زينب العسكري... نحن في حاجة إلى صحافة شريفة
زينب العسكري... فنانة قطعت شوطا طويلا في الدراما الخليجية، أعمالها في مقدمة ما يعرض على الشاشات العربية، تتمتع بجمال ساحر وشخصية رزينة وموهبة جلية في التمثيل جعلتها من ألمع الممثلات الخليجيات فاستهدفتها الشائعات ولفقت ضدها الكثير من الأقاويل إلا أنها قابلتها بالتجاهل ومضت قدما؛ فهي فنانة أصرت على احترام فنها والابتعاد عن كل عمل غير ناضج، فكان ذلك مفتاح نجاحها وتألقها. التقتها مجلة "أريج" للوقوف على تجربتها الشخصية ومشوارها الفني والاطلاع على جديدها وآمالها وطموحاتها، فكان الحوار التالي: • كيف كانت بدايتك الفنية؟ بدأت التمثيل منذ أن كنت في السادسة، في المسرح المدرسي والتحقت بعدها بمسرح الطفل حيث أديت مجموعة من المسرحيات الاستعراضية للأطفال مثل " الأميرة والراعي" و" ليلى والذئب" حتى رشحني المخرج بسام الذوادي للعمل في مسلسل " فتاة أخرى" بعد أن رآني في عدة " أوبريتات" مدرسية، ثم اشتركت في مسلسل "حزاوي الدار" مع المخرج أحمد يعقوب وهكذا توالت الأعمال. • ما هو عمر زينب الفني؟ بدأ عمري الفني منذ خمس سنوات فقط، فأنا أرى أن الأعمال التي قمت بها قبل ذلك لم تحقق طموحي فبعضها لم يكن مناسبا لي، كما أنها لم تحقق لي الشهرة نظرا لكونها أعمالا مسرحية في الغالب، كذلك كان انتشار الفضائيات محدودا في تلك الفترة؛ فبالرغم من مشاركتي في مسلسلات قطرية وسعودية إلا أنني لم أصل إلى الجمهور ولكن مع تطور الدراما الخليجية من جهة وانتشار الفضائيات من جهة أخرى بدأ مشواري الفني. • هل كان دور "هدى" في مسلسل "هدوء وعواصف" يجسد شخصية زينب العسكري الحقيقية؟ أميل إلى الأدوار الهادئة التي تتسم بالطيبة مثل دور عذاري وهدى وهند في مسلسل "حتى التجمد" لأنها قريبة من شخصيتي لما تتمتع به من عفوية تامة في تصرفاتها؛ فأشعر - حين أدائها - أنني على سجيتي دون تكلف، وبالرغم من ذلك فأنا أحب أداء الأدوار الشريرة أيضا فهي تحتاج إلى " حرفية" فضلا عن أنني اعتبرها طريقة للتفريغ النفسي نظرا لطبيعتي المسالمة، فأقصى رد فعل مني تجاه من يضر بي أن أبتعد عنه دون أن أواجهه بمشاعر الألم التي سببها لي. • انتقدت بعض الشخصيات التي قمت بها مثل شخصية "هدى" نظرا لبرودها وتصرفها غير المنطقي، ما تعليقك؟ يتم تحديد طبيعة الدور من قبل المؤلف نفسه دون تدخل مني - إلا في أمور بسيطة- فكل ما علي هو قراءة النص وقبوله أو رفضه، وبالنسبة لهدى في هدوء وعواصف، كان سياق المسلسل يتطلب أن تكون بتلك الشخصية وقد وافقت عليها لأنني أحب التغيير من جهة، ولأكسر من جهة أخرى حدة الأدوار التي قمت بها في مسلسلات سابقة مثل " دنيا القوي" حيث كانت الشخصية فتاة متغطرسة ومتكبرة. • هل صحيح أن معظم الأدوار التي تقومين بها تجسد شخصيتك الحقيقية ؟ ليس معظمها، ففي مسلسل " دمعة عمر" كانت مشاعل شخصية شريرة جدا، وبعد عرض المسلسل لامني كثيرون لقبولي بذلك الدور لأنه لا يتلاءم مع شخصيتي الحقيقية. • كيف اتجهت إلى التأليف ؟ كنت أناقش المؤلفين في بعض أدواري وأجلس معهم لأعرف ما يتناسب مع الشخصية التي سوف أؤديها فاكتسبت خبرة لا بأس بها، كذلك كان لدي الكثير من الأفكار التي لم يسبق لأحد التطرق إليها. ولم يكن مسلسل " عذاري" باكورة إنتاجي في التأليف فقد سبق أن قمت بتأليف عدد من مسرحيات الأطفال الاستعراضية مثل " شوق في الغابة المسحورة" و" نور والقصر المهجور" و" طرزانة" وقد حققت تلك المسرحيات نجاحا كبيرا في البحرين ودول الخليج. كثيرا ما سمعنا بخبر وفاة زينب العسكري أو تعرضها لحادث أو خسارتها لعقد عمل، كيف تتعامل زينب مع الشائعات والهجمات الإعلامية؟ من المهم أن يتمتع كل شخص بضمير رادع يمنعه من إطلاق الشائعات جزافا ضد الآخرين، أذكر ذات مرة كنت متجهة إلى موقع التصوير وإذا بأمي تتصل بي باكية، فقد وصل إليها خبر بأنني قد تعرضت إلى حادث أدى إلى وفاتي، لا أعلم ماذا كان سيحدث لها لو أنني كنت منشغلة في التصوير ولم أرد عليها، لابد من الالتزام بالضوابط التي تميز إنسانيتنا، وإذا كانت بعض الأمور حقيقية فلا داعي إلى تضخيمها أو تشويهها. • ما هو أقرب دور إلى شخصية زينب؟ دور عذاري، فهي تشبهني في جوانب كثيرة وربما يعود ذلك إلى أنني رسمت تلك الشخصية وأدخلت عليها شيئا من شخصيتي، إن كفاح عذاري وقوة شخصيتها والعفوية في تصرفاتها وبراءة تفكيرها وحسن ظنها بالآخرين سمات تعكس بعض ملامح شخصيتي، كذلك عندما صورتها في حوار دائم مع نفسها كان ذلك تصويرا لي شخصيا فأنا أحاسب نفسي كل ليلة على ما فعلته طيلة اليوم. • أي أعمالك أفضل بالنسبة إليك؟ جميع أعمالي محببة إلى قلبي إلا أن هنالك بعضا منها قدمت فيها أقصى إمكانياتي مثل مسلسل "دنيا القوي" و"حتى التجمد" و" سهم الغدر" و"دمعة عمر". من جانب آخر، اعتبر مسلسل " عذاري" قمة أعمالي فهو خلاصة تجربتي الدرامية وكنت على معرفة تامة بجميع تفاصيله لأنني من ألف القصة واختار الممثلين ومواقع التصوير والتوزيع والمونتاج، وقد أمدتني تلك التجربة بالقوة لخوض مغامرة مماثلة وأصبحت دافعا لأن يكون العمل القادم أكثر نجاحا من سابقه. • ما هي مواصفات رجل أحلام زينب العسكري؟ أتمنى أن يكون شريك حياتي رجلا متفهما يعتبرني صديقته المقربة فالرجل الشرقي لا ينظر إلى زوجته كصديقة مطلقا ولا يشاركها حياته وأسراره، كذلك أتمنى أن يكون حنونا ورومانسيا ولبقا وراقيا وأن يكون في مستوى المسؤولية. • حدثينا عن تجربة العمل كمنتج خاص في مكتبك ( بنت المملكة)؟ لم أخض ميدان الإنتاج مسبقا لعدم رغبتي في خلط أموري المادية بالفنية، فضلا عن أن فكرة المراهنة على إنتاج عمل من مالي الخاص كانت جريئة حينذاك، ولكن في مرحلة ما أحسست أن جميع الأدوار متشابهة ولابد من البحث عن الجديد، فقررت أن أكون منتجا منفذا في بادئ الأمر ولكن لقلة المبالغ المخصصة للمنتجين المنفذين آثرت أن أقوم بإنتاج العمل كاملا على حسابي الخاص حتى يكون بالمستوى الذي رسمته له، وقد جاءت تجربتي الإنتاجية الأولى في مسرحية الأطفال " شوق والغابة المسحورة" ناجحة إلا أنها لم تكن بضخامة الإنتاج التلفزيوني. وبالرغم من ذلك جازفت بإنتاج "عذاري" لثقتي بنجاح العمل وقد وفقني الله سبحانه وتعالى في ذلك لأنني تدخلت في كل صغيرة وكبيرة وقمت بمونتاج العمل. وتعتبر تجربتي تلك الأولى من نوعها في البحرين إذ لم يتجرأ أحد من قبل على تأسيس شركة إنتاج خاصة وفضلوا العمل كمنتجين منفذين يعتمدون على مبالغ توفرها لهم هيئة الإذاعة والتلفزيون، وقد نصحني كثيرون بتأسيس المكتب في الكويت نظرا لوجود الفنانين والظروف المواتية هناك إلا أنني فضلت خوض التجربة في البحرين وكان ذلك. هل تعتقدين أن جواز مرورك إلى العمل الفني هو جمالك؟ لا يعتمد نجاح الفنانة على شكلها بالدرجة الأولى فهنالك الكثير من العوامل الأخرى الأساسية كالموهبة والإجادة والتمكن وقد قمت بكثير من الإعمال - لم تعتمد على شكلي كعنصر أساسي- دون ماكياج أو أزياء مبالغ فيها، فمثلا كان شكلي في آخر مشهد من مسلسل " دمعة عمر" مرعبا حيث أصيبت "مشاعل" بالسرطان وتلقت علاجا كيميائيا أدى إلى تغيير جمالها وسقوط شعرها، في الحقيقة أنه لأمر محزن عندما يتم تجاهل إتقان الأداء والموهبة كسببين للنجاح ناهيك عن حب الجمهور الذي يعتبر مقياسا لمعرفة الفنان الحقيقي . • ما سر محافظتك على جمالك ورشاقتك؟ لا يوجد سر في ذلك، فانهماكي في العمل لا يسمح لي بإتباع برنامج غذائي أو رياضي معين كذلك لا يتيح لي الاهتمام بالطعام ووزني ليس ثابتا على الدوام، من جانب آخر تؤثر الإضاءة واستخدام الماكياج وتصفيف الشعر على شكلي عامة، بالطبع أقوم بإتباع قواعد العناية ببشرتي وشعري. • يعرض لك أحيانا أكثر من عمل فني في وقت واحد، مثلما حدث في عرض "هدوء وعواصف" و"دنيا القوي" و"سوالف حريم"، كيف استطعت التوفيق بين كل تلك الأعمال؟ كانت هنالك فترة شهر تفصل بين تصوير كل عمل عن الآخر، مما أتاح لي دراسة كل شخصية على حدة وإعداد متطلباتها وتقمصها، فأنا لا أقوم بتصوير عملين في الوقت نفسه، وحينما أديت دور عذاري كنت متفرغة تماما للعمل إذ لم يقتصر دوري فيه على التمثيل فقط وإنما كنت مسؤولة عن جميع مراحله. • يعرف عنك حبك لمسرح الطفل وميلك للتمثيل فيه، ما جديدك في هذا المجال؟ انتهيت مؤخرا من تأليف نص لمسرحية أطفال بعنوان " بياعة طماط" كان من المفترض أن تعرض في العيد ولكن انشغالي بمسلسل عذاري وتوزيعه حال دون ذلك، وبالرغم من ذلك شاركت في مسرحية قطرية للأطفال بعنوان "نورة، عسر، حرامي" في عيد الأضحى الماضي. • برأيك، هل نجحت تجربة الإنتاج في مسرحية " شوق والغابة المسحورة" ؟ التي هي من إنتاجك وتأليفك وتمثيلك وإخراجك؟ "شوق والغابة المسحورة" أول تجربة في كتابة نصوص الأطفال وقد كنت متحمسة جدا، فبذلت جهدا كبيرا في تأليفها من حيث اختيار الكلمات البسيطة التي تتماشى مع مستوى تفكير الطفل وفي أدائي للدور الذي سعيت من خلاله إلى خلق علاقة حميمة بيني وبين الطفل، وقد نجحت تلك المسرحية نجاحا جيدا. • لقد جربت العديد من المجالات الفنية مثل تقديم البرامج والغناء والتمثيل المسرحي والتلفزيوني والإنتاج الفني؛ فما هو المجال الأقرب إلى قلبك؟ لقد خضت تلك التجارب رغبة في معرفة مدى إمكانياتي، وقد كنت أتلقى كثيرا من العروض من أجل تقديم البرامج الجماهيرية الذي كان مختلفا تماما عن التمثيل ومكنني من قياس التواصل بيني وبين جمهوري ولكنني آثرت التوقف عن تقديم البرامج لأنني أجد نفسي في التمثيل أكثر. • كيف تحافظين على نجوميتك؟ من يعتقد أنه وصل إلى القمة فهو في بداية طريق الانحدار، أنا لم أصل إلى القمة حتى الآن فلازلت في أوج العطاء وعندما أقدم عملا أخاف من رد فعل الجمهور أو من أن أقدم عملا أدنى منه مستوى وكلما تطلع الإنسان إلى الأفضل استطاع الحفاظ على مستواه وتحقيق النجومية. • من هم أقرب الممثلين والممثلات إليك في الوسط الفني? استمتع بالعمل مع إبراهيم الحربي لأنه يكملني في نواح كثيرة ويسهل أدائي للدور أمامه كذلك الفنان محمد المنصور وقحطان القحطاني ومحمد ياسين الذين يعتبرون من عمالقة الفن الخليجي، أما من الممثلات فهناك هيفاء حسين لطبيعتها وعفويتها وبساطتها ومنى شداد لمرحها وسعة صدرها. • هل تفكرين في دخول عالم السينما؟ لقد تلقيت الكثير من العروض السينمائية سواء من الخليج أو مصر وقد كانت نصوصا جيدة لكنني غير مستعدة حتى الآن لخوض تلك التجربة بالإضافة إلى عدم وجود نص يتناسب تماما مع شخصيتي حتى استطيع الإبداع فيه، فضلا عن أن العمل السينمائي يعتبر مغامرة كبيرة ويحتاج إلى جهود وإمكانيات تفوق العمل التلفزيوني. رأيك في الاشتراك في برنامج شبيه "بالوادي"؟ لا أقبل ذلك، فقد عرض علي الاشتراك في برنامج مماثل ولكنني لم أقبل؛ أنا لست ضد تلك البرامج ولكنني أرى أنها لا تخدمني في شي فهي تفتقد إلى الإبداع ولا تضيف شيئا إلى رصيدي الفني ولا تطور أدائي، إذ هي لا تناقش الأساسيات الفنية ولا تعتمد اختبارات تقيس مستوى الأداء، ناهيك عن أنني لن أكون على طبيعتي وهنالك آلة تصوير تلاحقني في كل مكان. • ما هو جديدك؟ لدي الكثير من العروض ولازلت في مرحلة الدراسة وقد رفضت الكثير من الأعمال في العام الماضي بسبب ارتباطي بمسلسل عذاري ويبدو أن ذلك سوف يتكرر ذلك هذا العام لأنني سأكون مرتبطة بمسلسل " بلا رحمة" الذي انتهيت من تأليفه وهو من حوار وسيناريو أسمهان توفيق . على الصعيد الشخصي، أنا مشغولة جدا بالعمل الجديد إلا أن ارتباطي بمكتبي " بنت المملكة" ساهم في قربي من أسرتي كثيرا. • هل قامت زينب العسكري بأي عملية تجميل؟ لم أجر أية عملية تجميلية لأنني أخاف المستشفيات والإبر الطبية لكنني حريصة على الاهتمام بمظهري وقد يظن البعض أنني قمت بعملية تجميلية عندما أغير من " اللوك" فطريقة وضع الماكياج وتصفيف الشعر والملابس كل ذلك يغير كثيرا من ملامح الفنان وشكله. • تعرضت في الآونة الأخيرة لوعكة صحية نقلت على إثرها إلى المستشفى، فما سبب ذلك؟ ألم بي إرهاق شديد بسبب انشغالي الدائم في مسلسل عذاري، فقد كنت مصرة على النجاح نظرا لكونه أول عمل من إنتاجي الخاص، وقد شكل ذلك ضغطا كبيرا اضطررت بسببه للعمل ساعات طويلة فأصبت بوهن جسدي نتيجة ذلك ولكنني الآن أصبحت أكثر معرفة ودراية بأمور الإنتاج إذ قمت بتوزيع المهام والمسؤوليات على المساعدين فأزحت بعضها عن كاهلي. • موقف أبكاك. ذات مرة كنت في ماليزيا وأثناء تناولي الطعام مع مجموعة من الأصدقاء رأيت امرأة فقيرة تلتهم الطعام بشهية كبيرة، فبكيت لذلك المنظر وحمدت الله على النعمة التي يغمرني بها. • ماذا تمثل لك: حياة الفهد: الأم الحنون المتواضعة سعاد عبدالله: مدرسة فنية لطيفة مجرن: عفوية وبسيطة شيماء سبت: متمكنة من أدوارها ومتجددة هيفاء حسين: بسيطة ومتواضعة إلهام الفضالة: تحب عملها كثيرا • كلمة توجهينها إلى: الجمهور: مواصلتي ونجاحي في المجال الفني هو دليل حبكم لي، وأتمنى أن أكون في مستوى المسؤولية التي حملتموني إياها. زينب: لا تبالغي في قلقك حول عملك فلديك حياتك الخاصة أيضا ولا تهتمي لما يشاع عنك فإنما الأعمال بالنيات. • كلمة أخيرة إنني أشجع الصحافة التي تهتم بحياة الفنان العملية وتبتعد عن حياته الشخصية التي هي من شأنه وحده، كما أرى أن الجمهور قد فقد اهتمامه بالصحافة الصفراء وأصبح أكثر وعيا وثقافة، كذلك تؤدي الشائعات والقصص الملفقة إلى تخلي بعض الفنانات عن المجال الفني اتقاء للمشاكل، وتمنع أخريات من التفكير في الانضمام إليه؛ وإذا استمرت الحال هكذا سنواجه ندرة في الفنانات الخليجيات مستقبلا. إن الفنانين حملة رسالة، يساهمون في تسليط الأضواء على مشاكل المجتمع ويطرحون الحلول لها في أعمالهم الفنية.