شيماء سبت... فنانة بحرينية على طريق النجومية
الفنانة البحرينية شيماء سبت تجمع بين الثقافة والفن معا، تلفت الأنظار في كل مكان تتواجد فيه بسبب حضورها الجميل، وشخصيتها الاجتماعية المحببة، جريئة في أدوارها، استطاعت الوصول إلى قلب الجمهور بعفويتها وموهبتها وفنها، كل عمل من أعمالها يستحق المشاهدة لما يجسد من قضية ويطرح حلولا لها. التقتها مجلة "أريج" وحاورتها حول بداياتها ومشوارها الفني وأمنياتها، فكان التالي:• البطاقة الشخصية لشيماء سبت؟شيماء سبت، مواليد 26/10/1977، عزباء، دبلوم هندسة مدنية وبكالوريوس إعلام وعلاقات عامة، تدربت منذ عام 1986 على الفن والتمثيل على يد كبار الأساتذة في هذا المجال.• متى كانت بداية دخولك المجال الفني ، وما أول عمل شاركت فيه؟دخلت المجال الفني في 17/8/1988 وصادف ذلك اليوم عيد ميلاد أختي شيلاء، كنت آنذاك مشتركة في مركز سلمان الثقافي، وكنا نقدم عروضا مسرحية إلى جمهور المركز فقط، حتى تم تشكيل لجنة اختارت المتميزين للمشاركة في عرض للجمهور من خارج المركز وكنت من بين الذين وقع عليهم الاختيار.أما أول عمل لي فهو مسرحية "الوردة الحمراء" التي أخرجها عبدالله يوسف وألفها وأنتجها محمد الشهابي، من بطولة زينب العسكري ودينا خنجي وحميد مراد وجمعان الرويعي والمرحوم جعفر الحايكي وعدد كبير من الممثلين البحرينيين.• أي يمكن أن يوصلك للجمهور أكثر، التلفزيون أم المسرح ؟أرى أن التلفزيون قربني من الجمهور أكثر، فأنا قدمت أعمالا مسرحية في المسرح التجريبي لأنه يصقل موهبة الفنان، لكن جمهور هذا النوع من المسارح قليل ويقتصر على النخبة والمثقفين.كذلك نحن نفتقر إلى المسرح الجماهيري – عدا المسرح الكويتي ومسرح محمد القفاص- الذي قد يساعد في وصول الفنان، لذلك أرى أن التلفزيون يوصل الفنان إلى الجمهور أكثر.• في مسلسل(عمى ألوان) ظهرت لديك موهبة جذابة وهي (الغناء) قد نرى المطربة شيماء مستقبلا بدلا من الممثلة؟عندما دخلت عالم الفن كنت أمثل وأغني في جميع المسرحيات التي اشتركت فيها فضلا عن مسلسلات الأطفال مثل "صانعو التاريخ" و "بحر الحكايات"، لأن الغناء كان يخدم الدور الذي أقوم به، لكن ذلك لا يعني أنني أفكر أن أصبح مطربة.• جاءك ملحنون وشعراء ومندوبو شركات إنتاج فنية من السعودية والإمارات لكي يتعاقدوا معك كمغنية ولكنك رفضت عروضهم. لماذا؟موهبتي هي التمثيل وليس الغناء، وكما سبق وقلت أنا لا أغني إلا إذا كان ذلك يساعد على نجاح الدور الذي أقوم به.• نشاهد حاليا في المسلسلات الكويتية استقطابا كبيرا للعنصر النسائي البحريني برأيك ما الأسباب؟برأيي، أن ذلك يعود إلى الانفتاح الفكري والحضاري الذي تعيشه البحرين، بالإضافة إلى الوعي والثقة والجرأة التي تتمتع بها الممثلات البحرينيات وهي صفات لم تتوفر بعد في دول الخليج المحافظة في هذا المضمار.• هل أنصفت الدراما الخليجية دور المرأة في المسلسلات التي عرضت؟في السابق كان دور المرأة في العمل الدرامي لا يتعدى الزوجة أو الابنة، لكنها في الوقت الحالي طبيبة ومهندسة ومديرة ولها دور فاعل في العمل.لم تنصف الدراما الخليجية المرأة في السابق أما اليوم فهنالك عدد لا بأس به من الأعمال التي تسعى إلى إنصاف المرأة، خاصة المسلسلات التي تؤلفها نساء مثل فجر السعيد ووداد الكواري.• ما هو العمل الذي مثل انطلاقة شيماء سبت؟لا استطيع تحديد عمل واحد كانطلاقة لي، فالكثير من الأعمال التي قدمتها ترسخت لدى الجمهور مثل مسلسل "سرور" و "عايلة بو رويشد" و "عمى ألوان" وهي متكاملة تمثل انطلاقة شيماء سبت ما هو العمل الذي ندمت على الاشتراك به ولماذا؟ندمت على الاشتراك في مسلسل "سوالف حريم"، بالرغم من أنني حين قرأت النص وأديت الدور كنت راضية عن العمل، لكنني تفاجأت حينما عرض بأنه مختلف تماما عما صورناه فقد تم اقتطاع الكثير من المشاهد في مرحلة المونتاج. وقد كان دوري في هذا العمل دور فتاة ساذجة تظن نفسها ذكية فتخطط وتدبر حتى ينقلب ما تخطط له عليها.• من هم أقرب الممثلين والممثلات لك في الوسط الفني؟علاقاتي في الوسط الفني قوية، لكن هنالك بعض الفنانين القريبين مني مثل ابتسام عبدالله وفضيلة المبشر ولجين العمران وحسين أسيري، ومن عمان سميرة الوهيبي، ومن الكويت ياسر العماري وحسن البلام، ومن الإمارات محمد العامري.• لو سنحت لك الفرصة في بداية حياتك من جديد فهل تختارين مجال الفن؟بالتأكيد، فالتمثيل جزء مني، ولا أتخيل نفسي في مجال آخر، وإن كنت أتمنى أن يتغير شيء في حياتي فهو أن أختصر السنين التي قضيتها في الدراسة إلى الوقت المحدد فقط.• غالبا ما تؤدين أدوارا جريئة، كما في هدوء وعواصف والآن صحوة زمن ودروب وغيرها ما سبب ذلك؟أرى في هذه النوعية من الأدوار هدفا ساميا، فهي تناقش قضية يخجل المجتمع من التطرق إليها وتحاول التوصل إلى حل لها، فمثلا كنت خائفة من دوري في مسلسل "هدوء وعواصف" لجرأته، فأصابتني حالة من الأرق وواجهت الكثير من المشاكل مع محمد القفاص وأحمد الفردان بسبب إصراري على التخفيف من حدة الدور حتى توصلنا إلى تصور مقنع له. كنت متخوفة من رد فعل الجمهور تجاه دوري خاصة أن الجمهور في العالم العربي يربط الفنان بالدور الذي يؤديه ويفترض أن الأخير يعيش تلك الحالة. • بدأت وأختك شذى التمثيل في العام نفسه، برأيك ما هو سبب تفوقك عليها بالشهرة؟دخلت المجال الفني قبل أختي شذى بحكم أنني أكبر سنا منها، مما أتاح لي فرصا أكثر، فضلا عن أن شذى فضلت في بداياتها العمل في المسرح فقط ولكنها اتجهت إلى التلفزيون في الآونة الأخيرة، ولا زالت تنتظر الفرصة التي تبرزها على الساحة الفنية.• نقل عن إحدى القنوات أن شيماء سبت التقت باللاعب عماد الحوسني وهي معجبة به ولا تعلم هل ستتم المحادثات عن الخطبة أم لا، ما تعليقك؟هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها بهذا الخبر، ولا أساس له من الصحة.• ما هو العمل الذي جسد شخصية شيماء سبت الحقيقية؟لا يوجد عمل يشبهني تماما فكل شخصية أقوم بها تشبهني في أحد الجوانب، فمثلا دوري في "عمى ألوان" قريب من شخصيتي فأنا أحب التخطيط والمقالب والمزاح.من جانب آخر لا زال الجمهور العربي يفتقر إلى النظرة الشاملة لأبعاد الشخصية، فالشخص الحاد المزاج ليس شريرا بالضرورة، وليس الشخص قليل الكلام متعاليا.• من هو مثلك الأعلى؟أنا أنظر إلى والدي كمثل أعلى في حياتي، فوالدي مثال للطيبة والحنان لكنني لا أتمنى أن أكون في مثل طيبته، أما أمي فهي حكيمة جدا في قراراتها.وقدوتي في المجال الفني الفنانتان سعاد عبدالله وحياة الفهد من الخليج، وعبلة كامل ويسرى من مصر، وجوليا روبرتس من هوليوود.• كيف هي علاقاتك بأخواتك؟شيلاء هي أقرب أخواتي لي وأنا أعتبرها جالبة الحظ لي فقد بدأت التمثيل في تاريخ مولدها، كذلك أختي أبرار قريبة مني ونحن نشكل حزبا مرحا، أما شذى فهي على عكسنا انطوائية وتميل إلى الهدوء وتعشق القراءة وكتابة المسلسلات والمسرحيات.• من هو المخرج الذي تتمنين العمل معه؟أتمنى أن أعمل مع المخرجين الكبار في العالم العربي أمثال يوسف شاهين ونجدت أنزور وحاتم علي. كذلك أتمنى أن أشارك في عمل إيراني، وقد كان ذلك قريب التحقق، إذ أعلن عن الحاجة إلى ممثلين يجيدون اللغة الفارسية للمشاركة في فيلم إيراني عربي مشترك يتم تصويره بين إيران ودبي وفرنسا وتقدمت للاشتراك فيه إلا أنني لم أجتز اختبار اللغة فأنا أفهم اللغة الفارسية لكنني لا أجيد قواعدها، فضلا عن أن العمل قد تم تأجيل إنتاجه.• ما هو الدور الذي تتمنين القيام بأدائه؟أتمنى القيام بدور أسطوري، كالفتاة الخارقة الشجاعة التي تخوض الحروب وتنتصر فيها.• هل تفكرين بخوض مجالات أخرى في عالم الفن ؟ كالإنتاج أو الإخراج مثلا؟هنالك مشروع قريب، فأنا بصدد إنتاج مشروع فني على حسابي الخاص.• يقال أن الإشاعات ضريبة للشهرة، كيف تواجهين الإشاعات التي تستهدفك؟لا أدير أذنا صاغية إلى الإشاعات التي تطلق ضدي، فالشجرة المثمرة لابد أن ترمى بالحصى، وأنا واثقة أن جمهوري لا يصدق مثل تلك الأمور.• ماذا أعطت شيماء للفن؟أعطيت الفن حياتي كلها، وسلبني فرصة أن يكون لي بيت وأسرة، فمن الصعب التوفيق بين العمل الفني والأسرة، خاصة أن الرجل الخليجي لا يقبل ترك عمله والتفرغ للسفر مع زوجته الفنانة، أو أن تكون مقصرة في حقه وحق أبنائه من أجل عملها.• خلال مشوارك هل ما حققته على المستوى الفني مرض لك على المستوى الشخصي؟نسبيا أنا راضية عما قدمته حتى الآن، لكن ذلك لا يعني أنني لا أطمح إلى تحقيق الأفضل فالإنسان يميل إلى التطور وتقديم الأفضل. • حدثينا عن أدوارك في الأعمال التي شاركت فيها في شهر رمضان.جذبني دوري في مسلسل " عذاري" بسبب غرابته وفكرته الجديدة، إذ لم أر دورا شبيها له في الدراما الخليجية، ولم أخف من أدائه بالرغم من جرأته بل حاولت تحليل الشخصية ودراستها من مختلف الجوانب، لذلك كانت شخصيتي بسيطة صبيانية رثة الثياب وقليلة الاهتمام بمظهرها.• لو عرض عليك المشاركة في برنامج الوادي، هل تقبلين؟برنامج الوادي برنامج جميل، إلا أنني لن أشترك فيه لو عرض علي، فأنا أخاف من الحشرات والحيوانات كما أنني كسولة في القيام بأعمال المنزل، فضلا عن أنني مدللة جدا ولو اشتركت في برنامج مماثل لذهبت بخادمتي!!• برأيك، ما سبب قلة انتشار الفنانين البحرينيين الشباب؟نفتقر في البحرين إلى تسويق الفنان بصورة صحيحة، فالممثل البحريني ليست لديه جرأة للسفر للخارج والاشتراك في أعمال غير بحرينية، بالرغم من إمكانياته الفنية الكبيرة.• ما رأيك بالفنانين الجدد في الساحة الفنية؟ وبماذا تنصحينهم؟في الآونة الأخيرة اتجه كثيرون إلى امتهان الفن، بعضهم لديه الموهبة ولكن غالبيتهم يفتقرون إليها ويهدفون إلى الشهرة دون أن تتوافر لديهم الشروط الرئيسة كي يصبحوا فنانين، كذلك يصاب الكثير من الفنانين المبتدئين بالغرور فتراهم يتكبرون على نظرائهم الأقدم منهم، وعلى جمهورهم الذي أوصلهم لتلك المرتبة.لذا أنصح كل من لديه موهبة واستطاع الدخول إلى المجال الفني أن يكون دمث الأخلاق يحترم زملائه القدامى، مطلعا على مختلف الفنون، متواضعا مع الجميع، كذلك من المهم الالتفات إلى متطلبات الشخصية عند تقمصها، فليس من المعقول أن تكون الشخصية فقيرة معدمة وترتدي الملابس الثمينة والماركات.• من هو مغنيك المفضل؟الفنان عبد المجيد عبدالله، والفنان عبدالله رويشد وحسين الجسمي وراشد الماجد ونوال الكويتية.• إلى ماذا تطمح شيماء سبت؟أتمنى أن أقوم بعمل ضخم لكبار السن، فأنا أشعر أنهم فئة مهملة في المجتمع، من أجل ذلك أطمح إلى تنفيذ مشروع ضخم لهم. . • حدثينا عن جديدك؟حاليا أنا بصدد دراسة ثلاثة مشاريع فنية من المفترض أن تعرض في شهر رمضان القادم، إذ سأشارك في برنامج "قرقيعان"، فضلا عن مسلسلين أحدهما اجتماعي من إخراج رمضان علي وبمشاركة أحلام محمد وسعاد علي وطيف وخالد البريكي وجاسم النبهان وهو عمل كويتي، أما المسلسل الثاني فهو عمل تراثي من إنتاج سعودي.وهنالك عمل انتهيت من تصويره لكنه لم يعرض بعد اسمه "متى نلتقي" ودوري فيه مختلف عما قدمته مسبقا في شخصية فتاة رومانسية عازفة للبيانو، وبالرغم من صغر سنها إلا أن تفكيرها يفوق سنها وتتعلق بشخص عمره يفوق الأربعين وتواجه رفض عائلتها لتلك العلاقة وتتصاعد الأحداث في المسلسل بعدها، ومن المفترض أن تعرضه قناة دبي خلال هذه الأيام.• كلمة إلى:جمهورك: أنا موجودة من أجلكم ولولا حبكم لي لما استطعت الاستمرار فشكرا لكم. شيماء: لا تكوني طيبة فالطيبة ليست عملة هذا الزمن.• أمنية أخيرة لشيماء؟أتمنى من أصحاب القرار أن يلتفتوا إلى الفنانين، فنحن نمتهن الفن كمصدر رزق دون أن تكون هنالك أية ضمانات تحفظ حقوقنا كتأمين اجتماعي أو طبي، لذا أناشد الملك والشيخة سبيكة أن يشملونا برعايتهم الكريمة، وأن يكون الفن كالوظائف المعترف بها في قانون العمل، فنحن لا نستطيع العمل في مجال غير الفن، فضلا عن أننا نمثل البحرين في المحافل الفنية.