الى الاباء ... انت ممكن ان يكرهك ابنك ...!
قد يكون الأمر صادمًا ولكنه طبيعيا لأنك ارتكبت في المراحل الأولي من حياته سلوكيات قد تقصدها أو لا تقصدها مباشرة خاصة خلال فترة المراهقة
وهي فترة يعاني المراهق فيها من عدم الاستقرار وعدم التأكد من أي شيء والشك في كل شيء .
أول شيء يشك فيه الطفل هو حب والديه له ، من أهم الأسباب التي تدفع الطفل لهذا الشعور ، إهماله مثل وضع مكتبه في مكان منخفض الإضاءة (فالطفل في هذه المرحلة يكون حساس جدا لتصرفات والديه تجاهه).
أو اهمال الإجابة عن أسئلته أو نسيان عيد ميلاده ,
أو عدم مديحه عند حصوله علي جائزة مثلا ، أو تحقيق أي إنجاز ، وكذلك يؤثر علي الطفل ابتعاد الأبوين عنه ، أو تركه لفترات طويله وحيدا ،
ومن أخطر الأسباب التي تدفع الطفل للاعتقاد بكره والديه له التهديد بالعقاب البدني ، أو بالطرد من المنزل والحرمان من فسحة أو كثرة التحذيرات والتخويف من حوادث الطريق مثلا والعفريت...،
وكذلك إذلال الطفل بأشكاله المتعددة , ومنها نقده والسخرية منه ، أو المقارنة بينه وبين الأطفال الآخرين وذكر محاسنهم , وإظهار مساوئه هو!!!
أو أنهم أكثر منه جمالا (مقارنة الجمال أكثر تأثيرا سلبيا علي البنات ) ،
وأن تكون الأم عصبية المزاج يسود سلوكها الضجر والتذمر بسرعة وهي تقوم بأي عمل لطفلها ، أو ترد علي تساؤلاته البسيطة ،وفي نفس الوقت المراهق لا يحتاج لأن يشعره أبواه بأنهما يفهمانه جيدا ، أو أن كل مشاعره يتفهمانها ، لأنه يشعر أنه فريد من نوعه ، أو أن انفعالاته لم تحدث من قبل ، أو هي خاصة به وحده!!!
لذا فقد يشعر بالإهانة إذا أبدينا له أننا لا نتفهم شعوره , وتؤثر هذه السلوكيات علي الطفل بأن تشعره بأنه غير مرغوب فيه ،
وبالتالي يقوم ببعض السلوكيات يهدف منها إلي لفت نظر والديه إليه مثل الصراخ أو الضحك بصوت عال , أو كثرة الشكوي والشقاوة والتخريب لأدوات المنزل ، وقد يلجأ إلي السرقة كوسيلة انتقامية لأنه يعرف أنهما سيحزنان علي هذا الشيء المسروق ، أو يسرق من الغير ليجعل والديه في موقف حرج أمام الناس,
في حالات أخري يعرض الطفل نفسه للجروح والكدمات أو يمتنع عن الطعام والشراب , أو يتبول علي نفسه أو القيام بسلوكيات عدوانية فكثيرا مانجد هؤلاء مصدرا للتعب في البيت والمدرسة وتكون سلوكياتهم معبرة عن حقد للمجتمع وتحديهم لكل شيء وسلوكهم يدل علي المرارة والغيرة وعدم الرضا وعدم الإكتراث بشيء .
قليلا من الحب والاحترام ..للأبناء..من فضلكم
المقال للطبيب النفسي /أحمد عبد الله ..من جريدة "الدستور"***
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)