التليفون المحمول أحدث وسائله الغش فى الامتحانات خطر يهدد مستقبل المجتمع

**توفيق** · 07 / 04 / 2007 55 : 10 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التليفون المحمول أحدث وسائله الغش فى الامتحانات خطر يهدد مستقبل المجتمع

مع كل موسم للامتحانات تثار جريمة الغش التى يرتكبها بعض الطلاب فى المدارس والجامعات والتى باتت خطرا يهدد مستقبل التعليم فى مصر وبلاد أخرى من العالم ومع التسليم التام بحرمة الغش سواء فى الامتحانات أو فى البيع والشراء أو فى أى مجال من مجالات الحياة إلا أن الغش فى الامتحانات يعد أخطرها على الإطلاق لأنه يصيب مستقبل الوطن فى مقتل خاصة إذا كان العلم هو أساس نهضة وتقدم أى مجتمع.

ولذلك يجب على المجتمع كله أن يتكاتف لمنع وقوع هذه الجريمة وحماية الوطن من شرورها والقضاء على أسبابها مذكرين بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذى يحذر فيه من هذه الآفة بقوله (من غشنا فليس منا) لما يترتب على هذا الفعل من أضرار ومفاسد لها خطورتها على المجتمع ومستقبله.

ومن العجيب أن الغشاشين يستغلون كل تقدم علمى لتحقيق مآربهم عن طريقة وأحدث وسيلة ابتكرها هؤلاء هو الغش عن طريق استخدام التليفون المحمول ومع بداية موسم امتحانات آخر العام نذكر أبناءنا وبناتنا ومدرسينا بجريمة الغش وتحريم الإسلام له لعل الذكرى تنفع حتى يقلع الغشاشون عن هذه الفعلة وهو ما نبين أحدث أساليبه ومخاطره فى السطور التالية..

د.جيهان أبو زيد المدرس بقسم الجغرافيا كلية الدراسات الإنسانية والمشرفة على لجان الامتحان بالكلية تقول: طبيعة عملى تجعلنى أقف بمراقبة العديد من لجان الامتحان وبالتالى فقد تمكنت من ضبط الكثير من حالات الغش مشيرة إلى أن عدد حالات الغش قد زاد بشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة.

ليس هذا فحسب بل إن الفتيات يتفنن فى استخدام أساليب متنوعة فى الغش فكل يوم تظهر طريقة حديثة من طرق الغش فمثلا نجد من تلصق ورقة بها الإجابة أسفل نعل الحذاء حتى لا ترى أثناء التفتيش وأيضا هناك من تضع ورقة صغيرة بها الإجابة فى ساعة يدها بدلا من قلب الساعة وغيرها كثير من الطرق التى كان يصعب كشفها فى بداية الأمر.

الغش بالمحمول

وتشير د. جيهان إلى أن هناك طريقة فى الغش أصبحت كثيرة التداول بين الطالبات فى الجامع ةوهى استخدام التليفون المحمول فى الغش وهذه من أسهل الطرق وأضمنها لأنه يصعب كشفها وهذه الطريقة تتم بوضع السماعة اليدوية فى الأذن وإخفاء الجهاز المحمول فى الملابس دون أن يراه أحد وضبط الجهاز على الفتح التلقائى عند استقبال أى اتصال وبعد ذلك تقرأ السؤال بصوت مرتفع قليلا ليمعه المتصل ثم يقوم بإملاء الإجابة النموذجية عليها دون أن يسمعه أحد.

وتضيف د.جيهان أن أكثر المستخدمات لهذه الطريقة هن للأسف بعض المنقبات ومرتديات الخمار وذلك لأن ملابسهن تساعدهن على ذلك مما يصعب كشفها كما أن الغاش يظهر من تعبيرات وجهه وهذا ما لا يمكن الكشف عنه فى حالات المنقبات موضحة أن هذه الوسيلة فى الوقت الحالى تم كشف أمرها وأصبحت لا تلقى رواجا رغم كثرة استخدامها.

ولكن المراقبين يحاولون الحد من الغش بصفة عامة فأصبحت كل فتاة لا تدخل لجنة الامتحان إلا بعد إجراء تفتيش كلى عليها وعلى ملابسها والتأكد من خلوها من أية وسيلة من وسائل الغش.

عادة سيئة

ويؤكد د.أحمد المجدوب أستاذ علم الاجتماع والمستشار بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية أن الغش بصفة عامة عادة يعتاد عليها الأطفال منذ الصغر وترجع هذه العادة السيئة إلى التربية والتنشئة من البيئة المحيطة به تبدأ بالآباء مرورا بالمدرسة ثم المجتمع الخارجى مشيرا إلى أن ما يفعله الطلبة من غش فى الامتحان سلوك سئ وتقع مسئولية تقويمه على الآباء والمدرسين.

ولكن ما نراه يحدث فى الوقت الحالى مخالف تماما لأسلوب التقويم فنجد كثير من المدرسين يشجعون الطلبة على الغش داخل لجان الامتحان وعندما يحكى الطالب لوالديه ما حدث فى اللجنة لم يجد منهم إلا الفرحة والابتسامة تظهر على وجوههم مما يشعره انه فعل يثاب عليه أو إنه أمر طبيعى الحدوث.

ويوضح د. المجدوب أن الغش فى الامتحان من العادات السيئة التى تؤدى إلى إهدار مبدأ تكافؤ الفرص بين الشباب مما يؤدى إلى إحداث خلل فى المجتمع بالإضافة أنة يساعد على تولد الضغائن والأحقاد بين الأفراد وانتشار الأمراض الاجتماعية بين أبناء الطبقة الواحدة فضلا عن أنه قد أصبح سلوكا يعتاد عليه فى حياته ولا يتخلى عنه وهذا بدوره يؤدى الى تدمير القواعد السوية فى التعامل بين أفراد المجتمع.

كما أن الغش يساعد على نمو الكثير من الأمراض الاجتماعية التى الوقت الحالى كالكذب والسرقة والقتل لذلك فيعتبر الغش حجر الأساس فى هدم المجتمع.

وترى د. إلهام شاهين أستاذة العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية أن الغش تؤدى إلى نشر الفساد فى المجتمع وذلك لأن الذى يعتاد الغش هو إنسان غير صادق وغير أمين مع نفسه لأنه لو كان صادقا أو أمينا لاعترف أمام نفسه وأمام ربه أنه غير مستعد لإجراء الامتحان.

كما أنه يعتبر إنسانا كذابا ومخادعا لأنه يحاول أن يظهر بمظهر الناجح والمتفوق وهو لا يستحق ذلك وأيضا فإنه يكون إنسانا منافقا يحب أن يتملق الآخرين لكى يحصل منهم على ما يريده أو أن يغضوا الطرف عما يفعله مشيرة إلى أن مثل هؤلاء الطلاب الذين يقبلون على الغش ويظنون فى أنفسهم الذكاء المفرط والثقة الزائدة بالنفس والقدرة على خداع الآخرين ويكونون ثمرة ونواة للنصابين والمحتالين فى المجتمع فيما بعد.

وتضيف د. إلهام يجب على الطلاب بدلا من أن يستخدموا الأجهزة الحديثة كالتليفون المحمول مثلا فى الغش فى الفساد أن يتعظوا منه وينظروا إلى هذه التكنولوجيا فلو كان أهل بلادها غاشين لما استطاعوا أن يصلوا إلى هذه الدرجة من التقدم وهؤلاء الطلاب لو كان لديهم ذرة من العقل لحاولوا جاهدين أن يفعلوا مثله لا أن يستخدمونه فى المعصية وإتيان المحرمات.

ومن جانبه يؤكد د.طه أبو كريشة نائب رئيس جامعة الأزهر سابقا على أن الغش رذيلة من أكبر الرذائل ومن أكبر الكبائر التى حرمها الله تحريما قاطعا ومن يسلك هذا المسلك فى حياته فإنه يكون قد خرج عن المنهج السليم للرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه فقد قال صلى الله عليه وسلم (من غشنا فليس منا).

والغش فى العلم وخاصة الذى يحدث بين الطلاب فى الامتحان سواء فى المدارس أو فى الجامعات هو من أخطر أنواع الغش لأن له الكثير من الآثار السلبية على الفرد والمجتمع فالطالب الذى ينجح من وراء الغش ويخرج إلى المجتمع حاملا شهادة لا يستحقها ويتولى أى عمل يكون دابة الغش والسطو على جهد الآخرين وأفكارهم ولا يستطيع إتقان العمل ولا يراعى الله فيه فضلا عن أنه لا يستطيع تحمل المسئولية.

ويتابع د.أبو كريشة قائلا إن الوسائل الكثيرة والمختلفة التى يستخدمها الطلاب فى الجامعات والمدارس ويحصلون بها على أعلى الدراجات التى لا يستحقونها فإنها لا تختلف عن السرقة فالغشاش شأنه شأن السارق الذى يأخذ ما لا يملك ولا يستحق فهو يأخذ جهد غيره لينسبه لنفسه ولا نؤيد الوسيلة التى حصل بها على المعلومات والأفكار فالغش بالأوراق المكتوبة أو بالكلام المتبادل بين الطلاب أو بالتليفون المحمول كله فى النهاية يصل إلى غاية واحدة وهى الحصول على ما ليس من حقه وهذا حرام شرعا لأن الإسلام قائم على حفظ الحقوق كلها بشتى أنواعها سواء كانت فكرا أو عينا أو نفسا.