زواج الشبان في مصر .. طرق وأنواع
القاهرة -23 - 1 (كونا) -- لم يعد المصريون يتزوجون بطريقة واحدة كما كان في الماضي ولكن دخلت طرق وأنواع وتقاليع جديدة تشبه الموضات فبعض الشبان يختار طريقة الزواج مثل اختياره لطريقة ملابسه أو نوع طعامه.
فالمجتمع المصرى خاصة طبقته المتوسطة التى لم يكن يعترف الا بالزواج التقليدي بدأ يعرف عدة أنواع من الزواج منها الزواج العرفي الذى بدأ المجتمع المصرى يعترف به على استحياء وزواج المسيار وغيرها من أنواع الزواج.
ولكن المشكلة من وجهة نظر علماء الاجتماع التقاليع الذي اخترعها البعض مثل زواج الكاسيت وزواج الدم وزواج نهاية الاسبوع وغيرها من التقاليع التى يخترعها الشبان لتجاوز الصعوبات الاقتصادية التى تعترض اكمال نصف دينه.
وانتشرت بين أوساط الشباب خاصة في الجامعة تقاليع مثل زواج الكاسيت حيث يكون التعاهد على الزواج والاخلاص مسجلا على شريط كاسيت أو زواج الدم حيث يتم التوقيع على ورقة الزواج بدم الزوجين كما أن هناك زواج نهاية الأسبوع بمعنى أن الوقت والامكانيات لا تسمح بأكثر من لقاء أسبوعي.
وقال علماء اجتماع تحدثوا لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)أن هذه الزيجات بالطبع تنطوى على خطورة اجتماعية وهي أن كانت ليست أكثر من حيل اجتماعية لتجاوز صعوبات الزواج خاصة تكاليفه الباهظة الا أن الخطورة في هذه الانواع أنها تأتي من الاستسهال دون ادراك للمخاطر التى يمكن أن تؤدى اليها.
وقال الخبير بمركز البحوث للدراسات الاجتماعية والجنائية الدكتور محسن العرقان أن أحدا لا يستطيع أن يتأكد من أن هذه الزيجات وتلك التقاليع تراعى شروط الزواج في الشريعة الاسلامية ولكن المشكلة الأكبر في التعامل مع هذه الظواهر . وأضاف أنه لا يمكن الاكتفاء بالادانة والتحريم من دون محاولة للدراسة الاجتماعية والاقتصادية المتأنية لهذه الظاهرة وتقديم العلاج الذكي لها .
وأشار الى أن هذه الظاهرة بدأت بتفشى الزواج العرفي خاصة بين طلبة الجامعة والثانوي ثم انتقلت العدوى الى الكبار خاصة مع الاعتراف الضمني لقانون الأحوال الشخصية الأخير بهذا النوع من الزواج حيث أعطى الزوجة حق التطليق اذا استطاعت اثبات هذا الزواج.
وقال ان المشكلة ليست في الزواج العرفي الذى يمكن أن يكون صحيحا اذا اكتملت أركانه الشرعية حتى وان افتقد التوثيق ولكن المشكلة في التقاليع التى بدأت تظهر خاصة بين الشبان من باب التمرد والتحايل على المشكلات الاقتصادية التى يواجهونها.
وقال بعض الشبان أن من حقهم اختيار نوع الزواج الذى يناسب ظروفهم طالما أن ذلك لايتعارض مع الشريعة الاسلامية وبعضهم يتزوج من دون مكان اقامة ثابت أو يظل مطاردا من الأهل كما أن البعض يلجأ الى الزواج السري الذى يحذر علماء الدين من أنه قد يكون غير مكتمل لأركانه الشرعية.
ويلجأ بعض الشبان للاقامة عند الأهل أو الفنادق الرخيصة كما أن هناك حالات يتم فيها هذا الزواج من دون علم الأهل الذين يرفضون الزواج من دون أن تكون هناك امكانيات معقولة تمكن من بدء الحياة الزوجية.
من ناحيته أكد الخبير الاجتماعى علي فهمي أنه من ناحية المبدأ لا يمانع أن يخترع أي شخص أسلوب الزواج الذى يناسبه بشرط أن يكون مكتملا من الناحية الشرعية وأن يكون أيضا بعلم الأسرة أو تم مفاتحتها فيه
وقال أن مشكلة الزواج في حال صحته أنه مهدد دائما من انهيار وشيك نتيجة افتقاده للمقومات الأساسية للحياة مشيرا الى ان هذه الانواع أو التقاليع لا يمكن اعتبارها ظاهرة لأن القاعدة العريضة مازالت تفضل الزواج التقليدي الذي يتم طبقا لأصول معينة.
وقال أن الحل العملي في مواجهة هذه الأنواع من الزواج لا يكون في محاولة شجبها من قبل وسائل الاعلام بقدر تبنى سياسات عملية لحل مشاكل مثل البطالة والاسكان.
وقال أستاذ الشريعة الاسلامية الدكتور غانم بكر أن المشكلة تعكس نوعا من أنواع التفكير الديني السطحي أو محاولة التعلق بظاهر الدين دون جوهره وشيوع التفكير الخاطىء في الزواج اضافة الى المشكلات الاجتماعية والنفسية التى أدت الى زيادة الرغبة في ممارسة الحياة الجنسية من دون أن تكون هناك الوسيلة الطبيعية لتفريغ هذه الطاقة.
ورأى أن كافة هذه التقاليع مجرد حيل أنكرها غالبية العلماء ولها طبعا أسبابها الاجتماعية والاقتصادية وجزء مهم جدا هو هذه المغالاة فى تكاليف الزواج بالرغم من تراجع الأحوال الاقتصادية فنحن لا نساعد أبناءنا على الزواج والاستقرار بالشكل الصحيح.
ومن جانبه رأى أستاذ الفلسفة الأخلاقية الدكتور احمد عبد الرحمن أن معظم التقاليع التى ظهرت لها أصول في المجتمع المصري وأن التقليعة في التسمية فقط لكن كثير من هذه التقاليع هى عبارة عن زواج موجود خاصة في الريف المصري .
وقال أنه بالنسبة للزواج العرفي هو زواج اذا اكتملت اركانه من ايجاب وقبول وشاهدي عدل وعلانية لا بأس به ولكنه ينقصه شرط التسجيل وهذا التسجيل أصبح مهما للغاية لتلافى المشكلات التى يمكن أن تنتج عن زواج غير موثق. فيما أكد استاذ الاعلام بالجامعة الأمريكية الدكتور حسين أمين أن وسائل الاعلام وانفتاح الثقافات ساهم بالطبع في ظهور ما نعتبره تقاليعا أو أشكالا من الزواج لم تكن موجودة غير منتبهين أن ما يصلح لبعض المجتمعات قد لا يصلح لمجتمعاتنا العربية والاسلامية .
|