‬عندما ‬تريد ‬أن ‬تنجح ‬بقدر ‬ما ‬يصبو ‬الغريق ‬إلى ‬الهواء، ‬سوف ‬تحقق ‬النجاح”!‬، ‬مقولة ‬منسوبة ‬إلى ‬الفيلسوف ‬اليوناني ‬الشهير ‬سقراط، ‬تجعل ‬النجاح ‬مقروناً ‬بالحاجة، ‬فإذا ‬كانت ‬الإرادة ‬المدفوعة ‬بالحاجة ‬الملحة ‬تمثل ‬مفتاح ‬النجاح ‬الأساسي ‬وفقاً ‬لمقولة ‬كبير ‬فلاسفة ‬اليونان، ‬فإن ‬الواقع ‬يشير ‬إلى ‬أن ‬بلوغ ‬النجاح ‬ليس ‬بالأمنيات ‬الطيبة ‬ولا ‬بالنوايا ‬الحسنة ‬لكنه ‬إرادة ‬وإدارة، ‬مقرونتان ‬ببرنامج ‬عمل ‬تدعمه ‬جملة ‬من ‬المحفزات ‬والخبرات.‬

وإذا ‬كان ‬الوصول ‬إلى ‬النجاح ‬في ‬الحياة ‬يُعَدُّ ‬هدفاً ‬سامياً ‬لكل ‬إنسان ‬فإنَّ ‬عوامل ‬الإرادة ‬الشخصية ‬وحدها ‬هنا ‬لن ‬تكون ‬كافية ‬لبلوغ ‬هذا ‬الهدف، ‬ما ‬لم ‬تكن ‬مصحوبة ‬بإدارة ‬علمية ‬وعملية ‬وفقاً ‬لخطة ‬مرسومة ‬الخطوات ‬والأبعاد، ‬ومن ‬ثَمَّ ‬تطرح ‬إدارة ‬المفاتيح ‬المؤدية ‬إلى ‬النجاح ‬نفسَها ‬كموضوع ‬مركزي ‬لهذه ‬المهمة ‬متعددةِ ‬الأبعاد، ‬والذي ‬سنقتصر ‬فيه ‬على ‬الجانب ‬العملي، ‬بقوة ‬العنوان ‬المؤطر ‬والحاجة ‬المحددة ‬بالموضوع، ‬من ‬خلال ‬الإجابة ‬عن ‬سؤال ‬حول ‬ماهية ‬مفاتيح ‬النجاح ‬في ‬هذه ‬الحياة؟

المفتاح ‬الأول: ‬التسلح ‬بالإيمان

من ‬مفاتيح ‬النجاح ‬الأساسية، ‬الإيمان ‬بربٍّ ‬خالق ‬عظيم ‬قادر، ‬قدَّر ‬أمور ‬الخلائق، ‬وحثّ ‬على ‬الاعتصام ‬بحبله، ‬والرضا ‬بقدره، ‬واستشعار ‬فضله ‬ومعيته، ‬مع ‬الأخذ ‬بالأسباب ‬المشروعة ‬للرقي ‬والتقدم ‬في ‬سائر ‬مجالات ‬الحياة. ‬فالحياة ‬بلا ‬إيمان ‬هي ‬حياه ‬بلا ‬هدف ‬تشبه ‬الريشة ‬المتقاذف ‬بها ‬في ‬مَهَبِّ ‬الريح. ‬فالإيمان ‬هنا ‬أساس ‬معنوي ‬ومرتكز ‬رئيس ‬للإنسان، ‬وبدونه ‬تضطرب ‬النفس، ‬وتضيع ‬البوصلة، ‬وينحرف ‬الاتجاه ‬والمسار، ‬ويغيب ‬الحافز ‬الداخلي ‬للتقدم ‬والارتقاء ‬وتذليل ‬الصعاب.‬

المفتاح ‬الثاني:‬ التمسك ‬بمكارم ‬الأخلاق

فالأخلاق ‬الكريمة، ‬ومن ‬جملتها ‬الكلمة ‬الطيبة، ‬مفتاح ‬الأبواب ‬المغلَقة، ‬والسبيل ‬لحلِّ ‬المسائل ‬المستعصية، ‬وإذابة ‬جليد ‬العداء ‬والكراهية، ‬ولن ‬ينجح ‬في ‬النهاية ‬إلا ‬مَن ‬يستطيع ‬أن ‬يبني ‬جسراً ‬من ‬التواصل ‬البنّاء ‬المبني ‬على ‬المودة ‬والثقة ‬بينه ‬وبين ‬الناس، ‬والأخلاق ‬الكريمة ‬هي ‬أساس ‬بناء ‬السمعة ‬الجيدة، ‬والالتزام ‬بالأصول ‬والقيم ‬النبيلة. ‬وعلى ‬النقيض ‬من ‬ذلك ‬فإنّ ‬السلوكيات ‬السلبية ‬تقود ‬إلى ‬خسارات ‬متعددة ‬عبر ‬دروب ‬الحياة ‬المتشعبة.‬

المفتاح ‬الثالث: ‬التجديد ‬والإبداع

إذ ‬لا ‬شك ‬أن ‬التطور ‬والتغيير ‬من ‬سنن ‬الحياة ‬حيث ‬جعلها ‬الله ‬تعالى ‬قابلة ‬للتغيير ‬والتجديد، ‬وهي ‬سرّ ‬من ‬أسرار ‬استمرار ‬الوجود، ‬فالبقاء ‬على ‬حالة ‬واحدة ‬يعني ‬الجمود ‬والموت، ‬فمن ‬أراد ‬النجاح ‬في ‬حياته ‬الشخصية ‬والعملية ‬وجب ‬عليه ‬التحلي ‬بالتجديد ‬والتطوير ‬والابتكار، ‬وإذا ‬كان ‬الإبداع، ‬في ‬جانب ‬منه، ‬موهبة ‬تولَد ‬مع ‬البعض، ‬فإنه، ‬في ‬جانب ‬آخر، ‬فنّ ‬مثل ‬باقي ‬الفنون ‬يمكن ‬أن ‬يُكتسب ‬بالتعلم ‬والتدرّب ‬والاجتهاد.‬

المفتاح ‬الرابع: ‬ترتيب ‬الأولويات

فالحياة ‬مزدحمة ‬بالمتطلبات ‬والأغراض ‬المختلفة، ‬وقائمة ‬أولويات ‬الشخص ‬هي ‬التي ‬تحدِّد ‬موقعه ‬في ‬الحياة، ‬وغالباً ‬ما ‬يكون ‬الفاشلون ‬ضحايا ‬أولوياتهم ‬غير ‬المرتبة ‬وتصوراتهم ‬الفوضوية. ‬والإنسان ‬الناجح ‬هو ‬الذي ‬يرتب ‬الأمور ‬حسب ‬أهميتها، ‬ويضع ‬جداول؛ ‬يومية ‬وأسبوعية ‬وشهرية ‬لأعماله، ‬ويحاول ‬الالتزام ‬بها ‬ما ‬أمكن، ‬فيستغل ‬أفضل ‬الأوقات ‬لإنجاز ‬الأمور ‬ذات ‬الأهمية ‬الكبرى، ‬مع ‬المرونة ‬المطلوبة ‬بحيث ‬يدخل ‬عليه ‬بعض ‬المرح ‬والمتعة، ‬مع ‬إضافة ‬الأعمال ‬الطارئة ‬إلى ‬جدول ‬المهام ‬الحياتية.‬

المفتاح ‬الخامس: ‬التحلي ‬بالصبر ‬والجَلَد

فلن ‬يبلغ ‬النجاح ‬إلا ‬من ‬تعلق ‬بأهداب ‬الصبر، ‬وبذل ‬في ‬سبيله ‬الكثير ‬من ‬الجهد ‬والوقت. ‬والناجح ‬هو ‬من ‬يسابق ‬إلى ‬العمل ‬حتى ‬يحقق ‬الآمال، ‬وهو ‬يعلم ‬أن ‬التحدي ‬الحقيقي ‬في ‬إنجاز ‬الأعمال ‬يكمن ‬في ‬الاضطلاع ‬بها ‬بأقصى ‬طاقة ‬يملكها، ‬مع ‬الحرص ‬على ‬إضافة ‬المزيد ‬من ‬الجهد ‬صبيحة ‬كل ‬يوم ‬عمل ‬أكثر ‬مما ‬بذله ‬في ‬اليوم ‬السابق، ‬إذ ‬إن ‬قدرات ‬الإنسان ‬دائماً ‬ما ‬تكون ‬أكثر ‬بكثير ‬مما ‬يظن، ‬فآية ‬المجتهد ‬الحقيقي ‬تتلخص ‬في ‬المصداقية ‬والجدية ‬والجَلَد ‬والانضباط.‬

المفتاح ‬السادس:‬ الالتزام ‬باحترام ‬الآخرين ‬وتقديرهم

حيث ‬إن ‬الناجح ‬شخص ‬محبوب، ‬قريب ‬من ‬الآخرين، ‬يَأْلَف ‬ويُؤْلَف، ‬يحبّ ‬للناس ‬ما ‬يحبه ‬لنفسه، ‬ويحترم ‬مشاعر ‬الآخرين؛ ‬وهو ‬واسع ‬العلاقات، ‬كثير ‬الأصدقاء ‬والمعارف، ‬لدماثة ‬خُلُقه ‬وحُسن ‬تعامله ‬وتقديره ‬للآخرين، ‬ودائماً ‬ما ‬تخبرنا ‬تجارب ‬الحياة ‬أنه ‬من ‬المستحيل ‬أن ‬يوجد ‬شخص ‬ناجح ‬قليل ‬الصداقات، ‬كثير ‬العداوات، ‬سيّئ ‬الطبع ‬والمعاملات، ‬فهذه ‬من ‬صفات ‬الفشل ‬ومقوضات ‬النجاح.‬

المفتاح ‬السابع:‬ العلم ‬النافع ‬والتعليم ‬المستمر

إن ‬تحقيق ‬الذات ‬واستدامة ‬النجاح؛ ‬لا ‬يتأتى ‬إلا ‬بتوسل ‬العلم ‬النافع ‬وتحويل ‬الحياة ‬إلى ‬ساحة ‬تعليم ‬مستمر، ‬فالناجح ‬لا ‬يمرّ ‬عليه ‬يوم ‬بدون ‬أن ‬يتعلم ‬فيه ‬شيئاً ‬يمكن ‬أن ‬يفيده ‬في ‬حياته ‬الآنية ‬والمستقبلية. ‬لذا ‬فإنّ ‬تعلم ‬الجديد ‬يومياً، ‬وتثقيف ‬النفس ‬باستمرار، ‬والبحث ‬المتجدد ‬عن ‬دروب ‬جديدة ‬لاكتساب ‬المزيد ‬من ‬المعرفة؛ ‬هي ‬السلاح ‬الناجع ‬في ‬مواجهة ‬مصاعب ‬الحياة. ‬فالناجح ‬قوي ‬في ‬شخصيته، ‬متفرّد ‬في ‬أسلوبه، ‬واثق ‬في ‬أقواله، ‬طموح ‬في ‬أفكاره، ‬وحريص ‬على ‬تطوير ‬ذاته، ‬يسعى ‬وراء ‬دراسة ‬لغة ‬جديدة، ‬أو ‬البحث ‬في ‬حقل ‬معرفي ‬مستجد، ‬مما ‬يفتح ‬الآفاق ‬أمام ‬عقله ‬المفكر ‬والمبدع ‬في ‬آن ‬واحد.‬

المفتاح ‬الثامن:‬ التخطيط ‬وتحديد ‬الأهداف

فالشخص ‬الناجح ‬هو ‬الذي ‬يحدِّد ‬أهدافه، ‬ويخطط ‬بصورة ‬جيدة ‬للوصول ‬إليها، ‬ولا ‬يخوض ‬الحياة ‬ارتجالاً ‬دونما ‬خطة ‬واضحة ‬المعالم، ‬إذ ‬من ‬المستحيل ‬أن ‬ينتج ‬عن ‬الارتجال ‬والفوضى ‬إلا ‬الفشل، ‬كما ‬أنه ‬لا ‬يسفر ‬عن ‬التخطيط ‬إلا ‬النجاح. ‬والساعي ‬للنجاح ‬لا ‬يستكين ‬للقواعد ‬القديمة، ‬بل ‬يجعلها ‬منطلقاً ‬لعقله ‬المنفتح ‬على ‬كل ‬جديد، ‬عبر ‬مراجعة ‬خططه ‬وأهدافه ‬باستمرار، ‬وإدخال ‬التعديلات ‬اللازمة ‬عليها ‬حسب ‬الظروف ‬المستجدة، ‬وهو ‬مع ‬ذلك ‬لا ‬يحرق ‬المراحل ‬للوصول ‬إلى ‬القمة، ‬ولا ‬يبلغها ‬إلا ‬بخطوات ‬ثابتة ‬وتخطيط ‬منضبط.‬

المفتاح ‬التاسع:‬ اغتنام ‬الأوقات ‬واستثمار ‬الفرص

لكي ‬يصبح ‬المرء ‬ناجحاً ‬في ‬حياته ‬عليه ‬استغلال ‬وقته ‬من ‬بداية ‬استيقاظه ‬في ‬الصباح ‬حتى ‬آخر ‬لحظة ‬قبل ‬نومه، ‬في ‬المفيد ‬والمجدي ‬من ‬الأعمال، ‬كتعلم ‬اللغات ‬والانفتاح ‬على ‬الثقافات ‬والاستفادة ‬من ‬التقنيات ‬وممارسة ‬الهوايات ‬والرياضات، ‬فلعقل ‬الإنسان ‬حقٌّ ‬عليه ‬ولبدنه ‬حقٌّ ‬أيضاً، ‬والموازنة ‬بين ‬الغذاء ‬الفكري، ‬والنشاط ‬العملي ‬والجسماني ‬أمر ‬ضروري ‬ييسّر ‬سبل ‬النجاح ‬ويقربها ‬إلى ‬كل ‬من ‬يبتغيها ‬بجد ‬واجتهاد.‬

المفتاح ‬العاشر:‬ معرفة ‬النفس ‬وحجم ‬القدرات

فالناجح ‬يفهم ‬نفسه ‬جيداً، ‬ويعرف ‬مزاياه ‬كما ‬يعرف ‬عيوبه، ‬لذا ‬تراه ‬يبدأ ‬بنفسه، ‬ويحاول ‬أن ‬ينجح ‬في ‬إدارة ‬ذاته، ‬بكبحِ ‬عيوبه ‬واستثمار ‬ميزاته ‬ونقاط ‬قوته. ‬وهو ‬مع ‬تلك ‬المعرفة ‬واثق ‬في ‬نفسه، ‬دائم ‬التمسك ‬بالخصال ‬المؤدية ‬إلى ‬النجاح ‬والتي ‬تتمثل ‬في ‬ديمومة ‬المحاولة، ‬والتعلم، ‬والتفكير، ‬والاجتهاد، ‬والإبداع. ‬هذا ‬إلى ‬جانب ‬التحلي ‬بالأمل ‬المنبثق ‬عن ‬الاستعانة ‬بالله ‬وحسن ‬التوكل ‬عليه، ‬مع ‬فهم ‬أسباب ‬الفشل، ‬والاستفادة ‬من ‬الأخطاء، ‬واعتبار ‬كل ‬سقطة ‬بمثابة ‬حافز ‬قوي ‬على ‬النهوض ‬لاستكمال ‬طريق ‬النجاح.‬

مصدر المقال

لتحميل المقال بصيغة PDF يرجى الضغط على الرابط التالي:

يحيي السيد عمر




لزيارة المواقع الرسمية الخاصة بالسيد/ يحيى السيد عمر
رئيس تحرير مجلة سمارت آيديز


Yahya Sayed Omar – ظٹط-ظٹظ‰ ط§ظ„ط³ظٹط¯ ط¹ظ…ط±
https://twitter.com/ysayedomar
https://www.linkedin.com/in/yahya-sayed-omar-5733a2141/


لزيارة المواقع الرسمية الخاصة بمجلة سمارت آيديز :

ط§ظ„طµظپط-ط© ط§ظ„ط±ط¦ظٹط³ظٹط© | ظ…ط¬ظ„ط© ط§ظ„ط£ظپظƒط§ط± ط§ظ„ط°ظƒظٹط©
https://twitter.com/smartideasmag
https://t.me/smartideasmag
https://www.instagram.com/smartideasmag/
https://www.facebook.com/Smart.Ideas.Mag/
https://plus.google.com/u/0/116684587149502174005
https://www.linkedin.com/company/18225744/