درج المكتب مفتاح أسرار الشباب
الفتيات والشباب دائما يعشقون الخصوصية ، ويرفضون تدخل أي شخص فى عالمهم الخاص وأسرارهم سواء إن كانت قصة حب ، أو مشكلة تتعلق بالأصدقاء ، فكل من حقه أن يكون له مساحة بعيدا عن أعين الأهل . كثير من الشباب أيضاً يحتفظون بذكرياتهم، ويدونون ملاحظاتهم، ويعبرون عن آرائهم، وهذا العالم الخاص جداً يختفي غالباً في درج المكتب. للمحافظة على السرية والخصوصية غالباً ما نجد معظم الشباب يغلقون مكاتبهم بالمفاتيح أثناء عدم تواجدهم بالمنزل ، حتى لا يتعدي أحد من الوالدين على خصوصيتهم وعالمهم الخاص. ويقول الاختصاصي النفسي الدكتور جهاد محمود كما ذكرت جريدة الوطن : إن حرص الإنسان على أشيائه الخاصة أمر طبيعي وصحي ، لكن أن يكون هذا الحرص مرضياً ، فهذا ما نرفضه، فمثلا هناك شباب يجمعون أشياء غريبة جداً ، ويحرصون عليها أشد الحرص، وهناك حالات لا تصل إلى المرض النفسي ، فتعتبر سلوكاً يوميا عادياًً مثل حماية الأشياء والأوراق المهمة، والرغبة في الاحتفاظ بالقدر المناسب من الخصوصية. ويضيف د.جهاد كلما كان القلب مفتوحا يبوح بكل ما فيه ، كلما كانت هذه الظاهرة صحية ، أما الكتابة المنفردة المدسوسة في الظلمات ، وأقصد الأدراج ، فهي تنم عن توتر نفسي لا ريب فيه ، في الوقت نفسه تدل على انطواء ورغبة في البعد عن الجماعة ، فالشخص الذي يلجأ إلى الورق لكي يحدثه ويبث إليه همومه شخص انطوائي ، وهناك عوامل كثيرة أدت إلى إصابته بهذا الانطواء، أهمها طبيعة العصر الذي نعيشه ، والذي يجبر كل منا على الدخول في ذاته ، بعيدا عن العيون والاهتمام بمصالحه الخاصة ، لذلك لابد من إعادة روح الجماعة المفقودة ، وفتح قنوات النقاش المستمر بين الشباب والشيوخ في كل أمور الحياة ، ليستفيد الشباب من خبرة الكبار، وتتواصل الأجيال، وتختفي العوالم السرية، ويصبح كل تصرف وانفعال وفكرة لها وضوح الشمس في حياتن.