طهران : تخلياً عن اللون الأسود لاقى ثاني عرض للأزياء "الإسلامية" استحسان المرأة الإيرانية أمس . وقد أقيم العرض بطهران العاصمة الإيرانية ، حيث يعد ثاني تجربة من هذا النوع ، وكان العرض الأول أقيم في صيف 2006، وحاز نفس الاستحسان من الإيرانيات اللاتي باتنّ في طوق إلى الألوان وبعض التنوع في مظهرها، مع الحفاظ على أساسيات الزي المحتشم.
أكد كامران دانسجي حاكم منطقة طهران عند افتتاحه لهذا الحدث، أن الحشمة لا تتعارض مع الأناقة إذا تم احترام المعايير الإسلامية والثقافية "فالتنوع والتغيير من حق المرأة ما دامت المعايير الإسلامية لم تخرق، لا سيما وأن هذه المعايير أيضا جزء من الهوية الثقافية" .
وتابع قائلاً : "كما للرجل حرية اختيار الألوان والتصاميم، كذلك يجب أن تكون أمام المرأة خيارات، فاستعمال الألوان الحية في الأزياء لا تتعارض مع المعايير الإسلامية، وليست هناك أية قوانين ضدها".
وأشار كامران في كلمته إلى أن هذه التصميمات لا تخاطب المرأة الإيرانية فحسب، بل كل امرأة تتوخى الأناقة والحفاظ على هويتها الدينية والثقافية في الوقت ذاته، كما تخاطب شريحة الشابات، اللواتي أصبحت لهن نظرة عصرية، وإذا لم يجدن ما يبحثن عنه في الداخل فقد يوجهن أنظارهن إلى الغرب.
قد يتماشى هذا الرأي مع الفتيات غير الملتزمات بالزي "الإسلامي"، لكنه غير واقعيا بالنسبة للمتشبثات به ، فأقصى ما تطمح له هذه الشريحة الأخيرة إدخال ألوان حيوية على مظهرهن، مع تطريزات هنا وهناك وبعض الاكسسوارات التراثية، كما رأينا في عرض طهران الأخير. الملاحظ ان هذا التشبث بالهوية أعطى نتيجته الإيجابية في الغرب منذ سنوات ، فصناع الموضة العالميون لم تفتهم هذه الظاهرة واستحدثوا لها أشكالا لا تقاوم وأملهم تذويب الجليد بين الثقافات، بدءا من طرحهم أوشحة الرأس أو الملابس الطويلة والمحتشمة، بألوان داكنة أو ترابية، والتي أطلق عليها موضة "فيكتوريانا" في المواسم الأخيرة، أو من خلال إرسال عارضات ملثمات. الغرض من هذه العروض كان احتفاليا أكثر منه أي شيء، فهؤلاء المصممون يعرفون جيدا أن السوق العربي مهم جدا، وأن المرأة العربية بالذات، أنيقة وتحب كل ما هو جديد ما دام يتماشى مع بيئتها وثقافتها، وبالتالي لا يمكنهم أن يغامروا بخسارته، وكلما كسبوه إلى صفهم، حققوا المعادلة الصعبة بين الفني والتجاري.
في عام 2004 أطلقت دار "هيرميس" الفرنسية دعاية تتمثل في صورة لامرأتين بعيون كحيلة وشعر أسود فاحم بملابس محتشمة، وعند سؤالهم عن الفكرة من الدعاية، ردوا بوضوح بأن حملاتهم التسويقية وبضائعهم عالمية، ولا تخص امرأة أو ثقافة عن غيرها. كما أن دار "لوي فيتون" قدمت منذ بضع سنوات للمرأة العربية في منطقة الخليج مجموعة من الإيشاربات، لاقت رواجا كبيرا ما لبثت باقي بيوت الموضة، أن استغلته بدءا من كريستيان ديور وجوتشي وهيرميس إلى دولتشي اند غابانا.
|