كثير من الأمهات يشتكين من عناد أطفالهن وصعوبة التعامل معهم ،
ويشير الأطباء إلى أن العناد لدي الأولاد بين سن الثانية والثالثة من
علامات التوتر الداخلي لديهم ، وبالرغم من أن علامات العناد تبدأ
بالظهور حوالي السنة الأولى من عمر الطفل ، إلا أنها تأخذ أبعاداً أخرى
بعد سن الثانية . ففي السنة الأولى يعارض الطفل أمه ، أما من الثانية
وما فوق فيعارض حتى نفسه ، و يصعب عليه تقرير أمر ما ، وإذا اتخذ
قراراً يغيره بسرعة ، لأنه يتصرف تصرف شخص يشعر بأن هناك من يحاول
التسلط عليه ، بالرغم من أنه نفسه كثير التسلط ، ويصر على تصريف الأمور
حسبما يشاء ، وإنه يغضب إذا تدخل أحد في شؤونه ، أو في إعادة ترتيب
ممتلكاته ، كما ذكرت جريدة "الرياض". أما الطفل بين سن الثانية
والثالثة فيشعر أنه قادر على تقرير الأمور بنفسه ، وعلى مقاومة تدخل
الآخرين ، كما أن محاولته الدخول في هذين الصراعين دون أي اختبار خاصة
إذا كان والداه يميلان إلى السيطرة . في هذا السن يشبه الطفل بطفل بين
سن السادسة والتاسعة، يحاول التخلي من الاعتماد على والديه ، وتحمل
المسؤولية والتشبث بآرائه واظهار انفعالاته بحركات عصبية مختلفة ، وفي
العادة يصعب التفاهم مع طفل في هذه المرحلة من عمره. لذا على كل أم
تعانى من عناد طفلها أن تتفهم وضع الطفل ولا تتدخل كثيرا في شؤونه ،
ودي طفلك يرتدي ثيابه ويخلعها إذا شاء ، دعيه يصرف من الوقت ما يشاء
اثناء اغتساله وأثناء تناوله طعامه ، وعندما يحين وقت النوم أو الخروج
إلى الهواء الطلق أو العودة إلى المنزل، خذي بيده وحدثيه في الوقت نفسه
عن أمور تستهويه ، لا تكثري الجدل عند تصريف الأمور، ولا تيأسي من
المستقبل ، فالطريق ستكون ممهدة أكثر مما هي عليه في هذه السن. |