إنه لهوٌ مباح .. و لكنه ليس قربة إلى الله سبحانه و تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد كثرت الأناشيد في الآونة الأخيرة و كثر معها مستمعيها ( الملتزمين و غير الملتزمين ) و هذا شيء جيد و لله الحمد .. فلعلاّ ذلك يكون سبباً في إقلاعهم عن سماع الأغاني و الموسيقى المحرمة ..
و لكن و للأسف .. عرفتُ أناس لا يزالون منهمكين في سماع الأغاني و الموسيقى بالإضافة إلى سماعهم الأناشيد .. و يقولون أنها أيضاً تُهيم بنا و تنقلنا إلى عالم آخر ..!!
و هذه للأسف هي الحقيقة .. فلقد إنقلبت أناشيد اليوم رأساً على عقب .. من كلماتها .. اصواتها .. منشدوها .. و ما خفي كان أعظم ...........!!
نعم أيها الأخوة .. هناك أناشيد دُست فيها أصوات الطبول و الأورج .. ناهيك عن الإيقاعات و الآهات التي زادت عن حدها ..!!
لستُ هنا لأقول توقّفوا .. و لكني أقول احذروا .. و لا تتخذوا الأناشيد ديدناً .........!
كنا زمان عندما نستمع للأغاني .. تتردد في عقولنا و مسامعنا اينما ذهبنا .. حتى عندما نذهب للوضوء و الله المستعان ..!!
و الآن .. المشهد نفسه يتكرر و لكن مع الأناشيد .. فهل نحنُ مأجورين بذلك ..؟!
نعم إنه لهوٌ مباح .. و لكنه ليس قربة إلى الله سبحانه و تعالى .. و لنرى معاً الفتاوي التالية :
قال محدّث الديار الشاميّة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ( إذا كانت هذه الأناشيد ذات معانٍ إسلامية ، و ليس معها شيء من المعازف و آلات الطرب كالدفوف و الطبول و نحوِها ، فهذا أمرٌ لا بأس به ، و لكن لابد من بيان شرطٍ مهم لجوازها ، و هو أن تكون خالية من المخالفات الشرعية ؛ كالغلوّ ، و نَحوِه ، ثم شرط آخر ، و هو عدم اتخاذها دَيدَناً ، إذ ذلك يصرِفُ سامعيها عن قراءة القرآن الذي وَرَدَ الحضُّ عليه في السُنَّة النبوية المطهرة ، و كذلك يصرِفُهُم عن طلب العلم النافع ، و الدعوة إلى الله سبحانه ) [العدد الثاني من مجلة الأصالة ، الصادر بتاريخ 15 جمادى الآخرة 1413هـ ، ص : 73 ] .
قال الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله : ( الأناشيد الإسلامية كثُرَ الكلام حولها، و أنا لم أستمع إليها منذ مدة طويلةٍ ، و هي أول ما ظهرت كانت لا بأس بها ، ليس فيها دفوف ، و تُؤدَّى تأديةً ليس فيها فتنة ، و ليست على نغمات الأغاني المحرمة ، لكن تطورت و صارَ يُسمع منها قرع يُمكن أن يكون دُفاً ، و يمكن أن يكون غيرَ دُفٍّ. كما تطورت باختيار ذوي الأصوات الجميلة الفاتنة ، ثم تطورت أيضاً حتى أصبحت تؤدى على صفة الأغاني المحرمة ، لذلك: أصبح في النفس منها شيء و قلق ، و لا ايمكن للإنسان أن يفتي بإنها جائزة على كل حال و لا بإنها ممنوعة على كل حال ، لكن إن خلت من الأمور التي أشرت إليها فهي جائزة ، أما إذا كانت مصحوبة بدُفٍ ، أو كانت مختاراً لها ذوو الأصوات الجميلة التي تَفتِن ، أو أُدِّيَت على نغمات الأغاني الهابطة ، فإنّه لايجوز الاستماع إليها ) [ انظر : الصحوة الإسلامية ، ص : 185 ] .
و من هنا أيها الأخوة .. نستنج أنه يجب علينا أن لا نتخذ هذه الأناشيد ديدناً .. نسمعها قبل نومنا .. عند ركون سيارتنا .. إلخ ..
أي أننا بدل من أن نسمع نشيد في البيت أو السيارة أو غيره ثم نحفظها لذلك .. نستبدله بشريط قرآن .. و بعد مدة نجد أنفسنا قد حفظنا كما حفظنا الأناشيد ..
هذا و الله الموفق ،،،
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد مع اقتباس
رد: إنه لهوٌ مباح .. و لكنه ليس قربة إلى الله سبحانه و تعالى
مواقع النشر (المفضلة)