اجعلي طفلك يتحمل المسؤولية ...
عزيزتي الأم إذا بقيت تلعبين دور الأم التي توفر كل شيء في حياة طفلك؛ اعلمي جيداًً أنك تهدمين حياته وتفقديه القدرة على تحمل المسؤولية فيما بعد .. والسبب دلعك له.
توضح الدكتورة "مي شهاب" أستاذ التربية بالمركز القومي للبحوث التربوية أن البداية من الأسرة المؤسسة التربوية الأولي بالالتزام بأساليب التربية السليمة في مرحلة الطفولة المبكرة.. مع المرونة بحيث تجعل الطفل يستطيع التكيف مع الظروف التي يتواجد فيها.. فإن أتيحت له فرصة التمتع بكل شيء فقد لا يقدر أن يتحمل الظروف التي لا تتوافر فيها الكثير من الإمكانيات.. وأن يتعود الطفل علي أن القرش الأبيض ينفع وقت الضيق.. وعلي الأسرة ألا تجيب له كل متطلباته ولذلك فعندما يوجه الطفل منذ الصغر علي التكيف مع الواقع والظروف التي قد تختلف عندما يكبر يكون لديه القدرة والمهارة علي تقبل الظروف والتعايش معها.
دور المدرسة
وتشير الدكتورة " مي " إلي دور المدرسة كمؤسسة تربوية ثانية والتي تلعب دور الأم البديلة.. فتعوده ممارسة الأنشطة وفقاً لقدراته ومهاراته وإمكانياته.. فعندما يكبر يكون لديه القدرة علي تحمل أي حرمان قد يمر به أو عدم تمتعه بما يتمتع به الآخرون.. وللدين أيضاً دور عظيم في التربية علي القناعة والرضا بالقليل والسعي والعمل والكفاح من أجل تغيير الظروف أو التكيف معها.
دور الأسرة
تؤكد الدكتورة عفاف حامد رئيس قسم الطب النفسي بعين شمس أن الأب والأم عليهما ألا يجيبوا جميع طلبات أبنائهما لو كانت أسرة مرفهة ورغدة العيش وأن تعطيهم مصروفاً يتكيفوا معه وأن يعودوا الأبناء علي سماع كلمة "لا" لأن الإجابة السريعة لمتطلباته تجعله لا يؤجل ملذاته ولا يتكيف مع أي ظروف.. ولا يتعلم مهارات الحياة وإذا وضع في ظروف صعبة يحبط وينهار.. ويتحول لمشروع مدمن يريد كل شيء في التو واللحظة ولا يهمه كيف تأتي ولا من أين؟
ويصعب عليه التعامل مع مواقف المستقبل عندما تواجهه صعاب.. مما يجعله ينحرف.. فعليهم أن يعودوه علي مشاكله بنفسه دون الاعتماد علي أحد حتي لو أخطأ سيتعلم الصح بعد ذلك وأن تعوده الصوم والصلاة فهما يعودان الطفل علي ضبط النفس ورغباتها.
خطوات تدفع طفلك لتفهم الحالة المادية
كيف تعودين طفلك وعي أهمية الاقتصاد ومراعاة الحالة المادية؟
"تحديد رغبات الطفل، وتعويده على أن متطلباته واحتياجاته المادية لها ثمن.
"مناقشة أهمية الادخار والتوفير، وتعويد الطفل على هذا الأمر من صغره.
"لا يتخلى الطفل بشكل مفاجئ عن حب الامتلاك؛ لذا علينا أن نوازن بين قبول متطلباته وتأجيلها وأحياناًً رفضها وشرح الأسباب المقنعة لذلك ليتفهم الأمر.
"مشاركة الطفل في تحمل المسؤولية بما يتناسب مع عمره وحجم الشكلة.
"جعل الطفل يدرك أن هناك مطالب يرفضها الأهل ليس بسبب عدم القدرة المالية وإنما لوجود بدائل أهم منها.
"تشجيع الطفل على أن يخطط لنفسه كيف ينفق مصروفه الشخصي، وذلك بحساب أولوياته واهتماماته.
في النهاية ضعي يا عزيتي الأم في حسبانك أن الدلع لا يبني رجالاًً وإنما تحمل المسؤولية منذ الصغر.