|
|
|
المكتبه الاسلاميه |
||||||||||||
|
قصص وعبر دمعة في فرح
امتلأت الغرفة بالمهنئات... أنظر إلى زميلاتي وقريباتي ... الكل يُسلم .. ويبارك .. بارك الله لكما وبارك عليكما .. وجمع بينكما في خير .. ويدعو بالتوفيق والذرية الصالحة ..
بعد دقائق .. جلست وحيدة أترقب القادم ... سقطت من عيني دمعة عندما تذكرتُ أمي وهي تدعو لي بالزوج الصالح كأنني في حلم ..
لا أعرف في ذلك اليوم .. من أبكى الآخر .. ؟
العلوي .. طرقنا أبواب الغرف جميعاً .. ذهبنا إلى المطبخ .. ورغم التعب .. لم نجدها .. عندنا .. تأكدتُ أن أمي ليست في المنزل ضممتُ أخي إليَّ .. وبكيت من التعب والإرهاق غفونا ... بعد ساعة أو ساعتين .. أمسكتُ بيد أخي ... لنعيد البحث ... لم نجدها في المنزل .. رغم كثرة النساء لقد كانت ملء
السمع
والبصر .. ولكن أين اختفت .. ؟
من نزول الدرج .. وسقط أخي من
شدة جذبي له .. ولكننا في النهاية .. لم نرى سوى الشجرة .. نظرت
أعلى الشجرة
..
وبقايا زرع كانت تُحبه ولكن أين أمي .. ؟
على أكتافهم قلت لأخي حين سألني .. ما هذا ؟ قلت ببراءة الأطفال .. هذا شيء ثقيل .. فالكل يشارك في حمله .. لم أكن أعرف أن تلك المحمول .. هي .. أمي .. وإلا لأمسكت بها .. ولم أدعها تذهب .. اختفى الرجال .. هدأت الأصوات .. وساد الصمت .. جلسنا نلعب في التراب بطمأنينة .. في ظل الشجرة .. كعادتنا
عندما
تكون أمي بجوارنا .. هذا أول يوم نخرج فيه إلى الحديقة بدون حذاء
.. نعطش فلا نجد
الماء .. أقبلت إحدى قريباتي وأخذتنا معها إلى الداخل
.. جدتي مسرعة عندما ارتفعت أصواتنا بالبكاء ضمتنا إلى صدرها مازالت أتحسس دمعتها التي سقطت على رأسي .. كلما شاهدت أُماً قبلتها .. فيها رائحة أمي .. تذكرت يوماً .. أنها قالت لي عندما أغضبتها سأذهب .. وأترككم مازلتُ أتذكر حين أتينا لزيارتها في المستشفى .. بجوار سريرها .. حملني أبي .. وقال لها .. هذه (أروى) ضمتني وقبلتني .. ثم قبلت أخي .. تساقطت دموعها وهي تضغط على يدي الصغيرة ... وتقبلها بقوة كل يوم يطرف سمعي .. آخر صوت سمعته منها
..
أستودعكما الله الذي لاتضيع ودائعه .. ثم أجهشت بالبكاء .. وغطت
وجهها
..
بعد
خمس سنوات .. رجعتُ إلى دار أبي .. قادمة من بيت جدتي .. أنا ..
وأخي
.. متابعة دراستي .. بدأت تحثني على حفظ القرآن .. اختارت لي الرفقة الصالحة .. هيأت لي ولأخي .. مانريد .. بل أكثر من ذلك .. أحيانا كثيرة نُغضبها .. لكن رغم ذلك .. كانت المرأة الصبور .. العاقلة .. لم تُضيع دقيقة من عمرها بدون فائدة .. لسانها رطبٌ من ذكر الله .. جَمعت بين الخُلُق والدين .. ملأت فراغاً كبيرا
ً
في حياتنا .. هذه هو
تفسيرها للمعاملة الطيبة
.. .. ابتغاء مرضاة الله .. وأضافت .. كما أن الإنسان يطلب الأجر والمثوبة في العبادات كالصوم والصلاة .. فإنه يطلبها في المعاملة .. المسلم يا بنيتي مطالبٌ بالمعاملة الحسنة .. قاطعتها .. ولكننا نتعبك .. وقد نضايقك .. يا أروى .. في كل عمل تعبٌ ونصبٌ .. الجنة لها ثمن .. تعلمين أن في الصيام تعباً
وفي
الحج مشقة .. والله
سبحانه وتعالى يقول
{
فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل
مثقال ذرة شراً يره}
.. يوم القيامة قلت لها .. والعبراتُ تخنقني .. هذه دعوة أمي رأيتها في حُسن معاملتك لنا .. فالله لا تضيع ودائعه .. فجأة .. طُرق الباب ..
دَخلت
زوجة أبي .. سلِّمت
..
وباركت قبلتُ رأسها .. ولها عندي أكثر مثال المرأة المسلمة قالت ..
ودمعةٌ منها
تُودع .. لاتنسي أن تحتسبي عند الله كل عملٍ تقومين به .. ثم أضافت
على عجلٍ لا
تفارقه الإبتسامة .. لقد حفظت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
"إذا
صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها ، وأطاعت زوجها ،
قيل
لها .. ادخلي الجنة من أي الأبواب شئت
" ..
|
||||||||||||
|
|