+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 15 من 33
  1. #11
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: من أسرار الأسماء في القرآن الكريم

    :: الوكيــل ::


    الوكيل: هو الموكول إليه، والمفوض إليه الأمر. وعليه فلا وكيل على الحقيقة إلا الله تعالى. وهو سبحانه سبب الأسباب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ومعلوم أنّ التوكل هو من أفعال القلوب؛ فهو إيمان وتصديق، ثم هو توجه ورغبة، وهو قوة عظيمة تشحن الإرادات، كيف لا وهو الركون إلى ركن شديد ؟! وما من إنسان إلا ويرغب في وكيل. وما عالم الحسرة، والوهن، والإحباط، وسوء الظن، وما إلى ذلك من أمراض القلوب والإرادات، إلا من نتائج التوكل على غير الله، من المخلوقات الضعيفة، والكائنات المحتاجة.

    تُستهل سورة الإسراء بآية تتحدث عن حادثة الإسراء بالرسول، عليه السلام، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. ويدهشك أنّ الآيات التي تلي تتحدث عن إفسادين لليهود في الأرض المباركة. والذي يهمنا، في هذه العُجالة، الوصية التي أنزلها الله تعالى في التوراة، ثم أنزلها في الآية الثانية من سورة الإسراء: " وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل، ألا تتخذوا من دوني وكيلا..". فلماذا هذه الوصية المشددة والمكررة ؟! وما علاقتها بالإفساد اليهودي في الأرض المقدسة ؟! والواضح من نصّها الكريم أنها وصية وتحذير: " ألا تتخذوا من دوني وكيلا..". وقد يكون من أسرارها أنّ النهايات المفجعة للمجتمعات اليهودية ترجع إلى اعتماد هؤلاء اليهود على وكلاء من عالم الشهادة، وهذا مؤشر على ضعف الإيمان بالله تعالى، وهو دليل أيضا على شدة تعلق هؤلاء بعالم المادة وبالأسباب الأرضية.

    إسرائيل شاحاك من الكتاب اليهود الذين يُلفتون انتباهك في قربهم النسبي من الموضوعيّة، وهو من القلة التي انتقدت العنصرية الصهيونية، وكشفت حقيقة الكيان الإسرائيلي في فلسطين. وهو يرى أنّ المذابح، التي تعرّض لها اليهود في المجتمعات الغربية، ترجع في الأساس إلى التحالفات التي كان يقيمها اليهود مع القوى المتنفّذة والظالمة. والعجيب أنّ هذا الخطأ يتكرر وكأنه قانون في حياة اليهود، على الرُّغم من أنّ النتائج كانت دائما مفجعة، وعلى وجه الخصوص عندما تَنقضّ الشعوب على جلاديها. والأعجب من هذا أنّ اليهود لم يستخلصوا العبر، وما زالوا يؤمنون بإمكانية الركون والتوكل على القوى البشرية والماديّة، حتى باتت المادة، وبات رأس المال، المعبود الذي يتوكلون عليه.

    عندما شعر اليهود بصعود أمريكا، القوة الجديدة، وجدناهم يسارعون إلى الهجرة إليها، حتى باتوا في أعلى درجات السلم السياسي والاقتصادي، وأصبح الأمريكي شيئا فشيئا يشعر بوطأة أقدامهم على رقبته. وهذا الشعور قابل للتصاعد على ضوء المعطيات التي تُخبرنا بانّ المجتمع الأمريكي يتحول، شيئا فشيئا، إلى مجتمع الأقلية المالكة والأكثرية المغلوبة على أمرها، والتي باتت تشكل الآلة التي تخدم الأسياد، ولديها شعور متفاقم بالغُبن والإجحاف. هذا في داخل أمريكا، أما في الخارج، فقد بات المجتمع الدولي يشعر بالنفور الشديد من هذا المتطفل، الذي يضرب بسيف المارد الأمريكي، ولا يقيم وزنا لمشاعر الآخرين، ولا يشعر أبدا باحتمال انقلاب الموازين، وتغيّر الوقائع، بل ينطلق في سلوكه من منطلق أنّ هذه هي نهاية التاريخ. وبهذا نجدهم يكررون الخطأ، ويقعون في المحذور. ولم يعد بإمكانهم أن يستمعوا إلى رب الناس يحذرهم: " ألا تتخذوا من دوني وكيلا...".

    إنّ هذه الوصية لا تخص اليهود دون غيرهم، وإن كانوا هم الأحوج إليها. ونحن لا نعجب من سلوك اليهود هذا عندما نطلع على تراثهم الديني والثقافي، وإنما العجب، كل العجب، أن يذهل عن هذه الوصية الربانيّة بعض من عايش الإسلام، فنهل من القرآن الكريم، والسنّة الشريفة، وتنسَّم عبير تراثه المفعم بالإيمان والثقة واليقين والتوكل: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إنّ الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيء قدرا

     
  2. #12
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: من أسرار الأسماء في القرآن الكريم

    الحـج ::




    جاء في الآية 97 من سورة آل عمران: " ولله على الناس حجّ البيت …" وجاء في الآية 27 من سورة الحج: " وأذّن في الناس بالحج…". فالحج يُمثّل الأفق العالمي للدين. وإذا كان الحج هو الركن الخامس، فإن تشريعه أيضاً جاء خامساً بعد الأركان الأربعة. وتمثل هذه الشعيرة خلاصة أساسيات الدين. والمتدبر لرموز كل خطوة من خطوات الحاج يجد الانسجام بين قوانين الحج وقوانين الحياة الإنسانية، فالحج ثري بالرموز والدلالات.

    يمكن الحكم على صِدقيّة أي دين على أساس مدى انسجام مبادئه وأحكامه مع قوانين الكون؛ فمن غير المتصور أن تتناقض مبادئ الدين الحق وأحكامه مع قوانين الخلق وسننه، لأنّ الذي خلق هو الذي أنزل. وإذا كان الخمر ضاراً كسنّة كونيّة، فلا بد أن يكون محرماً كسنّة تشريعيّة. ومن هنا نجد أنّ الفقهاء، وبعد استقراء أحكام الشريعة الإسلامية، ذهبوا إلى أنّ الشريعة الإسلامية تقصد في أحكامها إلى المحافظة على الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال. وبمعنى آخر فقد جاء الدين ليحقق الانسجام بين حركة الإنسان وحركة الكون من حوله. وعليه يمكن تعريف الطاعة: بأنها الانسجام بين القانون الشرعي والقانون الكوني. ويمكن تعريف المعصية: بأنها التعارض والتناقض بين القانون الكوني والسلوك البشري. وعندما نقول: إنّ الإسلام هو الحل، فإنما نقصد أن نقول: إنّ الانسجام هو الحل.

    يجعل الحاج المسلم الكعبة عن يساره ويبدأ الطواف في حركة دائرية ومتواصلة، وبذلك يكون الإنسان قد أعلن في حركته هذه عن انسجامه الطوعي مع حركة الكون، من أصغر جزء فيه، أي الذرة، إلى المجموعة والمجرّة. نعم إنّه إعلان المخلوق الحر، بأنّ الحريّة، والتي هي منحة الله تعالى للإنسان، لا تعني الفوضى ولا الخروج ولا التناقض، بل هي التوافق والنظام والانسجام. وهذه هي الرسالة الأولى للدين الحق.

    المتدبر لحركة الإنسان في الأرض يجد أنّ قانون التردد بين الخوف والرجاء هو القانون الأساس في بناء الحضارات الإنسانية؛ انظر إلى حركة الناس على مستوى الاقتصاد، تجد أنّ أهم دوافع حركتهم هو الخوف من الفقر ورجاء الغنى. وانظر إلى عالم الدراسة والتعليم، تجد أنّ الدافع إلى الجد يكمن في الخوف من الإخفاق، وفي ورجاء النجاح. وانظر إلى تقدم الطب، تجد خوف الألم ورجاء العافية، وخوف الموت ورجاء الحياة... وهكذا نجد أنّ هذا القانون يشمل كل نشاطات الحياة. وفي الوقت الذي ينعدم فيه قُطبُ الخوف أو قطب الرجاء، نجد أنّ الحركة تتوقف؛ فالخوف الذي لا رجاء عنده يُحبط القدرات. والرجاء لا يكون رجاءً حتى يلابسه خوف. أمّا الأمن الكامل، إن وُجِد، فهو من أكبر دواعي الخمول والسكون. انظر قوله تعالى: " إنّه لا يأمنُ مكر الله إلا القوم الخاسرون ". في المقابل:" إنّه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ". ثم انظر قوله تعالى: " يدعوننا رغباً ورهباً "، " ...خوفاً وطمعاً ".

    هل كانت هاجر، عليها السلام، تدرك وهي تسعى بين الصفا والمروة، تبحث عن الماء ثم ترجع مهرولة إلى رضيعها إسماعيل، عليه السلام، لتطمئن عليه، أنّ هذه اللحظات الجليلة ترمز إلى قانون الخوف والرجاء؟! وكيف بها لو كُشف لها الغيب فرأت الملايين من الحجاج تُحاكي حركتها في سعيها الحثيث بين القطبين؟! إنّه القانون والسنّة المحكّمة قبل أن تكون الحادثة، بل إنّ الترغيب بالجنّة والترهيب من النار، في كل دين حق، لهو بعض تجلّيات حكمة خالق القوانين والسنن. وما تلك الحادثة إلا بعض تكريم الحكيم لمن اصطفى من عباده.

     
  3. #13
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: من أسرار الأسماء في القرآن الكريم

    :: الصّـــرح ::




    جاء في بعض كتب اللغة أنّ الصّرح: هو القصر، وكل بناء عالٍ مشرف. ولكن لماذا سُمي القصرُ قصرا، ولماذا سمي البناء المشرف صرحاً ؟. يبدو أنّ الصّرح مأخوذ من الصراحة، والتي هي خلوصٌ من الشوائب. والصراحة فيها وضوح. وإذا صرّح الإنسان بالشيء فقد كشفه وأظهره. ونظراً لوضوح القصر والبناء العالي سمي صرحا. من هنا لا ينحصر مُسمّى الصرح في البناء العالي المشرف، ولا ينحصر في البناء الضخم الظاهر في الحس. وقد وردت كلمة الصرح في القرآن الكريم أربع مرّات؛ في سورة النمل عند الحديث عن سليمان، عليه السلام، وملكة سبأ، وفي سورة القصص وغافر.

    جاء في سورة القصص على لسان فرعون: " فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ". وقد تكرر هذا الطلب في سورة غافر:" وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأسْبَاب، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأظُنُّهُ كَاذِباً..." هل بلغت السذاجة بفرعون أن يطلب بناءاً عالياً يرقاه لينظر ويتحقق من وجود إله موسى؟! وهل يَتصوّر فرعون أنّ المستمعين لهُ من الملأ بهذه السذاجة أيضاً ؟! ما الذي يمنع أن يكون ما يطلبه فرعون أكثر جدّيّة مما يتبادر إلى الذهن؟ ثم لماذا يبني فرعون هذا الصّرح من طينٍ يُطبخ، وهناك ما هو أفضل من الطين لبناء صرحٍ ضخم يتطاول في السماء؟! فلماذا لا يكون هذا الصرح من الحجارة، وقد عرف الفراعنة بناء الأهرامات الضخمة؟! ثم ألم يصعد فرعون في حياته الجبال العالية ليدرك أنّ أعلى بناء ممكن هو أقل ارتفاعاً من جبل صغير ؟!

    من يدرس تاريخ الفراعنة يجد أنّ لهم السبق في تحديد السنة الشمسية بمقدار 365 يوما، وتقسيم السنة إلى 12 شهراً، والشهر30 يوما، واليوم 24 ساعة. بل إنّ بناء الأهرامات له علاقة بأبعاد فلكية، وقد بلغت الدّقة الهندسية لديهم بحيث أنّ الشمس تدخل الغرفةً الملكيّة مرّة في العام، وذلك في اليوم المحدد والساعة المحددة. من هنا ندرك أنّ فرعون كان يريد بناء مرصد يساعده في فهم حقائق البناء السّماوي. ويبدو أنّ استخدام الزجاج في هذه المراصد كان هو الأساس في عمل المرصد، كما هو مفترض. على ضوء ذلك نفهم طلب فرعون: " فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحا..". فالأقرب إلى التّصور الجادّ أنّه يريد صناعة الزجاج، لبناء مرصد، فهو لا يحتاج إلى بناء عال ليرتقيه، فلديه الأهرامات التي بُنِيت قبل عصره. ومعلوم تاريخيّاً أنّ الفراعنة قد عرفوا المراصد، وراقبوا السماء، وبلغوا في ذلك مبلغاً.

    أمّا آيـة سورة غافر: " وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأسْبَاب، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى..". فالمتصوّر أن يكون هذا في عالم الرصد والمراصد أكثر مما يُتصوّر في عالم الارتقاء إلى أعلى، وعلى وجه الخصوص عندما نعلم أنّ الأمم القديمة قبل الميلاد كان لها سبق في علم الفلك. وقد كانوا يعتقدون أنّ للأفلاك تأثيراً وتَحكُّماً، حتى في مصائر البشر. وبالتالي فإنّ العلل والأسباب الحقيقيّة عندهم هي في عالم الفلك. وفرعون هنا يريد أن يبلغ عالم الأسباب هذا ليطلّ منه بزعمه على حقائق الكون، ومنها حقيقة أنّ موسى، عليه السلام، هو رسول من الله. وهو بذلك يستخدم علم التنجيم لينفي أن يكون موسى، عليه السلام، مرسلاً من ربه. وقد لمّح فرعون إلى ذلك بقوله: " وإني لأظنّه كاذبا". وعدم جزم فرعون هنا من أجل أن يظهر نفسه بمظهر الإنسان الموضوعي، الذي يبحث عن الدليل والبرهان.

    إذا صحّ فهمنا هذا، فإنّ ذلك يدعونا إلى إعادة النظر في فهم كلمة الصّرح التي وردت في سورة النمل؛ فقد كانت ملكة سبأ ممن يعبدون الشمس، كما صرّحت الآيات الكريمة، وهذا يشير إلى احتمال أنّهم كانوا يهتموّن بالفلك أيضا. لقد وجدنا ملكة سبأ تصرّ على دينها، حتى عندما تجلّت أمامها معجزة إحضار العرش، فكان لا بد من مناقشتها في عقيدتها، وتعريفها بحقيقة الشمس والأفلاك التي تعبدها. من هنا يحتمل أن يكون دخولها الصرح هو دخولٌ للمرصد الزجاجي الضخم، من أجل تعريفها بواقع الأفلاك، ومناقشتها في عقيدتها؛ فهي مُهيّأة لمثل هذا العلم: " قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِير..". نعم فهو من زجاج مُملس، وهو شفّاف وخالص من الشوائب، فهو إذن صرح، وهو أيضاً قوارير. ويبدو أنّ عظمة هذا المرصد تتجلّى في انعكاس الأجرام السماويّة في قاعدته الزجاجيّة، وظهر ذلك في ردّة فعل ملكة سبأ، عندما كشفت عن ساقيها. ولا ندري كم استغرق من الوقت وجود ملكة سبأ داخل المرصد، ولكن يبدو أنّ هذا التواجد هو الذي جعلها تُعلن إسلامها: " قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ". ويبدو أنّه قد تمّ تعريفها بحقيقة عالم الأفلاك، الذي كانت تعبد من دون الله. ولا شك أنّ النقلة في المعارف تساعد على النقلة العقائدية. وتسمية المرصد صرحاً مفهوم إذا عرفنا أنّ المرصد: يكشف، ويُجلّي، ويُظهر، ثم إنّ عدساته وملحقاتها مصنوعة من الزجاج الخالص الصريح، ثم هو يُبنى في مكان عالٍ ومشرف.

     
  4. #14
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: من أسرار الأسماء في القرآن الكريم

    الآل والأهل ::


    أهل الرجل في الأصل هم من يجمعه وإياهم مسكن واحد. ونلحظ بالاستقراء أنّ الملازمة هي أبرز دلالات كلمة الأهل، ومن هنا نقول: أهل المدينة، أهل البيت، أهل الكتاب، أهل العلم … أما الآل فهم الذين يؤول إليهم الإنسان، أي يرجع إليهم، أو يرجعون إليه في دين، أو مذهب، أو نسب … من هنا يقال للأهل أحياناً آل، ولكنّ كلمة آل تستخدم في بيان شرف من يؤول إليهم الإنسان، أو شرف من يؤولون إليه.

    جاء في الآية 33 من سورة الأحزاب: " إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ". المتدبر للآيات الكريمة يدرك أنّ مسؤولية الملازمين للرسول، صلى الله عليه وسلم، من أقرباء وأزواج هي أكبر من مسؤولية الآخرين، ومن هنا خصّهم الله تعالى بأحكام فيها من التشدد والاحتياط ما فيها، نظراً لحساسية موقف الرسول القائد، عليه السلام، والذي هو القدوة الحسنة: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ". وعلى الرغم من وضوح هذا في القرآن والسنة، فقد تصور البعض أنّ وصف أهل البيت يعطي من ينتسبون إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم، الأفضلية، فيدعوهم ذلك إلى التحلل من المسؤولية، ويتوسّلون بالنسب الشريف للتسلط على رقاب الناس، وتبرير خيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين. ولما كانت كلمة أهل تدل على الملابسة والملازمة، فلا يستطيع أحد أن يزعمها بعد 1400 سنة، بل يُلحظ أنّ كثيراً ممن يزعمونها اليوم هم الأبعدون، الذين لا ينتمون إلى الأمة بل إلى أعدائها.

    جاء في الحديث الشريف أنّ صحابياً سأل الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: " كيف نُسلّم عليكم أهل البيت؟ ". فجاء جواب الرسول الكريم ليجعل السلام على المتقين من أمته، الذين يرجعون دوماً إلى دينه وشريعته، بحيث أصبح الرسول مرجعهم ومرجعيتهم، فقال، عليه السلام: " قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد … ". نعم، لا معنى لأن نخص بالدعاء أهل البيت، حيث لم يشهد القرآن ولم تشهد السنّة لهم بالعصمة، ولم يرد في الدين ما يدل على تميّزهم وتفضيلهم، بل لو أنّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد، عليه السلام، يدها. نعم لا معنى لهذا الاختصاص، وقد وجدنا أنّ من أقربائه، عليه السلام، من قاوم دعوة الله، وأساء إلى رسوله. وهذا إبراهيم، عليه السلام، يطلب أن تكون الإمامة في ذريته فجاءه الوحي بالجواب الحاسم: " لا ينال عهدي الظالمين ". أمّا تكريم المجتمع المسلم لأهل بيت الرسول، صلى الله عليه وسلم، فهو دليل على صدق الإيمان، وصدق الاتباع، وصدق المحبة، كيف لا، وقد أوصى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بأهل بيته الكرام. وقد شهد الواقع التاريخي بخيريَّتهم، وإمامتهم في التقوى والصلاح، وصبروا وصابروا حتى لقوا وجه الله تعالى.

    جاء في الآية 4 من سورة التحريم: "…فإنّ الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ". فإذا كان آل الرسول، عليه السلام، أعظم منزلة من أهله، فإن أولياءه أعظم منزلة من آله، لأنهم أصحاب النسب الحقيقي، ولأنهم اختاروه، وأحبّوه، ونصروه، وقدّموه على كل ما سواه. وقد يَحسن أن نختم بكلمات للإمام جعفر الصادق عندما سئل عن آل البيت فقال: " إذا قاموا بشرائط شريعته كانوا آله " وهذا يعني أنّ آله في اعتبار الإمام جعفر الصادق، هم أولياؤه الذين يحملون دعوته، وينصرون شريعته، فيبلغون بذلك أعلى مراتب القرب والقرابة.

     
  5. #15
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: من أسرار الأسماء في القرآن الكريم

    :: طـواف الوجـود ::



    المتدبّر لشعائر الحج يلحظ تجلّي الرمزيّة في كل عمل من أعمال الحجيج. ولكننا نهدف هنا إلى أن نلفت الانتباه إلى بعض رموز شعيرتي الطواف ورمي الجِمار. ومعلوم أنّ الطّواف حول الكعبة المشرفة هو من أهم أعمال الحج، وأكثرها تكرراً. والطواف صلاة، كما جاء في الحديث الشريف، بل إنّ الطواف مقدّم على الصلاة عند البيت الحرام. وإذا كان الطواف سبعة أشواط، فإنّ رمي الجمار يكون سبع حصيات. وإذا كان الطواف يتكرر بشكل لافت، فإنّ رمي الجمار يتكرر أيضاً.

    يقوم الكون في جوهره على الحركة، ولا يعرف العِلم وجوداً مادياً ساكناً، وإذا كانت الذرّة هي المكوّن الأساسي للمادّة المعروفة، فإنّ صيغة الطواف هي الأبرز في العلاقة بين مكونات الذرّة؛ فالالكترونات في حالة طواف دائم حول النواة، ويكون ذلك في مدارات لا تزيد عن سبعة، وإنْ وجد المدار الثامن فمن أجل حلّ هذه العلاقة ونقضها. ويدهشك أن تجد أنّ هذه العلاقة تتجلى أيضاً في المجموعات والمجرّات الفلكيّة، أي أنّ صيغة الطواف هي الأبرز في خلق الكون، من أصغر ذرّاته إلى أكبر مجرّاته. إنه الانسجام التام والتناسق البديع.

    بسم الله الرحمن الرحيم، هي أول آية في ترتيب المصحف. ولمّا كانت كل حركةٍ للإنسان في هذا الوجود يجب أن تصدر باسم الله، الذي تتجلى رحمته بإرسال الرسل وإنزال الكتب، فستكتمل عندها الصّورة، وسيتحقق الانسجام الكامل في حركة الوجود. وإن صحّ التعبير فإن الدين هو الرياضة التي تعلمك كيف تُحقق الانسجام مع حركة الكون، لتكتشف أنّ الكون يبلغ في انسجامه غاية الجمال والكمال. أمّا الخروج على تعليمات وإرشادات الخالق الحكيم فهي الحركة العشوائيّة التي تجعل الإنسان يبرز كنغمة شاذّة في لحن الكون الرائع.

    عندما يجتمع الناس في بيت الله الحرام لتأدية الركن الخامس من أركان الإسلام، فإنّ هذا يعني أنّه قد تحققت الآثار المرجوة من القيام بالأركان الأربعة. وعندما تحتشد جموع الحجيج معلنةً: " لبيك اللهمّ لبيك "، فإنّ هذا الإعلان هو التأكيد لرغبة الإنسان الطوعيّة في الانسجام مع حركة الكون المستسلم لله. من هنا نجد أنّ الحاجّ يبدأ حجّه بالطواف، ويختمه بالطواف، وبين البداية والخاتمة طواف وطواف. إنّه التعبير العملي عن الاستسلام الكامل، والانسجام التام مع حركة الوجود. إنّه قناعةٌ، وقرارٌ للكائن الحر أن ينسجم طواعية مع حركة الكون المستسلم فطرياً. إنّها لحظات جليلة، يكتمل جلالها عندما يستحضر الحاج في ضميره هذه الحقيقة، ويدرك أنّه يعيش لحظات الانسجام الكوني.

    إذا كان الخير هو الحركة نحو الانسجام الكوني، فإنّ الشر هو الحركة نحو التباين والفوضى، وهو الشذوذ المؤذي، وهو التبعثُر المُذهب لجمال الصورة، إنه السير بعكس التيار. لذا لا يمكن لشرٍ أن يدوم، لأنّه مناقض للفطرة ولقانون الوجود. ولا يجوز لنا أن ننتظر حتى يلقى الشرّ مصيره، باعتباره معاكساً لحركة الوجود، لأننا جزء من هذه الحركة. من هنا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أبرز الفروض في الشريعة الإسلامية. وفي الوقت الذي نُعلن فيه انسجامنا مع حركة الوجود فلا بد لنا من أن ننسجم أيضاً مع هذا الوجود في رفضه للباطل، ولا بد من ممارسة ذلك عملياً، وهذا ما يعلنه الحاج مراراً وهو يرمي الجِمار، أو كما يُقال: " يرجم إبليس".

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك