قبسات : تحرير المسجد الأقصى



الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله



رابـــ التحميل ـــط

أَوَلـستُ ثـالثَ مســجـديــنِ إليهما
شـُـدّتْ رِحــالُ المســــلم الأوّابِ؟

أوَ لـم أكن مـــهدَ النبـوّاتِ الـتي
فتـحت نوافـذَ حكمــةٍ وصـــوابِ؟

أوَ لـم أكن مــعـراجَ خـير مبلّــغٍ
عن ربـّه للنـاس خيــرَ كتــــابِ ؟

أنا مسجد الإســـراء أفخـــرُ أنـني
شـاهدتـُه في جيْــئـة وذَهـــابِ

يا ويـحـكم يا مسلــمون ، كانّــمـا
عَقِـمَتْ كـرامتـكـم عـن الإنـجـابِ

وكـأنَّ مـأسـاتي تزيـدُ خـضوعـكم
ونكوص هـمّتكـم علـى الأعـقـــابِ

وكـأنّ ظُـلْــمَ المـعتـدين يسـرُّكـم
وكأنّـكـم تسـتحسنـون عــذابـــي

غيّـبـتمـوني في سـراديـب الأســى
يا ويـلَ قـلبـي مـن أشــدّ غيـــابِ

عـهـدي بشـدْو بـلابلـي يسـري إلـى
قلـبي ، فكيـف غدا نعيـقَ غُــرابِ ؟!

وهـلال مئـذنـتـي يـعـانـق مـاعــلا
من أنـجـمِ وكـواكـبٍ وسـحــــابِ

أفتـأذنـون لغـاصـــبٍ متطــــاولٍ
أنْ يـدفن العـليـاء تـحـت ترابــي؟!

يا مسلــمـون ، إلى متى يبــقى لـكم
رَجعُ الصـدى، وحـُـثـالةُ الأكــوابِ ؟؟

يا مسـلـمـون ، أمـا لـديكـم هِـمّـة
تـجتـاز بالإيـمـان كـلّ حــجــابِ ؟؟

أنـا ثـالـث البيتين هـل أدركـتـمو
أبـعـادَ ســرّ تواصـُـل الأقـطـابِ؟!

إنـي رأيـتُ عيـونَ من ضحكـوا لكم
وأنـا الخبـيـرُ بـها ، عيـونَ ذئــابِ

هـم صافـحـوكم والدمـاءُ خضـابُـهـم
وا حـرّ قلـبـي مـن أعـزّ خَـضَــابِ

مسجد الأقصى ينادي
رابـــ التحميل ـــط
يدنس عرض مسلمةٍ وترمـى
ويلطم وجههـا وغـدٌ حليـق
وتتبعهـا ملاييـن الضحايـا
تذوق من المآسي مـا تـذوق
وكم من مسجدٍ أضحى ركامـاً
وفي محرابه شـب الحريـق
تعذبنـي نـداءات اليتـامـى
وصانع يتمهـم حـرٌ طليـق
تسافر بي الجراح فليت شعري
متى يحنو على قدمي الطريق
يخادعني العدوُّ فما أبالي
وأبكي حين يخدعني الصديق
أرى أثر الغيوم ولا رعود
تحدثني ولا ومضت بروق
وأسمع ألف أغنيةٍ نشاز
فيزعجني التكسر والنعيق
رأيت عيون قومي في زماني ٍ
رأيت عيون قومي في زماني
يظللها عن الحق البريق
سألت عن الصمود رجال قومي
فخاطبني من الإعلام بوق
أتنسى أن ( إسرائيل ) أختٌ
لها في المسجد الأقصى حقوق
كأن رجال أمتنا قطيعٌ
وإسرائيل في صلفٍ تسوق
وأمتنا تنام على سرير
تهدهدها المفاتن والفسوق
كتاب الله يدعوها ولكن
أراها لا تحسُّ ولا تفيق
أقول لأمتي والليل داجٍ
بكفك لو تأملت الشروق
ونسأل الله أن يكونَ خَلاصُ بيت المقْدِس منهم عاجلًا غير آجلٍ، إنه على ذلك قديرٌ، وبالإجابة جديرٌ