انعكاسات العمل السياسي على المرأة |
ترى ما هي جدوى مشاركة المرأة في العمل السياسي، وإذا ما اهتمت المرأة بالأمور السياسية فهل هناك آثار أو انطباعات معينة تترك على شخصيتها سلباً أو إيجاباً.. وإذا كنا ندعو لأمر ما فحتماً هناك متعلقات به، ولهذا لا بد أن ندرس تأثير المشاركة السياسية على المرأة نفسها: 1 ـ في البدء الاستجابة للفروض الإلهية سواء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو في الطاعة والنصر.. أو في متابعة شؤون المسلمين فهذه كلها تجعل المرأة ـ الانسان ـ عموماً تعيش الشعور الوجداني بمفهوم الطاعة الإلهية فالاهتمام بالسياسة قد يكون واجباً على كل النساء. 2 ـ تحقيق الذات وبناء الشخصية الايجابية ومن خلال هذا الفهم يتعمق الشعور بالمسؤولية في الحياة، وهذا له أثر نفسي عميق على الشخصية السوية وتوازنها النفسي والاجتماعي ويخلصها من الشعور بالحقارة والدونية والضعف وبالتالي يغمرها إحساس بقوة العقيدة والاعتزاز بالمبدأ. 3 ـ العمل السياسي يعني المشاركة في انتخاب الشخص اللائق والترشيح في مواقع القدرة وإبداء الرأي في مواقع صنع القرار له أثر على الواقع الاجتماعي والسياسي للمرأة في المجتمع وقد لاحظنا أن اشتراك النساء في كثير من بلاد العالم سواء في الانتخابات أو في المظاهرات أو غيرها جعل المرأة تعيش التفهم الحقيقي لمتطلبات المجتمع، وعمق عندها الشعور بأنها من هذه الدائرة الاجتماعية الكبرى. 4 ـ العمل السياسي يحتاج إلى ساحة وهي المجتمع وعلى هذا فالعمل في المجتمع ـ وخاصة السياسي منه ـ يخلص المرأة الانسان من الأنانية والاستغراق في الانا وحب النفس وجعله يعيش هموم الآخرين ومتطلباتهم وهذا من أهم ما حرصت عليه الشريعة المقدسة عبر عدة فروض من جهة ومن جهة أخرى يفعل مفهوم الحديث الشريف (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). 5 ـ زيادة الوعي السياسي النسوي يسلط الضوء على قضاياهن المصيرية وعلى متطلبات الواقع المعاصر وبالتالي تفهم لوضع المرأة نفسها والمراد منها. 6 ـ مشاركة النساء في أنواع النشاطات السياسية يؤدي إلى ظهور المرأة السياسية التي تمتلك أفقاً سياسياً وفكرياً واضحاً.. وهذا: 1 ـ يرفد المجتمع بالكفاءات السياسية القادرة على الترشيح. 2 ـ يرفد المجتمع بالكفاءات السياسية القادرة على المشاركة في المؤتمرات العالمية وخاصة النسائية منها والتي تبرز فيها الحاجة الماسة إلى وجود المرأة السياسية المسلمة القادرة على الجدال والنقاش دفاعاً لقضايا المجتمع المختلفة. 3 ـ يعطي الانطباع الحسن عن الاسلام بأنه نصر المرأة ولم يظلمها، ويسلط الضوء على الحقوق الممنوحة لها قبل 14 قرناً من الزمن والتي ما تعبت من أجل الحصول عليها ولم تخض معتركاً سياسياً طويلاً كما هو الحال مع المرأة الغربية. 4 ـ يمنح الأمل في إمكانية تجدد الأدوار النسائية المشرقة للنساء المسلمات في صدر الاسلام. 5 ـ يهيئ مستقبلاً لانشاء الهيئات والمنظمات النسوية القادرة على احتواء النساء المسلمات ومشاكلهن ومشاريعهن في كل مكان. 6 ـ الأثر الأسري باعتبار تعدد الأدوار التي تلعبها المرأة من جهة وباعتبار أن التربية والأمومة هي الميدان الأول لجهاد المرأة ووظيفتها المقدسة، ويمكن للمرأة إذا كانت على وعي سياسي واضح أن تعد أولاداً مثلها بهذا الوعي يعيشوا التفكير في قضايا الأمة المصيرية، ليس هذا فحسب بل إن المرأة الواعية هي التي تدفع زوجها وولدها إلى المشاركة في كل عمل سياسي يطلبه منه الاسلام والضرورة كما في شخصيات النساء المسلمات في صدر الاسلام وبعده ولنا صورة حاضرة في المرأة الفلسطينية وجهادها الدوؤب مع أفراد أسرتها لطرد الصهاينة من أرض المقدسات. 7 ـ الوعي السياسي الاسلامي مرتبط بالوعي الديني المنبثق في مفهوم خلافة الانسان على وجه الأرض وله علاقة وثيقة بحركة الأنبياء وبالأخص خاتمهم محمد (ص) ومعنى هذا تعميق الشعور الديني لدى الفرد امرأة أو رجل وبالتالي طرح جديد لمفهوم الاسلام الصحيح الاسلام السياسي القادر على صياغة الحكومة العادلة في الدولة الفاضلة، الاسلام السياسي الذي هو البديل المطلوب للأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا. 8 ـ الاستفادة الصحيحة من الوقت، فمهما كانت مسؤولية المرأة في الأسرة أو العمل كبيرة فإن العمل السياسي يجعلها تفكر في تنظيم الوقت تنظيماً صحيحاً يمنحها أوقاتاً فارغة تستعين بها على مشاركاتها الاجتماعية والسياسية والثقافية. 9 ـ تعزيز الشعور بالانتماء بأنها جزء من الأمة الاسلامية الكبرى وهذا يمنح القوة والفخر والشعور بالأصالة والقدرة على استعادة الدور المفقود وبالتالي ينمي الروح الجماعية ويؤصل الهوية الاسلامية ويعزز مبدأ الاسلام القائل (أشداء على الكفار رحماء بينهم)، فالمرأة المسلمة لا بد وأن تعيش هم أختها المسلمة في كل بقاع العالم. ولا بد أن يغمر شفتيها دعاء دائم بنصرة الاسلام ودحر الظالمين. 10 ـ انشغال المرأة بأمور هادفة وزيادة وعيها السياسي والثقافي يؤدي إلى تدمير الخرافات التي تسيطر على عقول الكثيرين والكثيرات والتي تجد لها رواجاً واسعاً في حالات الفساد السياسي والاجتماعي. 11 ـ هدف العمل السياسي هو إصلاح الأوضاع الحاضرة، وهذا يؤدي إلى تحسين وضع المجتمع كله ويؤصل لدى المرأة الإحساس العميق بأنها فرد فاعل في المجتمع. 13 ـ إلغاء الشعور بالدونية لدى المرأة عبر أنشطتها المتعددة. |