rights reserved
  ظلم المجتمع لها ينعكس على أطفالها.
ظلم المجتمع لها ينعكس على أطفالها..تمكين المرأة أفضل ضمان لمستقبل أبنائها لأن الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ، ولأنها أساس تربية الطفل بطريقة صحية وسليمة ، جاء التقرير السنوي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة‏(‏ اليونيسيف‏)‏ منادياً بحقوق المرأة وتمكينها اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً من أجل تصحيح أوضاع أطفال العالم في‏2007‏ . ويحمل تقرير (اليونيسيف) - حسب ما ورد بصحيفة الأهرام - عنوان تمكين النساء لمساعدة الأطفال ، لأن تمكين النساء وتحقيق المساواة بينهن وبين الرجال سيحسن وضع الأطفال والعائلات بشكل كبير أي أن منفعته ستكون مضاعفة‏.‏ معاناة الأمية ======= تؤكد ذلك آن فينمان المديرة التنفيذية لليونيسيف قائلة : لأننا إذا نظرنا إلي أوضاع النساء في عالمنا اليوم لوجدنا أنها تنعكس علي الأطفال بالسلب‏ فالأمية مثلا التي تعاني منها نسبة كبيرة من نساء العالم النامي تجعلهن مهمشات‏,‏ جاهلات بأبسط القواعد الصحية والغذائية التي تحميهن من الأمراض وتساعدهن علي إنجاب أطفال أصحاء‏,‏ وتمنعهن أيضا من رعاية أطفالهن رعاية صحية سليمة‏ ،‏ كما تعرضهن هذه الأمية إلي الاستغلال الجنسي والبدني ولسوء المعاملة والاستسلام التام لمصائرهن البائسة لأنهن لا يعرفن أبسط حقوقهن ، لهذا ركزت المنظمة الدولية في تقريرها السنوي الذي يواكب احتفالها بالذكري الستين علي تأسيسها علي العلاقة الوثيقة بين المرأة وأسرتها ومجتمعها . وبسبب الأمية تلقى النساء أسوء المعاملات والانتهاكات من المجتمع ، ففي الهند مثلاً تقتل الإناث عقب ولادتهن بسكب رمل أو عصارة تبغ في ثقوب أنوفهن لكي يختنقن ويمتن ، حيث أكدت تقرير الأسبوع الحالي لصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" أن نسبة مواليد الإناث في الهند تقل 7 آلاف كل يوم عن المتوسط العالمي عازياً ذلك في الغالب إلى إجهاض الأجنة الإناث بعد معرفة النوع بالفحص وكذلك إلى قتل المولودات حديثا. التمكين بداية المساواة ============= لذا ترى آن فينمان أنه إذا تم تمكين النساء ليصبحن عضوات منتجات في الحياة وتحققت المساواة بينهن وبين الرجال في الأجر فسوف يكون لذلك تأثير إيجابي مضاعف عليهن وعلي أطفالهن وأسرهن خاصة بعد أن أثبتت الدراسات أن مشاركة النساء في اتخاذ القرارات الرئيسية في حياة أسرهن يحسن من نوعية حياة كل أفراد الأسرة‏ ،‏ لكن هذا لا يحدث علي أرض الواقع لأنه بالرغم من التقدم الكبير الذي شهده وضع المرأة خلال العقود الماضية فمازال التمييز والعنف والفقر يخيمون علي حياة ملايين الفتيات والنساء في معظم بلدان العالم حيث لا يحصلن في بلاد كثيرة علي أجر مساو لأجر الرجل عن نفس العمل‏،‏ كما تحرم ملايين الفتيات من حقهن في التعليم بعد أن أوضح التقرير أن من بين كل خمس فتيات يلتحقن بالمدرسة الإبتدائية في الدول النامية تكمل فتاة واحدة فقط تعليمها الإبتدائي مما يكون له تأثير سلبي كبير علي حياتها وصحتها وصحة أطفالها فيما بعد‏. . وحسب إحصائيات الأمم المتحدة لعام 1999 هناك أكثر من 130 مليون طفل في البلدان النامية محرومون من حق التعليم وللأسف ثلثا هذا العدد من البنات أي حوالي 87 مليون طفلة ،وكذلك يشير نفس التقرير إلى أن سدس سكان العالم أميون ومعظمهم فتيات ، كما أن النساء يشكلن 66% من إجمالي نسبة الأمية في مصر ،ويصل معدل الالتحاق بالمرحلة الابتدائية للفتيات إلى 79% بفاقد قدرة 21% من إجمالي عدد الفتيات في المرحلة العمرية الموازية ،وتزداد نسبة الفاقد لتصل إلى 42% في المرحلة الثانوية إذ يصل معدل إلتحاق الفتيات إلى 58% ،والتمييز بين البنات والأولاد في مسألة التعليم يصل إلى نسب فاضحة ومزرية فالفجوة النوعية في التعليم بين الذكور والإناث تصل إلى 21% . وقد أوضح تقرير اليونيسيف لعام 2007 أن ملايين النساء يتعرضن في أنحاء العالم كله للعنف الجنسي والبدني دون أن يفكرن حتى في اللجوء إلي العدالة لإنصافهن‏، بالإضافة إلي تعرض آلاف الفتيات والنساء للإصابة بمرض فيروس نقص المناعة المكتسبة‏(‏ الإيدز‏)‏ . تمكين النساء والأطفال ============ لكل هذه الأسباب قررت منظمة اليونيسيف المعنية بشئون أطفال العالم تركيز جهودها هذا العام علي تمكين النساء والأطفال معا ، كما أوضحت آن فينمان قائلة‏:‏ إننا إذا كنا نهتم بصحة وحياة الأطفال اليوم وفي المستقبل فعلينا البدء بالعمل الآن من أجل ضمان حصول النساء والفتيات علي فرص متساوية ليتعلمن ويحققن اكتفاءا ذاتيا من الناحية الاقتصادية ويتمتعن بالحماية من العنف والتمييز ليشاركن في اتخاذ القرارات لأن عدم تمكين النساء من المشاركة في اتخاذ القرارات المنزلية تكون له عواقب سلبية علي الأطفال خاصة في مجالات التغذية والصحة والتعليم‏.‏ فوائد التمكين ======== بيّن تقرير اليونيسيف المكاسب التي تعود علي النساء وأسرهن إذا تم تمكينهن ومساواتهم بالرجال فأشار إلي أن الدخل المادي الذي تحققه النساء يعود بالنفع علي الأطفال فيوفر لهم الرعاية الصحية اللازمة والتغذية الكافية وفرص التعليم‏.‏ أما بالنسبة للفائدة التي يمكن أن تعود علي الأطفال نتيجة تمكين المرأة من الإنخراط في النظام السياسي فإن دلائلها كثيرة في الدول الصناعية والنامية حيث نجد النساء في الهيئات التشريعية يناصرن قضايا الطفولة‏..‏ وعلي الرغم من هذا فحتى يوليو‏2006‏ مازالت النساء يمثلن نسبة أقل من‏17%‏ من جميع البرلمانيين في أنحاء العالم‏ ،‏ من هذا يتضح أن هناك علاقة وثيقة بين التمثيل السياسي للمرأة وبين الاهتمام بالأطفال‏ ،‏ بالنسبة للمساواة بين الجنسين فقد أشار التقرير إلى أن تشجيع المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة هو الهدف الثالث من أهداف الألفية للتنمية وهو الذي سيحفز جميع الأهداف الأخرى ابتداء من تخفيض معدل الفقر والجوع إلي إنقاذ حياة الأطفال وتحسين صحة الأم وضمان التعليم ومكافحة الأمراض وضمان الآمان البيئي‏ ،‏ لذلك قدم تقرير وضع أطفال العالم‏2007‏ سبعة مبادرات رئيسية لتعزيز المساواة بين الجنسين وهي‏:‏ *‏ التعليم‏:‏ بمعني العمل علي إلغاء الرسوم المدرسية وتشجيع الآباء والمجتمعات علي الاستثمار في تعليم الفتيات‏.‏ *‏ التمويل‏:‏ استثمار الموارد للقضاء علي التمييز بين الجنسين في الميزانيات والخطط الحكومية‏.‏ *‏ التشريعات‏:‏ إقرار إجراءات لمنع العنف العائلي والعنف القائم علي أساس الجنس‏.‏ *‏ الكوتة التشريعية‏:‏ تخصيص حصص لضمان مشاركة المرأة في السياسة‏.‏ *‏ تمكين النساء للنساء‏:‏ بمعني إشراك الحركات النسائية في المراحل الأولي من صنع السياسات ليتم وضع البرامج في ضوء احتياجات النساء والأطفال‏.‏ *‏ إشراك الرجال والأولاد‏:‏ من خلال تثقيفهم حول منافع المساواة بين الجنسين واتخاذ القرارات الأسرية المشتركة‏.‏‏ *‏ تحسين البحوث والبيانات‏:‏ خاصة المتعلقة بمعدل وفيات الأمهات والعنف ضد المرأة والتعليم والتوظيف والأجور والمشاركة في السياسة‏.‏