نساء عصريات
علماء النفس يقولون إن المرأة تتزين بالمجوهرات والأحجار الكريمة ، وتحيط جيدها بالعقود والسلاسل ، وزندها بالأساور ، وقدميها بالخلاخيل ، لأنها تحن لا شعوريا إلى تلك الأيام التي كان الرجل يقيدها فيها بالأغلال .. بمعنى أنها ، لاشعوريا ، تعتبر " قيود الرجل " زينة وجمالا لأنها بطبيعتها تستعذب الخضوع وتجد فيه متعة ما بعدها متعة ، وقد كان " أفلاطون " يقول إن المرأة خلقت لكي تكون خاضعة للرجل .. وعلى الجانب الشعوري ترفض المرأة أن تعيش طبيعتها وتكون خاضعة للرجل ، وتحاول أن تجعل نفسها مساوية له ، وربما أفضل منه ، وهنا حالة " الشيزوفرينيا " الخطيرة التي تعاني منها بعض النساء ، وأنا شخصيا لا أميل إلى أخذ نظريات علماء النفس بشكل جدي ، ولم يحدث أن قرأت كتابا في علم النفس وإلا خرجت بنتيجة هي : إنني مصاب بكل الأمراض والعقد النفسية التي يتحدث عنها الكتاب ، مما رسخ لدي اعتقادا بأن هؤلاء يكتبون كتبهم لكي يقرأها الناس ، فيحسبون أنهم مرضى ، ويتدفقون على عياداتهم ، وبذلك تكون الكتب وسيلة لجلب الزبائن ليس إلا ، تماما كما تفعل شركات الهاتف النقال عندما تصدر كتيبا عن منتوجاتها .. ويقول علماء النفس إن المرأة تعجب بالعضلات القوية والشوارب العريضة التي يقف عليها الصقر ، لأنها تعتبر الشوارب والعضلات رمزا للقوة والرجولة .. وربما كانت المرأة في عهد جداتنا من هذا النوع ، أما في الوقت الحاضر فإنها اكتشفت من الصور المنشورة على علب المبيدات الحشرية أن الصرصور له شوارب أطول من شوارب " أجدع " رجل ولذلك فإنها لم تعد تنظر إلى الشارب كدليل للقوة والرجولة .. ومع انتشار الكاراتيه والكونج فو ، وإقبال الفتيات عليهما ، لم تعد القوة بالعضلات وإنما بالمهارة والذكاء ، وباتت أكثر النساء ضعفا ونحافة قادرة على إلقاء أقوى الرجال أرضا بالسهولة نفسها التي تلقي بها محرمة الورق من يدها .. وربما كان آباؤنا وأجدادنا يعاملون أمهاتنا وجداتنا بخشونة ، وكانت الأمهات والجدات يخضعن للأوامر بخنوع ، لأنهن لم يكن يجدن الكاراتيه والكونغ فو .. ولو كانت هذه الفنون الرياضية معروفة في زمانهن ، لأمضى الذي يتجرأ على التصرف بخشونة مع زوجته معظم سنوات زواجه في المستشفى .. وفي هذه الأيام يبدو الرجل مغلوبا على أمره ، فشواربه لم تعد تخيف زوجته وأولاده .. وإذا صادف من باب التهور وحاول ممارسة هذه القوة على أحد أفراد عائلته ، فإن هذا الفرد يأخذ وضع الاستعداد ، ويصرخ الصرخة التقليدية ولا من يصرخون ، إذا تجرأ زوجها ورفع صوته أمامها .. وفي الماضي ، كانت المرأة تخاف من الصرصور لأن له شوارب ، أما الآن فإنها لاتخاف حتى من الأسد ، وحتى لو كان زوجها ليثا غضنفرا فإنها تعتبره مثل أسد " متروجولدوين ماير " ، يصرخ يمينا وشمالا على لا شيء ..