْت؟ فَمَاذَا تَكُونُ قَدْ فَعَلْتَ اَخِي فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ لَقَدْ اَدْخَلْتَ مُنَافِقاً جَدِيداً وَجَلَبْتَهُ مَعَكَ اِلَى دِيَارِ الْاِسْلَام؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ هَذَا هُوَ السُّلُوكُ الْاِسْلَامِيُّ الْمَطْلُوب؟ وَالَّذِي يَاْمُرُنَا اَنْ نُحَوِّلَ هَذِهِ الْاَرْضَ لِلْاِعْمَارِ لَا لِلْخَرَاب؟ اِسْتِجَابَةً لِدَعْوَةِ مُحَمِّدٍ وَالْمَسِيحِ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ حَيْثُ كَانَتْ لَهُمَا الْوَجَاهَةُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَامَرْيَمُ اِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى بْنُ مَرْيَم؟ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ وَمِنَ الْمُقَرَّبِين؟ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ؟ وَكَهْلاً؟ وَمِنَ الصَّالِحِين{وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَاْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ اَحْمَد}اَللَّهُمَّ يَا رَبُّ اَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّه؟ وَانْصُرِ الْحَقَّ وَاَهْلَه؟ وَاهْزِمِ الْبَاطِلَ وَجُنْدَه؟ آمِين؟ اَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ؟ حَمْداً لِله؟ وَصَلَاةً وَسَلَاماً عَلَى رَسُولِ اللهِ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَبَعْد؟ بَعْضُ النَّاسِ رُبَّمَا يَقُولُ فِي نَفْسِه؟ مَاهِيَ الْجِهَةُ الَّتِي تَقِفِينَ مَعَهَا يَا اُخْتُ سندس؟ وَاَنْتِ مَعَ مَنْ؟ وَمَعَ مَنْ اَنْتِ تَتَحَدَّثِين؟ وَاِلَى أيِّ جَانِبٍ تَنْحَازِين؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِك؟ اَنَا اَنْحَازُ اِلَى الْحَقّ؟ وَاِذَا كَانَ الْحَقُّ ضِدِّي؟ فَاَنَا اَرْجُو اَنْ يَتَغَلَّبَ عَلَيَّ الْحَقُّ وَاَخْضَعَ لَه؟ وَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ؟ لَوْ اَنَّ فِي مَوْتِي اَوْ قَتْلِي نُصْرَةً لِلهِ وَرَسُولِهِ وَالْقِيَمِ الْاِنْسَانِيَّةِ وَاُمَّتِي وَبِلَادِي وَشَعْبِي؟ لَقُلْتُ يَارَبّ اُقَدِّمُ نَفْسِي قُرْبَاناً اِلَيْك؟ لِيَسُودَ الْخَيْرُ وَالْاَمْنُ وَالْاَمَانُ فِي رُبُوعِ وَطَنِي وَاُمَّتِي وَبِلَادِي؟ فَيَارَبّ اَنْتَ تَعْلَمُ اَنَّنَا لَانَكْرَهُ اَحَداً؟ وَهَذَا حَالُنَا لَايَخْفَى عَلَيْك؟ وَاَنْتَ الْمُغِيثُ وَحْدَك؟ جَنِّبْنَا الْبَلَاءَ وَالْمِحَنَ وَالْفِتَنَ وَالِاعْتِدَاءَ عَلَى كَرَامَةِ الْاِنْسَان؟ فَلَيْسَ لَنَا مِنْ مُغِيثٍ وَمُجِيرٍ سِوَاك؟ طَهِّرْ قُلُوبَنَا بِالْاِيمَانِ وَالْاِسْلَام؟ وَاَزِلْ مِنْهَا الْحِقْدَ وَالْبَغْضَاءَ وَالضَّغِينَةَ يَا رَبَّ الْعَالَمِين؟ مَعْذِرَةً يَا رَسُولَ الله؟ هَذِهِ ذِكْرَى مِيلَادِكَ تَحُلُّ عَلَيْنَا؟ وَالْقُلُوبُ مُنْكَسِرَة؟ وَالدُّمُوعُ فِي مَآقِيهَا مُتَحَجِّرَة؟ وَالنُّفُوسُ مُلْتَاعَةٌ وَضَارِعَةٌ اِلَى رَبِّهَا اَنْ يَكْشِفَ الْبَلَاءَ عَنْ اُمَّتِكَ وَالْعَالَمِينَ جَمِيعاً؟ لِاَنَّ رَبَّكَ اَرْسَلَكَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ يَا نَبِيَّ الله؟ وَاحْتِفَالُنَا بِمَوْلِدِكَ يَكُونُ بِاتِّبَاعِ مَنْهَجِكَ الَّذِي اَنْزَلَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْك؟ وَبِمَا اَلْهَمَكَ مِنْ اَقْوَالٍ وَاَفْعَالٍ نَقْتَدِي بِهَا مَااسْتَطَعْنَا اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً؟ لِتَكُونَ مَنْهَجاً صَالِحاً لَنَا وَلِغَيْرِنَا اِلَى اَنْ يَرِثَ اللهُ تَعَالَى الْاَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا؟ وَقَبْلَ اَنْ اَخْتِمَ هَذِهِ الْمُشَارَكَةَ؟ فَاِنِّي سَاُتَابِعُ الْاِجَابَةَ عَلَى مَا اَسْتَطِيعُ مِنَ الْاَسْئِلَةِ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِشَعِيرَةِ الصَّوْم فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ وَالْمُشَارَكَاتِ الْقَادِمَةِ اَيْضاً اِنْ شَاءَ الله رَاجِيَةً مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ التَّوْفِيقَ وَالسَّدَادَ؟ وَمِنْهَا مَاسَاَلَنِي عَنْهُ بَعْضُ الْاِخْوَةِ مِنْ اِلْقَاءِ بَعْضِ الضَّوْءِ عَلَى حَدِيثٍ قُدْسِيٍّ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسِلِمٌ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى عَنْ اَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ[قَالَ اللهُ تَعَالَى[كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ؟ اِلَّا الصَّوْمُ؟ فَاِنَّهُ لِي؟ وَاَنَا اَجْزِي بِه؟ يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ اَجْلِي( صَدَقَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى؟ وَصَدَقَ رَسُولُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ هَذَا الْحَدِيثُ مَاذَا يُسَمَّى اَخِي؟ طَبْعاً هُوَ حَدِيثٌ قُدْسِيٌّ نِسْبَةً اِلَى الْقُدْس أيِ الطُّهْر؟ وَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ اَسْمَائِهِ الْحُسْنَى الْقُدُّوس؟ بِمَعْنَى الطَّاهِر؟ وَنَقُولُ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيّ رَوَى فُلَانٌ عَنْ فُلَان؟ وَلَا نَقُولُ فِي آيَاتِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ اَنَّ فُلَاناً رَوَاهَا عَنْ فُلَان قَالَ اللهُ تَعَالَى اَلْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين؟ لَا هَذَا لَا يَصِحُّ اخي؟ وَاِنَّمَا نَقُولُ اَوْحَى بِهَا رَبُّ الْعِزَّةِ اِلَى جِبْرِيلَ الْاَمِينِ اَنْ يُنَزِّلَهَا عَلَى قَلْبِ الْاَمِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ عليهما الصلاة والسلام؟ فَاسْمُهُ اِذاً حَدِيثٌ قُدْسِيّ؟ كَمَا اَنَّ اللهَ تَعَالَى مِنْ اَسْمَائِهِ الْحُسْنَى الْقُدُّوس؟ فَالْحَدِيثُ الْقُدْسِيُّ اِذاً لَيْسَ قُرْآناً؟ وَلَيْسَ اَيْضاً حَدِيثاً مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام يُعَبِّرُ عَنْهُ بِكَلِمَاتِه؟ وَاِنَّمَا نَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ قَالَ اللهُ تَعَالَى؟ اَوْ نَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّه؟ وَطَبْعاً يَخْتَلِفُ الْحَدِيثُ الْقُدْسِيُّ عَنِ الْقُرْآن؟ فَهُوَ لَيْسَ مُعْجِزاً كَالْقُرْآن؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يُمْكِنُ اَنْ يَاْتِيَ اِنْسَانٌ بَلِيغٌ وَيُؤْلِّفَ كَلَاماً شَبِيهاً بِكَلَامِ اللهِ تَعَالَى فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيّ؟ اَمَّا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ فَاِنَّهُ مُعْجِزٌ يَتَحَدَّى الْاِنْسَ وَالْجِنَّ اَنْ يَاْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِه؟ وَمِنَ الْفُرُوقِ اَيْضاً بَيْنَ الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ وَالْقُرْآن؟ اَنَّ الْحَدِيثَ الْقُدْسِيَّ يَجُوزُ اَنْ يَلْمَسَهُ الطَّاهِرُ وَالْمُحْدِثُ حَدَثَاً اَكْبَرَ اَوْ اَصْغَر؟ وَامَّا الْقُرْآنُ فَلَا يَمَسُّهُ اِلَّا الْمُطَهَّرُون؟ وَكَذَلِكَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ يُتَعَبَّدُ بِهِ فِي الصَّلَاة؟ فَلَوْ اَنَّ اِنْسَاناً قَالَ سَاَقْرَاُ بَدَلَ الْقُرْآنِ الْاَحَادِيثَ القُدْسِيَّةَ فِي الصَّلَاةِ فَهَلْ صَلَاتُهُ صَحِيحَة؟ طَبْعاً صَلَاتُهُ بَاطِلَةٌ لَا تَصِحُّ اِلَّا بِقِرَاءَةِ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآن؟ كَذَلِكَ الْاَحَادِيثُ الْقُدْسِيَّةُ تُعَبِّرُ عَنْ عَظَمَةِ اللهِ وَسِعَةِ رَحْمَتِهِ وَفَضْلِه كَالْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ كَذَلِكَ الْقُرْآنُ ثَبَتَ عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ بِالتَّوَاتُر؟ فَلَا نَسْتَطِيعُ اَنْ نَقُولَ اَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ اَصَحُّ مِنْ هَذِهِ الْآيَة؟ وَاَمَّا الْحَدِيثُ الْقُدْسِيُّ فَهُوَ كَالْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ؟ مِنْهُ الْمُتَوَاتِر؟ وَمِنْهُ الْقَوِيّ؟ وَمِنْهُ الضَّعِيف؟ وَمِنْهُ الْمَوْضُوعُ الْمَكْذُوب؟ مَاذَا يَقُولُ لَنَا رَبُّ الْعِزَّةِ سُبْحَانَهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْقُدْسِيّ[كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ اِلَّا الصَّوْم( قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ اَلَيْسَتْ كُلُّ الْاَعْمَالِ لَاتُقْبَلُ اِلَّا اِذَا كَانَتْ خَالِصَةً لِوَجْهِ الله؟ وَنَقُولُ بَلَى كُلُّ الْاَعْمَالِ لَا تُقْبَلُ اِلَّا اِذَا كَانَتْ خَالِصَةً لِوَجْهِ اللهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْاِنْسَ اِلَّا لِيَعْبُدُون؟ مَا اُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا اُرِيدُ اَنْ يُطْعِمُون؟ اِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين( فَكُلُّ الْاَعْمَالِ فِي الْاَصْلِ يَنْبَغِي اَنْ تَكُونَ لِلهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَاللهُ لَا يَقْبَلُ عَمَلاً دَخَلَهُ الرِّيَاءُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيّ [اَنَا اَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْك] وَالرِّيَاءُ نَوْعٌ مِنْ اَنْوَاعِ الشِّرْكِ الْخَفِيِّ الْاَصْعَب؟ لِاَنَّهُ لَا يَظْهَرُ لِلنَّاس؟ وَاِنَّمَا كُلُّ اِنْسَانٍ حَسَبَ نِيَّاتِه؟ فَمَثَلاً اِنْسَانٌ يَفْعَلُ الْخَيْرَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَمْدَحَهُ النَّاس؟ او يُفْرِحُ النَّاسَ بِعَطَائِهِ لِيُقَالَ عَنْهُ كَرِيمٌ مِنْ اَجْلِ فَوْزِهِ فِي الِانْتِخَابَات؟ فَهَلْ هَذَا عَمَلُهُ خَالِصاً لِوَجْهِ الله؟ اِنَّهُ الرِّيَاءُ الَّذِي يَمْحَقُهُ اللهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ{وَقَدِمْنَا اِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورَا(وَلِذَلِكَ يَقُولُ عَزَّ وَجَلّ{يَا اَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْاَذَى؟ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاس(يُقَالُ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ رِئَاءَ وَرِيَاءَ وَالْمَعْنَى وَاحِد؟فَاِذاً كُلُّ الْاَعْمَالِ يَجِبُ اَنْ تَكُونَ وَلَا يَقْبَلُهَا اللهُ اِلَّا اِذَا كَانَتْ خَالِصَةً لِوَجْهِهِ الْكَرِيم؟ فَلِمَاذَا يَقُولُ اللهُ تَعَالَى اِذاً[كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ اِلَّا الصَّوْمُ فَاِنَّهُ لِي وَاَنَا اَجْزِي بِهِ(لِمَاذَا نَفْهَمُ مِنْ ظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيثِ الرِّيَاءَ فِي كُلِّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ ابْنُ آدَمَ اِلَّا الصَّوْم؟وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ كُلَّ عَمَلٍ صَالِحٍ يَعْمَلُهُ الْاِنْسَانُ يَكُونُ ظَاهِراً وَاضِحاً اَمَامَهُمْ؟ وَقَدْ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ اَنْ يُثْنِيَ النَّاسُ عَلَى عَمَلِهِ بِمَعْنَى يَمْدَحُونَه؟ وَالْمُؤْمِنُ بِحَقّ لَايُرِيدُ هَذَا الثَّنَاء؟ وَاِنَّمَا يُرِيدُ وَجْهَ اللهِ تَعَالَى؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ اَثْنَى النَّاسُ عَلَيْهِ وَمَدَحُوهُ فَشَعَرَ بِرَاحَةٍ نَفْسِيَّة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ لَايُؤَاخِذُهُ اللهُ عَلَى تِلْكَ الرَّاحَة؟ لِاَنَّهُ مَا اَرَادَ بِعَمَلِهِ اِلَّا وَجْهَ الله؟ وَمَا اَرَادَ حُبَّ الظُّهُورِ اَوِ الشُّهْرَةِ الَّتِي تَجْلِبُ الرِّيَاء؟ وَكَذَلِكَ لَايُؤَاخِذُ اللهُ هَؤُلَاءِ النَّاسَ عَلَى مَدْحِهِمْ لَهُ بِشَرْط؟ اَنْ يَكُونَ هَدَفَهُمْ تَشْجِيعُهُ عَلَى الْاَعْمَالِ الْخَيْرِيَّةِ الَّتِي تُفِيدُ الْمُجْتَمَعَ اِرْضَاءً لِخَالِقِهِ سُبْحَانَه؟ وَمَا اَجْمَلَ رَجُلَيْنِ مِنَ الرِّجَال؟ اَوِ امْرَاَتَيْنِ مِنَ النِّسَاء؟ تَحَابَّا فِي الله؟ اِجْتَمَعَا عَلَيْه؟ وَتَفَرَّقَا عَلَيْه؟ وَاَمَّا اَنْ تَرَاهُ فِي الظَّاهِرِ يُصَلِّي؟ فَيَقُولُ النَّاسُ هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ يُوَاظِبُ عَلَى صَلَاةِ الْجَمَاعَة؟ وَيُوَاظِبُ عَلَى دُرُوسِ الْعِلْم؟ وَقَدْ يَكُونُ فِي بَاطِنِهِ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ بَابِ الْخِدَاع؟ كَالصَّيَّادِ الَّذِي يُلْقِي الشَّبَكَةَ وَيَضَعُ الطُّعْمَ لِيُغْرِيَ الصَّيْد؟ اَوْ كَمَنْ يَدُسُّ فِي السُّمِّ عَسَلاً؟ وَمَعَ الْاَسَفِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ هَكَذَا يُصَلِّي الْوَاحِدُ مِنْهُمْ لِيُقَالَ عَنْهُ اَنَّهُ رَجُلٌ اَوِ امْرَاَةٌ صَالِحَة؟ وَبِالتَّاْكِيدِ فَاِنَّ هَذَا الْاِنْسَانَ قَدْ رَاءَى بِعَمَلِهِ وَهُوَ يُصَلِّي؟ ثُمَّ تَرَاهُ يَحُجُّ مَرَّةً اَوِ اثْنَتَيْنِ اَوْ اَكْثَر؟ ثُمَّ يَقُولُ النَّاسُ مَاشَاءَ الله بَارَكَ اللهُ فِيه؟ لَقَدْ حَجَّ مَرَّاتٍ وَمَرَّات؟ وَحَلَقَ مِنْ رَاْسِهِ كَثِيراً جِدّاً مِنَ الشَّعْرَات؟ وَرَحِمَ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ بَعْدَ رَمْيِ الْجَمَرَات؟ وَلَعَنَ اللهُ الْكَاسِيَاتِ الْعَارِيَاتِ الْمُقَصِّرَات؟ اَللَّوَاتِي يَلْبَسْنَ مِنَ التَنُّوَرَات؟ اِلَى مَا فَوْقَ الرُّكْبَةِ كَالْعَاهِرَات؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي اِذَا عَامَلْتَ اَمْثَالَ هَؤُلَاءِ الْحُجَّاجِ بِالدِّرْهَمِ وَالدِّينَارِ وَاللَّيْرَات؟ فَاِنَّكَ تَرَاهُمْ كَاَنَّهُمْ لَمْ يَحُجُّوا اَبَداً اِلَى صَعِيدِ عَرَفَات؟ حِينَمَا قَالُوا لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْك لَبَّيْكَ لَاشَرِيكَ لَكَ اِلَّا شَرِيكاً وَاحِداً تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ مِنْ عِجْلِ بَنِي اِسْرَائِيلَ الذَّهَبِيِّ الْمَصْنُوعِ مِنَ الْحُلِيِّ وَالْمُجَوْهَرَات؟ وَالَّذِي لَامَسَ شِغَافَ قُلُوبِنَا ثُمَّ دَخَلَ اِلَى اَعْمَاقِهَا شَرَاباً حُلْواً وَعَسَلاً لَذِيذاً وَ بِشَوْقٍ وَلَهْفَةٍ مِنَّا اِلَى عِبَادَتِهِ وَرَغَبَات؟ حَتَّى رَفَضْنَا اَنْ نُلَبِّيَ اَمْرَكَ فِي الْحَجِّ وَلَمْ نَصُمْ عَنْ اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالبَاطِلِ وَالرِّبَا وَالْمُحَرَّمَات؟ فَمَاذَا نَنْتَظِرُ مِنْكَ عَلَى عَرَفَات؟ يَا صَاحِبَ التَّجَلِّيَات؟ يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ لَاتَنْتَظِرُوا مِنِّي اِلَّا مَزِيداً مِنَ النَّقْمَةِ وَالْغَضَبِ وَاللَّعْنَات؟ لَا لَبَّيْكُمْ وَلَا سَعْدَيْكُمْ حَجُّكُمْ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ مَالُكُمْ حَرَام وَلِبَاسُكُمْ حَرَام وَتَغَذَّيْتُمْ عَلَى الْحَرَام وَصَرَفْتُمْ اَمْوَالَكُمْ عَلَى الْحَرَامِ وَالْمُنْكَرَات؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام كَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِلزَّكَاة؟ تَرَاهُ يَتَصَدَّقُ وَيُزَكِّي لِيُقَالَ عَنْهُ اَنَّهُ كَرِيمٌ فِي الصَّدَقَات؟ وَهُوَ يَبْغِي مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ الْمَدْحَ وَالْمَنْفَعَة وَالشُّهْرَات؟ اِلَّا الصَّوْم؟ لِاَنَّ الصَّوْمَ سِرٌّ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ رَبِّه؟وَيَسْتَطِيعُ الصَّائِمُ اَنْ يَظْهَرَ اَمَامَ النَّاسِ بِصَوْمِهِ وَيَمْدَحُونَهُ وَيَقُولُونَ عَنْهُ مَا شَاءَ الله رَجُلٌ صَائِمٌ صَالِحٌ مُتَدَيِّنٌ تَقِيٌّ مُؤْمِن؟ وَقَدْ يُحَاوِلُ اَنْ يَلْفِتَ انْتِبَاهَهُمْ بِقَوْلِهِ لَقَدْ تَعِبْتُ كَثِيراً وَاَثَّرَ عَلَيَّ الصَّوْم؟ وَلَكِنَّهُ اِذَا خَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ اَفْطَر؟ وَاَمَّا الْمُؤْمِنُ فَاِنَّ الصَّوْمَ سِرٌّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّه؟ فَمَا الَّذِي يَمْنَعُهُ اِذَا خَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ اَنْ يُفْطِر؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ خَوْفُهُ مِنَ الله؟ وَاعْتِقَادُهُ اَنَّ اللَهَ سُبْحَانَهُ مُطَّلِعٌ عَلَيْه؟ وَهَذَا لَايُمْكِنُ اَنْ يَكُونَ مُرَائِياً فِيهِ اَبَداً؟ وَلِذَلِكَ قَالَ سُبْحَانَهُ[كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ اِلَّا الصَّوْمُ فَاِنَّهُ لِي وَاَنَا اَجْزِي بِهِ(بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ اَنْ يَحْصُرَ اَجْرَهُ اَوْ يَعُدَّهُ اَوْ يَحْسِبَهُ اِلَّا اَكْرَمُ الْاَكْرَمِينَ سُبْحَانَه؟ وَبِذَلِكَ تَطْمَئِنُّ نَفْسُ الصَّائِمِ اَنَّ اَجْرَهُ قَدْ وَقَعَ عَلَى اللهِ مَوْقُوفاً لَا عَلَى كَرَمٍ قَلِيل؟ مِنْ بَشَرٍ ضَعِيفٍ عَلِيل؟ بَلْ عَلَى اَكْرَمِ الْاَكْرَمِينَ الْجَلِيل؟ صَاحِبِ العَطَاءِ الْكَثِيرِ الْجَزِيل؟ غَيْرِ الْمَحْدُودِ وَلَا الضَّئِيل؟ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَهُ[فَاِنَّهُ لِي(بِمَعْنَى اَنَّنَا لَمْ نَسْمَعْ فِي التَّارِيخِ اَبَداً اَنَّ الْمُشْرِكِينَ صَامُوا لِاَصْنَامِهِمْ كَمَا يَصُومُ الْمُسْلِمُونَ لِرَبِّهِمْ؟ نَعَمْ سَمِعْنَا عَنْهُمْ اَنَّهُمْ يُصَلُّونَ لِاَصْنَامِهِمْ وَيَسْجُدُونَ لَهَا وَيُنْفِقُونَ الْمَالَ حَوْلَهَا كَذَلِكَ وَبَيْنَ اَرْجُلِ الرَّاقِصِينَ وَالرَّاقِصَات؟ وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَلِكِنَّهُ يُشْرِكُ بِعِبَادَتِهِ هَذِهِ الْاَصْنَام؟ وَلَكِنَّنَا مَعَ ذَلِكَ لَمْ نَسْمَعْ وَلَمْ يُسَجِّلِ التَّارِيخُ اَنَّ مُشْرِكاً مِنْهُمْ صَامَ تَقَرُّباً اِلَى الصَّنَم؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ الصَّوْمَ اَفْضَلُ مِنَ الصَّلَاة لَا؟ بَلْ كُلُّ عِبَادَةٍ لَهَا خُصُوصِيَّاتُهَا؟ وَمِنْ خُصُوصِيَّاتِ الصَّوْمِ اَنَّهُ سِرٌّ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّه؟ وَنَقُولُ لِلهِ سُبْحَانَه؟ لِمَاذَا يَا رَبَّنَا هَذَا الْاَجْرُ وَهَذَا الثَّوَاب؟ قَال[يَدَعُ الصَّائِمُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ اَجْلِي(بِمَعْنَى اَنَّهُ يَتْرُكُ الْمُفْطِرَاتِ مِنْ اَجْلِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِين وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِهِ عَزَّ وَجَلّ؟ وَلِذَلِكَ حَازَ هَذَا الْاِنْسَانُ وَحَصَلَ عَلَى هَذَا الْاَجْرِ الْعَظِيم؟ وَلِهَذَا يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ صَامَ رَمَضَانَ اِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَاتَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه(بِمَعْنَى اَنَّ الَّذِي دَفَعَهُ اِلَى الصَّوْمِ هُوَ الْاِيمَانُ بِالله؟ وَاَنَّهُ يَحْتَسِبُ اَجْرَهُ عَلَى اللهِ تَعَالَى فِي هَذَا الصَّوْم؟ فَهَذَا الْاِنْسَانُ يَغْفِرُ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ مِنْ صَغَائِرِ الذُّنُوبِ فَقَطْ كَمَا اَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ بِذَلِكَ وَاجْتَمَعُوا وَاتَّفَقُوا وَلَايُخَالِفُهُم فِي ذَلِكَ اَحَدٌ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَة؟ وَاَمَّا كَبَائِرُ الذُّنُوبِ فَلَابُدَّ لَهَا مِنَ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ بِشُرُوطِهَا الْمَعْرُوفَةِ حَتَّى يَغْفِرَهَا اللهُ تَعَالَى؟ وَكَلِمَةُ النَّصُوحِ بِمَعْنَى التَّوْبَةِ الْخَالِصَةِ الصَّافِيَةِ النَّقِيَّةِ مِنَ الْغِشّ؟ كَمَا تَقُولُ الْعَرَبُ لَبَنٌ نَاصِح؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ حَلِيبٌ لَيْسَ فِيهِ غِشّ؟ بِمَعْنَى اَنَّ التَّائِبَ اِذَا نَوَى مِنْ قَرَارَةِ نَفْسِهِ اَنْ يَعُودَ اِلَى الْمَعْصِيَةِ بَعْدَ التَّوْبَة؟ فَقَدْ نَقَضَ بِهَذِهِ النِّيَّةِ شَرْطاً مِنْ شُرُوطِ التَّوْبَةِ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا(وَبِذَلِكَ فَاِنَّهُ قَدْ اَدْخَلَ الْغِشَّ عَلَى تَوْبَتِه؟ وَبِالنَّتِيجَةِ فَاِنَّهُ يَتَضَرَّرُ كَثِيراً جِدّاً حِينَمَا يَغُشُّ نَفْسَهُ وَهُوَ يَظُنُّ اَنَّهُ يَغُشُّ خَالِقَهُ الَّذِي لَايَتَضَرَّرُ قِيدَ اَنْمُلَةٍ مِنْ غِشِّه؟ نَعَمْ اَخِي التَّائِبُ عَلَيْكَ اَنْ تَعْلَمَ اَنَّ التَّوْبَةَ النَّصُوحَ خَالِيَةٌ مِنَ الْغِشِّ تَمَاماً؟ وَهِيَ تَتَطَلَّبُ مِنْكَ اَنْ تُقْلِعَ عَنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ مَااسْتَطَعْتَ اِلَى ذَلِكَ سَبيلَا؟ وَاَمَّا اَنْ تَسْتَغْفِرَ اللهَ بِلِسَانِكَ وَاَنْتَ مُصِرٌّعَلَى اقْتِرَافِ الذَّنْبِ لَاحِقاً فِيمَا بَعْد وَمَتَى سَنَحَتْ لَكَ الْفُرْصَةُ؟ فَاَنْتَ هُنَا كَالْمُسْتَهْزِىءِ بِرَبِّك؟ وَلَن يَعُودَ ضَرَرُ هَذَا الْاِسْتِهْزَاءِ وَالْغِشِّ وَالْمَكْرِ اِلَّا عَلَيْكَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَايَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّءُ اِلَّا بِاَهْلِه( فَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تُقْلِعَ عَنِ الذَّنْبِ فَوْراً؟ وَتَعْزِمَ عَزماَ شَدِيداً عَلَى اَلَّا تَعُودَ اِلَيْهِ اَبَداً؟ وَتَنْدَمَ عَلَى مَا فَعَلْت؟ وَكُلَّمَا نَدِمْتَ وَاشْتَدَّ نَدَمُك وَبُكُاؤُكَ وَاسْتِنْكَارُكَ لِهَذَا الذَّنْبِ عَلَيْكَ وَعَلَى غَيْرِكَ بِضَوَابِطَ شَرْعِيَّةٍ مَعْرُوفَةٍ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ رَاَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهْ بِيَدِه؟ فَاِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِه؟ فَاِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ اَضْعَفُ الْاِيمَان( وَكُلَّمَا تَذَكَّرْتَ اَخِي الْمَعَاصِيَ الَّتِي كُنْتَ تَقْتَرِفُهَا وَنَغَّصَتْ عَلَيْكَ حَيَاتَك؟ كَانَ لَكَ مِنَ الْاَجْرِ وَالثَّوَابِ الْاَعْظَمِ عِنْدَ اللهِ اَمْثَالَ الْجِبَالِ الشَّاهِقَة؟ حَتَّى تَصِلَ اِلَى مُسْتَوَى رَاقِي جِدّاً عِنْدَ الله وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاس تَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوف وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله( لَكِنْ عَلَى شَرْط؟اَلَّا يُسَبِّبَ لَكَ هَذَا الْحُزْنُ وَالْاَلَمُ مُضَاعَفَاتٍ غَيْرَ صِحِّيَّة وَخَاصَّةً مَرْضَى السَّكَّرِي وَالْقَلْبِ وَالِاكْتِئَاب؟ لِاَنَّ عَلَيْكَ اخي اَنْ تُحَافِظَ عَلَى صِحَّتِكَ وَحَيَاتِكَ حَتَّى تَسْتَدْرِكَ مَا فَاتَكَ مِنْ تَقْصِيرٍ بِحَقِّ الله بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَاُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّآتِهِمْ حَسَنَات؟ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيمَا(بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي كُلَّمَا تَذَكَّرْتَ ذَنْبَكَ وَآلَمَكَ مَا فَعَلْتَهُ مِنْهُ يُكْتَبُ لَكَ الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى؟نَعَمْ اَخِي وَهَذَا الشُّعُورُ بِالنَّدَمِ وَالتَّوْبَةِ يَكُونُ مَقْبُولاً عِنْدَ اللهِ اِذَا كَانَ الْحَقُّ الَّذِي اَهْدَرْتَهُ وَتَعَدَّيْتَ عَلَيْهِ وَفَرَّطْتَّ فِيهِ يَتَعَلَّقُ بِالله؟ وَاَمَّا اِذَا كَانَ هَذَا الْحَقُّ يَتَعَلَّقُ بِعَبْدِ اللهِ الَّذِي ظَلَمْتَه؟ فَلَابُدَّ لَكَ اَخِي مِنْ اَنْ تُعِيدَ الْحَقَّ اِلَى صَاحِبِه؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ اَنَّ صَاحِبَهُ قَدْ فَارَقَ الْحَيَاة؟ وَاَقُولَ لَكَ اَخِي فِي هَذِهِ الْحَالَةِ عَلَيْكَ اَنْ تُعِيدَ الْحَقَّ اَوِ الْمَالَ الْمَسْلُوبَ اِلَى وَرَثَتِه؟ فَاِذَا لَمْ يُوجَدْ لَهُ وَرَثَة فَعَلَيْكَ اَنْ تُنْفِقَ هَذَا الْمَالَ عَلَى نِيَّةِ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ اَوْعِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ لِصَاحِبِهِ بَعْدَ مَوْتِه؟ فَاِذَا كُنْتَ اَخِي فَقِيراً حَقّاً فَيَحِقُّ لَكَ اَنْ تَنْتَفِعَ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ عَلَى نَفْسِ النَّيَّةِ السَّابِقَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ كَانَ هَذَا الْمَالُ الْحَرَامُ الْكَثِيرُ بِسَبَبِ الْقُمَارِ وَافْتِتَاحِي لِنَوَادِي الْقُمَار وَتَشْجِيعِي عَلَى الْقُمَار؟ وَاَقُولَ لَكَ اَوَّلًا قَالَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِذَا غَضِبَ اللهُ عَلَى قَوْمٍ رَزَقَهُمْ مِنَ الْمَالِ الْحَرَام؟ وَاِذَا اشْتَدَّ غَضَبُهُ عَلَيْهِمْ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ وَاَكْثَر بَارَكَ لَهُمْ فِي هَذِهِ الْاَمْوَالِ الْحَرَام(وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ هَذِهِ الْبَرَكَةَ سَتَسْتَمِرُّ مَعَهُمْ اِلَى الْاَبَد؟ بَلْ اِنَّ الْحَلِيمَ سُبْحَانَهُ يَصْبِرُ عَلَيْهِمْ لِفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ جِدّاً حَتَّى يَتُوبُوا وَيَعُودُوا اِلَى صَوَابِهِمْ؟ فَاِذَا يَئِسَ مِنْ تَوْبَتِهِمْ ؟فَاِنَّهُ لَايَرْحَمُ اَحَداً مِنْهُمْ اَبَداً؟ وَلِذَلِكَ عَلَيْنَا اَنْ نَتَّقِيَ غَضَبَ الْحَلِيم؟لِاَنَّ الْحَلِيمَ قَدْ يَتَحَوَّلُ فِي اَيَّةِ لَحْظَةٍ اِلَى مُنْتَقِمٍ جَبَّارٍ شَدِيدِ الْعِقَاب وَتَكُونُ الْمُفَاجَاَةُ كَالصَّاعِقَةِ الْمُدَوِّيَة؟ فَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَرُدَّ اَمْوَالَ الْقُمَارِ الْحَرَامِ هَذِهِ اِلَى اَصْحَابِهَا الَّذِينَ قَامَرْتَ مَعَهُمْ اِنْ كُنْتَ تَعْرِفُ عَنَاوِينَهُمْ اَوْ كَيْفَ تَصِلُ اِلَيْهِمْ؟ فَاِذَا عَجَزْتَ عَنْ ذَلِك؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَتَصَدَّقَ عَنْ كُلِّ اِنْسَانٍ بِالْقَدْرِ الَّذِي خَسِرَهُ مِنْ اَمْوَالِهِ حِينَمَا قَامَرْتَ مَعَه؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟مَاذَا لَوْ نَوَى اِنْسَانٌ مَا اَنْ يَتُوبَ اِلَى اللهِ تَعَالَى؟ وَاَنْ يَرُدَّ الْحُقُوقَ اِلَى اَصْحَابِهَا؟ وَعَلِمَ اللهُ مِنْهُ حُسْنَ نِيَّتِهِ وَصِدْقَهَا؟ وَلَكِنَّهُ عَجِزَعَنْ ذَلِكَ لِسَبَبٍ مَا؟ ثُمَّ مَاتَ وَانْتَقَلَ اِلَى رَحْمَةِ رَبِّه؟ فَمَنْ يَفِي عَنْهُ حُقُوقَ النَّاسِ الَّتِي مَا زَالَتْ بِذِمَّتِه؟ وَاَقُولُ فِي هَذِهِ الْحَالَة اِنْ كَانَتْ تَوْبَتُهُ اِلَى اللهِ صَادِقَةً حَقّاً وَفِعْلاً وَقَوْلاً؟ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ الَّذِي يَتَكَفَّلُ بِوَفَاءِ الْحُقُوقِ عَنْهُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ اَخَذَ اَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ اَدَاءَهَا؟ اَدَّاهَا اللهُ عَنْه؟ وَمَنْ اَخَذَهَا يُرِيدُ اِتْلَافَهَا؟ اَتْلَفَهُ الله(نَعَمْ اَخِي؟ وَهُنَاكَ طُرُقٌ كَثِيرَةٌ لِلَّفِّ وَالدَّوَرَانِ وَالتَّسَلُّقِ وَالنَّصْبِ وَالِاحْتِيَالِ ابْتَدَعَهَا النَّاس؟ فَمَنْ اَرَادَ مِنْ هَؤُلَاءِ اَنْ يَتُوبَ اِلَى اللهِ تَوْبَةً صَادِقَةً؟ فَاِنْ صَادَقَ عَلَيْهَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ سُبْحَانَه؟ وَقَدْ عَلِمَ مِنْ صَاحِبِهَا اَنَّهُ فِعْلاً عَجِزَ عَنْ وَفَاءِ الْحُقُوق؟ بِسَبَبِ ظُرُوفٍ قَاهِرَةٍ مَنَعَتْهُ مِنْ ذَلِكَ الْوَفَاء؟ فَاِنَّ صَاحِبَ الْحَقِّ سَيَاْتِي بِالتَّاْكِيدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَقُولُ يَارَبّ خُذْ لِي حَقِّي مِمَّنْ ظَلَمَنِي؟ فَيَقُولُ الرَّبُّ جَلَّ جَلَالُه؟ اُنْظُرْ اِلَى هَذِهِ الْقُصُور؟ فِي جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَار؟ فَيَقُولُ صَاحِبُ الْحَقّ؟ وَلِمَنْ هَذِهِ الْقُصُورُ يَارَبّ؟ فَيَقُولُ الرَّبّ؟ لِمَنْ يَدْفَعُ ثَمَنَهَا؟ فَيَقُول؟ وَهَلْ تُقَدَّرُ بِثَمَن؟ وَمَنْ يَسْتَطِيعُ دَفْعَ ثَمَنِهَا يَارَبّ؟ فَيَقُولُ الرَّبّ؟ اَنْت؟ فَيَقُولُ انا؟؟؟وَكَيْفَ اَسْتَطِيعُ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً يَارَبّ؟ فَيَقُولُ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ اِنَّهَا لَكَ بِشَرْط؟ اَنْ تَعْفُوَعَنْ اَخِيك؟ فَيَقُولُ حُبّاً وَكَرَامَةً لَكَ يَارَبّ؟ قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ يَارَبّ؟ فَيَقُولُ لَهُ الرَّبّ؟ خُذْ بِيَدِ اَخِيكَ وَارْتَعَا وَاسْرَحَا وَامْرَحاَ وَتَنَعَّمَا فِي الْجَنَّة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ آمَنَّا بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّهُ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ مِنْ عِبَادِه؟ وَلَكِنَّنَا نَسْتَغْرِبُ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَقُومُ اَيْضاً بِوَفَاءِ الْحُقُوقِ عَنْهُمْ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ كَمَا اَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ مِنْ عِبَادِه؟ فَهُوَ اَيْضاً يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْهُمْ وَيَقُومُ بِوَفَاءِ الْحُقُوقِ عَنْهُمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِه(بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَتَكَفَّلُ بِتَحْقِيقِ شَرْطٍ خَطِيرٍ جِدّاً مِنْ شُرُوطِ التَّوْبَةِ وَهُوَ اَدَاءُ حُقُوقِ الْعِبَادِ بِشَرْط؟ اَنْ يَكُونُوا عَاجِزِينَ فِعلاً عَنْ وَفَاءِ الْحُقُوق؟ وَبِشَرطٍ آخَرَ اَيْضاً؟ اَنْ يَعِيشُوا عَلَى الضَّرُورِيَّاتِ فَقَطْ؟ وَلَايَحِقُّ لَهُمْ اَنْ يَنْتَفِعُوا بِشَيْءٍ مِنَ الْكَمَالِيَّاتِ التَّرْفِيهِيَّةِ اَبَداً حَتَّى يَقُومُوا بِوَفَاءِ الْحُقُوق؟ فَاِنِ اسْتَمَرَّ بِهِمُ الْعَجْزُ حَتَّى مَاتُوا وَهُمْ عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ مِنَ الْعَجْز؟ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُومُ بِوَفَاءِ الْحُقُوقِ عَنْهُمْ؟ وَاَمَّا اَنْ يُوقِعَ نَفْسَهُ بِالدُّيُونِ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَشْتَرِيَ سَيَّارَةً تَرْفِيهِيَّةً بِعِشْرِين مِلْيُون لَيْرَة سَورِيَّة؟ فَالْوَيْلُ لِهَؤُلَاءِ مِنْ غَضَبِ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّار؟ وَالْوَيْلُ لِمَنْ عِنْدَهُ سَيَّارَةٌ بِهَذِهِ الْقِيمَةِ ثُمَّ لَايَبِيعُهَا مِنْ اَجْلِ الْمُمَاطَلَةِ وَعَدَمِ وَفَاءِ دُيُونِه؟ وَالْوَيْلُ وَالْهَلَاكُ لَهُ اِذَا سَجَّلَها بِاسْمِ زَوْجَتِهِ مِنْ اَجْلِ الْهَرَبِ مِنْ وَفَاءِ الْحُقُوقِ حَتَّى وَلَوْ كَانَ صَاحِبُ الْحَقِّ غَيْرَ مُسْلِم؟ وَالْوَيْلُ لِلدَّوْلَةِ وَرَئِيسِهَا الَّذِي يَسْتَهْتِرُ بِتَحْصِيلِ حُقُوقِ شَعْبِه؟ وَالْوَيْلُ لَهُمْ جَمِيعاً اِذَا لَمْ يَقُومُوا بِبَيْعِ هَذِهِ السَّيَّارَةِ فِي مَزَادٍ عَلَنِيٍّ حَتَّى يُعِيدُوا لِصَاحِبِ الْحَقِّ حَقَّه؟ وَالْوَيْلُ ثُمَّ الْوَيْلُ لِمَنْ يَقُومُونَ بِتَهْرِيبِ اَمْوَالِهِمْ اِلَى الْخَارِجِ مِنْ اَجْلِ التَّهَرُّبِ مِنْ وَفَاءِ الْحُقُوق؟ وَالْوَيْلُ لِلدُّوَلِ الَّتِي تَحْمِي اَمْوَالَهُمُ الْحَرَام؟ لِاَنَّ الْمُنْتَقِمَ الْجَبَّارَ سَيَمْحَقُهَا مَحْقاً مِنْ حَيْثُ لَايَشْعُرُون؟ وَلِذَلِكَ كَمَا وَرَدَ فِي حَدِيثٍ صَحِيح؟ فَاِنَّ اللهَ يَغْفِرُ لِلشَّهِيدِ جَمِيعَ ذُنُوبِهِ اِلَّا الدَّيْنَ وَحُقُوقَ الْعِبَاد؟ وَلِذَلِكَ اَخِي مَاذَا يَنْفَعُكَ هَذَا الْمَالُ الْحَرَامُ الَّذِي كَسَبْتَهَ مِنَ شَهَادَةِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَ الْقِمَارِ وَالرِّبَا وَالسَّرِقَةِ وَالْغِشِّ وَالرَّشْوَةِ وَالِاحْتِكَار؟ مَاذَا يَنْفَعُكَ اِذَا غَمَسَكَ اللهُ بِسَبَبِهِ غَمْسَةً وَاحِدَةً فَقَطْ فِي حَمِيمِ الْجَحِيم وَهُوَ الْمَاءُ الْمَغْلِي اِلَى اَعْلَى دَرَجَةِ حَرَارَة؟ بِاللهِ عَلَيْكَ اَخِي لَوْ اَنَّكَ تَسْتَحِمُّ فِي بَيْتِك؟ وَفَجْاَةً نَزَلَ عَلَى رَاْسِكَ مِنَ الْمَاءِ السَّاخِنِ رَغْماً عَنْك؟ نَتِيجَةَ خَلَلٍ اَوْ عُطْلٍ فِي تَمْدِيدَاتِ مَوَاسِيرِ الْمِيَاهِ عِنْدَك؟ فَمَا هُوَ حَجْمُ الْاَلَمِ وَالْوَجَعِ وَالْاِحْرَاقِ الَّذِي تَشْعُرُ بِه؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي بِمَنْ{يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيم؟ يُصْهَرُ بِهِ مَافِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُود؟ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيد؟ كُلَّمَا اَرَادُوا اَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ اُعِيدُوا فِيهَا؟ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيق(ثُمَّ يُقَالُ لِاَمْثَالِ هَؤُلَاء؟ هَلْ مَازِلْتُمْ تَذْكُرُونَ شَيْئاً وَلَوْ بَسِيطاً عَنْ نَعِيمِ الْمَالِ الْحَرَامِ الَّذِي تَمَتَّعْتُمْ بِهِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ فَيَقُولُونَ لَا وَاللهِ وَكَاَنَّهُ مَا مَرَّ عَلَيْنَا ذَرَّةٌ صَغِيرَةٌ جِدّاً مِنْ هَذَا النَّعِيمِ قَطّ بَعْدَ اَنْ غَمَسَنَا اللهُ فِي الْجَحِيم؟ وَيَقُولُ اَهْلُ الْجَنَّةِ لَا وَاللهِ وَكَاَنَّهُ مَامَرَّ عَلَيْنَا وَلَاحَتَّى ذَرَّةٌ صَغِيرَةٌ جِدّاً مِنْ هَذَا الشَّقَاءِ وَالتَّعْذِيبِ الَّذِي كُنَّا نُعَانِيهِ مِنْ هَؤُلَاءِ الظَّالِمِينَ بَعْدَ اَنْ غَمَسَنَا اللهُ فِي اَنْهَارِ الْجَنَّة؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ جَاءَهُ غُلَامُهُ بِكَاْسٍ مِنَ الْحَلِيبِ فَشَرِبَهَا؟ ثُمَّ قَالَ لَهُ مِنْ اَيْنَ حَصَلْتَ عَلَيْهَا؟ فَقَالَ الْغُلَامُ الْخَادِمُ قَامَرْتُ بِهَا؟ كَمَا يَحْصُلُ فِي اَيَّامِنَا مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُقَامِرِينَ الَّذِينَ يُقَامِرُونَ عَلَى كَاْسٍ مِنَ الشَّايِ اَوْ فِنْجَانٍ مِنَ الْقَهْوَةِ اَوْ حَبَّةِ قَمْحٍ اَوْ شُوكُولَا؟ فَوَضَعَ اَبُوَ بَكْرٍ اِصْبَعَهُ فِي فَمِهِ حَتَّى وَصَلَ اِلَى سَقْفِ حَلْقِه؟ فَمَا زَالَ يَتَقَيَّاُ وَيَتَقَيَّاُ حَتَّى اَفْرَغَ مَعِدَتَه؟ وَقِيلَ لَهُ يَاخَلِيفَةَ رَسُولِ الله كِدْتَّ تُهْلِكُ نَفْسَك؟ فَقَالَ اَللَّهُمَّ وَاَعْتَذِرُ اِلَيْكَ مِمَّا عَلَقَ بِالْعُرُوقِ مِنْ هَذَا الْحَلِيبِ وَلَمْ اَتَمَكَّنْ مِنْ اِخْرَاجِهِ مِنْ جِسْمِي؟ وَلَاتَعْجَبْ اَخِي؟ فَاِنَّ اللهَ لاَيَتَقَبَّلُ مِنْكَ صَلَاةً اَرْبَعِينَ يَوْماً بِسَبَبِ اللُّقْمَةِ الْحَرَامِ تَقْذِفُهَا فِي جَوْفِكَ وَمَعِدَتِكَ وَتَاْكُلُهَا كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ صَحِيح؟ فَكَيْفَ سَيَتَقَبَّلُ اللهُ دُعَاءَنَا مِنْ اَجْلِ نَصْرِنَا عَلَى عَدُوِّنَا وَتَمْكِينِ دِينِه؟ فَلَابُدَّ لِاِجَابَةِ الدُّعَاءِ مِنَ اللهِ اَنْ يَكُونَ مَا فِي بُطُونِنَا مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ وَدَوَاءٍ وَثَمَرَةِ عَلَاقَةٍ جِنْسِيَّةٍ وَمَا عَلَى اَجْسَامِنَا مِنْ ثِيَابٍ وَمَا نَسْكُنُهُ مِنْ بُيُوتٍ اَنْ يَكُونَ ذَلِكَ كُلُّهُ حَلَالاً وَنَصْرِفَهُ اَيْضاً فِي الْحَلَال؟ لِاَنَّ الْكَسْبَ مِنَ الْحَرَامِ وَالصَّرْفَ عَلَى الْحَرَامِ وَالتَّصْرِيفَ فِي حَرَام؟ بَلْ اِنَّ مُجَرَّدَ اللُّقْمَةِ الْحَرَام؟ يَجْعَلُ حَاجِزاً سَمِيكاً جِدّاً بَيْنَنَا وَبَيْنَ اسْتِجَابَةِ الدُّعَاء؟ وَلِذَلِكَ لَابُدَّ مِنَ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ لِيَتَقَبَّلَ دُعَاءَنَا؟ فَيَا تَارِكَ الصَّلَاةِ اَقِمِ الصَّلَاة؟ وَيَا آكِلَ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِل اِمْتَنِعْ عَنْ ذَلِكَ وَرُدَّ الْحُقُوقَ اِلَى اَصْحَابِهَا؟ وَيَامَنْ يَلْهَجُ لِسَانُكَ بِالسَّبِّ وَالشَّتْمِ وَكَلِمَةِ الْكُفْرِ اَقْلِعْ عَنْ ذَلِكَ لِتَكُونَ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَة؟ اَيُّهَا الظَّالِمُ لِخَلْقِ اللهِ تَعَالَى اَقْلِعْ عَنْ ذَلِكَ لِتَكُونَ مُسْتَجَابَ الدُّعَاءِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي يُنَادِيكَ{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي اَسْتَجِبْ لَكُمْ؟ اِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين{وَاِذَا سَاَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَاِنِّي قَرِيب؟اُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ اِذَا دَعَان(وَلَكِنْ بِشَرْط{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون(وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ اِذَا فَتَحْتَ الْقُرْآنَ وَقَرَاْتَ آيَاتِ الصَّوْم؟ فَاِنَّكَ سَتَجِدُ فِي نِهَايَتِهَا قَوْلَهُ تَعَالَى{وَلَاتَاْكُلُوا اَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا اِلَى الْحُكَّامِ لِتَاْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْاِثْمِ وَاَنْتُمْ تَعْلَمُون(تَرَاهُ يَنْظُرُ اِلَيْكَ مُتَكَبِّراً{يُرِيدُ عُلُوّاً فِي الْاَرْضِ وَفَسَاداً(ثُمَّ يَقُولُ لَكَ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ وَخَاصَّةً اِذَا كَانَ مِنْ قُضَاةِ السُّوءِ وَمُحَامِيهِمْ وَمَنْ يَرْشُوهُمْ وَيَدْفَعُ لَهُمْ؟ اَنَا اَشْتَرِي اَكْبَرَ رَاْسٍ بِهَذَا الْمَال؟ وَاَقُولُ لِهَذَا وَاَمْثَالِهِ اَنْتَ وَهُوَ فِي جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِير؟ وَمَاالَّذِي يَمْنَعُكَ مِنْ شِرَائِهِ اِذَا انْعَدَمَتْ خَشْيَةُ اللهِ مِنْ قَلْبِكَ وَقَلْبِه؟ فَنَسْاَلُ اللهَ كَسْباً حَلَالاً وَقَوْلاً سَدِيداً وَعَمَلاً صَالِحاً يُقَرِّبُنَا اِلَيْه؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَقَدْ اَخْبَرَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَنَّ مِنْ اُمَّتِهِ مَنْ يُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودِهُمَا؟ فَالْحَلَالَ الْحَلَالَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى نَجْتَنِبَ الْحَرَامَ وَاَكْلَ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِل؟وَكَمْ لِهَذَا الْاَكْلِ الْبَاطِلِ الْحَرَامِ مِنْ صُوَرٍ مُتَعَدِّدَة؟وَالْمَالُ كَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ مُقَوِّمٌ اَسَاسِيٌّ لِلْحَيَاة؟وَالْحَيَاةُ لَايُمْكِنُ اَنْ تَسْتَمِرَّ اِلَّا اِذَا كَانَ اقْتِصَادُ الْاُمَّةِ اقْتِصَاداً سَلِيماً قَوِيّاً لَاتَهُزُّهُ الْعَوَاصِفُ وَلَاتُزَلْزِلُهُ الْاَرَاجِيف؟ وَلَكِنَّ هَذَا الْمَالَ سِلَاحٌ لَهُ حَدَّان؟ اِمَّا اَنْ نَسْتَعْمِلَهُ وَنَكْسَبَهُ وَنَصْرِفَهُ فِيمَا يُرْضِي اللهَ فَيَكُونُ بِالنَّتِيجَةِ مُقَوِّماً لِحَيَاتِنَا السِّيَاسِيَّةِ وَالِاقْتِصَادِيَّةِ وَالِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالرُّوحِيَّةِ وَالْاَخْلَاقِيَّةِ وَالْاِيمَانِيَّة؟ وَاِمَّا اَنْ نَنْحَرِفَ بِهَذَا الْمَالِ كَسْباً اَوْ اِنْفَاقاً فَتَكُونَ آفَاتُهُ آفَاتٍ كَبِيرَةً وَخَطِيرَةً عَلَى الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ فِي آنٍ وَاحِد؟ يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{اِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ(وَكَلِمَةُ خَاطِئِين جَمْعٌ مُفْرَدُهُ خَاطِىءٌ وَهُوَ مَنِ ارْتَكَبَ اَقْصَى دَرَجَاتِ الْمَعَاصِي وَالْمُنْكَرَات؟ وَهَلْ تَدْرِي اَخِي مَنْ سَيُحْشَرَ مِنْ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرعَوْنَ وَهَامَان؟ اِنَّهُ الْمُحْتَكِر بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلْمُحْتَكِرُ خَاطِىء(وَكَذَلِكَ قَالَ الْقُرْآنُ عَنْ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودِهُمَا اَنَّهُمْ{كَانُوا خَاطِئِين(فَقَدِ اشْتَرَكَ الْمُحْتَكِرُ فِي صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَان وَهِيَ الْخَطِيئَةُ الْكُبْرَى؟ نَعَمْ اَخِي اِنَّهُ الْمُحْتَكِر؟ ذَلِكَ الْاِنْسَانُ الْاَنَانِيُّ الْجَشِعُ الطَّمَّاع؟ الَّذِي تَدْعُوهُ نَفْسُهُ الْاَمَّارَةُ بِالسُّوءِ اَنْ يَعِيشَ عَلَى اسْتِغْلَالِ حَاجَاتِ النَّاسِ وَجُوعِهِمْ وَمَسْغَبَتِهِمْ وَعُرْيِهِمْ وَمَرَضِهِمْ؟ وَذَلِكَ هُوَ التَّاجِرُ الْمُحْتَكِر؟ وَلَا اُخْفِي عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَنَّ هُنَاكَ تُجَّاراً صَادِقُونَ اُمَنَاء لَايَتَّصِفُونَ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ وَلِلهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّة؟ وَلِذَلِكَ لَايَجُوزُ شَرْعاً اَنْ تَتَغَامَزُوا ظُلْماً وَحَسَداً وَحِقْداً عَلَى اَمْثَالِ هَؤُلَاءِ التَّجَّار؟وَاحْذَرُوا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْاَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور( لِاَنَّ التَّاجِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اِمَّا اَنْ يُحْشَرَ{مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولَئِكَ رَفِيقَا(وَاِمَّا اَنْ يُحْشَرَ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ كَتَارِكِ الصَّلَاةِ تَمَاماً كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ صَحِيح؟ فَاخْتَرْ اَخِي التَّاجِر اَحَدَ هَذَيْنِ الْحَشْرَيْن؟ وَهَنِيئاً لَكَ اِذَا كُنْتَ تَاجِراً اَمِيناً صَدُوقاً كَمَا كَانَ اِمَامُكَ الْاَعْظَمُ اَبُو حَنِيفَةَ النُّعْمَان رَضِيَ اللهُ عَنْه؟ وَاَمَّا التَّاجِرُ الْكَذُوبُ الْغَشَّاشُ الْمُحْتَكِرُ الَّذِي يُقْسِمُ بِالْيَمِينِ الْفَاجِرَةِ الْغَمُوسِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ عَظِيمِ غَضَبِ اللهِ وَشِدَّتِهِ وَالَّتِي تَدَعُ الدَّيَارَ بَلَاقِعَ خَرَاباً وَتَدْمِيراً لِيُدَلِّسَ عَلَى النَّاس؟ فَهَنِيئاً لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ فَرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ وَجُنُودِ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً؟ نَعَمْ اَخِي التَّاجِر مَاهِيّ هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا؟ وَمَاذَا تَاْخُذُ مَعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ اَلَا تُحِبُّ رَسُولَ الله؟ اَلْكُلُّ يَقُولُ نَعَمْ؟ وَلَكِنْ هَلْ فَكَّرْتَ يَوْماً اَخِي اَنْ تُقَارِنَ اَقْوَالَكَ وَاَفْعَالَكَ بِمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ مِنَ الْاَقْوَالِ وَالْاَفْعَالِ وَمِنْهَا قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلْجَالِبُ مَرْزُوق؟ وَالْمُحْتَكِرُ مَلْعُون
    (وَالْجَالِبُ هُوَ الَّذِي يَاْتِي بِحَاجِيَاتِ النَّاسِ وَضَرُورِيَّاتِهِمْ وَيَشْتَرِيهَا مِنْ اَمَاكِنَ بَعِيدَةٍ اَوْ قَرِيبَةٍ ثُمَّ يَعْرِضُهَا فِي السُّوقِ بِرِبْحٍ هَادِىءٍ ضَئِيل؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَقْنَعُ بِالرِّبْحِ الْيَسِيرِ الْقَلِيلِ حِينَمَا يَبِيعُ سِلَعَهُ وَبَضَائِعَهُ دُونَ اَنْ يُوصِدَ اَوْ يُغْلِقَ عَلَيْهَا فِي الْمَخَازِنِ انْتِظَاراً لِرَفْعِ اَوْ غَلَاءِ الْاَسْعَار؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَبِيعُهَا فَوْراً؟ فَهَذَا وَاَمْثَالُهُ وَهَنِيئاً لَهُ وَلَهُمْ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلْجَالِبُ مَرْزُوق(وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ فِي ظَاهِرِهَا خَبَرِيَّة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اَرَادَ اَنْ يُخْبِرَ عَنْهُ اَنَّ اللهَ يَرْزُقُهُ رِزْقاً حَسَناً مُبَارَكاً؟ وَلِكَنَّهَا جُمْلَةٌ تَتَضَمَّنُ مَعْنَى اِرَادَةَ اِنْشَاءِ الدُّعَاء؟ وَهَنِيئاً مَرِيئاً بِهَذَا الْمَعْنَى مِنَ الدُّعَاءِ الَّذِي يُرِيدُهُ رَسُولُ اللهِ لِمَنْ يَسْتَحِقُّه؟ وَكَاَنَّهُ يَقُول اَللَّهُمَّ ارْزُقِ الْجَالِبَ رِزْقاً حَلَالاً حَسَناً مُبَارَكاً؟ كَمَا مَرَّ مَعَنَا فِي مُشَارَكَةٍ سَابِقَةٍ عِنْدَ قَوْلِنَا رَحِمَ اللهُ زَيْداً اَنَّهَا جُمْلَةٌ خَبَرِيَّةٌ؟ وَالْمُرَادُ مِنْهَا اِنْشَاءُ الدُّعَاءِ بِقَوْلِنَا اَللَّهُمَّ ارْحَمْ زَيْداً؟ فَهَلْ هُنَاكَ رِبْحٌ اَعْظَمُ مِنْ هَذَا الرِّبْحِ حِينَمَا يُطَمْئِنُكَ اَيَّهَا التَّاجِرُ الْجَالِبُ اَنَّكَ مَرْزُوق وَيَدْعُو لَكَ رَسُولُ اللهِ بِالْخَيْرِ وَالْبَرَكَة؟ وَاَمَّا الْمُحْتَكِرُ فَهُوَ نَقِيضُ ذَلِكَ تَمَاماً؟ لِاَنَّهُ مَحْرُومٌ مِنَ الْبَرَكَة؟ مَلْعُونٌ مَطْرُودٌ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ اِذَا اَصَرَّ عَلَى عَدَمِ التَّوْبَة؟ وَيَا لَهَا مِنْ جَوَائِز؟ وَيَالَهَا مِنْ عُقُوبَاتٍ شَدِيدَة؟ لَكِنْ مَنْ يَعِي وَيَفْهَمُ ذَلِك؟ وَمَنِ الَّذِي تُؤَثِّرُ فِيهِ هَذِهِ الْاِرْشَادَاتُ وَالْمَوَاعِظُ اِلَّا الْمُؤْمِنُ الْحَقُّ الَّذِي لَايَبِيعُ دَينَهُ بِعَرَضٍ وَمَتَاعٍ قَلِيلٍ زَائِلٍ فَانٍ مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ بَلْ لَايَبِيعُ دِينَهُ بِكُلِّ مَا حَوَتْهُ هَذِهِ الدُّنْيَا مِنَ الْمَتَاعِ وَمِنَ الْاَمْوَالِ وَالْمَنَاصِبِ الْخَادِعَةِ وَالْجَاهِ الْمُزَيَّف؟وَكُلُّ ذَلِكَ يَتَغَاضَى عَنْهُ الْمُؤْمِنُ حِفَاظاً عَلَى دِينِهِ وَاِيمَانِهِ وَمَرْضَاةِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلّ لِاَنَّ{مَاعِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَاَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون}نَعَمْ اَخِي الْمُؤْمِن هَلْ تَرْضَى اَنْ يَبْرَاَ اللهُ مِنْكَ وَاَنْ يَبْرَاَ رَسُولُهُ كَذَلِكَ مِنْك؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَسْتَمِعَ حَتَّى وَلَوْ لَمْ يَبْقَ عِنْدَكَ اِلاَّ ذَرَّةٌ مِنَ الْاِيمَانِ اِلَى قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنِ احْتَكَرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ طَعَامَهُمْ؟ بَرِىءَ اللهُ مِنْهُ؟ وَبَرِىءَ مِنَ الله(وَطَبْعاً لَايَقُولُ قَائِلٌ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَحَسْب؟ بَلْ اِنَّ الِاحْتِكَارَ مَمْنُوعٌ وَمُحَرَّمٌ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ضِدَّ كُلِّ النَّاسِ الَّذِينَ لَايُحَارِبُونَنَا وَلَايَمْكُرُونَ بِدِينِنَا؟ وَالْكُلُّ عَلَى قَدَمِ الْمُسَاوَاة؟ وَلَايُسْتَثْنَى مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُحَارِبِينَ اِلَّا الْاَسْرَى وَالْمُؤَلَّفُةُ قُلُوبُهُمْ وَالرُّسُلُ وَالدُّبْلُومَاسِيِّونَ غَيْرُ الْجَاسُوسِيِّينَ لِمَصْلَحَةِ الْاَعْدَاء بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَاَسِيرَا(وَبِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَنْ اَهْلِ الْكِتَابِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ الْمُسَالِمِينَ غَيْرِ الْمُحَارِبِين[لَهُمْ مَالَنَا وَعَلَيْهِمْ مَاعَلَيْنَا(فَاَيَّةُ خَسَارَةٍ عَظِيمَةٍ تَخْتَارُهَا اَخِي الْمُحْتَكِرُ حِينَمَا تَبْرَاُ مِنَ اللهِ وَيَبْرَاُ اللهُ تَعَالَى مِنْك؟ اَيَّةُ خَسَارَةٍ اَعْظَمُ مِنْ هَذِهِ الْخَسَارَة؟ اِنَّهَا خَسَارَةٌ لَاتُعَوَّضُ اَبَداً؟ وَخَاصَّةً حِينَمَا يُهَدِّدُكَ رَسُولُ اللهِ اَيْضاً بِنَوْعٍ آخَرَ مِنَ التَّهْدِيدَاتِ الدُّنْيَوِيَّة؟ لِاَنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لًاتُؤَثَّرُ فِيهِمُ التَّهْدِيدَاتُ الْاُخْرَوِيَّة؟ ثُمَّ يَقُولُونَ لَكَ بِبُرُودَةِ اَعْصَابٍ وَقِحَة لَامَثِيلَ لَهَا فِي الْوَقَاحَة؟ وَاَيْنَ نَحْنُ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْبَعِيد مُتَجَاهِلِينَ قَوْلَهُ تَعَالَى{اِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيبَا(ثُمَّ يَتَوَاقَحُونَ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ لِيَسْتَدْرِجَهُمُ اللهُ اِلَى عَذَابٍ اَكْثَرَ وَاَكْبَرَ قَائِلِينَ مُسْتَهْزِئِين؟ اَعْطِنِي فِي الدُّنْيَا مِنَ الصُّوف اُعْطِيكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خَرُوف؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَنَّهُمْ سَيَحْمِلُونَ مِنْ هَذَا الصُّوفِ الْحَرَامِ عَلَى رِقَابِهِمْ؟ لِيَكُونَ وَقُوداً لَهُمْ حَتَّى يَحْتَرِقُوا فِي جَهَنَّمَ مَفْضُوحِينَ اَمَامَ النَّاسِ جَمِيعاً مِنْ آدَمَ اِلَى قِيَامِ السَّاعَة{يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْل؟ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْن{الْمَنْفُوش{ وَلَايَسْاَلُ حَمِيمٌ حَمِيمَا(هُنَاكَ لَايَنْفَعُكَ صَدِيقُكَ وَلَاصَاحِبُكَ وَلَا اَهْلُكَ وَلَا اَوْلَادُكَ وَلَا اَرْحَامُكَ وَلَامَالُكَ وَلَاعِزُّكَ وَلَاجَاهُكَ وَلَاسُلْطَانُك؟ وَاِنَّمَا يَنْفَعُكَ رَبُّكَ وَحْدَه بِعَمَلِكَ الصَّالِح{يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيه؟ وَصَاحِبَتِهِ وَاَخِيه؟ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيه؟ وَمَنْ فِي الْاَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيه؟ كَلَّا اِنَّهَا لَظَى؟ نَزَّاعَةٌ لِلشَّوَى؟ تَدْعُو مَنْ اَدْبَرَ وَتَوَلَّى؟ وَجَمَعَ فَاَوْعَى(فَاجْمَعْ مَا شِئْتَ مِنَ الْمَالِ الْحَرَام؟ وَاجْعَل عَقْلَكَ يَطِيرُ مِنَ الْفَرَحِ بِمَا جَمَعْتَ وَعَدَدْتّ وَاَنْتَ فِي حَالَةٍ مِنَ الوَعْيِ وَالذُّهُولِ الْمُرْفَقِ بِالْغَفْلَةِ عَمَّا يَنْتَظِرُكَ مِنَ الْعَذَابِ الْاَلِيم؟ 500 تِنْطَحْ500 ؟ و1000 تِنْطَحْ 1000؟ وَكَلَالِيبُ لَظَى فِي جَهَنَّمَ سَوْفَ تَنْطَحُكَ لِتَسْتَخْرِجَ اَحْشَاءَ رَاْسِك بَعْدَ اَنْ يُصَبَّ مِنْ فَوْقِهِ الْحَمِيمُ الْمَغْلِي؟ نَعَمْ هَذَا الرَّاْسُ الْحَقِيرُ الَّذِي كَانَ فِي الدُّنْيَا يَتَثَاقَلُ عَنْ اِقَامَةِ الصَّلَاةِ فِي النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَلَايُفَكِّرُ اِلَّا بِالتَّشْبِيحِ وَالسَّرِقَةِ وَاَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِل؟ آنَ اَوَانُهُ الْآنَ حَتَّى تَرْفُسَهُ مَلَائِكَةُ عَذَابٍ غِلَاظٌ شِدَاد؟ وَتَطَاَهُ بِاَقْدَامِهَا؟ وَتَبْصُقَ عَلَيْهِ مِنْ عُصَارَةِ اَهْلِ جَهَنَّمَ وَقَيْحِهِمْ وَصَدِيدِهِمْ وَغَسَّاقِهِمْ؟ آنَ اَوَانُهُ الْيَوْمَ حَتَّى يُهَانَ وَيُذَلَّ بِمَا تَتَفَنَّنُ بِهِ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ مِنْ اَلْوَانِ الْعَذَابِ وَالتَّحْقِيرِ وَالذُّلِّ وَالْاِهَانَةِ وَالْخِزْيِ وَالْعَار؟ وَلِذَلِكَ لَاتَسْتَغْرِبُوا اَيَّهَا الْاِخْوَةُ اِذَا قَالَ اللهُ عَنْ تَارِكِي الصَّلَاةِ اَنَّهُمْ مُجْرِمُونَ فِي سُورَةِ الْمُدَّثِّر؟ لِاَنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر(وَهُمْ لَايُرِيدُونَ اِلَّا الْاِجْرَامَ وَالتَّشْبِيحَ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ يَكْرَهُونَ الصَّلَاةَ الَّتِي تَنْهَى عَنْهُمَا؟ وَيَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام [مَنِ احْتَكَرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ طَعَامَهُمْ ضَرَبَهُ اللهُ تَعَالَى بِالْجُذَامِ وَالْاِفْلَاس(وَهَذِهِ وَاحِدَةٌ مِنَ الْعُقُوبَاتِ الدُّنْيَوِيَّة؟ وَهِيَ ضَرْبَةٌ مِنَ اللهِ بِالْجُذَام؟ وَهُوَ مَرَضٌ خَبِيثٌ جِدّاً اَخْطَرُ مِنْ مَرَضِ السَّرَطَان؟ يَهْتَرِىءُ بِهِ لَحْمُكَ وَيَتَسَاقَط؟ وَكَذَلِكَ بِالْاِفْلَاس؟ وَهُمَا عُقُوبَتَانِ دُنْيَوِيَّتَان؟ عُقُوبَةٌ غَيْرُ صِحِّيَّة؟ وَعُقُوبَةٌ مَعْنَوِيَّة تَجْعَلُ مَعْنَوِيَّاتِكَ تَحْتَ الصِّفْر؟ وَعُقُوبَةٌ مَادِّيَّةٌ فِي آنٍ وَاحِد؟ وَكَمْ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُنْفِقُ اَضْعَافَ مَاكَسِبَهُ مِنَ الْحَرَامِ فِي مَصَائِبَ يُصِيبُهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ الْمُنْتَقِمُ الْجَبَّارُ تَعَالَى بِهَا؟ وَلِذَلِكَ حَرِيٌّ بِكَ اَيُّهَا الْاِنْسَانُ الْعَاقِلُ اَنْ تَسْلُكَ طَرِيقَ الله وَهُوَ طَرِيقُ الْحَلَال؟ لِيُبَارِكَ اللهُ لَكَ فِي مَالِكَ وَذُرِّيَّتِكَ وَصِحَّتِك؟ وَهَلْ تَدْرِي اَخِي كَمَا مَرَّ مَعَنَا اَنَّ اللهَ يُحَاسِبُ الْاِنْسَانَ بِمُجَرَّدِ الشُّعُورِ وَالتَّفْكِيرِ فَقَطْ وَلَوْ لَمْ يَحْصَلْ مِنْهُ اعْتِدَاءٌ عَلَى الْحَرَمِ الْمَكِّيِّ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِاِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ اَلِيم(وَكَذَلِكَ هُوَ حَالُ الْمُحْتَكِرِ تَمَاماً؟ سَيُحَاسِبُهُ اللهُ تَعَالَى بِمُجَرَّدِ شُعُورِهِ فَقَطْ وَلَوْ لَمْ يَحْصَلْ مِنْهُ احْتِكَار بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[بِئْسَ التَّاجِرُ وَالْعَبْدُ الْمُحْتَكِر؟ اِذَا اَرْخَصَ اللهُ الْاَسْعَارَ حَزِن؟ وَاِذَا اَغْلَاهَا فَرِح(وَكَلِمَة بِئْسَ فِعْل مَاضِي جَامِد لِاِنْشَاءِ الذَّمّ؟ نَعَمْ اَخِي مُجَرَّد شُعُور؟ وَمِنَ الْجَائِزِ عَدَمُ احْتِكَارِك؟ وَلَكِنْ حِينَمَا تَنْخَفِضُ الْاَسْعَارُ تَزْعَلُ وَتَحْزَن؟ وَاِذَا غَلَتِ الْاَسْعَار يَا سَلَام لَقَدْ تَحَسَّنَ السِّعْرُ كَثِيراً؟ وَاَقُولُ لِهَذَا نَعَمْ لَقَدْ تَحَسَّنَ عِنْدَكَ اَنْت؟ وَلَكِنْ عِنْدَ الْفُقَرَاء؟ عِنْدَ الْكَادِحِين؟ عِنْدَ ذَوِي الدَّخْلِ الْمَحْدُود؟ هَلْ تَحَسَّنَ السِّعْرُ عِنْدَ هَؤُلَاء؟ اَمْ اَنَّهُ سَاءَهُمْ وَضَرَبَهُمْ وَنَكَبَهُمْ وَاَصَابَهُمْ فِي مَقْتَلٍ وَجُوعٍ وَفَقْرٍ مُدْقِع وَبُؤْسٍ وَحِرْمَان؟ ثَمَّ يَاْتِي يَتِيمٌ اَوْ فَقِيرٌ اَوْ مِسْكِينٌ اِلَى اَمْثَالِ هَؤُلَاءِ الْمُحْتَكِرِينَ مِنْ اَجْلِ مُرَاعَاتِهِمْ فِي سِعْرِ الشِّرَاء؟ فَيَقُولُ الْمُحْتَكِرُ الْمَلْعُون كُلُّنَا اَيْتَام؟ كُلُّنَا فُقَرَاء؟ كُلُّنَا مَسَاكِين؟ وَهَلْ قَالُوا لَكُمْ عَنِّي اَنِّي اَبُو الْاَيْتَام وَالْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِين؟ اَلْف اُمّ تَبْكِي؟ وَلَا اُمِّي تَبْكِي؟ وَاَقُولُ لِهَذا؟ وَمَاذَا عَنْ اُمِّ الْيَتِيم؟ هَلْ تُرِيدُهَا اَنْ تَبْكِيَ فِي قَبْرِهَا اَيْضاً؟ يَامَنْ اَبْكَيْتَهَا بَدَلَ الدُّمُوعِ دِمَاءً قَبْلَ اَنْ تَمُوت؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ؟ اَنَّهُمْ يُزَلْزِلُونَ عَرْشَ الرَّحْمَنِ بِهَذَا الْكَلَام؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ الظَّالِمِين{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَة؟ اَلَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَه؟ يَحْسَبُ اَنَّ مَالَهُ اَخْلَدَه؟كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَة؟ وَمَا اَدْرَاكَ مَاالْحُطَمَة؟ نَارُ اللهِ الْمُوقَدَة؟ اَلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْاَفْئِدَة؟ اِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَة؟ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَة{اَرَاَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّين؟ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيم؟ وَلَايَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين؟ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ؟ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُون؟ اَلَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُون؟ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُون( لِاَنَّ [مَنْ لَايَرْحَم؟ لَايُرْحَمُ اَبَداً[اِرْحَمُوا مَنْ فِي الْاَرْضِ؟ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاء{فَاَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَر؟وَاَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ{كَلَّا بَلْ لَاتُكْرِمُونَ الْيَتِيم؟ وَلَاتَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين؟ وَتَاْكُلُونَ التُّرَاثَ اَكْلاً لَمَّا؟ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمَّا؟ كَلَّا اِذَا دُكَّتِ الْاَرْضُ دَكَّاً دَكَّا؟ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّا؟ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّم؟ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُالْاِنْسَانُ وَاَنَّى لَهُ الذِّكْرَى؟ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي؟ فَيَوْمَئِذٍ لَايُعَذِّبُ عَذَابَهُ اَحَد؟ وَلَايُوثِقُ وَثَاقَهُ اَحَد{وَاَمَّا مَنْ اُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ اُوتَ كِتَابِيَه؟ وَلَمْ اَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ؟ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَة؟ مَا اَغْنَى عَنِّي مَالِيَه؟ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَه؟ خُذُوهُ فَغُلُّوه؟ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوه؟ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوه؟ اِنَّهُ كَانَ لَايُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ وَلَايَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين؟ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَهُنَا حَمِيم؟ وَلَاطَعَامٌ اِلَّا مِنْ غِسْلِين؟ لَايَاْكُلُهُ اِلَّا الْخَاطِئُون{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَة؟ وَمَا اَدْرَاكَ مَاالْعَقَبَة؟ فَكُّ رَقَبَة؟ اَوْ اِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَة؟ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَة؟ اَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَة؟ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَة(فَاَيْنَ هِيَ الْمَرْحَمَةُ فِي قُلُوبِكُمْ اَيُّهَا الظَّالِمُون؟يَامَنْ تَتَسَبَّبُونَ بِهَذِهِ الْمَجَاعَاتِ وَالْاَوْبِئَةِ وَالْاَمْرَاضِ وَالْمَصَائِبِ بِسَبَبِ حُرُوبِكُمُ الظَّالِمَة؟ اَيْنَ اَنْتُمْ مِنْ هَذِهِ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَفِيهَا مَا فِيهَا مِنَ الْوَعِيدِ وَالتَّهْدِيدِ وَالْعَذَابِ الشَّدِيد؟ بِسَبَبِ عَدَمِ الْحَضِّ وَالتَّحْرِيضِ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين؟ اَيْنَ اَنْتُمْ يَامَنْ تُحَرِّضُونَ عَلَى سَفْكِ الدِّمَاءِ وَالْقَتْل بَدَلَ اَنْ تُحَرِّضُوا غَيْرَكُمْ عَلَى اِطْعَامِ الْمِسْكِينِ وَفِعْلِ الْخَيْر؟ وَيْلَكَ ثُمَّ وَيْلَكَ ثُمَّ وَيْلَكَ مِنَ اللهِ يَابَشَّار؟ اِنْ لَمْ تَرْجِعْ عَنْ قَتْلِكَ وَاِجْرَامِكَ وَتُحَاوِلَ اِصْلَاحَ مَااَفْسَدْتَّهُ قَدْرَ الْاِمْكَان؟هَلْ تَفْعَلُونَ كَمَا فَعَلَ اَصْحَابُ الْجَنَّةِ مِنْ قَبْلِكُمْ{اِذْ اَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَايَسْتَثْنَون؟ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ؟ فَاَصْبَحَتْ كَالصَّرِيم؟ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِين؟ اَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ اِنْ كُنْتُمْ صَارِمِين؟ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُون؟ اَلَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِين(عَلَيْكُمْ اَنْ تَقْرَؤُوا تَفْسِيرَ هَذِهِ الْآيَاتِ الَّتِي سَرَدْتُّهَا لَكُمْ اِذَا اَشْكَلَ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ مِنْهَا حَتَّى تُدْرِكُوا حَقِيقَةَ الْعَذَابِ الَّذِي يَنْتَظِرُكُمْ اِذَا لَمْ تُعْطُوا لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّه؟ اِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَشْعُرَ بِالرَّاحَةِ وَالشَّمَاتَةِ اِذَا رَاَيْتَ سُوءاً نَزَلَ بِاِخْوَانِك؟ وَاحْذَرْ حَذَراً شَدِيداً مِنَ اللهِ اَنْ يَنْزِعَ مِنْكَ صِفَةَ الْاِيمَانِ وَيُحْبِطَ عَمَلَكَ وَيُرْجِعَ رَصِيدَكَ مِنَ الْحَسَنَاتِ عِنْدَهُ سُبْحَانَهُ اِلَى الصِّفْرِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَايُؤْمِنُ اَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِاَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِه(حَتَّى وَلَوْ كَانَ غَيْرَ مُسْلِم؟ فَحِينَمَا تُحِبُّ لِاَخِيكَ الشَّرَّ وَتَكْرَهُهُ لِنَفْسِك؟ وَحِينَمَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ الْخَيْرَ وَتَكْرَهُهُ لِغَيْرِك؟ فَاِنَّكَ مِنْ اَهْلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[بِئْسَ الْعَبْدُ الْمُحْتَكِرُ الَّذِي اِذَا اَرْخَصَ اللهُ الْاَسْعَارَ حَزِن؟ وَاِذَا اَغْلَاهَا فَرِح(لِاَنَّ اللهَ يَخْتَبِرُنَا بِالْخَيْرِ مِنَ الْاَسْعَارِ الرَّخِيصَة؟ وَبِالشَّرِّ اَيْضاً مِنْ غَلَاءِ الْاَسْعَار؟ حَتَّى يَخْتَبِرَ شُعُورَنَا وَيَنْظُرَ اِلَيْنَا كَيْفَ نَتَصَرَّفُ وَنَعْمَلُ حَتَّى نَكُونَ اَهْلاً لِدُخُولِ الْجَنَّةِ اَوْ جَهَنَّمَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَاِلَيْنَا تُرْجَعُون(حَتَّى نُحَاسِبَكُمْ عَلَى مَا قَدَّمْتُمْ لِآخِرَتِكُمْ مِنْ خَيْرٍ اَوْ شَرّ؟؟ اَلُواَلُو اَلُو؟ نَعَمْ نَعَمْ نَعَمْ؟ نَعْشٌ وَتَابُوتٌ يَاْخُذُكَ اَنْتَ وَهُوَ اِلَى نَارِ جَهَنَّم؟اَلْبِضَاعَة الَّتِي عِنْدَكَ فِي الْمَحَلِّ التِّجَارِي؟ اَمْسِكْ يَدَكَ عَلَيْهَا فِي الْمَخَازِن؟ وَاَقْفِلْ عَلَيْهَا جَيِّداً؟ وَلَا تَبِعْهَا؟ لِاَنَّ الْاَسْعَارَ سَتَتَحَسَّنُ كَثِيراً كَمَا يَاْتِينِي مِنَ الْاَخْبَار؟ وَيْلَكَ ثُمَّ وَيْلَكَ مِنَ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّار يَا دَاعِيَ الشَّرّ؟ وَيْلَكَ اَيَّهَا الْمُشَجِّعُ عَلَى الْمُنْكَر؟ وَيْلَكَ يَامَنْ اِذَا جَاعَ النَّاسُ فَرِحْتَ؟ وَيْلَكَ يَامَنْ اِذَا شَبِعَ النَّاسُ حَزِنْتَ؟ وَيْلَكَ ثُمَّ وَيْلَكَ مِنَ الله؟ وَيْلَكُمْ يَامَنْ تَسْرِقُونَ اَرْزَاقَ النَّاسِ ثُمَّ تَبِيعُونَهَا فِي السُّوقِ السَّوْدَاء بِمُسَمَّى غَنَائِمِ الْحَرْب؟ وَلَاتَتَمَنَّوْنَ اَنْ تَنْتَهِيَ هَذِهِ الْاَزْمَةُ وَالْحَرْبُ فِي سُورِيَّا وَغَيْرِهَا عَلَى خَيْرٍ اَبَداً؟ اَيُّهَا النَّهَّابُون؟ اَيُّهَا السَّارِقُون؟ اَيُّهَا الْمُعْتَدُونَ عَلَى اَمْوَالِ النَّاس؟ وَعَلَى بُيُوتِهِمْ وَاَعْرَاضِهِمْ؟ وَعَلَى كَرَامَتِهِمْ؟ وَعَلَى لُقْمَةِ عَيْشِهِمْ؟ وَعَلَى ثَوْبِهِمُ الَّذِي يَسْتَتِرُونَ وَيَسْتَدْفِئُونَ بِه؟ وَعَلَى الدَّوَاءِ الَّذِي يُخَفِّفُ مِنْ آلَامِهِمْ؟ وَيْلَكُم ثُمَّ وَيْلَكُمْ ثُمَّ وَيْلَكُمْ مِنَ الله؟ وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ هُنَا عَنْ تُجَّارِ السُّوء؟ وَلَا نَتَكَلَّمُ عَنِ التُّجَّارِ الصَّادِقِينَ المُخْلِصِينَ الْاُمَنَاء؟ وَكَمَا اَنَّ هُنَاكَ تُجَّارَ سُوء؟ كَذَلِكَ هُنَاكَ عُلَمَاءُ سُوء؟ وَعُلَمَاءُ مُخْلِصُونَ اَيْضاً؟ وَكَذَلِكَ هُنَاكَ مُحَامُو سُوء؟ وَمُحَامُونَ مُخْلِصُون؟ وَقُضَاةُ سُوء؟ وَقُضَاةٌ مُخْلِصُون؟ وَقِسْ عَلَى ذَلِكَ اَخِي؟ فَنَحْنُ حِينَمَا نَتَكَلَّم؟ فَاِنَّنَا لَانَذُمُّ اَوْ نَقْدَحُ بِمِهْنَةِ التِّجَارَةِ لِذَاتِهَا؟ وَاِنَّمَا نَذُمُّ الْمِهْنَةَ بِسَبَبِ احْتِكَارِ صَاحِبِهَا وَغِشِّهِ وَسَرِقَتِهِ وَرَشْوَاهُ وَسُوءِ اَمَانَتِه؟ حِينَمَا سَخَّرَهَا مِنْ اَجْلِ الْاِضْرَار؟ حَتَّى يُفْسِدَ عَلَى النَّاسِ مَعَايِشَهُمْ وَاَرْزَاقَهُمْ وَيَحْرِمَهُمْ مِنْهَا وَمِنْ ضَرُورِيَّاتِهَا؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ دَخَلَ اَوْ تَحَكَّمَ فِي شَيْءٍ مِنْ اَسْعَارِ بَضَائِعِ الْمُسْلِمِينَ وَحَاجَاتِهِمْ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ؟ كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ تَعَالَى اَنْ يُقْعِدَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي عَظِيمٍ مِنَ النَّارِ(وَهَذَا الْحَدِيثُ يَضَعُ الْمَسْؤُولِينَ فِي وَزَارَةِ التَّمْوِينِ اَمَامَ مَسْؤُولِيَّاتٍ عَظِيمَةٍ جِدّاً؟ وَاِلَّا كَانَ حَقّاً عَلَى الله؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ تَعَالَى لَابُدَّ اَنْ يُنَفِّذَ مَا تَوَعَّدَكُمْ بِهِ مِنَ الْعَذَابِ الْاَلِيمِ فِي عَظِيمٍ مِنَ النَّار؟ وَهُوَ مَكَانٌ عَظِيمٌ جِدّاً فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ لِاَمْثَالِكُمْ اَيَّهَا الْعُظَمَاءُ الْمُتْرَفُون لِمَاذَا؟ لِاَنَّ هَذَا الْاِنْسَانَ مُجْرِمَ الْحُرُوبِ الْمُحْتَكِرَ الْآكِلَ لِاَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ يَبْغِي مِنْ ذَلِكَ الْمَجْدَ وَالشُّهْرَةَ وَالْعَظَمَةَ وَزِيَادَةً فِي مَتَاعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟وَرُبَّمَا لَايُعْجِبُهُ بَيْتُهُ الَّذِي يَسْكُنُ فِيه؟ فَاِذَا بِهِ يَحْتَكِرُ وَيَرْبَحُ مِنَ الْاَمْوَالِ الْحَرَامِ الْكَثِير؟ ثُمَّ يَبْنِي فِيلَّا؟ وَقَدْ يَصِلُ اِلَى اَبْرَاج؟ وَقَدْ يَصِلُ اِلَى نَاطِحَاتِ السَّحَاب؟ وَلَنْ تَصِلَ شَجَرَةٌ خَبِيثَةٌ اِلَى عَلْيَاءِ خَالِقِهَا اِلَّا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَقْتَلِعَهَا سُبْحَانَهُ مِنْ اَصْلِهَا؟ اِلَّا شَجَرَةَ الزَّقُّومِ الْمَلْعُونَةِ الْخَبِيثَةِ فِي قَعْرِ الْجَحِيم؟ مِنْ اَجْلِ اَبُو اَمِين؟ عَفْواً اَقْصِدُ مِنْ اَجْلِ اَبُو الْخِيَانَةِ وَالْاَنَانِيَّةِ وَالْجَشَعِ وَالطَّمَعِ اللَّئِيم؟ وَاِلَّا شَجَرَةَ التَّوْحِيدِ الْاِيمَانِيِّ الْخَالِصِ الْمُخْلِصِ الَّذِي يَرْحَمُ عِبَادَ اللهِ مِنَ النَّاسِ جَمِيعاً؟ فَاِنَّهَا تَبْقَى{اَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء؟ تُؤْتِي اُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِاِذْنِ رَبِّهَا(فَهَذَا الْمُحْتَكِرُ يُرِيدُ اَنْ يَكُونَ عَظِيماً فِي الدُّنْيَا؟ وَلَايُعْجِبُهُ اَبَداً سَيَّارَةٌ بِقِيمَةِ عَشْرَةِ مَلَايِين لَيْرَة سُورِيَّة؟ بَلْ لَابُدَّ مِنْ سَيَّارَةٍ قَدْ تَصِلُ قِيمَتُهَا اِلَى اَرْبَعِينَ اَوْ خَمْسِينَ مِلْيُون لَيْرَة؟ فَاللهُ تَعَالَى يَجْعَلُهُ عَظِيماً يَوْمَ الْقِيَامَة؟ وَلَكِنْ اَيْنَ هَذِهِ الْعَظَمَة؟ فِي وَسَطِ نَارِ جَهَنَّم؟ وَ فِي قَعْرِ الْجَحِيم؟مع العظماءِ امثال فرعون وهامان وقارون وجنودِهم؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اِنَّهَا لَمُصِيبَةٌ كُبْرَى؟ اَنْ يَتَخَلَّى الْعَالَمُ عَنْ اِنْسَانِيَّتِهِ بِهَذِهِ الْبَسَاطَةِ وَالسُّهُولَة؟ وَلَقَدْ سَمِعْنَا وَقَرَاْنَا؟ اَنَّهُ فِي الْبَرَازِيل؟ حِينَمَا يَفِيضُ مَوْسِمُ الْقَهْوَةِ اَوِ الْبُنّ؟ وَمِنْ اَجْلِ اَنْ يُحَافِظُوا عَلَى الْاَسْعَار؟ وَحَتَّى لَاتَنْخَفِضَ الْاَسْعَار؟ مَاذَا يَفْعَلُونَ بِهَذِهِ الْقَهْوَةِ الزَّائِدَةِ عَنْ حَاجَتِهِم؟ يُحْرِقُونَهَا؟ اَوْ يُلْقُونَهَا فِي الْبَحْر؟ وَنَحْنُ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الْاَسَف؟ نَجْعَلُ مِنْ شَيَاطِينِ الِاحْتِكَارِ هَؤُلَاءِ اَبْطالاً لِلْكَرَة؟ وَهُمْ فِي حَقِيقَتِهِمْ اَبْطَالُ الْقَرَفِ وَالِاشْمِئْزَازِ وَالْغَثَيَانِ وَالْحَقَارَةِ وَالدَّنَاءَةِ وَالْقَذَارَةِ وَالسَّفَالَةِ وَالنَّدَالَةِ وَالْبَطَرِ وَالْاِسْرَافِ وَالتَّبْذِيرِ وَاحْتِقَارِ نِعْمَةِ اللهِ وَالْاَنَانِيَّةِ وَالْبُخْلِ وَالْجَشَعِ وَالطَّمَعِ وَالِاحْتِكَارِ وَمُحَارَبَةِ الْفُقَرَاءِ فِي لُقْمَةِ عَيْشِهِمْ؟ وَيْلٌ لَكَ مِنْ عَذَابِ اللهِ يَامَنْ تَرْسُمُ صُوَرَهُمْ عَلَى مَلَابِسِكَ ثُمَّ تَتَبَاهَى بِرُمُوزِ الشَّيْطَانِ هَؤُلَاءِ اَمَامَ النَّاس؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَمَا زَال َالِاحْتِكَارُ يَتَطَوَّرُ فِي اَيَّامِنَا حَسَبَ التَّطَوُّرِ الِاقْتِصَادِيّ؟ وَكُلَّمَا تَطَوَّرَ الِاقْتِصَاد؟ تَطَوَّرَ الِاحْتِكَارُ اَكْثَرَ عِنْدَ هَؤُلَاءِ النَّاس؟ فَيَاَيُّهَا الْاَخُ الْمُؤْمِنُ عَلَيْكَ اَنْ تُؤَدِّيَ الْحُقُوقَ اِلَى الْعِبَاد؟ اِيَّاكَ وَالْمُمَاطَلَةُ فِي دَفْعِ الْحَقّ؟ فَاِنَّ مُجَرَّدَ الْمُمُاطَلَةِ فِي دَفْعِ الْحَقّ؟ يَكُونُ ظُلْماً؟ وَلَوْ دَفَعْتَهُ لَاحِقاً؟ لِاَنَّكَ لَوَّعْتَ اَخَاكَ عَلَى حَقِّه؟ وَمَنْ لَوَّعَ مُسْلِماً اَوْ غَيْرَ مُسْلِم؟ لَوَّعَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَوْعةً لَامَثِيلَ لَهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مُطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْم(وَالْغَنِيُّ هُوَ الَّذِي يَسْتَطِيعُ اَنْ يَدْفَعَ الْحَقَّ وَلَايَدْفَعُ وَيُمَاطِلُ وَيُؤَجِّل؟ فَهَذَا ظُلْم؟ بَلْ هُوَ مِنْ اَشَدِّ اَنْوَاعِ الظُّلْمِ بَعْدَ الْاِشْرَاكِ بِالله؟ وَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَظُنَّ اَنَّ كَلِمَةَ ظُلْم فِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ هِيَ كَلِمَةٌ هَيِّنَةٌ سَهْلَة؟وَعَلَيْكَ اَنْ تَفْهَمَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَابُنَيَّ لَاتُشْرِكْ بِالله؟ اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم(كَمَا فَهِمْتَ اخي مِنْ كَلِمَة[اَلْمُحْتَكِرُ خَاطِىء( وَاَنَّهَا لَيْسَتْ سَهْلَةً هَيِّنَةً اَيْضاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِين}كَذَلِكَ مَنْ يَبْخَسُ الْعَامِلَ حَقَّه؟ فَاِنَّهُ يَخْسَرُ اَنْ يَرَى اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[ثَلَاثَةٌ لَايُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ وَلَايُزَكِّيهِمْ وَلَايُطَهِّرُهُمْ مِنَ الذُّنُوب؟ وَلَهُمْ عَذَابٌ اَلِيم؟ رَجُلٌ اسْتَاْجَرَ اَجِيراً فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِهِ اَجْرَه؟ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرّاً اِلَى سُوقِ الْعَبِيدِ وَالنَّخَاسَةِ ثُمَّ اَكَلَ ثَمَنَه؟ وَالزَّانِي بِزَوْجَةِ جَارِه] كَذَلِكَ الَّذِينَ يَحْتَكِرُونَ الْبُيُوتَ وَالْعَقَارَاتِ مِنْ اَجْلِ تَاْجِيرِهَا بِسِعْرٍ فَاحِش؟ وَاِلَّا فَاِنَّ اَصْحَابَهَا عَدِيمِي الْوُجْدَانِ وَالضَّمِيرِ يُبْقُونَهَا مَهْجُورَة؟ وَلَايَسْمَحُونَ لِاَحَدٍ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْاَيْتَامِ وَالْاَرَامِلِ اَنْ يَسْكُنَ فِيهَا؟ فَهَلْ يَلِيقُ بِكَ اَخِي؟ وَهَلْ يُطَاوِعُكَ ضَمِيرُكَ وَنَفْسُك؟ اَنْ تَنَامَ وَتَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشٍ هَادِىءٍ وَتِيرٍ هَنِيءٍ نَاعِم؟ وَاَنْتَ وَاَوْلَادُكَ وَزَوْجَتُكَ تَشْعُرُ بِالدِّفْىِء وَالرَّاحَة؟ وَغَيْرُكَ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَالنَّازِحِينَ وَاللَّاجِئِينَ وَالْمُشَرَّدِين لَا يَشْعرُونَ اِلَّا بِزَمْهَرِيرِ الْبَرْدِ وَقَسْوَتِه؟ لِمَاذَا لَاتُؤَجِّرُهَا بِاَجْرٍ رَمْزِيٍّ اَوْ مُتَوَسِّط؟ حَرَامٌ عَلَيْكَ اَخِي؟ اَمَا تَخْشَى مِنَ انْتِقَامِ الْجَبَّارِ شَدِيدِ الْعِقَاب؟ حِينَمَا تَتْرُكُ غَيْرَكَ يُعَانِي مَعَ زَوْجَتِهِ وَاَوْلَادِهِ الصِّغَارِ الرُّضَّعِ الضُّعَفَاءِ مِنْ قَسْوَةِ الْبَرْدِ وَالْجُوعِ وَالْعُرْيِ؟ وَيَنَامُ فِي الْحَدَائِقِ الْعَامَّةِ اَوْ عَلَى شَوَاطِىءِ الْبِحَارِ وَمِنْ دُونِ غِطَاءٍ اَوْ لِحَاف؟ وَعِنْدَكَ مِنَ الشُّقَقِ الْمَقْفُولَةِ الَّتِي تَرْجُو غَلَاءَ ثَمَنِهَا وَاُجْرَةَ سَكَنِهَا؟ وَهَذَا هُوَ الِاحْتِكَارُ بِعَيْنِهِ فِي تَاْجِيرِ الْمَسَاكِنِ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ وَنَسْاَلُهُ السَّلَامَةَ وَالْعَافِيَةَ سُبْحَانَهُ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ وَعَذَابِهِ وَلَعْنَتِهِ عَلَى اَمْثَالِ هَؤُلَاء؟ كَذَلِكَ الَّذِينَ يَحْتَكِرُونَ الدَّوَاءَ وَيَرْفَعُونَ اَسْعَارَهُ عَلَى حِسَابِ اَنِينِ الْمَرْضَى وَوَجَعِهِمْ وَآلَامِ الْمُتَاَلّمِينَ؟ هَلْ اَنْتَ اَخِي الصَّيْدَلِيّ اَوِالطَّبِيبُ ضَامِنٌ اَلَّا يُصِيبَكَ الْمُنْتَقِمُ الْجَبَّارُ شَدِيدُ الْعِقَابِ بِمَرَضٍ خَطِيرٍ لَايُعْرَفُ لَهُ دَوَاءٌ وَلَاعِلَاجٌ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ غَيْرُه؟ اَنِّي اَعْلَمُ عَنْ بَعْضِ النَّاس؟ اَنَّهُ كَانَ يُهَرِّبُ الدَّوَاءَ مِنْ فَتْرَةٍ زَمَنِيَّةٍ اِلَى لُبْنَان؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَكْسَبَ الرِّبْحَ الْكَثِير؟ فَاُصِيبَ بَمَرَضٍ لَمْ يُعْرَفْ لَهُ عِلَاج؟ فَاِلَى مَتَى اَيُّهَا النَّاس؟ اِلَى مَتَى وَنَحْنُ غَافِلُونَ عَمَّا يَنْتَظِرُنَا مِنَ الْعَذَابِ الْاَلِيم؟ اِلَى مَتَى هَذَا السُّلُوكُ الْحَقِيرُ الشَّاذُّ؟ وَكَاَنَّنَا لَانُؤْمِنُ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ يَوْمِ تَصْفِيَةِ الْحِسَابَاتِ وَالْعِقَابِ وَالثَّوَاب؟ وَكَاَنَّنَا لَانُؤْمِنُ اَنَّ وَرَاءَ هَذَا الْيَوْمِ يَوْماً يَشِيبُ مِنْهُ الطِّفْلُ الرَّضِيع؟ اَلَا كُلْ حَلَالاً؟ وَاشْرَبْ حَلَالاً؟ وَالْبَسْ حَلَالاً؟ وَاسْكُنْ حَلَالاً؟ وَاَنْفِقْ فِي حَلَالٍ؟ وَعَلَى حَلَالٍ؟ تَكُنْ مَرْضِيّاً عِنْدَ اللهِ اَخِي؟ وَاِلَّا كَانَ اللهُ سَاخِطاً عَلَيْك؟ فَاِمَّا اَنْ تُحْشَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِين؟ وَاِمَّا اَنْ تُحْشَرَ مَعَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُون؟ فَاخْتَرْ اَيُّهَا الْعَاقِلُ مَعَ مَنْ تَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اِلَى اَبَدِ الْآبِدِين؟ وَتُبْ اِلَى اللهِ تَوْبَةً نًصُوحاً تَنْصَحُكَ اَنْ تَرُدَّ الْحُقُوقَ اِلَى اَصْحَابِهَاَ اَوّلاً؟ حَتَّى تَكُونَ مَقْبُولَةً عِنْدَ الله؟ ثُمَّ اِعْلَانَ الشَّهَادَتَيْن؟ وَالنَّدَمَ وَالْبُكَاءَ عَلَى مَاكَانَ مِنْ تَقْصِيرٍ وَتَفْرِيطٍ فِي حَقِّ الله؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَاِنَّ قَابِلَ التَّوْبِ الرَّحْمَنَ الرَّحِيم؟ سَيَفْرَحُ بِتَوْبَتِكَ اَشَدَّ الْفَرَح؟ وَسَيَحْتَفِلُ بِهَا مَعَ مَلَائِكَتِهِ الْكِرَام؟ فِي يَوْمِ عِيدٍ كَبِيرٍعَظِيم؟ يُطْرِبُ عَرْشَ الرَّحْمَن؟ وَيَجْعَلُهُ يَهْتَزُّ وَيَتَرَاقَصُ فَرَحاً؟ حَتَّى يَقُولَ اللهُ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ الْكِرَام{اَلَمْ اَقُلْ لَكُمِ اِنِّي اَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْض؟ وَاَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُون(اَلَمْ اَقُلْ لَكُمْ اَنَّ هَذَا الِانْسَانَ سَيَكُونُ عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّي بِه؟ وَيَتُوبُ وَيَرْجِعُ اِلَيَّ عَنْ اَخْطَائِه؟ وَلَنْ يُخَيِّبَنِي اَمَامَكُمْ؟ وَمَا خَابَ ظَنِّي بِهِ اَبَداً؟ اَلَمْ اَقُلْ لَكُمْ اَنَّ هَذَا الْاِنْسَانَ هُوَ جَدِيرٌ حَقّاً لِيَكُونَ خَلِيفَتِي فِي اَرْضِي؟ اُشْهِدُكُمْ يَامَلَائِكَتِي اَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَه؟ وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي الله سُنْدُس؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِين








     
  2. #2
    ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute الصورة الرمزية ابو مالك
    تاريخ التسجيل
    20 / 03 / 2007
    الدولة
    الأردن
    العمر
    50
    المشاركات
    6,574
    معدل تقييم المستوى
    7058

    افتراضي رد: ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل؟





     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك