إن الاهتمام بالفتاة الجامعية من حيث تنمية وعيها, وصقل قدراتها الشخصية يعد في اعتقادنا أحد التطورات الاجرائية, للنهوض بقضايا المرأة العادلة والمشروعة, لأن الفتاة الجامعية تمثل الحاضر وكل المستقبل وهي الكادر النسائي, الذي سيتولي بدوره مهمة النهوض بواجبها الوطني, جنبا الي جنب بجوار الرجل. لمواجهة التحديات التي تواجه مجتمعنا المصري.. وانطلاقا من دور الجامعة المجتمعي في التصدي لقضايا المجتمع, وإيمانا من الجامعة بأهمية التفكير العلمي القائم علي الدراسة الدقيقة لتلك القضايا.. فإنه يجب أن يأتي الاهتمام بقضية الفتاة الجامعية علي محورين.. الأول يتمثل في السعي نحو تنمية وعيها بحقوقها وواجباتها ودورها المجتمعي, والثاني يتمثل في السعي نحو تدريبها لصقل قدراتها ومهاراتها في مواجهة تحديات الواقع.. بكل ما يتضمنه من تفاعلات, سواء علي المستوي الذاتي لها.. أو علي المستوي المجتمعي..
وتحقيقا للمحور الأول فإنه يجب عقد الندوات والمؤتمرات التي تتضمن التوعية بحقوق الفتاة اجتماعيا وسياسيا وقانونيا, وكذلك التوعية بأبعاد الصحة الإنجابية, ثم الوعي بقضايا المجتمع وخطط التنمية.. ان الفتاة الجامعية, هي مشروع الغد المرأة والتي ستحمل علي كاهلها مهمة تطوير ذاتها, وتحقيق هويتها, ومشاركتها في جميع مجالات الحياة. أما المحور الثاني والخاص بتدريبها وصقل مهاراتها الشخصية, فإن تنمية المهارات الشخصية لطالبات الجامعة يجب أن يتم تحت اشراف نخبة من المتخصصين في مجالات متعددة.. لأن الوعي بالشئ في حاجة الي تدريب وممارسة, حتي يتم التأكد من حدوث الانسجام, وبالتالي الاطمئنان الي مستوي الفعل وليس القول فقط.. ويتضمن هذا تدريب الفتيات علي العديد من المهارات, مثل مهارة الإقناع والإقتناع فالفتاة في حاجة الي إقناع الآخرين بقضاياها العادلة.. ولن يتحقق ذلك في ضوء خصائص السلبية وعدم القدرة علي إدارة الحوار وعدم القدرة علي الدخول في تفاعلات مع الآخرين. فتدريب الفتاة علي الإقناع والاقتناع بكل ماتحمله هذه المهارة الانسانية من تكتيكات سوف يسهم في بروز هوية الفتاة ويدفعها لاقناع الآخرين بمواقفها واتجاهاتها سواء علي المستوي الذاتي أو المجتمعي معا..
كذلك يتم تدريب الفتيات علي كيفية مواجهة الضغوط الحياتية.. وكيفية التخلص من الاعتمادية علي الآخرين ودفعها للاستقلالية في الرأي.. بما لا يتعارض مع الآخرين والمحددات المجتمعية لكي تصبح أكثر تأكيد لذاتها وأكثر اثباتا لقدراتها, وأكثر سعيا لتحقيق طموحاتها.. بالاضافة الي التدريب علي كيفية المرونة وتقبل الآراء المغايرة وامكانية استيعاب الآخر تحقيقا للنظرة التكاملية بعيدا عن الاتجاهات الأحادية والعمل مع الآخرين بروح التعاون الجماعي.. وكذلك التدريب علي كيفية التخلص من الارتباك وتنمية الثقة بالنفس, تمهيدا لتحقيق وتقدير الذات بشكل أكثر ايجابية في مواجهة مواقف الحياة العديدة والمتنوعة, مع التدريب علي كيفية تحقيق الطموحات الشخصية انطلاقا من الوعي بأبعادها وخصائصها ومدي التجانس مع تلك الطموحات بعيدا عن مشاعر الاحباط والفشل.. كذلك يجب التدريب علي كيفية التعبير عن النفس بعيدا عن مشاعر التوجس والخوف حتي يدرك الآخرون مدي عدالة قضيتها ودعوة الآخرين للتفاعل معها ومشاركتها فيما تسعي لتحقيقه
|