الاستبداد لا يجدي .. "الارشاد بحزم" أسلوب تربوي سليم
التربية عاتق على أكتاف الآباء والأمهات ويبذلان كل جهدهما لاختيار أسلوب خاص للتربية بعيداً عن الأساليب السابقة للأجداد ، والسؤال هل الأسلوب القديم الذي نهجه أجدادنا وآباؤنا في التربية انتج اطفالا مهذبين ؟ أم هناك طرق أخري للتربية مع اختلاف العصر والزمان ؟ ناجحين في حياتهم وقادرين على تحمل المسؤولية أم هو الاسلوب التربوي الحديث الذي وضعه علماء النفس والتربية وهو غالبا ما ينتج اطفالا يتصفون بالانانية وحب الذات والغرور واحيانا الوقاحة واللامبالاة. ان اساليب التربية الناجحة لم تعد واضحة امام الاهل، ولهذا فقد بدأ يساورهم الشعور بالقلق والخوف وازاء ذلك. يؤكد الدكتور جون روز موند المتخصص في مجال تربية الأطفال في أمريكا كما ذكرت جريدة "اليوم" أن خبراء تربية الأطفال في الستينات والسبيعات من القرن العشرين قادوا الآباء الى الاعتقاد بأن الاطفال المهذبين هم مجرد آلات ، حيث عمل اباؤهم المستبدون على محو شخصياتهم وثقتهم بأنفسهم ، ويعتقد ان هؤلاء الاطفال يظلون مترقبين اية فرصة لاساءة السلوك حينما يكونون على يقين بأنهم سوف يفلتون بفعلتهم لأن الترهيب لا يمكن ان يحمل الطفل على الطاعة ولكنه يعلمه فقط كيف يكون ماكراً . ويضيف د. جون إلى أن النظام الأمثل للادارة الأسرية وهو الإرشاد بحزم دون اي استبداد كما ينصح الوالدين على تركيز جهودهما على سمة واحدة ومعالجتها لأن معالجة المشكلات واحدة بعد الاخرى سيجعلهما اقدر على المتابعة حتى الانتهاء من حل جميع المشاكل. وعن أسلوب التربية الجيدة يقول د. جون "لابد أن يدرك الطفل انه لا حدود لسلطة والديه ويتطلب ذلك أن يبعث الآباء الى ابنائهم شعورهم بقوتهم الشخصية "السلطة الأبوية" اما عندما يواجهون صعوبة ما في تربيتهم لأطفالهم فلا بأس ان يلجأ الوالدان للجدة بدلا من الذهاب لاستشارة معالجين لان نصائحها التي تسديها قائمة على خبرة حياتية حقيقية وتتميز بأنها بسيطة وسهلة الفهم وتبعث على الطمأنينة والثقة في نفوس الآباء، بينما تكون نصائح المتخصصين في الغالب ناتجة عن المعاني المجردة والنظريات التأملية، كما انها صعبة الفهم غير دقيقة ومحيرة.
|