[align=center]اتعب يوما ترتح شهرا ..اتعب شهرا ترتح سنة .. اتعب سنة ترتح عشر سنوات .. اتعب عشر سنوات ترتح العمر كله ..
فالحياة تتحرك نحو النضج ، و مسيرة لتحقيق الذات ، بعقل حي باحث ، و إرادة تصبو نحو الأفضل ، تتجدد و تتغير مع فجر كل يوم ، دون توقف ....
إنها حركة لا تعرف الهدوء ، قفزات مستمرة نحو ما تحلم به ، و ما تتمناه بذهن واع مستعد للتعامل مع كل ما يحدث ، سواء كان سلبيا أو إيجابيا برجاء ثابت ، و اتجاه واضح و مستقيم ، و أمل يبعث فيك حياة قوية متدفقة ، أمل يملأ القلب شجاعة و عزما و إقداما لمواجهة الصراعات و المشقات ، مهما كان الطريق وعرا معوجا مملوءا بالحفر ، و مهما بدا لك أنك تضع قدمك نحو فراغ خاو .
كان بوكر . ت . واشنطن عبدا زنجيا – عاش في كوخ خشبي صغيرا بلا نوافذ و لا باب ، يفترش التراب ، عمل في مزرعة ، ينظف و ينقل الرسائل أو السلع للزبائن ، أو يحنمل الماء للرجال في الحقول ، و كثيرا ما كان أسياده يصفعونه و يضربونه ، ترك المزرعة و عمل في آتون ملح من الساعة الرابعة صباحا حتى مغيب الشمس ، و كان يحز في نفسه أنه لم يستطع الذهاب إلى المدرسة ، فكان يتوسل إلى أمه لتشتري له كتابا ، و نظرا لفقرها الشديد ، اشترت له نسخة قديمة بالية ليتعلم الهجاء الذي أجاده خلال أسابيع ، و ليتمكن من الالتحاق بمدرسة كان يعمل من الرابعة صباحا حتى التاسعة ، ثم كان عليه أن يعمل ساعتين بعد المدرسة ، و نظرا لسوء حالة أسرته ، اضطر إلى ترك المدرسة ، و العمل فى منجم للفحم تحت الأرض حيث الظلام الدامس ، سمع صدفة عن مدرسة كبيرة للسود في فيرجينيا ، فقرر الذهاب إليها يوما ما ، مهما كان الثمن ، و أخذ يدخر كل فلس لمدة عامين ..
ثم رحل إلى هدف أحلامه ، نام فوق أرصفة المشاه و في شوارع المدن طوال رحلته ، و لم يستحم ، و لم يغير ثيابه لفترة طويلة لدرجة أن مديرة المدرسة رفضته لقذارته ، إلا أنه لم ييأس و انتظر لساعات طويلة خارجا حتى قبلته ، و بذل قصارى جهده حتى تخرج و عمل معلما ، ثم عين مديرا لمدرسة قام بإنشائها بنفسه ، بدأت ببناء صغير ، ثم توسعت حتى أصبحت واحدة من أكبر المؤسسات من نوعها في العالم و صارت توسكيجي جامعة ضخمة تضم أكثر من 160 مبنى ، و أصبح بوكر واشنطن العبد الذي أسس معهد توسكيجي واحدا من أعظم الرجال الخالدين ، و قد منحته جامعة هارفرد دكتوراه فخرية .
هذّب قواك ، و اشحذ عزيمتك ، و درّب نفسك ، و تعلم الاعتماد على النفس ، لا تبحث عن أحد يشق لك الأرض ، و لكن ضع في يدك الفأس و المحراث لتشق طبقاتها و تحفر بطونها و تستخرج ما فيها من كنوز دفينة ، فالرغبة في العمل و المثابرة الدائمة عليه حتى إنجازه ، صفتان تؤديان بصاحبهما إلى أعلى درجات النجاح .
المصدر :
مجلة هو و هى
بقلم / إبراهيم عوض[/align]
مواقع النشر (المفضلة)