السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(سايكولوجّية) المرأة

سألني: هل تعرف متى تود المرأة بالانصراف؟!، قلت له: متى ما أذنت أنا لها بهذا، قال لي: لا، فقد تذعن وتطيعك إذا كانت تخشاك أو تستفيد منك أو تهواك، ولكنها مع ذلك هي في قرارة نفسها تريد الانصراف، إما لأن خوفها منك قد زاد عن حدّه، أو أنها أخذت نصيبها (خلاص) من الفائدة التي ترجوها، أو أن عشقها لك بدأ يكتم أنفاسها، ويطيّن عيشتها، ويفقع مرارتها.

قلت له: والله هذه غريبة، فلأول مرّة اسمع مثل هذا الكلام المنطقي والحلو، فزدني الله يرضى عليك، نورني، فقهني، بنفسّية المرأة، لأنني في هذه الناحية بالذات (أجهل الجاهلين).

فقال: إذا امرأة (ما)، كانت جالسة في حضرتك وهي تضع ساقاً على ساق، ثم أخذت تحرك قدماً واحدة فقط، والأخرى ثابتة، فاعلم رحمك الله على الفور، إن تلك المرأة تريد الانصراف، وإذا كان لديك شيء من الشهامة والمروءة فأفسح لها الطريق سريعاً، من دون أن تؤذي جسدها بحركة، أو تجرح مشاعرها بكلمة، فقط افتح لها الباب، من دون أن تقول لها حتى: مع السلامة.

قلت له مستعجباً: على هذا الأساس أستطيع أن أؤكد وأنا مرتاح الضمير: أن المرأة من أعقد الحيوانات الناطقة من بني البشر.. وماذا بعد لديك لكي تزودني به عن ذلك (الصنف) من المخلوقات؟!.

قال: المرأة يا عزيزي مخلوق جبل على الحركات، والذكي من الرجال هو من يستطيع أن يفك رموز (وشيفرة) تلك الحركات.

سألته: مثلا؟!.

قال: لو أردت أن اضرب لك مثلا (بمشيتها)، فالمرأة التي تسحب قدميها هي امرأة مترددة، أو أن لديها مشكلة صحية حساسة، وهذه (اتركها على جنب)، ولا تلق لها اهتماماً فقد تعديك، أما التي تسير بتوتر واضح وصلابة، (فخذ حذرك) منها جيداً، لأن شخصيتها عنيدة لا تلين.

أما التي إذا سارت تسير وهي (مهرّولة) فاعلم أنها جبانة وفوق ذلك تافهة، فإذا هرولت هي من أمامك شمالا، اعكس اتجاهك أنت وهرول مبتعداً عنها جنوباً.

قلت له: إن هذا الدرس الذي تعلمته منك اليوم اعتبره من أقيم دروس حياتي، فأرجوك استمر ولا تتوقف.

قال: المشكلة (الكأداء) الصعبة هي ابتسامة المرأة، فهي إذا كانت (واسعة) رغم لطفها فهي بشعة، وإذا كانت عالية، فهي رغم حيويتها (مفجعة)، وإذا كانت (ملتوية) فهي رغم معقوليتها، خبيثة، وإذا كانت (مكتومة) فهي رغم استكانتها، غامضة ومخيفة.

أما إذا شاهدت امرأة تشد (بنطلونها) وترفعه بطريقة متكررة، فاعلم أنها في الواقع لا تخشى وقوعه، وإنما هي تشعر بالقلق من جراء قرار أحمق سوف تتخذه، فغادر المكان الذي هي فيه حالا من دون أن تستشير أحداً.

قلت له: كل ملاحظاتك التي ذكرتها لي (على عيني وعلى راسي)، غير انك نسيت ملاحظة واحدة. سألني: ما هي؟!، قلت: إن أكثر شيء (يلخبط مزاجي)، هو عندما تتحدث معك امرأة، وتكون تلك المرأة مفتونة (بالحركات)، ومع كل كلمة وأخرى تضرب عضدك، أو تمسك بساعدك، أو تربت على كتفك، وكلما أزحت نفسك وابتعدت قليلاً، لحقت هي بك، وقد تصل أحياناً حماستها إلى مرحلة (القرص) والعياذ بالله. وتكون أنت في أسوأ حالاتك، عندما تعود إلى منزلك، وتكتشف في أنحاء مختلفة من جسدك، بعض العلامات (والبطش) الزرقاء المتفرقة.

_____ _____

منقـــــول