رفعت القلم .. ثم مضيت ..

-------
رفعت القلم .. !
بشعار لايأس مع الحيـــــاة .. ولا حيـــــــاة مع اليأس ...

أقلعت الطـــائرة متجهةٌ نحوى مدينةٍ تسمى الأساطير ..
التي تخضع للنظـــــام العاطفي القلبي .. منذ زمن ليس بالقصير ..

وبالرغـــــــم من الحروب التي تشهدهــــا هذه المدينة الأسطورية وحرب الشوارع والجماعات
الهدؤ ســـــائدٌ في أرجائها ...
وشعبها .. شعب مرهف مسؤولياتهُ محدودةٌ .. ومقصورةٌ على الذات فقط ..

حــــال هبوط الطائرة .. والتي تسع ثمان وسبعون راكباً .. وتقل في رحلتها شخص واحد ..
على أرض المطار الأسطوري العاطفي الدولي ..
إتجهت للبوابه الرئيسية للطائرة ..

كانت هناك لائحة حمراء فاقعٌ لونها معلقة على بوابة الطائرة .. قد أكل عنها الزمان وشرب ..
مكتوبٌ فيها ..

احسن الله عزائك .. وأجبر مصابك .. ... !

فقلت في نفسي آمين ..
رغم أني لم أفهم مناسبة هذه اللائحة والمضمون التي حوته ..

وقفت ..
على مشارف تلك المدينة ... البوابة ..

وإذا بعنوان طويل عـــــريض ..قد أخذ مساحة لا بأس بها ..

(........................ ......................... )

هززت .. رأسي يمنة ويسره .. مستهزء .. لهذا العنوان .؟.
دخلتها .. وإذا بها من اجمل بقاع الأرض .. فيها الأنهار والجبال الخضر والأشجار
والكناري والبغبغاء حتى البومة رأيتها بأم عيني على شجرة البلوط ..

فقلت سبحان الله ..





دخلت حي من الأحياء ..
فإذا بجمع غفير من الأقلام .. تنهل من معين محبرة ضخمة ذات مداد أحمر داكن كثيف ..
ويكتبون على الجدار والقراطيس حتى الجلود والأخشاب .. في حالةٍ يرثى لها ..

يحكون عن الحزن والماضي البأيس .. على زعمهم ..
استوقفت منهم قلماً ..

وأخرجت قلمي ..
فقلت ..
ابلقوم جنونَ ..
قال : لا

قلت : أبهم بأسٌ
قال : لا

قلت : ما دها القومَ إذاً ..
قال :

نحن قوم لنا قلوب .. واحاسيس ومشاعر .. واحلامنا لايدركها الأغبياء ..
نشعر بأحوال البشر من حولنا فنحزن لحزنهم ونشاطرهم آلامهم ونواسيهم فيها ..
نحن قوم قطعنا الصلة بالأنانية وعشنا في عالم الإخلاص والوفاء ..
ونحن ونحن .. وأخذا يكتب ويكت ..

فمضيت وتركته يلهث ..


وفي طريقي لحي آخر ..
خرج رجل مسرعاً يركض .. إرتطم بي .. فسقط مغشي عليه ..
فجلست أوقضه ..

وإذا به يتلعثم ويردد كلمات أدركت منها شيئاً وفات الكثير ..
سمعته يقول ..

حبيبي نساني راح وخلاني ..

وكانت في يدي قارورة بيبسي لم انتهي منها بعد ..
فلما كاد أن يفيق .. ركبتها في راسه .. فعاد مغشياً عليه ..
ومضيت ..