+ الرد على الموضوع
صفحة 16 من 21 الأولىالأولى ... 6 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 الأخيرةالأخيرة
النتائج 76 إلى 80 من 105
  1. #76
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الثامنة والسبعون



    أخرج أحمد والطبراني والبيهقي عن أبي أمامة والنسائي عن طارق إبن شهاب وإبن ماجة عن أبي أمامة وعن أبي سعيد أنه عليه السلام قال " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر".
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ



    شواهده سائر أيات الجهاد والامر بالمعروف والدعوة إلى الخير ...



    موضوعه : الكلمة هي إستراتيجية التغيير الاسلامي ومفتاح مشروع الاصلاح ولب رؤيته :

    ما ينبغي علينا أن نتعامى عن صيغة المبالغة والمفاضلة " أفضل " كما لاينبغي علينا غض الطرف عن الامر الموصوف هنا بهما معا مبالغة ومفاضلة ويكفي قول محمد عليه السلام فيه "رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد " في حديث معاذ السائل عن الطريق إلى الجنة . فكل شئ هنا في مبتدإ الحديث لا يرضى بغير مقام الذروة والافضلية المطلقة وهو مبتدأ جملة إسمية من شأنها تقرير الحقائق الكلية العظمى لا تقبل عليها ناسخا ينصب خبرها بعد رفع والرفع أقوى مقامات القول في مثل قول إبراهيم عليه السلام ردا على سلام الملائكة التي حيته ب" سلاما " فقال " سلام " كما لا تقبل ناسخا ينصب مبتدأها . فإذا جمعت الان عندك ثلاثة أركان من القوة في فاتحة الحديث وهي الجملة الاسمية و صيغة أفعل للمبالغة والمفاضلة وذروة الاسلام فإنك ستفاجأ مباشرة بأن المخبر عنه بسائر تلك القوى الثلاث ليس هو سوى كلمة حق عند سلطان جائر ولك الان أن تطرح سؤالا كبيرا آن أوانه : هل تتوفر الكلمة حقا على كل تلك القوى بما يبوؤها ذروة الذروة في إستراتيجية التغيير الاسلامي وكيف يكون لكلمة مستضعفة تنهشها أسياف بتارة من صوب دولة ظالمة جائرة وحدب قوى لائكية مسنودة بالعسكر والمال والاعلام الساحر أن تكون مفتاح مشروع الاصلاح الاسلامي لا بل كيف يختصر الحديث أخطر المحاور التي تسيل لعاب الاقلام اليوم ونواهل الرماح الصارمة وهي محور التغيير والاصلاح في كلمة واحدة هي كلمة حق ؟ وإذا سلمنا بذلك فكيف ذلك ؟ الاسئلة لا تتناهي من هذا العجب العجاب الذي يعلن به الحديث ومنها ماهي كلمة الحق المقصودة هنا ولعل أخطر الاسئلة طرا التي لا قبل لنا اليوم بالتصدي لها حسن جواب هي : أنى لكلمة حق كانت كفيلة بالامس بأن تصيخ لها الاسماع بحكم قلة عدد الناس وعدم إزدحام وسائل الاعلام وبساطة الحياة أن تشق لها اليوم طريقا في لجج من الاكتظاظ والازدحام لا بل في ظلمات من القمع والمنع والقهر لاحدود لها وأي أثير يفسح لها اليوم مجالا وثورة الاتصالات تعصف بالكون بأسره أو باختصار شديد هل يغني حقا اليوم في عصر العولمة الجارفة العابرة للانسان المقتحمة للبيوت في قفار البوادي أن نعول على كلمة حق أساسا أوليا جامعا لاستراتيجية التغيير ومشروع الاصلاح ؟



    الدرس الاول : رسالة الجهاد واحدة لا تتغير : تحرير إرادة الانسان في إختيار لون حياته :

    أزعم أن الذي يشغب أكثر على تلك الرسالة بسوء الفهم وسوء التنزيل هم نحن قبل أعداء الاسلام ولست أبرؤهم ولكن النقد الذاتي الذي سماه القرآن توبة وأوبة وفيئا وحسابا مطلوب لتصحيح مسارنا ولالغاء كل فرصة من فرص التدخل الخارجي في شؤوننا بإسم الاصلاح أو الحد من آثارها على الاقل . الادلة من القرآن والسنة أكثر من أن تحصى على أن رسالة الجهاد بسائر أنواعه لا تبغي سوى تحرير إرادة الانسان مطلقا من الخضوع لهذا أو ذاك تحت ذهب المعتز أو سيف الحجاج كما يقولون في صياغة لون حياته دينا وعقيدة ومذهبا وتفكيرا والاسلام إعترف بالاديان السماوية إعتراف وجود لا إعتراف شرعية ورتب على ذلك الاعتراف أواصر وتشريعات تصل إلى حد إجازة التناكح بينها ومن ثم التوارث وإمكانيات الحوار والتعايش وعبر التاريخ الطويل لم يجد اليهود مرفأ آمنا هربا من ظلم الرومان سوى في الدولة الاسلامية وذهب بذلك محمد عليه السلام إلى حد القول بأن " من آذى ذميا فقد آذاني " و" أنه لا يجد ريح الجنة ".

    وكفل عمر اليهود من بيت المال ضربا من التغطية الاجتماعية التي تقوم عليها أروبا اليوم ولا ذكر لها عندنا وإشترط إبن تيمية على المغول إطلاق سراح أهل الكتاب قبل المسلمين ففعل .



    الدرس الثاني : الجهاد لا يحصر في لون واحد وصورة واحدة فهو إتجاه عام وخطة كلية :

    أزعم مرة أخرى أن الذي يشغب على هذا التصور الاسلامي للجهاد هم نحن قبل غيرنا وكلمة الجهاد مظلومة منا ومنهم على حد سواء فهي عندنا جميعا تقريبا وإلى حد النخاع لا تعني سوى الجهاد القتالي وليس لسائر وجوهها الاخرى إن وجدت قيمة كبيرة وهل يعفينا من ذلك مستوى القمع وذروة القهر التي تتعرض لها الامة من حكامها على مدى عقود طويلة أو من عدوها الخارجي ؟ والدليل على ذلك أن القرآن يقدم دوما إنفاق المال على إنفاق النفس ويسمي ذلك جهادا وسنة محمد عليه السلام تبرز أن الجهاد القتالي كان دوما دفاعيا عن حياض الاسلام حتى إضطر إلى القبول بقتل سمية وتهجير الاصحاب ثم تهجير الاسلام بأسره إلى المدينة ولم يبدأ خصمه يوما بحرب وفتح مكة مسالما ووطأ لذلك بالصلح وحتى حيال الروم لم يبادئهم سوى بعد تنسم رياح الغدر منهم وبالخلاصة فإن الجهاد القتالي هو بمثابة الكي بالنار إذا أخفقت سائر الطرق الاخرى وبالخلاصة فإن المؤمن مجاهد في الحياة أو لا يكون والجهاد لابد له من قاعدة هي جهاد النفس هوى وشيطانا ثم جهاد الناس مؤمنهم بالحض على الخير وكافرهم بالحجة وحسن الصحبة وكل ذلك ينبجس عنه قوله " وجاهدهم به ـ أي بالقرآن ـ جهادا كبيرا " . وظالمهم بالردع .



    الدرس الثالث : كلمة الحق أنسب ترياق جهادي للانسان ولكنه ليس هو الايسر لنفوسنا :

    من أروع ما قال الامام الشاطبي في موافقاته أن التكليف لا ينبغي له أن يخلو من شدة لا ترغب فيها النفس البشرية لا يصل ذلك إلى حد العنت إلا حل اليسر ودون حصول توافق تام بين الشهوة وبين التكليف ويساق هذا بمناسبة القول بأن الجهاد بالكلمة لئن كان لحمة وسدى الاصلاح الاسلامي فإنه ليس هو الارغب لنفوسنا التي تحرص دوما على الاستعجال فطرة ينضح بها قوله " خلق الانسان على عجل ". ولاشك أن إعداد قنبلة تفجر مبنى ما لا يستغرق سوى أيام قليلة تعفيك من لقاء الناس ودفع مجادلاتهم فضلا عن طعم سجونهم وعذاباتهم أما تسطير خطة إصلاحية شاملة كاملة عمادها الكلمة فهي مهمة عمرها اليوم في العصر الحديث أكثر من ثلاثة قرون يوم بدأتها الحركة السلفية في الجزيرة العربية والسودان وغيرهما ومازالت مرشحة لقرون أخرى طويلة قادمة لا بل ليست مرشحة ليوم تتقاعد فيه أو ترفع الراية البيضاء ومعلوم أن الصهيونية اليوم وربيباتها من صليبية وغيرها تنضح تقاريرها بأن الخطر الاسلامي الداهم هو خطر الوسطية بما تتوافر عليه من تخطيط وحكمة وكلمة حق كفيلة بصنع العقول وبناء النفوس وخلخلة أركان الاستقرار الدولي لصالح الرؤية الاسلامية أما خطر تيارات الغضب والتكفير والقتال فهو إما زائل وإما يسدي أجل خدمة لتيارات اليمين المسيحي والصهيوني المتطرف في الغرب لتأبيد الحرب على الاسلام وبلاده . الوجه الاخر لكون كلمة الحق أنسب ترياق للانسان يكمن في أن الانسان ذلك الجهاز النفسي المعقد بصنعة رحمانية مفطور على قبول الهداية من تلقاء نفسه بسائر المؤثرات الداخلية والخارجية طوعا لا كرها وليس أدل على ذلك من كون الايمان الذي هو كلمة تلخص النظرة إلى الوجود لا يقبل من مقلد فضلا عن مكره ولذات السبب كان النفاق أبغض العمل في الدنيا والاخرة لكونه غمط الكلمة الحرة فأخرجها في ثوب كاذب بخلاف الكافرالصريح الشهم ولذات السبب عد القرآن صلح الحديبية الذي إعتبره سائر الصحابة بمن فيهم زعيمهم وقائدهم عمر دنية ومذلة وهوانا فتحا مبينا بسبب دحره عبر وثيقة الصلح المكتوبة والممهورة للحواجز المادية خوفا وطمعا تمنع الناس من حرية الارادة في إختيار لون الحياة المناسب لهم عقيدة ودينا ولغة ومذهبا ومسلكا .



    الدرس الرابع : الاسلام دين سياسي بإمتياز :

    الاسلام دين منزل من السماء بلا ريب وهو تشريع شامل للحياة بأسرها بلا ريب كذلك سوى أن الناظر فيه قرآنا وسنة يلفى جزء كبيرا منه متجها نحو الاصلاح السياسي وكبر ذلك الحجم يكون أحيانا خاصة في القرآن كيفيا من مثل صراحة وصرامة الايات الدستورية في النساء وغيرها حتى أن سائر الامر الالهي بلفظ الامر لحما ودما وليس صيغة صرفية فحسب كان متعلقا بالشأن السياسي من مثل الامر بالقسط والعدل وأداء الامانة والحكم بالعدل وغير ذلك كثير أما في السنة فإن لفيفا ضخما جدا من الاحاديث يتناول الشأن السياسي وليست السيرة بأسرها سوى تعبير صريح عن بناء كيان سياسي للامة وللجماعة يومها وذلك عبر صيغ البيعات خاصة مع الانصار ودستور المدينة ووثيقة صلح الحديبية وغير ذلك كثير وذات النهج في الخلافة الراشدة وفي هذا الحديث يتمحور درسنا الرابع منه حول أن كلمة الحق وهي تستهدف بناء الحياة الانسانية على أسس الحرية والعدالة والكرامة والتراضي والشورى والمؤاخاة والتعارف والتعاون ونبذ الظلم والعدوان إنما تتخول إلى ذلك بتجفيف أكبر وأخطر منابع الظلم الكفيل بحصد سائر تلك القيم والمثل وهو الظلم السياسي الذي عبر عنه هنا ب " عند سلطان جائر " ومعلوم أنه عليه السلام قال ذلك والشأن السياسي لا يحتل سوى حيزا معلوما محدودا يومها أما اليوم فإن السياسة التي لا تفرط فيها الدولة العربية المجزأة المرتبطة قهرا بقطار العولمة القسرية تستحوذ على سائر مناشط الانسان بما يعني أن كلمة الحق الكفيلة بإصلاح جور السلطان بالحد منه أو بعزله ينبغي عليها أن تكون كلمة حق سياسية محكمة الاركان محل إلتفاف من سائر المصلحين وبناة التغييرأما العزوف عن ذلك وقوفا أسلم على ربوة الفرجة أو تلذذا بدسامة عيش على نخب موائد السحت فهو بمثابة التولي يوم الزحف قيمة أخلاقية لا حكما دينيا وفي الحالين فإن أدسم هدية على طبق من ذهب وورد لاعداء الامة اليوم هي التخلي عن كلمة الحق السياسية وهل يفيد المقهورين شيئا أنك تعتقد في شمول الاسلام بما في ذلك نزوعه السياسي في حين يفيد العدو من ذلك كثيرا.



    الدرس الخامس : تسعة أعشار كلمة الحق اليوم هي في الاعلام بسائر أنواعه :

    لكأنك بيننا اليوم يا سيدي يا رسول الله. الحديث يضع إصبعه كما يقولون على ذات السلاح الذي يقهر الظالمين قهرا وينصر المستضعفين نصرا وليس هو سوى الاعلام بسائر أنواعه ولست أرى اليوم من خدمة جليلة نسديها أغنياء ومفكرين وإعلاميين للدعوة الاسلامية المعاصرة سوى بالاعلام وليس أصح من كلمة " الاعلام هو السلطة الرابعة " بل لعله تحول بفعل الثورة التقنية إلى السلطة الاولى فهل لو عجزنا عن الاعلام الفضائي نفرط فيما سواه ولم يلتقط المسلمون فتات الفضائيات تمن به منا ومتى كان الحصار الدولي مانعا من البث الفضائي منعا باتا تكون المحاولة معه عبث عابث وهل يحسن بنا أفرادا وجماعات لزوم الصمت إذا إنعدمت مساحات التعبير ولم لا يتحول المسلم والداعية إلى محطة فضائية وإلكترونية وإذاعية وهذا يوسف عليه السلام لم تكممه أسوار السجون فيؤثر في زملائه ؟



    الدرس السادس : كلمة الحق لها قوة لا تقهر وسحر لا يقاوم أما قوة الصرع فللثيران :

    ليس أبلهنا اليوم سوى من يظن خرصا بأن قوة القنابل والتفجيرات يمكن أن تحدث تغييرا وليس ذلك من منطلق التجربة التي إستوعبها من جربها في مصر والجزائر وغيرهما ولكن من منطلق الحقائق العلمية الاجتماعية الثابتة وهذا الحديث لها جميعا وكاء جامع فهو ناطق بأن الاسلام دين القوة الباقي في البشرية إلى يوم القيامة وقوته في قوة كلمته عقيدة توحيدية وعبادة مخلصة وخلقا زكيا وتشريعا عادلا سوى أنها قوة تتطلب الصبر والمصابرة وعدم الاستعجال وليس أكثرنا اليوم أنانية وعجبا وتهورا سوى من يريد قطف ثمرة لم تغرس شجرتها بعد من جديد بعد ما إجتثتها العوادي منذ عقود بل قرون وقل لي بربك هل تعرف رجلا واحدا أسلم كرها خوفا من قنابلك ؟



    الخلاصة : الدعوة الاسلامية المعاصرة بحاجة إلى فرسان كلمة حق في سائر المجالات الاعلامية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والفكرية والتربوية وهي التي توجه الجهاد القتالي ردا للعدوان في الارض المحتلة أما دون فقه كلمة الحق علما وعملا فلا ينجينا من الوهدة لاجهاد قتالي في أرض محتلة ولا حركة تغيير سلمية في وجه سلطان جائر .

     
  2. #77
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة التاسعة والسبعون

    أخرج الشيخان عن أبي هريرة أن رجلا جاء إليه عليه السلام يسأله من أحق الناس بحسن صحابتي فقال " أمك " قال ثم من قال " أمك " قال ثم من قال " أمك " قال ثم من قال " أمك " قال ثم من قال " أبوك ".
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ



    موضوعه : الاسلام يعلم الناس قيم الوفاء وشكر النعمة والتراحم المتبادل .

    شواهد هذا الحديث في القرآن وفي السنة أكثر من أن تحصى ففي القرآن نجد قوله في سورة الاسراء " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب إرحمهما كما ربياني صغيرا " وإذا كانت المواضع التي حصر فيها سبحانه أمرا بجانب آخر فلا يذكر هذا سوى بذكر ذاك قليلة جدا فإن هذا الموضع أحدها إلى جانب ذكر الصلاة والزكاة متلازمين فكأن توحيده سبحانه بخلوص عبادة لا يتم له تمام حتى يشفع بالاحسان إلى الوالدين وهو أمر لم يستخدم له سائر عبارات الامر أو الحض بل إعتبره قضاء مقضيا منه سبحانه وهل يملك أحد رد قضائه سبحانه فهو قضاء في السماء مقضي ولك أن تتصور لوحدك خاتمة من يجرؤ على إبطال ذلك القضاء في نفسه بالشرك أو بعقوق الوالدين ولك أن تتتبع موارد القضاء في كتابه العزيز وإنك لاف عجبا . وأنت تعلم أن الاحسان هو الاتقان فليس الاحسان رد الجميل بجميل مثله ولكن الاحسان مبالغة في البر والمعروف وفعل الخير غير أن إحسان الاحسان هو القيام بذلك كله دون كلل ولا ملل حيال الوالدين مع شعور باطني يدوي فيك دوما قائلا بأنك مقصر في جنبهما كائنا ما كان فعلك وذلك لسبب بسيط هو أنك اليوم تأتي من الاحسان قلبا وقالبا فيهما ما تأتي وأنت ترقب موتهما فالعجز يكر عليهما كرا لان الهرم لا دواء له أما يوم كانا يموتان في اليوم ألف مرة ومرة عطفا عليك وحدبا فإنهما يرقبان يافعا سرعان ما يشتد عوده ويستوي . وليس الاحسان حال قوتهما هو ذاته حال عجزهما لذلك سارع القرآن إلى التنبيه إلى بلوغهما الكبر وهو أمر لا يعرفه سوى من ذاقه ولولا مرارته لما تعوذ منه عليه السلام أي أرذل العمر كما أن الاحسان إليهما وهما في أرذل العمر أو في حال شبيه به لا يدركه سوى من أكرمه الله به إذ من شأن الطاعن في السن حب الرجوع إلى الماضي بذكرياته الحزينة والسعيدة على حد سواء في حين أن الشاب المملوء أملا مازال تواقا إلى تعمير الدنيا فمن يلبي للوالدين حب الرجوع بهما إلى الماضي حكاية أو إستماعا ولو مجاملة رغم ما في قصصهما من عبرة لمن يعتبر ومن شأن من بلغ الكبر وإشتعلت عليه عباءة العجز نارا حب التقدير والاحترام وإعادة الاعتبار فمن يلتفت إليه بهمسة خفيفة يستشيره في أمر ربما لا يعلم له كوعا من بوع ولكن لفتة مجاملة تسكب في نفسه أملا كفيلا بتزيين ما بقي من أيامه قبل لقائه مولاه سبحانه ومن شأنه كذلك قضاء بعض حاجاته الشخصية الفطرية سيما يوم مرضه وكثيرا ما يكون مرضه مزمنا فمن يكرم له ذقنا بالحلاقة دون إشارة منه ومن يرجل له شعرا ربما إتخذه القمل مرتعا خصبا ومن يقوده إلى الخلاء ولو لم يكن كل ذلك فطنة من الولد دون سبق إشارة فضلا عن إلحاح من والده فلا مجال للحديث عن الاحسان كما أن من شأنه الفرار من الوحشة إلى الانس فمن يخصص له سويعات من كل يوم وليلة ومن يصبر على هذره ومن يشعره بالكرامة ؟ وليس التأفف المنهي عنه هنا كلمة تقال بل هي إشارة برأس أو بعين أو بيد لا بل هي إبداء إمتعاض من أمر أتاه أو تململ لم تنبس به بنت شفة ولكن قرأته عيون الوالد في صفحة وجه ولده المتجهم رغم بسمة خجولة وذلك لان التأفف بقسمات الوجه فضلا عن حركة اليد أو العين أو بالكلام يحشر الوالد في دهاليز من الشعور بالدون والهوان وقد يكون الامر الذي أتاه المسكين فطرة بدنية لا يملك لها ردا حتى يوم قوته فضلا عن يوم عجزه ثم يجئ السحر البياني القرآني بما بكت ألسنة العرب المشركين الاقحاح عروبة بقوله " وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة " وليس أمامك الان سوى أن تصنع لك جناحين من الذل تملاهما رحمة فتخفض هذا لابيك وذاك لامك فأنت بين أيديهما كسير ذليل خاضع لاتجرؤ حتى على رفع بصرك فيهما حياء وما أجمل ذل القوي بين يدي الضعيف وما أندى رحمة الشاب يفيض حيوية بين يدي والديه وقد هدهما أرذل العمر هدا وثق يا سيدي أنك بمثل هذه المواقف الكريمة تنال منه سبحانه كل التسديد في هذه الدنيا وبعد ذلك قوة لا تضاهى تقارع بها الاسود الهاجعة الجائعة في آكامها وعرائنها .



    بر الوالدين مفتاح النجاح في الدنيا :

    في سورة لقمان تجد قوله " ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وحمله وفصاله في عامين " والملفت للانتباه أن القرآن يستخدم في بر الوالدين دوما عبارات القضاء والوصية في مواضع الامر والاحسان الذي لا يرضى بدونه في مواضع المعاملة وهو هنا يثير عاطفة الولد ويذكره بماضيه سيما مع أمه التي حملته في أحشائها وهنا من مني لم يكن شيئا مذكورا فلما شب عوده في بطنها وتغذى منها كان عليها وهنا يهن لها القوة ويكاد يحبسها عن الحركة في الايام الاخيرة قبل وضعه ثم لا تلقي به في الارض سوى لتحضنه وترضعه فهو في بطنها بطنا وظهرا لمدة عامين ونصف فياليت الناس يدركون أن أرأف شئ بهم طرا بعد الله ونبيه عليه السلام هي الام ويستوي في ذلك كون الولد كبيرا أو صغيرا فهل يحمل الولد أمه يوم تكون وهنا على وهن وهل يرعاها كما رعته وهل يتأفف من ريح قذر نتن يجده كل صباح فيها لفرط عجزها أم يعتبر ذلك ريح سفينته تمخر به عباب الدنيا وعذاباتها إلى جنة الخلد وملك لا يبلى.

    وفي سورة الاحقاف يقول " ووصينا الانسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها على كره وحمله وفصاله ثلاثون شهرا " ليس غريبا أن تكون الجنة تحت أقدام الامهات تماما كما هي تحت ظلال السيوف فهذه تجلب العز والحرية والكرامة وتبيد الظلم وتلك تجلب قيم الوفاء والشكر والعرفان كيف لا والام دون الاب حملت الوليد كرها علىكره مرة بما يحول لياليها كل ما حملت ووضعت وأرضعت وحنت وحدبت إلى أنين متواصل وبكاء مر وربما جوع وخوف يضاعفان من حدة الالم وأنت في قعر البطن تنعم بالامن والدفء والشبع والري أو في ظهر البطن تحتسي لبنا صافيا زوده ربك بسائر ما تحتاجه وجبة كاملة دسمة لا بل كيف لا وهي تحملك كرها وهونا في آن واحد فحاسب نفسك هل عبست في وجهها يوما أو لبيت لها طلبا ربما لا يتجاوز ثمنه قرشا حملت بعدك عشر أبطن وهي لا تفتأ ترجوه سوارا في يدها كلما جمعت له مالا عاجلتها أنت أو من حملت معك بالصراخ فآثرتك أم أنك فررت بزوجتك وأبنائك بعيدا عنها لا تذكرها سوى كما يذكر الغربيون أمهاتهم : باقة من الازهار الاصطناعية مرة كل عام بمناسبة عيد الميلاد تلقى إليها من نافذة غرفتها في مأوى العجز وحديث مجاملة لمدة دقيقتين وإلى اللقاء في قابل عيد ميلاد. راجع سورة الانعام والنساء تجد عجبا في هذه العبادة العظيمة .



    بر الوالدين جهاد طويل آخره جنة الخلد وملك لا يبلى :

    خذ إليك هذه : المؤمن لايكون سوى مجاهد في كل حاله . أخرج البخاري ومسلم وثلاثة من أصحاب السنن الاربعة عن عبدالله إبن عمرو إبن العاص أنه عليه السلام جاءه رجل يريد حمله إلى الجهاد فقال له " أحي والداك ؟" قال: نعم قال " ففيهما فجاهد ". إسألوا من تعرفون من أهل بر الوالدين ممن بلغ عندهم أرذل العمر أحدهما أو كلاهما : هل برهما في أرذل العمر حق البر جهاد أو هو مجرد لعب يقوم به كل من هب ودب من الفارغين وذلك خير دليل على ما قيل هنا.

    كما أخرج مسلم عن أبي هريرة أنه عليه السلام قال " رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه قيل من يارسول الله قال" من أردك والديه عنده الكبر أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة ". الجهاد هو الطريق إلى الجنة سواء كان في ساحة الوغى أو جهادا بالاحسان وخفضا لجناح الذل بين يدي الوالدين.

    أخرج الحاكم والطبراني عن أبي هريرة وإبن عمر وعائشة أنه عليه السلام قال "عفو تعف نساؤكم وبروا آباءكم تبركم أبناءكم " هذا مجرب والذي نفسي بيده على وجه التفصيل المفصل فضلا عن الاجمال وألقوا نظرة فاحصة حادجة متأنية إن شئتم فيما حولكم ولا ينبئك مثل خبير.



    بر الوالدين فضيلة عابرة للاديان :

    أخرج الشيخان وأبوداود عن أسماء أنها قدمت عليها أمها وهي مشركة فسألته فقال عليه السلام " صلي أمك " وليس سوى ذلك ينسجم مع كرم هذا الدين ويتطابق مع حضه على الوفاء والشكر والعرفان تكريما للانسان بقطع النظر عن سائر ملابساته الاخرى بما فيها الدين ولم يكن النجاشي ليسلم أو ليكرم وفادة طالبي اللجوء في مملكته لو لم يحسن أمير الوفد بما فقه منه عليه السلام الثناء على نبي أمرهم ببر الوالدين وإقراء الضيف وإكساب المعدوم حتى وجد الجذع المشترك بين هذه الدعوة وبين دعوة عيسى عليه السلام فقال " إنهما يخرجان من مشكاة واحدة " واليوم ألاف مؤلفة من المسلمين مطالبون ببر آباء وأمهات غير مسلمين فهل يتقاعسون أو يترددون أم يقبلون على عبادة موصولة بالجنة مباشرة وصلا ثابتا ممسوكا وليس بسوى ذلك تنتصر الدعوات لذلك قال له عليه السلام " وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا " أي الكافرين والقول البليغ هو حجة تدمغ الهراءات الممجوجة وسرعان ما يتوارى صاحبها عن الناس ثم يسلم وهو كذلك كلمة حانية لطيفة رقيقة ترفع بها آصارا غليظة حبست الكافر في سجن من الاكتئاب في مجتمع لا يعرف فيه الجار جاره مجرد معرفة فضلا عن تزاوز وتهاد وتحابب وغوث ولو بكلمة كاذبة لكنها مجاملة .



    عقوق الوالدين عقوبته معجلة في الدنيا :

    إن شئت سردت لك الحديث النبوي " خمس تعجل عقوبتهن : الخيانة والغدر والبغي والعقوق ومعروف لا يشكر " وإن شئت نظرت فيما حولك فإن لك فيه عبرة ودرس أنت أولى به فكما تدين تدان سيما أن دعاء الوالد على ولده مجاب من بين ثلاث دعوات مستجابة في الحديث .



    من مقاصد بر الوالدين :

    لو بررت والديك أحسانا وخفضا لجناح الذل لتحققت المقاصد كلها ما علمت وما لم تعلم سوى أن الكشف عنها مفيد ومنها التحلي بخلق الوفاء والشهامة والكرم والعرفان والشكرلمن حملنا وهنا وكرها فشكر ولي النعمة سبحانه يمر حتما عبر شكر من قيضه لنا وأول أولئك هم الوالدين ومنها الالتفات إلى الماضي ليا لطموح جارف وأمل كاذب وحرص بليد يدفع الشاب القوي دوما إلى الامام حدبا على الذرية والمستقبل وحطام الدنيا تماما كمن يكبح مركبة تكاد تشرف به على الهلاك فينظر خلفه وإلى جانبيه لعله داس مترجلا أو ظلم مسافرا ولولا الوالدين لما إلتفت الانسان إلى الخلف إلا قليلا ومنها إلتقاط العبرة والدرس من قوله " ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة " ولا يدرك معاناة الوالدين سوى من قرصته يوما حاجة لولده أما دونه فكلام نظري كسائر النظريات المسوقة إلينا ومنها تربية الولد على ذلك.



    بر الوالدين باب للدعوة مقارنة مع مآوي العجز :

    هذا أمر قد لا يدركه حق الادراك سوى من عاش لردهة من الزمن في بلاد الغرب حيث تنتشر مآوي العجز فهي مرفق حيوي تماما كالمستشفيات والمدارس والطرقات ومراكز البريد وتخصم من جراية العامل شهريا أنصبة محددة لرعايته يوم عجزه ولو حدثت من بعضهم عن آبائهم وأمهاتهم لملئت غيظا ونقمة فلا تجد سوى من يحدثك منهم لو تجاذبت معه أطراف حديث مماثل عن كلب هرم لم تعد لنا به حاجة بعد عجزه ومرضه فهو اليوم يئن في أحدى المآوي ينتظر الموت وهو يقصد أباه أو أمه . قلت في نفسي تلك هي أحدى المهالك التي ستؤدي بكم يوما فتخرون من أعلى قمة الترف والرغد إلى أرذل سفوح الحاجة والهوان ورجوت أن يزور كل هؤلاء بلداننا ويقفون على حياة العجزة فينا في بيوتنا أياما لعلهم يذكرون . غير أن فرحتي لم تعمر طويلا حتى قيل لي بأن بعض بلادنا تحتضن مآوي للعجز فقلت من يدعو من إذن ؟

     
  3. #78
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الثمانون



    أخرج البخاري والترمذي وإبن ماجة عن عبدالله بن محصن أنه عليه السلام قال " من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ".
    ـــــــــــــ



    من شواهده " رضي الله عنهم ورضوا عنه " وغيرها كثير ...



    موضوعه : القناعة كنز لا يفنى والغنى غنى النفس ولا يملا جوف إبن آدم إلا التراب .

    لا تغضن الطرف أبدا عن قوله " منكم " تماما كما في قوله في القرآن الكريم " منكم " يعني أولى الامر طاعة فرعا عن طاعة الله وطاعة رسوله عليه السلام لا إستقلالا فكلمة منكم هنا وهناك تؤدي دورا خطيرا جدا لا يؤديه سواها ذلك أن من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه لا ينفعه ذلك في شئ كلما كان لا يؤمن بالله سبحانه وكيف يقنع الكافر وقد جعلت له الدنيا جنة يركض فيها ركض الوحش في البرية لا يعرف حراما من حلال ولا منكرا من معروف فالذي يملا النفس قناعة وزهدا إسلاميا صحيحا لا مزيفا وإيثارا لما عنده سبحانه ليس هو أن تصبح آمنا في سربك معافى في بدنك عندك قوت يومك ولكن الذي يحقق ذلك وأكثر منه هو الايمان بالله سبحانه إيمانا مؤسسا على اليقين وقائما على الصبر والدليل أنك تلفى اليوم ملايين من المسلمين بعضهم لا تفوته ركعة واحدة ولا سجدة في المسجد سوى أنه لفرط تعلق قلبه بالدنيا تعلقا مريبا لا تبصره حين تبصره سوى متهافتا على متاعها لاهثا وراء حطام ركلته الاقدام لا يبالي في سبيل تحصيلها بظلم هذا والفجور مع ذاك وتخطي حرمة ضعيف فمثل هذا حتى لوأدى زكاة ماله بل وتصدق إحسانا فإنه حرم وقار المؤمن ويقينه وثقته وهو يسعى لطلب الدنيا تماما كما يسعى الذباب المتهافت على الجيف والقاذورات يتنافسها لا يرعى في بعضه بعضا إلا ولاذمة وغالبا ما يكون أهل اليسار والثراء هم سواد هذا الضرب من المؤمنين . فما ينبغي للمؤمن وهو يسعى لطلب الدنيا سوى أن يتميز في سائر أطوار سعيه عن غيره فإذا ما تميز في ذلك فله بعد ذلك أن يكرع منها ما شاء له الله أن يكرع نهلا حلالا وريا زلالا وله عليه السلام حديث في هذا الصدد يقول فيه " والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم فاتقوا الدنيا وأتقوا النساء فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " وهو حديث صحيح . فالنعي هنا منه عليه السلام ليس على طلب الدنيا وأنت تعلم أن أغلب المبشرين بالجنة من مشاهير الاغنياء من مثل أبي بكر وعثمان وإبن عوف وسائر الصحابة من مستوري الحال كما يقال أو من الفئة المتوسطة فدينهم يحرم عليهم ذل السؤال ولم يكن واحدا منهم فقيرا بسبب كسله أو تبطله إلا إبتلاء منه سبحانه أو عن كثرة إنفاق كما فعل أبوبكر عليه الرضوان يوم لم يترك لاهله حبة خردل من طعام وهو يساهم في تجهيز جيش العسرة . إنما النعي منه هنا عليه السلام على التنافس غير المشروع المفضي إلى الاهلاك وهو تنافس سئ الصورة ومدخول المعنى معا فالتنافس من المؤمنين على الدنيا تنافسا تذهب معه مياه الحياء وتبدو فيه نواجذ المرء بارزة لشدة حرص وتهافت هي صورة منفرة تذهب حلاوة الايمان رغم مشروعية التنافس كلما إبتعد عن المحرمات المعروفة من مثل الكذب سيما في التجارة حتى قال عليه السلام في الحديث الصحيح " التاجر الصدوق مع الانبياء يوم القيامة " وهو ذات المعنى الذي عده عليه السلام من أمارات الساعة " أن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " فليس تطويل البنيان عيبا ولكن التنافس فيه تفاخرا مذهب للايمان .



    الدنيا في نفس المؤمن : أمن في الجبهة الداخلية و معافاة في البدن وأمن غذائي .

    السرب هنا هو العائلة وسائر ما يسرب " وسارب بالنهار " أي يسعى أو يسعى عليه ويحدب. قال عليه السلام " منهومان لا يشبعان طالب دنيا وطالب علم " وهو نهم لا يليق بالمؤمن ووسطية الاسلام تعلم على نحو قوله " وإبتغ فيما آتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا" لذلك تعوذ عليه السلام من أربع منها " ونفس لا تشبع " وعرف الزهد الاسلامي الصحيح رغم عدم ورود الكلمة على لسانه عليه السلام بأن " تكون بما يد الله سبحانه أوثق منك بما في يدي الناس " وهذا مشاهد اليوم لو أبصرت مليا فكم من قارون من قوارين هذه الامة أمسى يسوم الناس الخسف تفاخرا بماله فما أصبح حتى طاف عليه طائف من ربك صارما وهو يقلب كفيه على ما أنفق وكم من جنة حولتها الحرائق أو الصواعق أو الزلازل أو السرقات أو ما سلط عليها بيابا قفارا خاوية على عروشها كأن لم تغن بالامس القريب وسائر ذلك دروس لعل الناس يذكرون وما كارثة تسونامي منا ببعيد . ركز الحديث على ضربين من الامن ضروريين لحياة الانسان وهما الامن النفسي الذي إمتن به سبحانه علينا لعلنا نعبده " الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " والامن الغذائي ولا ضير فلقد كان يتعوذ عليه السلام من الكفر والفقر سواء بسواء لان الفقر طعم في مصيدة الكفر والامر اليوم عندنا مشاهد في إفريقيا حيث يخضع فقراء المسلمين هناك منذ عقود طويلة لخطة صليبية تبناها الفاتيكان وسماها " نصر مسلما بدولار واحد" في حين تميد موائد الخليج العربي باطنا بالذهب الاسود وظاهرا بالنزل الفخمة التي لاوجود لها على سطح البسيطة بأسرها لفرط فراهتها وإنبساط نعيمها . كما لم يغفل الحديث نعمة العافية التي كثيرا ما يجور عليها إبن آدم تناولا للحرام الضار أو شرها نهما أنى لرمضان أن يقتحم سدودها الشحمية الكثيفة لمن صام نهاره وشفى غليله من المآكل والمشارب في ليله .



    أخصب مراعي القناعة : النظر إلى من هو دونك .

    قال أبوذر أوصاني خليلي محمد عليه السلام بسبع أولها أن أنظر إلى من هودوني ومنها حب المساكين والدنو منهم وهذا أمر مجرب لذلك أوصى عليه السلام بزيارة القبور بعدما منع ذلك إلى حين تمكن الايمان بدل الشرك في النفوس لان القبور وسائر ما يتعلق بالموتى يذكر بالاخرة كما أوصى بعيادة المرضى ورغب في ذلك في الحديث القدسي ترغيبا لا نظيرله حتى أن عائد المريض يجد الله سبحانه عنده أي يجد رحمته ولطفه لابل جاءت أحاديث كثيرة صحيحة منها ما أخرجها الشيخان تعلن أن أغلب أهل الجنة من الضعفة في حين يعمر المستكبرون النار والله سبحانه من لطيف عدله ودوام حكمته لا يجمع على عبده أمنين ولا خوفين والمقصود عبده المؤمن الذي لا يأمن على نفسه في الدنيا المرض والخوف وقلة الحيلة وذات اليد يعوضه عن ذلك لو صبر وإحتسب بخلاف من يتمرغ في الدنيا تمرغ الملوك تحرسه جيوش لجبة من الازلام فلا تطأ أنفه ذبابة ولا يتعرض لنسيم يجرح خديه وليس ذلك حال المؤمن سوى في حالات معدودة جدا ليست هي الاصل . كما علمنا عليه السلام دعاء حين نلقى من به عاهة ومصاحبة المساكين عامة في الدنيا حصن حصين ضد أدواء التكبر وكفر نعمة ولي النعمة سبحانه فعليك بهذا المشفى لا يفوتنك مريض إلا عدته ولا ميت إلا غسلته وكفنته ودفنته ولا صاحب عاهة إلا وقفت عليه طويلا تساعده ولا فقيرا مدقعا إلا رحمته فإن سائر ذلك يرقق منك القلب ويزرع فيك الحب والحنان والرفق والرحمة ويسكب منك الدمعة ويلهج منك اللسان بالحمد آناء الليل وأطراف النهار ثم تكتسب قناعة وزهدا إسلاميا صحيحا خالصا لا مزيفا زهد من لا يملك ما يزهد فيه حتى قال الامام الشافعي مصورا حقيقة الغنى الذي قال فيه عليه السلام " الغنى غنى النفس والطمع هو الفقر الحاضر " " الغنى عن الشئ لابه " وكم من مدخن اليوم تستعبده سيجارة وكم من مدمن خمر يبيع دينه بجرعة خمر وكم من لاهث وراء النساء لهث الذباب وراء القذارة تحكم عليه كماشات الاستخبارات الدولية المجرمة بفكيها مقابل ليلة حمراء مع غانية زانية طعما قذرا يصطاد كبار المسؤولين ولو إستغنى الناس بما رزقهم ربهم سبحانه صبرا وشكرا وقناعة لبقيت قلوبهم معلقة به سبحانه لا تبرح تلهج بذكره طامعة آملة .



    هل يصرف هذا الحديث المؤمن عن طلب الدنيا والانتماء إلى عالم الاغنياء والاثرياء ؟

    لك مني نصيحة أغلى عندي من الدنيا وما فيها لحسن إستقامة حياتك : لاتبرح الوسطية في كل أمرك فهما وعملا صغيرا وكبيرا . الوسطية مظنة الحق والصواب دوما وهي مفضية إلى سعادة الدارين ولا شك غير أن تحصيلها ليس يسيرا دوما يصرفك عنها طيش منك أو بيئة مؤثرة ولو كانت يسيرة المنال لصوب الله رؤوس الناس في الجنة وكفى الله المؤمنين القتال . والناس حيال الدنيا ضربان كلاهما ممقوت فلا الساعي فيها سعي الوحش غير معيب المسعى طائل ما طالت ثرواته ولا الزاهد فيها طلبا بالحلال إطعاما لمن يعول وتحصيلا لفريضة الزكاة والحج في الحد الادنى غير معيب المسعى كذلك . ولن أزال أعتقد أن المسلمين اليوم لو كانوا في جملتهم أغنياء أثرياء ما إنهالت عليهم النكبات من كل صوب وحدب ولك مني نصحية أخرى : لو تعرضت لحديث يزهدك في الدنيا فانظر إلى جانبه تلفى حديثا آخر يرغبك في طلبها إغاثة للملهوف وتعميرا للدنيا بالخير فلا تأخذ حكما من حديث واحد ولا من آية واحدة فتضل ويضل فهمك . ولك في قصة ذي القرنين درس بليغ في سورة الكهف وفي ملكة سبأ بلقيس كذلك وفي الانبياء الملوك من مثل داود وإبنه سليمان أيضا فإن أغناك الله فعبادتك الشكر قلبا ولسانا ويدا وإن قدر عليك رزقك فعبادتك الصبر قلبا ولسانا ويدا وفي الحالين عليك أن تعلم أن المال خير لك يوم أغناك والفقر خير لك يوم قدر رزقك وأعلم أنه مبتليك في الغالب بهذا وذاك " فتنة " كما أخبر.



    أركان القناعة الثلاثة التي أشار إليها الحديث لا تتحصل بدون طلب الدنيا :

    هذا درس مهم جدا وهو خفي جدا فتأمله : هل تصبح يوما آمنا في سربك معافى في بدنك عندك قوت يومك لو لم تسع بالامس لتحصيل ذلك ؟ الامن الذي أصبح لك سربالا هو ثمرة حسن تدينك بعقل ووقار وحياء فلم تظلم فتسجن ولم تكفر فتبتلى إستدراجا ولم تقطع جارك فأمنت بوائقه وأمن بوائقك وأمن سربك ثمرة تربية منك وسعي دائب . المعافاة التي أشربها بدنك حيوية ونشاطا ثمرة تقوى في كسب الحلال وأكل الحلال وتجنب الحرام وأداء حق بدنك عليك من ترويض وعمل . القوت الذي يطعمك سائر يومك مع سربك ثمرة عمل الامس وسعيه وهو سعي حصله بدن معافى ودعمه مناخ آمن . فقل لي : لو كان أمسك تمرغا في مهلكات البدن ومذهبات الامن وتعطلا وتبطلا بدون عذر هل تصبح اليوم وقد حيزت لك الدنيا بحذافيرها ؟ تدبر هذا مليا فهو كفيل بالجمع بين أمرين لم يجتمعا سوى في الاسلام : عمل للدنيا لا ينقطع سوى للراحة والعبادة وعمل للاخرة لا ينقطع سوى للراحة وللعمل للدنيا .

     
  4. #79
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الواحدة والثمانون

    أخرج الترمذي عن الحارث بن الاعور قال مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الاحاديث فدخلت على علي فأخبرته فقال أوقد فعلوها قلت نعم قال أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أما إنها ستكون فتنة " فقلت ما المخرج منها فقال " كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن إبتغى الهدي في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهوالذي لا تزيغ به الاهواء ولا تلتبس به الالسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق من كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم " خذها إليك يا أعور .
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

    موضوعه : 1 ـ فتنة الناس بضرب القرآن بالسنة فتنة معاصرة لا مناص لاهل العلم من بحثها.

    2 ـ خلاصة مركزة مكثفة لرسالة القرآن من لدن من على قلبه نزل عليه السلام .
    الحديث طويل نسبيا ولا ريب ورغم ذلك توصلنا رفقة عدد من أصحاب الطريق الطويل إلى حفظه عن ظهر قلب فغدا الاستظهار به في الدروس والحلقات العامة في المساجد وخارجها يسيرا ينساب إنسياب سورة الفاتحة في الصلاة والازمة تلد الهمة كما يقال إذ لامناص لنا يومها من حفظ أكبر قدر ممكن من القرآن والحديث والسيرة والتاريخ وسائر أدوات الدعوة إلى الله سبحانه أما التصدي لعرض أرفع بضاعة طهرها المولى من فوق سبع سماوات بعجمة لسان لا يستحي من مخالفة أصرح القواعد النحوية وأكثرها بساطة فهو تطبب سفيه لئن علم الناس دينا يوما فإنه يورثهم رطانة لسان كريهة ويحرمهم لذة عروبة القرآن فيمسي التدين عليهم ضريبة باهظة لا حلاوة فيها وكيف يقشعر جلد من لا يجد عذوبة مثاني القرآن وكيف يخشع قلبه ؟ فليس كحقل الدعوة ميسرا للانسان سبل العلم حفظا وفقها وحسن تنزيل سيما في بيئة لك فيها خصيم .

    كلمة قبل البداية في صميم الموضوع :
    بعث إلي البارحة صديق حميم عبر البريد الالكتروني بمقال صادر عن جمعية إسلامية كويتية تعرض فيه مقتطفات مطولة من القرآن الامريكي الجديد وهو كتاب بعدة لغات وبما يزيد عن نصف ألف صفحة مقسم إلى سور منها الفاتحة وسور أخرى يحمل بعضها أسماء سور من القرآن ولسان حال الجمعية التي تطالب بنشر هذا على أوسع نطاق يقول أنا النذير العريان وهي مشكورة على غيرتها وكيف لا يغار المسلم على دينه سوى أني وددت من الناس جميعا قبل رفع العقائر بالصياح وتشغيل صفارات الانذار أن يرجعوا إلى وعد ربنا سبحانه " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " وحفظ الذكر وأوله القرآن وليس آخره يعني إحباط عمل كل قرآن مكذوب ولنا في التاريخ يوم كانت الامة مهددة حقا بعيد موته عليه السلام وحدوث ردة كبيرة خير عبرة ولست أعني الكف عن إصدار مثل هذه المنشورات بل أدعو إلى توسيعها ونشر القرآن الامريكي الجديد كاملا ولمن إطلع على كثير مما نشر منه مثلي فلن يجد سوى هراء لا يستحق مجرد الالتفات فبالخلاصة لابد لنا من عدم تحويل التنبيه إلى الدجل الامريكي إلى حالة طوارئ في الامة ربما تزعزع عقائد بعض الناس أو يعتريهم الشك حتى في مجرد كسب أمريكا للمعركة دينيا على أعلى مستوى بعد ما خسرتها بالكامل أو تكاد على أرض الميدان فاليقين اليقين أيها المسلمون.

    كلمات أساسية وأمثلة حية فيما يتصل بالموضوع الاول من الحديث : مواجهة الفتنة بإسم السنة :
    ثمة قاعدة كلية أساسية كبيرة لابد لنا من التذكير بها دوما وهي أن القرآن حاكم على السنة تواترت ما تواترت وإشتهرت ما إشتهرت والدليل يأخذ الطابع الدستوري الاعلى في قوله " فردوه إلى الله والرسول " وهو ذات التسلسل الهرمي الوارد في صدر الاية ذاتها " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول " فالطاعة إنشاء هي طاعة القرأن أولا ثم السنة ثانيا وحال الخلاف يجب الاحتكام إلى القرآن أولا ثم إلى السنة ثانيا ولا يعفينا القبول النظري بهذه القاعدة ولكن لابد لنا من تنزيلها عمليا عبر كل مثال وفي كل جزئية حتى فيما لم تنص عليه سوى السنة من مثل الحرير والذهب ولحوم الحمر الاهلية وهي كلها لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة منك وبعض الناس لضيق أفقهم الذهني يحسبون هذا إستنقاصا من السنة أو تهوينا من شأنها وهو عجب عجاب .

    مثال أول : أخرج مسلم عن أبي هريرة قوله عليه السلام " لاتبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في الطريق فأضطروهم إلى أضيقه " مخالفة هذا الحديث وفق الفهم الاولي العام له للقرآن واضحة صريحة في مثل قوله " لاينهاكم الله ...( الممتحنة ) " ولذلك لا مناص من تأويله على إحدى الوجوه التالية : إما أن يكون موضوعا وإما أن قائله ليس النبي عليه السلام وليس لغيره علينا من تشريع كبر ماكبر قدره وفقهه وإما أن يكون لمواجهة حالة خاصة من حرب أو من تأثر عقدي بإحدى الطائفتين أو بما شابه كل حالة خاصة جدا لابد لها من تشريع خاص بها أو أي تأويل آخر لا يصطدم مع محكمات القرآن فإن لم نفعل ذلك وقع لنا ما وقع لمن إستهجن الحارث خوضهم في الحديث خوضا دون علم يرد إلى الاصل القرآني وهو ما دعا عليا للرواية .

    مثال ثان : المثال الاول تعلق بمن سماهم عليه السلام " تحريف الغالين " أما هذا المثال فربما نأتي له ضمن هذه السلسلة ويتعلق بمن سماهم عليه السلام في ذات الحديث " إنتحال المبطلين " ويقول فيه عليه السلام تعقيبا على حادثة تأبير النخل " أنتم أعلم بأمور دنياكم " وهو من إخراج مسلم عن عائشة وأنس ويتخذه اللائكيون الذين كانوا بالامس القريب شيوعيين ملحدين ذريعة لنقض الاسلام من الداخل فينسفون به الشريعة بأسرها وعندها يتحول المسلمون إلى مسيحيين يدعون لقيصرما لقيصر أما العقيدة فالقنبلة الموقوتة لنسفها معدة تنتظر التفجير فلو جادلنا هؤلاء بدون تحكيم الاصل القرآني صرنا ممن قيل لهم " وألغوا فيه لعلكم تغلبون " أي في القرآن.

    كلمات في الموضوع الثاني من الحديث : دعوا النبي نفسه عليه السلام يصف القرآن الكريم :
    بعض الناس يحسب أن الحديث لا يخدم سوى موضوعه الثاني والحقيقة أن الحديث إنما تنزل من عنده عليه السلام جوابا على سؤال من علي في مواجهة الفتنة وهي فتنة يشهد علي هنا بأنها فتنة داخلية تتصل بضرب السنن بعضها ببعض دون تحكيم الاصل القرآني جعلته عليه السلام يحذر منها وقليلة جدا هي الاحاديث التي نظفر فيها بمناسبات نزول وهذا واحد منها حتى عد الامام القرضاوي ذلك جمعا إلى أمور أخرى ساكنت السنة عموما نقصا سيما مقارنة مع ما حظي به القرآن وهو نقص يشعر به كل من يمم وجهه شطر دنيا الحديث في العلاقة مع الواقع المعاصر.

    تحليل مقتضب عام للهيكل العام للقرآن الكريم من نبض الحديث :
    1 ــ القرآن كتاب تاريخ بإمتياز : " فيه نبأ ماقبلكم " وإسم الموصول ما بخلاف من تستخدم للعاقل ولغير العاقل والمستقبل فضلا عن حاضره بحاجة إلى الماضي حاجة الانسان إلى التقويم الذي يهديه لرسم مخططاته والاحتفاء بأعياده وقال الحكماء " التاريخ ذاكرة الانسان " أما إلغاء الماضي بجرة قلم فهو عمل الحمقى والطائشين والقرآن عندما ينبؤنا بخبر ما قبلنا فلتحقق مقصد سطره وهو " عبرة لاولى الالباب " وأسلم البناءات ما إستند حتى في قمة تجدداته إلى رسوخ تاريخي يرسم معالم الهوية ويحميها من عوادي الطمس لذلك جاء محور القصص في القرآن أغزر محور على الاطلاق كما فهل تظن أن ذلك عبث معبوث ؟ كلا سبحانه عما يقولون .
    2 ــ القرآن كتاب مستقبل بإمتياز : " وخبر ما بعدكم " طرد الغربيون الدين بتاريخه الطويل من خطة بنائهم لمستقبلهم فأبدعوا في العمران المدني بينما شيدوا عمرانا حضاريا قتل الانسان قتلا بشعا وإعتبر المسلمون أن أمر المستقبل من أمر الله قضاء وقدرا فأهملوا التخطيط للمستقبل فما شيدوا عمرانا ماديا ولا جددوا عمرانهم الحضاري التليد وخبر ما بعدنا الذي يحمله القرآن إلينا هو خبر المستقبل السرمدي الابدي لحياة الاخرة دار الحيوان وهو كذلك وعده بتوريث الارض في الدنيا وفق سنة الايمان والعمل الصالح وهو كذلك حشد كبير من النبوءات القرآنية والنبوية الصادقة التي تحقق منها الذي تحقق وأزعم أن الذي هو بطور التحقق كفيل بهداية الناس بالعلم الذي إتخذوه إلها من دون الله وهو قادم على أيدي علماء الكون وعلماء الاجتماع الانساني .
    3 ــ القرآن كتاب دستوري سياسي حضاري شامل كامل متكامل بإمتياز : " وحكم ما بينكم " وهو ليس حكما يختص بالنزاعات السياسية بل يمتد ليشمل سائر ما يخص الانسان في كل زمان وفي مكان وفي كل حال يصحب الانسان قبل كونه ماء في صلب أبيه وترائب أمه حتى بعد موته وذلك رعاية له وحفظا من الظلم حتى من قبل نفسه فضلا عن عدوه وذلك هوسرنجاحه لان الانسان يجد فيه سائر ما يحتاج إليه في كل حاله ومجاله لايدع منه خاطرة منسية ولا جارحة ظاهرة ولا يدعه فردا ولا عضوا في أسرة ولا في مجتمع ولاحتى مع العجماء ومرفق الكون وحتى في ساعة نومه له معه حديث روحي أو قضاء موت .
    4 ــ القرآن كتاب العدل ومنشور القسط بين الناس جميعا وفي كل الاحوال والمجالات : " هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن إبتغى الهدي في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الصراط المستقيم ولا تزيغ به الاهواء ومن حكم به عدل " لعل أبلغ آية تبين مدى قيام القرآن بأسره على رسالة العدل والقسط بين الناس بعضهم بعضا وبينهم وبين خالقهم الحق وولي نعمتهم الحق وبينهم وبين الارض وما فيها وبينهم وبين أنفسهم هي " شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط " فالشهادة يشترك فيها معه سبحانه أولو العلم منا وهل تجد منزلة أكرم على نفسك من هذه أما مضمون الشهادة التي إشتركت أنت بعينك فيها فهو ألوهيته سبحانه وقيامه بالقسط وإعراب " قائما بالقسط " حال بما يعني أن القيام منه سبحانه بالقسط بشهادتك أنت بنفسك على ذلك أمر مصاحب له دوما سبحانه فهل تجد بعد هذا رسالة في الاسلام تعلو على رسالة إقامة القسط وهل مازالت عندك غضاضة في أن القرآن هو كتاب القسط ومنشور العدل طرا ومطلقا بإرادة مرادة من الملك الجبار سبحانه وبشهادة منك أنت بعينك ؟
    5 ــ القرآن كتاب التجدد والاجتهاد عبر آلة العلم والبحث والحوار في سائر المجالات والاعصار:
    " ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق من كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه " التجديد والاجتهاد والاصلاح لا يقتصر على الدنيا دون الدين سوى في نوع ذلك الاصلاح أو التجديد والاجتهاد ففي الدين يتجدد الانسان بحسن فهم الدين وحسن تنزيله تقديما لما تحتمه متغيرات عصره ومصره وحاله وعرفه أما في الدنيا فتتجدد الدنيا نفسها بالدين لتغمر الانسان بالسعادة والرفاهية ولابد لك من سؤال : هل يأتي على الناس زمان لا يحتاجون فيه إلى تفاسير معاصرة للقرآن بحكم وفاء التفاسير القديمة بذلك ؟ لو أجبت بنعم أخطأت لان القرآن لا تنقضي عجائبه وليس العجزة سوى نحن الذين نتلقاه كلاما ميتا هامدا يذكرنا بالموت والبلى والاخرة ولا يدفعنا إلى المبادرة بغرس فسيلة صغيرة ونادي منادي القيامة بدأ بالنفخ في صوره . وذلك هو سر خلود القرآن : لايبلى من كثرة الرد عصرا بعد عصر لانه قادر على إستيعاب سائر العصور إستيعاب توجيه وإضافة ومدد وليس إستيعاب إنهزام وإعتراف بالواقع المريض الظالم بالتمسح على أعتاب آلهة الارض.
    6 ــ القرآن كتاب هداية نفسية وزكاة روحية وإستقامة عملية بل هو كتاب حياة الانسان : "وهوالذكر الحكيم ويهدي إلى الرشد ومن قال به صدق ومن عمل به أجر ..." الانسان في الارض سائح غريب لابد له من بوصلة تهديه كيفية التعامل مع نفسه أولا لانه غريب حتى على نفسه إن لم يفقه سرها ومع الكون ومع الانسان والانسان بما هو متعدد الابعاد في حاجة إلى بوصلة أخرى تهديه كيفية المعادلة بين كل تلك الابعاد فيه دون إصطدام ولا طغيان وليس كالقرآن بوصلة هادية للانسان تعاملا مع نفسه ومع غيره ومع الكون ولو لم يفعل القرآن للنازع نحو الطغيان والظلم سوى أنه يقدم له صورة الموت والبلى والاخرة والعذاب المعجل لكفاه .

     
  5. #80
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الثانية والثمانون





    أخرج إبن ماجة والبيهقي وإبن عبد البر عن أنس والطبراني عن أبي سعيد أنه عليه السلام قال " طلب العلم فريضة على كل مسلم " كما رواه إبن عباس وإبن عمر وعلي والحسين وصححه الالباني عليه رحمة الله .

    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ



    من شواهده " إنما يخشى الله من عباده العلماء " و" يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " و " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " وغيرذلك كثير لا يحصى ...



    موضوعه : سعر الانسان في السماء والارض بقدر علمه فالعلم شرط للعمل وباعث عليه .

    ثمة زيادة في الحديث كثيرا ما تلحن بها ألسنة الناس وهي " ومسلمة " وهي زيادة موضوعة

    ربما كانت تفسيرا من بعض الناس للحديث لشموله المرأة حملا للناس على عدم إهمال تعليمها وإلا فإن سائر الخطاب القرآني بصيغة الجمع المذكر فلم يفهم عربي واحد يومها أن المرأة غير معنية بذلك سوى أن الانحطاط حين يجثم بكلكله يلون سائر الحياة بلونه الكريه .كما لابد لك من التوقف عند قوله " فريضة " وهي عند الاحناف أعلى من الواجب ولغة تشعرك بالثقل المطلوب كما في قوله " سورة أنزلناها وفرضناها " ولم يقل ذلك في غيرها لخصوصيتها . كما يلفت الانتباه قوله " طلب العلم " تساوقا مع قوله " إنما العلم بالتعلم " وهو منهج إسلامي يقوم على بذل الجهد الذاتي وسارت سيرة الاسلاف الصالحين على أساس أن العلم يؤتى إليه حتى من لدن الامراء والسلاطين ومن حسن كلامهم أن " العلم مطلوب لذاته " فلا تغضن الطرف عن شدة تخصيصه هنا " على كل مسلم " فليس واجبا كفائيا ولكنه عيني ومعلوم أن الانسان كائن معلم ومكرم لاجل ذلك " وعلم آدم الاسماء كلها " و" الرحمان علم القرآن خلق الانسان علمه البيان " وزاد من تكريمه سبحانه للانسان أنه لم يعلم هو الملائكة بأسمائهم بل كلف بذلك الانسان تشريفا وتمهيدا لامره إياهم بالسجود له " قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم "ومن أصدق ما قال الشعراء " قف للمعلم ووفه التبجيلا ـ كاد المعلم أن يكون رسولا "وهو رسول هداية بالمعنى اللغوي لاالشرعي حقا وصدق من قال " من علمني حرفا صرت له عبدا" وهي عبودية شكر المعروف لا عبودية الشرك ولو كانت غير ذلك لما قبل عليه السلام بتعبير العبد والسيد بعد البعثة لكنه عمل على تجفيف منابع الرق بالكلية .ومعلوم أنه عليه السلام ترجم دعوات القرآن إلى العلم ميدانيا فمن ذلك أنه فدى أسرى بدر مقابل تعليم كل واحد منهم لعشرة من المسلمين وهؤلاء هم القاعدة الصلبة التي إنبنت عليها فيما بعد مشاريع محوالامية كما أمر زيدا بن ثابت بتعلم لغة يهود السريانية والعجيب في ذلك كله أنه عليه السلام كان أميا لا يقرأ ولا يكتب قضاء من الله سبحانه فكانت أميته عليه السلام أمية إعجاز للناس لعلهم يذكروا أن قائل هذا الكلام المعجز من كل جانب أمي ورغم ذلك جرهم العناد المكابر إلى القول بأنه يتعلمه من هنا أوهناك.



    ماهي العلاقة بين العلم والاسلام وهل الاسلام دين علمي ؟ وماهو العلم المطلوب طلبه ؟.

    ما من دابة فوق الارض اليوم إلا وهي تنتسب إلى العلم ولاتسمع منهم جميعا سوى كلمة "علمي" فلا يهنأ لاحدهم بال حتى يصف أمره بأنه علمي ولاغرو فلغة العصر هي لغة العلم دون لجاجة سوى أن كثيرا من الناس يخطؤون في كلمة العلم فيبتذلونها إلى حد تسمية الدجل علما مما يجعلنا نقول بإطمئنان بأن كلمة علم هي الاخرى اليوم منا مظلومة مثلها مثل كلمات أخرى كثيرة والعلم مطلقا هو كل خبر عن رواية أو معاينة عضده الدليل الخاص به فإن كان في المعقولات فلابد له من المنطق العقلي وإن كان في التاريخ فلا بد له من الرواية الصحيحة الثابتة وإن كان في الماديات فلابد له من التجربة السالكة سبلها التجريبية المعلومة إلى حد الثبات القطعي والقاعدة الناظمة لخيط العلاقة بين الحقيقة العلمية في المجال العقلي وأختها في المجال المادي هي " الثابت بالبرهان كالثابت بالعيان ".والاسلام دين الحقيقة العلمية في أم رأسه إذ لا يقبل من مؤمن بالغيب إيمانا حتى ينفي عنه الخرص والتقليد في أخطر وأكبر قضية من قضاياه وهي قضية وجود الله سبحانه التي لم يبرهن عليها سبحانه في القرآن ـ ووظيفته فيها ليست سوى الاحالة والصرف ـ سوى بمادة الكون والتاريخ والفطرة والقصة والمثل والمنطق العقلي مما يجعل ما دونها أولى بالمنهج العلمي الذي أناط الايمان وما يليه بالعقل ولعل أشهر قاعدة اليوم هي " العقل مناط التكليف " .ويقوم علم أصول الفقه الذي سماه إبن خلدون منطق الاسلام على نظرية الاستدلال لغرس الروح العلمية في طلبة العلم وحصد شوائب الخرص والتقليد حصدا ثم تطور علم المقاصد وقام على نظرية الغائية والمصلحية والتعليل لغرس فقه الاسباب والسنن في النفوس ثم تطور علم مقامات المشرع وقام على نظرية تناسب التشريع مع الواقع لغرس روح الواقعية وقبل ذلك ومعه تطورت العلوم الكونية والتجريبية في سائر الميادين رغم إنتقاض عروة الحكم وكاد يسلم الكون بأسره تأثرا بعلوم المسلمين الدينية والاجتماعية والكونية فضم جنوب أمريكا وأروبا وآسيا وإفريقيا وعمر فيها قرونا طويلة ولن تزال الاثار على ذلك شاهدة فوق الارض وعند المنصفين . فبالخلاصة فإن الاسلام دين علمي عقلي بالتمام والكمال والعلم هو الخبر رواية أو معاينة مادة أو تاريخا أو عقلا بدليله الخاص به ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء دون حياء.



    ماهو العلم المطلوب طلبه كفائيا وعينيا وكيف السبيل إلى ذلك ؟.

    إذا كان المجال لا يتسع للتفصيل فإن لب المسألة هو : العلم المطلوب طلبه هو العلم الكفيل بجلب السعادة النفسية والبدنية والمادية للانسان في حياته وبعد موته فردا وعضوا في أسرة وجماعة.فالنفس لا تسعد بسوى الايمان والايمان لا يحققه سوى الدين وأصلح دين للانسان هو الاسلام والحد الادنى المطلوب منه هو عقائده وعباداته وأخلاقه وما تيسر من معاملاته ولابد من حظ النفس والقلب والعقل والروح والعاطفة والذوق والبدن من كل ذلك بالتساوي لتحصيل السعادة.وقس على ذلك مطالب البدن والعمارة والجماعة والزينة والقوة .وعمدة العلم في كل ذلك إن علىوجه التحديد والتخصيص أو على وجه الاقتضاء والاجمال هما القرآن والسنة ثم التاريخ والتجربة ثم كدح الحاضر والتفكير في المستقبل .وموضوع العلم أبدا هو الانسان جلبا لمصلحته ودرأ لمفسدته وقوام العلم أبدا على العقل والنظر وشروطه هي الوعي به والصبر عليه والعمل به والاجتماع عليه والاخلاص فيه والحوار فيه وبذله وتوقيره .



    إقرأ بإسم ربك : حصان الانسان ضد الظلم بإسم العرفان .

    القراءة هي مفتاح العلم ونزولها أول آية دليل ساطع على قيام الانسان حياة على العلم وبما أن الانسان بحكم إزدواجية تكوينه يمكن أن يهوي بنفسه وبغيره بإسم العلم رغم صحته في الهاوية فإن الامر بطلبه " إقرأ" جاء مقرونا بالاخلاص لله سبحانه لانه هو مصدر العلم ومصدر الانسان سواء بسواء وكل علم بإسمه يهان الانسان هو قراءة بإسم الشيطان أو بإسم الهوى والاثرة . ولحث الانسان على الاخلاص في العلم طلبا وصرفا جعل عقله رغم سعة مداه مقيدا بقيود لا يتخطاها فطرة وكذا حواسه المعروفة لعله يفهم من ذلك أن العلم الذي وهبه منة وفضلا فهووعلمه لربه مملوكان .



    القرآن يرسم أصول طلب العلم وبذله : الخضر وصاحب علم من الكتاب نموذجان :

    لايقص القرآن قصة صغرت أم كبرت إلا وفيها من الحكم مالا يشبع منه العلماء ولاتنقضي عجائبها ففي قصة الخضر وموسى عليهما السلام في سورة الكهف بعض أصول طلب العلم وبذله وهي : الصبر والادب الجم والسعي الجاد وتشغيل العقل بدل الاتكال على التلقين الميت والنفاذ إلى أغوار الحقيقة برغم عدم مطابقة الصورة وإشباع غريزة حب الاطلاع ولك مراجعة القصة لمزيد من التدبر أما في قصة بلقيس ملكة سبإ فعجب لم تجمع عليه كلمات سائر من وقف عليها برغم قولهم بأن " الذي عنده علم من الكتاب " هو إنسان وليس جانا ولايهمنا هنا سوى القول بأن الانسان مؤهل لعلم من الكتاب أي القضاء المحجوب لو توفرت فيه أقدار كبيرة عظيمة عالية من شروط الاخلاص والرياضة الروحية الجادة والرؤيا في النوم نوع من ذلك بما هي جزء من أجزاء النبوة ليس إلهاماغريبا عن البرهان بل تكاملا بين القوة والامانة فعمر القوي في برهانه هو ذاته الصفي في وجدانه يوم صاح من فوق المنبر ينبه قائده في العراق " ياسارية الجبل". فبالخلاصة فإن ألد أعداء العلم هو الفصل بين مطالب الروح ومطالب البدن فيه .



    أمة " إقرأ " ترزح تحت أمية عمية بنسبة بين الثلث والربع فأنى لنا بالنهضة ؟.

    سبعون مليون عربي من جملة خمسين ومائتين أميون أمية كاملة بعد نصف قرن كامل من خروج الاحتلال وإنتصاب دولة تحرير فلسطين والوحدة العربية . ألا يوئسك هذا الخراب من كلام رسمي عريض عن محو الامية وبناء الدولة العقلانية والافتخار الكاذب بالعصر الالكتروني والثورة العلمية ؟ وهل تصدق أن الفقر هو الحائل دون إنقاذ الناس من الجهل ؟ فإذا كان العربي المسؤول عن نشر الدين بقرآنه وسنته بحكم عروبته بين مليار وربع من المسلمين الاعاجم أميا فهل تصدق أننا اليوم جديرون بنشر رسالة الاسلام ؟ وماهي رسالتنا لو فرطنا في نشر القرآن ودفنا أ نفسنا حية في مقابر الجهل والامية ؟ وهل تصدق أن أمية العرب ليست حائلا دون تلقيهم للعلوم؟

    ولك أن تعلم أن أغلب ثلث العرب الاميين من النساء فهل تصدق بعد ذلك دجلا عن تحرير المرأة ومم يحررونها ؟ من الذئاب المفترسة لقطعانها ؟ لك أن تسكب معي أبحرا من الدموع على إعلام كاذب مضلل يخدع الناس علىمدى نصف قرن كامل فلا هو حرر فلسطين ولا وحد العرب ولا علم الانسان ما لم يعلم . أجل لك أن تبكي بكاء مرا غير ناس أننا أمة " إقرأ ".



    هلا تحملت الحركة الاسلامية المعاصرة مسؤوليتها كاملة حيال تعليم الامة ؟

    لست من الذين يريدون ظلما إرهاق الحركة الاسلامية المحاربة اليوم من الشرق والغرب بما لا طاقة لها به سوى أني أنبه إلى أن الحركة الاسلامية يوم تتصدر مواقع التوجيه والقيادة في البلاد العربية والاسلامية لن تجد نصيرا من شعوب أمية لن تألوها خبالا وضعا للفتنة فذلك مبلغ الامي من العلم وخير لها تأجيل مشروعها في تسلم قيادة البلاد ألف مرة ومرة قبل تأهل الناس لفك رموز الحرف والعدد على الاقل ولا ينتظر من الامي عادة سوى معاداة مشاريع العلم والعقل والحرية وفي الاثناء عليها بذل ما تستطيع لمحو الامية بسائر صورها البدائية والمعاصرة وفي مصارف الزكاة الثمانية مصرف مخصص لمثل هذا العمل وهو مصرف " في سبيل الله ". وفي التجربة التاريخية الاسلامية الطويلة لم يقم على مشاريع التعليم المجاني عبر الاوقاف والاحباس سوى المجتمعات الاهلية والمؤسسات المدنية أما دور السلطان فكان دوما محدودا صغيرا.

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 16 من 21 الأولىالأولى ... 6 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك