إننا نعيش في عصر جديد,وذلك منذ ما يقارب المائة عام.ثمة توزيع واضح للأدوار كان سائداً حتى مطلع القرن العشرين.لقد كان كل فرد حينذاك على دراية تامة بواجباته إزاء حياته الزوجية,وكذلك بدوره حيال ذلك.لقد كان توزيع الأدوار هذا موجوداً لدى سائر الطبقات الاجتماعية.تذكر أجدادك لبرهة :هل كان جدك يقوم بتغيير أقمطة الطفل بنفسه؟ هل كان جدك يشارك في أعمال المنزل ؟ ربما تجيب بشكل عفوي: " لا, بالطبع لا", فهنا يكون حالك كحال معظمنا.لقد كان من غير العادي على الإطلاق في جيل أجدادنا,أن يشارك الرجل في أعمال المنزل.لغرض كسب المال اللازم لإعالة العائلة,وتوفير الحماية اللازمة لها,لقد تفهمت النساء آنذاك هذا التوزيع للإدوار,وتقبلته بكل رحابة صدر.
غير أن امرأة اليوم تتوقع من زوجها أن يتفهم ضرورة مشاركته لها في أعمال المنزل وأن يقوم بذلك فعلاً,وأن يكون تعامله معها بشكل عام على أساس المساواة.إن امرأة اليوم تريد رجلاً محباً,ومهتماً بها وبالأسرة وناجحاً في الوقت نفسه,وأن يجسد بالنسبة لها,حتى أكثر من نمط أفضل صديقة لها.ما تريده امرأة اليوم هو ذلك الرجل الذي يجمع بين الأحاسيس المرهفة والمشاعر الرقيقة من ناحية,وبين قوة البنية والشخصية من ناحية أخرى,وأن يكون في الوقت نفسه مقتدراً تماماً من النواحي المالية,ذلك إن امرأة اليوم على وجه الخصوص تتوق بشدة الى الشعور بالأمان والاستقرار.
هل تتصوراتك تشبه,الى حد كبير,تلك التصورات؟ إذا كان الأمر كذلك,فأنت لطالما بكيت بالتأكيد وبمرارة,لأن ذلك الرجل الخارق,وبكل بساطة,لايشعر,ولا يفكر,ولا يتصرف مثلنا,نحن النساء.
ربما اتهمت زوجك مراراً بسوء التصرف,وسوء النوايا,وحاولت مراراً العمل على تغييره.ربما انتهت محاولاتك هذه معه الى طريق مسدود,بسبب مقاومته العنيفة والسلبية.وبسبب هذا الفشل,فإن نساء كثيرات اليوم قد انتابتهن ربما مشاعر الخيبة والفشل والإحباط,بسبب ما يعانين من رجالهن من قسوة القلب ,وبسبب الهوة الكبيرة القائمة فيما بين طريقة رجالهن في التفكير والشعور والتصرف,وبين طريقتهن في ذلك.
ملاحظة:
هنا بالذات تكمن المشكلة,فقد تم,في مسيرة تحرر المرأة عبر الستينات,إطلاق الكثير من الشعارات التي تنادي أن المرأة كالرجل تماماً من حيث المضمون,وذلك بصرف النظر عن الاختلافات الظاهرية.فقد كانت تلك الشعارات تقول إنه ليست هناك أية فروقات جوهرية.أما الاختلافات السلوكية,فقد كان مردها ,وفقاً لتلك الشعارات ,لتأثير التربية والبيئة بالدرجة الأولى.
|