بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد وآله والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أرجو من الله أن يجعل ما أكتبه هنا خالصا لوجهه الكريم من غير خوض في عرض مواطن أو جرح من تاهت به مفاهيمه فلم يتبين الحقيقة.
كارثة سيول حضرموت والمهرة مرت... ولله الحمد فيما أخذ وفيما أبقى وكله منه وإليه.
لكن ما أحببت أن أتحدث عنه بعد أن كنت مترددا في الكتابة فيه هو أنه لا يخفى على أحد ما حصل لهؤلاء الذين كانوا ينظرون وأمام أعينهم تهافت جدران بيوتهم بل وبقيت جملة أحدهم ترتد في ذهني وهو يقول لمن بجانبه – في مقطع فديو – ((ايش بغيتنا اسوي.. بغيتنا ابكي )) فعلا لا يجدر به أن يقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها.
إن صحت الأخبار – وهي بلاشك صحيحة لتواترها- المتداولة بين الناس في أن هناك من المتضررين من لم يحصل على ما يستحقه أو لم يصل إليه ما يجب بالنسبة لمتضرر آخر أو استبدلت بغيرها.
فبعيدا عن صحتها وعدم صحتها وبعيدا عن من تضرر كثيرا أو قليلا أريد أن أقول لكل من اطمأنت نفسه وتاقت للحصول على ما وصل خصيصا لهؤلاء المتضررين هل نسيت يا أخي أن تأخذ دور ذلك المتضرر الذي كان ينظر لبيته أو ينظر لأفراد عائلته وهم يغيبون عن نظره وفي لحظات لم يعد يرى طلعتهم.. هل وضعت نفسك أخي مكانه ثم بِت في العراء تتخبط تبحث عن مكان تأوي إليه ثم ترى أمامك من انتحل وتقمص شخصيتك وأضاف إلى جشعه ما كنت تؤمل فيه أن يصل إليك.. هل تأخذ ذلك الدور وتعيش كل تفاصيله لترى كيف تتفجر أحزانك وآلامك وأنت تنظر إليه وهو يتبسم فرحا بما أوتي من حنكة – في نظره – جعلته ينتزع ما ليس له.
هناك من حصل على هذه المساعدات والمعونات معتقدا أنها فائضا وصلت إليه بعد أن أخذ كلٌ ما يستحقه فهو أخف حالا من غيره ولكنه لم يسلم من الوقوع في المحظور.
تأملت ثم تأملت...وتساءلت... من هو المخطئ هنا... من المسئول هنا..
وأرجو ألا يُلبس أحد كلامي غير ثيابه...
المسئول هنا الفرد والمعروف أن المسئولية تبدأ من الأعلى للأسفل لكن أعتقد أنها وفي زمان انتكس فيه كل شيء فقد انتكست أيضًا هنا المسئولية لتعود على كل فرد ...مواطن... مدير... موظف ...عامل هؤلاء سكتوا عن من لبى مصالحهم من المسئولين، وثارت ثائرتهم ضد من تجاهلها...هنا استشرى الشر وكان سببه المواطن البسيط...
خيوط كثير مسئولة عن ذلك حتى من قدم المساعدات جزاهم الله كل خير أعطوا ثقتهم الكاملة للجهات المعنية مع العلم أنه من أحب أن يبذل أكثر شيئا من وقته لاستطاع أن يضمن وصول ما يقدمه من مساعدات بنفسه دون أن يوكل المسئولية أحد.
أو أن يعين أفرادا ثقة تتقصى الحقائق لتصل إلى عمق الجروح...فالشخص الذي يرى مثلا ما في هذه الصورة



يستطيع أن يصل لصاحب هذه السيارة التي ربما كانت مصدر الدخل الوحيد لصاحبها.

والذي شاهد مقاطع الفيديو التي كانت فيها البيوت تتساقط.. يستطيع أن يصل بكل يسر وسهولة لمعرفة أهلها وتسليمهم ما جادت به نفسه إليهم ولو بوكيل مؤتمن يوَثّق له مراحل الاستلام والإيصال.
بالتأكيد كانت هناك هيئات و جمعيات والله يشهد ربما كانت جديرة فعلا بتحمل المسئولية... لكن قيل ما حك جلدك مثل ظفرك فإن استطعت بنفسك لكان أولى...
وفقني الله واستطعت أن أنظر بنفسي إلى بعض المناطق التي يصعب حقيقة حتى الوصول إليها لكن سمعت عن من وصل إليها من بعض دول الخليج لينظر بنفسه لما تحتاجه المناطق ويقدم لهم ما ستطاع وليس فيما خلفته أضرار السيول بل في كل ما تحتاجه المناطق من مشاريع مساجد – حفرآبار
مواد غذائية أساسية نعم أرفق لكم هذه الصور وأدعو من أحب أن يضع النقاط على الحروف بيده أن يتوجه إليها بنفسه إن استطاع فالوصول إليها ليس صعبا لقد ذهبنا إليها في رحلة قصيرة لكن لم نتوقع أنه يوجد في محافظة المهرة بمنطقة المسيلة أناس لا يستطيعون الحصول على أقل ما يحصل عليه من يسكن في المدينة ستدرك ذلك بنفسك حينما تجول وتجول لكي تحصل عن كأس ماء بارد فلا تجده وتتذكر ما أنت فيه من نعمة.
حينما وصل الزوار إلى هذه المناطق قاموا ببناء مساجد فيها ملحقات تكفي حاجة مواطني المناطق هذه من حفر بئر ومولد للكهرباء، هناك المعلم الأستاذ يسلم البيتي ربما كان أكثر من يتابع حاجة تلك المناطق التي وصلناها . ليستقبل الزوار والدعاة في منطقته مزون التي لم يكن بها مسجد أصلا ولا يوجد مكان للشرب غير مجرى السيل.وهناك مناطق أخرى بجانبها ربما كانت أيضا أحوج أتذكر منها [الغويط – صارم – شحيك ...]
حقيقة لا أستطيع التعبير أكثر مما كتبت لاكن أترككم مع الصور
وهي من مناطق في المسيلة – التابعة لمحافظة المهرة