انا اسمي سالي و عمري 12 سنة احببت ولد عمي وهو يبلغ 14 سنة وانا اريد ان اكلمه واعبر له عن حبي ولكن لااعرف كيف اجوكم ساعدوني وانا خائفة ان اكلمه ؟
البنت العزيزة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة وبعد :
لايعتبر الميل الى الجنس الآخر في مثل هذه السن حباً حقيقياً ناضجاً , وإنما هو مجرد ميل للآخر , قد يكون ميلاً غريزياً عابراً , أو نتيحة للحاجة للألفة الاجتماعية , أو هو ناتج عن التأثر بموضة الحب بين الشباب والتي تعكسها وسائل الاعلام ويتلقاها الفتيان والفتيات مغلفة بأحلام وردية وهمية , سرعان ما تتبخر عندما يعود الانسان الى واقع الحياة ومتطلباتها والأجواء الاجتماعية وضغوطها .
ولاينبغي هنا وجود الحب بياتاً ولكن ننفي الثبات والنضج فيه , لأن أمام كل منكما سنون من العمر يتكامل فيها جسماكما وعقلاكما ويكون لكما أفكار جديدة مصحوبة بمشاعر وأحاسيس مستحدثة كثيراً ما تتغيّر خلال ذلك الآراء والأهواء و الميول والاتجاهات .
إذن لازلت صغيرة على الحب , فالحب ينتهي بالزواج , والزواج يتطلب سنا ً أكبر , فدعي ميلك – أو حبك – لابن عمك مكتوما ً ولاحاجة لمصارحته بذلك الآن , فإنكما لو نضجتما أكثر وبقي ذلك الاحساس , فربما تلقى نداءات القلب عند أحدكما صدى في قلب الآخر , والقلوب سواقي يسقي بعضها بعضا ً , كما قيل , وبالتالي ستكون هناك فرصة مناسبة للتفاهم على مستقبل الحياة لكما .
وبالمناسبة , ركزي في الوقت الحاضر على دروسك وتقوية ملكاتك الشخصية من علم وإيمان وخلق ومعرفة , حتى تستطيعي مواصلة درب الحياة بنجاح وسعادة .
واملئي فراغك بالتسلية السليمة والألعاب والنشاطات الصحيحة وكوّني علاقة صداقة وثقة مع والدتك والبنات الصالحات من قريباتك وصديقاتك حتى لاتشعري بالوحدة وتتمتعي بالأنس والألفة معا ً .
وختاما ً لاتنسي اللجوء الى الله تعالى وذكره على أي حال بالصلاة والدعاء وقراءة آياته ...
فإن ذلك يبعث في النفس السكينة والرضا " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " وكذلك الأمل , لأن الله تعالى يعلم ما في قلبك ويهدي عباده للتي هي أحسن , وهو نعم المولى ونعم الوكيل .
|