أول مصرية تتقلد أعلي أوسمة رومانيا
أول مصرية تتقلد أعلي أوسمة رومانيا حــوار‏- عائشة عبد الغفار: هي أول سيدة مصرية تحصل علي أعلي الأوسمة الرومانية منحها إياه أخيرا الرئيس ترايان باسيسكو رئيس جمهورية رومانيا‏..‏ وهي أول سيدة تشغل منصب مدير مكتب وزيرالخارجية وهي جديرة به لما يتوافر فيها من مقومات سياسية وإدارية وثقافية‏.‏ حاورت السفيرة وفاء بسيم وتوقفت عند أهم محطات في رحلتها الدبلوماسية محاولة استشفاف أسباب نجاح هذا النموذج الذي يحتذي‏. ‏ ‏ لنبدأ بأول محطة في حياتك العملية‏.‏ بدأت العمل في وزارة الخارجية عام‏1979‏ وبالتحديد في يوليو بعد ان تخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام‏1978‏ ومررت بمرحلة التدريب الأولية في المعهد الدبلوماسي ثم حصلت علي منحة لمدة سنة لتعميق المعرفة بقضايا نزع السلاح‏,‏ قضيتها ما بين مقر الأمم المتحدة في جنيف ومقر الأمم المتحدة في نيويورك ووقتها كنت احضر الجلسات الخاصة بالاجهزة المعنية بقضايا نزع السلاح وكانت اول محطة في حياتي الوظيفية كتمثيل خارجي كانت العضوية في بعثة مصر لدي الأمم المتحدة في جنيف وقضيت خمس سنوات تعلمت الكثير من رؤسائي اذكر منهم بكل التقدير السفير عبد الرءوف الريدي والسفير سعد الفرارجي‏.‏ التجربة بالطبع كانت مفيدة من حيث اكتساب القدرة علي التفاوض وتمثيل الدولة في اجتماعات دولية‏,‏ وكيفية القاء الدبلوماسي بيانا‏,‏ وتعامله مع وثيقة يستخلص منها ما يهم ويتوافق مع مصالح البلد الذي يتشرف بتمثيله‏.‏ وهل ظللت في الخارج فترة طويلة ؟ أبدا بعد السنوات الخمس عدت الي القاهرة وعملت بإدارة الهيئات الدولية تحت رئاسة السفير عمرو موسي‏(‏ آنذاك‏)‏ ثم انتقلت الي ادارة الشئون الاقتصادية الدولية لأتناول الجانب الآخر للدبلوماسية المتعددة الاطراف وهو الجانب الاقتصادي ثم شرفت بالعمل مستشارا سياسيا في سفارة‏,‏ مصر في روما لمدة خمس سنوات وبدأت من هذه المحطة رحلتي مع ملفات مهمة مثل الأمن والتعاون في البحر المتوسط وحوار الحلف الاطلنطي مع الدول المتوسطية الذي انطلق من خلال آليتين‏:‏ الآلية الاولي منتدي المتوسط وهي فكرة مصرية مائة في المائة ثم عملية برشلونة‏..‏ وكان الرئيس حسني مبارك قد اطلق فكرة هذا التعاون من فوق منبر البرلمان الأوروبي في نهاية الثمانينات‏.‏ ثم توليت بعد عملي في روما إدارة شئون الاتحاد الاوروبي في القاهرة لمدة سنة ثم شغلت منصب نائب مساعد وزير الخارجية للقارة الأوروبية وممثل مصر لدي اجتماعات عملية برشلونة لمدة ثلاث سنوات‏.‏ واعتبارا من سنة‏2001‏ بدأت مرحلة جديدة في حياتي بتولي منصب سفير مصر برومانيا‏.‏ ‏ سألتها كيف ترين مشاركة المرأة بوزارة الخارجية ؟ اجابت اعتقد ان المرأة اثبتت قدرتها وكفاءتها وجلدها وجديتها وقدرتها علي التمثيل المشرف لبلادها اعتمادا علي المواهب التي تمتلكها فهي الي جانب كونها سفيرا او دبلوماسيا يؤدي عمله بشكل متعارف عليه لديها هذا البعد الانساني الذي يزيدها بريقا‏.‏ ‏ ‏كيف تقيمين منصبك الحالي كمدير مكتب وزير الخارجية احمد ابوالغيط وهو منصب احتله عدد من ابرز ** رجال الدبلوماسية المصرية‏ ‏ ‏ لقد شرفت بأن اكون أول سيدة تشغل هذا المنصب وهو منصب يتطلب قدرا كبيرا من الدقة والتفاني والتنظيم والترتيب والقدرة علي التعامل مع المواقف المختلفة‏,‏ ولكني مازلت في بدايات التجربة اتعلم كل يوم شيئا جديدا واكتسب كل يوم خبرة جديدة‏.‏ ‏ ‏ ما هي الشخصيات التي اثرت في حياتك العملية؟ ليست هناك شخصية واحدة وإنما كل من تشرفت بالعمل معه اكتسبت منه شيئا وأدين له بجانب من الخبرة التي حصلت عليها‏. . ما هو أهم ما خلصت به من تجربتك كسفيرة لمصر في رومانيا‏.‏؟ ‏ هناك دائما آفاق لدفع العلاقات الثنائية بين اي بلدين مهما كنا نتصور أنها ممتازة وهناك دائما آفق جديدة إذا نظر الانسان جيدا وإذا استغل الامكانات الموجودة لدي البلدين لفتح مجالات خاصة بالقطاع الخاص‏..‏ بالفن‏..‏ بالثقافة‏..‏ بالتعاون العلمي‏..‏ هناك دائما آفاق لكسب المزيد وتدعيم العلاقات وكسب اصدقاء جدد‏.‏ بماذا شعرت عند تكريمك من قبل رئيس جمهورية رومانيا الذي منحك اعلي اوسمة بلاده؟ ‏ شرفت كثيرا بهذا التكريم وبمن حضر الاحتفال ولكن الشئ الوحيد الذي القي علي قلبي من الشجن كان فراق والدتي وغيابها لأنها رافقتني فترات حياتي كلها وأدين لها بالكثير فهي زوجة شهيد قامت بتربيتنا عندما استشهد في حرب الاستنزاف عام‏1969‏ وكنا اطفالا وأدين لها انا واشقائي بالعرفان بالجميل ولقد استخضرت انا واسرتي ذكري والدتي في هذه اللحظة‏.‏ ‏ ‏ ولأي مدرسة دبلوماسية تنتمين ؟ ‏ ‏لم تعد هناك خطوط فاصلة بين المدارس المختلفة للدبلوماسية‏,‏ لأن الدبلوماسي في هذا العالم الجديد بكل ما فيه من تحديات ووسائل واتصال وتقارب وغيرها اصبح عليه ان يكون مجددا كل يوم ومستفيدا من كل مدرسة‏.‏ وبشكل عام بماذا خرجت من تجربتك في رومانيا؟‏.‏ الصداقة والتفهم والرغبة في معرفة الآخرين عن قرب وأن الحوار مسألة رئيسية جدا لتحقيق النجاح وتجربة رومانيا كدولة مبهرة فهي تتخطي بسرعة الماضي الشيوعي وتخطط للإصلاح لتنضم للاتحاد الأوروبي‏.