الغيرة مصدر التصرفات الطفوليةبين سنّي الثالثة والرابعة
يميل بعض الأطفال بين سني الثالثة والرابعة، إلى التمسك بتصرفاتهم كما الأطفال الرضع، أي يحافظون على بعض العادات التي درجوا عليها وهم بعد صغار.
وفي هذه الحال، يقول المتخصصون ان على الأهل عدم الخوف أبداً، لأن الأطفال لا يكبرون فجأة.
ويظهر خوف الأهل جلياً عندما يكون الطفل قد تخلى مثلاً عن طلب "البيبرون" وبدأ يشرب الحليب بالكوب، وهذا يجعل الأهل غالباً سعداء، إلا ان سرعان ما يعود الطفل في شكل مفاجئ إلى طلب "البيبرون"، ما يزعج الأهل كثيراً ويجعلهم خائفين جداً خصوصاً وان الطفل يكون قد بدأ بالمشي في شكل جيد وتناول مختلف أنواع الأطعمة ويلعب مع رفاقه جيداً ويدخل الحمام بمفرده، وفجأة يرون أنفسهم بأنهم ربما سيعودون إلى الوراء كثيراً في كل هذه الأمور، فيدب الخوف بهم.
إلا ان المتخصصين ينصحون الأهل في هذه الحال بعدم الخوف من هذه المسألة، بل احتضان طفلهم والانتباه إليه أكثر وأكثر، لأن الطفل في هذه السن بالذات يكون إلى حد ما خائفاً من المغامرة في الأشياء الجديدة التي يبدأ بها وتغير حياته وكل شيء حوله، ما يجعله يتصرف مثل الأطفال الرضع أو كما كان هو في سنته الأولى وما دون. لذا، عليهم احتضانه وجعله يشعر بالأمان أكثر وأكثر وإعطائه الثقة بالنفس في كل شيء يقوم به.
وفي هذه السن أيضاً، يبدأ بعض الأطفال بتوسيخ أسرّتهم أو قضاء حاجاتهم في أسرّتهم، بعد ان يكونوا قد تخلوا عن "الحفاض" تماماً وبدأوا يدخلون إلى الحمام لقضاء حاجتهم، ويعود ذلك بحسب رأي المتخصصين إلى الغيرة لا سيما إذا كان هناك مولود جديد في العائلة وبدأ يأخذ الاهتمام منهم.
وفي هذه الحال، يؤكد المتخصصون ان على الأهل ضبط أعصابهم إلى أقصى درجة، وعدم الصراخ في وجه أطفالهم، ومحاولة معرفة الأسباب وراء هذه المسألة وسؤال فلذات أكبادهم عما يحسونه أو يخافونه، وبالتالي عليهم التفسير لأطفالهم بهدوء ان عليهم عدم قضاء حاجتهم في السرير وإلا فسوف يكون هناك عقاب بانتظارهم، وعلى الأهل ان يعلموا جيداً ان ولدهم ليس الأول الذي يفعل ذلك في سريره، ولن يكون طبعاً الأخير، فمعظم الأطفال يمرون في هذه المرحلة.
ولكن، إذا استمرت هذه المسألة طويلاً، مع معاناة الطفل من قلة النوم، يجب عندئذٍ استشارة الطبيب المختص لمعرفة السبب وإذا اقتضى الأمر استشارة طبيب نفسي في حال كانت المشكلة نفسية وليست صحية.
ويشير المتخصصون في الوقت نفسه، إلى انه يلاحظ عند بعض الأطفال عودة إلى الطفولة وعاداتها في حال ولادة طفل جديد في العائلة، شقيق أو شقيقة، بسبب الغيرة التي تتملك الطفل الأكبر سناً، ولا سيما في هذه المرحلة بالذات، والذي يعمد إلى استعادة كل عاداته الطفولية الصغيرة والتركيز على ان يكون محمولاً دائماً بين ذراعي والديه مكان أخيه الصغير أو اخته الصغيرة.
وينصح المتخصصون الأهل بالتعامل مع طفلهم الأكبر على انه ناضج والتفسير له بأنه لم يعد صغيراً، وجعله بالتالي يساعدهم في حمل شقيقه الصغير وتسوية أغراضه، مع ضرورة تقسيم الأدوار بين الوالدين للعناية بالطفل الأكبر لا سيما وانه بحاجة ايضاً إلى الحنان الكثير، وعدم تركه يشعر بأنه مهمش أبداً، بل ان الاهتمام به ما زال كما هو قبل ولادة الطفل الجديد.
وفي النهاية ينصح المتخصصون الأهل بالهدوء، والاقتناع جيداً بأن الطفل لا يكبر فجأة وبسرعة جنونية، بل سيأخذ وقته في كل الأمور، وعلى الأهل ان يجعلوه يحسّ بالأمان دائماً، وسينعكس ذلك إيجاباً على تصرفاته.