+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: يا أمتي صبرًا

  1. #1
    المهند is on a distinguished road الصورة الرمزية المهند
    تاريخ التسجيل
    31 / 03 / 2007
    المشاركات
    239
    معدل تقييم المستوى
    448

    افتراضي يا أمتي صبرًا

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    فإن المُقلب بصره في دنيا الناس يرى واقع أمتنا بين مآسٍ
    ونكبات، وفواجع وكوارث، فيرجع إليه البصر خاسئًا وهو حسير، ما الذي حدث لنا؟
    أَوَ لَسنا خير أمة؟ أو ليس الله قد وعد هذه الأمة بالنصر والتمكين؟ والجواب:
    بلى، ولكن لله الحكمة البالغة في أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما
    بأنفسهم، وأن ما أصابنا فبذنوبنا ويعفو الله عن كثير.
    الحالة التي نحياها الآن في الواقع الذي نعيشه ليست حالة جديدة، بل هي متكررة ولكن الفرق الجوهري بين الحالتين في نوعية الرجال الذين وقع هذا الحدث في أيامهم، ففرق بين الصحابة الذين قال الله عنهم: فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم<<... وبيننا الآن وما علم الله ما في قلوبنا من التفريط والعصيان،
    وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «وجعل الذل والصغار على من خالف أمري».
    رواه أبو داود من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

    مهما دجى الظلام فالتاريخ
    أنبأني أن النهار بأحشاء الدجى يثب
    إني لأسمع وقع الخيل في أذني
    وأبصر الزمن الموعود يقترب

    نعم، مهما طال الليل فلابد من طلوع الفجر، فإن الله كتب لهذه
    الأمة البقاء، وإن أهل الإسلام هم الأعلون لأن الله حسبهم وهو نعم الوكيل، ففي قوله تعالى: وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين<<. قال أهل
    العلم: نزلت والصحابة عائدون من غزوة أحد وقد أصابهم ما أصابهم، قتل منهم سبعون وجرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته، ومع ذلك ذكرهم الله بأنهم الأعلون لكي لا يحترقوا بنار الهزيمة فيصيبهم اليأس والقنوط، وهذا ما يريده العدو الآن في أن يزج بالأمة في الإحباط واليأس والقنوط من عودة هذه الأمة إلى سابق عهدها، فيقف الأعداء في غاية الجبروت والتسلط منتفخي الأوداج
    ويقولون: «من أشد منا قوة»، فظن ضعاف العقيدة أنه لا أمل في النصر بعد هذا.

    لذلك لابد من بعث الأمل في نفوس هذه الأمة حتى تتحرك الطاقات
    وتمسح الأمة عن جبينها الخور والضعف، ففي صحيح البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: بينما نحن نحفر الخندق (يوم الأحزاب) إذ اعترضتنا صخرة عظيمة لا تعمل فيها المعاول، فقلنا: يا رسول الله، صخرة عظيمة لا تعمل فيها المعاول، فقام صلى الله عليه وسلم وبطنه معصوب بحجر من شدة الجوع، فأخذ المعول وضرب
    الصخرة فتطاير منها الشرر وهو يقول: الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام وإني لأبصر قصورها الحمراء، ثم ضربها الثانية فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض، ثم ضربها الثالثة فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن وإني لأبصر قصر صنعاء من مكاني هذا».فعن أي شام وأي ويمن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث؟ إنه محاصر من كل مكان إنه في قلة العدد
    والعدة، قد اجتمعت عليه الأحزاب من كل مكان، والقلوب بلغت الحناجر، وظن المسلمون بربهم الظنون، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤيد المنصور يبشر أمته بأنه مهما بلغ بها الهم والحزن وبلغت بها الهزيمة مداها فإنها أمة التمكين والعز وهذا وعد الله تعالى، لذلك فإن الغربة التي نحياها لا تزيد المسلم إلا صمودا وعزة، فالمسلم لا يستوحش لأنه مستأنس بربه، ويعلم أنه على الحق المبين، أو ليس النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي قال: «إن الله زوى - أي جمع - لي
    الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها ». [رواه مسلم في الفتن عن المغيرة]

    أوليس النبي صلى الله عليه وسلم هو القائل: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم». رواه البخاري.
    لكن سنة التدافع وسنة الابتلاء من سنن الله تعالى ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، فإن في الفتن يتميز من يعبد الله ممن يعبد الطاغوت، وقيل للشافعي رحمه الله كما ذكر ابن القيم في زاد المعاد: «أيهما أفضل للرجل: أن يمكن أو يبتلى؟ فقال: لا يمكن حتى يبتلى».
    لقد مرت الأمة بمحن وأزمات على مدار تاريخها، والله لو كان لدين غير دين الإسلام لاندرس وزال من وقته، ولكنه دين الله المنصور، وشرع الله المصون، فإن الأمة قبل وفاته صلى الله عليه وسلم كانت في عز وتمكين، ولما مات صلى الله عليه وسلم مرت الأمة بمرحلة عصيبة من الفتن؛ فظهر مدعو النبوة، وارتد كثير من العرب، وامتنع قوم عن أداء الزكاة، حتى قيض الله لهذه الأمة أبا بكر الصديق رضي الله عنه، فحارب المرتدين ومانعي الزكاة ومدعي النبوة حتى أعاد الله لهذه الأمة هيبتها، ومن كان يظن أن تقوم للإسلام قائمة في القرن الرابع الهجري لما دخل القرامطة المسجد الحرام واستباحوا الدماء والأموال وقلعوا الحجر الأسود من مكانه ومكث عندهم اثنين وعشرين عاما،والمسلمون ما استطاعوا أن يجتمعوا ليعيدوا الحجر الأسود في مكانه حتى مكنهم
    الله ونصرهم على عدوهم.

    وفي القرن الخامس الهجري لما اجتمعت أوربا بأسرها في تسع حملات صليبية شرسة وقتلوا في اليوم الواحد سبعين ألفا من المسلمين ورفعوا
    الصلبان على المسجد الأقصى قرابة قرن من الزمان، فمن كان يظن أن تقوم للمسلمين قائمة بعد ذلك، حتى قيض الله لهذه الأمة صلاح الدين الأيوبي وانتصر عليهم في موقعة حطين.
    وبعدها في القرن السابع الهجري لما خرب المغول العالم الإسلامي
    وأقاموا الأهرامات والتلال من جماجم المسلمين وحرقوا المساجد ودور الكتب وقتلوا كل من كان في طريقهم دون تفريق وقتلوا قرابة المليونين من الأنفس كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية حتى قيض الله لهذه الأمة البطل المظفر قطز وانتصر عليهم في موقعة عين جالوت بعد أن يئس المسلمون من النصر بعد ذلك.

    ولله در
    الشافعي إذ يقول:
    ولرب نازلة يضيق بها الفتى
    ذرعا وعند الله منها المخرج ضاقت
    فلما استحكمت حلقاتها
    فرجت وكنت أظنها لا تفرج

    وقال ابن الجوزي في «صيد الخاطر»: «إذا طال زمن البلاء فلا تكثرن من الضجيج فإن للبلاء زمنا ثم ينقضي.
    ففي هذه الأيام المباركات كم يود كل مسلم غيور على دينه أن تأتينا هذه الأيام وقد أفاقت الأمة من غفلتها وقامت من نومها بأن تعود إلى ربها وإلى سنة نبيها، فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة.
    ودور المسلم في هذه الأيام تجاه أمته
    يتحدد فيما يلي:

    أولا: تحقيق التوحيد والعبودية لرب العالمين فلا نصر للأمة
    إلا بالتوحيد ولا عز لها إلا بالمنهج القويم الخالص من الشوائب ورواسب
    الجاهلية، فأساس التمكين هو التوحيد والعبودية لرب البرية لقولهتعالى: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات
    ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من
    قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم
    وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا
    يشركون بي شيئا<< «النور».
    فالأمة تغضب لما يحدث لها الآن ولا تغضب لله تعالى أن يحج للبدوي أربعة ملايين في كل عام، وأن تشيع الأمور الشركية التي هدمت كيان الأمة كالتوسل والنذر لغير الله تعالى وغير ذلك.

    ثانيا: الصبر على قضاء الله وقدره في الأمة وأن تحسن الظن بالله بأنه ناصر هذه الأمة إن هي عادت إلى ربها وسنة نبيها. ففي صحيح البخاري عن أسيد بن حضير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض». ولقوله عليه الصلاة والسلام: «إن السعيد لمن جنب الفتن إن السعيد لمن جنب الفتن إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر فواها». رواه أبو داود عن ابن مسعود.

    ثالثا: مدارسة السير والتاريخ تبين كيف كان السابقون الأولون
    ينصرون ويمكن لهم بعبوديتهم واستسلامهم لأمر الله ورسوله مقارنا بما نحن فيه.

    رابعا: الأخذ بأسباب النصر على الأعداء من أسباب مادية ومعنوية لقوله تعالى: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل<<.

    خامسا: إصلاح النفس وتهذيبها لتكون أهلا لنصرة دين الله عز وجل.

    والحمد لله أولا وأخرا.



    منقول

     
  2. #2
    المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute الصورة الرمزية المودة
    تاريخ التسجيل
    17 / 08 / 2004
    العمر
    32
    المشاركات
    20,806
    معدل تقييم المستوى
    26158

    افتراضي رد: يا أمتي صبرًا

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ... تحياتي .

     
  3. #3
    صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute الصورة الرمزية صناع الحياة
    تاريخ التسجيل
    09 / 06 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    51
    المشاركات
    21,349
    معدل تقييم المستوى
    26547

    افتراضي رد: يا أمتي صبرًا

    شكرا لك أخى الفاضل على موضوعك الرائع
    جزاك الله خيرا

     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك