+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 21 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 13 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 15 من 105
  1. #11
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الحادية عشرة



    أخرج الشيخان عن إبن عباس رضي الله عنهما عنه عليه السلام قوله " إنهما يعذبان وما يعذبان فيه كبير فأما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الاخر فكان لا يستتر من بوله " .
    ــــــــــــ



    قال ذلك عليه السلام بمناسبة مروره على بعض قبور المسلمين وشواهده في القرآن أكثر من أن تحصى منها " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " و" ولا يغتب بعضكم بعضا " و " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين".



    عذاب القبر حق ولا إنكار على من خالف فيه برأي ووحدة الناس أولى :

    ما ينبغي لفعاليات الصحوة الاسلامية المتجددة سوى رسم سلم أولويات علىدرب جهادها واجتهادها فلا إنكار على تعدد إهتماماتها و تعدد تياراتها سيما أن العزائم المفروضة عليها اليوم ثقيلة وكبيرة ولو وضع لها المرء عنوانا لما ألفى ما يناسبها سوى تحرير الانسان وتحرير الاوطان وإذا كان الحوار العلمي مطلوبا في القضايا الخلافية وكلها فرعية ومنها عذاب القبر فإن ذلك ما يجب أن يخرج عن دائرة البحث العلمي المتزين بأدب الاسلام فضلا عن أن يستهلك أفضل الاوقات والجهود التي ما ينبغي سوى غرز أسنتها في مظانها . إذ ستجد من يستشهد على عذاب القبر بالقرآن الكريم وبأحاديث أخرى كثيرة ومنها المتفق عليه كما هو الحال اليوم كما أنك ستجد من يطعن في ذلك بطعون علمية معروفة ليس هذا موطن بسطها وهو خلاف قديم لا ينحسم لا بل لم ينحسم ؟ وليس ثمة مصلحة أبدا في إنحسام الفروع .



    الكبائر في الدين ليست هي سوى الكبائر في الحياة فلم العجب ولم التقحم ؟

    ليس ثمة من أمر يزعجني مثل قيام بعض الناس على تصور ديني أساسه أن الدين شئ أما الحياة فشئ آخر وأن العلاقة بينهما إن وجدت فهي لطيفة دقيقة أو هي مفتعلة أو غير مفهومة ولا مبررة وأسوأ من ذلك كله أن الجهاز الداخلي الحاكم للدين والمفسر له لا تسري عليه ذات النواميس الحاكمة للحياة وأن القانون هنا ما يجب إلا أن يكون مفارقا للقانون هناك ولماذا ياصاحبي ؟ ببساطة لان الدين من السماء والحياة أرضية . ونسي هؤلاء أن ربهما واحد فلم الاختلاف إذن ؟

    أليس الناس يعتبرون أن القتل والزنا والكذب والظلم وسائر صنوف الفواحش ما ظهر منها كالنم وما بطن منها كالحسد وما تعلق بالاله الخلاق ولي النعمة سبحانه كالشرك به أو ما تعلق بالانسان كالاستغلال عبر الربا مثلا وما تعلق بالكون ومرافقه إفسادا وما تعلق بالعجماوات بدون حق ....

    أليس ذلك في عداد الممقوت منذ بدء الخليقة وفي سائر اطوارها إلا فيما ندر ؟ أليس ذلك أدعى إلى القول بأن الدين بسائر ما فيه من كبائر وصغائر في المعتقدات والعبادات والاخلاق والمعاملات والاحسانات والاساءات والاعمال بأسرها دينا ودنيا معقول مفهوم مبرر مبرهن تتقبله العقول قبولا حسنا ولا ضير بعد ذلك أن تتقحم الجوارح الشهوات ؟ ثم أليست كل النواهي الواردة بصحة من الوحي هي ضارة بالانسان صاحبها قبل ضررها بغيره وخذ إليك أي مثل أردت بدء من الكفر بسائر أنواعه وإنتهاء إلى شوك صغير تتجاهل إزاحته عن طريق ربما لا يسلكه سواك مرة في العمر ؟ ثم أليست كل الاوامر بسائر درجاتها شريطة أن تكون صحيحة صريحة نافعة للانسان صاحبها في الدنيا حتى لو غمرتها أنواء العنت وغطتها أدواء النصب لا بل حتى لو إختار الانسان قتل نفسه في سبيل الله ليتحرر وطن أو نتعتق نفس وقس على ذلك كل ما عرفت وما لم تعرف منها بدء من إمتناعك عن الاكل متكئا لغير ضرورة ؟



    كيف يستشكل عليك عذاب القبر بعد موتك ؟

    ثمة قاعدة مهمة جدا لا بد من سحبها على كل نص من الوحي متعلق بالغيب وهي أن دنيا الغيب ليس لنا منه سوى الاسماء أما المسميات الحقيقية فلا تدركها عقولنا ولو لم يكن الامر كذلك لنزعنا الغيب من الايمان ولامن كل الناس ولكنه إيمان شبيه بعبث الاطفال الذين نبرز لهم الشئ أمامهم ثم نعلمهم نطق إسمه لندربهم على النطق والفهم . إذا ما سحبت هذه القاعدة على عذاب القبر فإنه لن يدور في خلدك بعد اليوم سؤال : كيف تعذب أبداننا بعد موتها ؟ هل ترجع إليها الحياة مجددا ثم تعذب أم تعذب أرواحنا وعندها فلا يهم لان المؤلم هو عذاب الجسم أما عذاب الروح فلا يعد عذابا ؟وأسئلة أخرى لا حصرلها ولن تجد لها جوابا كافيا شافيا إلا من وحي صحيح صريح وهو ما لم يرد ومعنى عدم وروده يعني عدم الحاجة إليه . ولو ضربت لك مثلا بسيطا جدا تعيشه كل ليلة تقريبا : هل تشعر بعذاب بعد رحلة في الحلم مزعجة وهل تتألم حرقة على ولد مريض أو غائب أو تتعذب بسبب تعذب المضطهدين في فلسطين والفلوجة اليوم ؟ فالعذاب إذن ليس بدنيا فحسب بل إن بعض العذابات الروحية أشد قسوة . فإذا لم يقنعك هذا فينبغي أن يقنعك ربك بقوله عن نفسه أنه على كل شئ قدير وأنه لا يعجزه شئ وأنه يعذب بعض عباده في القبر .



    لم تنص السنة على كل الكبائر ولكن القرآن الكريم الحاكم فعل ذلك :

    لوسألت مسلما اليوم عن الكبائر لما زاد عن السبعة المذكورة في بعض الاحاديث الصحيحة وهو جواب صحيح ولكنه غير كاف سيما لطلبة العلم الذين يخصهم أمر العلم ومن ثم العمل قبل غيرهم لا بل إن بعض الناس لا يكلفون نفسهم حتى عناء جمع الحديث بمختلف درجاته في موضوع الكبائر ولو فعل ذلك فاعل لغنم غير أنه بدون الرجوع إلى القرآن الكريم الذي جمع أصول الكبائر وفصل فيها ومن أكبر الكبائر التي لم تتناولها السنة ولكن ركز عليها القرآن كثيرا القول على الله بغير علم وعبر عنه بتعابير أخرى كثيرة وليس ذلك إلا لان القرآن الكريم إهتم بأمر الايمان ومايسمى اليوم وبالامس عقيدة بينما جاءت السنة في أغلبها شارحة للجانب العملي ولست هنا بمتوسع في هذا الامر أي أمر الموبقات المهلكة التي عرج عليها القرآن الكريم مرات ومرات وحتى أفعل ذلك يرجى من سائر الاخوة فعل ذلك . وأختم هذا المحور بالقول بأن القول على الله بغير علم ليست قضية نظرية لا علاقة لها بحياتنا اليوم بل هي في صلب رحمها ونتلظى منها صباح مساء ليل نهار فتدبر هذا يرحمك الله .



    إفساد المجتمع عبر إشاعة الكذب والافتراء وعبر التمرد على الحياء وعلى فضيلة النظافة :

    بداية أنصح كل طالب علم بقراءة كل حديث نبوي قراءة جماعية لا فردية من ناحية ومعاصرة لا عتيقة من ناحية أخرى فإذا إنضم ذلك إلى شروط أخرى كان الفقه في السنة ومن ثم في الاسلام وفي الحياة قد شارف الكمال . وقبل ذلك يجب القول بأن هاتين الكبيرتين لم ترد في أحاديثه عليه السلام لما سئل عنها وهذا دليل على أن الكبائر لا يشملها حديث واحد ولا آية واحدة وذلك هو شأن الدين متفرق النص متشابه المعنى من أجل منح فرصة للعقل عملا وإجتهادا . المشي بالنم إذا تحول إلى حركة أو تيار أو ظاهرة فإنه لم يعد ذنبا شخصيا محدود الاثر بل يتحول إلى داء ينخر المجتمع وينذر بالسوء ولم يحرم الله سبحانه النم فضلا عن المشي به إلا للتوقي من سوء الخلق ومن إفساد المجتمع بإيغار الصدور وكل هرج ومرج وإقتتال سببه ظن غائر فكلمة نابئة فمشي بها فبغض فانقطاع خير فتحارب فضعف مجتمع فاحتلال فذهاب حرية ودين وعز . أما طاعون عدم الاستتار من البول فهو كبيرة بحكم أنه يهتك الحياء فيتحول الناس إلى دواب فاذا عملنا برواية " لايتنزه من بوله " فهي كبيرة بحكم أن الاسلام لم يحرص على شئ حرصه على كرامة الانسان ومن كرامته النظافة والطهارة بدنا وثوبا ومضجعا وريحا فإذا ما كان ذلك خلقا لتيار عريض من الناس فإن المجتمع بأسره يتحول إلى ماخور قذر تتفشى فيهم الامراض البدنية بعد ما نخرتهم الادواء النفسية .



    بقي سؤال : لماذا خص الوحي هاتين الكبيرتين دون سواهما بالذكر بعذاب القبر ؟: عرض إلي السؤال من نفسي ولم أجد جوابا ولا بد أن في الامر علة وحكمة فهل من مجتهد يعلمني ؟



    الخلاصة : من يمتهن كرامة الانسان في الدنيا بالنم وبالمشي به ومن يمتهن كرامة نفسه التي لا يملكها هو بل يملكها وليها سبحانه في الدنيا بنبذ النظافة والتمرد على الحياء فإن له عذابا قبل العذاب وهو عذاب القبر فاعتبروا يا أولي الابصار .

     
  2. #12
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الثانية عشرة

    أخرج الشيخان عن إبن عمر رضي الله عنهما أنه عليه السلام قال " صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ".

    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

    حديث متفق عليه وشواهده من الكتاب العزيز هي سائر الاوامر بإقام الصلاة.

    موضوع الحديث : الجماعة قوام الاسلام لاحياة له بسواها ولا حياة لها بسواه تلازم روح وجسد

    القرآن الكريم يحوي أكثر من ستة آلاف آية لا توجد فيها آية واحدة تحمل أمرا أو نهيا سواء كان للوجوب أو للاستحباب أو للاباحة بصيغة المفرد إلا ماكان خاصا به عليه السلام ومعلوم أن الخصوصية المتعلقة به عليه السلام خصوصيتان خصوصية شخصية تتعلق بما تفرد به عليه السلام دون سائر الخلق من مثل صحة نكاحه لمن وهبت نفسها له عليه السلام وعدم تقيده بالتعدد في الزوجات كما هو عند سائر المؤمنين وما إلى ذلك وخصوصية عامة تتعلق بتعليق الامر أو النهي به هو عليه السلام وأفضل ما قيل في ذلك من لدن العلماء هو أن كل أمر أو نهي تعلق به هو عليه السلام إنما المقصود منه تعظيم ذلك الامر أو النهي إلى درجة أنه يعنيه هو كقدوة عليا كما يعني أمته وسائر من تبعه أصالة ولكن على وجه التغليظ والتوكيد ومن مثل ذلك تجد قوله " ياأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن ..." و" ياأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ..." و" ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ..." و" يا أيها النبي إتق الله ..." ولك أن تتبع سائر ما ورد بصيغة النداء للنبي أو للرسول سواء في المواضع الشخصية به وببيته أو في المواضع العامة . كما أن إستثناء آخر من قاعدة الخطاب بصيغة الجماعة وهو الخطاب المتعلق بالانسان جنسا لا عينا ولم يرد ذلك كثيرا في القرآن الكريم ومنه " ياأيها الانسان ما غرك بربك الكريم " و" يا أيها الانسان إنك كادح الى ربك .." وهو ملحق في الحقيقة من جهة المعنى بالنداء الذي تكرر كثيرا بل هو يحتل الدرجة الثانية بعد نداء الذين آمنوا وهو نداء " ياأيها الناس " . وبالخلاصة فإن الخطاب القرآني بأسره لا تلفى فيه سوى خطابا بصيغة الجماعة سواء عينا وهو ما ورد بصيغة " ياأيها الذين آمنوا " أو " يا أيها الناس " أو حكما كما هو معلوم من صيغة النداء للانسان أو ما توجه إليه عليه السلام بالمعنى الذي أسلفنا وما هو خلاف ذلك يحمل دوما على خطاب الجنس الانساني عامة أو الذين آمنوا بحسب السياق ومعلوم أن العرب تخاطب الفرد بصيغة الجماعة والجماعة بصيغة المفرد . ومهما يكن من حال فإن العبرة بالاغلب والاعم وهو هنا خطاب الجماعة ولا يوحي ذلك بسوى أن مراد ربنا سبحانه إقامة الدين بالجماعة لا بالفرد وذلك بالرغم من أن الجهد في أصله فردي ولكن الاسلام وحده هو من صهر الفردية في الجماعية في سائر شعب الحياة ثم كان لكل صاحب حق حقه فلا يطغى فرد على جماعة حتى لو كان نبيا يوحي إليه ولا يخسر فرد في حقه ويغمط حتى لو كان أكمه أبتر مقعدا لا يزيد في الحياة سوى أنه يستنشق الهواء وهو كل على الناس كلهم كما لا تطغى جماعة على فرد.

    الجماعة في الاسلام أصل أصيل ومقصد قاصد ومبدأ بادئ لا تعرف حدودا : لك أن تمتحن بنفسك ما أسلفت فيه القول في القرآن الكريم أعلاه ولك أن تحتفظ به ثم تزيد عليه هذا المعنى وهو أن خطاب الجماعة يفهم ويقبل ويعقل في الامور التي لا بد فيها من جهد الجماعة أو هي من مشمولاتها أو هي على الاقل يغلب عليها العلن والظهور ولكن كيف يكون لخطاب الجماعة من معنى إذا كان متعلقا بضمائر الافراد وخويصات أنفسهم ودقائق أمورهم الشخصية ؟ ولك لحسن فقه ذلك أن تتدبر في خطاب الجماعة في القرآن إذ تلفاه يخاطب الفرد بصيغة الجماعة في أمر شخصي صرف من مثل " ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله " وقد ورد هذا كثيرا ومن مثل آيات الصيام وسائر ما يتعلق بعبادات القلوب أو معاصيها ولك أن تسأل عن الحكمة فقضايا التقوى التي هي في الصدر كما قال الصادق المصدوق وقضايا الصيام الذي لا يأتيه منافق أبدا ولا يعلم فيه صائم من عاص أبدا وأمور أخرى كثيرة هي من شأن الافراد لا من شأن الجماعات . تدبر ذلك مليا وليس لك إلا أن تفيء إلى أمر واحد وهو أن الجماعة في الاسلام ليست مسألة أمر أو نهي أو ركن بل هي جسمه الذي يحمل روحه فلك أن تقول باختصار وإطمئنان : الاسلام كائن روحه التقوى وجسمه الجماعة وهي ليست جماعة في الصلاة فحسب ولا في ميادين الجهاد فحسب بل هي الجماعة في أم خويصة الفرد ثم لك أن تقول بعد ذلك في درس آخر بليغ ربما حان أوانه بأن قتل الجماعة هو قتل للاسلام سوى أن الاسلام لا يقتل ولكن يقيض الله له بما وعد من حفظ ذكره جماعة أخرى تحمله .

    الجماعة أول فروض الدين من أول لحظة ولد فيها الدين وهي مقدمة على سائر الفروض : لو راجعت سيرة المصطفى عليه السلام لالفيت أن الصلاة فرضت في آخر العهد المكي أي بعد ما يزيد عن عشرية كاملة من وجود الاسلام أما بقية الفروض فلم تفرض إلا في بدايات العهد المدني من العام الثاني حتى الثامن غير أن فرضا آخر لم يلحظه كثير من الناس ولم يجد حظه من العناية كتابة وتأليفا وتحريضا هو أول ما فرض بل من اللحظة الاولى وهو فرض الجماعة فلقد كان الالتحاق بدار الارقم فرض عين علىكل مؤمن جديد رغم المخاطرة بحكم سرية الدعوة يومها وظل الامر ثلاث سنوات كاملة متتالية لم يؤمن فيها سوى أربعين شخصا لا بل ما هو أشد وضوحا من ذلك أنه عليه السلام أشرك الجماعة في أمره من أول لحظة وبمجرد وصوله إلى بيته فكانت الام الكريمة خديجة أول من كونت الجماعة ثم جاء هذا عن الصبيان وهذا عن هؤلاء وذاك عن أولئك وليس ذلك إلا لادراكه عليه السلام مند الوهلة الاولى أن الدين الجديد جاء ليكون جماعة وظلت فريضة الجماعة حية رغم العذابات والتهجيرات والموتات قائمة لا يخدشها خادش فلك أن تقول أن الصحابة لا يصلون ولا يزكون ولا يصومون ولا يحجون ولا يجاهدون ولكنهم بدل ذلك كله يقيمون سيد الفروض الذي يحتضن سائر ما يليه وهو فرض الجماعة ولك أن تقول كذلك في المقابل بأن الحال اليوم في أكثر من موطن يسير في الاتجاه المعاكس لذلك فالناس يصلون ويصومون ويزكون ويحجون ويجاهدون ولكن على أساس الفردية لا الجماعة فهل من فقه يعيد لسيد الفروض مكانته في الصدارة فينصلح ما بعده وهل من فقه يخلع على روح الاسلام جسما يحميه وليس هو سوى جسم الجماعة .

    الجماعة المقصودة جماعتان : جماعة كبرى عامة وجماعة صغرى خاصة : لم يكن الامر كذلك في العهد النبوي الاول ولا في سائر العهود التي كان بإمكان المؤمنين لصغر عددهم الالتقاء والاجتماع ولكن لما توسعت الجماعة وأضحت أمة لم يكن بد من تنوع الجماعة مذهبيا ولغويا وعرقيا ومكانيا وبسائر ما تفرضه سنن التعدد والتنوع وفي وضع مماثل يجب إحكام الارتباط بين الجماعتين الكبرى التي هي الامة وبين الصغرى التي هي مؤمني الهند مثلا والامر ذاته داخل أمة العرب بين شامي وإفريقي مثلا أو بين جالية أو أقلية وبين الامة الام ولكل جماعة عبادتها المفروضة على كل مؤمن فالجماعة الصغرى بالمباشرة صلاة وصياما وزكاة وفرحا وترحا وتواصيا مباشرا والجماعة الكبرى بالعاطفة والعقل والقلب من جهة وبالاستنصار حال تعرض الروابط العظمى والمعاقد الكبرى إلى الهجوم وكل من فرط في واجبه حيال جماعته الصغرى بدعوى الاهتمام بالكبرى أو العكس فقد ظلم نفسه وعرض عبادة الجماعة في دينه إلى الهوان وبعدها يهون هو وحالنا اليوم خير شاهد ودليل ويعبر عن هذا أهل الفكر الاسلامي بأن مقتل الامة أصيب يوم حلت التجزئة فينا محل الوحدة .

    الصلاة خير مرآة لعبادة الجماعة وخير ترجمان عليها وهي الصورة المصغرة لها ورمز لها : أبى الله سبحانه علينا سوى أن نقيم صلاة واحدة مرة في الاسبوع جماعة على وجه الفرض والالزام وكان يمكن أن يداوم الحث والتحريض غير أنه عمد إلى صلاة الظهر من يوم الجمعة فجعلها صلاة جماعة مفروضة لا يتخلف عنها بدون عذر مقبول عنده سبحانه سيما ثلاثا متتاليات إلا منافق معلوم النفاق ثم لك أن تتفرس في صلاة الجماعة فإنك لاف أنها صورة مصغرة للحياة الانسانية وخير ترجمان يرمز إلى مفاتيح تجاوز معضلات الحياة وطرق جبرها وإصلاحها وليس هنا محل تتبع مقاصد الصلاة سوى لارتباط الموضوع برمزية صلاة الجماعة في أقامة جماعة الحياة فليس المطلوب منها إذن أجر الاخرة وهو الاولى والابقى دون أدنى شك ولكن لا وجود لعبادة في الاسلام يقتصر جودها على الاخرة بل لها في الدنيا ألف ألف مصلحة ونفع.

     
  3. #13
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الثالثة عشرة

    أخرج الشيخان عن أنس رضي الله عنه قال " قتل يهودي جارية فقتله بها عليه السلام ".

    ـــــــــــــــــــــــــ ــــ

    حديث متفق عليه كالعادة وشواهده في القرآن الكريم كثيرة.

    موضوع الحديث : رسالة الاسلام كلمة واحدة لا ثانية لها وهي القيام بالقسط : لك أن ترصد ذلك بنفسك في القرآن الكريم وفي سنة الحبيب عليه السلام ففي القرآن الكريم تجد أن كل ما أمر به عز وجل ليس هو سوى إقامة العدل أو القسط ومعلوم أن صيغة الامر بفعل الامر لحما ودما أقوى درجات الامر ولو تتبعت ذلك بنفسك لما وجدت أمره عز وجل بفعل الامر لحما ودما إلا عاكفا على إقامة العدل أو القسط أو أداء الامانة وليس ذلك كثيرا في القرآن الكريم وليس من عادة العظيم أن يكون كثيرا إذ الكثرة من طبيعة التفاصيل والجزئيات وهو متحدد في قوله " إن الله يأمر بالعدل والاحسان " و" إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " و" قل أمر ربي بالقسط " ولعل أروع ما في ذلك كله قوله " شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم " وقائما بالقسط حال فحال الله سبحانه وسبحان من لا يعتريه حال هي القوامة بالقسط وثنى على ذلك بأن أولي العلم وهم من الناس طبعا يشهدون له بذلك أي شاهدين على وحدانيته سبحانه وعلى قيوميته بالقسط فهل لك الان إلا أن تقول أن رسالة الاسلام كما حددها صاحبها سبحانه ليست هي سوى القوامة بالقسط من الناس بين الناس تشبها برب الناس سبحانه وليس التوحيد بعد ذلك سوى عين القسط المقتضي عبودية المخلوق للخالق وملكية المملوك للمالك .

    روح القسط الذي هو رسالة الاسلام الواحدة الاحدية هي المساواة بين الناس أجمعين : القسط ككل قيمة له جسد وله روح وروحه هي المساواة بين الناس أجمعين وهي مساواة تنبع من كونهم جميعا مخلوقين لخالق واحد ومن مادة واحدة ولرسالة واحدة وأن كرامتهم وتحررهم ينبع من كونهم قد حووا جميعا النفخة الرحمانية الربانية اللطيفة التي لم يحوها غيرهم من المخلوقات سيما المكلفة بتعمير الارض وتدبير الكون . وفي ذلك ورد حديث نبوي شريف " الناس سواسية كأسنان المشط " ومن مشكاتها صدع الفاروق"متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".

    لغط مثار حول عدم مساواة الناس لا أصل له ولا لزوم له وهو غريب عنا كل الغربة : كل إصلاح لحالتنا الاسلامية الشاملة لابد له أن يبدأ من التراث أعني تراثنا فإذا كان في جملته يغمره العدل إنسجاما مع الفطرة ومع سنن الله في كونه فإن مواضع الحيف فيه ليست قليلة ولا صغيرة ومنها لغط مثار حول عدم جواز قتل السيد بالعبد والذكر بالانثى وهو مخالف أشد المخالفة للاصول الايمانية الكبرى المشددة على حرمة إبن آدم مؤمنا وكافرا وذكرا وأنثى وصغيرا وكبيرا وقويا وضعيفا وأسود وأبيض وميتا وحيا وهي حرمة لا تظلم حتى الظالم الباغي فالظالم لا يظلم ويكن يقتص منه بعدل لا بغي فيه ولا عدوان وليس ذلك إلا لان كل آدمي هو مكرم بحكم احتوائه على النفخة الرحمانية . وليس تأويل آية القصاص في البقرة سوى أن حال عدم التساوي يومها ـ بحكم وجود العبودية التي لم يعمل الاسلام سوى على تجفيف منابعها بشتى الوسائل حسما لدابرها بالكلية ـ تفرضه شروط موضوعية لا يحسن تجاهلها ذلك أن التشريع الاسلامي يميز بين العدل وبين المساواة فهو يتخول الى المساواة عبر العدل وليس الى العدل عبر المساواة وكم من مساواة بين غير متساويين بدعوى نشدان العدل جلبت إجحافا وظلما بينا ولكن لما إستقر الوضع الانساني على الصورة التي عمل لها التشريع الاسلامي وهي صورة تمكن دون حيف من إقامة المساواة والعدل معا بين كل الناس فإن لغطا مماثلا لا وزن له والامر ذاته ينسحب على المرأة ولكثير من الفقهاء الراسخين قديما وحديثا إجتهادات مناسبة في هذا الغرض تنفض عن التشريع ترابا أهيل بدون حق سواء من تراثنا أو من خصومنا والاصل أولى بالاتباع من الفرع .

    النبي الاكرم أول من نفذ المساواة بين الناس أجمعين : وليس أدل على ذلك من الحديث الصحيح المتفق عليه الذي نحن بصدده وهو سابق للغط المثار بدون حق تاريخا والاهم من ذلك أسبقية السلطة التشريعية وأولوية التنفيذ النبوي فالمقتول هنا هي جارية لا نعلم بدينها ولا بلونها ولا بعرقها وكفى عنده عليه السلام أنها آدمية مخلوقة لا يملكها أحد ولا تملك هي نفسها بل يملكها ولي نعمتها وهو أولى بها من كل أحد فلم يتردد عليه السلام في قتل قاتلها بها وهو هنا يهودي وهل كان يختلف الحال لو كان مسلما أو نصرانيا ؟ طبعا لا . وسواء كانت تلك الجارية مملوكة خدمة لا رقبة طبعا لقاتلها اليهودي أو لمن سواه وسواء كانت مخطئة أو محقة في سلوكها الذي به قتلها قاتلها وسواء شفع الشفعاء في أن اليهودي المقتول يؤلب النظام الدولي المتاخم يومها علينا وسواء تحفظت وسائل الاعلام يومها أو أدانت أو حالفت وسواء كان سعر تلك الجارية المقتولة يومها في السوق لو عرضت حية يساوي سعر الالة التي بها قتل عليه السلام قاتلها قصاصا عادلا مقسطا ... كل تلك الاعتبارات ساقطة في المعيار النبوي الذي فهم من أول يوم تحمل فيه رسالته أن الله سبحانه لم يبعثه إلا لاقامة العدل بين الناس وليس التوحيد الذي يدعوهم إليه سوى باكورة ذلك العدل فلم يتلجلج عليه السلام ولم يتردد ولم يتوان ولم يتأثر بدعوات كاذبة ولم يحسب حسابا لحملات إعلامية كلما كان على الحق المبين والحق أحق أن يتبع أبدا .

    عقوبة الاعدام اليوم بين ترخص المترخصين وكذب المنافقين : الموضوع اليوم مثار كأشد ما تكون الاثارة والمتهم فيها هو الاسلام بحكم أن نصوصه جلية صريحة واضحة صحيحة جلاء الشمس في رابعة النهار ومؤداها أن النفس بالنفس والجروح قصاص ولما كان المسلمون اليوم في حالة ضعف رغم تنامي صحوة راشدة جادة وكان العدو متبرجا بقوته المادية سحارا بقوته الاعلامية فإن المعركة في هذا الموضوع غير متكافئة لذلك تجد من يحشر أنفه كالنعامة يوم الكريهة في التراب خوفا وهلعا وجزعا أو إنهزاما وهوانا ودونية وهذا مترخص فيما لا يجوز فيه الترخص من الثوابت التشريعية التي لنا فيها من الفطرة والعلم والتجربة ما لا يحصى من الحجج حتى أن العرب كانت تقول قبل نزول آية القصاص " القتل أنفى للقتل " فماذا بعد أن تطابقت وجهتا النظر الجاهلية العربية مع الاسلامية في هذا الامر وما ذا لو بقي المترخصون اليوم من أمة العرب عربا فحسب أي أهل علم وفطرة وتجربة وشهامة وكرامة وماذا لو عملوا بمنهج المقارنة بين المجتمعات المطبقة لعقوبة الاعدام وبين غيرها في مستوى نمو الجريمة وخمودها وماذا لو تسلحوا بمعطيات علوم النفس والاجتماع والسياسة وسائر العلوم الانسانية وماذا لوحكموا المنطق والعقلانية أم أنهم يجدون أن القاتل أرخص دما من مقتوله أم أقل حرية وكرامة أم أن الحياة التي سلبت عن المقتول ظلما ليست هي ذات الحياة التي لا يسلبونها هم عن قاتله أم أن السحر الاعلامي الغربي فعل فعله أم أن الحضارة العرجاء الحولاء تفرض تأشيرة على الداخل إليها عنوانها الانسلاخ عن الهوية . أما عن كذب المنافقين فلن أتحدث كثيرا لاعتقادي أن الاولى لربح كل معاركنا هو تسديد حلقات بنائنا الداخلي فإذا كانت هذه مفككة الاوصال فإن كذب المنافقين يتسلل إليها دون عناء ودون مقاومة منا غير أننا جديرون بسؤال إليهم : ماذا لو أقرت تشريعاتكم غدا أحقية عقوبة الاعدام بل ماذا نقول عن إقراركم لذلك قبل عقود وقرون حتى بعد الثورات التي أسميتموها عصر النهضة ؟ هل نظل نحن أسارى لاجتهاداتكم يمنة ويسرة وكأننا أمة لا تمتلك من بطاقة هويتها حرفا واحدا ؟.

    اليهودي المقتول هنا هو ذاته المنصف في سورة النساء : ليس المقصود طبعا بنفسه نفس الروح ولكن المقصود موضوع القسط مع إبن آدم بغض النظر عن كل المعطيات الاخرى بما فيها الدين وربما لحكمة كانت القصتان صحيحتان فتلك عند الشيخين أصح الكتب بعد القرآن الكريم وهذه في القرآن ذاته وذلك حتى تكتمل صورة شريعة لم تتنزل لسوى إقامة العدل وإشاعة القسط فلا تحتفظ الافهام بسوى صورة اليهودي المقتول في جارية ولكن تضم إليها صورة اليهودي الذي إتهمه الناس في عهده عليه السلام ب درع أو نحو ذلك وسرت ملفات الاتهام منذ البداية حتى النهاية على ذلك الاساس غير أن عالم خائنة الاعين وما تخفي الصدور سبحانه قطع الطريق على محاولة تئد رسالته ففضح الناس وبرأ اليهودي وأنزل في ذلك قرآنا يتلى على الناس علىمر الزمان فليس القسط الاسلامي يكيل بأكثر من مكيال في أسعار الناس فالناس سواسية عنده كأسنان المشط بدء وخلقة ورسالة ومصيرا وتكوينا أما حساب الكافر فعلى ربه وأما الظالم فيقتص منه على قدر ظلمه دون بغي ولا عدوان غير مهدور الكرامة .

     
  4. #14
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الرابعة عشرة



    أخرج الشيخان عن إبن عمر رضي الله عنهما أنه عليه السلام قال " من قتل دون ماله فهو شهيد".

    ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

    شواهده في القرآن الكريم كل ما ورد في فضل الشهادة في سبيل الله تعالى وكل ما رود في شأن المال الطيب كسبا وإنفاقا .

    موضوعه : دور المال في حفظ كرامة الانسان وتحرره من رق الحاجة وأسر الفاقة : الناس حيال المال صنوف كثيرة كلها إما في طغيان أو في إخسار إلا بحبل من دين حسن فهم وحسن عمل وليس كالمال موضوع إبتلاء وفتنة للبشر في حالتي اليسر والعسر علىحد سواء ولايسأل المرء يوم القيامة في أمر واحد مرتين سوى في ماله من أين إكتسبه وفيم أهلكه ولظروف تاريخية معروفة تحول مفهوم المسلمين حيال المال وإكتساب الدنيا من درجة القوامة والوسطية إلى ضرب من الزهد الزائف ولم يكن ذلك سوى محطة من محطات فعل الانحطاط في جسم الامة التي ملكت الدنيا يوما عبر الفتح المبين بالجهاد بقيم القرآن الكريم حتى ألفى المرحوم الشيخ الغزالي كتابا جمع فيه صاحبه منذ قرون سحيقة سائر النصوص من الوحي الكريم التي ترغب في الزهد في الدنيا وقد أجاد إنتقاءها فأنقدح في ذهنه عليه رحمة الله أن المسلم المعاصر لو وقعت يداه علىمثل هذا ولم يكلف نفسه عناء البحث والرجوع الى المصادر الاساسية الاصلية للاسلام من كتاب وسنة فعمل به هلك ولو أشاعه بين الناس فإن الانحطاط عائد إلينا لا محالة فعمل عليه رحمة الله على ترميمه وتهذيبه بما يعدل الصورة الاسلامية الصحيحة في مسائل المال والكسب والتعمير والنماء ولامر ما فإن المتوسطين قلة فإما سكران بماله به نشوان لا يرعى فيه حقا لذي حق وإما فقيرا لم تحالفه الحظوظ فإتخذ له من نبذ الدنيا دينا وكثير من الوعاظ وأهل الدعوة والمتدينين لا يرون في شأن المال سوى مثال قارون في حين أن القرآن الكريم قص علينا قصة سليمان عليه السلام الذي وصلت في عهده زخارف الدنيا وهو من هو في النبوات كرعا أبا عن جد وكابرا عن كابر إلى حد أن بلقيس ملكة سبأ كشفت عن ساقيها تحسب الارض التي مردها سليمان عليه السلام فأضحت كأنها نهرا من البلور المصفى لجة وذلك هو منهج القرآن الكريم حيال كل أمر يعرض الصورة والصورة المقابلة تاريخا متلوا ومشاهد حية ولك أن تتبع ذلك بنفسك فإلى جانب قصة أصحاب الجنة في سورة القلم مثلا جاء بقصة ذي القرنين وإلى جانب قصة أصحاب الاخدود في شأن الفتن المزلزلة جاء بقصة قوم يونس في البعثة الثانية الذين آمنوا أجمعين فمتعوا حتىحين وإلى جانب إمرأتي نوح ولوط جاء بقصة زوجة فرعون وأمهات المؤمنين فإذا كان المنهج قواما على ذلك فإن العيب حال الطغيان أو الاخسار في فهم الانسان .

    ليس للشهادة في سبيل الله سبحانه من صورة نمطية محددة : سأل عليه ا لسلام يوما أصحابه عن الشهيد فأجابوه بأنه من قتل في ساحة الوغى فقال عليه السلام الشهداء إذن في أمتي قليل وعدد أنواعا من الشهادة منها المبطون والغريق والنفساء والمطعون والمهدوم وموت الفجاءة وغيرها ولاشك أنها منازل شهادة غير أنها أدنى من المنزلة الام أي منزلة " من خرج بماله ونفسه في سبيل الله فلم يعد بذلك من شئ " . وإحدى مشاكل عقلنا اليوم أن رؤيتنا لامر ما رؤية نقطة صغيرة واحدة لا تتسع لسوى واقف واحد عليها والامر في الدين والدنيا معا أوسع مرونة من ذلك إذ الوحدانية التي لا تحتمل زوجية بأي صورة من الصور ليست لسوى ربنا سبحانه ومادونه مزدوج ومتعدد ومتنوع ومختلف ولك أن تبدأ ذلك من الملك الاعلى وسماواته إلى رسل الرحمة الربانية إلى سائر ما يقع في خاطرك اليوم وغدا . وإذا كان ذلك كذلك فإن مضمون الشهادة في سبيل الله سبحانه هي كل موت من لدن مؤمن مجاهد في سبيل الله سبحانه في أثناء سيره إليه أو في أثنائه أو بعده من جرائه وبالمناسبة فإن المؤمن بخلاف غيره من عباد الله كلهم أجمعين لا يكون بالضرورة إلا مجاهدا في سبيل الله سبحانه بصورة من صور الجهاد وليس دون ذلك سوى القعود الذي أوتي درجة في القرآن حال كون الجهاد جهاد طلب لا دفع وحال كونه فرض كفاية لا فرض عين ولذلك لا يتخذ الجهاد في سبيل الله سبحانه صورة واحدة هي صورة مؤمن في ساحة الوغى يدافع عن أرض أو يفتحها ولامر ما إنحبست تلك الصورة عندنا إنحباس ظل الصورة الفوتوغرافية فلا حراك بعد إلتقاطها ومرد ذلك كله إهمالنا للبعد المقاصدي في فهم الاسلام وأمور أخرى كثيرة لسنا بصددها الان . ومن هنا كان الجهاد من لدن المؤمن ذبا عن عرضه أو ماله أو نفسه أو سائر ما يتقوم به من مادة ومعنى أو ذبا عمن سواه من ذوي الاكباد الحرى مطلقا ودون أدنى تمييز هو جهاد في سبيل الله سبحانه والميت دونه هو شهيد وهو هنا شهيد المعركة أي صاحب الدرجة الكبرى من درجات الشهادة ولو قلنا خلاف ذلك لعددنا المجاهد اليوم في ساحات كثيرة تحتاجها الامة كساحات الفكر والثقافة والجهاد بالقرآن المأمور به في القرآن فضلا عن الجهاد بالمال بكل صوره قاعدا من القاعدين وهل يعقل أن يلتحق كل الناس بجبهات القتال اليوم لا بل هل أن جبهات القتال اليوم تتسع لنا جميعا أو هي تحتاجنا نفوسا أم تحتاجنا أموالا وتفكيرا وتشجيعا وتخذيلا ورصدا وأنظر إن شئت إلى مجال الاعلام سيما في عصر ا لفضائيات العابرة للقارات والصانعة بالكلية دون أدنى مبالغة لاجيال عقلا وسلوكا هل تعد المجاهد فيه اليوم قاعدا أو نصف مجاهد ولامر ما مازل الجهاد في مثل هذه الحقول الحيوية ذات السهام البتارة في أعيننا جهادا دون الجهاد ولامر ما مريب مازلنا نتعاطى مع الامور التي لابد من تكاملها بطريقة التقابل . إن الخلل الذي أصاب عقولنا في الحقيقة لا يوازيه خلل ويمكن تدارك سائر ما فاتنا بوقت أسرع وجهد أقل في سائر مواطن ضعفنا أما في مجال حسن الفهم والعقل فإن الامر يتطلب إصلاحا حقيقيا لا يفتر .

    ما هي قيمة المال حتى نموت من أجله : وظيفة المال في حياتنا وظيفة وسائلية وليست مقاصدية وليس ذلك تحقيرا للوسائل ولكن تكسب الحكمة وفصل الخطاب يقتضي وضع كل أمر في نصابه لا يتقدم عنه ولا يتأخر فموت الانسان دون ماله وهو ما يكسبه درجة الشهادة العليا في سبيل الله سبحانه ليس من أجل المال والدنيا ولكن من أجل الغايات التي لا سبيل إليها إلا بالمال والدنيا ولوكان ربنا سبحانه يريد منا عشق الفقر لما رمى بآدم عليه السلام أول ما رمى في جنة فيها مالا عين رأت ولو كان سبحانه يزهدنا في الدنيا تزهيد الذين لا يوقنون فيها لما كان أغلب المبشرين بالجنة وهم أحياء يأكلون ويشربون أغنياء ولو كانت الدنيا لا قيمة لها في حساب الله سبحانه لما فرض الزكاة وإهتم بأدق تفاصيلها ومصارفها ولما فرض الحج والدعوة والجهاد ولما كانت أطول آية متعلقة بالمال ولما إحتل الانفاق المكان العقدي الاول في الاسلام ولما دعا إلى إغناء الفقير وما إلى كل ذلك مما لا يحصى وكل ذلك ليعلمنا أن المال شرط لاقامة الدين والعدل والقسط والحرية بين الناس غير أن ذلك لا يسقط معنى الابتلاء فيه طلبا وإنفاقا وتدافعا فالموت في سبيل المال هو في الحقيقة موت في سبيل الكرامة والحياة والحرية لان الاتجاه المعاكس لذلك هو عبودية الذل والحاجة وإن أنس فلن أنسى صديقا وزميلا فاجأني يوما من أيام الثمانينات الاولى بقوله بأن فلانا نقابي ناجح يدافع عن حقوق العمال لانه شيوعي فكانت طعنة لن تزال أحساؤها تندلق منها أمعاء مهجتي إندلاقا وليس ذلك سوى نتيجة لتفريط المسلمين في العناية بالدنيا وبالمال تفكيرا وسلوكا .

    الاوطان خير حاضن للمال فالموت دونها شهادة الشهادة أما اللغو فكن عنه من المعرضين: مالك الذي تموت من أجله فتكتب لها الشهادة ليس صورة جميلة في متحف عامر ولاهو سطورا لفتها قماطير سوداء بل هو جزء لا يتجزأ من وطنك وهل الوطن سوى مالي ومالك لا بل هو أغلى مالي وأغلى مالك إرثا وخلفة ومن ذا فإن الموت في سبيل الوطن هو موت في سبيل المال فهو شهادة لا بل شهادة الشهادة واللغو خير لك الاعراض عنه وهو لغوان لغو يتسربل الجهل يقول بأن الموت في سبيل الوطن وثنية وصنمية وشرك وإنما الموت يكون في سبيل الله وهل يعلم هؤلاء لم مات الناس تحريرا للاوطان الاسلامية فسبيل الوطن والمال والكرامة وسائر ما يحبه الله ويرضاه هو سبيله ولو لم تستخدم المصطلح ذاته فالعبرة بالمقاصد كما يقول الفقهاء ولغو هو أشد من سابقه وهو ما يردده المنافقون المتهافتون على موائد التصهين يبيعون آخرتهم بدنيا غيرهم

     
  5. #15
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الخامسة عشرة



    أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه عليه السلام قال " كلا والذي نفس محمد بيده إن الشملة لتلتهب عليه نارا أخذها من الغنائم لم تصبها المقاسم ".

    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    كان ذلك في خيبر أصاب المسلمون غنائم و أصيب عبد منهم بسهم قتله فغبطه الناس على الشهادة فجلى عليه السلام الامر ففزع الناس وجاء بعضهم بشراك يسلمه فقال له عليه السلام " شراك من نار". وشواهده في القرآن الكريم كثيرة منها " ومن يغلل يأت بماغل يوم القيامة ".



    موضوع الحديث : المال العام أشد الاموال حرمة وأول الطرق السيارة وأسرعها إلى النار: لست أحسب أن مصيبة أشد لطما فينا من تلك التي حذر منها عليه السلام في قوله " تنقض عرى الاسلام عروة عروة أولها الحكم وآخرها الصلاة " أي مصيبة إنفصام عرى الجماعة وذهاب الريح السياسي الجامع للوحدة وما تلاه من عكوف الفقه والعلم على سائر الحياة دون الشأن العام ونشوء الملكيات العضوضة والامبراطويات الظالمة فكان الحجاج بسيفه البتار مذلا للناس حاصدا للحريات وليس ذلك عند التحقيق العلمي سوى إرهاصة أولى لاستحكام النظرية العلمانية في أرضنا وقديما قال المحققون أن منشأ الشبهة وهي العلمانية هنا ليست سوى الشهوة وهي شهوة الفقه في إعتزال ساحة الشأن العام للناس طلبا للدعة وخديعة بخدمة العلم وشهوة السلطان في حصر الفقه في المسجد وتخومه القريبة ولا يحسن بنا سوى تحية الاجتهادات الفقهية التي جعلت أركان الاسلام ستة بدلا عن خمسة إذ فقهت القرآن الكريم خير الفقه لما قرنت الصلاة والصيام والزكاة والحج بعد التوحيد بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ركنا إسلاميا ثابتا قارا قطعيا يقينيا . ولست أحسب كذلك بأن من أكبر العوائق الداخلية التي ترهق مسيرة مشاريع إستئناف الحياة الاسلامية على مختلف ألوانها سوى ضمور ركن الجماعة والدعوة إلىالخير والامر بالمعروف والنهي عن الخير وما يأتي في حكم ذلك إذ لم يفرط الناس رغم الطاحنات الحاصدات في سائر الاركان المعروفة وليس ذلك لسوى أن المادة الثقافية السلفية الاولى الصحيحة التي كان عليها الصحابة بعد وفاته عليه السلام إلى يوم اندلاع الفتن أو عام الجماعة كما يسمى في تراثنا كانت مصنوعة من ركنين كبيرين كوتدين يشدان البناء بأسره وهما الاصلاح الفردي المتأتي عبر الاركان الاربعة المعروفة من صلاة وصيام وزكاة وحج والاصلاح الجماعي المتأتي عبر ركن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير والنصيحة للجماعة وإلا لم قتل المبشرون بالجنة المبشرين بالجنة وكلاهما يعلم أنه مبشر بالجنة كما يعلم أن مقتوله مبشر بالجنة ؟



    ماهو المال العام في حياتنا المعاصرة وهل يشمله ذات الحكم ؟: إنفرط عقد الخلافة في نهاية الربع الاول من القرن الميلادي المنصرم وليس صحيحا أن الاجهازعليها كان سيكون من داخلها بحكم ثخونة جراحاتها الانحطاطية وأن الكمالية لم تزد على أنها كانت رصاصة الرحمة بتعبيرنا المعاصر ذلك أن حركة إصلاحية واسعة كانت قد بدأت عملها منذ ما يقارب القرنين ولو لم تكن رصاصة النقمة من الخارج لتلونت مشاريع الاصلاح التي تلت الحركة الكمالية أو حتىالتي كادت تخرج من عباءتها بروح دينية تقليدية يمكن عبر إصلاحها والحوار معها ردها إلى مواطن الاصلاح الاسلامي القح أما وقد كانت اللطمة شديدة قاسية ناسفة فإن سائر مشاريع الاصلاح التي تلتها لم تكن في الغالب سوى مباضع غريبة مسمومة في يد طبيب غربي يدس سما زعافا في دسم معسول . وبإنفراط الخلافة على علاتها وهناتها كانت الحركة الانقلابية الثانية الاشد خطورة وأثرا في كيان الامة بأسرها بعد الحركة الانقلابية الاموية فكانت التجزئة هذه المرة مرة عميقة جلبت الاحتلال والمسخ والتغريب وتشوه الهوية لاول مرة في التاريخ بعد أربعة عشر قرنا كاملة إذ كان الانقلاب الاول محصورا في السلطنة السياسية وكان المجتمع يومها قوي الدفاعات عالي الهمة حاضر الارادة سوي الفهم حر الفاعلية قادرا على إمتصاص أكبر آثار الانقلاب الاموي خطرا أما في حالة الانقلاب الثاني فإن درجة القدرة على الامتصاص ضعيفة جدا . فكانـت بالخلاصة أدواء التجزئة لاوصال الامة ليس جغرافيا فحسب بل قيميا كذلك ومن ذا تولد شعور لدى الحاكمين والمحكومين علىحد سواء بأن المال العام للامة لم يعد له وجود في ظل الدولة القطرية الجديدة ونشأت عقلية تسمى في اللهجة التونسية " رزق الباليك " أي المال العام .فالمال العام إذن هو كل مال عينا أو متقوما يشترك في ملكيته سواء بالسوية أو بحصص متفاوتة أكثر من واحد فخزينة الدولة اليوم وسائر الاملاك الحكومية أو التابعة للدولة ودواوينها ووزاراتها ومهما كانت طبيعة النظام السائد ملكيا أو دستوريا أو جمهوريا أو برلمانيا هي أموال عامة يحاسب الله يوم القيامة سبحانه عن سبيل تحصيلها وعن سبيل إنفاقها الاولى بالمحاسبة فالاولى أي الاعلى سلطة فيها والاكثر مباشرة لها وكل غلول منها بغير حق هو غلول عبر الله نبي الرحمة عليه السلام بأنه نار ملتهبة ولنا في هذا المثال البسيط لعبد لم يكن حتى حرا كامل الحرية يومها بحكم سريان الامر قبل إنتهاء الاسلام من تجفيف منابعه بالكلية وليس هو كذلك مالا كثيرا بل مجرد شملة يشتمل بها العبد ربما وارت نصفه فحسب وصاحبها مجاهد في سبيل الله سبحانه بماله وبنفسه فلم يشفع له سهم طائش من العدو ولم تحرمه شملة وضيعة زهيدة درجة الشهادة فحسب بل أردته في النار تصليه أي بتعبيرنا المعاصر كمن كان يكرم على الملا الدولي ينتظر بعد لحظات نيل أعظم وسام دولي في فن ما أو مهارة ما والدنيا بأسرها تتبع ذلك بأعينها وفجأة برز تقرير علمي موثق من مجمع طبي أو علمي يقول بأن بطل العالم مارس التزييف أو التزوير فلا تزيد الهيئات المكرمة له سوى على ركله خاسئا بأرجلها غير مأسوف عليه فأي سقوط مخز كهذا من أعلى القمة إلى أسحق الدرك .



    جريمة الغلول من المال العام تطال كل غال وكل مغلول لان الاسلام دين الخلق أولا: قد يتعجب بعض الناس من بعض الاعمال البسيطة التي ترفع صاحبها إلى أعلى عليين كإمرأة تقم مسجدا مغمورة لا تبصرهاغير العين النبوية الكريمة فلما تموت يفقدها عليه السلام ويسأل عنها ويؤنب أصحابه لم لم يؤذنوه فيها ويذهب إلى قبرها يصلي عليها أو من بعض الاعمال الصغيرة التي تحط بصاحبها في أسفل سافلين وهذا الحديث المتفق عليه خير شاهد على ذلك ومشكلة هؤلاء الناس أن المعيار المادي الظاهري عندهم هو المحدد فلا يعتبرون أن الجبال الشامخات هي ذرات صغيرة لا ترصدها مجاهرنا المعاصرة من التراب والحجر وتلك بلية في الفهم والرؤية . والغلول هو من هذا الضرب فمن جاء بشراك نعل بعد فزعه من مصير الشهيد الذي أوى إلى النار ربما لا يساوي شراكه الذي غله حفظ قدمه لمسيرة تزيد عن عشرة أميال ورغم ذلك فلو إحتفظ به فإنه شراك من نار يوم القيامة ولا شك عند العاقلين لاعند الحمقى أن نار الدنيا مهما إشتد هجيرها في الجبال السوداء المحيطة بمكة أقل لفحا من نار الاخرة .وليست جريمة الغلول تطال المسؤول الاول دون المباشر له بدليل أن هذا العبد حوسب هو بإعتباره غالا ولم يحاسب هو عليه السلام بإعتباره المسؤول الاول عن المال تحصيلا وتوزيعا كلماكان لا يعلم الغلول المتستر بظلام النفس الامارة بالسوء ولو علم الاكبر مسؤولية بالغلول لصار شريكا ولو ولى على الناس من هو لهم غاش لكان الغال الاكبر ولو لم يحاسب من دونه تحت أي دعوى كانت حسابا يبرئ ذمته يوم القيامة أمام المحكمة العليا لكان الغال الاول والغلول اليوم قد يكون ورقة يغفل عنها الموظف الاداري البسيط في مصلحة حكومية في جيبه أو في محفظته فيلهو بها ولده وهي كذلك قلم بسيط ومهاتفة لمدة لحظة واحدة وتأخر عن الوقت بدون عذر مقبول عند الله وعند المسؤول الاعلى وهي قطرةمن بنزين في مصلحة شخصية لا عامة وأذكر دوما أن النار لمن غل شملة ولاشك أن ورقتنا اليوم وهاتفنا وقطرة بنزيننا وقلمنا أغلى ألف مرة ومرة من الشملة فمابالك بمصاصي دماء الملايين من الفقراء والمساكين والمتاجرين بمصالحهم المادية والمعنويةمع العصر المتصهين وما بالك بمن يغل وطنا بأسره يبيعه بأبخس ثمن للغزاة وبمن يغل الاراضي والحقول والمصانع والطائرات والسيارات الفخمة والمساكن التي لو أبصرها الذي يطوي جوعا يلفحه البرد ويقتله الهجير لخالها من الجنة .



    تحريم الغلول عام يشمل غير المسلم ومقصده كرامة الانسان وبناء الشخصية الاخلاقية:لا يجوز لدولة مسلمة الاستيلاء على مال دولة غير مسلمة مالم تكن في حالة حرابة ولالمسلم غلول مال غير المسلم وفصل الفقهاء في إسترداد مال المظلوم تفصيلا يضيق به هذا المجال وليس كالغلول ينجس الشخصية الاخلاقية للانسان ويرذلها ويساوي بينهاوبين الذباب المتهافت علىكل جيفة وقذارة وليس لانسان من صون وكرامة بعد دوس ماله وتعريضه لفتنة السؤال وذلة الحاجة والعدل أساس العمران الاسلامي وليس أعدل من حرمان الغال من نعمة إستعجلها قبل أوانها..

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 21 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 13 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك