+ الرد على الموضوع
صفحة 14 من 21 الأولىالأولى ... 4 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 الأخيرةالأخيرة
النتائج 66 إلى 70 من 105
  1. #66
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الثامنة والستون



    أخرج البخاري ومسلم ومالك والترمذي وغيرهم عن أبي هريرة عليه الرضوان أنه عليه السلام قال " ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخير فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ؟".
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ



    من شواهده " قم الليل إلا قليلا .." و" وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا " الخ ...



    موضوعه : لا سبيل لتحقيق نهضتنا المنشودة بسوى إستمطار المدد الرحماني ساعة إنهماره :

    ستجد الغافلين منا أولئك الذين تصيدهم الشيطان في حبائله بإسم العلم والفقه يظلون يعكفون على قوله " ينزل ربنا " فيفتحون للمعارك حامية الوطيس جبهات مستعرة لواؤها الجدل الفارغ حول غيب لسنا مؤهلين فطرة لكنه سوى ما يفيدنا في حياتنا منه وبذلك يورون نار حروب الكلام المشتعلة في صدر تاريخنا لاسباب كانت يومها ربما مقبولة والويل لك إن لم تكن في مستوى مضارعة مثل هذه العلوم فأنت في حساب هؤلاء بطن الارض خير لك من ظهرها . حوقل بلى لقد آن لنا أن نحوقل عشرا حسرة وأسفا على ما أصاب العقل الاسلامي حوقلة مندهش آمل لاحوقلة يائس . لا بل آن لنا إستعادة الحكمة المالكية فإذا كان الاستواء معلوما وكيفيته مجهولة فالنزول هو كذلك سوى أن الايمان به واجب والسؤال عنه بدعة تمكن للظلم فينا .



    القوة الروحية هي التي هزم بها سلفنا الاعداء المدججين فهلا ولجنا حماها ؟:

    يتجه بعض الوعاظ والمصلحين إتجاها غريبا يخلط بنيان الانسان خلطا مريبا وذلك حين يندفعون في إبراز جانب على حساب آخر كلما كانوا بصدد ذلك الجانب فإذا كان الموضوع يقتضي التعبئة الروحية فإنهم يحدثونك بخطاب مؤداه أن سائر ضروب القوى الاخرى لا وزن لها كلما كانت تلك حاضرة جاهزة وهكذا يدورون مع كل دورة جديدة وليس ذلك سوى مثال باهر من أمثلة إختلال التوازن في تربيتنا فحتى هذه لا ينصرف ذهنك منها سوى إلى التربية الروحية وكأننا لسنا في حاجة إلى تربية أبعادنا الانسانية الاخرى وهو منهج مخالف للقرآن ولكم جنت النظرة الجزئية قولا وعملا على المنهج القرآني الشامل الكامل المتكامل المتوازن المعتدل الوسطي .

    غير أنه لابد لنا من التقرير منذ البداية بأن القوة الروحية المقصودة ليست هي تلك العاطفة المشبوبة التي تجعل الواحد منا يحب الله ورسوله ودينه وكتابه وأمته وغيبه وهو صادق في ذلك سوى أنه لا يحرك بذلك ساكنا فيظل يراوح مكانه وهو يحسب ويحسب الناس معه من حوله أنه قوي روحيا فإن سألت عن بقية ضروب القوة التي فرط فيها فلا يتردد بالقول بأن القوة الروحية تكفيه مؤنة ما فرط فيه وهو حمق طائش فالقوة الروحية الاسلامية الصحيحة هي التي تجعل القلب دوما موصولا بربه سبحانه ولكنه وصل عبر ما قررت الشريعة ذاتها وليس وصلا بما إبتدعته العقول المنحرفة التي إختارت الهروب والانسحاب وليست وسائل تلك الوصل غيبية ولا غريبة ولا يعرفها سوى أهل الدين بل هي مبسوطة يقوم عليها البناء الاسلامي وأولها الصلاة والصيام والزكاة والحج والذكر بسائر أنواعه المادية والمعنوية ولذلك لك أن تقرر بطمأنينة كبيرة بأن كل من سلك ذلك بإخلاص وإتباع صحيح حسن وداوم على ذلك فإن قوته الروحية كبيرة والاهم من كونها كبيرة فهي معتدلة متوازنة متوسطة صالحة لتعمير القلب والحياة في آن واحد فأسلافنا الذين هزموا الاعداء المتطاولين عليهم في كل زمان ومكان لم يكونوا يسلكوا للقوة الروحية الكفيلة بصنع التوازن بين القوة العددية والحربية للعدو وبين دونيتها عند الاسلاف بالذكر والتلاوة والتفكر مثلا دون الزكاة التي فيها مصلحة الفقير ووحدة المجتمع ولا دون الحج المحرض على التعارف والتعاون لا بل كانت جل إنتصاراتهم رغم إختلال التوازن بينهم وبين عدوهم المحارب في موسم الصيام في رمضان كما لنا أن نقرر أمرا آخر وهو أن المداومة على مزاولة تلك العبادات بإخلاص وإتباع وتوازن بين حاجة الروح منها وحاجة العقل وحاجة البدن وحاجة الجماعة كفيل بغرس تلك القوة الروحية الكفيلة بالتوكل والثبات والصمود وغرس سائر المعاني التي يحتاجها كل مكروب وملهوف ومظلوم من يقين وثقة وأمل وهو الامر الذي حرمت منه أجيال كثيرة تالية حتى مع إلتزام العبادات وبالخلاصة فإن إكتساب تلك القوة الروحية وفق تلك المقررات الانفة الذكر هوالحد الادنى المطلوب لتجاوز إختلال توازن القوى بين الظالم والمظلوم ولنا اليوم في معركة الفصائل الجهادية في فلسطين خير درس وعبرة فالقوى لا تقارن غير أن القوة الروحية الاسلامية الصحيحة هي التي ذللت فارق ذلك الاختلال لصالح المقاومة ومن قبل كان الامر ذاته في الجزائر واليوم في العراق وكلما أعتدي على مسلم .



    الحديث يعدد الحاجات الثلاث للقوة الروحية : الدعاء والسؤال والاستغفار :

    القوة الروحية معناها المبالغة في التذلل من لدن الضعيف في حضرة القوي إلى حد إستمطار رحمته وهو ما يتكفل به الدعاء وهي الالحاح في سؤال الحاجة كل حاجة من لدن المحتاج الفقير بحضرة الغني الكريم إلى حد إستمطار عطائه وهي إظهار الندم على كل تفريط من لدن المملوك في حق المالك ولي النعمة بسائر مظاهر الندم إلى حد إستمطار هبة العفو الرحمان وتجاوزه عن عبده فالقوة الروحية إذن هي قوة عاطفية قلبية باطنية داخلية تتغذى بالدعاء وبالسؤال وبالاستغفار وفي الان ذاته هي تعبر عن مدى العبودية والدينونة والافتقار من لدن العبد المملوك في حضرة سيده ومالكه وولي كل نعمه وسر تلك القوة الروحية الكفيلة بتعديل موازين القوى المنخرمة دوما لصالح العدو المحتل يكمن في كونه سبحانه يملك سائر أسباب النصر والسعادة للعالمين غير أنه لا يهبها سوى لعباده المعترفين به وبقوته الخاضعين لجبروته المقرين بضعفهم العاملين على تغذية قلوبهم بسؤاله ودعائه وإسترحامه كما يكمن سرها في كون القلب الذي هو قائد الجهاز البشري كلما كان موصولا بأصل قوته وخلقه كان مضيئا منيرا يسري النور في شرايينه والله سبحانه نور السماوات والارض لا يمد نوره سوى للقلب الموصول تماما كما هو الحال في الدنيا وأنوارها الاصطناعية .



    القوة الروحية سلاح فرطنا فيه كثيرا فهلا تداركنا وهل من خطة عملية لذلك ؟:

    لست أعني وما ينبغي لي أن التعويل على القوة الروحية كاف وأن التفريط في سائر القوى الاخرى بكل أنواعها مغفور كلما كان التركيز على القوة الروحية كبيرا أو مؤت أكله لا بل إن المنهج الاسلامي لا يرضى سوى التكامل والكمال والشمول والصدق والجماعة وكرامة الانسان ولكن أرى أن جهودا كثيرة طيبة في مجال إكتساب سائر القوى للامة رغم الخذلان الصهيوني والغربي عامة سوى أن ذلك لا يقابل منا جميعا بإستنبات قوة روحية تقوم على الصبر والانتصار واليقين والثقة والامل والشكر والتوحد والكرامة والجماعة والحرية وإكتساب القوة الروحية ليست مسؤولية فردية صرفة بل هي جماعية بالاساس ولولا ذلك لما فرضت صلاة الجماعة والجمعة وسائر العبادات الجماعية وإكتساب القوة الروحية ميسور لنا دوما رغم كل حالات الاحتلال والظلم والتشريد والتفقير والتجهيل وذلك من فضل الله سبحانه وكأنها رسالة إلينا مؤداها أن القوة المادية قد تعسر عليكم لظروف ماكرة من عدوكم أما تقصيركم في جنبي فليس له عذر وليس له من سعر سوى تأخر نصري وتوفيقي وسندي ومددي وتلك هي الحالقة .



    ـ صلاة الجماعة في المساجد وأحياء سنة الاعتكاف والقيام الجماعي المنتظم .

    ـ الالحاح في الدعاء والاخلاص فيه وصلاة الحاجة وقنوت النوازل وتجديد التوبة دوما.

    ـ ملازمة الذكر وخاصة التلاوة والتفكر والاذكار المأثورة في مظانها زمانا ومكانا وحالا .

    ـ الاقبال على مدارسة القرآن والسنة والسيرة فهما وتدبرا ووصلا بالواقع .

    ـ الاقبال على مدارسة التاريخ الانساني والاسلامي إلتقاطا للعبرة النافعة لمعركة اليوم .

    ـ تفعيل أطر التحابب والتهادي والتزاور والتناصح قولا وعملا بمقصد صنع المؤاخاة .

    ـ بناء الاسر الاسلامية الصالحة تمهيدا لتربية نشء صالح .

    ـ إعلان الشعائر وخاصة العبادات المعروفة والمناسبات المعلومة بحسب ما تسمح به الاعراف .

    ـ إنشاء المدارس القرآنية والاسلامية عامة من البيت إلى الحي وسائر البيئات الممكنة .

    ـ فهم المقصد الاسلامي من العبادات وسائر التكاليف والعكوف على سلامة القلب وحياته .

    ـ تعهد المحتاجين بإنتظام وقوة وإنشاء روابط الاغاثة لكل ملهوف ويتيم وضيف ومعسر وناكح .

    ـ صلة الرحم والجار وخاصة حال الخصام .
    ـ الحرص على غرس مكارم الشكر والصبر والحياء مع الله ومع الناس عمليا .

    ـ الانخراط في معركة الحياة ونبذ العزلة والصبر على لاواء الحياة صبرا جميلا .

    ـ إنتاج القدوات الاسلامية العملية رجالا ونساء وشبابا .

    ـ النهل من العلوم والمعارف بنجاح وتفوق في سائر التخصصات .

    ـ الانخراط في حركات الاصلاح والتغيير تسديدا للرأي وبذلا للمال وتعاونا مع الناس .



    فالخلاصة هي إذن أن الحديث يرشد إلى منابع القوة الروحية الكفيلة بحياة القلب وبتغذية سائر جوانب القوة الاخرى وتسديد سيرها تحصيلا وإنفاقا كما يرشد إلى أن مبنى القوة الروحية على الدعاء والسؤال والاستغفار وبخاصة في مظانها " إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا " وليس لنا سوى التعاون على بناء الاطر الكفيلة بتكسب القوة الروحية وتجديدها لاحداث التوازن في موازين القوى المنخرمة لصالح عدونا المحتل المحارب أو المنافق اللئيم ولايظنن أحد أشقته المادية الكافرة أن تأييد الله سبحانه لعباده الصادقين بالملائكة في حروبهم حكرا عليهم .

     
  2. #67
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة التاسعة والستون



    أخرج البخاري عن أبي هريرة أنه عليه السلام قال " قال تعالى : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشئ أحب إلى مما إفترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن إستعاذني لاعيذنه ".
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ



    من شواهده " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " و" إن الله يدافع عن الذين آمنوا"



    موضوعه : عقد الولاية مع الله هو السبيل إلى القوة التي لا تغلب والعزة التي لا تذل :

    هذا حديث قدسي يفتح فيه ربنا سبحانه أقصر وأضمن السبل إلى القوة التي لا تغلب والعزة التي لا تذل والغنى الذي لا يفقر غير أن الاختلاف عليه مازال يفعل فعله في عقول كثير من أبناء المسلمين اليوم وذلك بالنظر إلى تعبيره عن قوته سبحانه وكيف يمنحها عبده ووليه إذ أشكل ذلك على بعض الناس وليس أيسر على المرء من سبيل فهم المقصود من كل حديث فيعفي نفسه من عناء وضنك كان في غنى عنه فلكل شئ كما يقول المناطقة جوهر وعرض أو حقيقة ووعاء والحديث لا يزيد على تأكيد أن الله سبحانه يدافع عن وليه كما جاء القرآن بذلك كلما كان مستقيم الايمان والعمل محسنا يتحرى الاحسان في كل أمر وشئ إرضاء لربه سبحانه وهو دفاع لا حدود له حتى أنه يتحول به الولي إلى قوة لا تقهر في هذه الدنيا فإذا ما إنصرف الناس إلى الاغضاء عن رسالة الحديث بوضوحها وجلائها هذا وظلوا يتخاصمون حول سمع الله وبصره ويده كيف يستخدمها وليه فإن ذلك ليس مطلوبا منهم أبدا وليس ذلك مقصد الحديث .

    الحرب المشنونة منه سبحانه تستهدف صنفين من الناس : المرابون وأعداء أوليائه :

    لم يستخدم الوحي قرآنا وسنة كثيرا مصطلحات الحرب سيما حربا مشنونة منه سبحانه وذلك لان رحمته سبقت غضبه وصفات الرحمة أكثر من صفات الغضب حتى قال محققون منهم إبن القيم بفناء النار بخلاف الجنة وذلك في سوى موضعين أحدهما في القرآن " فأذنوا بحرب من الله ورسوله " ويقصد المرابين أما الموضع الثاني فهو في السنة في هذا الحديث والسبيل إلى فقه رسالة الاسلام هو السؤال لم إختار سبحانه إثمين فحسب من سائر الاثام فشن عليهما أقصى عقوبة وهي عقوبة الحرب المشنونة منه وهل يتصور واحد منا كيف أن مرابيا أو محاربا لاوليائه واقفا في ساحة وغى وخصمه هو الخلاق العظيم القوي ويكفي ذلك مبلغا من الاثم ولاشك أن في الامر سرا كبيرا لو خطونا خطوة لكنهه لتجلى لنا بأن الله يحابي في هذه الدنيا محاباة عدل وإحسان صنفين من عباده أولهما الفقراء والمساكين والضعفة الذين يتضورون جوعا أما الصنف الثاني فهم أولياؤه الذين جاوزا منطقتي الايمان والاسلام إلى الاحسان وهل جزاء الاحسان إلا الاحسان في حسابه سبحانه كما أن الوجه الاخر لذلك السر هو أن من عادة الدنيا أن يكون المرابون وأعداء أوليائه حزبا واحدا كحال فرعون الظالم السياسي وقارون الظالم الاقتصادي والسحرة قبل إسلامهم شعراء البلاط وكلهم مشاهد حية ضمن رقعة مسرح واحد وهذا اليوم جلي فتحالف رساميل السحت مع مغتصبي الحكم جسم واحدا ينخر كيان الامة .



    القرآن يعرف أولياء الله سبحانه : الذين آمنوا وكانوا يتقون :

    يرجى الرجوع إلى ما كتبه إبن تيمية وخلاصته أن ولاية الله سبحانه متوزعة على المؤمنين بحسب قربهم وبعدهم منه سبحانه وليس الاولياء كما وقر في العقول المشركة قديما وحديثا طبقة من العرافين والدجالين أو التقاة والعباد وأصحاب الاحوال المريبة والطرق البعيدة عن الكتاب والسنة وليس للتقوى حدود كما تعلم ولاشك أنه سبحانه أغير على وليه الاقرب إليه من وليه الابعد عنه وكذلك أعداؤه ينالون من وليه الاقرب إليه أكثر نيلا من الابعد عنه .



    لم يعادي الظالمون أولياء الله سبحانه ؟:

    لا يعادونهم سوى لان وجودهم وحركتهم يعملان على تحرير الناس وتكريمهم بكلمة الله سبحانه وبالعبودية له والافتقار إليه وهو الامر الذي لو إنداح بين الناس فإن مآله ثورتهم على طبقة الظالمين الذين عادة ما يكونون مغتصبين لحق الامة في الحكم وفي الثروة وفي تصريف أمرها حيث تريد وهي ذات القصة التي عكف عليها القرآن كما لم يعكف علىغيرها وهي قصة موسى فإذا عرفنا أن الاسلام جاء لتحرير العبيد من الارباب الكاذبة وتخليصهم لعبادة ربهم الحق سبحانه فإن الصدام حتمي بين أولياء الله وبين أعدائه وتلك هي قصة الوجود الانساني دوما من لدن آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الارض ومن عليها .



    ساحة المعركة بين الاولياء والاعداء يفصح عنها الحديث وهي : رسالة الانسان في الحياة :

    لو قرأت الحديث قراءة شاملة تصل فيها أوله بوسطه وآخره لادركت أن موضوع المعركة هي العبادة وخاصة المفروضة من صلاة وصيام وزكاة وحج وما إلى ذلك في سائر المجالات فالتقرب من لدن الولي إلى ربه سبحانه بالايمان والعبادة والاحسان من شأنه صرف وجهه ووجوه الناس من حوله عن الخضوع لظلم العدو المغتصب لسلطة السياسة أو الدين أو المال وعندها ليس للظالم من حيلة سوى صرف الولي ومن تبعه عن الدين الذي يصرف وجوه الناس عنه ويجرؤهم عليه بعد قليل وربما يطردونه شر طردة وبدون إدارته لتلك المعركة فإن عرشه إلى زوال ولو بعد حين ومن يأمن ثورة المستضعفين ضد المستكبرين لا تأتيكم إلا بغتة وهو الامر الذي فصله القرآن في قصة أصحاب الاخدود " وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله .." ولك أن تشفق على إيمان هؤلاء الذين يقولون اليوم وما شأن الايمان والعبادة بالمعركة بين الظالمين والاولياء ذلك مبلغهم من الايمان ومن العلم سواء بسواء وأولئك لا ينالهم من الاذى نائل .



    الطريق إلى تحرير الناس وتحرير الاوطان وإقامة العدل ونصرة الاسلام : الالتزام بالفرائض :

    لو أن الناس لم يزيدوا على الايمان والفرائض الاربعة المعروفة حسن فهم وحسن إقامة في جماعة ومداومة وإخلاص فإن سائر ما بقي من حياتهم تنصلح لا بل إن ذلك لكفيل بطرد سائر ما يخشون من حولهم ذلك أن أصول الاسلام هي عماد الحياة لو أقيمت عقلا وقلبا وجارجة وجماعة حق الاقامة فالطريق إلى النصر والقوة يقوم حتما محتوما على تلك الاعمدة وبذلك تفهم كيف أن الحرب اليوم مسلطة على الايمان في بعض جوانبه على صلاة الجماعة وخطب الجمعة وعلى مظاهر المسلم رجلا وأمرأة في اللباس ساتر العورة ولو تعرف كم يتربص الظالمون بالملايين المملينة التي تؤم المساجد في البردين و في رمضان سيما من الشباب ذكورا وإناثا ولو تعرف كم يتبرمون من شعيرة الحج ولو تعرف كم يربح المسلمون لو فعلوا تلك العبادات لضخ الروح في حياتهم ولو تعرف كيف يضيقون بالقرآن وحلاله وحرامه وكثير من آياته ومن السنة ومن الخلفاء الراشدين ومن كلمات الجهاد والقوة والجماعة والشورى والعدل ... لوتعرف كل ذلك ما فرطت أنا ولا أنت يوما واحدا في فرض مفروض " يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا ".



    الاحسان طريق القوة التي لا تقهر والعزة التي لاتذل والوحدة التي لا تفرق والعدل الذي لا يظلم:

    رجائي هو ذكرك للحديث مرة بعد مرة بتدبر لان فيه قوة لا تقاوم ومعاني لا تضاهى فما ذا عساه يكتب القلم ويخطر بالقلب يوم يقول الرحمان سبحانه لعبده بأن قوته وعزه وسائر أسباب سعادته متوقفة على إحسان عبادته له بإقتراف النوافل و النوافل ليست مقصورة على العبادات المعروفة فلكل عبادة نوافلها بدء من الايمان حتى إماطة الاذى عن الطريق ولكل شأن فريضته ونافلته لا يملك المرء سوى أن يبشر نفسه بذلك ويبشر غيره ويحض على الاحسان والنوافل وفعل الخير لانه بصريح منطوق الحديث الصحيح طريق إلى القوة بسائر مظاهرها وهل نحن اليوم بحاجة إلى اللبث طويلا في سفوح الذل ومهاوي الفقر ومرادي الظلم لا لقد طال المقام بنا هنا فلنرحل . الاحسان يجعلك تبصر بنور الله وتسمع بسمعه وتبطش بيده وتمشي برجله فكيف نتوانى ونتردد ؟ وليس معنى ذلك تحولا في تكويناتك البيولوجية فيمتد أمد بصرك وسمعك بأكثر مما هو معتاد منك ومن الناس ولكن معنى ذلك القدرة الفائقة على فقه الحياة بسائر وقائعها وفقه السبيل الاوفق للتعامل معها والقدرة على إكتساب أسباب القوة بسائر مظاهرها دون حصول قوة غير إنسانية في اليد ولا في الرجل ولكن القوة المقصودة قوة إنسانية مؤمنة عزيزة تحمي الضعيف المظلوم وتبطش بالظالم وهذا يتطلب علما ومعرفة وإجتماعا وحرية وعدلا وتسخيرا للارض وللفضاء .



    الولاية طريق النصر وحب الله طريق القوة وكلاهما طريق إلى أسباب العطاء وصرف البلاء:

    لابد لك من ذكر الاشعث الاغبر المدفوع بالابواب ذي الطمرين لو أقسم علىالله لابره حتى نفهم معا أن الولاية طريق النصر وأن حب الله طريق القوة وأن الولاية والحب طريق إلى أسباب العطاء وصرف أسباب البلاء والشقاء وشماتة الاعداء كما ورد في آخر الحديث .



    الخلاصة : على طلائع الامة المجاهدين في سبيل تحررها وعزتها ومجدها العلم بأن الطريق إلى كل ذلك وأكثر منه عددا وعدة هو الاخبات إلى ولي النعمة سبحانه بالاحسان زيادة في الايمان وتواضعا في الاسلام وذلك كفيل بصرف نفاذ عداوة الاعداء وكفيل بكسب القوة التي لا تقهر وهل يقدر عدو فضلا عن صديق على قهر قوة الله سبحانه وهو كفيل بجلب أسباب العطاء وصرف أسباب الشقاء والذلة . فهل نتأخر بعد اليوم عن الاحسان والعز على مرمى حجر؟

     
  3. #68
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة السبعون



    أخرج إبن ماجة والنسائي وأبوداود والحاكم عن إبن عمر أنه عليه السلام قال " من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن ".
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ



    من شواهده " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ..." و" وأسأل به خبيرا " وغيره كثير...



    موضوعه : العدوان على العلم بمختلف تخصصاته عدوان على الانسان دونه الضمان :

    لابد لنا لحسن فقه هذا الحديث سيما برسالته العامة المؤكدة من تنزيله في سياقه التاريخي أي قبل خمسة عشر قرنا وسياقه المكاني أي شبه الجزيرة العربية حيث تمتد كثبان الجبال الصخرية السوداء أو تنبطح الوهاد تعانق النجاد فلا يكاد يظفر الحاضر فضلا عن البادي بجرعة ماء تطامن من غلواء رمضائه ولا مجال لحديث يومها عن تخصصات علمية متقدمة بمثل ما هو عندنا اليوم فيجئ هذا الاعلان النبوي يومها نقلة نوعية في الوعي العلمي من جهة والفقه الانساني من جهة أخرى وهو وراء سائر النبوغات العلمية التي ظهرت من بعد على يد إبن سيناء وإبن النفيس وإبن الهيثم والرازي والقائمة طويلة لا تحصى بل لا دعني أهمس إليك بأن ذلك كان وراء التقدم العلمي الذي يرهب به اليوم الغرب أمتنا ويوظف هناك شر توظيف حينا لقتل البشرية وحينا لمساومتها على إرادتها وحريتها ولكن دعنا من هذا الان فلسنا بصدده .



    الدرس الاول : التخصص لا يقتصر على الطب بل يتعداه لسائر العلوم الكونية والاجتماعية :

    لا أظن أن أحمقا يتجرأ على القول بأن الحديث فرض التخصص في مجال الطب وليس ثمة ما يدعو سواء شرعا أو لغة أو عرفا إلى تعديته إلى سائر المجالات سواء كانت كونية أو إجتماعية لان ذلك ضرب من الحمق الطائش بل إن هذا الحديث لدليل ساطع باهر على ضرورة بناء وتشييد المعاهد والكليات والمدارس العلمية المتخصصة في سائر المناشط الانسانية بإعتبار أن الانسان هو غاية التشريع ووسيلته في الان ذاته وبإعتبار أن التطور العملي ضربة لازب على حركة الكون بحكم أن الباري سبحانه بناه وشيده على سنن الحركة والتغير والكدح التقدمي تنفيذا لارادته ومشيئته سبحانه وربما يعترض بعض الناس على أن التخصصات الكونية لابد فيها من التخصص لئلا يتعرض الناس إلى القتل العمد أو شبه العمد أو الخطأ أما العلوم الاجتماعية أو الانسانية إن شئت فإن التخصص فيها يلغي حرية الرأي والتفكير والواقع أن حالنا اليوم هو كذلك بالضبط والتحديد ولكن دعني قبل المرور إلى ذلك أذكر بأن التخصص المفروض هنا في هذا الحديث على سائر العلوم الكونية والاجتماعية بقصد تكريم الانسان لا قتله وتحريره لا إستعباده لا يقتصر على الناحية العلمية الفنية الاجرائية التقنية بل يتعداها إلى الجانب الاخلاقي أم أنك ترى أن الطبيب الماهر الشاطر الباهر في صنعته لا حرج عليه لا إستتباعا قانونيا ولا أخلاقيا لو غش المريض بأي صفة من صفات الغش وطرائقه المتعدده وهل تغني مواثيق الشرف في المجال الطبي وفي سائر المجالات لو داسها طبيب أو عالم آخر في أي مجال بقدميه فجنى على البشرية وماذا لو عمدت الدول الغنية بدفن نفاياتها الكيمائية في البلدان المحتلة الفقيرة طوعا أو كرها وماذا لو أحرقت التجارب النووية والاسلحة الجرثومية الفتاكة فدادين لا حصر لها من الاراضي الصالحة للزراعة في بلد يقتات على الزراعة لا بل ما ذا لو نكبت البشرية بما نكبت به ومازالت آثاره إلى اليوم في المواليد أي القنابل المسلطة على هيروشيما وناكازاكي في اليابان وماذا لو إستخدمت الاسلحة الكيميائية وقنابل النابالم لابادة عرق كالاكراد أو شعبا كالعراق أليس كل ذلك يدخل في نطاق التطبب وحذق مهنة الطب أو سائر العلوم التي ترجع بالفائدة أو بالضرر على الانسان أم أن التطبب عملية فنية علمية لا يعترف المجتمع الدولي بسوى تخصصها العلمي أما الاخلاقي فقضية شخصية بين الطبيب وبين نفسه أو ضميره أو ربه إن كان مؤمنا أو هواه إن كان ملحدا أرأيت معي كيف أن قضية التطبب أو التخصص العلمي في كل مجال كوني وإجتماعي لا يجب أن يقتصر على الجانب العلمي بل لابد له من الجانب الاخلاقي والان نمر إلى قضيتنا الاولى ومؤداها أن فرض التخصص على العلوم الاجتماعية ملغ لحرية الرأي فعلوم النفس والاجتماع والسياسة والفن والدين والاقتصاد والثقافة والتغيير وسائر ما يتعلق بالجوانب العاطفية والروحية والذوقية والمعنوية من الانسان مزدوج التركيب ليست حكرا على المتخصصين سيما أن مدارسها أكثر من أن تحصى ففيها إتجاهات وإجتهادات وكل محاولة لضبطها هو إلغاء بالنتيجة لحرية الرأي والحقيقة أن القضية نسبية بدرجة عالية غير أن لكل قضية نسبية حماية لها من الرجوع بالضرر على الانسان سيما في جوانبه الانسانية المعنوية لا المادية التي هو بها إنسان من فلسفة عامة تؤطرها وتضبط حدودها وتضع لها خطتها العامة ومشروعها الكبير وفي داخل تلك الفلسفة بخطتها ورؤيتها ونظرياتها ومشاريعها لا بد من التنوع والاجتهاد والاختلاف والتعدد أما خارجها فلا لان الانسان هو المختبر الذي سيخضع لسائر تلك الفحوصات والتجارب التي لا تقل خطورة في حالة الفشل والخطإ عن التجارب النووية لا بل هي أخطر لان النووي يقتل المادة من الانسان والارض والعمران أما النووي الروحي والنفسي والمعنوي عامة فهو يقتل القيم والمثل وأسس الانسانية في الانسان فيغدو وحشا كاسرا لا تليق به سوى الغابات والمجال كما ترى لا يتسع لتفصيل أكثر ولكن كثر الحديث منا جميعا اليوم على أن الدين مثلا وهو علم إجتماعي إنساني بوجه ما وبمعنى ما كعلوم النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد والتاريخ ما ينبغي أن تحتكر علومه الشرعية كأصول الدين وأصول الفقه وعلوم القرآن والحديث واللغة مثلا لطبقة من العلماء فهو كلا مباح يقول فيه كل قائل برأيه ولاحرج وهل يقبل ذلك حيال سائر العلوم الاجتماعية فضلا عن الكونية والمثال ذاته قسه على علوم النفس والاجتماع والتاريخ والاقتصاد والفلسفة والسياسة فكلها لابد لها من فلسفة عامة ونظرية واضحة المعالم لها خططها ومشاريعها وأهدافها ومهامها وضوابطها ووسائلها وعنوانها الاعظم الانسان والحرية والوحدة والاجتماع وقبل ذلك كله التوحيد ولابد ـ وليس لابأس فحسب ـ من تعدد سائر ما هو دون ذلك إلى حد التقابل لا التنافي والتضاد وهو تقابل تقتضيه سنة التعدد الكونية والاجتماعية ففي الدين مثلا لم يكن تعدد المدارس الاصولية عقيدة وفقها سوى عامل إثراء وتخصيب للفكر الاسلامي رغم التنافر أحيانا ولم يكن ذلك ليكون لولا وضوح الفلسفة العامة محل الاجماع وعلى ذلك النحو لابد لسائر العلوم والتخصصات العلمية والمعارف في المجالين الكوني والاجتماعي أن تسير وإلا إنقلبت داء وبيلا على الانسان في حين أن العلم شرف له وخادم



    الدرس الثاني : الضمان مسؤولية المجتمع بسائر مؤسساته تكريما للانسان وصونا لحياته :

    الضمان معناه أداء قيمة مالية مقدرة للضحية أو ولية مقابل الضرر الذي أصابه والضامن هو المتسبب في الضررأوعاقلته وهي اليوم رابطته التأمينية والضمان إجراء عادل تعمل به سائر التشريعات قبل الاسلام وبعد الاسلام إلى يومنا هذا غير أن حرص التشريع الاسلامي على حياة الانسان ومتقوماتها ومتعلقاتها بلغ شأوا كبيرا حتى عرف الفقه مسألة تضمين الصناع وهو مخالف للقياس ولكن تقتضيه مصلحة الناس وليس هنا مجال التفصيل في الامر وإذا كان المجتمع يومها ليس له مؤسسات علمية يتخرج منها الاطباء وسائر أهل الفنون والمهارات سوى عبر التجربة والدربة فإن الحديث إكتفى بالاشارة إلى الضمان وليس من عادة مجتمع السماح لمتطبب لم يعلم عنه طب ثم غرم بالضمان بالعودة إلى سالف عهده أما اليوم فإن المجتمع مسؤول عن تخريج ما يحتاج من العلماء في شتى المعارف الكونية والاجتماعية عبر العلوم في المؤسسات المرصودة لذلك ثم إخضاع أولئك لفترة تجربة تصقل فيها مهاراته عمليا وهو معمول به خاصة في مجال الطب ثم لو حصل خطأ من لدن ذلك الطبيب أو العالم فإنه معرض لدفع الضمان وربما لعقوبات أخرى تصل حد الحبس والتغريم وربما التجميد والفصل وكل ذلك هو عين ما شدد عليه النبي الاكرم عليه السلام إقتضاء كما يقول العلماء غير أنه يجب أن يعلم من الجميع أنه عليه السلام لم يفعل ذلك سوى تكريما للانسان وتحريرا له . كما أن الضمان هنا قد يصل إلى حد دية شبه العمد أو الخطأ فإذا كان المجتمع غير غافل عن مسؤوليته فإن له أن يعتبر الضرر الناتج عن سوء الخلق من لدن الطبيب أو العالم بصفة عامة عنصرا قارا في كل قضية .



    مثال حي معاصر عن عدم تحمل المجتمع لمسؤوليته في قضية الطب النفسي :

    الامثلة كثيرة ولكن لامجال الان لسوى واحدة منها فحسب وهي منتشرة اليوم في سائر مجتمعاتنا العربية والاسلامية وهي المسؤولة عن تكريس التخلف العلمي والانحطاط النفسي والفرار إلى مجاهيل القرون المظلمة وإفراز طبقة من الدجالين وأدعياء العقلانية مستفيدة من سحتها وهي ما يسمى اليوم بالعيادات القرآنية أو النفسية وكثير منها تحت الارض وكثير منها فوق الارض وكثير منها بإسم القانون وكثير منها برعاية العقلانيين التقدميين من الحكام وملئهم وحاشيتهم وكثير منها بل ألاغلب إن لم تكن كلها تخاصم الاسلام في أسمى رسائله وأخص خصائصه وهو قدرته العجيبة عبر الايمان الصحيح السليم الحي على صيانة الانسان في كل أحواله من سائر الامراض النفسية سواء التي يسببها الجن أو الانس أو الفقر أو الظلم وأغلب تلك المصحات والعيادات تنخر جسما إسلاميا بالكاد يتماثل للشفاء عبر ثقافة الغش والدجل والكذب والناكية الناكية أن ذلك يتم بإسم القرآن والسنة وبإسم القانون والتقدم والتحضر وبإشراف الدولة الحديثة العقلانية التقدمية التي قامت مشروعيتها على الديمقراطية وحقوق الانسان والحضارة والمدنية وتحرير فلسطين وتحقيق الوحدة العربية فأبشر أيها المواطن العربي لقد أنجزت الدولة الحديثة سائر ما وعدت به وهي اليوم تقاوم الامراض النفسية المتفاقمة جراء السعادة التي تزكم الانوف بالقرآن والسنة حينا وحينا آخر بتجفيف منابع الهوية العربية والاسلامية . بلى فأبشر بالعمى .



    الخلاصة : المجتمع بأسره مسؤول عن مراقبة نتائج العلوم بشتى أنواعها ومراقبة إستخداماتها ومسؤول قبل ذلك عن تشييد المؤسسات والمناخات العلمية الكفيلة بإسعاد الانسان تكريما وتحريرا وعن فرض عقوبة الضمان وغيرها ضد كل عابث عبثا أخلاقيا أو علميا بصحة الانسان سواء النفسية أو البدنية أو الروحية والعاطفية والذوقية والعقلية ومسؤول عن حسن إدارة التعدد العلمي والفكري سيما المعارف الاجتماعية ضمانا لتماسك هوية الانسان ونبذ سائر مظاهر التيه والضياع عنه .

     
  4. #69
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الواحدة والسبعون

    أخرج أحمد عن إبن عوف أنه عليه السلام قال " شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام فما أحب أن لي حمر النعم وأني أنكثه ".
    ــــــــــــــــــــــــ



    من شواهده " وتعاونوا على البر والتقوى ..." و" إفعلوا الخير .." ولتكن منكم أمة يدعون ..."



    موضوعه : بناء تحالفات العدل والتحرر مهمة الانسان مؤمنا مع كافر فالظلم عدو كل إنسان :

    دعني قبل الخوض في يم هذا الحديث العظيم وكل حديثه عليه السلام عظيم أسرد سائر رواياته الاخرى فمنها ما رواه إبن عباس أنه عليه السلام قال " كل حلف كان في الجاهلية لم يزده الاسلام إلا شدة أو حدة " وعند إبن هشام أنه عليه السلام قال " لقد شهدت في دار عبد الله إبن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو أدعى به في الاسلام لاجبت ".

    ثم تعال معي الان نقف على أسباب حلف الفضول : إجتمع بنو هاشم وبنو عبدالمطلب وبنو أسد وبنوزهرة وبنو تيم في دار إبن جدعان وكان معهم محمد عليه السلام لايزال غلاما فتعاهدوا وتعاقدوا على ألا يدعو مظلوما في مكة أو وافدا إليها إلا إنتصفوا له من ظالمه وسمت قريش ذلك الحدث حلف الفضول لانه ينمي فضائل الخلق بين الناس وسببه أن رجلا من زبيد قدم مكة ببضاعة فأشتراها منه العاصي بن وائل وهو ذو قدر وشرف فحبس عنه حقه فصاح المظلوم وأنشد شعرا وتداعى الناس إلى نصرته وكان ذلك في الشهر الحرام ذي القعدة ومعلوم أن إبن جدعان مستضيف قمة حلف الفضول مشرك سألت عنه عائشة فيما أخرج مسلم عنها أنها قالت " إبن جدعان كان يطعم الطعام ويقري الضيف فهل ينفعه ذلك يوم القيامة " فقال عليه السلام " لا إنه لم يقل يوما رب إغفر لي خطيئتي يوم الدين ".وسمي حلف المطيبين لان أصحابه كانوا يتمضخون بالطيب وحمر النعم هي الابل أغلى ما يملك الناس يومها ويومنا.



    الدرس الاول من الحديث : رسالة الاسلام هي بسط العدل بين الناس أجمعين مؤمنهم وكافرهم:

    لامندوحة لي ولك سوى التأني في تدبر هذا الحديث الذي لا يلقى اليوم بين المسلمين الزاعمين بذل الحياة رخيصة للتمسك بالسنة سوى الاهمال أما أولئك الذين لا يهملونه فإن مرجعية بناء التحالفات البشرية العاملة لبسط العدل والحق والحرية وسائر شمائل الخير وفضائل الخلق ليست هي هذا الحديث وأضرابه وقبل ذلك ليس هو القرآن الذي خصص لقيم العدل والحق والتحرر وتكريم الانسان مخه ولبه ويمه وعظمه الذي يقوم عليه وأنت تعلم أن المرجعية اليوم هي مواثيق حقوق الانسان في أمريكا وفرنسا وليس هذا منكور بل هو مطلوب إذ العبرة بالنتيجة وهي أن الناس يتحالفون متعاونين من أجل قيم الحق والعدل والحرية وكرامة الانسان والاوطان ولكن بالنسبة للمسلم الملتزم فكرا وسلوكا فإن في ما ورد في كتاب ربه وسنة حبيبه عليه السلام لما يغني عن كل تلك المواثيق وزيادة وهي زيادة تاريخية أي زيادة السبق التاريخي قولا وعملا وزيادة الاحكام الذي بلغ تمامه وكماله تساوقا مع فطرة الانسان وثوابت الحياة المستقيمة ومرونة تستجيب لسائر تغيرات الزمان والمكان والعرف والحال ولقد مرت علينا عقود الستينات والسبعينات من القرن الميلادي المنصرم ونحن لا نرى في الاسلام سوى دينا يأمر بالصلاة وهمهمات من الذكر لا تتقدم الحياة بها ولا تتأخر كلما كان الناس لا يرون في الاسلام ثورة إصلاحية شاملة كاملة متكاملة تعمل على تغيير حال الانسان روحا وعقلا وبدنا ونفسا وعاطفة وذوقا وفردا وأسرة ومجتمعا إنسانيا كاملا وفي المقابل كنا نرى أن الشيوعية وسائر النظريات اليسارية المادية بعضها ملحد وبعضها أقرب إلى الالحاد منه إلى الايمان مشاريع في التحرر ولسنا نعدم جهود الناس غير المسلمين ولا نهون من كفاحاتهم وما ينبغي لنا سيما أن كثيرا منهم برهن بالفعل والتضحية على أن إنخراطه في التحرير الوطني والقومي تساوي جهود آلاف مؤلفة من المسلمين الغافلين أو المغفلين أو مسلوبي الارادة ولكننا لن نزال نعتقد بأن رسالة التحرير للانسان وللاوطان لابد لها من فلسفة تحتضنها وتحميها من سائر ما يتعرض للثورات الاصلاحية بعد نجاحها فيقلب لها ظهر المجن أي الخلافات الداخلية كما تحميها من التساقط على قارعة طريق الاصلاح وليست تلك الفلسفة التحريرية مشيدة بتمامها وكمالها في سائر الجوانب سوى في الاسلام وهي فلسفة مجربة وآثارها مازالت بادية في الاطلال وفي الافاق وفي الانفس رغم العوادي الكبيرة المتعاقبة على تلك الاثار وهي فلسفة إسلامية في التحرير كما يبين الحديث الكريم لا تحتكر التحرير بل تشترك فيه بالقول وبالعمل وبالتقدم وبالبذل وبالتضحية وبالتآخي الانساني والتعاون البشري مع كل حر في هذه الدنيا لصالح الانتصاف من كل ظالم ولو كان مسلما قحا عابدا متبتلا يهدي به الله الملايين المملينة وترد المظالم لاهلها كائنا من كانوا ولو كانوا ملحدين فضلا عن كتابيين وليس من شرط تضعه تلك النظرية الاسلامية التحريرية في تعاونها مع كل حر فوق هذه الارض سوى : نبذ الظلم مهما كان منبعه ورد المظلمة مهما كان صاحبها ولن يزال القرآن الكريم خالدا مخلدا صالحا لاستئناف الحياة التحريرية للناس أجمعين كلما كان يحوي بين أضلعه في سورة النساء قصة اليهودي المظلوم في درع .



    الدرس الثاني من الحديث : نحن اليوم ندعى لالاف من أحلاف التحرير فهلا لبينا ؟:

    ليس ثمة أصرح من هذا النداء النبوي وهو يقول "كل حلف في الجاهلية لم يزده الاسلام إلا شدة" لا بل ليس ثمة أصرح منه وهو ينادي المسلمين في كل زمان وكل مكان وفي حالي الضعف والقوة سواء بسواء " لو دعيت في الاسلام لمثله لاجبت " وهاهو دعا إلى مثله في دستور المدينة وهاهو يعلم الناس أجمعين دروسا في الوفاء بالعهد تنقطع دونها الرقاب " من آذى ذميا فقد آذاني" و" من قتل ذميا لم يشم رائحة الجنة " و" أوفوا بالعقود " و" أن تؤدواالامانات إلى أهلها"

    وفي التاريخ الحديث يجب أن يسجل لحركة النهضة التونسية سبق تجديد الثقافة الاسلامية البيضاء الناصعة المسؤولة عن غرس معاني الوطنية والتعاون والتضامن والمشاركة والحرية والديمقراطية وكرامة الانسان وذلك عبر سعيها لضم سائر فصائل التغيير في البلاد قبل ثلاثة عقود ومنذ نعومة أظافرها وهي ثقافة بسطت معاني العمل الوطني المشترك فتحالف الاسلامي مع الشيوعي مع القومي وجلسوا جميعا لسنوات طويلة حول مائدة الحوار والتشاور فماذا كان رد الفصائل الاسلامية العربية التي لم تتعود هذا الضرب من العمل السياسي ؟ سوى التجهم والنبذ مع الاسف الشديد . ومما يثلج الصدر حقا أن سائر تلك الفصائل تبنت سائر تلك الثقافة المستهجنة منها قبل عقود وتنافح عنها ولكن دون رد الفضل لاهله وليس يدري الانسان هل كان ذلك من موقع الاختيار المتأخر أو من موقع الاضطرار الذي فرضته الاحوال الكونية وفي كل خير .



    الدرس الثالث من الحديث : الانخراط من لدن المسلمين في أحلاف الحرية خير إنتصار للدعوة:

    تلك هي من أولى قواعد فقه الحياة من لدن المسلمين أجمعين أي مشاركة الناس مهما كانوا موغلين في الالحاد والكفر إلا الظلم في سائر مناشطهم الاجتماعية العامة سيما أن معظمهالا يتعارض مع الاسلام الذي جاء بكليات عامة ومقاصد كلية في الشأن العام .. تلك هي من أولى قواعد فقه الحياة من لدن المسلمين حال قوتهم وعزتهم فهي يوم ضعفهم وتعرضهم للظلم أولى وأحرى وهو الامر الذي يتضمنه حديث السفينة الذي مر بنا أما القاعدة الثانية فهي أن الاسلام لا أمل له في الانتصار على الظلم الذي يتعرض له سوى بالدعوة التي هي فريضة من فرائضه بل هي مقصد فرائضه الاولى فالصلاة بشعائرها المعلنة عبر المصادح والاحتفالات نداء دعوة والصيام كذلك والزكاة التي يعطى ثمنها للمؤلفة قلوبهم من غير المسلمين وجزء من الاسباع الاخرى للكفار غير المحاربين مصلحة مقدرة تخدم ذات الرسالة الدعوية أما فريضة الحج فكلها متمحضة للدعوة كماتعلم أما الفكرة الخاطئة المسؤولة عن وهدتنا اليوم وهي أن الدعوة نمكن لها يوم قوتنا أم يوم ضعفنا فلا أحد يسمعها فهي فكرة منحطة أو خبيثة وليس كأنخراط المسلمين اليوم في سائر أحلاف الحق والحرية والعدل وكرامة الانسان وتوحيد الناس ومقاومة الاحتلال عملا ينصر الدعوة فينتصر به الاسلام ويوما بعد يوم تتغير الموازين بإذنه سبحانه .



    الدرس الرابع من الحديث : أمثلة حية معاصرة عملية للاشتراك في أحلاف البر والتقوى :

    ـ الاحزاب السياسية والنقابات العمالية والمهنية والجمعيات الحقوقية والاغاثية والانسانية

    ـ المنابر الثقافية والمراكز الفكرية ودور النشر والتأليف والترجمة

    ـ الاعلام بسائر مظاهره وخاصة الفضائي منه لعظمة تأثيره العابر للقارات والمشكل للعقول.

    ـ الجمعيات النسائية بسائر تخصصاتها والمنظمات الشبابية وجمعيات الطفولة

    ـ مراكز الحوار الدينى والحضاري والسياسي التي تنفتح على كل إنسان ودين وملة ونحلة .



    الدرس الخامس : على الوسطية الاسلامية المعاصرة التميز الواعي ضمن الفسيفساء الاسلامية:

    هذا درس مهم جدا لحياتنا الاسلامية الاصلاحية المعاصرة لولا أن المجال ضاق به وهو ناطق بأن النبي الاكرم عليه السلام من لا ينطق عن الهوى يسطر نهج التغيير الاصلاحي الاسلامي لكل زمان ومكان وإنسان وحال وينتصر للمنهج الوسطي الاسلامي دون الحاجة إلى تكفير سائر مكونات الفسيفساء الاسلامية كما يروج لذلك المغالون فينا أو المبطلون والجاهلون من غيرنا وكذلك دون الحاجة إلى إسبال رداء المشروعية على نظم وحكومات ودول عربية وغير عربية لم تقم سوى على سحق الحريات وقتل الانسان بناء الرحمان سبحانه وليس على تيار الوسطية الاسلامية المعاصرة سوى التمسك بذلك الخيط الرقيق الفاصل بين كلا الغلوين الانفين وتحقيق تميزها النبوي عبر الجهاد المدني السلمي الديمقراطي ضد الحكم المستبد عندنا وعبر الجهاد العسكري ضد الاحتلال أينما أينعت جرثومته وعبر معارضة تيار التكفير والغضب فينا الاخذ للناس الامنين ولو كانوا ملحدين وكفارا بجرائر حكامهم وعبر مد يد التعاون والتضامن لسائر الناس طرا إنشاء لتحالفات البر والتقوى معهم وحشد الدعم لها والمراهنة على الاخلاص والمثابرة والفقه الواعي والصبر لتغيير موازين القوى لصالح قوى الخير والبر والمعروف .



    الخلاصة : حال الاسلام اليوم تتطلب أول ما تتطلب منا جميعا دون أدنى إستثناء الاشتراك في سائر أحلاف الحق والعدل والحرية تعاونا مع المظلومين من كل ملة وإنتصارا لهم من كل نحلة وقمعا للظلم من كل دين وعرق ولون ولغة وحسب ونسب وذلك هو سبيل إندياح الدعوة للعالمين.

     
  5. #70
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الثانية والسبعون



    أخرج أحمد عن بن شهاب أنه عليه السلام قال " دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب قالوا وكيف قال مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب إليه شيئا فقالوا لاحدهما قرب فقال ليس لي عندي شئ أقرب قالوا قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار وقالوا للاخر قرب فقال ما كنت لاقرب شيئا لاحد دون الله فضربوا عنقه فدخل الجنة ".
    ـــــــــــــــــــــــ



    موضوعه : التوحيد بوصلة الحياة والبوصلة رائد لا يكذب أهله والتوحيد لا يقبل الغش ولو بذرة:

    هذا حديث عجيب لا يصنف ضمن الاحاديث المفزعة التي تملا الجوف خوفا والفؤاد وجلا وقد مر بنا بعض منها ولكن يصنف ضمن الاحاديث الجالبة للسعادة وكل كلامه عليه السلام سعادة فتملا القلب حبا وتغمر المهجة عزا فإذا لمست في نفسك منه شيئا من مثل قولك ولم كل هذا التضييق ولم يدخل الرجل النار في ذبابة أو بعوضة ولم لا ينسحب على التوحيد والايمان والاعتقاد ما ينسحب على سائر التكاليف الاخرى أي لاحرج على المقل غير المكثر الطائف باللمم غير الجشع النهم أو العبرة بحصيلة الميزان النهائية عند الموت أو لم يدخل الناس النار في حشرة صغيرة لايلقى لها اليوم بالا سوى بالطرد والقتل لكثرة نقلها للجراثيم والحال أن مقرب الذبابة لم يكن يخطر بباله أن التوحيد مفرط الحساسية إلى هذا الحد سيما أنه لم يجلب لغيره ضرا مطلقا أليس هذا تحكم وتعسف وورود لتكليف غير مفهوم ولا مبرهن ولا تكنه العقول سره ؟ ... لو لمست في نفسك من ذلك شيئا وأعوذ بالله أن أجد وتجد منه فليس علي وعليك سوى إعادة تفكيك الاسلام لفقه نظامه الداخلي الخاص به ولفهم رسالته في سائر مستوياتها تقدما وتأخرا ثم إعادة تركيبه تماما كما نفعل مع المعادلات الرياضية المركبة المساعدة على فهم المشكلة أو مع الالات حتى لا نتسبب في التحكم فيها على نحو تأباه وفق ما صممت له فالاسلام ليس سوى تصميما رحمانيا معقولا تجد العقول فيه ما يلبي أشواقها .

    ولعلك تلاحظ معي مرة أخرى أنه عليه السلام لم يشر لا من بعيد ولا من قريب إلى الملابسات الزمانية والمكانية وسائر مكونات المشهد الذي يصفه لاصحابه ولا هم واحد منهم بالسؤال عن شئ من ذلك فكلهم وعى درسه جيدا : القصة لا تساق دوما سوى لالتقاط العبرة وما عدا ذلك مشوشات عقلية لو إهتم به الاريب الحصيف وهي الطفيليات المغتصبة لرحيق النبتة لو إهتم بها من ليس له من الاربة والحصافة سوى ما للحمار وذات الدرس ما ينبغي لنا سوى وعيه لعلنا نكون على ذات الدرب الذي قادهم لما سلكوه إلى الفتوحات العقلية والارضية.



    ليس كالقرآن الكريم معينا صافيا لذيذا يغرس في وفيك خالص التوحيد ويجدده :

    القرآن الكريم كتاب توحيد بالدرجة الاولى وهو أكبر محاوره وهومحور توسل إليه الوحي بالقصة أولا ثم بالكون ثانيا ثم بالمثل ثالثا وكلها محاور إن شئت قلت مستقلة وهي كذلك وإن شئت قلت خادمة للمحور القرآني الاكبر وهو التوحيد وهو أيضا صحيح وهو المنهج الذي عليك إنتهاجه لغرس التوحيد فيك فإن كان فيك فيصلح ذات المنهج لتجديد التوحيد فيك وهاك أمثلة ولكن دعني قبل ذلك أذكرك بأمر كبير هنا وهو أن جل القصص التوحيدي في القرآني لم يكن بطله سوى شيخ الانبياء وجد المرسلين إبراهيم عليه السلام ولك أن تعرف لم ذلك ؟ والجواب هو أن الاسلام لما جاء وجد فرقا ثلاثا تدعي التوحيد الابراهيمي واحدة منها تستخدم ذلك للاستكبار والاستنقاص من الامم الاخرى الذين يسمونهم إهانة " أميين " " ليس علينا في الاميين سبيل " والفرق الثلاثة هي اليهود والنصارى والمشركين فأما اليهود فلفرط تعمق عقدة الاستكبار فيهم فإنهم يمسكون بمونوبول التدين الابراهيمي ويخضعون الناس من دونهم إلى الاعتراف لهم بذلك وهو الاستكبار الديني الذي جاء الاسلام لمحاربته تماما كما يحارب الاستكبار المالي والسياسي وأما النصارى فينتسبون إلى إبراهيم ولكن بروح تغلب عليها المسالمة وأما المشركون فيفعلون ذلك كذلك وتمنعهم بيئاتهم وظروفهم عن مضارعة الاستكبار اليهودي والموادعة النصرانية ومعلوم أن اليهود أقرب إلى إبراهيم من الفرقتين غير أن التوحيد الحق الخالص لا يحتمل أدنىتزوير وغش ولو كان بمقدار ذبابة أو بعوضة فجاء الاسلام به نقيا صافيا وإنتصر للمسلمين الجدد ونسبهم إلى التوحيد الابراهيمي وهي رسالة مازالت ولن تزال محل خصومة بين كل تلك الفرق الاسلامية واليهودية والنصرانية والشركية إلى قيام الساعة :

    ــ إبراهيم والنمرود " ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه ..." في البقرة .

    ــ صاحب الحمار " أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ..." في البقرة .

    ــ إبراهيم وإحياء الموتى " وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ..." في البقرة .

    ــ موسى ورؤية الله " رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن أنظر إلى الجبل ..." .في الانعام.

    ــ مثل الذبابة " إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو إجتمعوا له ...".في الحج.

    علىأن شرطا لابد منه لنجاعة البلسم القرآني ضد سائر أنواع الشرك كبيره وصغيره وهو: كسبك للتوحيد الصافي الخالص الموجه لبوصلة حياتك في خط مستقيم لا يتأتى سوىبالنظر العقلي من لدنك والقرآن لايزيد على تذكيرك بذلك ودفعك إليك ومن ثم تنداح في روحك أنوار التوحيد .



    ماهوالسر في حساسية التوحيد حتى أنه لايقبل الغش أو التقصير بمقدار ذبابة أو بعوضة ؟:

    هذا سؤال لابد لك منه والجواب يهديه لك حبيبك عليه السلام بالمجان وذلك فيما أخرجه الترمذي عن الحارث الاشعري في حديث طويل لن نقتطف منه سوى ما نحن بصدده الان حيث قال عليه السلام " ...فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل إشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق وقال له هذه داري وهذا عملي فأعمل وأد إلي فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك ..." ودونما الحاجة لاي تعليق من أي أحد فإن ذلك التعليل النبوي كاف بجعل عبادة التوحيد دون سائر العبادات حتى الصلاة ذات حساسية مفرطة لا تقبل التهاون مطلقا .



    التوحيد بوصلة الحياة الهادية أو مجال الجاذبية والشرك تيه وضياع وفرار إلى الخطر المجهول:

    ألست إذا سافرت تحمل معك زادا وبوصلة ؟ ماالذي يهدي الطائرات والبواخر في الجوو البحر؟ ماالذي يهدي المركبات الفضائية الواطئة لاديم القمر والمريخ خاصة بعد مفارقتها لجاذبية الارض؟ ماالذي يجعل التفاحة كما لاحظ نيوتن تسقط إلى أصلها أي الارض ولاتواصل رحلتها في الهواء؟ بقدر فقهك لذلك علميا يكون التوحيد فيك خالصا كالابريز صالحا كالماء الزلال لذيذا كالعسل المصفى أي أن لكل شئ بوصلة هادية وجينات تميز الهوية ومنها بصمة البنان مثلا وأصل إما أن يفيئ إليه أو يضيع والتوحيد هو بوصلة الانسان وجينات هويته وأصله المفطور عليه. وحتى نتعرف على قيمة التوحيد لابد لنا من معرفة ضده وبضدها تتميز الاشياء وهو الشرك وخاصة الاكبر المخرج من الملة رغم أن الشرك هو الشرك حتى لو كان خائنة عين يسرقها منك شيطان عدو وتمعن معي جيدا في مصير المشرك وهو مصير دنيوي وليس أخروي لان المصير الاخروي هو النار وذلك في قوله في سورة الحج " ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق " والسماء هي كل ما سما عنك كجبل شاهق مثلا والخار لا يخر بمحض إرادته ولكن يخر بفعل خارجي ولو كان دورانا ألم برأسه أفقده وعيه ولا يسمح له بالوقوع على الارض ولو جثة هامدة بل لابد له من ملاقاة مصير الضياع الكامل والتيه الذي لا يعرف له مستقر ولو تجمعت سائر شرط الانتربول بإنسها وجنها والطير لاتخطفه سوى لتضعه في حواصلها والريح الموارة الدوارة في الاجواء العالية تهوي به لا إلى مكان سحيق بل فيه فهل من أمل في العثور على هذا الخار سواء وقع في حواصل الطير أو إلتهمته المرادي السحيقة ؟ والمشرك ولو بذبابة يأكل ويشرب ويعيش وربما يحكم ويوجه الثقافة ولكنه في الحساب الحقيقي لا المزيف الذي نتعامل به نحن اليوم في عداد المفقودين الذين لاأمل في العثور عليهم ولو جثثا هامدة لا بل ولا ريحا يغشى الانوف لا بل ولا ذكرى تعز علىحبيب . فهل سمعت يوما أن مركبة فضائية فارقت الجاذبية الارضية ثم تاهت فلم تلتقطها شاشات الرادار وطأت أديم القمر أو عثر على حطامها في الارض ؟ ذلك هو مثل المشرك.



    الخلاصة : بلى لك إن شقى عليك هواك يوما أو طغى الشيطان فيك ليلة أن تعصيه سبحانه بإقتراف ذنب كبرت ماكبرت جريرت أو بالتهاون في فريضة وليس لاحد أن يوئسك من رحمة الرحمان سبحانه غير أنه عليك أن تكون متربعا على قمة عرش الاعتقاد بأن من مات به سبحانه مشركا ولو بمقدرا ذبابة أو بعوضة ... فقد ضاع ضياعا لا وجود بعده في الدنيا ... ويوم القيامة يخلد المشرك في النار . عليك بالتوحيد الصافي الخالص من القرآن إتباعا لما يوجهك إليه من النظر وعليك بتجديده بذات النظر وذات القرآن فإن مت عليه فلا خوف عليك ولا كرب بلغت ما بلغت ذنوبك ولست أهون كبائرها ولكن أحملك على إحسان المادة الكفيلة بنجاتك وبغرقك وهي مادة التوحيد فإن فزت فيها فأنت الفائز وأن كانت الاخرى كانت الاخرى جزاء وفاقا.

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 14 من 21 الأولىالأولى ... 4 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك