السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذين يسمعون بعيونهم
جميع إعلانات الوظائف التي نراها في الصحف العربية تحدد العمر «الأقصى» لمن يرغب في شغل الوظيفة: «على أن لا يتجاوز عمر مقدم الطلب 35/40 عاما».. لن تجد قط إعلانا يقول إن عمر مقدم الطلب ينبغي ان يكون 50 سنة أو أكثر، فهل أنت – يا صاحب الإعلان – تريد موظفا أم حصانا يجر الشركة أو المؤسسة؟ في بريطانيا وفرنسا رفعوا سن التقاعد الى 65 سنة، ليس رأفة بالعواجيز ولكن إدراكا لحقيقة ان الإنسان ينضج مهنيا وسلوكيا ببلوغ الخمسين.. الشاهد أن تحديد سن معينة لشغل وظيفة معينة ضرب من التمييز السلبي.. ليس فقط بحق من أعمارهم أكبر من ذلك، بل أيضا بحق الصغار.. وحقيقة الأمر ان ملايين الشبان في العالم العربي يعانون من البطالة لأن أصحاب العمل يبررون عدم توظيفهم بافتقارهم الى الخبرة، وكما أن الشخص البالغ من العمر 35 سنة ليس بالضرورة أفضل لياقة بدنية وذهنية من «أبو خمسين سنة » ، فإن الشاب حديث التخرج من الجامعة او المدرسة الثانوية ليس بالضرورة أن يكون عاجزا عن استيعاب مهام وظيفية لأول مرة في حياته .
ثم انظر الى قنواتنا التلفزيونية لترى التمييز في أقبح تجلياته، العنصر الأساسي لاختيار المذيعات هو الشكل والمظهر،.. أتحداك أن تدلني على مذيعة شكلها «عادي» ولا أقول «قبيحة».. ليس مهما أن يكون رأس المذيعة «مليان» أي ان تكون ذات ثقافة واسعة وحس إعلامي ناضج بل المهم ان تكون حلوة ولو جمعت بين الحلاوة وسعة الثقافة فهذا «خير وبركة».. ومن ثم تجد فتيات الفياغرا في الفضائيات التجارية يحاولن استدراج المشاهدين لبرامجهن باستخدام ما قل ودل من الملابس! ففي ظل انعدام القدرات العقلية والذهنية يلجأن الى مفاتنهن كسلاح للإثارة، ومن ثم «الجذب»- وكثيرون منا رأوا عينات من الرجال يجلسون وأفواههم مفتوحة والريالة (اللعاب) يسيل منها ومذيعة حسناء تقرأ خبرا عن تفجير في بغداد أدى الى مصرع 60 طفلا وصاحبنا يبتسم لأنه يسمع بعينيه!! وحتى بين المذيعين الرجال أتحداك ان تجد واحدا يشبه شعبان عبد الرحيم؟
استبعاد المرأة المثقفة الرصينة من الشاشات التلفزيونية «تمييز سلبي».. وإحالة استاذ جامعي او قاض او طبيب الى الأرشيف البشري (التقاعد) لأنه/لأنها في الستين جهالة جهلاء وجريمة في حق تلك المهن
___ ___
منقــــــــول
مواقع النشر (المفضلة)