+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 10
  1. #1
    محمد جاد الزغبي is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    17 / 04 / 2007
    الدولة
    مجهولة
    المشاركات
    23
    معدل تقييم المستوى
    232

    افتراضي قنابل الصمت " الموضوع الأصلى كاملا "


    غريب هو والله عالمنا العربي منذ نشأته ..
    ولا أضيف جديدا ان قلت أن طبيعة الانسان العربي وقفت كمسألة مستعصية بحق أمام العديد من كتاب ومؤرخى الغرب ..
    ولأن الجيل الحالى .. عربي ولو حتى بالنسب ..
    فلابد له من التفرد بالغرابة بين سائر شعوب العالم ..

    فان تفرد أجدادنا قديما وأثاروا ذهول حروف التاريخ ذاته باتحادهم وتماسكهم وتكوينهم لدولة شاسعة متكاملة الأطراف فى أربعة عشر عاما فقط ..
    دوله دان لها المشرق والمغرب .. بحضارة ما زال الغرب ينهل من أفكارها وآثارها ..
    وكذلك نحن أيضا ,,
    أثرنا شعوب العالم أجمع وأغرقناهم ضحكا وسخرية وتعجب من انقلابنا على أنفسنا وتنازعنا فى كل شيئ وأى شيئ ..
    فأصبح خلفاء العمالقة أقزاما يتوارون عن النظر فى متاهات التاريخ وبقاياه ..
    أصبحنا نحن أحفاد من أسسوا أروع الديمقراطيات وأشجع أساليب الحوار وحساب المحكومين للحكام
    أصبحنا أشلاء وضحايا لقنابل الصمت التى ألقيت علينا فأطارت العقول من الرؤوس ..
    وخلفتها شوهاء فارغة الا من تقديس الحاكم والهتاف له ..
    أصبح أحفاد من أسسوا معنى أمانه الكلمة بأعظم رساله ..
    هم أنفسهم من يلوكون الآيات والأحاديث لتطابق هوى من لهم الأمر غصبا لا اختيارا وبيعة ..
    وامتلأت صدورنا وحناجرنا بثقافة الخوف ان جاز التعبير ..


    نعم نحن أحفاد من قصروا ألفاظ التعظيم والتفخيم والتقديس للاله الواحد الأحد ..
    فجئنا نحن لنقصرها أيضا ..
    ولكن على الحاكم وأبناء الحاكم وزوجة الحاكم ..

    ولكم أن تسألوا .. سؤالا واحدا .. ثم تأتوا بأحد القدماء ليجيبه .. ومعه واحد منا ليجيب ذات السؤال وتأملوا الاجابتين لتعرفوا الفارق الصاعق ..
    اسألوهما ..
    من صاحب الجلاله .. وصاحب الرفعة وصاحب الفخامة وصاحب المعالى ؟!!!

    نعم نحن أحفاد من جعلوا الخوف مقصورا على يوم الحساب ..
    فجئنا نحن لنجعل الخوف والرعب والذعر قبلة .. وأسلوبا ولكن لكلاب الحاكم ..

    ومن أوجه الغرابة المحرقة ..
    أن الانهيار الكامل الذى نعيشه .. لم يصل لهذه الدرجة من القتامة .. الا فى الخمسين عاما الماضية
    فقبلها كانت الصورة مقبولة نوعا ما ..
    ومن غرائب مفارقات القدر ..
    أن الخمسين عاما الذى ازداد فيها الخضوع .. واستيقظ فيها الخنوع ..
    اقترنت بحركات التحرر التى سادت العالم العربي للخلاص من الاحتلال الغربي للأراضي العربية |!!
    وهنا سيبرز السؤال الذى أعجزتنا اجابته ..


    هل تحررت البلاد العربية فعلا وحقا ؟!!!!!

    ثم السؤال الأكثر أهميه ..

    ماذا جنت البلاد العربية من مكاسب الثورات التى قامت .. وهل تعادل خسارتها يا ترى ؟!

    فما رأيكم لو أجبنا السؤالين بشيئ من الحيدة والمنطق والانصاف ..
    وجيلنا بالذات ..
    شباب المثقفين اليوم بالطبع .. وليس هؤلاء الغارقين فى متاهات التغريب ..
    هذا الجيل المثقف ..
    هو الجيل الأكثر صلاحية لاجابة هذا السؤال .. بالحيدة المطلوبه ..
    ودافعى فى اعتقادى هذا أننا جيل خرج غير مؤيد أو معارض لأى من التيارات السياسية التى تطاحنت فيما بينها فى القرن الماضي ..

    فاذا أخذنا مصر مثالا على ذلك .. .
    فجيلها الحديث هو الجيل الذى تفتحت عيناه على التاريخ مكتوبا وموثقا ..
    أى أنه جيل لم يعش لا التجربة الملكيه ولا الناصرية ولا الساداتيه ..
    وهى المذاهب التى تضارب بعضها البعض وكل يظن نفسه على الحق ..
    هذا الجيل هو الذى بحث فى التاريخ المكتوب والموثق والمصور لهاثا خلف الحقيقة والحقيقة وحدها
    وهو ذات الجيل الذى اصطدم بكم الزيف والتزوير فى قراءة التاريخ ..
    فلكل جانب من الجوانب والأطراف السابق ذكرها كتب التاريخ عبر مؤيديه ومؤرخيه كما يحلو له فى محاولة لجذب ذلك الجيل الضائع الى زمرته ..
    وكل من كتب التاريخ بهذه الطريقة ..
    يظهر وكأن الاتجاه الذى يمثله هو الحق وما عداه هو الباطل ..
    وبعد الجهد والبحث المضنى والشاق فى قراءة كل المكتوب ومتابعة كل المسجل ..
    ثم النزول الى أرض الواقع الحالى والتأمل مليا فى الوضع الراهن ..
    وبعد برهة من الوقت ..
    واسترجاع كل ما خزنته الذاكرة ..
    خرجت طليعة هذا الجيل المثقف بنتيجة مؤداها ..
    أن كل من كتبوا ووثقوا التاريخ تبعا لأهوائهم على الحق .. وعلى الباطل أيضا ..
    هم على الباطل فى كل ما ذكروه من مزايا لا توجد .. ومساوئ لا تنكر ..
    وهم على الحق عندما اتهموا بعضهم البعض بالزيف والاختلاق ..
    وصار حالهم كحال اليهود والنصاري فى المثال القرآنى الشهير ..
    ولذلك فان هذا الجيل من المثقفين الشباب هم الأقدر والأجدر على اجابة السؤالين السابقين بكل ما يحيط بهما من أشواك المنع .. ووعورة التخويف ..
    لأنهم جيل يحكم بلا هوى أو غرض ..

    جيل قرأ عن الماضي ولم يعشه ..
    هو الأجدر بالحكم على من أضاعوا مستقبله ..
    ليصبح جيلا بلا ماض .. ولا مستقبل ..
    فقط .. واقع مر ..
    وللحديث بقية .. ان شاء الله ..
    مع محاولة البحث عن اجابة شافية للسؤالين ..


     
  2. #2
    محمد جاد الزغبي is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    17 / 04 / 2007
    الدولة
    مجهولة
    المشاركات
    23
    معدل تقييم المستوى
    232

    افتراضي رد: قنابل الصمت " الموضوع الأصلى كاملا "

    السؤال الأول ..
    ماذا جنت البلاد العربية من الثورات التى قامت .. وهل تعادل مكاسبها خسارتها يا تري ؟

    كانت أغلب البلاد العربية واقعة تحت نير الاحتلال الغربي من انجليز وفرنسيين وبلجيك وايطاليين ..
    وقد امتدت تلك الفترات لأعوام طويلة مثل الجزائر التى امتد الاحتال الفرنسي بها نيف ومائة عام ..
    ومصر لنحو ثمانين عاما تقريبا ..
    وعرفت البلاد العربية العديد من الثورات الشعبية بمعناها الحقيقي .. حيث أن الثورة للشعوب .. والانقلاب للجيوش
    وسأمثل هنا بالتجربة المصرية لمحاولة اجابة السؤال الأول وكذلك الثانى وذلك لأن التجربة المصرية تعد المثال الكافى للتدليل لكونها قبلة الثورات التى اجتاحت العالم العربي فيما بعد وما ينطبق على مصر انطبق على ما تلاها فى تجارب الثورات فى الجزائر مثلا وكذلك فى ليبيا والعراق وتونس ..
    ويكاد يكون التشابه تاما فى الأحداث والآثار..
    ومثال الثورات ثورة عام 1919 م .. والتى التف فيها الشعب المصري كله حول الزعيم الوطنى ومؤسس حزب الوفد سعد باشا زغلول .. وخرجت المظاهرت العارمة تجتاح الشوارع والميادين فى شتى ربوع مصر عقب اعتقال زغلول ورفاقه وشهدت تلك الثورة حدثين فى منتهى الأهميه ..
    أولهما الوحدة الوطنية بمفهومها الشعبي الحقيقي لا بمفهومها الحكومى الحالى
    وثانيهما خروج النساء بنقابهن المميز وتلك حادثة فريدة وغريبة على الشعب المصري فى ذلك الوقت
    وظل الوفد زعيما وحزبا ملكا على القلوب المصرية بشعبية ساحقة لسنوات طويلة ومن بعد زغلول اتجهت الجماهير الى خلفه مصطفي النحاس بذات العاطفة ..

    حتى قيام حركة يوليو عام 1952م ..

    واختلفت طبيعة تلك الحركة العسكرية عن طبيعة الثورات المعروفة فى كونها حركة جيش وأسلحة لا تتوافر عادة فى ثورات الشعوب ..
    وعرف الشعب المصري والعربي لأول مرة فى تاريخه أساليب الانقلابات العسكرية على نظم الحكم القائمة ..
    والاختلاف جذرى بين ثورة 1919 م كثورة شعب .. وثورة 1952 م كثورة جيش أيدها الشعب كما يروى مؤرخو تلك الفترة من الناصريين ..

    أول الاختلافات ..
    أن الشعب هو بطل الثورة الأولى ومؤيدها وراعيها وبلا شك هو الذى يفرض على زعمائها بمن فيهم سعد زغلول نفسه ما يريد .. بل ويحاكمه عبر صناديق الانتخاب عندما بدأت التجربة البرلمانيه فى مصر بصورتها الحديثة بعد صدور دستور 23 م .. وأصبح حزب الوفد حزب الأغلبية فى مصر ..
    أما ثورة يوليو .. فأمرها وأمر البلاد بيد زعمائها .. وما على الشعب الا الطاعة..
    وهذا أمر طبيعي بالنسبة لثقافة الثوار الشبان فى الحياة العسكرية التى لا تعرف الديمقراطية المدنية ولا تناسبها .. ومن الصعوبة بمكان أن تتغير الطبيعة العسكرية لهؤلاء الشباب الثائر ..

    وثانى الاختلافات ..
    يتمثل فى الظرف التاريخى الذى واجهته كلا الثورتين ..
    فبينما واجهت ثورة 1919 م الامبراطورية البريطانية وهى فى قمة عنفوانها كاحدى القوتين الأعظم فى العالم .. لم تواجه ثورة يوليو ذات الامبراطورية بقدر ما واجهت النظام الملكى المتهاوى على يد فاروق ..
    فبريطانيا فى ذلك الوقت كانت فى مرحلة الشيخوخة .. والتى تلتها مرحلة الانهيار فى تلك الفترة فى أعقاب الحرب العالمية الثانية .. وبرزت على السطح قوتان أخريان هما السوفيات والأمريكان ولم يكن باستطاعة بريطانيا وسط تهاوى نظم الاستعمار .. أن تكابر .. فتركت مصر بعد قيام يوليو بنحو أربعة أعوام بالأسلوب التفاوضي ..
    أى أن ثورة يوليو لم تحرر مصر من الاحتلال الانجليزى بالقوة بل حررتها من النظام الملكى ..
    ولو أرادت بريطانيا الاستمرار فى ظرف تاريخى مشابه لثورة 1919 م ما كان باستطاعة ثورة يوليو اجلاءها ..
    تماما كما حدث فى العدوان الثلاثي ..
    كانت المواجهة سياسية .. لا عسكرية بفضل نابغة الخارجية المصري الدكتور محمود فوزى والذى قاد المعركة السياسية حتى انتهت بخروج تصريح بولجانين الشهير والذى انسحبت على اثره القوات المعتدية ..
    وليس كما طنطن الناصريون بأنهم تمكنوا من هزيمة العدوان الثلاثي بالمقاومة الشعبية والجيش ..
    وهو الأمر الذي يقلل من شأن النصر السياسي العظيم ..
    وكانت هذه الأكاذيب من دواعي السخرية فيما بعد عقب هزيمة 1967 م ..
    فمصر والتى من المفروض أنها هزمت جيوش ثلاث دول منها اثنتان من كبار الدول .. عجزت عن رد قوات معتدية تمكنت من سحق الجيش المصري لأول مرة فى تاريخة فى نكسة مدمرة .. ومن قوات دولة ناشئة ..


    ومما سبق يتضح أن ثورة يوليو قامت ضد النظام الملكى الفاسد .. والحياة السياسية الفاسدة ..
    ومن استقراء تلك الفترة يتضح مدى التذبذب الذى عاشته تلك الحركة عبر تذبذب رجالها وعدم معرفتهم بما يريدون ..
    فمع أول بيان للحركة .,.
    كان الاعلان عن ضرورة استجابة الملك لطلباتهم والتى تمثلت فى التنازل عن العرش لصغيره ولى العهد الطفل أحمد فؤاد .. والذى وضع تحت الوصاية .. وثانى المطالب كان تعيين اللواء محمد نجيب الزعيم الصورى للحركة فى منصب وزير الحربية ..
    وعندما تمت الاستجابة للمطالب عاد الثوار ليطالبوا الملك بالرحيل ..
    ثم أعلنوا الجمهورية .. وأمسكوا هم بمقاليد الحكم ..
    وهذا كله يؤكد أن هؤلاء الزمرة من الشباب الوطنى قد تحركوا أساسا لاصلاح مفاسد الحياة السياسية القائمة .. ولم يكن لهم قبيل قيامهم بحركتهم الا هذا الغرض ..
    لكنهم .. سرعان ما استمرؤا السلطة وغمرتهم شهوة الحكم ..
    وبدلا من أن يقوموا باصلاح مفاسد الحياة السياسية .. قاموا بهدمها من أساسها ..


    وما أبعد الفارق بين الهدم والاصلاح ..
    فمصر قبل يوليو كانت نموذجا فى الديمقرطية والاهتمام الشعبي بالسياسة كان على أشده ..
    الا أن هذه الطبائع سرعان ما انتهت الى غير رجعة مع سياسة التنظيم الواحد والحكم الفردى والغاء الأحزاب وقمع المعارضة بشتى أشكالها ..
    ومن غرائب الأمور أن أهداف الثورة السته التى أعلنها قادة يوليو .. كان اقامة حياة ديمقراطية سليمة ..
    فهل تحققت ..
    كلا بالطبع ..
    بل هل تحققت أيا من المبادئ السته ..
    لئن كانت مصر قد أنهت سطوة الفساد الملكى حياة الأحزاب السياسية ..
    فماذا خسرت .. ؟!!!
    مع كل الاحترام والتقدير لكل المكاسب الا أن الهدف الأساسي للثورة كما هو معلن .. الحرية ..
    فهل تحررت مصر .. ؟!!
    مصر تخلصت من الملك ومن الاستعمار .. لكنها أبدا لم تحرر والى يومنا هذا ..
    وكذلك كل الدول العربية التى اتخذت ثورة مصر شرعا ومنهاجا فى ثوراتها ..
    حتى فى النظم الملكية .. فى البلاد التى لم تعرف الاستعمار .. عرفت أيضا أسلوب الانقلاب ..
    والتاريخ معروف لبلاد عربية انقلب فيها أهل العائلة المالكة على بعضهم البعض طمعا فى شهوة الحكم ..
    ومع المكاسب .. هل تحتمل الخسائر ..
    انا اذا تحدثنا عن خسارة الحرية .. الحرية وحدها .. لما أمكن أبدا مقارنتها بأي مكسب ..
    ما قيمة المكاسب مع تفشي القهر وغياب حرية الرأى والتعبير .. حرية الحب والكره ..
    ما قيمة المكاسب مع الطباع الاجتماعية التى ضربت بنصلها كل القيم القديمة حيث أصبح النفاق سيد الطباع والخرس عن النقد هو طريق النجاه ..
    كانت مصر أيام الملكية مستعبده وكتابها ومبدعوها رهن الاعتقال ..
    فهل يا ترى اختفت المعتقلات وكبت الرأى بعد الثورة ؟!!
    كانت مصر تضيق بأهلها وأرزاقهم ..
    فهل عرفت الرغد بعد الثورة والى يومنا هذا .. ؟
    كانت مصر تحت نير التوريث والملكيه العائلية ..
    فهل انتهت هذه الممارسات .. سواء فى مصر أو ما عداها من الدول العربية ملكيه أو جمهورية مضحكة كالتى يشاهدها العالم ويتندر على العرب المتفردون فى السياسة ..
    وليت التوريث اقتصر على مقاعد الحكم ..
    بل انه شاع وانتشر فى شتى المجالات وعلى كل المقاعد ..
    كانت مصر قبل الثورة تعانى من الاقطاع والألقاب ..
    فهل انتهت الألقاب يا تري .. بعد الثورة وهل لملم الاقطاع زاده ورحل ..
    أم بقي الاقطاع وبقيت الألقاب وتبدلت الوجوه ..

    هذا ما يخص السؤال الأول ..

    أما السؤال الثانى ..
    وهو ان كانت البلاد العربية تحررت فعلا أم لا ؟! وما هى مظاهر الحرية قبل وبعد الثورات ؟
    محمد جاد الزغبي 12-03-2005 05:27 AM

    قـــنـــــابـــــل الصـــــــمـــت " الحلقة الأخيرة "

    نلتقى الآن مع محاولة الاجابة عن السؤال الثانى ..
    وهو هل تحررت البلاد العربية فعلا ؟! ..
    وان كانت قد تحررت فما هى مكاسب الحرية ومظاهرها التى حصلت عليها بالمقارنة بالعهود السابقة على تلك الثورات ؟!


    وسننتهج نفس النهج فى الاجابة ..
    حيث سنحلل التجربة المصرية فى هذا الشأن .. ثم نعرض بالاسقاط للثورات العربية التى اتخذت الثورة المصرية مثلا فى تجربتها باعتبار هذه الأخيرة أولى حركات التحرر فى العالم العربي
    ذلك على انحو التالى ..


    . التجربة المصرية ..

    من الغريب .. أن المدافعين عن التجربة المصرية فى الثورات المعروفة باسم الحركة الناصرية .. وقعوا فى نفس الأمر الذى وقعت فيه التجربة نفسها ,,
    ألا وهو الدفاع عن الأسلوب .. واهمال الغاية الأساسية .,.

    فمن المعروف تاريخيا كما أسلفنا أن حركة 23 يوليو أو ثورة يوليو .. قامت تتخبط فى أهدافها من لحظتها الأولى ..
    فعندما انهار الملك فاروق ـ وهو المنهار أساسا ـ وتلاشت الحماية البريطانية عنه باختلاف الظروف التاريخية .. والتى أدت الى عدم ضرب بريطانيا للحركة كنتيجة طبيعية لمتغيرات الحرب العالمية الثانية
    وغياب الفكر الاستعمارى المسلح وحلول الاستعمار الفكرى محله ..
    وانقسام العالم بين قوتين عظميين جديدتين .. لا يحبذان الاحتلال العسكرى بالمقارنة بالاحتلال الفكرى
    مما أدى بانقسام العالم بين معسكرين .. الرأسمالية الأمريكية والشيوعية السوفيتية ..
    كل هذا أدى الى انفراد الثوار الجدد بالملك ونظامه ..
    وبمجرد أن امتلكوا مقاليد الحكم ودانت لهم السلطة فى مصر .. تراجعوا عن أسباب الثورة وأهدافها الرئيسية المتمثلة فى اصلاح أحوال الجيش .. وتعيين اللواء محمد نجيب قائدا للجيش ووزيرا للحربية
    وتنازل الملك عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد الثانى ووضعه تحت الوصاية ..
    هذه كانت الأهداف الأولى وبمجرد تحقيقها تراجعوا عنها ونادوا بالجمهورية وأعلنوها فعلا ..

    وكذلك رهبان الناصرية .. عندما كتبوا عن الناصرية .. تعاقبوا وتفانوا فى الدفاع عنها باستماته .. ووصموا كل من هاجمهم بالجهل تارة وبالعمالة تارة أخري .. دون أن يجيبوا عن السؤال المنطقي الوحيد .. ألا تعتبر الناصرية منهجا سقط طالما عجز عن تحقيق الهدف الأساسي الذى قام من أجله .. ألا وهو حرية الوطن والمواطن ؟!!

    لقد بدأت التجربة الناصرية بتولى عبد الناصر رياسة الجمهورية عقب اطاحته بمحمد نجيب .. عام 1954 م .. واعتقال هذا الأخير فى فيلا المرج المعروفة باسم فيلا زينب الوكيل ..
    وببداية هذا التولى .. بدأت النهاية المنطقية لثورة يوليو ..
    فالتاريخ بتسجيله للأحداث .. يجزم بضرورة انهيار الروابط بين زملاء الكفاح فى الثورات الحمراء أو الثورات التى تعتمد على السلاح كقوة أساسية ..
    كما حدث فى الثورة الفرنسية والتى تعد أشهر الأمثلة وكذلك الثورة البلشفية فى روسيا ..
    وان كان عبد الناصر تخلص من نجيب .. فهذا الأخير كان بداية السلسله .. والتى تتابعت حلقاتها حتى الرفيق الأخير من رفاق الثورة عبد الحكيم عامر فى عام 1967 م .. ولم يبق مع امتداد سنوات حكم عبد الناصر غير أنور السادات الذى كان يدرك أبعاد اللعبة جيدا .. فلم يعرف عنه أنه خالف عبد الناصر فى حرف أو كلمة وبذلك أمن غدره به ..

    والآن نأتى الى السؤال .. هل تحررت مصر على يد الناصرية ؟!!

    بدأت الثورة خطواتها بأهدافها الست الشهيرة والتى تمثلت فى اقامة الديمقراطية السليمة وانهاء سطوة الملكية الفاسدة ومفاسد الحياة السياسية كذلك القضاء على الاقطاع ..
    فما الذى تحقق يا تري من هذه الأهداف ..
    بالنسبة للديمقراطية ..
    فالأمر ليس بحاجة الى جدل وشرح كبير .. وما أكثر الشواهد الرهيبة على الاستعباد الذى عاناه المواطن المصري فى ظل حكم دولة الفرد ورفض الآخر .. حيث لم توجد أدنى بادرة لحياة ديمقراطية
    واتسعت المعتقلات لآلاف المعارضين السياسيين .. واتسعت القبور لأكثرهم فيما بعد ..
    وما زالت أرض ضاحية مدينة نصر بشرق القاهرة .. وهى الضاحية التى حلت محل السجن الحربي قديما .. ما زالت تحمل عظام ورفات هؤلاء المعارضين ..
    ولن أطيل الحديث عن هذا الأمر فهنالك العديد من شهود هذه الوقائع من الناصريين أنفسهم مثل محمود السعدنى ومحمد حسنين هيكل .. الكاتبان الكبيران ..

    وبالنسبة لاصلاح مفاسد الحياة السياسية ..
    فقد بدأت الثورة بتصفية الأحزاب وبدء مرحلة التنظيم الواحد المتمثل فى الاتحاد القومى والاتحاد الاشتراكى فيما بعد ..
    وفى الواقع هناك فارق ضخم بين اصلاح الحياة السياسية وبين هدمها من الأساس ..
    فاننا ان أقررنا بأن الأحزاب كانت تورث الحياة السياسية فى مصر مفاسدا كبري بتناحرها فيما بينها ..
    فان ذلك ليس مبررا بانهاء الأحزاب من أساسها لأن هذا يعنى ببساطة انهاء وجود المعارضة فى بلد برلمانى فى مصر منذ دستور 1923م ..
    ويرجع الفضل لثورة يوليو لبزوغ فجر نواب التصفيق الأعمى فى مصر منذ ذلك الحين حتى اليوم
    ويرجع الفضل لها أيضا فى انشاء نظرية الحاكم الذى لا ينطق عن الهوى .. فلا خطأ ولا رد لقراراته تحت أى ظرف ..
    وتنحدر الدموع أسفا على قبة مجلس النواب التى شهدت أسفلها أروع الأمثلة على نواب الشعب الحقيقيون .. ممن كانت تهتز لهم الحكومات وترتعد العروش ..
    حتى الصحف ..
    والتى كانت منبرا للحق الا فيما ندر ..
    كانت الصحافة فى مصر بحق صاحبة الجلالة .. حيث كان المقال الواحد فيها يأتى برد فعل تنهار على اثره حكومات وتقال فيه وزارات ..
    يرجع الفضل للثورة فى ابتكار صحافة التمجيد والتسبيح ..
    وبالرجوع الى العهد الناصري .. تجد أروع آيات النفاق .. وان كانت الصحيفة من عشر صفحات فتسع صفحات منها على الأقل مخصصة للاشادة والاشادة فقط فى شخص الرئيس وحكمته الغالبه ..
    ولماذا نرجع للأمس .. فلننظر اليوم أيضا .. فى الصحف القومية .. ستجد عجبا ..
    وفى عهد الثورة الأول فى جمهورية جمال عبد الناصر يمكننا اطلاق وصف عصر الجيش على ذلك العهد الأسود ..
    حيث أصبح الجيش ورجاله هم الأنبغ والأخلص والأقدر فى جميع المجالات ..
    ففى الوزارات المختلفة والهيئات المتنوعة .. أيا ما كان مجالها .. تجد على رأسها أحد ضباط الجيش فى وقت كانت مصر فيه تضج بالنوابغ من المفكرين والعلماء ..
    فالثقافة لها ضابط يضبط .. والفن .. والطب .. كل المجالات ..

    ثم نأتى للكارثة الكبري ..
    هدف الثورة الذى طنطن به المغازلون والغزالون للناصرية ..


    ألا وهو اقامة الوحدة العربية بين أرجاء الوطن العربي الواحد .. وتحرير أراضيه من الاحتلال الأجنبي

    بالنسبة لتحرير الأراضي العربية .. فقد آب عبد الناصر الى ربه وثلث مصر ذاتها ـ معقل الناصرية ـ كانت محتلة من اليهود بعد مهزلة 1967 م ..
    وامتد الوجود الاسرائيلى ليشمل ثلاثة أضعاف ما كان تحت يده منذ عام 1948 م ..
    وما زالت تلك الأراضي تحت الاحتلال الى اليوم عدا سيناء المصرية وحدها ..

    وبالنسبة لقضيه القومية العربيه ..

    فما فعله عبد الناصر بهذه القضية يعد هدما يبلغ حد التفتيت لكل أمل فى الاتحاد بين الدول العربية ..
    وتمثل ذلك فى الآتى ..

    أولا .. أزمة الثورات الشبيهه ..

    ساندت مصر العديد من الدول العربية فى سبيل نيل الاستقلال كالجزائر وليبيا وتونس والعراق ..
    لتمر هذه الدول بذات التجربة ولكن بما هو أفدح فى النتائج ..
    فداء انقلابات الحكم .. سري كالسرطان بين رفاق السلاح بما يشي أن هدف استقلال الوطن كان أبعد ما يكون عن ذهن هؤلاء ..
    ومسألة عدم استقرر الحكومات فى الأيام الملكية تم استبداله بعدم استقرار الحكام أنفسهم فى ظل سياسة الانقلابات .. كما حدث فى الجزائر مع بن بيلا .. وفى العراق مع عبد الكريم قاسم .. وأيضا فى سوريا ..
    حتى الدول التى استمر بها قواد الانقلاب الأول عانت بأضعاف ما عانته مصر من استعباد هؤلاء القواد مع تصلبهم فى كراسي الحكم بأكثر مما فعلت النظم الملكية .. فأصبح العالم العربي مشهورا بهذا الداء .. فلا وجود للحاكم الذى ينزل عن الحكم طواعية .. فنزوله مرهون بالموت أو الانقلاب العسكرى
    باعتبار أن هؤلاء الثوار هم الورثة الأصليون للحكم فى البلاد وهم أصحاب الفضل فى حرية هذه الأوطان !!!!

    مما يدعونا الى التساؤل ..
    ان لم تكن أيام الحكم الملكى أفضل للبلاد العربية من النظم الجمهورية الصورية .. على الرغم من مساوئ الملكية .. فما هو الفارق بينهما اذا .. ؟!!
    وماذا جنت الشعوب ان كان استعبادها أمر واقع فى الحالتين ..
    هذا بالنسبة للانقلابات والثورات الشبيهه .. فماذا عن النظم الملكيه ..؟

    ثانيا .. أزمة البلاد الملكية ..

    كانت سياسة عبد الناصر فى علاقته مع البلاد العربية ذات النظام الملكى سياسة فى منتهى الغرابة ..
    فان كان متصورا .. مسأله الدعم التى قدمها عبد الناصر للبلاد الواقعة تحت الاحتلال الأجنبي ..
    فما هو المبرر اذا لحالة استعداء البلاد العربية الواقعة تحت النظم الملكية ومحاولة دعم الانقلابات فيها فى تدخل سافر بنية تحرير الشعوب .. والشعب المصري نفسه فى حاجة الى تحريره من سطوة الحكم المفرد .. ؟!!
    وهكذا وجدناه يستعدى النظام الحاكم فى السعودية وعلى رأسه الملك سعود بن عبد العزيز .. بدلا من مد يد التحالف معه تبعا لما نادى به من سياسة القومية العربية ..
    وجاء الخلاف .. من اصرار عبد الناصر على دعم الانقلاب الذى بدأت جذوته فى اليمن ضد حكم الامام أحمد ..
    وفاق الدعم كل تصور .. بعد توغل الجيش المصري فى متاهات الحرب اليمنية وكانت قواتنا فى اليمن تعادل النصف تقريبا ..
    وردت السعودية بدعم نظام الامام أحمد .. واستعرت المنواجهه بين الطرفين وكلاهما عربي ..
    وليت القوات اليمنية التى تقود الانقلاب كانت تنظر للقوات المصرية باعتبارها مشاركة لها فى المصير .. بل ان النظرة كانت تنتشر بين القبائل اليمنيه بأن المصريين قادمون للغزو لا التحرير
    مما كان له الأثر الفادح على القوات المصرية التى تعرضت لحالات خيانه وطعن فى الظهر ممن يفترض أنهم حلفاء .. والكارثة الكبري أن حالات الخيانة هذه تمت فى معظم أحوالها تحت تأثير رشوة الذهب والمال من نفس الأطراف التى ثارت عليها تلك القبائل فى مهزله حقيقية ..
    وزادت القوات المصرية فى اليمن تحت تأثير العناد الشخصى لعبد الناصر الذى اعتبر نفسه مبعوث العناية الالهية لرعاية الثورات فى العالم ..
    وليت الأمر اقتصر على ارسال القوات المصرية خارج الحدود فى البلاد العربية وحسب ..
    بل امتد الارسال الدول الافريقية أيضا ..

    مما كان له أكبر الأثر فى الهزيمة الساحقة التى منى بها الجيش المصري فى نكسة يونيو 67 ..
    ودعا بمصر للتعرض للسخرية المحرقة .. فهى البلد التى تدافع عن الدول الأخرى وتعجز عن حماية حدودها .. فأية مفارقة وأية سخريه ..
    ومع امتداد العناد بين مصر والسعودية حول مسأله اليمن .. فكر الملك سعود فى التخلص من عبد الناصر خوفا على عرشه .. فقام بمحاولة رشوة أحد كبار الضباط السوريين لاغتيال عبد الناصر أثناء زيارته لسوريا فى بداية الوحدة المصرية السورية ..
    وكان هذا الضابط هو الضابط السورى الشهير عبد الحميد السراج ..
    وساير عبد الحميد السراج الملك سعود حتى حصل منه على شيك بنكى بمليون دولار .. وسلم هذا الشيك لعبد الناصر ..
    وبطبيعته النرجسية قام عبد الناصر بالتلويح بالشيك أمام الجمهور السورى الذى حضر خطاب الوحدة فى أكبر ميادين دمشق ..
    مما دعا بالخلاف الى الوصول لمرحلة اللا عودة ..
    وظلت مصر والسعودية على نار هذا الخلاف حتى عام 1973م .. والتى صفت فيه النفوس وكان للملك فيصل دورا لا تنساه مصر وشعبها فى حرب أكتوبر فيما عرف بأزمة البترول عندما أصدر الملك فيصل أوامره مع بدء العمليات العسكرية بايقاف ضخ البترول لى أمريكا ودول الغرب المؤيدة لاسرائيل ..

    هذا هو ما فعلته الحركات التحررية وزعيمها الأول جمال عبد الناصر ..
    قامت بهدف الحرية .. فصارت الحرية أولى الضحايا
    قامت لأجل الوحدة .. فأنهت كل أمل فيها
    قامت لأجل ردع اليهود .. فحصل اليهود فى عهد عبد الناصر بما لم يحلموا به فى وقت قياسي
    ومن أذيال هذا العهد ..
    يرسف الوطن العربي بأكمله فى قيود الاستعباد والذى انتهى من دول العالم الثالث نفسها واحتفظت به البلاد العربية ..

    وخلاصة القول ..
    مهما كانت المكاسب التى قد يراها غيري .. لحركات التحرر الثورية ..
    فهل ترى تعادل غياب نسمة حرية مصادرة بأمر الحاكم ...
    هل عرفت البلاد العربية قبل عهود الثوار .. كتمان الأنفاس الذى عانت منه الشعوب على أيديهم ..
    هل عرفت البلاد العربية اضمحلالا فى الثقافة والأخلاق وانتشار النفاق قبل هذه العهود ..
    هل عرفت الشعوب العربية فقرا و فاقة وانهيارا اقتصاديا كالتى عاشتها فى عهود الثوار ومن تبعوهم الى اليوم ..
    هل عرفت الشعوب العربية تفسخا فى الود والترابط بين أبناء الوطن العربي الواحد مثل الذى شهدته تحت تأثير هذه العهود وما تلاها الى اليوم ..

    هذه هى اجابتى على سؤالين .. شغلا الفكر والخاطر .. كتبتها استخلاصا للمشاهدات والقراءات وبالمقارنة بين القول وما تلاه .. والفعل وما نراه ..

     
  3. #3
    جوال نت is on a distinguished road الصورة الرمزية جوال نت
    تاريخ التسجيل
    21 / 02 / 2007
    الدولة
    مجهولة
    المشاركات
    1,034
    معدل تقييم المستوى
    1244

    افتراضي رد: قنابل الصمت " الموضوع الأصلى كاملا "

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مشكـــــــــ وبارك الله فيك ـــــــــــــــور

     
  4. #4
    دريد ابوسلطان is on a distinguished road الصورة الرمزية دريد ابوسلطان
    تاريخ التسجيل
    06 / 03 / 2007
    العمر
    51
    المشاركات
    545
    معدل تقييم المستوى
    755

    افتراضي رد: قنابل الصمت " الموضوع الأصلى كاملا "

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سلمت يداك على الموضوع
    وبالمناسبه لم اكن اقصد سوى تهدئه الموقف
    بينكما علما ان الله وحده يعرف بالمقصد وهو علام الغيوب
    وبالنسبه لي ان كلمه منقول لم انتبه ان الاخت لم تكتبها سواء نسيتها ام تناستها
    فكما قلت الله وحده يعرف ما وراء المقاصد
    ولك مني طيب التحيه
    [align=center][/align]


    [align=center]اللهم احفظ العراق واهله[/align]

     
  5. #5
    باسم وان is a glorious beacon of light باسم وان is a glorious beacon of light باسم وان is a glorious beacon of light باسم وان is a glorious beacon of light باسم وان is a glorious beacon of light الصورة الرمزية باسم وان
    تاريخ التسجيل
    14 / 11 / 2006
    الدولة
    العراق-الرمادي
    العمر
    43
    المشاركات
    2,490
    معدل تقييم المستوى
    2750

    افتراضي رد: قنابل الصمت " الموضوع الأصلى كاملا "

    بارك الله فيك

    دمت بحفظ الرحمن

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك