إبادة وتطهير لمسلمي أفريقيا الوسطي
الكل شاهد فيديو وصور لحرق المسلمين في أفريقيا الوسطى، فتذكرت أن هذا السلوك مستورد من أوربا عندما كان الكاثوليك يحرقون البروتستانت للخلاف في المذهب، والذي بلغ قمته في محاكم التفتيش، حرق البشر ليس من سمات الأفارقة الذين كانوا ضحايا الحملات الاستعمارية، وهذه الفظائع تتم الآن في ظل الوجود العسكري الفرنسي، ومظلة دولية تغطي على ذبح المسلمين وهم متأكدون أن لا أحد سيدافع عن هؤلاء الضحايا.

ما لا يعرفه الذين يخططون لهذه المذابح أن هذه الإبادة ستوقظ المسلمين ليدافعوا عن أنفسهم، وستفرض عليهم حمل السلاح لتصحيح الكثير من الأوضاع المقلوبة في هذه القارة منذ الاستعمار وحتى الآن.

سيدرك الغربيون الدمويون أن فكرة الإبادة التي نجحت في الأمريكتين ضد الأمة الهندية غير قابلة للتحقق مع المسلمين، وأن المذابح التي ينفذونها بأنفسهم أو يشرفون عليها هي التي تحيي الأمة التي ظنوا أنها ماتت.

وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية وأحلامها الإمبراطورية قد انتهت عندما أعمتها قوتها في العراق وأفغانستان فإن فرنسا تجني على نفسها في أفريقيا بسبب هذه الغطرسة واستباحة دماء المسلمين.
الحقد الدفين مع مسلمي أفريقيا الوسطى من عباد الصليب، بتمويل وتعاون فرنسي قائم على الخوف على مصالح استعمارية لشركات فرنسية، حاول رئيس مسلم أن يحفظ ثروات بلاده من براثنها، ويحول الاستثمارات إلى دول إسلامية تحقق الشراكة الكاملة، ويحافظ الرئيس من خلالها على مقدرات بلاده.

هذا الحقد عبارة عن رسالة تحذير شديدة اللهجة لمكنون الغل الصليبي لكل ما هو مسلم، ورسالة أشد لكل من يريد الخروج على الطوق من حكام المسلمين ومحاولة الحفاظ على بلاده من استعمار النظام العالمي وهيمنته.

ما يحدث في أفريقيا الوسطى هو امتداد لما حدث في مصر لرئيس حاول التوجه بعيداً عن هيمنة النظام العالمي الغربي القائم على مصالح الدول الاستعمارية، سواء اتفقنا مع هذا الرئيس أو اختلفنا ولكن يتبقى أن توجيه الآلة الإعلامية الضخمة بشكل مبالغ فيه من الشراسة ومواجهة أنصاره بنفس الشراسة تحدثنا بأن الفاعل في الحالتين واحد، إنه النظام العالمي الجديد القائم على مصالح دول استعمارية تتحكم في العالم وتهيمن على الأمم المتحدة، وتحدد هي القوانين المنظمة لهذا العالم بناء على مصالحها ومصالحها فقط، وبالتالي كل من يخالف فقد خرج عن الشرعية الدولية، التي هي في الأساس مصالح الدول المتحكمة في الأمم المتحدة.

يدفع ثمن هذه المصالح أبناء الشعوب الضعيفة، والدول التي كتب لها أن يكون دورها في النظام العالمي دور الخادم أو العبد، الذي لا يستطيع الخروج عن أوامر سيده، ولابد أن يطيع وأن يبذل كل ما لديه لإرضاء هذا السيد، ولو تكلم العبد أو نطق فليس له إلا السوط حتى يتأدب، أو الرصاص حتى يتوقف عن النطق، ولو حاول الهروب من هذا الذل تكاتفت جميع العصابة حتى ترجعه صاغراً ذليلاً ولو على حساب دماء شعبه و كرامتهم.

الفصل الجديد من هذه المسرحية القذرة انتقل إلى أفريقيا الوسطى لتباح فيه دماء المسلمين حتى وصل الأمر لأكل لحوم القتلى علناً أمام وسائل الإعلام.
ذبح، تقطيع أوصال، تمثيل بجثث، مجازر يندى لها جبين الإنسانية، تطهير عرقي وتهجير قصري برعاية فرنسية خالصة.

يا من تنخدع بدعاوى حقوق الإنسان، سلام عليك وعلى تلك الحقوق المهدرة، هذه الحقوق فقط من حق السادة، أما العبيد من الشعوب فلا حق لهم في النظام العالمي الظالم.

أين المسلمون: أتساءل: أين المجتمع الإسلامي والعربي؟ أين ردود الأفعال المنتظرة من دول دينها الرسمي هو الإسلام؟

والإجابة أنه وللأسف: هذه الدول نفسها في غالبيتها تحارب مطالب تطبيق الشريعة فيها.

ما السبيل لنصرة إخواننا في مالي:
في الغالب لن ينتفض للمعاونة والنصرة إلا حاملي لواء قضية الشريعة وأصحاب العاطفة الإسلامية الصادقة من الشعوب وهم كثر ولله الحمد،

وأرى أن وسائل النصرة المتاحة حالياً:
  1. أولاً: سلاح المقاطعة الفعال لكل منتج فرنسي.
  2. ثانياً: نشر القضية في شتى وسائل الإعلام والاتصال الحديثة بكافة أنواعها وأشكالها.
  3. ثالثاً: مطالبة دول الجوار بالتحرك الفوري لوقف نزيف الدم المسلم، خاصة الدول المسلمة التي ينبغي أن تتحرك لنصرة إخوانها دبلوماسيا وعسكرياً.
  4. رابعاً: نطالب العلماء والهيئات الإسلامية بسرعة مطالبة من لهم الكلمة في الدول العربية والإسلامية بالتحرك لوقف نزيف الدماء الهادر.
  5. خامساً: تحريك هيئات الإغاثة الإسلامية والعربية بشكل سريع وعاجل.

ونسأل الله تعالى لهم النصر والتمكين، ونسأله أن تسود شريعته كافة بقاع الأرض وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم.
حسبنا الله ونعم الوكيل ... حسبنا الله ونعم الوكيل ... حسبنا الله ونعم الوكيل.