لم تتعدىسنوات عمرها المبارك بإذن الله، إصابع يديها النحليتين بعد، فلا يزال امامها متسعا لكي تكمل عقدها الأول، الذي لم يكن أبدا كسنوات الضياع منى عقود أعمار الأطفال في أوطاننا.
فريم الخطيب الطفلة الأردنية الكبيرة جدا، هي أصغر طفلة في العالم حاصلة على الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب من منظمة اليونسكو. ICDL ريم الناحلة و يتدفق الذكاء من عينيها الواسعتين بحجم الأفق.
لتدهش الحاضرين لمؤتمر "نحو مجتمع المعلومات أكثر عدالة" الذي نظمه المعهد العالمي لتضامن النساء في الإردن الشهر الماضي، بأدبها الجم، و تركيزها الإستثنائي.
اعتلت المنصة بكل ثقة، لتشرح صفحات موقعها الالكيتروني، و لتحدث الجمهور المتطلع شوقا لسماعها و بلغة عربية رشيقة وخاصة، انها تعلمت تأليف القصص بالصوت و الصورة من خلال مواقع خاصة، تراسل أصدقائها في جميع انحاء العالم .
وتعلمت الكثير عن الرسم و و تعلم الموسيقى و اللغات، و إجراء الأبحاث و كتابة و تصميم البروشورات و تربية الحيوانات، و غيرها الكثير الذي يصعب إستعراضه الأن.
وقفة خاصةأخرى كانت مع والدة ريم المهندسة هناء، التي منعتها ظروف السفر والارتحال من العمل المهني المنتظم،فكانت التكنولوجيا بديلها الأمثل للبقاء على قيد التفكير و التطور. فتعلمت التصميم و النشر والبرمجة، لتحصل على جوائز دولية و عربية في تصميم المواقع الثقافية كموقع الفنان الفلسطيني المناضل ناجي العلي.
الأهم ما بثته هناء الأم للحضور عن نظريتها حول الأطفال و التكنولوجيا، والظروف المثلى التي يجب من خلالها إستخدام الأطفال و المراهقين للإنترنت. مبينة للكثير من الإستخدامات السلبية لا سيما و الشاذة أيضا كإمكانية تقديمهم لعوالم مجهولة.مضيفة لكنها مسؤوليتنا نحن أن نجعلها أداتنا لفتح تربوي ووطني قادم من المستقبل و خلق جيل صناعة المعلومات الأصيلة ،على المتهالك على فتاتها.
كثير هو ما يمكن ان يقال حول طفلة كريم و أم كهناء فمثل هذه النماذج كفيلة بضخ دم الأمل في العروق اليائسة لوجداننا الذي نخره الراهن من ظروفنا السياسيةالمؤلمة.
لقد منحتنا ريم قدرا مذهلا من إمكانيات رؤية نصف الكأس الممتليء ومشاهدة المستقبل برؤية جديدة. فإذا ما حزمنا أمرنا تجاه مسوؤليتنا كآباء، في تأثيت معارف أبنائنا بالكثير من العمل و الحقيقة و الجد. و توفير المعرفة بأدواتها منذ سنيهم المبكرة، على ان تكون أصيلة و حقيقية. و ان نبتعد نحن بهم أولا عن السطوح و ثقافة الزائف و الأستعراض و المظاهر. بحيث تصبح التكنولوجيا أداتهم للتفكير النقدي المبدع، و نافذتهم الى عالم متعدد، و إحترام و تقدير الأخر.
بعيدا عن خداع الذات، و تزيف الوعي و تضخيم اوهام المعرفة و ليس أصولها. و كثير هو الوقت الذي أنفقته و الدة ووالد هناء على طفلتهم لتصبح بمثل هذه الاستثنائية.
رغم كل الألام من حولنا، إستطاعت طفلة عربية، ان تجمع الأكف على الفرح، و ان توحد فينا الأمل و الحلم. وقفت لتحيي الجمهور العريض المغرورق بالدموع فرحا بها لتقول : لقد لامست كلماتكم مشاعركم الرائعة قلبي ووجداني.
|