ياقرة العين لا تسدد الدين بالدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع يخص الموظفين الذين تورطوا في الديون
ويخص ايضا كل من لديه دخل ويريد ان يضمن لمستقبله العيش الرغيد
ياقرة العين لا تسدد الدين بالدين
( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أخشى على أمتي من الفقر ولكن أخشى عليهم من قلة التدبير)
لنعلم ان التدبير المقصود هنا هو ( التدبير المالي )
مثلما نريد ان نجنب اطفالنا مخاطر الامرض نتثقف طبيا فاننا نريد ان نجنب مستقبنا ومستقبل اطفالنا الحاجه والفقر عبر نشرالثقافة الماليه المعتمده على التدبير
وعليه احببت ان اتحدث معك ومع الجميع عن ثقافتك الماليه واضرب لك مثلا باحد الاصدقاء وكيف لعبت فيه امواج الديون بسبب عدم وجود ادنى فكره في عقله عن ثقافة التدبير بل كان يرى ان من حقه ان يعيش عيشة الاغنياء رغم انه محدود الدخل .
فان كنت في رغد من العيش فاحمد الله اولا واخيرا ولكن لا تحرمنا من مساهمتك في نصح اخوانك وعشيرتك وزملائك شفهياً وإكترونياً عن خطورة الوقوع في مستنقع الديون ونصحه بالطرق التي من الممكن ان يفعلها ليخفف من ديونه او انهائها كليا حيث لا طعم لاي راتب إن كان يجتز من أي مبلغ حتى ولو كان مبلغ قليل
اخي الموظف
هل فكرت في راتبك
كم تصرف وكم يتبقى منه
هل فكرت في طريقه تصل بها الى ان تستغني عن الناس
هل فكرت في مقدار الحرج الذي يمر على البعض حين يطلب من زميله مبلغ خمسين او مائة ريال في منتصف الشهر والبعض ربما بعد استلامه لراتبه بخمسة ايام
بالامس سمعت احد الاصدقاء يشتكي من الفقر
وبتأمل حالتهِ وراتبه وجدت أن من المفّترض ان يكون هذا الصديق من فئة الوسط لا غني ولا فقير حيث أن راتبه يتجاوز الستة الاف ريال وللمعلومية هو متزوج حديثا ولديه طفلين فقط ولا أخفيكم انني كضّمت غيضي عندما سمعته يعاتب الحكومه ويرمي عليها سبب فقره دون ادنى مسئوليه على نفسه التي امرته ان يدهور حالته وكضّم غيضي هنا ليس حبا في الحكومه او رضى عنها لسبب واحد وهو انها هي الجهه المسئوله عن ايجاد شريحه من الفقراء في بلاد تجري من تحتها انهار من البترول المصفى ولكن قبح الله السياسات السابقه التي كانت بلا دراسه ولا تفكير في امر المواطنين بعد تنفيذها سواء نتاجها عليهم بعد سنه او عشر سنين او حتى بعد خمسين واجزم ان هذا ما جعلها للاسف فاشله اداريا وقضائيا وتنفيذيا واكثر مواطنيها يتذمرون في مجالسهم الخاصه اكثر مما يمدحون واقرب الى ذلك عدم وجود عقوبات رادعه بحق التجار الذين يسرحون ويمرحون بالاسعار دون رقيب وايضاً آلومها في عدم استثمار شي من العوائد البتروليه في المساعده على ايجاد طرق تسهل للناس على الاقل ان يتملكوا منازلهم بالمستقبل ولو بطريقة ( نقرضك لتبني مع ضمان خصم القسط من الراتب) او على الاقل تخفيض ودعم مصاريف ضرورية كالكهرباء والماء وحليب الاطفال ولا اريد ان اتهمهم باشياء اخرى مثل سبب البطاله والمناهج التي لا تغني من جوع اوعدم التوزيع العادل بين المناطق او مقدار الفساد الاداري الذي ينخر في كثير من القطاعات الحكوميه بسبب قلة الرقابه وهذا ليس موضوعي بلا شك كون الامور فيها اشاره الى انها سوف تتحسن خلال القرون القادمه
وعليه سوف اعود لاحدثكم عن صديقي واسال
لماذا لم يعاتب صديقي نفسه الاماره بالصرّف وقلة التدبير
سالته سوال المهتم الشغوف بمعرفة السبب عن طريقة تصريفه لراتبه عسى أن أساعدة في ايجاد حل يخرجه من ورطته ويخفف عليه همه وغمه
فاخبرني ان عليه اقساط تتجاوز الخمسة الاف ريال شهريا
فحدثت عقلي متعجباً ( خمسة الاف ريال اقساط شهريه يدفعها موظف راتبه ستة الاف ريال ......لماذا وكيف )
فظهرت الدهشه على وجهي وسالته
اين تفكيره في امره قبل الشروع في اسقاط نفسه في هذا المنحدر الذي لايرحم
فكان جوابه جواب اشباهه وهو انه كان يسدد دَيّنه بدين اخر معتقدا ان هذا حل
وان حياته بدات من قرض اقترضه من البنك المحول له راتبه بقصد اتمام زواجه وهنا لا الومه كون الزواج مكلف في بلادنا .
ولكن ما قصة الاربعة اقساط الباقيه
فاخبرني ان القسط الثاني وهو عباره عن سيارة اقساط كان من اجل سداد دين لا يتجاوز العشرين الف ريال قد تبقى عليه من مصاريف الزواج......عجباً
هذا القسط بلا شك فكره شيطان مريد لا يريد له الخير ولا لاسرته كونه اشترى سياره بمبلغ مائه الف لسداد عشرين.........
لنتابع !!
القسط الثالث كان لشراء سيارة جديده بديله للسيارة الخِربه التي يرى بانها اصبحت تستحق الحرق كونها لا تستطيع السفر خارج المملكه وان بها عطل في ولاعة السجائر
والقسط الرابع كان كمبيوتر + جهاز جوال جديد + كونكت وان قسطها مجتمعه جداً بسيط ولا يتجاوز فقط الخمسية ريال وبزياده فقط فقط الفين ريال عن الكاش !!! عجباً لانه يرى ان القسط بسيط والزياده فقط الفين
لا اخفيكم انني ضحكت كثيرا عندما اخبرني انه كاد ان يتطور الوضع معه حين طلب بطاقة ائتمان من البنك لولا رفض الانظمه المرعيه بحجة ان البنك يستقطع ثلث راتبه والحمد لله على كل حال !
حسنا
انا اعتبر صديقي صاحب القصه عبّره لغيره وليس له حل الا ان يصبر ويتوقف تماما عن زياده ديونه مهما كانت الاسباب كون الموضوع لا يخصه وحده وانما يخص مستقبل زوجه واطفال على قيد الحياه واطفال في الطريق وربما ان استمر في غيه هذا لن يخرج من مستنقعه ابدا مهما تعددت الطرق والخطط الشيطانيه
ويحق لي ان اسال نفسي و الجميع
لماذا ولماذا ولماذا
لماذا لانحسبها صح حسب قول العارفين
لماذا لا نحدد ميزانية لانفسنا بحيث تصبح ميزانية الاسره مثل ميزانية الدوله
كل وزارة لها ميزانية خاصه وكل ادارة لها ميزانيه وكل قسم له بند مخصص
بحيث اذا انتهى بند توقف الصرف عليه حتى راتب الشهر القادم
هل جربت اخي القاري ان تقول نعم للحياه ولا لشراء أي شي ليس له اهميه
هل جربت ان تقتصد في امورك وتصرف حسب الحاجه
هل جربت ان تجعل حسابا اخر للادخار تودع به أي مبلغ يزيد عن الحاجه ولو زاد عن حاجتك اليوم عشرين ريال اودعتها به لان بقائها معك في جيبك ربما يعرضها للاستهلاك السريع ان كنت ممن يطبق قاعدة ( اصرف مافي الجيب ياتيك ما في الغيب ) وهي قاعدة لا ترتكز على أي منهج وانما هو الفقر بعينه
اخي الموظف هل جربت ان تحمل معك فقط مبلغ فطورك حتى تستغني عن اشياء كنت تشتريها بالسابق لا حاجه لك بها ولا لاسرتك ولكن لانك تعودت على شرائها عند انصرافك من العمل مثل الجرائد والحلى وحركات تعالوا شوفوا انا جبت لكم ايه
اخي رب البيت هل جربت ان تشتري لثلاجتك حسب حاجتك ( كيلو – نصف كيلو – ربع كيلو – بريال – بخمسه ريال – بعشره ريال)
اخي رب الأسره هل جربت ان تشتري الاشياء المهمه بالجمله واقصد هنا الاشياء التي لا تستغني عنها انت واسرتك طول ايام الشهر
مثل الرز – السكر – الشاي – الملح – الدجاج – السمك – مرقة الدجاج – ادوات النظافه – الاجبان .و.و. الخ المهم ان يكون مطلوب وليس شي كمالي
اكتشف ذلك بنفسك ستجد ان هناك فرق كبير بين شرائها بالجمله وشرائها بالحبه وهو فرق كبير لصالحك طبعا بالامكان تحويله لبند اخر من بنودك الشهريه
اعرف شخصا اضطر ان يبيع كل شهر شي من ذهب زوجته
حتى وصل الى اخر قطعه باعها بمبلغ بخس وكان مائتين ريال
وبعد تفكير وتمحيص وهم وغم عن حياته خلال الشهور القادمه قرر ان يتغير ويجرب بعد ان تاكد ان لا احد يقبل ان يقرضه أي مال
ففكر في طريقه يسير عليها فترة ما تبقى له من ايام حتى يوم راتبه ويجرب هل بالامكان ان يعيش مثل اعقل الناس
وبدا من ساعة بيعه قطعه الذهب فوزع مبلغ المائتين ريال على عشرة ايام
فكان له ما اراد وبنفس طيبه لا تعرف الهم والغم كالمعتاد معه
كان حده اليومي عشرين ريال
عشره بنزين وعشره يصرف بها على بيته ( خبز وزبادي وفول وعدس وعصير =لاحظ هنا خمسة اشياء متوفره بسعر ريال للوحده ) أي انه بالامكان ان يوفر ايضا خمسة ريال
طبعا لم يعرف الاقتصاد الا بعد ان ترك لزوجته الفالصوا والذهب المزيف
وعليه يا اخواني الاعزاء وحتى لا يقع أي موظف في دائرة المذله والقهر كونه ذا دخل ولا يستطيع ان يعيش
حبيت انصحكم وانصح نفسي بان تحذروا يا اخواني من فكرة سداد الدين بدين اخر لانها بداية الانهيار والسقوط في المستنقع
وان نحذر جميعاً من عروض البنوك من قروض تكميليه او بطاقات ائتمان وإن قالوا اسلاميه وذلك بسبب فائدتهم التي تستغل حاجتك في التكميلي ورفعها اضعاف مضاعفه بعكس القرض الجديد
ولتحذروا يا اخواني من مجاراة اصحاب الاموال كالسفر خلال الاجازه او تغيير اثاث البيت سنويا او تغيير موديل السياره او تغيير الجوال او بيع ما تملكه بامل ان تزيد قيمته وشراء احسن منه دون ان يكون لديك فكره عن كيفية الزياده
ولتحذروا من عروض التقسيط وعروض التخفيضات
احذروا أي استنزاف من الممكن ان يضيع عليك حلاوة جهدك الوظيفي وربما يمحق حتى البركه إن كان بدون نيه تسديد
فكروا دائما في المستقبل وفكروا دائما في اطفالكم وفكروا في تامين متطلباتهم فكروا في يقبل ان يعطيك وفي من يردك ومقدار الحرج بينهما
لتتغير حياتك للاحسن في المستقبل لابد ان تبدا من الان
وبالاخير
اذكركم بدعاء مأثور عند دخول السوق
قال الرسول صلى الله عليه وسلم من دخل السوق فقال ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لايموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير)كتب الله له ألف ألف حسنه ومحا عنه ألف ألف سيئه ورفع له ألف ألف درجه وفي روايه أخرى وبنى له بيتا في الجنه.
وايضا اذكركم بدعاء مأثور وهو دعاء يعين على سداد الدين
« دُعَاءٌ لِسَدَادِ الدَّيْنِ وَسِعَةِ الرِّزْقِ بِإِذْنِ اللهِ »
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالتَ : دَخَلَ عَلَىَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ : سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُعَاءً عَلَّمَنِيهِ ، فَقُلْتُ : مَا هُوَ ؟ قَالَ : كَانَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ قَالَ : « لَوْ كَانَ عَلى أَحَدِكُمْ جَبَلُ ذَهَبٍ دَيْناً فَدَعَا اللهَ بِذَلِكَ لَقَضَاهُ اللهُ عَنْهُ » : « اللَّهُمَّ فَارِجَ الْهَمِّ ، كَاشِفَ الْغَمِّ ، مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضطَرِّينَ ، رَحْمنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا أَنْتَ تَرْحَمُني فَارْحَمْنِي بِرَحْمَةٍ تُغْنِيني بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ » قَالَ أَبْو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : « فَكُنْتُ أَدْعُو اللهَ بِذَلِكَ ، فَأَتَاني اللهُ بِفَائِدَةٍ فَقُضِيَ عَنِّي دَيْني » .
وَقَاْلت عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ، فَكُنْتُ أَدْعُو بِذلِكَ الدُّعَاءِ ، فَمَا لَبِثْتُ إِلَّا يَسِيراً حَتَّى رَزَقَنِيَ اللهُ رِزْقاً مَا هُوَ بِصَدَقَةٍ تُصُدِّقَ بِهَا عَلَيَّ ، وَلا مِيرَاثٍ وَرِثْتُهُ ، فَقَضَى اللهُ عَنْي دَيْنِي ، وَقَسَّمْتُ في أَهْلِي قِسْماً حَسَناً ، وَحَلَّيْتُ ابْنَةَ عَبْدِ الرَّحْمنِ بِثَلاثِ أَوَاقٍ مِنْ وَرِقٍ وَفَضَلَ لَنَا فَضْلٌ حَسَنٌ » .
أخرجه البزار والحاكم والأصبهاني ، وقال الحاكم صحيح الإسناد
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « يَا مُعَاذُ أَلا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً تَدْعُو بِهِ ، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِنَ الدَّيْنِ مِثْلُ صبِيرٍ (1) أَدَّاهُ اللهُ عَنْكَ ، فَادْعُ اللهَ ، يَا مُعَاذُ « قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ « تُولِجُ اللَّيْلَ في النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ في اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَتَرْزِقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ » رَحْمنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرِحِيمَهُمَا تُعْطِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهَا وَتَمْنَعُ مَنْ تَشَاءُ ، ارْحَمْني رَحْمَةً تُغْنِيني بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ » .
أخرجه الطبراني عن معاذ رضي الله عنه
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)