تقول سونال اجاروال إن وجهها المشوه يذكرها - باستمرار - بأكثر الليالي رعباً في حياتها.. ليلة زفافها. وقالت سونال وهي تجذب وشاحا أزرق يغطي رأسها لإخفاء جروح بسكين على خدها الايسر ‘’لقد جن زوجي.
قال انه يريد قتلى وهاجمني بسكين وجرح وجهي’’. وكانت الطالبة البالغة من العمر 22 عاما من مدينة تشانديجار بشمال الهند، تعتقد أنها تخطو نحو حياة جديدة تتسم بالرخاء في الغرب مع طبيب هندي بريطاني المولد بعد أن اختارها من بين عشرات النساء اللاتي استجبن لإعلان طلب فيه عروسا.لكن بعد أن تركت أسرتها ووطنها لتعيش في بريطانيا اكتشفت سونال أن زوجها الجديد محتال.
وقالت ‘’كان مريضا عقليا ولم يكن طبيبا ولم تكن لديه وظيفة. أسرته خدعتني والآن حياتي انتهت.’’ وتقول جماعات مدافعة عن حقوق المرأة انه في كل عام تنخدع فتيات يسعين لحياة أفضل في الغرب ليتزوجن من رجال من أصول هندية يعيشون في الشتات في دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا واستراليا ويكون هذا في معظم الحالات من أجل المال.
وقال يوجيش ميهتا من اللجنة الوطنية للمرأة وهي هيئة حكومية معنية بحقوق المرأة ‘’يأتي آلاف الرجال الهنود (ممن يعيشون) في الغرب الى هنا وينشرون اعلانات زواج كل عام’’. وأضاف ‘’في الوقت الذي يكون فيه كثيرون أمناء بشأن هوياتهم فإن هناك كثيرين ايضا يكذبون بشأن وظائفهم وحالاتهم الاقتصادية والاجتماعية وكثيرا (ما يحدث هذا) من أجل الحصول على المهر’’.
وتقدم المهور التي تكون عادة مجوهرات وملابس باهظة الثمن وسيارات وأموالاً من أسرة العروس للعريس وأبويه لضمان أن تكون العروس مرتاحة في منزلها الجديد. وكثيرا ما تسيء أسرة العريس استغلال تلك العادة التي حظرت قانونا في الهند منذ أربعة عقود لكنها مازالت تمارس على نطاق واسع حيث تطالب بمزيد من الاموال مقابل عدم اساءة معاملة العروس.
وتقول جماعات مدافعة عن حقوق المرأة ان عدد النساء اللاتي يتزوجن من رجال من أصول هندية يعيشون خارج البلاد او من هنود غير مقيمين يتزايد بشكل مطرد حيث تتزايد أعداد الهنود في الخارج. وبالتالي فإن هناك عدداً متزايداً من الشكاوى من النساء اللاتي وقعن في براثن الاحتيال او الزيجات القائمة على ‘’الغش’’.
وقال مسؤول من وزارة الشؤون الهندية في الخارج إلى صحيفة ‘’إيلاف الإلكترونية’’، ‘’كل يوم تتلقى وزارتنا وحدها نحو ثلاث شكاوى من نساء ضحايا لهذه الزيجات’’. وأضاف المسؤول ‘’هذه قضية خطيرة يجب معالجتها حيث ان بعض القصص عما يحدث لهؤلاء الفتيات صادم بحق.’’ كثيرا ما تذهب النساء الى الخارج عقب الزفاف ليكتشفن أنهن هجرن من دون أن يجدن أحداً يلجأن اليه وبلا مال ولا قدرة على التحدث باللغة المحلية ومن دون معرفة عن أعراف وعادات الدولة الغريبة. وتروي نساء أخريات قصصا عن تعرضهن للضرب او احتجازهن في المنزل ومعاملتهن كالخادمات.
ويكتشف بعض النساء أن زوجهن الجديد متزوج بالفعل من أخرى. وهناك ايضا حالات ‘’عرائس العطلات’’ حيث يتم هجر النساء في الهند في غضون ايام او أسابيع من الزواج بعد أن يعد الزوج بالعودة متى تتم اجراءات تأشيرة دخول زوجته لكنه يذهب ولا يعود. وليست هناك أرقام دقيقة عن عدد زيجات الغش التي تجري لكن بعض التقارير تقول ان ولاية البنجاب بشمال الهند ولها جالية كبيرة خارج البلاد سجلت وحدها 15 ألف حالة حتى الآن. كما شهدت ولايات أخرى مثل جوجارات وكيرالا حالات مماثلة. .
لكن نشطاء يقولون انه لا يتم الابلاغ عن العدد الحقيقي للعرائس المخدوعات حيث لا ترغب كثيرات في الحديث خوفا من الخزي ووصمة العار المرتبطين بالمرأة المطلقة او المنفصلة عن زوجها في المجتمع الهندي التقليدي. وفي مناطق كثيرة من الهند يتوق الابوان الى حصول ابنتهما على زوج يعيش في الخارج حيث تغريهما احتمالات فتح فرص جديدة للاسرة بكاملها. وتتجاهل الاسر الحريصة على الا تضيع هذه العروض المربحة من ايديها الاحتياطات الشائعة التي تتبع في الزيجات الهندية التقليدية.
وقالت سنيها سينغ وهي اختصاصية اجتماعية وضحية لزيجة من هندي يعيش في الخارج حيث تعرضت للاحتيال ‘’اذا جاء عرض بالزواج من رجل في الهند يجري التحري عنه وعن أسرته من خلال المعارف المشتركين وطرق أخرى. ولكن حين يكون هنديا من غير المقيمين فان أحدا لا يكترث بالتحري عن أي شيء لأنه من الغرب لذا يعتقد أنه ثري ومحترم’’.
|