[all1=33CCFF]








أثبتت المنتديات أن هناك جيلا متيم بالحوار والمناقشة يبحث دوما عن الموضوعات الجديدة والقضايا الساخنة ليدلي فيها بدلوه دون تحفظ بعد أن عجز عن إيجاد وسيلة أخرى يعبر فيها عن آرائه بكل حرية وصدق دون الخوف من مقص الرقيب أو جنود الليل, يساعدهم في ذلك وعي الإدارة لكل منتدى وتعدد تلك المنتديات وقوة المنافسة بينها التي تسمح لكل شخص بإيجاد البديل المناسب بكل سهولة ويسر.
وما أوجد تميزا خاصا لمنتديات ألنت أنها تسمح بإخفاء الهوية التي لا يريد المشترك إظهارها لكل من هب ودب, خاصة أن غالبية المنتديات لا تخلو من جنود الليل الذين عجزوا عن اصطياد هؤلاء الأشباح – إذا جاز التعبير- مما جعلهم يقفون موقف المدافع أو المضلل لحقائق تذكر في المنتديات دون غيرها وان كانت قليلة مقارنة بالأكاذيب والإشاعات, التي تعج بها المنتديات خاصة السياسية منها.
هذا الانفتاح الإعلامي أو الحواري اثبت للحكومات العربية أن شعوبهم قادرة على المشاركة في صنع القرارات وتحديد مصيرها بعد أن كانت في الماضي تقسم الشعوب العربية إلى مجموعة فئات لا تخرج عن البدو والنور والعشائر والقبائل والاميين والأغبياء الذين ينساقون خلف عواطفهم ومشاعرهم التي يحكمها الجهل والتعصب, ومن يخرج عن تلك الفئات يقبع خلف حصون المعتقلات لانه يشكل خطرا حقيقيا على القومية العربية.
ورغم كل الأدلة التي أثبتت انه لم يعد للجهل والصمت قبول لدى الشعوب العربية الا أن الحكومات ما تزال تصر على أنها الوصي الوحيد على شعوبها وأنها العقل المفكر الذي يدير الدفة بكل اقتدار, مما افرز سلبيات كثيرة أدت إلى تصادم عنيف بين الحكومات وشعوبها التي لم تعد تستطيع السيطرة عليها في زمن تعدد الوسائل الإعلامية وسرعة وصول المعلومة إلى كل فئات الشعب صافية ونقية, بعد أن كانت حكرا على رجال المخابرات والمباحث الذين يوصلونها إلى الشعوب بالطريقة التي يرونها في فترة كان فيها لكل حكومة وسائل إعلام موجهة تنعق بما تريد.
هذه الفجوة بين الشعوب وحكوماتهم أوجدت فريقا يريد تغيير السياسات الخاطئة للحكومات بين يوم وليلة - رغم استحالة ذلك - فنهج نهجا اعتمد على المصادمة المباشرة بينه وبين الحكومات وهذا النهج أوجد ضحايا من الفريق نفسه الذي يريد التغيير السريع فلا هم بالذين أفادوا أو استفادوا.
وهناك فريق أخر يبحث عن السلطة باسم التغيير لذلك عمدوا إلى إثارة الفتن والمشكلات وتلفيق القصص الكاذبة عن الحكام مستغلين معرفة كل منهم بطبيعة مجتمعه وتركيبته ( السيكولوجية) فيقومون بالترويج لانفسهم بما يجذب عواطف المجتمع وهذا النهج اشد خطورة وخساسة لان أصحابه يبنون خططهم على أكتاف الآخرين لمعرفتهم المسبقة بانعدام الثقة بين الشعوب وحكوماتهم وكذلك معرفتهم بالفكر المنهجي للحكومات الذي لا يمكن أن تتنازل عنه, فنجدهم يسعون إلى أهدافهم باسم الإسلام والإصلاح, وضحايا هذا النهج نجدهم - للأسف - من الشباب الأبرياء الذين يركضون خلف حبهم لدينهم ومصالح أهاليهم ليكتشفوا بعد ذلك الخديعة.
أما الفريق الثالث فيسمون الطابور الخامس ونجدهم لجاؤ إلى الأعداء من أمثال أمريكا وأوروبا وغيرهم باسم الحرية والتغيير وهم بذلك لا يمنحون الشعوب حرياتها, بل التغيير الذي يهدف إلى تجريد المجتمع من دينه وقيمه ومبادئة, وبدلا من أن تكون الشعوب تابعة لحكومات مستبدة تصبح تابعة لحكومات الرذيلة والفسق والفجور والنهب العلني, وضحايا هذا النهج هو جيل كامل فقد قيمه وأضاع دينه فلا هم له سوى الانغماس في شهواته.
أما الفريق الرابع - الأكثر عقلانية- فنجد أصحابه يحاولون الإصلاح التدريجي من الداخل بصبر وحكمة وترو فلا نراهم يهجرون أوطانهم بحجة انعدام فرص العمل على التغيير من الداخل ولا نجدهم يحاولون نزع المجتمع من قيمه أو الدعوة إلى الفتن والانقلاب أو الاصطدام المباشر مع الحكومات أو محاولة التسلق على أكتاف شعوبهم ورغم ذلك أرى انهم الفريق الوحيد الذي سيفشل لان عملهم هذا سيؤدي إلى إيجاد حكومات عربية قوية قادرة على الخروج من الذل والمهانة ونصرة الإسلام وهذا ما لا يريده العالم كله.
ويأتي أشباح ألنت كفريق خامس يسعى على المدى الطويل إلى تمهيد الطريق للتغييرات الإيجابية التي يتفاءل بها الكثيرون – وأنا أحدهم – فنجدهم يتحاورون ويتناقشون ويختلفون لإيجاد جيل جديد قادر على الإمساك بالعصا من الوسط , لانه اعتاد على تقبل الآخر حتى لو اختلف معه, وأظن أن النجاح في النهاية سيكون لهذا الفريق لان الأوضاع الحالية لا يمكن تغييرها الا بواسطة أشباح يغيرون جيلا كاملا في الخفاء فلا يراهم أحد, وان كنت أخشى أن يتم إغلاق المنتديات بعد أن يقرأ أحدهم هذا المقال فيتنبه( بفطنتي ) إلى ما اصبوا إليه.
منقوووول
[/all1]