السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسس ومرتكزات الاختبار الآلهي
۱- إن الاختبار والابتلاء سُنّة إلهيّة وقانون يجري في الحياة البشرية، ولابد لكل إنسان من أن يبتلى ويمتحن في حياته، وعليه أن يواجه المحن والشدائد بعزيمة قويّة وإرادة صلبة وصبر ثابت.
۲- إن الغاية من الابتلاء والامتحان هي الكشف عن حقيقة الإنسان، وعن مدى ثقته بالله سبحانه، والتمييز بين صادق الإيمان، ومضطرب الإيمان والعقيدة.
۳- إن الإنسان يختبر بالمحن والشدائد والآلام، كما يختبر بالنعم والعلم والقوة والمال والجاه.. الخ. فأنواع الابتلاء شتى، وعلى الإنسان أن يصبر في مواضع الصبر، ويشكر في مواضع الشكر: «وَلَنَبلُوَنَّكُم حَتَّى نَعْلَمَ المجاهِدِينَ مِنْكُم وَالصَّبِرِينَ » «محمّد / ۳۱».
۴- من الناس من يوحي ظاهره بالاخلاص، والتفاني عندما يحيطه ظرف من اليسر والرخاء، ولكنّه سرعان ما ينكص ويتراجع ويغيّر موقفه عندما يواجه المحن والشدائد، فهو انتهازي يتحيّن شتّى الفرص لصالحه المادّي الزائف.
۵- من الناس من يقدّم مصلحته الشخصية على المصلحة المبدئية، ويسخّر المبادئ لصالحه الشخصي، فيستخدم المبادئ وسيلة لتحقيق مآربه الشخصية، ولكنّه يستطيع أن يغطّي تلك المقاصد في ظروف اليسر والرخاء، وتنكشف حقيقته في مواقف الشدّة والمحنة.
۶- إن أعظم البلاء، هو بلاء المجاهدين الدعاة إلى الله، حينما يواجهون الطغاة وأعداء الله، فيبتلون بالارهاب، والتعذيب، والسجن، والقتل، والاخراج من ديارهم، ونهب الأموال، وهدر الكرامات، وبالأقاويل الباطلة، والتهم، والدعاية المضلّلة، فيواجهون بذلك امتحاناً صعباً وبلاءً عظيماً، وفي هذه المواقف تنكشف حقيقة الصادقين والصابرين، ويتساقط النفعيون وضعاف العقيدة والإرادة.
۷- إن البلاء المقدّر يجري على الإنسان، سواء عليه أصبر أم جزع وانهار، فإن صبر فله الأجر والظفر، وإن جزع وتداعى أمام المحنة، فإنّ البلاء يجري عليه، ويخسر الأجر والرضى الإلهي، كما يخسر أهدافه التي يصبو إليها في الحياة، فإنّ ضعيف الإرادة لا يستطيع أن يواجه صعاب الحياة.
للأمانه الموضوع منقول
مواقع النشر (المفضلة)