الاعلامية البحرينية: جهد وكفاءة وإبداع... بلاتقدير |
على رغم تميز المرأة البحرينية بالمثابرة والإخلاص أثناء أدائها أي تكليف يسند إليها أثناء العمل، فإنها وحتى هذه اللحظات لم تنل التقدير الكافي من قبل مسئوليها كما هو مطلوب.
نعم، القليل منهن نلن التقدير، ولكن ليس ذلك الذي يجعلهن يتميزن ويبرز أدوارهن في المجتمع، وليس التقدير الذي من خلاله تستطيع المرأة أن تقول: «أنا هنا»، إذاً فهن مظلومات، بل وبحاجة إلى أن يرفعن ذلك الظلم عن أنفسهن، لا بالكلمات بل بالأفعال.
وكما هو معروف للجميع فإن المسئولين في القطاعين» الخاص والعام في البحرين، وعلى رغم معرفتهم بإنتاجية المرأة، وماضيها العريق، الذي أمضته النساء البحرينيات ما بين رعاية أفراد أسرهن وأداء المسئوليات المتعلقة بالعمل، فإنهم لايزالون يعيشون عقدة الأنانية والبغض اللذين لا يحملهما الرجال فقط ضد المرأة، بل تعيشهما المرأة ضد نظيرتها.
وإذا ما عرجنا على واقع «الإعلاميات البحرينيات» اللائي كثر عددهن في السنوات الأخيرة، فسنراه لا يختلف عن واقع زميلاتهن العاملات في مجالات أخرى.
فالإعلامية البحرينية لاتزال بحاجة إلى من يقدر عملها، وما تنجزه، وخصوصاً أنها تمتلك القدرة على التميز والإبداع اللذين يقتلان في روح المبدعين والمبدعات لدينا، إذ إن المسئولين والعاملين في القطاع الحكومي اعتادوا على إبقاء الموظفين وتحديداً الإعلاميات على مقاعدهن الساكنة، في الوقت الذي نرى القطاع الخاص قد يلتفت إلى الإعلامية المبدعة، قبيل فوات الأوان بقليل، ليكون أفضل من «الحكومي»، على الأقل هذا ما تعودنا رؤيته في البحرين...
حاولنا بقدر المستطاع التأمل في الواقع الذي تعيشه الإعلامية البحرينية، من خلال التعرف على وجهات نظر الإعلاميات أنفسهن، الكاتبة والمذيعة والصحافية، وعلى الأسباب التي تجعلها تترك المجال الإعلامي، وتتجه إلى غيره، إن لم تتجه مباشرة إلى الجلوس في المنزل،
الحصول على عروض مغرية للعمل أكثر... وراء ترك المذيعة عملها
ذكرت المذيعة في هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين كريمة زيداني أسباباً مختلفة تجعل المذيعة تترك عملها، قائلة إنها «ربما تجد عروضا مادية أفضل في محطات أخرى، بالإضافة إلى توفير النجومية التي تطمح إليها أي مذيعة أو مذيع، وإمكانات فضفاضة لتقديم ما تريد من برامج ومواد توفر لها هذه النجومية بالطريقة التي تطمح إليها، وأحيانا ربما لا تثبت إحدى المذيعات مثلا جدارة كبيرة فلا يمانع المسئولون عند ذاك في الاستغناء عنها».
وأكدت زيداني أن «الكثير من الإعلاميات لديهن القدرة على الوصول إلى أعلى المناصب، وهن يمتلكن الاستعداد لذلك»، مشيرة إلى أن «المرأة البحرينية تتميز بنشاطها وإخلاصها في عملها، ومن الممكن أن تحقق مكانتها بفضل ثقة المسئولين فيها، ودفعهم لها».
وفي الوقت نفسه، لفتت زيداني إلى «أنني أملك القدرة الكبيرة على تقديم الأكثر والأفضل وبالصورة المشرفة، سواء في التلفزيون أو في الإذاعة، إلا أن قدراتي لاتزال حتى هذه اللحظة مدفونة، وأنا على يقين أن المسئولين في هيئة الإذاعة والتلفزيون سيأتي اليوم القريب الذي سيستفيدون من قدرات مذيعة تلفزيونية وإذاعية بحرينية مثلي لمصلحة العمل»، مضيفة «نحن نتابع أعمال مذيعات ومذيعين كثيرين لديهم الخبرة والكفاءة في جميع أنحاء العالم، وأنا وبلا غرور وإنما بفخر بحرينيتي أقول إنه بالإمكان أن أكوّن هذه القاعدة والنجاح والفخر نفسها لتلفزيون بلدي، مثلما غيري في تلفزيونات عربية وعالمية أخرى، وإنما انتظر من الهيئة الثقة والدفع والتشجيع التي نعهدها فيها».
وقالت زيداني: «إن جلب وجوه تلفزيونية جديدة ولكن قديرة، لا يختلف عليه أحد ولكن ذلك لا يعني مطلقا الاستغناء عن الوجوه التي أثبتت كفاءتها وجدارتها منذ سنين، وحازت على ثقة المشاهد كبيرا وصغيرا، وعلى حبه وإعجابه بفضل كفاءتها من كل النواحي، لأنها كما في محطات أخرى ستصبح نموذجا ورمزا في تلفزيون البحرين، فإذا عوملت هذه الكفاءة الناجحة بتقدير ستصبح نموذجا للمذيعات والمذيعين الجدد، وإذا عوملت بعدم تقدير فستكون محبطة ونموذجاً محبطاً للزملاء الآخرين، وأيضا خسارة للتلفزيون، كما أن التجديد لا يكون بإلغاء نجومية مذيعة أو مذيع خدم سنين عدة، ومازالت تتمتع بالشكل المحبوب وبطريقة التقديم التي من المؤكد أنها أصبحت أنموذجا للأخريات، وبالتأكيد يحبها المشاهد ويجدها رمزا للنجاح على شاشة التلفزيون، وبالتأكيد المسئولون الجدد عندنا يفتخرون بوجود بحرينية أو بحريني يتمتع بما ذكرت سابقا، وتلفزيون البحرين أولى بهذه الكفاءة البحرينية وعدم التفريط بها».
وعن منافسة المرأة للرجل في الوقت الحالي أشارت زيداني إلى أن «فترة التنافس بين الرجل والمرأة انتهت، بل وأصبحت قديمة»، موضحة أنه «من وجهة نظري أرى أنها انتهت، وأصبح موضوع التنافس أمراً عادياً، كما يحدث بين المرأة والمرأة أو ما بين الرجل والرجل»، مضيفة أنه «في السابق كنا بحاجة إلى هذه النظرة بسبب تحكم العادات والتقاليد في المجتمع وذلك لتوضيح قدرة المرأة على الإنتاجية، أما في الوقت الحالي فإن المنافسة هي على الكفاءة فقط».
فوضى ساعات العمل تبعد المرأة عن العمل الإعلامي
في الجانب نفسه تقول الصحافية في صحيفة «الوقت» هناء بوحجي إن «المجال الإعلامي يحقق قدراً كبيراً من المتعة والرضا لممتهنيه من الرجال والنساء، إلا أنه في الوقت نفسه تظهر أسباباً قد تكون ذات خصوصية بالنسبة إلى المرأة فتدفعها إلى عدم مواصلة العمل الإعلامي، أهمها عدم انتظام ساعات العمل فيه، إذ إن الإعلامي أو الإعلامية يشغل ذهنه على مدى 24 ساعة متواصلة، مهما خطط لبرنامج عمله لليوم التالي، وخصوصاً أن الحوادث الجارية لا تخضع إلى أي تخطيط»، منوهة إلى أن «الشخص الذي يفضل الرتابة في أوقات العمل والراحة والأوقات العائلية والاجتماعية لا يمكنه المواصلة في هذا المجال».
وتلفت بوحجي إلى أن «المرأة والرجل لا يختلفان كثيرا في المجال الإعلامي كما في المجالات الأخرى، إذ إن العمل الإعلامي لا يحتاج إلى المزايا العضلية التي وهبها الله سبحانه وتعالى للرجل من دون المرأة فأصبح بفضلها أكثر قدرة على أداء بعض الأعمال التي تتطلب هذه القدرات الجسمانية الخاصة»، موضحة أن «الإعلام يعد من المجالات التي تحتاج إلى فكر ومهارة وقدرة على بناء خبرة متراكمة وقدرة استقصائية، وهي الخصائص التي لا يتميز بها أي رجل على المرأة».
وفي الوقت نفسه تؤكد بوحجي أن «الإعلامية دخلت هذا المجال منذ زمن طويل وأي تطور أو تغيير طرأ على الصحافة المكتوبة أو المرئية لابد من أن تكون المرأة ساهمت فيه وفي تطويره»، فيما قالت بوحجي إن «المرأة الإعلامية في البحرين موجودة في كل التخصصات» ففي التحرير موجودة وفي مستويات متقدمة ككاتبة، وصحافية في الثقافة والعلوم والسياسة، وكذلك في المواقع الإدارية»، مضيفة أنه «في وسائل الإعلام الأخرى نجد المرأة معدة للأخبار ومقدمة بل ويوجد مسئولات عن البرامج الإذاعية والتلفزيونية»، موضحة أنه «من الممكن القول إن المرأة تشغل جميع المواقع الإعلامية جنباً إلى جنب مع زميلها الرجل». .
وتضيف بوحجي أن «الوضع ربما يصبح للمرأة أكثر صعوبة، خصوصا إذا ما كان لديها التزامات أسرية تحتم وجودها بانتظام لتسيير شئونها».
وتشير بوحجي إلى «انني ومن خلال سنوات عملي في الصحافة المحلية والإقليمية حظيت بالدعم والتقدير للعمل المهني من الجهات التي عملت فيها»، لافتة إلى «وجود استثناءات لكل قاعدة»، موضحة أن «تلك استثناءات تعتمد على الفروق الشخصية والمهنية للرؤساء والزملاء الذين تصادفهم الإعلامية أو الإعلامي، كما أن الدعم والتقدير دائما ما يرهنان بدرجة مهنية الجهات المسئولة، وكلما ارتقت، حظيت الإعلامية أو حتى الإعلامي بالتقدير». وتتساءل بوحجي عما إذا كانت توجد سياسة من قبل القائمين على الإذاعة والتلفزيون لمنع المتحجبات من الظهور أمام شاشة التلفزيون، قائلة «إنني لا أرى متحجبات في التلفزيون لكنني حقا لا أعرف إن كان هذا بسبب عدم وجود المذيعات المحجبات أو بسبب سياسة ما تطبق من قبل القائمين على التلفزيون».
وتعتبر بوحجي ارتداء الحجاب أمرا شخصيا، «والمهم هو أن يكون شكل المذيعة عموماً مقبولاً ومريحاً للمشاهدين، إذ لا يرتبطان بلبس الحجاب من عدمه، وخصوصاً أنها ستتواصل مع المشاهدين بحضورها ومهارتها وليس بما يظهر من شعرها أو جسدها». وتؤكد الصحافية بوحجي أن «البحرينية نافست الرجل في المجال الإعلامي» إذ إن الجنسين يعملان في معظم المجالات الإعلامية عموما، والصحافية خصوصاً، إلا أنه ربما لايزال الإعلام الرياضي حكراً على الرجال، الأمر الذي يؤكد افتقارنا إلى الرياضة النسائية»، مشيرة إلى أنه «بالنسبة إلي لم أسع قط إلى منافسة الرجل، ولم أفكر يوما أن الصحافة الاقتصادية التي أعمل فيها والتي دخلتها صدفة بحكم تخصصي الأكاديمي (اقتصاد) أن تكون حكرا على الرجل».
ليس الحجاب ما يتحكم في الإعلامية بل الكفاءة من جانبها، تعتبر الإعلامية والمذيعة إيمان مرهون أن المرأة البحرينية استطاعت الوصول إلى درجات عالية من مستويات الإعلام، قائلة إن «الإعلام البحريني زاخر بالأمثلة التي تدلل على نجاح المرأة الإعلامية في مختلف التخصصات الإعلامية سواء أكان على الصعيد الصحافي أم الإذاعي أم التلفزيوني». وتستشهد مرهون في ذلك «بكلا من» المذيعة التلفزيونية المتميزة كريمة الزيداني، وعلى المستوى الإذاعي المذيعة أمينة حسن، بالإضافة إلى الإعلامية بهية الجشي التي تركت بصمة واضحة في الإعلام البحريني»، مضيفة أن «المجال لا يتسع لذكر أسماء أخريات، والسبب في ذلك أن الإعلام البحريني لم يحتكر هذه المهنة على الرجال فقط»، لافتة إلى «انني أتحدث خصوصاً عن التلفزيون والإذاعة اللذين حرصا على وجود المرأة منذ تأسيسهما». وتشير مرهون إلى أن «الإعلاميات في البحرين أضفن الكثير إلى الإعلام البحريني، وخصوصاً أن غالبيتهن يتمتعن بالثقافة والحضور اللازمين لبروز المرأة البحرينية كإعلامية يفتخر بها الإعلام البحريني». وعن التقدير الذي لابد أن تحصل عليه الإعلامية الناجحة تقول مرهون إن «طموح الإعلامي لا يقف عند حد ما، ومهما كان التقدير الذي نالته الإعلامية البحرينية، فهي لاتزال تطمح إلى المزيد»، متسائلة عن السبب الذي يمنعها من الحصول على مركز قيادي لتقود دفة الإعلام». وتؤكد المذيعة مرهون «عدم وجود قانون يقف أمام عمل الإعلامية المتحجبة في العمل التلفزيوني»، لافتة إلى أنه «قد تكون هناك قلة من تلك الفئة، إلا أن ذلك لا يعني غيابهن عن الشاشة، كبعض المذيعات اللائي برزن في الساحة حديثاً، إلى جانب المذيعة بدرية عبداللطيف التي تقدم برنامج (يا هلا) في الوقت الحالي». كما تؤكد أن «الكفاءة هي التي تتحكم في هذا المجال»، موضحة أنه «إذا كانت المذيعة متميزة وصاحبة خبرة وتحظى بقبول على الشاشة، لا أعتقد أن هناك ما يمنع من عملها في هذا المجال». التقدير الحقيقي للإعلامية هو حب الجمهور لها «المرأة البحرينية وصلت إلى الدرجات العليا في المجال الإعلامي»... هذا ما تؤكده سمر الأبيوكي، الوجه التلفزيوني الصاعد، فيما تقول إن «ذلك يبدو واضحا من خلال وجود الإعلاميات عموما، والصحافيات والإذاعيات خصوصا في الساحة الحالية»، معتبرة «ما يؤكد ذلك هو استقبال جلالة الملك إحدى الإعلاميات، قبل فترة، مؤكداً علو الكلمة واستخدام منهج الشفافية في مجال الإعلام». وعن التقدير الذي لابد أن تناله الإعلامية البحرينية قالت الأبيوكي إن «أي إعلامية تعمل بالشكل الجيد ستنال التقدير من جانب المسئولين، في الوقت الذي تسعى الإعلاميات فيه دائما إلى بذل مجهود أكبر»، معتبرة «الإعلام رسالة، وكلما أبدع الفرد واستطاع أن يلمس قضايا الشارع، فسينال تقدير وحب الجماهير»، فيما رأت أن الفكرة عموما لا تقاس أو تقدر بالماديات. ولفتت الأبيوكي إلى أن «الإعلامية المتحجبة موجودة في الصحافة المحلية حتى داخل مراكز التحرير في تلفزيون البحرين»، مشيرة إلى أن «المجال أصبح مفتوحا لعمل المتحجبات في التلفزيون». ونوهت الأبيوكي إلى أن «الموضوع لا يرتبط بالحجاب، وإنما بكفاءة وجهد الإعلامية»، في حين أكدت الأبيوكي أن «المرأة لا تنافس الرجل في الجانب الإعلامي فقط، وإنما في مختلف المجالات، إذ إنها عملت منذ القدم كمربية لأطفالها ومتابعة جيدة لأفراد أسرتها وفي الوقت نفسه موظفة خارج منزلها، فكانت معطاءة، بينما نجد أن الرجل قد يكون معطاء ولكن في حدود عمله فقط». وبالنسبة إلى مستقبل الإعلاميات البحرينيات تقول الأبيوكي: «إنني استطعت أن التمس الفروق بين الإعلاميات القديرات في التلفزيون، اللائي تميزن بالخبرة، والوجوه الجديدة التي تمتلك الشهادات، التي بحاجة إلى المزيد من التدريب، لتظهرن بالمظهر الحقيقي الذي ستعشنه في المستقبل الذي ينتظرهن، وخصوصاً أن أبناء الجيل الحالي طموحون جدا»، فيما أسفت لترك بعض الإعلاميات مجال عملهن لأسباب عدة منها اختيار الحياة الزوجية على حساب الجانب العملي، ومقدّرة في الوقت نفسه ذلك. ما الذي يحول دون مواصلة الإعلامية عملها؟ أما رئيسة البرامج في التلفزيون فوزية زينل فتقول: «إنني لا أرى أي سبب يحول دون مواصلة المرأة الإعلامية عملها، واستشهد على ذلك بوجودي لأكثر من 18 عاما في المجال نفسه»، مضيفة «أنني اعتقد أن عمل المرأة عموماً وفي جميع المجالات لا يعتبر سهلا للغاية، إذ إنها تمارس جهودا أضعاف الجهد الذي يقدمه الرجل من أجل أن تثبت نفسها، وكذلك تقدم جهودا أضعاف تلك الجهود من أجل التميز في عملها». وتشير زينل إلى أن «المرأة في البحرين وصلت إلى درجات عالية، ليس في الجانب الإعلامي فقط وإنما في جوانب أخرى، فيما يعتبر الجانب الإعلامي أحد هذه الجوانب»، موضحة أنها «استطاعت الوصول إلى تلك الدرجات من خلال القلم والصوت والصورة، أي من خلال الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، بل إنها تنال كل الاحترام في المجتمع». وتؤكد زينل أن «الإعلامية في البحرين استطاعت أن تحضر أمام الشاشة حتى من خلال عملها وراء الكواليس في الإعداد والتنفيذ والإخراج وفي جميع المجالات، بل إن وجودها متميز»، فيما نوهت رئيسة البرامج إلى أن «المرأة البحرينية عموماً حظيت باهتمام كبير من قبل عاهل البلاد والحكومة، حتى نالت التقدير وعينت في مراكز اتخاذ القرار»، لافتة إلى «ضرورة أن تبدي الجهات والجمعيات الأهلية تحديداً، اهتماماً أكبر بالمرأة من خلال منحها أدوارا قيادية ومناصب إدارية». وفي الوقت نفسه، تشير زينل إلى أن «وزارة الإعلام تعطي الدعم لكل من يستحق رجلا كان أم امرأة»، مضيفة أنه «على رغم أننا نلاقي التقدير، فإن طموحنا كإعلاميات أكبر من الذي نناله»، مؤكدة «أننا كإعلاميات واثقات بأن وزارة الإعلام ستمنح تقديرا كبيرا للمرأة كما أعطت الحكومة ذلك، اذ أن وزارة الإعلام تعتبر جزء من الحكومة»، لافتة إلى انه «من حق كل مواطن مجتهد أن ينال التقدير والدعم، بغض النظر عن كون ذلك المواطن رجلا أم امرأة». وأكدت زينل أن «الإعلامية أضافت الكثير إلى الصحافة المكتوبة والإذاعة المسموعة والتلفزيون»، موضحة أن «ذلك يتم من خلال عملية التكامل بينها والرجل، والتي إن تمت فإنها ستحدث التوازن في المجتمع، خصوصا مع وجود بعض القضايا التي لا يمكن لأي من الجنسين أن يكتب أو يتحدث عنها». وعما إذا كانت المرأة تنافس الرجل في هذا المجال قالت زينل إن «الكفاءة هي التي تتحكم في المنافسة وليس جنس العاملين في هذا المجال أو غيره»، مضيفة أن «البحرينية أصبحت قادرة على أن توجد وتتفوق في مواقع اتخاذ القرار، إذ إنها مؤهلة لذلك، إلا أن الفرص الممنوحة لها قد تكون قليلة ومتواضعة»، منوهة إلى أنه «في المجال الإعلامي استطاعت البحرينية أن تنال فرصا لتسهم من خلالها وبإيجابية في بناء المجتمع البحريني». فخرو: التقدير ضروري للإعلامية المتميزة اعتبرت الأكاديمية منيرة فخرو أن «التقدير غير الكافي الذي يوجه للمرأة الإعلامية هو أحد أهم الأسباب التي تدفعها إلى تركها العمل الإعلامي، واستبداله بآخر»، مؤكدة «ضرورة أن تجده المرأة الإعلامية، والمتميزة خصوصاً حتى تستطيع أن تواصل عملها وتبدع فيه». وأضافت فخرو أن «المرأة استطاعت أن تنافس الرجل في مجالات عديدة، وليس فقط في المجال الإعلامي، فيما رأت أن الإعلامية في البحرين استطاعت أن تثبت نفسها»، موضحة «أنها وصلت إلى مراكز عليا وقيادية في الصحافة المحلية والتلفزيون»، فيما لفتت إلى أن «الإعلامية البحرينية استطاعت أن تثبت وجودها من خلال تفوقها في كتابة المقالات الممتازة والجريئة في الصحافة المحلية، في الوقت الذي قد لا تستطيع أن تذكر ما تكتبه في المقال على شاشة التلفزيون». زينل: أطمح في تغيير الصورة النمطية للمرأة أكدت مديرة البرامج في تلفزيون البحرين فوزية زينل أن «عدد العاملين في هيئة اذاعة وتلفزيون البحرين يصل إلى 607 من الجنسين». وأوضحت زينل في تصريحها لـ «الوسط» أن «عدد الإناث في الهيئة يصل إلى 157 موظفة، أي بنسبة تصل إلى 27 في المئة، فيما يصل عدد الذكور فيها إلى 450 موظفاً»، منوهة إلى أن «الأعداد المذكورة غير شاملة عاملي «البرامج الإعلامية» المتعاونين والعاملين بالنظام الجزئي في الهيئة». وأردفت: «نسبة الإناث لدينا متواضعة، فطموحنا أكبر بكثير من النسبة السابقة»، مشيرة إلى «أننا في انتظار أن تصل نسبة الإناث العاملات لدينا إلى 50 في المئة، وخصوصا أن نسبة النساء في البحرين تفوق بكثير نسبة الرجال، حتى نسبة خريجات المراحل الدراسية والجامعية المختلفة، التي هي الأخرى تفوق نسبة الذكور». ولفتت زينل إلى أن «كل برنامج يقدم للأسرة البحرينية فهو يخص المرأة ويقدم لها، لأنها تعتبر جزءاً منها»، منوهة إلى و«جود الكثير من البرامج التي قدمت واستهدفتها». وعن البرامج التي تقدم وتساهم في تغيير الصورة النمطية للمرأة قالت زينل إن «جميع الدراسات والندوات وورش العمل في الوطن العربي تطالب وتناشد بل وتؤكد أهمية تغيير الصورة النمطية للمرأة، ونحن جميعا متفقون على ذلك إلا أنه في الواقع نحن نخطو خطوات بسيطة في هذا الاتجاه، ولم نحقق التغيير المطلوب، ولكن بدور المرأة نفسها سيتحقق التغيير المرجو». وفي سؤال لنا عن مدى إنصاف المرأة في قسم البرامج في التلفزيون أجابت زينل بسؤالها الآتي: هل تعتقدين أن استمرار رئيسة البرامج في منصبها وعملها منذ 19 من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1988 حتى اليوم في الوظيفة ذاتها، يجيب على سؤالك؟ |