كيف تكتشف الشعوذة الطبية؟
الفرق بين العصور الغابرة والعصر الحديث، هو أن الشعوذة كانت تجري باسم الدين. الآن تجري باسم العلم. اينما اذهب في هذه الأيام أجد نفسي محاطا بالمجلات والاعلانات التي تدعي بشتى المعالجات والعقاقير والاطعمة التي تشفي شتى الأمراض والعلل. هناك الآن مزارع ومعاهد وعيادات وملاجئ يديرها «حكماء» يمارسون ما يسمى بالطب الطبيعي في الإشفاء حتى من السرطان. وكثيرا ما اسمع عن الموسرين من ابناء امتنا يضيعون وقتهم وأموالهم في مثل هذه المؤسسات القائمة على النصب والخداع والزيف، أو الجهل. كيف تكتشف هذه الشعوذة؟ إليك بضع قواعد قد تساعدك في ذلك:
إذا وعدوك بشفاء عاجل مدهش لعلتك.
إذا انطلق الحكيم يسرد وقائع وحكايات تشهد بفاعلية علاجه.
إذا وجدت عيادته مليئة بالشهادات والدبلومات والاجازات والجوائز الصادرة من مؤسسات غامضة لم تسمع بها من قبل.
إذا بادر إلى فحص علتك واستجوابك بأساليب ليست معتادة بين الأطباء او في المستشفيات.
إذا وجدت انه يسوق عقاقيره وأساليبه عبر الإعلان عنها في المجلات والجرائد والبريد.
إذا وجدت الحكيم يحاول معرفة وضعك المالي.
إذا ادعى أن علاجه يصلح لمكافحة سائر العلل.
إنني لم أضع هذه القواعد والارشادات وإنما اخذتها من حكيم مطلع زين عيادته بشتى الشهادات وأكد لي انه يستطيع معالجة كل العلل ولكن المؤسسات الطبية تحاربه وتقمع عمله وتنكر قدرته حفاظا على أرباحها واستغلالها.
أنا شخصيا لي دوري في الشعوذة الطبية.. وهو شيء قلما سمع به القراء أو أصحابي من زملاء واصدقاء. كثيرا ما يأتون الي يشكون عن عللهم. فأبادر فورا وأصف لهم هذا العقار الذي اكتشفته منذ سنين، الا وهو الزمن. نعم الزمن يشفي كل العلل. يذهب الكثيرون الى الصيدليات لشراء أدوية للزكام أو السعال أو المغص. يبلعون الدواء بهمة وعقيدة ثم يزول المرض بعد يومين او ثلاثة فيتصورون أن الدواء قد شفاهم. هذه هي الشعوذة. معظم هذه العلل التي تصيبنا تشفى من نفسها بعد قليل من الزمن. الجسم خير طبيب للجسم. كل ما يحتاجه هو الوقت الكافي.
وكأي طبيب حاذق، يواجه الجسم احيانا امراضا لا يستطيع التغلب عليها. والعلاج هو مزيد من الوقت. بمرور الأيام والأشهر نعتاد عليها، ونكيف حياتنا بموجبها حتى تصبح جزءا منا لا يزعجنا ولا يكدر صفو حياتنا. ولربما نستفيد منها فنطالب المسؤولين بالتعويضات والمعاشات. وكأي طبيب حاذق، يواجه الجسم امراضا لا يمكن التعايش معها أو التعود عليها. هنا ايضا يصبح الزمن العلاج الأخير. بعد شهرين أو ثلاثة يموت الإنسان ويرتاح من كل شيء بدون الحاجة لأي طبيب.
___________
منقـــــــــــــــــول
مواقع النشر (المفضلة)