بسم الله الرحمن الرحيم
قبل فترة كتبت موضوع تحت عنوان صيانة النفوس ( للمراجعة انقر هنا ) ، واليوم أقدم و أكتب هذا البحث المختصر الذي يحمل عنوان صياغة النفوس
بعد إثرائكم للموضوع السابق بالنقاط التي عالجت نواحي كبيرة من القضية التي تطرقت لها وحيث أنها من القضايا التي يعاني منها الشخص وتلازمه حتى الوفاة .
دعونا نخوض بحثاً بعنوان صياغة النفوس ..
إن النفس البشرية ماهي إلى وعاء معنوي نحس به ، وهي تختلف من شخص إلى آخر بقدر ما تتشابهه من شخص إلى آخر ، و هي مرتبطه إرتباط كلي في أمور معقده لا نعلم منها إلا القليل القليل ..
إستطاع العلم والتكنولوجيا الحديثه أن تصنع و تنجز أموراً عديدة دخلت في صناعتها المواد البلاستيكية والحديد والبلاتينيوم ... إلخ ، ولكن عجزت عن صنع عقل مفكر و قلب مدبر .
خلق الله تعالى و ميز الإنسان بذلك العقل المليئ بالتعقيدات الدقيقة جداً مروراً بالأعصاب والخلايا الدماغية والعديد من الأعضاء الأخرى وكل له وظيفته ومهامه .
فهل لنا أن نصون هذه النعمة التي أنعم الله علينا بها و نغذيها لننميها ونطورها و نحافظ عليها ؟
بالتأكيد .. نستطيع .. وهذا الأمر يأتي بالدرجة الأولى من إرادة الإنسان بمساعده الظروف المحيطه به .
قال عز من قائل "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
هل نستطيع صياغة أنفسنا ؟
صيانه النفس التي تحدثنا عنها مسابقاً .. قصدنا بها تعطيل بعض الوظائف وصيانتها وغالباً ما نقوم بهذا الأمر تدريجياً .. منتقين الحلول والترتيب المناسب لهذه العله .
ولا تختلف صياغه النفس عن صيانتها إلا في أمر واحد .. فالصياغه هي منح النفس قواعد و شروط جديدة لبغية معينه نخط على أساسها منحى مختلف تماماً عن ما سبقه والصيانه ما هي إلا تصحيح بعض مواضع العطل الموجود.
مثال:-
عندما نجد شخصاً قد إختار لنفسه أو الظروف إختارت له أن يتوب إلى الله عز و جل بتوبة صادقة ، فإن هذا الشخص قد مسح كل مواضع الشرور و الفساد التي تحمله نفسه ليبدأ بصياغة النفس و تحميلها فكراً و منهجاً جديداً لإتباعه ، و بهذا نقول أن هذا الشخص قد تاب إلى الله تعالى .. أي قد مسح كل ماض ليبدأ من جديد كعمليات غسيل المخ التي نسمع بها .
صياغة النفس هو قرار نتخده ، و عادة ما يحتاج إلى ظروف مهيئه مسبقاً و إرادة قوية جداً تجعلنا نتنازل عن العديد من الأمور التي تقدسها و تجلها تلك النفس و ما أصعب هذا الإختيار بقدر ما يكون سهل جداً عند الكثير من الأشخاص .
في الختام
أكتفي بهذا القدر من البحث المختصر راجياً الفائده لي و لكم ..
و ما توفيقي إلا بالله العلي العظيم
محبكم و أخوكم
Controler
مواقع النشر (المفضلة)