يثير الطفل الأول أو الوحيد مخاوف والديه لأنه فى الغالب يكون
دائماً شاكياً باكياً من زملاءه الذين ينتزعوم منه ألعابه فى المدرسة
ويقف مكتوف الأيدي أمام تصرفاتهم . ويؤكد الأطباء كما ذكرت جريدة "
الرياض " أن سلوك الطفل فى هذا الوقت يكون نتيجة لانعدام الخبرة ، وإذا
ما استمر بمخالطة الأطفال الآخرين بانتظام ، فأغلب الظن أن يتعلم،
بمرور الوقت، كيف يثور ويدافع عن حقوقه. وينصح الأطباء الأمهات بعدم
إبداء قلقاً كبيراً أمام الطفل أو عطفاً بالغاً، وألا تتولى الدفاع عنه
، ولا أن تلح عليه بمشاركة الآخرين ، بل تكتفي بأن تقترح عليه بين وقت
وآخر، بأن يذهب ويسترد لعبته أو دميته المغتصبة من زملاءه . ويشير
الأطباء إلى أن هذه المشكلة قلماً يواجهها الطفل الثاني أو الثالث في
الأسرة ، وربما كان سبب ذلك ان هذا الطفل أخذ يدافع عن حقوقه منذ أن
بلغ السنة الأولى من عمره. وإذا كان هناك طفل عدواني معين يعتدي على
الأطفال الآخرين باستمرار، وكان الطفل يزداد رهبة وجبناً بمرور الوقت
بدلاً من أن يزول ، فمن الحكمة إبعادهم عن هذا الطفل ليلعب في مكان آخر
مدة شهرين أو نحو ذلك ، فقد تتاح له الفرصة في محيطه الجديد ليكتسب
شيئاً من الشجاعة. وكثيراً ما يلاحظ الأب أن طفله "الصبي" البالغ من
العمر عامين، يميل إلى أن يلعب أحياناً بالدمى وعربات الدمى الخاصة
بالبنات ، ولكن الانزعاج هنا سابق لأوانه، فالأطفال لا يميزون بوضوح في
مثل هذه السن بين نشاطات الذكر ونشاطات الأنثى ، ولكنهم بحلول العام
الثالث يبدأون بتفضيل النشاطات التقليدية لبني جنسهم خلال معظم الأوقات
التي يقضونها في اللعب، وبحلول العام الرابع مع العمر، يزداد هذا
الفارق قوة ووضوحاً. وإذاً فمن الطبيعي جداً أن يلعب الطفل الذي يتراوح
عمره بين الثالثة والرابعة مع الأطفال من الإناث بعض الوقت ولا سيما
إذا لم يكن هنالك أطفال ذكور يلعب معهم. وإذا ما كان لعبهم داخل
المنزل، فإنه - أغلب الأحيان - يرتكز على تشكيل أسرة يمثل فيها الذكر
الأب، وتمثل الأنثى الأم. وإذا كان طفل في الثالثة أو الرابعة أو
الخامسة من العمر يتجنب باستمرار الاختلاط مع الذكور، ويؤثر أخذ دور
الفتاة في تمثيل لعبة تشكيل الأسرة، فمن المرجح أنه يخشى أن يبدو بدور
صبي ، ويحتاج إلى شيء من الإرشاد الخاص ، كما انه يكون بحاجة إلى إقامة
علاقة ودية أوثق مع أبيه، فكثيراً ما تكون الأم مبالغة في حماية ابنها
واحتضانه . |