+ الرد على الموضوع
صفحة 18 من 21 الأولىالأولى ... 8 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 الأخيرةالأخيرة
النتائج 86 إلى 90 من 105
  1. #86
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4387

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الثامنة والثمانون

    أخرج مالك بسنده عن علي أنه كرم الله وجهه قال " الامر ينزل بنا لم ينزل فيه قرآن ولم تمض فيه منك سنة يا رسوالله " فقال عليه السلام "إجمعوا له العالمين من المؤمنين فأجعلوه شورى بينكم ولا تقضوافيه برأي واحد ".
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

    من شواهده " وشاورهم في الامر " و" وأمرهم شورى بينهم " و" عن تراض منهما وتشاور".

    موضوعه : الشورى في الاسلام خلق تزكية ومظهر تكريم وتحرير ومقوم ملزم في الحياة .

    لم يعد خافيا اليوم بين سائر المسلمين المهتمين بأمر الامة نهضة وإنحطاطا أن غياب الشورى في سائر مجالات حياتنا وبخاصة في المجال السياسي بحكم هيمنته على بقية الميادين مسؤول بحظ كبير جدا عن تفكك عرانا عبر تفشي التظالم وتنزل التجزئة محل التوحد والفقر محل الرخاء والاستقلال محل الاحتلال والجهل محل الامية والامعية محل التميز .

    النبي الاكرم عليه السلام يحذر من نكبة الاستبداد بالرأي ويجعله مفتاح الانحطاط .

    قبل إيراد الحديث المناسب لذلك لابد من التذكير بتصحيح لبعض الفهوم التي لفرط تأثرها بواقع الانحطاط جمودا على الماضي وتقليدا للاسلاف أو هرعا إلى الغالب شبرا بشبر وذراعا بذراع لم تفقه الامر سوى على أنه قدر غالب لا فائدة من مقاومته حتى إنك لازلت إلى اليوم تستمع إلى مقولات موغلة في الابتذال والمجاجة من مثل أن جبة الحكم التي يلبسها هذا الحاكم أو ذاك ليست سوى جبة من تفصيل ربك سبحانه على مقاس ذلك الذئب الذي لم يرع لله يوما في عباده إلا ولاذمة . أخرج أحمد والطبراني عن أبي أمامة أنه عليه السلام قال " لتنقضن عرى الاسلام عروة عروة كلما أنتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها وأولها نقضا الحكم وآخرها الصلاة " وهل ثمة أفدح خطرا وأنكى ناكية من تحول ما حذر منه عليه السلام من عقبات وحواجز ومطبات في طريق الامة إلى ربها كدحا إليه سبحانه وشهادة على الناس إلى قدر رحماني قاهر لا مناص من الاستسلام له ثم أنى لنا بعد مصيبة ثقافية وفكرية في التعامل مع الوحي من مثل هذه أن نتشوف إلى مجد تليد نشهد فيه على الناس بالعلم والعدل والرحمة والقوة ؟ وهل يبغي الظالمون فينا من حكام ولفائف كثيفة تعيش على فتات موائد سحته سوى ردة ثقافية من مثل هذه؟ واليوم وقد إنتقضت عروة الحكم وفق ما صدر عن الوحي الكريم الصادق هل نفرط في الصلاة وفي سائر ما يتعلق بها من مساجد وجماعة وشعائر أذان وإمامة وقرآن وعلم بدعوى أنها عروة آئلة إلى السقوط تماما كما سقطت عروة الحكم ؟ خذ أليك هذه محكمة قبل فوات الاوان : نكبتنا ثقافية فكرية بالاساس وليست مظاهرها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقومية سوى إنعكاسات وظلال ولن يستقيم ظل عوده أعوج .

    ماهو مقصوده عليه السلام تحديدا بإنتقاض عروة الحكم ؟ : أليس هي روحه وهي الشورى ؟

    لم يكن المقصود أن الناس سيعيشون فوضى لا سراة لهم كما قال الشاعر لان ذلك محال إجتماعا وفطرة كما قال المرحوم إبن خلدون " الانسان مدني بطبعه " ولكن المقصود هو إنبناء الحكم الاسلامي على أساس مضاد لشورى الناس سواء في مستوى رضاهم عنه عبر البيعة العامة ودعنا نركز على أس عملية التراضي لا عن آلياتها ووسائلها لان ذلك من المتغيرات أو في مستوى سلوك الحاكم وسائر مؤسسات الحكم بعد البيعة العامة وروح التراضي تسييرا لدواليب الحياة في سائر المجالات وهو ما نسميه اليوم إبتلاع الدولة للمجتمع وتحولها إلى غول مفترس نهم . وإذا كان الانقلاب الاموي الرهيب الذي يظل يتجرع للعنات تلك السنة السيئة جزاء وفاقا قد حقق تحذيره عليه السلام من تحول الخلافة الراشدة إلى ملك عضوض إنحصر تأثيره تقريبا في المجال السلطاني بينما ظل المجتمع بسائر مناشطه يتحرك بحرية وعدل وكرامة فإن الانقلاب المعاصر من لدن دولة التجزئة دولة ما بعد الاستقلال واليوم هي دولة الارتباط الصهيوني الامريكي بإمتياز شديد ...إبتلع الامة بأسرها وبسائر مقدراتها فقيدها وعطل نهضتها وأجهض قومتها عبر كفران بقيمة الشورى كفرانا يعكس مدى غربة أولئك الذئاب عن ثقافة الامة ومصالحها وهو الامر الذي أدى بعد ذلك إلى الارتماء في أحضان الصهيونية وأذنابها خوفا من نقمة الشعوب التي تمهل ولا تهمل . فبالخلاصة فإن إنتقاض الحكم معناه إنتقاض مبدإ الشورى والشورى هي وراء إندياح قيم العدل والقسط والحرية والكرامة والرخاء وسائر أسباب السعادة.

    نكبتنا الراهنة مزدوجة : تنكر للاسلام في محكماته القطعية و تنكر للامة في إرادتها الشعبية .

    لما أرسل عليه السلام معاذا إلى اليمن قاضيا قال له بم تحكم فقال بكتاب الله فقال فإن لم تجد قال فبسنة رسوله عليه السلام قال فإن لم تجد قال أجتهد رأيي ولا ألوي فضرب عليه السلام على صدر رسوله وقال مبتهجا " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يحبه الله ورسوله " وهو حديث مستخدم عند الاصوليين كثيرا لانه يرسم جانبا كبيرا من علم أصول الفقه وخاصة في مستوى ترتيب مصادره واليوم وقد ورثتنا هذه الحكومات المتصهينة طوعا وكرها لا نحن نسعد بقضاء سياسي وإقتصادي وإجتماعي وثقافي وعسكري يرجع فيه إلى كتاب الله ثم إلى سنة رسوله عليه السلام فيما هو محكم قاطع من مثل الشورى السياسية والعدل الاقتصادي والحرية الاجتماعية والشخصية الثقافية المتميزة والقوة العسكرية الحامية للاوطان ولا نحن نسعد بحرية إجتهاد من سائر أهل الاجتهاد في سائر المجالات فيما هو مختلف فيه أو من العفو المباح .

    السؤال الكبير الملح : كيف السبيل إلى إستئناف حياة الشورى في بلادنا ؟

    لايوجد اليوم واحد من الامة سوى أزلام الصهيونية وبناتها وهم قليل من قليل رغم تسلطهم على منابر الحكم والتوجيه غير مؤمن حتى النخاع بحيوية الشورى أداة تحرير وتكريم للانسان وعامل طرد لنكباتنا من إستبداد وظلم وقهر وإحتلال وذلك التقدم في الوعي هو مظهر من مظاهر إنجازات الصحوة الاسلامية المعاصرة سوى أن السبيل إلى إحلال الشورى محل التظالم مازال طويلا وبعيدا ومعقدا ومن أهم العقبات : تناول كثير منا للشورى على أساس أنها آلية إدارية سياسية والحقيقة أنها خلق يزكي النفس وعبادة تطهر شح الصدور تماما كالصلاة والذكر والتلاوة والصدقة وبما أنها كذلك فذلك يعني أن عملا تربويا من لدن سائر من له بالتربية صلة لابد له من التنزل ضمن تربية روحية على نبذ الفردية لصالح الشورى وتربية فكرية على إحداث التوازن الزوجي في كل أمر يحتمل ذلك وتربية إجتماعية في العيش ضمن جماعة ومؤسسة وإدارة فيها الشورى والوحدة والحرية والصبر وقس على ذلك سائر الدوائر التي يباشرها الانسان .ــ العقبة الاخرى : الابتعاد بدوائر حياتنا الاولية وخاصة الاسرة إنشاء وتواصلا عن قيمة الشورى ولو لم يكن ذلك كفيلا بزرع الشورى في الاسرة وما يليها من بيئات لما قصر سبحانه جذر الشورى على ثلاثة مواضع فحسب في القرآن وهي المشارإليها أعلاه في ا لشواهد ومنها موضع الاسرة وتحديدا مسألة الاسترضاع ولك أن تقول بإطمئنان الواثق بأن مجتمعا تتأسس أغلب خلاياه الاسرية على الاستبداد جدير بتسلط الحاكم عليه فكما تكونوا يولى عليكم كما ورد في الاثر وهو بعد ذلك سنة ماضية في الاجتماع البشري . العقبة الثالثة : عزوف الناس عن الانخراط في الشأن العام وهو عزوف يعزى إلى بضاعة فكرية مزجاة قائمة على فكرة التذرر لا الجماعة وإلى أثرة نفسية مقيتة قائمة على الانانية وإلى تطور الاستبداد الاجتماعي والسياسي في بلداننا إلى حد زرع الخوف والجزع في نفوس الناس فنكل ذلك بمن خلفهم وهذه عقبة تعالج بالثقافة والاعلام والفكر والتجرئة والتضحية من لدن المنخرطين في الشأن العام والصبر على ذلك عقودا طويلة إلى حين إستلام الاجيال الشابة اليوم مشاعل الاصلاح في المجتمع . العقبة الرابعة هي عزوف المنخرطين في دوائر الاصلاح والتغيير وسائر من في حكمهم فكرا وثقافة وإهتماما عن مواطن المشاركة في مؤسسات المجتمع والدولة وإذا كان ذلك ليس دوما متاح بحكم إندياح الاستبداد الحكومي المنظم فإن ما يتاح منه عادة ما يقابل من أكثر هؤلاء بالنفور خوفا من الادانة والوقوع في الاخطاء وتهم الانحياز إلى السلطان على حساب مصالح الشعب إذ عادة ما تغلب ثقافة وممارسة النأي والبعد وتأسيس مواطن النفوذ المستقلة على ثقافة المشاركة وهي مشاركة لها كفلها من الخسائر ولا ريب ولكن دوائر التغيير لابد لها من التعدد والتوزع بين الرسمي والشعبي وبين أجندة أخرى كثيرة " لاتدخلوا من باب واحد وأدخلوا من أبواب متفرقة".

    الرسول الاكرم عليه السلام يرسم نظرية الشورى " إجمعوا له العالمين من المؤمنين ".

    لولم يتعبأ الصحابة بروح الشورى وحق الناس في إختيار حاكمهم على أساس أن الحاكم خادم مستأجر للامة صاحبة القضية تكلف وتراقب وتجازي وتعزل ... لما إجتمعوا في السقيفة قبل دفنه عليه السلام ولما دار بينهم الذي دار من الحوار ولو لم يكونوا متعبئين بفقه زوجية الحياة ناموسا ماضيا لما تناول الحوار مكونات مجتمعهم الجديد من مهاجرين وأنصار ولو لم يكونوا متعبئين بأن عقد البيعة العامة هو عقد تراض بين طرفين محددين لما أهتبلت صلاة الجماعة لقيام كل من رضي بالخليفة الاول حاكما ببيعته شخصيا ولو لم يكونوا متعبئين بذلك لما رفض بعض كبار الصحابة بيعة الخليفة الاول ولثار على الرافضين الثوار وكل ذلك تشكل ثقافة عملية بعد أن كانت قولية إنسحبت على سائر مراحل الخلافة الراشدة على مدى عقود أربعة كاملة حتى أن الشورى في إنتخاب الحاكم أبت إلا أن تتسلل إلى العذراء في خدرها بل أبت إلا أن تحمل عليا على إشتراط تجاوز منهج الشيخين في الحكم وإختطاط منهج جديد تفرضه التحولات بل أبت إلا أن تفرض على ذي النورين التضحية بحياته تحت ضربات المتمردين فلا حالة طوارئ ولا هيبة دولة ولا قوى حماية خاصة وليس ذلك كله طبعا من جانب آخر إيجابي . " إجمعوا له العالمين " هي من مشكاة " ولا ينبئك مثل خبير " و" إسأل به خبيرا " فالعالمين في تولية الحاكم في كل المستويات هم أبناء ذلك البلد بأسرهم وهم أهل الاقتصاد في الغرفة الاقتصادية وأهل التربية والتعليم في الكليات والمعاهد وهم القضاة في مجلس القضاء الاعلى وهم الفقهاء في مؤسسات الافتاء والبحث العلمي وهم أهل الخبرة الرياضية في المجال الرياضي والعسكريون في مجالهم.

    الخلاصة : إن أشد ما نئن منه اليوم هو داء الاستبداد في سائر مجالات حياتنا ولاينفعنا كثيرا أن نعلم أن الشورى هي البلسم الشافي من ذلك سوى أن نتناول حبات الشورى يوما بعد يوم تزكية وعلما وتفعيلا بدء من الاسرة إختيارا وتواصلا ومرورا بسائر مؤسساتنا وإنتهاء بمولد الطاقة الاستبدادية الاكبر فوق الارض أي الدولة المؤممة للمجتمع فليست الشورى إدارة سياسية فحسب بل هي قبل ذلك بالتأكيد خلقا كالكرم والوفاء والشجاعة وليست الشورى شرطا للحرية السياسية فحسب بل هي شرط للرخاء المادي والعدل الاقتصادي والحرية الاجتماعية وتميز الشخصية الثقافية وتحرر الاوطان السليبة وعقبات الشورى كامنة فينا ثقافة وفكرا وسلوكا وتراثا وتاريخا قبل أن تكون في واقعنا رغم مرارته ولاسبيل لاستخلاص الشورى سوى بالتربية والعلم والعمل والصبر والجماعة وحشر الناس للانخراط في الشأن العام والتواصي بذلك وليس كالاعلام الفضائي والالكتروني اليوم يوسع من دوائر الوعي بالشورى ويحاصر جيوب الاستبداد .

     
  2. #87
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4387

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة التاسعة والثمانون

    أخرج أحمد عن أبي أمامة أن شابا جاء إليه عليه السلام فقال " إئذن لي بالزنا " فزجره الناس فأدناه إليه عليه السلام وقال له " أتحبه لامك " قال لا فقال " ولاالناس يحبونه لامهاتم " ثم قال " أتحبه لابنتك " قال لا فقال " ولاالناس يحبونه لبناتهم " وقال مثل ذلك لعمته وخالته ... ثم وضع يده عليه وقال " اللهم إغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه " فلم يكن الفتى يلتفت إلى شئ .

    ــــــــــــــــــــــ

    من شواهده " يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث " و" فقولا له قولا لينا لعله يتذكر ..."

    موضوعه : التربية فن ومهارة وهي شرط يسبق العقوبة سبق الوضوء للصلاة .

    الحديث عن التربية يجب أن يحتل فينا تفكيرا وممارسة حيزا كبيرا مناسبا للانسان دورا ومنزلة في هذه الحياة وهذا الوجود وهو حديث يكثر الاهتمام به في الحركات الاسلامية بصفة خاصة سوى أن عيوبا كثيرة كبيرة مازالت تخترم جهودا كبيرة كثيرة طيبة ساهمت بقسط وافر في تربية جيش لجب من الشباب ذكرانا وإناثا هم عماد الصحوة الاسلامية المعاصرة ومن تلك العيوب الكبيرة حصر كثير من أبناء الحركة الاسلامية المعاصرة لقضية التربية في المستوى الروحي وهو أمر مهم ومقدر ولاريب ولست أبغي بخس الناس أشياءهم سوى أن من شارف الكمال وليس بمنيخ فوق عرشه طبعا ليس له سوى أن يتم تماما كما كان الاسلام لبنة منقوصة في البناء النبوي الرسالي السابق كما عبر عن ذلك الصادق المصدوق عليه السلام فلا تكاد تعثر في برامج ومشاريع الحركة الاسلامية المعاصرة فيما أعرف والله أعلم على التربية النفسية وهو أمر مطلوب ومختلف عن التربية الروحية رغم إشتراك سائر ضروب التربية في جذر عام معروف كما لا تكاد تعثر على أثر للتربية الفكرية من حيث هي تربية وليس من حيث هي علم والفرق واضح جلي بين مادة الفكر وبين التربية الفكرية كما لا تكاد تعثر على أثر للتربية العلمية وللتربية العملية وللتربية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية ...

    من شروط التربية الناجحة :

    أجدد التذكير بأن قضية التربية بمعناها الشامل العام لا الجزئي الصغير لابد لها من أن تحظى بمكاتب دراسات إستراتيجية مختصة تماما كما هو الامر في كثير من القضايا الفكرية والسياسية الاخرى وذلك لان التربية هي المسؤولة عن الانسان من فترة ما قبل ظفر أبيه بأمه حتى موته ولان سائر ما يقدم لنا من مآكل ومشارب وملابس فضلا عن الاغذية العقلية والنفسية والروحية والذوقية والعاطفية وفضلا عن الجغرافيا والتاريخ الذي يضم أضلعنا وفضلا عن رحم الام وماء الاب وطبيعة الخول .. يصنعنا صنعا محكما لا نفر منه قيد أنملة إلا بقدر ما نغير معالم التربية تلك ومعلوم أن التغيير هنا ليس دوما متاح ولا هو مقدور عليه حتى لو جعلناه الهم الاول ولذلك قال الاجتماعيون بحق " الانسان إبن بيئته " وفي الاثر المنسوب له عليه السلام ولا أدري صحة تلك النسبة " الناس بزمانهم أشبه " ومعلوم أنه عليه السلام سأل في مرات كثيرة عن خول الرجل أي أصل أمه وأنه عليه السلام حذرنا من خضراء الدمن وقال " هي المرأة الجميلة في منبت السوء " وهو قانون طبيعي بيئي في الحقيقة ينطبق على سائر النباتات وهل الانسان سوى نبتة إجتماعية تخضع لسائرما تخضع له النبتة الطبيعية ويحتاج إلى أسمدة وزبر وغذاء وأحيانا إلى تهجين كما هو عند بعض الحيوانات ولكن يكون ذلك عند الانسان بالمعنى الايجابي أي المعنى الفكري كما يحتاج إلى مسافة فيها الاشتراك وفيها الاختلاف مع غيره الخ ... ولو إختصرت المسألة في شروط التربية الناجحة ضمن إطار عام لاكتفيت بأمور منها :

    ـــ جمع العملية التربوية لعنصري العموم والخصوص في آن واحد مراعاة لاختلاف الناس إختلافا بينا واسعا في سائر معطياتهم الجغرافية والتاريخية وسائر معطيات بيئاتهم عامة والاختلاف من شأنه فرض التنوع ضمن وحدة تربوية عامة لها سقفها المحفوظ المنضبط.

    ـــ مراعاة العملية التربوية للفطرة البشرية بسائر أبعادها العقلية والنفسية والذوقية والعاطفية والبدنية والفردية والجماعية لان التربية ليست سوى محاولة للموافقة بين معطيات الفطرة ومعطيات الواقع وهي موافقة حذرة لان كل خطإ فيها في مستوى الاتجاه العام يؤدي إلى

    كارثتين : إما الامعية بإسم الضعف البشري وموافقة الواقع والاستجابة لضغوطه وإما المثالية الخيالية بإسم الطهر الروحي ومخالفة الواقع وتعديله بالقوة وبالسرعة وذلك راجع إلى أن الفطرة البشرية مزدوجة تماما كما هو واقع الناس والسائر بين إزدواجين فطري وواقعي له رحابة واسعة في الوسطية غير أن ما وقر في الفطرة من جهة وما وقر في الواقع من جهة لهما قوة سحرية رهيبة بحكم قانون الابتلاء تجذب السائر إليها .

    ـــ مراعاة العملية التربوية لشبكة السنن والاسباب الاجتماعية العامة التي بنى عليها سبحانه كونه وخلقه إذ من شأن العملية التربوية تسريع الخطى وعدم الصبر على نضج الثمرة لان الانسان بفطرته عجول كما ورد في الوحي ولكن من شأن القوانين السببية والسننية الثبات على ما هي عليه لا تسرع خطاها دموع متعجل ولا تبطؤها دعة متمهل .

    إنبناء العملية التربوية على وتدين كبيرين : العقلانية من جهة والبيئة من جهة أخرى .

    الحديث الذي بين أيدينا اليوم صريح في أن العملية التربوية لابد لها من ركن عقلي تستند عليه غير أنه ركن لا يتنزل سوى في زمانه ومكانه وحاله المناسب أي يتنزل على من تسمح لهم سنهم بحد أدنى من التفكير العقلي وهو الطور الاطول زمنا في الانسان ولكنه ليس هو الاساس وليس الاساس أو الركن الثاني للعملية التربوية سوى هو توفير البيئة المناخية المناسبة للترغيب في مادة تلك العملية ولكنها بيئة لا توفر الترغيب فحسب بل توفر الترهيب كذلك وربما نتعرض لهذا الشرط الاطاري لاحقا بإذنه سبحانه ونلمس بيسر أن السيرة النبوية في سائر أطوارها كانت حريصة كل الحرص على توفير تلك البيئة وبذلك يتميز الاسلام عن غيره أنه ليس كتاب قانون جاف مجرد يسرد الواجبات مشفوعة بالعقوبات ولكنه يظل يحفر كل يوم للتربية في النفوس وفي الواقع مهما كان صغيرا ومحدودا محضنا فلم يهاجر مثلا حتى وطأ لذلك ببيعتين من أهل دار الهجرة وبسفير هو مصعب ولما دعا إلى المؤاخاة عمد إلى نموذج عملي فآخى بين كل مهاجر وكل أنصاري ولما أراد بناء المجتمع الجديد المتنوع على أساس الوحدة والحرية معا أنشأ الصحيفة وهكذا ..

    المعافسة العملية من جهة وتلقيح الترغيب بالترهيب من جهة أخرى : ركنان مهمان .

    أخطر شئ على العملية التربوية هو عدم تعريضها للتجربة والمعافسة ومواجهة الصعوبات الطبيعية التي يلقاها كل حي فمن لم يمت مثلا عبر موتة الجهاد والشهادة فليس معناه بقاءه حيا دوما بل هو ميت لا محالة بمليون صورة لم تكن تخطر له على بال وليس أحمق من تجنب الجهاد فرارا من الموت ولا من تجنب مخالطة الناس فرارا من الاثم ولا من تجنب الزواج فرار من المشاكل الزوجية ولو تدبرت سنته عليه السلام فإنك لاف أنه لم يزود صحابته بعلوم ومعارف كبيرة كثيرة ضخمة خاصة في المستوى الكمي بمثل ما نفعل نحن اليوم بأنفسناوبغيرنا وإنما علمهم عبر الاقتناع العقلي والطمأنينة النفسية الحد الادنى الضروري مما يحتاجه الانسان في حياته ثم دفع بهم مباشرة وبعد ثلاث سنوات فحسب إلى الواقع الصعب فقتل من قتل وأوذي من أوذي وهاجر مكرها من هاجر وسارت الحياة بأسرها رغم إنتصاراتها ونجاحاتها على يديه عليه السلام ثم على أيديهم على ذلك المنوال حتى إن العلم عندهم بخلاف ما هو عندنا اليوم لا يعني سوى الفقه العقلي مقرونا بالضرورة بالممارسة العملية إقتران الماء بمكوناته المعروفة . وليس أخطر بعد ذلك على العملية التربوية من تناولها على أساس أنها غنم يصحح مسيرة الانسان ويعدل حياته دون تعرضه للغرم المناسب لذلك فكما أن الامل والالم طبيعة يندمجان فلا يظهر هذا دون ذاك فإن الانسان الذي يتربى على المرغبات دون المرهبات أو على المرهبات دون المرغبات لا يصلح للحياة ولا لصعوباتها .

    نموذج نبوي في التربية :

    لامناص من تتبع مواضع التربية في سيرته وهو أمر كفيل بإستنباط نظرية في التربية لا ينقصها سوى معالجتها على ضوء الواقع وقبل ذلك تشذيبها مما قد يكون ملابسا لخصوصيات زمانية أو مكانية رغم أنه في مثل هذا المجال نادر جدا ولكن دعني أقدم لك هذا النموذج النبوي التربوي العظيم : رأى يوما عليه السلام شابا يختفي في ملابس نسائية ويتخلل مجالس النساء دون أن يشعر به أحد فلما إنفض المجتمع وواتت الفرصة سأله عليه السلام عن حاله بكل لطف فقال الشاب لقد شرد لي جمل وأنا بصدد البحث عنه فأكتفى عليه السلام بالقول له رد الله عليك جملك وظل عليه السلام يسأله عن جمله الشارد كلما لقيه حتى ظن الشاب أن سؤاله عليه السلام كل مرة عن الجمل الشارد قصة لابد لها من نهاية إضافة إلى أنه قذف في روعه أنه عليه السلام ربما عرف شيئا عن قصته مع النساء فعمد إلى تجنب ملاقاة النبي عليه السلام ولكن شاء الله أن يلتقيا يوما وجه لوجه فما كان منه عليه السلام سوى أن أعاد عليه ذات السؤال وعندها لم يتمالك الشاب من الحرج والاضطراب وأخبره بالحقيقة فودعه عليه السلام بذات اللطف الذي لقيه به أول يوم قائلا " رد الله عليه جملك الشارد ". ولم يعد الشاب إلى مثل صنيعه بعد ذلك أبدا .

    خلاصة عامة : التربية في عملنا تفكيرا وتخطيطا وتنزيلا لابد لها من عناية أكبر كما لابد لها من الجمع بين النظرية الاسلامية وبخاصة في السنة النبوية وبين معطيات الواقع والتاريخ ولا بدلها من إطار يجمع شروطها ومنها : الانسان والواقع والعملية ذاتها والاساس العقلي والبيئي المناخي ومعافسة الحياة بسائر دروبها اليسيرة والعسيرة والاساس الترغيبي والترهيبي والله أعلم .

     
  3. #88
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4387

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة التسعون



    أخرج الترمذي عن أبي برزة الاسلمي وعن إبن مسعود والبيهقي عن معاذ إبن جبل وعن إبن مسعود أنه عليه السلام قال " لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين إكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه ".
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ



    من شواهده " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " .


    موضوعه : أربعة رساميل يهبها المالك عبده ثم يحاسبه عنها وعن أرباحها .

    معلوم أن الانسان سواء علم ذلك أو جهله أو عمل بمقتضاه أو نبذه عبد مملوك لمعبود مالك وهي حقيقة ساطعة لا ينكرها دليل حتى أن الانسان لا يكتسب مشروعية إنسانيته تحريرا وتكريما وتأهيلا سوى تحت سقف تلك الحقيقة الساطعة وسائر ما عداها تجاهلا أو إستكبارا لا يعتد به كما أنه معلوم أنه سبحانه بنى علاقة العبادة وعقد الاستخلاف بينه وبين عباده على قاعدة الاتجار " أولئك يرجون تجارة لن تبور " و" تجارة تنجيكم من عذاب أليم " وذلك لتمليك العابد من الرساميل التي يحتاجها ضمن ذلك العقد ومن ثم محاسبته عليها وعلى أرباحها وعلى ذات الاساس بنى سبحانه كثيرا من العلاقات الكونية والاجتماعية وذلك مظهر من مظاهر تحرير الانسان من التواكل والعجز والبطالة والعطالة ومظهر من مظاهر تكريمه بالعقل والمسؤولية والتوكل والاعتماد على النفس وخوض التجربة معاينة ومعايشة بحلوها ومرها وذلك بالرغم من أن المالك المعبود سبحانه لا تزيده تجارة عابده المملوك مهما طفحت أكيالها وربت أرباحها فهو الغني الصمد كما لا يضره بوار تجارة ولا كساد سوق مما يبرز بجلاء كبير بأن منهج الاتجار من لدن العابد المملوك في رساميل مالكه المعبود كفيل بتحرير الانسان من الجشع والانانية وعبادة الذات وبتكريمه بالمال الذي يحقق به طموحه في حياة سعيدة .



    أول الرساميل : حياة .

    الحياة سر إلهي رحماني محض لا يتسنى للانسان كنه حقيقته " يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون " فهي بذلك عطية مهداة ورحمة مسداة سوى أنها في الجانب المقابل غنيمة لابد لها من أداء غرمها جزاء وفاقا وهبة الحياة منة دليل ألوهية من الواهب سبحانه وهي أثر عبودية خانعة من لدن الموهوب له ولو علم الناس سر الحياة إنشاء من عدم أو تجنبا للهرم وللموت " لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا " و" لعلا بعضهم على بعض " وليس كالموت ذكرا ولو بتفكير إسلامي غير خالص عند المؤمنين مطامنا لغلواء الانسان وكابحا لاهوائه الطاغية ولذلك يكثر الطغيان المدمر عند من لا يؤمن ببعث ولا جزاء أو يرقب فيه سعادة بدعوى أن الرب بزعمهم الكاذب ضحى بإبنه لغسل ذنوب البشرية جمعاء فسبحانه وتعالى علوا كبيرا عما يقولون.واليوم لا يشاكس عاقل في كون الحياة هبة رحمانية خالصة يهبها مالك الملك سبحانه لمن يشاء متى يشاء وينزعها عمن يشاء متى يشاء كما لا يجادل مجادل في كون تلك الهبة الرحمانية الخالصة هي أم النعم وحاضنتها إذ بالموت تستحيل سائر الهبات مهما عظمت أثرا بعد عين . فالحياة إذن هي أم الرساميل الالهية الممنوحة للانسان سواء بشمولها لسائر مظاهر الحياة البدنية والنفسية والعقلية والروحية أو بتجددها عبر التناكح والتناسل وحفظ الذكر بعد الموت وهي لفرط شعور الانسان بعظمتها وأثرها على وجوده وسائر منافعه يضحى بسائر ما دونها من أجلها لحفظها وسائر ماهو في حوزته هو دونها ولا ريب حتى أن الانسان مهما بلغ به الكفر والعتو جورا على الفطرة وإستعلاء مستكبرا يعوض به عن شعور دنيء بالدونية يتنازل عن كل ذلك في ذات اللحظة التي تهدد فيها حياته بالاخطار " حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وجاءها الموج من كل مكان وظنوا أنهم قد أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين " وليس أدل على ذلك من قالة فرعون التي يرددها اليوم وغدا كل من سلك سبيله لو تعرضت حياته للهلاك " آمنت بالذي آمنت به بنوإسرائيل " فقيل له " ألان وقد عصيت قبل ..." . وحياة الانسان مختلفة عن سائر أنواع الحياة الاخرى فهي أطوار متتالية من صبا إلى شباب ثم إلى كهولة وشيخوخة وهي مزودة بكل أدوات العمل المختلفة من روح ونفس وعقل وذوق وعاطفة في المستوى الغيبي المعنوي وبمثل ذلك في المستوى المادي من بصر وسمع وذوق وتحتوي على سائر مظاهر الفعل والتعبير نظريا باللسان وعمليا بالجارحة ولا ينطبق عليها سوى قوله سبحانه " خلقك فسواك فعدلك " و" في أحسن تقويم " وهو حسن وتسوية لا يند عنها مظهر مادي ولا معنوي حتى أن الانسان صنع لملاءمة سائر الاحوال والظروف المناخية والطبيعية من ناحية والنفسية والروحية من ناحية أخرى وهو الالة الاكثر تطورا والاشد تقدما ومناسبة لاصلاح نفسه وسائر ما حوله بإمتياز لا يبلى فيه ذلك مهما بلغ تطوره وتقدمه وما من آلة يصنعها إلا وهو أرقى منها ولو دققت النظر في أي جهاز من أجهزته النفسية أو البدنية لالفيت إحكاما في الصنعة لا يضاهى فدقات قلبه مثلا تظل تخفق بإنتظام علىمدى عقود وبمثل ذلك تظل تعمل رئتاه وسائر أجهزته المكونة مما لا يحصيه حاص حقيقة لا مجازا من أدق الشعيرات والشرايين ذات العلاقات المجهولة في أغلبها إلى يوم الناس هذا ... وتظل تعمل تلك الالة الانسانية العجيبة العظيمة علىمدى تلك العقود الطويلة دون توقف مهما كان قصيرا ولو لحاجة رعاية أو صيانة وهو مالا يحدث لاي آلة أخرى . وبذلك ملكه ولي نعمته ومالكه سبحانه من أول الرساميل العظمى التي يحتاج إليها في تجارته فهل يعقل أن يترك بعد كل ذلك سدى لا مجال فيه للحساب ؟ ولذلك كذلك كان الاعتداء على أولى الرساميل تلك ـ رأسمال الحياة ـ سواء بالقتل أو بالانتحار إعتداء لا يغفر أبدا حال الانتحار ويعسر غفرانه جدا حال القتل تماما كما لو ملكت أنت ولدك رساميل كبيرة عظيمة لا حد لها كفيلة بإسعاده فعمد إلى تبديدها هزلا وحمقا وطيشا في لمح البصر غير عابئ بك ولا بجهدك ولا بنصبك وتعالى سبحانه عن ذلك علوا.



    ثاني الرساميل : الشباب .
    الشباب طور من أطوار الحياة سوى أنه سبحانه خصه بأن جعله رأسمالا مستقلا وذلك تمييزا له عن سائر أطوار الحياة كما يخص الخاطب مثلا مليحة بعينها من سائر المليحات رغم أنه ينطبق عليهن جميعا ما قاله عليه السلام لمغالبة الشهوة " فإنه عندها الذي عندها " وسبب ذلك معلوم لكل الناس سيما من إستمتع بطور الشباب حيوية وتدفقا وقدرة عجيبة على العمل والعطاء والتحدي والمغامرة حتى قيل " الشباب شعبة من الجنون " والشاب يفعل في الحياة خيرا أو شرا مالا تفعله أمة كاملة من الصبيان ومعها أمة أخرى من الكهول والشيوخ لذلك أكد القرآن كثيرا على فتوة كثير من الانبياء والصالحين من مثل أصحاب الكهف وإبراهيم ولم يكن سائر الاصحاب تقريبا وهم الذين حملوا دعوة الاسلام إلينا وإلى العالمين حية سوى شبابا حتى أنه عليه السلام أمر أسامة إبن زيد وهو في العقد الثاني من عمره لذب الروم في أقاصي الشام على مئات من خيرة الاصحاب سبقا وعلما ودراية وبلاء ممن جاوز العقد الرابع والخامس . ولذات السبب تحرص اليوم الدول والحكومات العاقلة الراشدة الحريصة على بناء مستقبل بلدانها حتى بعد ممات حكامها وسلالاتهم على تعديل العمران السكاني على أساس وفرة الشباب عبر تشجيع التناكح والتناسل لان الشباب هو العائل للبلاد وللامة والشعب بكفاح يديه ضربا في الارض وبعطاء عقله كشفا للعلوم ولو مات التناكح مات التناسل وهرمت البلاد وورثها من هم أكثر عدا.ويتوافر الشاب عادة سيما لو لقح بالمنهج الاسلامي على أكبر معطيين يجعلانه عامل بناء وقهر للشدائد ومصنعا للانسان في محضن الاسرة وهما : القوة النفسية عبر الطموح والامل والتوكل والقوة البدنية عبر إستواء بنائه الهرموني فإذا ما بنى عش الزوجية تضاعف ذلك ودر على البلاد خيرات لا حصر لها . وفي تاريخنا المعاصر لا يمر التغيير سوى عبر الشباب .


    ثالث الرساميل : العلم .

    العلم في أصله رأسمال معنوي روحي نفسي عقلي سوى أن كل تمدن وتحضر فوق الارض هو وليد ذلك الرأسمال كما تنتج البهيمة عجماء ورأسمال العلم موقورفي الانسان وقرا فطرة " وعلم آدم الاسماء كلها " وآدم هو من علم الملائكة تلك الاسماء مباشرة بأمر منه سبحانه تكريما له " الرحمان علم القرآن خلق الانسان علمه البيان " وهو أي العلم تتعاون في إنتاجه قوتان في الانسان عقله من جانب ونفسه من جانب آخر إذ العلم لدى خائر الهمة خذلان له وللمتلقي عنه وهو لدى طائش العقل ممتلئا حمقا وبلاهة مضر وليس كالعلم مظهرا من مظاهر تحرير الانسان وتكريمه وهو به على الملك مفضل مسجود له وهو به مكلف مؤهل مسؤول مستخلف مستأمن مبتلى والعلم والعمل تماما كالشجرة وثمرها ولك أن تنظر في حال الناس بأي الشجر يحفلون بالمثر المغدق ولو ظلا أو كلا نعم أم بشجرة الزقوم ؟ وليس مطلوبا لذاته لطالب الدنيا دون الاخرة ولطالب الاخرة دون الدنيا ولطالب الدنيا والاخرة معا وهو حال المؤمن دون غيره سوى العلم ولو لم يكن العلم على ذلك القدر لما كان مفتاح الخطاب الرحماني " إقرأ " ولما كانت سورة القلم الذي به أقسم سبحانه حتى قال قائل حكيم بأن مدار الاسلام على ثلاث وهي سورة القلم رمزا لمكانة العلم آلة الانسان في الحياة وسورة الشورى رمزا للجماعة الجامعة بين مطلبي التوحد والحرية وسورة الحديد رمزا للجماعة القوية قوة مدنية وقوة حربية . ولو إطلعت اليوم على من حولنا من الامم والشعوب لالفيت بيسر أن العلم من عطاء ربك غير المحظور على كافر ولا مؤمن كلما طلبه وأن السؤدد لاهل العلم ولو كفروا والهزيمة والذلة لاهل الجهل ولو آمنوا .



    رابع الرساميل : المال .
    لا يسأل الانسان عن سائر رساميله من لدن مالكها وواهبها مرتين سوى عن رأسمال المال "من أين إكتسبه وفيم أنفقه " وذلك بخلاف العلم فلا يختلف الامر في إكتسابه ولو من كافر ظالم كابر عن كابر كلما كان العلم صالحا نافعا صحيحا وبخلاف الحياة والشباب لان إكتسابهما هو قطعا منه سبحانه والسبب في ذلك راجع إلى أن الانسان لا يظلم ولا يظلم في إكتساب حياته وشبابه وعلمه لان حياته وشبابه لا يستشار في كسبهما أصلا فهو إختيار رحماني محض أما علمه فلا يسأل عن مصدر كسبه لان العقل كفيل بنخل صحيحه من سقيمه فلا يضر العقل علم ضار لانه مزود بنظام المناعة الذاتية إذ حتى لو تعلم المؤمن السحر بحسب إبن تيمية فإنه لن يستخدمه سوى لدفع ضره عن نفسه وعن غيره وكذلك بسبب أن كسب العلم لا يقبل عليه في العادة سوى من قمع هواه وغلب شهوة الدعة فيه والخمول بخلاف المال فإن المحذور أن ينقاد طالبه بمحض شهوته فيكسبه من حرام لذلك يسأل عن مصدر كسبه لماله حتى قالت بعض الاحاديث أنه يسأل عن خمس بدل أربع بإعتبار أن المال ينصرف مرة للكسب ومرة أخرى للبذل . رأسمال المال هو في مقابل رأسمال العلم ولكنها مقابلة تتكامل لا تتنافى فرأسمال العلم يهتم ببناء النظام الدفاعي الداخلي بينما يهتم رأسمال المال ببناء النظام الدفاعي الخارجي ولا قوام للانسان سوى بالعلم وبالمال معا والجامع بين حد أدنى منهما معا هو المؤمن حقا بخلاف الفاقد لكليهما أو لاحدهما بالكلية وليست الحرب اليوم في الشرق والغرب سوى لاجتثاث كسب العدو من ذلك وفرض كسبه عليه فرضا فبإسم العلم تعدل مناهج الاسلام في بلادنا وتجفف ليتمكن المحتل من فرض علمه وبإسم المال تعقد التحالفات وتحتل بلاد النفط والماء وتنظم العلاقات التجارية على أساس كسر الحواجز أمام حركة المال نقدا وبضاعة ليتغلب القوي ويقهر الضعيف والقوي بماله لا يقهر عادة حتى لو كان ضعيف العلم والقوي بعلمه لا يقهر عادة حتى لو كان قليل المال فهل بعد رساميل العلم والمال سيما ضمن طور الشباب على مستوى أمة من الامم وضمن نعمة الحياة بأسرها رساميل أخرى يمكن أن يمتن بها عليك ممتن ؟




    الخلاصة : أنت تاجر وهبك الغني رساميل أربعة وهي الحياة والشباب والعلم والمال ودعاك إلى المضاربة في أرضه برا وبحرا وجوا وزودك بسائر أدوات تجارتك من عقل وقوة وجماعة وأرض وفترة زمنية كافية وخبرة تاريخية من قصة من سبقك ثم هو سائلك عن رساميلك وأرباحها يوم القيامة فلا تتبع سبيل من حول الحياة فرصة ذهبية للاستمتاع الرخيص يقضيها بأسرها عاريا على شاطئ بحر جميل ولا سبيل من إستخدم قوة شبابه إرادة وبدنا للافساد فإن ما أفسد الشباب لن ينصلح إلا توبة متوبة ولا سبيل من إستكبر بعلمه فطوعه لقتل الناس أو هان عليه فداسته الاحذية العسكرية والكسروية القذرة صكوك غفران لجرائمهم ولا سبيل من ظلم نفسه مرتين بماله فكسبه بالسحت والربا والنهب والمسألة ثم أنفقه إسرافا في مباح أو تبذيرا في حرام . الحياة بسائر رساميلها فرصة وحيدة ولا ريب ولكنها فرصة العامل المجتهد الذي لا يلغي الاستراحة والمتعة إستقواء على وعثاء الطريق فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل.

     
  4. #89
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4387

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الواحدة والتسعون



    أخرج الشيخان عن أبي موسى أنه عليه السلام قال " إن الاشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعامهم في المدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم إقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم ".
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ



    من شواهده " إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى " و" قل أمر ربي بالقسط " ...



    موضوعه : أعلى مقاصد الاسلام مطلقا هو العدل فبالعدل يعبد المملوك ولي نعمته ويوحده وبالعدل يسوس نفسه وبالعدل تقوم الاسرة وبالعدل تقوم الدنيا وبه يدخل الظالم النار.

    الاشعريون قوم من أهل اليمن ومنهم أبوموسى الاشعري راوي هذا الحديث عنه عليه السلام وكان صحابيا كريما متميزا بجمال الصوت حتى أنه عليه السلام كلما مر به وهو يتلو كتاب الله سبحانه لبث ما شاء له الله أن يلبث مستعذبا تلاوته دون أن يشعر بذلك أبو موسى فلما يكون الغد يقول له عليه السلام " لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داوود يا أبا موسى " فيقول أبوموسى " لوعلمت أنك تستمع إلي لحبرته لك تحبيرا يارسول الله ". فليس يخلو واحد في الدنيا بأسرها على إمتداد الخلق الرحماني من مزية واحدة على الاقل يفضله ربه بها عن سائر خلقه سوى أن من يكتشف ذلك في نفسه فيهذبه وينميه ويستخدمه في مرضاة ربه سبحانه قليل من قليل وهذا مبحث تربوي جدير بالتأمل فهل من متأمل .



    الدرس الاول من الحديث : التكافل بين الناس خلق يتراحمون به حال الحرب وحال السلم .

    راجع الحديث فسيلفت إنتباهك قوله " إذا أرملوا في الغزو أو قل طعامهم في المدينة " ذلك أن كثيرا من الناس اليوم يتعاطفون مع بعضهم بعضا حال المجاعات الكبرى والحروب المدمرة والمصائب التي تهز الدنيا هزا كالفيضانات والزلازل والحرائق فإذا مازالت أسباب ذلك أو ذهبت آثاره تناسوا أنهم خلفوا وراء كل ذلك ربما ممن لم يصبهم شئ منه من عبر عنه القرآن الكريم بقوله " القانع " في سورة الحج أو بقوله " لايسألون الناس إلحافا " في سورة البقرة ولذلك قال تعالى في ذات السورة " إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خيرلكم " حتى يعدد مسارب الانفاق من جهة وتعم الرحمة القانعين الذين لا يسألون الناس إلحافا بسبب من الاسباب من جهة كما تعم من سماهم في سورة الحج " المعتر " الذي ألجأته الحاجة إلى التعري فأصبح مكشوف العورة أي الحاجة والفاقة لكل الناس . فهو عليه السلام هنا يريد لفت الانتباه إلى أن التوازن مطلوب من الناس على نحو لا ينفقون على من هدتهم الجوائح والحروب فحمل الاعلام إلى الناس خبرهم وحرض عليهم بالخير وفي المقابل يغفلون عمن لم يكتب عنهم يوما حرفا واحدا ولا وصلت إليهم يوما ريشة فنان ولا مصدح إعلامي فيقضون جوعا والناس يحسبونهم أغنياء من التعفف سيما لو وجدوا في بلد يقول عنه الناس من حوله أنه بلد سياحي جميل حقق حكامه له معجزات إقتصادية حتى حولوه إلى جنة في الدنيا فلا وجود فيه لفقر ولا لخصاصة .



    الدرس الثاني : لا تسمى هذه إشتراكية ولكن تسمى إسلاما فحسب .

    يوم كانت النظرية الاشتراكية الغربية تعمي الابصار وتخلب العقول بما تقوله عن الرأسمالية الجائعة المفترسة في ذات المدرسة الغربية في أواسط القرن الميلادي المنصرم أضطر كثير من المفكرين لاسباب مختلفة ومتعددة في الان ذاته إلى تأليف كتب بعنوان " إشتراكية الاسلام " أو ما شابه ذلك غير أن شيئا من الاثر العكسي لما أراده بعض أولئك وليس كلهم طبعا حصل إذ لابد لك يومها من أن تكون إما إشتراكيا وإما رأسماليا أما القول بأن الاسلام الذي ننتمي إليه نظرية أخرى مغايرة حتى في قضايا الاقتصاد والاجتماع والسياسة فضلا عن الاسس العقدية والخلقية هو ضرب من الرجعية لان الاسلام يومها لا يعدو أن يكون في عيون الناس إلا قليلا حزمة من الشعائر التي لا تقدم ولا تؤخر في دنيا المال والحكم أما اليوم فبفضل الله سبحانه الذي قيض لدينه ودعوته صحوة كريمة طيبة مباركة فإن كثيرا ممن كان بالامس يدعو إلى الاشتراكية الغربية فضلا عمن سواهم هم فرسان معركة الحق والعدل والحرية من منطلق الاسلام ونظرية الاسلام في الاقتصاد والسياسة ليست بعيدة عن التبلور الكامل وهي في كل الاحوال بينة المعالم والاسس.



    الدرس الثالث : في المال حق سوى الزكاة والاحسان فريضة مفروضة بعد العدل .

    من الاثار الفكرية المدمرة التي غرسها فينا الانحطاط الثقافي الطويل إعتبارنا أن حق الله في مالك وسائر كسبك لا يتعدى الزكاة وهو خطأ فاحش من زوايا عديدة وأول تلك الزوايا أن الدين أسس فينا الاخلاق وحياة القلوب والرحمة والتعاطف والتكافل والتعاون والتآخي والجماعة قبل تأسيسه التشريعات المالية المحددة فمن لم تسعفه حياة قلبه لانتشال أخيه الانسان سيما المسلم والجار والرحم والمحتاج من مخالب الحاجة وكماشة الفقر فلن يغني عنه شيئا أنه أدى زكاة ماله لو أداها لذلك روى بعض الصحابة الكرام في الحديث الصحيح عنه قوله عليه السلام " من كان له فضل ظهر فليجد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل طعام فليجد به على من لا طعام له" ثم قال الصحابة " وذكر عليه السلام أصنافا كثيرة من الاموال حتى ظننا أنه لاحق لاحد منا في فضل ماله ". ولذلك كان لابد للمسلمين من دولة قوية مهابة تقوم على العدل والحق تأخذ الزكاة من أصحابها فتردها على مستحقيها فإن لم تغن الزكاة الناس عن معرة السؤال أو الحاجة فرضت لهم من مخصصاتها أو من الاغنياء والموسرين ما يسد حاجتهم ويستر خلتهم وهو أمر يؤكد أن قيام الاسلام على العدل ليس متروكا لاحسان المحسنين ولا حتى لمجرد أداء الزكاة ولذلك قرر أهل الفقه والعلم من قديم الزمان قاعدة عظيمة " في المال حق سوى الزكاة ". كما أنه سبحانه لم يأمر بالعدل فحسب بل أمر كذلك بالاحسان مما يعني أن مفهومنا عن الاحسان مغلوط يقوم على التطوع والصدقة ولو كان الامر كذلك ما أمر به سبحانه أمرا بصيغة الامر لحما ودما في مواضع قليلة جدا دون عدد أصابع اليد الواحدة كلها تحوم حول العدل والقسط . لابل إن الاحسان هو تجاوز منطقة العدل إلى بذل المعروف حتى يغتني المحتاج إذ كثيرا ما لا يؤدي العدل إلى سد حاجة المحتاج فعندها لا تعذر ولا يعذر أحد حتى تستخدم الاحسان لسدها وخاصة لو كان ذلك كما أشارت الاية مرتبطا بذي القربى فهم أولى بالاحسان سيما لو كانوا فقراء ولو أغنى كل واحد منا رحمه وجاره لما جاع أحد مطلقا .

    الدرس الرابع : هل لك أن تكون منه عليه السلام ويكون هو عليه السلام منك ؟.
    راجع الحديث " فهم مني وأنا منهم " ألست تتمنى أن يطوى الزمان طيا فتكون الان مع الاشعريين تأتي بما عندك في بيتك من مال حتى إبرة صدئة معطوبة فتضعه في الاناء المخصص لذلك ثم يقتسم جميعهم كل ذلك كقوم إجتمعوا على خوان واحد يأكلون من قدح واحد كما تفعل اليوم العائلات الريفية المحافظة في وجبات الصباح والزوال لا كما إندثرت فينا هويتنا الخاصة بنا في صغائر حياتنا بإسم التقدم والتطور والمدنية والحضارة فبتنا ذئابا مفترسة لا نجتمع حتى على خوان واحد ونأكل من قدح واحد أثرة وحسدا وأنانية وكراهية . ولكن لو أخلصت القصد ما إحتجت إلى طي زمان ولا إنتساب إلى الاشعريين سوى أن تتحرى ما يجعلك منه عليه السلام خلقا ويجعله منك ولكن كيف ؟ بداية إحذر الشيطان الذي يغويك الان بقوله بأن الزمان تبدل والدنيا تغيرت ولم يعد مناسبا ولا حتى ممكنا أن نجمع أموالنا ونضعها في إناء ثم نقتسمها فهذا أسلوب ربما يصلح بالاشعريين في اليمن قبل خمسة عشر قرنا . عليك تطبيق قاعدة" ما لايدرك كله لا يترك جله " أي أرغم أنفه وأنف شهوتك الطاغية وخصص من مالك نصيبا شهريا محددا تجعله في حاجة جارك أو رحمك أو من تقدر حاجته إليه ولا تتخلف عنه ما حييت ثم إنظر في ملابسك وسائر متاع بيتك فأعمد إلى التخلص من كل مالم تعدلك به حاجة ثم عد به على من هو محتاج إليه سواء عينا أو عبر المؤسسات المختصة التي تثق فيها ولكن دعني أذكرك بقاعدة عجيبة " لو صح منك القصد لن تعجز يوما على الوصول إلى المقصد النبوي الذي أراده منك عليه السلام فلا يشغلنك الشيطان عن ذلك فالبدار البدار قبل فوات الاوان ".



    الدرس الخامس : ليس لك سوى ما أكلت فأفنيت ولبست فأبليت والام عائشة تعلمك الدرس .

    لو بدأنا بدرس الام عائشة عليها الرضوان إذ قالت له عليه السلام يوما بعد ذبح شاة " لم يبق منها يارسول الله سوى هذا " وأشارت إلى قطعة لحم صغيرة فإهتبل عليه السلام الفرصة المواتية وعلمها ونحن جميعا معها الدرس البليغ فأستمع إليه بإنصات " بل بقيت كلها يا عائشة سوى هذا" وهي حقيقة لو لم تفصل بين حياتك الاولى وحياتك الاخرى إذ سائر ما تنفقه إلا ما أكلت أو لبست هو مرصود لك في حسابك الخاص بك بإسمك في بنك الرحمان سبحانه ولا شك أنك تعلم اليوم عددا غير يسير من الناس الموسرين من حولك تمتد أموالهم على مد الابصار لا يحصيها حاص فلا يستمتعون بشئ منها لما نخرتهم الامراض المزمنة فتجد الواحد منهم لو جاوز طعامه حبات قليلة معدودة من هذا الثمر أوذاك قضى حتى ليموت كمدا وهو يرى الناس من حوله يأكلون ما بذره هو بكده وعمله طيلة عقود بعيدة ويستمتعون بطيبات ما زرع ويمنعه هو المرض من تناول شئ من ذلك .



    الخلاصة : العدل بين الناس في المال وفي كل شئ هو المقصد الاسنى لدين الاسلام فبادر إلى تحقيق ذلك في نفسك قبل غيرك تكن منه عليه السلام ويكون هو منك ثم تجده أمامك شفيعا ومحاميا مفوضا من لدن العرش المجيد يخاصم عنك ويدافع بما رق قلبك وأنفقت يداك على المحتاجين كما أن العدل بحاجة اليوم إلى مؤسسات تجمع خير أهله ثم توزعه على أهله فهلا كنت في موقع يتيح لك تأسيس جميعة إجتماعية أو إغاثية تسميها تيمنا " جمعية الاشعريين " فالمؤسسة قوة تحمي مقصد العدل وتحققه على أكمل وجه ممكن .

     
  5. #90
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4387

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الثانية والتسعون



    أخرج الشيخان عن إبن عمر أنه عليه السلام قال " تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم ثم يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فأقتله ".
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ



    من شواهده " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ..."



    موضوعه : اليقين في تحرير فلسطين يجري به نهر ينبع من عرش رب العالمين .

    مبشرات كثيرة حملها الوحي الكريم إلينا منها ما تحقق في عهده عليه السلام ومنها بعد ذلك بقليل أو كثير ومنها مالما يكن كذلك ولا غرو فالوحي حمال أمل يبدد في الانسان ظلمة الكفر وعتمة اليأس وليس من دواء ضد سائر الامراض النفسية البشرية مثل الامل في حين عادة ما يكون اليأس إما سببا لها أو بلة طين تؤدي باليائس لا محالة إلى قبره في الدنيا وهو حي يمشي في الاسواق والامثلة في حياتنا اليومية من حولي وحولك كثيرة وإلا فما الذي يجعل الناعقين يهبون كالملدوغين المذعورين نجادا لدعوات التطبيع مع العدو الصهيوني إو إنتصارا لظالم هنا أو هناك. إنه اليأس أكبر أعداء الانسان ولا ريب كيف لا والشيطان كما يخبرنا عنه خالقه وخالقنا العليم بأمره وأمرنا " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ". والوعد بالفقر هو تيئيس من رحمة الله سبحانه ودعوة إلى التواكل أو الاختلاس والنهب والسلب أو الموت جوعا أو كسب المال عبر الكذب وتزوير الحقائق وهو الاسلوب المفضل اليوم لدى من إستبد بهم اليأس القاتل وصدق فيهم وعد الشيطان لهم بالفقر ولو كان واحدا لييأس ليئس الخليل إبراهيم وهو يلقى في النار مكتوف الايدي معصوب العينين فأنى لمثله أن تعود ذكرى دعوته التي سخر لها حياته يوما بين الناس ولو كان لواحد لييأس ليئس الكريم إبن الكريم يوسف وهو يلقى به في الجب ثم يباع رقيقا ثم يودع السجن فأنى له بأبيه بعد ذلك وقد حالت عقود كثيفة وأمصار عريقة وآصار كالجبال دونهما سوى أن الامل في الله سبحانه لا ينفك يدغدغ ألبابهم عليهم السلام جميعا وزماننا هذا معيار صادق لا يكذب بحكم تكأكؤ أقوياء الناس فيه على دعوة الاسلام بل على دينه بأسياف أبنائه على أرض أوطانه في أن الامل فينا اليوم هو رجل بقدر أمله ومؤمن بقدر أمله ومسلم بقدر ذلك وجدير بكل خير بقدر ذلك ذلك أن الرجل يعرف بالحق والحق يعرف بمدى حمله للامل والامل الصادق الذي لا تني له قناة رغم العواصف الهادرة والاعاصير المزمجرة هو الامل يوم الكريهة أما يوم الرغد والبسطة فلا تكاد تميز بين شهم وغادر .



    القرآن الكريم والحرب ضد اليهود .

    القرآن الكريم من ناحية الكم هو كتاب موسى عليه السلام وبني إسرائيل بإمتياز شديد ولم يكن ذلك الكم هدرا ولا هذرا حاشا لله سبحانه سوى أن كلمة الرحمان الاخيرة للناس أجمعين أرادت وهي تعزل بني إسرائيل عن حمل الامانة وإبلاغها بسبب الغدر والخيانة وتستأمن عليها أمة محمد عليه السلام تسليم ملف الاستخلاف كاملا ولن يكون كاملا حتى يحتوي على تقرير شاف كاف عن التجربة الاسرائيلية التي شغلت الكون والناس قرونا طويلة وبالفعل تضمن القرآن الكريم شهادات صادقة حية عن تلك التجربة ووصل به الاهتمام بذلك إلى حد أن الكلمات القصيرة التي يرددها كل واحد منا في اليوم سبعة عشر مرة على الاقل مختومة بالتعوذ من إتباعنا لصراط المغضوب عليهم بل قدم المغضوب عليهم وهم اليهود على غيرهم ولاشك أنه لا يستوي من غضب عليه بمن ضل فضلا عمن شهد له بأنه خير أمة أخرجت للناس . كثير من الناس اليوم يسألون عما إذا كان اليهود اليوم مشمولين بذات الخطاب القرآني فمنهم من يصرف ذلك عنهم بالجملة ومنهم من يسحبه عليهم بالجملة كذلك والحق أن اليهودية دين وليست عرقا أو أن ما لا يفتأ القرآن يؤكد عليه هو تدينهم وليس عرقهم لان الاسلام دين لا يقيم للاعراق والالوان ولا لسائر ما لم يختره الانسان عن حرية إرادة أي شأن فأنت لاتجد عتب القرآن على اليهود سوى فيما خبلوا على أنبيائهم ودسوا في دينهم وظلموا غيرهم كما أنه في المقابل تحدث عن اليهود وعن سائر الناس في الحقيقة بالمنطق الموضوعي الصادق الصحيح حتى كثر إستخدامه لمن التبعيضية " ومن الناس .." و" منهم من إن تأمنه .." كما أنه من جهة ثالثة لم ينقم على اليهود سوى لمرودهم على أخس ما يمكن أن تهود إليه نفس خبيثة من مثل الخيانة والغدر والكذب سيما على الله والرسل ومن ذلك قولهم " ليس علينا في الاميين سبيل " وإدعاؤهم بأنهم شعب الله المختار رغم أنهم كانوا كذلك لو إستقاموا " وأني فضلتكم على العالمين " فبالخلاصة السريعة فإن اليهود الذين حفل بهم القرآن في الفاتحة التي هي لنا كالنفس لا يفارقنا سوى عند الموت أو نبضة القلب أوفي أول وأعظم وأطول سورة تحدثت عنهم وهي البقرة هم كل من تهود دينا عن حرية وأختيار منذ يوم بعثته عليه السلام إلى أن يرث الله الارض ومن عليها وعليهم جميعا ينطبق الوصف القرآني الذي هو بدوره يتحدث عن الاغلبية المطلقة منهم وليس عنهم جميعا كما هو واضح جلي في تبعيضه كما أسلفت وعصرنا خير شاهد على ذلك حتى إن من لايساند الكيان الصهيوني المغتصب اليوم من خارجه منهم عدد قليل جدا فالقرآن يجمع إذن بين أمرين لابد لنا من شدة إستيعابهما وهما أن اليهود يستحقون غضب الله عليهم بسبب خيانتهم وغدرهم وتحريفهم للكلم وهو الامر الذي يمارسونه إلى اليوم وأن من تهود منهم أو من غيرهم دون شغب ولا ظلم بحسب ما تدعو إليه التوراة والانجيل والعقل البشري الراشد المنصف أكرمه الاسلام أيما تكريم إذ إعترف بديانته اليهودية رغم تخطئته لها .



    أغبى سؤال من أشدنا عطالة وبخل وتواكل ويأس هو : متى نصر الله .

    بلى لانه سبحانه وضع لتنزل نصره شروطا في عالم الاجتماع البشري بعد إنقطاع عالم المعجزات والكرامات بمعناها الخوارقي الخرافي السلبي الغريب عن فقه رسالة الاسلام وكرامة الانسان ووضع الشروط لا يعني صرامة رياضية عقلية لا تخرق من لدنه سبحانه ولكن يعني أن ذلك هو الغالب الاغلب على أساس ناموس الابتلاء وليس على أساس الصدفة أو خبطة العشواء وأصرح قانون في ذلك هو " إن تنصروا الله ينصركم ". وإنبناء صيغة الشرط هنا على دوام حال النصر في الاسم والخبر سواء بسواء يعني دوام حال النصر بوجه ما أو بكل الوجه على إمتداد التاريخ دون حصر سيما أن الجيل الذي يتنزل عليه نصر الله عادة مالايكون هو الجيل الذي إنشأ ذلك النصر في نفسه فإن فرط فيه فالذي يليه يؤدي الضريبة . فكيف نسأل بغباء عن نصر الله وكثير منا إن لم تكن الاكثرية الكاثرة فينا لا تنصر الله حتى بالتنزه خلقا ونفسا عن شراء بضاعة يصنعها العدو أو من يقف خلفه بكل قوته وكلكله ؟



    أشدنا أملا في الله اليوم وأكثرنا تصديقا به مبلغه الاسنى من ذلك رصد إرهاصات الواقع .

    لن أزال أعتقد دوما بأن قحاحة الامل الصادق إنما تنبجس من عتمة الليل البهيم أما ما دون ذلك فأمل الكسالى وثقة العاطلين ولا يستوي من تتجافى جنوبهم عن المضاجع يرقبون إنبلاج فجر صادق مع من تئط مضاجعهم منهم لطول غفلتهم وسوء نومتهم حتى إذا أيقظتهم الشمس المتلالئة في كبد السماء بلظاها أيقنوا أن يوما جديدا هل . ولو تتبعت اليوم معي سائر ما يكتب لالفيت أن أسنى ما هي بالغته آمال كثير من الناس رصد إرهاصات ذعر الصهاينة المعتدين فرارا من الارض المحتلة بالكلية أو إعادة إنتشار أو إحصاء لخسائرهم الاقتصادية ولست أحقر من ذلك ولا أغمز فيه سوى أن ما يصنع الامل فينا ويحفر لليقين في النفوس آبارا لا تنضب ليس هو ذاك بالدرجة الاولى ولكنه مثل هذا الحديث وغيره من البشارات الرحمانية ولا يكذب محمد عليه السلام فالرائد لا يكذب أهله . على أن بعض من يكتب برغم صدقه وإخلاصه وبراعته يستحي أن يجمع في ذات المقام بين البشارة الرحمانية وبين إرهاصاتها في دنيا الواقع إلا أن يكون المقام لا يتسع لذلك حقا حين يوجه لمن لا يؤمن بعالم البشارة الرحمانية أصلا .



    للحجر قول في القضية فلا تك أقسى قلبا من الحجر .

    " ثم يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فأقتله " تراءى لي والله أعلم أن " ثم " وهي تبعث فينا الامل بالصبر لعدم ضرورة التتالي الفائي والواوي نسبة إلى أختيها الفاء والواو في مكانها المناسب تحديدا لو صدقت الرواية حرفيا رغم أن لمسلم شيئا مخالفا قليلا إنفرد به عن روايته هنا مع البخاري . ذلك أن من ينصر الله ويرجو نصره لا يسأل عن النصر لئلا يكون لنفسه فيه حظ بل يظل يعمل إن كان في الساقة فهو في الساقة وإن كان في الامارة فهو فيها بل يظل يسأل دوما عن مدى إحكامه لنصرة الله في نفسه وفي ما يليه مما هو عليه غير ممتنع ولكننا نستعجل كما أخبر الصادق المصدوق ومن قبله القرآن الكريم وهل ضجر الصحابة يوما وهم يشهدون نبيهم عليه السلام يموت والروم تتهددهم من الخارج والردة العربية من الداخل أم مضوا بروقا خاطفة يقتلعون المبشرات الرحمانية إقتلاع صاحب الحق لحقه تقاضيا حسنا دون تلعثم ولا تردد؟ أختلف العلماء في نطق الحجر هل هو حقيقة أم مجازا ولكنه خلاف ما ينبغي أن يشغلنا عن مقصده المتفق عليه وهو أن الحق أصيل في الكون والخلق لئن كبت قرونا سحيقة وكتمت أنفاسه كرها لحكمة ربانية أو طوعا ظلما فإن له أجل هو لاقيه واليوم تكلم الحجر وهو يشعل إنتفاضة في فلسطين ظن الخائرون أنها شغب أطفال أو لعب صبيان تماما كما يفعلون في الاعياد فما لبثت أن تحول حجرها إلى صواريخ تهز كيان العدو الصهيوني هزا لولا أن الجنرالات المفجوعة من أثر حروب 48 و67 و73 لخواء جؤوشها الفارغة من الايمان ومن الامل فاءت خاسئة لاسطبلات داوود وطابا وشرم الشيخ ومدريد وأوسلو . ليس صدفة أن ترد كلمة الحجر في كل الاحاديث في هذا الموضوع وكثير منها متفق عليه بالغا أقصى درجات الصحة مسنودا من ظاهر القرآن ثم يكون الحجر ذاته هو شرارة أكبر الانتفضات وأوسعها أثرا على المستوى الدولي بأسره على مدى نصف عقد كامل حتى الان لا بل هي سليلة إنتفاضة 87 بعد كمون صغير وهذه بنت إنتفاضة القسام في 36 فلا مكان في هذا الكون للصدفة سيما في الاقدار والسنن والاسباب الرحمانية الكبرى ولست من المغالين إلى حد حذف كلمة الصدفة من لغتنا العربية الجميلة بدعوى كاذبة في تعارضها مع القدر . لو نطق الحجر حقيقة لا مجازا فليس ذلك على الله بعزيز وإلا فمن أنطق عيسى في مهده بل من خلقه من غير أب لا بل من خلق آدم من غير سابق مثال ومن أنطق الجلود يوم القيامة شاهدة على ظلم صاحبها ولو نطق الحجر مجازا فها نحن اليوم نسمع له صهيلا مدويا وزئيرا متوعدا على أيدي يافعين عزل ولو نطق الحجر مجازا وهو أصم صلد فمن باب أولى وأحرى أن تنطق الحمر المستنفرة اليوم من حولنا تسوقها قسورة الامريكان والصهاينة فذلك يوم التوبة ويوم التغابن الاصغر .



    أليس آية رحمانية أن يصدع بالحق عمدة لندن وتسكت عنه الشياطين الخرس فينا ؟.

    آية تلك هي والله أن يقوم عمدة لندن بنصرة الامام القرضاوي جهارا بهارا ثم يكشف أن دوائر الاستخبارات الصهيونية هي وراء الحملة ضده بسبب تأييده للعمليات الاستشهادية ثم يصرح للقارديان أكبر الصحف البريطانية بأن إسرائيل دولة ظالمة محتلة مغتصبة لارض فلسطين وليس لرئيسها شارون من مكان سوى وراء قضبان السجون ولك أن تردد الخبر بتأن في نفسك فتقف مليا على أن قائل ذلك ليس عمدة طوكيو مثلا أو القاهرة بل عمدة لندن العاصمة الثانية التي إنطلقت منها جحافل العسكر تدك العراق دكا وقبل ذلك بقرن إحتلت فلسطين ومنها تحرك وعد بلفور وزير خارجيتها وتقسمت الخلافة الاسلامية إربا إربا عبر معاهدة سايكس بيكو فقل معي حي على الحرية والديمقراطية لا بل لك أن تدقق في الخبر معي إذ يصرح عمدة لندن بذلك بعد شهور قليلة من إعتبار الاتحاد الاروبي ممثلا في برلمانه سائر حركات التحرر الوطني في فلسطين تقريبا حركات إرهابية رسميا فقل معي مرة أخرى حي على الحرية وعلى الديمقراطية التي لا تضع في السجن فضلا تحت مقصلة الاعدام شخصية سياسية من مثل عمدة لندن بتهمة خيانة أروبا بأسرها في أكبر قضية تواجهها أروبا وخاصة بريطانيا اليوم وهي قضية المقاومة في العراق وفي فلسطين بلى ردد معي بصوت عال حي على الحرية وعلى الديمقراطية ولا تثريب عليك شرعا . من أنطق عمدة لندن وهو مسيحي وركن من أركان نظام لا يريد للاسلام خيرا بالتأكيد ؟ إن من أنطقه يا صاح هو من ينطق الحجر غدا منتصرا لعبدالله المسلم ضد الصهيوني المغتصب . يحضرني هنا عليه السلام وهو يدغدغ أمل رجل مشرك قائلا له " هلا كنت في هذا الامر ـ أي أمر الاسلام ـ من الاوائل " فيأبى الرجل وينظر مصير المعركة بين محمد عليه السلام وقومه ثم يأتي مسلما بعد حسم الامر لصالح الاسلام فكان من الاواخر وفي كل خير ولا ريب سوى أن للاوائل فضلا " لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح .." فهلا كنت يا من تعتقد اليوم في قرارة قلبك في مرارة التطبيع وأحقية المقاومة من الاوائل ؟ إني أخشى عليك والله ألا تكون لا من الاوائل ولا من الاواخر فالموت أقرب إلي وإليك من شراك النعل .

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 18 من 21 الأولىالأولى ... 8 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك