الوشم موضة "الشباب الروش
الوشم تقليعة جديدة مستوردة من الغرب يستهواها بعض الشباب بصورة تكاد تكون مرضية ، فالبعض منهم لا يتركون جزء فى جسدهم بدون رسومات ، حتى رئوسهم لا تخلو من أشكال الحيوانات والهياكل العظمية والرسومات الأسطورية . فى البداية كانت هذه الظاهرة تقتصر على "الشباب الروش" لكنه انتشر بعد ذلك في انتشر في صفوف الشباب بكل فئاته ، اعتقاداً منهم أنهم يسايرون الموضة، ولا يسبب أي أذي طالما لا يضرون الآخرين. تقنيات حديثة********تشير أخصائية التجميل رانيا مظلوم كما ذكرت جريدة البيان إلى أن " للوشم فوائد جمالية كثيرة ، ففي الماضي كان يقتصر على العائلات الأرستقراطية ، ولكنه انتشر مؤخراً بين جميع الطبقات ، وقد كانت بعض القبائل في زمن سابق تستخدمه للتعرف من خلاله على أبناء القبيلة المنتمين إليها ". وتضيف مظلوم " أنه يستخدم كمسكن للآلام المبهمة ، بالإضافة إلى أن المرأة استخدمته للتزين في المجتمع القبلي وبعض المناطق الريفية ، حيث كان يدق الوشم في عدة مناطق في الوجه كمنطقة الذقن والشفة وظهر اليدين والكعب، وكان يرسم قديماً عن طريق المواد التي يتم أخذها من أوراق الشجر أو الفحم والكحل العربي، وكان الوشم يدق بواسطة إبرة على الجلد وعندما يظهر الدم مكان الوخز توضع المادة المستخدمة للوشم ". وتؤكد مظلوم " إن خبراء التجميل يستخدمون راهنا التقنيات الحديثة المتعلقة بالأجهزة والألوان والأشكال ومن خلالها يرسم الوشم أولا على الجلد في المنطقة المراد وشمها وبعد ذلك يتم اختيار اللون المناسب ويتم تخدير موضع الجلد بمخدر موضعي بسيط أو كريم مخدر، ثم نقوم بغرس المنطقة بإبرة ونضع اللون المناسب، وبعد إجراء الوشم يتحاشى الشخص وضع أي مواد منظفة في منطقة الوشم لمدة أسبوع على الأقل ". تقليعة أم عادات؟ ********** يقول الدكتور محمد الغريب عبدالكريم أستاذ علم الاجتماع بجامعة أسيوط " لقد أجرينا دراسة على 200 شاب ممن قاموا برسم الوشم على مناطق مختلفة من أجسادهم حول دلالات ذلك بالنسبة إليهم ، فتبين أن %44 من أفراد العينة وشموا أنفسهم لفك السحر واعتقادهم أن الوشم يبعد الحسد، كما أن 6% من أفراد العينة فعلوا ذلك بغرض الزينة، و%7 ,18 كان هدفهم العلاج، كما أن الدراسة رصدت كذلك الوشم باعتباره وسيلة للعلاج من الأمراض حسبما يرى البعض وكنوع من الرمز حسبما يرى آخرون، حيث كانت كل قبيلة بدائية تتخذ لنفسها رمزاً يميز أفرادها عن غيرهم، أما نساء هذه القبائل فكن يستخدمن الوشم كعلامة لإيضاح ما إذا كانت المرأة علي استعداد للزواج أم هي متزوجة بالفعل". حرام شرعاً*******ويضيف د. عبدالكريم قائلا: "إن الدراسة أبرزت رؤية الدين للوشم باعتباره حراماً وأن معظم من يقبلون عليه لا يعرفون أن هناك آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة تحذر من الوشم، وقد جاء في السنة النبوية عن أسماء بنت أبي بكر قالت: أتت للنبي صلي الله عليه وسلم امرأة فقالت: يارسول الله إن لي زينة عروساً وقد أصابتها حصبة تسقط شعرها أفأصله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة"، والمعنى من تحريم وصل الشعر والوشم أن يلتزم الإنسان بالشكل والصورة التي خلقه الله عليها لأن هذه إرادة الله سبحانه وتعالى الذي يعلم مصادر الخير للإنسان. . بداية فرعونية********أما الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع ، فتقول "كان أصل الوشم في البداية مصريا منذ عصر الفراعنة ولكن بمرور الأيام والسنين اندثر رسم الوشم مع بعض العادات القديمة التي اندثرت، ولكنه عاد للظهور مرة أخرى في خلال الفترة الماضية عندما بدأ كتقليعة بين الشباب الأجنبي، وبالتالي عادت لنا هذه العادة عن طريق القنوات الفضائية، وكان أول من أقبل عليها بعض الممثلين وبعض شباب الطبقة الراقية، ولكنه انتشر فيما بعد بين شباب كل الطبقات وهو في النهاية مجرد موضة شبابية ستأخذ وقتها وتنتهي، وبما أنها لا تضر أي شخص فما المانع من وجودها؟".